فى البدء اثمن على ان الحوار هو المخرج الوحيد لحل ازمات الوطن والمواطن فى بلادنا التى انهكتها ويلات الحروب والدمار الذى لحق ببنية المجتمع السودانى الذى كان هشا وانفرط عقده من اول وهلة واكاد اجزم القول على اننا لم نساهم فى بناء الثقة بين مكونات الشعب السودانى ولا ابرئ احد من المحصلة النهائية للضرر الذى اصاب بنية الشعب السودانى فى مقتل بما فيها الاحزاب السودانية مجتمعة ومنذ الاستقلال بان كرست للعنصرية والجهوية ولم تفتح صدرها لنقاش موضوعى عن تقبل الراى الاخر بكل اريحية والرد وتفنيد الاراء بموضوعية بعيدا عن المهاترات وامراض النفوس لان الوطن يجب ان يبقى فوق الجميع اولا \ اتسائل ماذا يستفيد المواطن البسيط النازح الذى فقد داره واهله فى هذه الحرب اللعينة التى اقعدت عجلة التنمية وانهكت كاهل المواطن فى استمرار المعاناة مزيد من القتل ومزيد من الدمار وان الامن والامان اولولية لا يعلم حقيقتها الا من فقدها وان نيران الحرب لا يدرى فظاعتها الا الذين يكتوون بها لذا يظل وقف الحرب ضرورة قسوى واساسية فى بناء مستقبل السودان بل يجب ان ينظر اليها بعين الاعتبار ثانيا \ ماذا يستفيد المواطن البسيط النازح من كيف يحكم السودان والة الحرب اللعينة تدور رحاها فوق راسه ومازال يفقد الغالى والنفيس يوما بعد يوم علما بان هذا البلد قد نال استقلاله منذ 60 عاما حسوما لم يغمض له جفن لفشلنا فى ان نحاور انفسنا والمحصلة النهائية اننا لم ولن نتقبل انفسنا كسودانين حتى هذه اللحظة اى انشغلنا ببعض الصغائر وتركنا الوطن صريعا لمهب الريح تتناوشه تارة بعد تارة وكل منا يبنى له وطنا شامخا فى الخيال يستسحب معه بعض التاريخ مفتخرا بالاجداد ومعددا ماثرهم وهذا ان دل انما يدل على فشلنا فى معالجة الامر والنهوض بالوطن لبر الامان لذا نجد اكثرنا قد تقوقع فى قالب فكره ولا عزاء للوطن وهذا شئ مؤسف للغاية ومعظم المثقفين يظنون انهم اولى بهذا الوطن من غيرهم وان الايدولوجيا التى يتبعونها هى الترياق لداء الوطن ولا احد غيرهم يملك حق المساهمة فى حل مشاكل الوطن وان اتوا بالعلاج الناجع للعدوى وهنا تكمن الخطورة فى اقصاء الراى الاخر والتقليل من شانه اى ان تربيتنا الوطنية تحت لكثير من المراجعات ثالثا \ ماذا نستفيد من الافكار والايدولوجيات اذا كانت تفضى بنا الى التشرذم والتشفى واقصاء الراى الاخر وهدم الوطن بغرض التشفى ولا استثنى كل الاحزاب السودانية من ذلك وان بنية الوعى فيها تكاد تكون معدومة لانها لم تنتقد ذاتها النقد الموضوعى والبناء للنهوض بالوطن وبناء سودان المواطنة والحقوق اى انها لم تخرج من طور المراهقة السياسية التى عهدناها فى الجامعات المبنية على المهاترات وبعض الاشواق والكثير من الاحلام لذا نجد ان كسب الاحزاب السودانية فى مخاطبة قضايا الوطن المصيرية تكاد تكون صفرا وان مجموعة لا يستهان بها من ابناء الشعب السودانى لاتحتويه هذه القوالب الحزبية الضيقة كناية عن فشل النخب السودانية فى وضع لبنة اساسية للبناء المجتمعى وان ايدلوجياتها لا تلامس هوى المجتمع ورغم ذلك تكابر على انها الحل الاوحد وفى سبيل ذلك تلجا الى اسلوب اغتيال الشخصية تارة بالارهاب وتارة اخرى بالمهاترات والتخوين وانه من الشجاعة بما كان يجلس المرء مع نفسه لتقييم المشوار وذلك دليل صحة وعافية ولا تعتبر ردة وان الافكار لابد ان تراجع بصورة علمية وعملية لاستخلاص العبر وتصحيح المسار وان صوت العقل يعلى من قيمة من يبحث عن بصيص امل فى ظلمة الدجى ليبدا به مشوار انارة الكون وبالمثابرة سوف يصل لمبتغاه وان طال الزمن فى اقتلاع الظلام من جذوره وايضا ان الفطرة السليمة تختار مصيرها من عدم التقوقع والتقليل من اثر جذوة الضوء مهما كان صغيرا ليكى لا يعم الظلام الكون يظل وقف الحرب غاية سامية وامنية نبيلة ننادى بها وندعم بقوة خط الحوار لحل مشاكل السودان وان الحوار هو الطريق الوحيد لوقف الحرب وحقن الدماء وايضا هو المفتاح لمناقشة كيف يحكم السودان وانه من المؤسف جدا ان النضال فى بلادى يبنى على اجساد الابرياء وعلى اشلاء الاطفال
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة