تقرير الخارجية الامريكية .. براءة السـودان من قائمة الإرهاب

Quote: اصدرت الخارجية الامريكية تقريرها السنوي عن حالة الارهاب للعام 2015م ، وقد اتسم ملخص التقرير ما بين الإنذار بالخطر الى اثارة الدهشة وعدم المنطق ، حيث اورد التقرير في الصفحة 103 عبارات كانت بمثابة – قاصمة ظهر التقرير – حيث كان ملخصها " لقد عملت الولايات المتحدة بشكل تعاوني مع الدولة ( X ) في مجال مكافحة التهديد الذي تمثله القاعدة والدولة الاسلامية في العام 2015 ، وقد تضمن التعاىون الحد من استخدام الارهابيين لطرق العبور والتساهيل عبر اراضي الدولة ( X ) . هذه العبارات التقطها مدير مركز افريقيا بالمجلس الاطلسي د. " بيتر فام " فذكرها في مقاله المزيل بتاريخ 8 /6 /2016 الذي تناول فيه بقاء السودان على قائمة الارهاب الامريكية . وقال " فام " أن التأكيد الذي اوردته وزارة الخارجية في تقريرها بتعاونها مع الدولة التي اشرنا لها بالحرف ( X ) في محاربة تنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية قد يدهش القارئ إذا عرف ان هذه الدولة هي من الدول التي لا تزال على قائمة وزارة الخارجية الامريكية للدول الراعية للارهاب ، وهذه الدولة هى جمهورية السودان ، وقال ان السياسة الامريكية تجاه السودان – غير متسقة – ناهيك عن انها غير عقلانية . وقال " فام " على الرغم من ان الحكومة الامريكية لديها ملفات مفتوحة مع نظيرتها الحكومة السودانية ، وتشمل هذه الملفات مخاوف مشروعة بشأن العنف المستمر ووصول المساعدات الانسانية والفضاء السياسي داخل السودان ، الا ان هذه الاسباب لم تكن هي التي قادت الرئيس الامريكي الاسبق " بيل كلنتون " لوضع السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب في 1993 ومن ثم الاحتفاظ بالسودان داخل القائمة حتى الان . اوضح بيتر ان الاسباب الحقيقية وراء وضع السودان في قائمة الارهاب هي دعم السودان لبعض المجموعات مثل منظمة ابونضال ، الجهاد الاسلامي الفلسطيني ، حماس وحزب الله ، وقد قتل الارهابي صبري خليل البناء المعروف بأبو نضال في بغداد في العام 2002م وذلك وفق تقارير وزارة الخارجية الامريكية نفسها ، ولم ترد اي أنشطة حالية معروفة لمنظمة ابو نضال ، وهى غير نشطة كما ورد في تقرير حالة الارهاب في الصفحة 301 أن نشاط استخدام المجموعات الارهابية الفلسطينية للسودان قد انخفض . واشار بيتر فام الى ان ادارة الرئيس كلينتون بررت اتهاماتها بأن السودان كانت نقطة تجمع للجماعات الارهابية ، ويضم ذلك زعيم القاعدة اسامة بن لادن والذي استضافه حسن الترابي في منتصف تسعينات القرن الماضي ، وقد كان الترابي حينها رئيس المجلس الوطني . كذلك اوردت الخارجية الامريكية في تقريرها عن حالة الارهاب ، ان دعم السودان لتنظيم القاعدة قد توقف ، وقال بيتر ان التقرير اورد في صفحة " 45 " ان حكومة السودان قد اعتقلت في العام 2014م المدعو " أمينو صادق " الذي وجدت مزاعم انه العقل المدبر لتفجيرات بوكو حرام- تفجيرات نيانيا – في ابوجا والتي راىح ضحيتها 70 شخصاً ، وقد سلمت السلطات السودانية أمينو للسلطات النيجيرية من اجل محاكمته ، ولم تكن هذه الحالة الوحيد التي يتعامل فيها السودان مع سلطات إنفاذ القانون الدولي . وقبل اسابيع معدودة ارجعت وكالة الجريمة الوطنية البريطانية الفضل للسلطات السودانية في إلقاء القبض وتسليم اكثر تجار البشر المطلوبين لإيطاليا ، وهو " مريد ميظاني " " الجنرال " وهو اريتري متهم بإغراق السفينة " لامبيدوسا " في العام 2013 م وراح ضحيتها 359 من المهاجرين ، كما اصبحت القوات السودانية ايضاً جزء من التحالف العربي السني الذي يقاتل في اليمن لإستعادة الحكومة المعترف بها دولياً ، وقد قطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع إيران وطرد السفير الايراني في يناير 2016م . وذكر " بيتر " ان العلاقات السودانية الامريكية تشهد احتداماً شديداً في العشرين عاماً الماضية وذلك منذ ان وضع السودان في القائمة الامريكية للدول الراعية للإرهاب ، الا انه في الوقت الحالي من الصعب المجادلة بشكل مقنع بشأن وجود الأسباب التي ادت لوضع السودان اصلاً في القائمة . واضاف " فام " ان تقرير وزارة الخارجية الامريكية للإرهاب للعام الماضي كان قد اشاد بتعاون الخرطوم ضد تمويل الإرهاب ، واضاف بيتر ان حكومة السودان تعارض تمويل العناصر المتطرفة ، حيث قام بنك السودان المركزي بإنشاء وحدة المعلومات المالية في اواخر العام 2014م ، وتم بعد ذلك توزيع قائمة على المؤسسات المالية بالأفراد والكيانات المدرجة في قائمة الامم المتحدة للجنة العقوبات " 1267 " اضافة للقائمة الامريكية للمنظمات الإرهابية والممولين ، كما قام السودان بالمصادقة على قانون غسيل الاموال للعام 2003م وفقاً لقرار الامم المتحدة " 1373 " الخاص بتمويل الإرهاب . واختتم " بيتر فام " مقاله بالقول ( أن لدى الولايات المتحدة الامريكية عدد من القضايا المعلقة مع الجانب السوداني ، واشار الى الحاجة لتوسيع دائرة الحوار في هذه القضايا مع السودان ، وذلك عبر التحاور مع المسؤولين الحكوميين ، المعارضة السياسية ، المجتمع المدني ،وقال أن الحفاظ العنيد على إدراج السودان في قائمة الإرهاب لهذه الفترة الطويلة على الرغم من إنتفاء الاسباب الاصلية لهذا التصنيف لا يمثل الوسيلة الأنجع لتحقيق أهداف تعزيز التفاهم المتبادل ، والذي يؤدي في نهاية المطاف لقرارات عملية للتصدي للصراعات المحلية والإقليمية الملحّة .