وفاءً لصحاب أكرمين و أبناء نابهين- بقلم دكتور منصور خالد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 09:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-29-2016, 05:10 PM

NEWSUDANI

تاريخ التسجيل: 10-10-2002
مجموع المشاركات: 2019

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وفاءً لصحاب أكرمين و أبناء نابهين- بقلم دكتور منصور خالد

    05:10 PM May, 29 2016

    سودانيز اون لاين
    NEWSUDANI-newsudan
    مكتبتى
    رابط مختصر

    وفاءً لصحاب أكرمين و أبناء نابهين
    الصحب الأكرمون الذين أعني هم نساء ورجال يعرفون الحق بسيماه ويعطون الحق لغيرهم . ليس أدل على ذلك من دور هؤلاء بإقامة حفل تكريم لرجل عرفوه بما أنجز في الحقل العام من عمل وما طرح على عامة الناس من رأي ، لا بانتمائه لجماعة أو أسرة أو حزب . أما الأبناء النابهون فهم طائفة من ناشئة الدبلوماسيين انتقاهم المحتفى به للعمل بجانبه عندما كلف بإدارة الدبلوماسية السودانية في عقد السبعينات من القرن المـــــــــــــاضي ، ونعتهم الغيـــــــــــــــــاري ب" أولاد منصور ". وعند اطلاعي على أسماء رعاة هذا الحفل لم يتسمر نظري عند الدبلوماسيين وحدهم بل أتجه أيضاً إلى قائمة من الرجال والنساء صحبتهم وصحبوني في مجالات السياسة الوطنية ، أو ميادين الدراسات الأكاديميـــــــــــــة ، أو حقول القانون والدبلوماسية الدولية ، أو مواقع التعليم والإعلام في الداخل والخارج ، أو من بين رجال المال والأعمال الذين ربت أموالهم بالتخطيط الجيد والإدارة الحسنة لا بالسحت وخبيث المكسب .
    وبعد شكري لجماهر المواطنين الذين أقبلوا على حفل التكريم بسرور بائن ، والمسئولين من رجال الدولة والجماعات السياسية الذين استجابوا لدعوة لجنة التكريم لحضور المناسبة بسخاوة كريمة ، استميحكم عذراً لأتوقف في البدء هنيهة عند فئات أربع لم يكن الحفل ليخرج على الوجه الذي خرج به لولاهم . هؤلاء هم مبتدرو الفكرة ، وذوو العطاء الوافر من رجال المال والأعمال ، ومقدمو الأوراق البحثية عن المحتفى به ، واصدقاء المحتفى به الذين وفدوا من الخارج لحضور المناسبة أو كتبوا من مواقعهم النائية مهنئين ، ثم أهل الفن في كل ضروبه التي ازدان الحفل بها وجمُل .
    على رأس مبتدري الاحتفالية اتجه بالشكر أولاً إلى صديق العمر الوفي الدكتور حسن عابدين باعتباره صاحب الفكرة الذكية حول الأسلوب غير التقليدي الذي ينبغي أن يخرج به الحفل ، ثم لصحبه من رؤساء وأعضاء اللجان : البروفسور عبد الله أحمد عبد الله ، القانونيان التجاني عمر الكارب وعمر الفاروق شمينا ، الشاعر المبدع عالم عباس محمد نور ، الأستاذ على شمو ، الخبير المالي أمين سيد أحمد ، الفنان عصام عبد الحفيظ ، والسفراء رحمة الله محمد عثمان ، عبد الرحمن ضرار ، عطا الله حمد بشير ، عبد الرحيم خليل ، جمال محمد إبراهيم ، عمر الشيخ ، صلاح محمد علي ، والشاعر الناشر الياس فتح الرحمن الذي كاد أن يضنك عيشه بسبب وفائه لمهنته .
    الشكر واجب أيضاً للداعمين من رجال المال والأعمال : السادة صالح عبد الرحمن يعقوب ، أسامة داؤد ، حسن إبراهيم مالك ، أمين النفيذي ، وجدي ميرغني محجوب ، حسن تاج السر علي ، محمود عبد الرحيم ، أحمد النفيدي ، مامون عبد المتعال ، جوزيف مكين ، أحمد البدوي محمد الأمين حامد ، البنك الفرنسي السوداني ، بنك البركة . وحين أتوقف هنيهة عند كل واحد من هؤلاء الرجال لا أفعل ذلك إلا لوصفهم بما هم جديرون به من وصف . فالإشادة بالمبتدرين ورؤساء اللجان مستحقة على جهدهم المقدر على إخراج الحفل على وجه يفيض السرور على الناظر ويلهم المستمع ؛ والامتنان لداعمي المناسبة من رجال الأعمال فعلى عطائهم الذي لم يبطلوه بالمن بل كان في عطائهم حب وفي سخائهم إيثار ؛ والتقدير لمقدمي البحوث والمعقبين عليها فلإقدامهم على مهمتهم بموضوعية الباحث ورصانة المحقق والموضوعية هي تقييم الأمور على أساس الحقائق المثبتة لا توهم الوضاعين والوضاع هو المفترى . أما الفوتوغرافيون والسينمائيون فحقيقون بالأثنية لتسخيرهم فنهم وزمنهم للإضافة إلى بهجة المناسبة . الشكر كل الشكر لرؤساء الجلسات الأستاذ علي شمو ، السفير الفاتح عبد الله ، الدكتور صلاح منديل ، البروفسور قاسم بدري ولمقدمي الأوراق ، (السفراء) مأمون إبراهيم حسن ، عطا الله حمد بشير ، إبراهيم طه أيوب ، الدكتور نور الدين ساتي ، عمر الشيخ ، أحمد عبد الوهاب جبارة الله (الدبلوماسية) الدكتور علي سليمان فضل الله ، الأستاذ نبيل أديب ( حقوق الإنسان ) ، الدكتور الواثق كمير ، الدكتور لوال أشويك دينق ( صنع السلام ) ، البروفسور عبد الله أحمد عبد الله والدكتور عبد الرحمــــــــــــــن الطيب علي طـــــــــــــــــه ( التعليم ) ، السفير جمال محمد إبراهيم ، الدكتور النور حمد ، السفير عوض محمد الحسن ( الأدب ) ، الدكتور أحمد إبراهيم أبو شوك ، الدكتور مصطفى الصاوي ( مناهج البحث العلمي ) .
    أتوقف أيضاً عند الأصدقاء من خارج السودان فهم احرياء بالشكر على اهتمامهم بتكريم رجل أخلصوا له وأخلص لهم المودة لما نمت بينه وبينهم من أوشاج فكرية غُزول واحترام متبادل . ولكن مُراً في حلقي ومريراً على لساني أن ابدأ الحديث عمن شرفوا الحفل من خارج السودان برجال كانـــــــــــوا يشاركوننا الوطن ( السودان ) حتى عام 2011 ثم أصبحوا من بعد غرباء على ذلك الوطن . ليت العربية كانت كاللغة الروسية حيث كان الروس في العهد السوفييتي لا يطلقون على أوكرانيا وجورجيا وروسيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا البيضـــــــــــــــــــــــاء دولاً خارجية بل ينعتونها بالخــــــــــــــــــــــــــــــارج القريب " (The near abroad) . لعن الله السياسة عندما تفتقد الرشد ويحكمها الخَرق . أيا كان الحال شكري للرئيس سلفاكير لابتعاثه مستشاره السياسي تور دينق ماوين للمشاركة في الحفل والتعبير عن المحتفى به بخطاب يتحرج من سماعه من قيل في تكريمه ، وللصديق لوال دينق اشويك الذي شارك في حوارات الاحتفالية ببحث أحكمه وأرصنه ، وللجنرال الصديق وياي دينق ومن رافقه من صحبه وصحبى الواقفين بين برزخين : برزخ الشمال وبرزخ الجنوب .
    إلى جانب هؤلاء جاء من أقاصي الأرض رجال ونساء للمشاركة في الاحتفاء بالمناسبــة ، أو عَبَروا عن مشاعرهم برسائل لا تسعها هذه الرسالة وعلها تُضَمنُ في محاضر حفل التكريم . كتب مهنئاً من رجال الدبلوماسية الدولية ، رئيس جنوب أفريقيا السابق تابو مبيكي ، ونائب الأمين العام للأمم المتحدة هايلي منقربوس وكلاهما من الرجال الذين تلظوا بجحيم المشكل السوداني وما ذاقوا منه إلا حميماً غساقاً . مع ذلك بقى الرجلان مرابطين داخل الخيمة ، وذلك نمط من الوفاء افتقده السودان حتى عند بعض بنيـــــــــــه . كما منهم النابغون من رجال الصحافة العربية سليم نصار ( الحياة ) ، سمير عطــــــــــــــــــــــــا الله ( الشرق الأوسط ) ، عثمان العمير ( إيلاف ) . وإن كانت ظروف العمل أو عوامل المرض قد حالت دون مشاركة سمير وسليم في الحفل إلا إنهما حيا الحفل في بابيهما الراتبين في الصحافة فلهما الشكر ، أما العمير فقد نهد إلى الخرطوم من منتجعه في جبال سافوا ، كما قــــــال ، " ليُقبل ثري الخرطوم ويتكحل بنيلها ويحيي أبناءها المنصورين المخلدين ". ومن أرض الكنانة كتب مهنئاً المهندس نجيب ساويرس رجل الأعمال الذي لم تقل اهتماماته بالقضايا العامة، بل فاقت ، اهتمامه بالمال والأعمال وكان السودان على رأس تلك الاهتمامات ، وفائزة أبو النجا الدبلوماسية المصرية التي صعدت في مراقي الأمم المتحدة فأصبحت مديرة لمكتب الأمين العام وفي مراقي الدولة المصرية حتى أصبحت مستشارة للأمن القومي في عهد الرئيس الحالي. وأن كانت ظروف العمل قد حالت دون مشاركة نجيب وفائزة فقد كتبا لتهنئة المحتفى به ومنظمي الحفل على مبادرتهم الكريمة . الثناء أيضاً لازم لنخبة الأطباء السودانيين في بريطانيا الذين بادروا بالكتابة إلى المحتفى به مهنئين بتكريم أهله له وللجنة التي بادرت بإقامة ذلك الحفل . شكري الفائق للنطاسيين المرموقين علي نور الجليل والفاتح بركة اللذين كتبا مهنئين ، ولصلاح محمد عمر ، وصالح خلف الله بابكر ، والتجاني أبوقصيصه ، وصلاح منديل الذين حملوا أنفسهم على السفر للمشاركة في ذلك الحفل . على أن الثناء لا يكتمل دون الإشارة إلى اللورد رتشارد لوس أبن السير وليام لوس آخر مستشار للحاكمين البريطانيين ( روبرت هاو ونوكس هليم ) ، وقد أضحى رتشارد وزيراً في حكومة ثاتشر وانتهى إلى واحد من أرفع مواقع المملكة : رئيس ديوان الملكة . لرتشارد الشكر لأن السودان لم يغب أبداً عن خاطره ففي رسالته روى رتشارد عن مولده في السودان وحبه وحب والده لمن تعرفا عليه من السودانيين .هؤلاء جميعاً لم يُقبِلوا على ما اقبلوا عليه وَلهاً بشخـــــــــــــص ، وإنما تقديراً لما أسهم به ذلك الشخص في مجالات العمل العام في الداخل والخارج .
    من هو المحتفى به ؟سؤال أوجهه للنفس بحسبان المحتفى به هو الأدرى بخصائصه ونقائصه؟ لقد كتب الله للإنسان أن يحيا مرة واحدة ويموت مرة واحدة وبعد ذلك يوم الدينونة . لهذا السبب حرص المحتفى به على إطالة عمره عمقاً لا طولاً بالقراءة أولاً ، وبتلاقح أفكاره مع أفكار الآخرين ثانيــــــــاً . ولعباس العقاد وصف ذكي حول هذا قال فيه " لست أقرأ لأكتب ولا أهوى القراءة لازداد عمراً في تقدير الحساب لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا ، وحياة واحدة لا تكفيني ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة . القراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق وأن كانت لا تطيلها بمعيار الحساب " .
    نعم ،القراءة تزيد العمر عمقاً كما ألمح العقاد ، ولكن القراءة وحدها لا تكفي لإنماء عقل الإنسان أو تمكينه من النظر السديد للعواقــــــــــــب مالم يصحبها تلاقح بين أفكار الإنسان وأفكار الآخرين ،ففقدان التلاقح الفكري بين البشر يؤدي لا محالة إلى عقم فكري . وفي طوال حياتي العامة تعلمت الكثير من التلاقح بين أفكاري و أفكار وتجارب الكثيرين الذين صحبت خارج السودان أو عملت معهم ، أو تمهرت على أيديهم في داخله في حقول الإدارة والتعليم والدبلوماسية والقانون . في ذات الوقت تكثرت بمن هم دوني في الخبرة وربما المعرفة ،فطوال الفترة التي عملت فيها سوياً مع من انتقيت للعمل تحت إشرافي لم يدفعني واحد منهم للظن بأن صحبتي معه كانت صحبة إمعات ضعيفي رأى لا يثبتون على قرار ، أو مهزولو سير يتعثرون في مشيهم فيتعسفون الطــــــــــــــريق ،أو مُلطَخو سيرة تتيح للوِغدان أية فرصة لرميهم بالسيئ أو القبيح .وما كان لرجل يسعى للنجاح فيما أوكل له من واجب إلا وتكثر بمن يضيفون إليه شيئاً ، فالتكثر نماء في الفضل وتعميق للمعارف لا زيادة في العدد .
    ما كان لي ، مثلاً ، أن أحقق ما حققت في الفترة القصيرة التي قضيتها في وزارة التعليم لولا عون أساتذة جهابذ ذوي نباهة التقيت ببعضهم في الوزارة : إبراهيم نور ، أحمد محمد على نمر ، توفيق أحمد سليمان ، علي النصري حمزة ، منصور حسن أميــــــــــــــــن ، إبراهيم شبيكة أو من الحقت بهم من خارج الوزارة من ذوي المِكنة على عدل كل مائل ، وعلى رأس هؤلاء الدكتور الراحل زكي مصطفى والدكتور عبد الرحمن الطيب علي طه . أما في مجال الدبلوماسية فقد تَكَثرت وازدادت معارفي عمقاً برجال مثل شيخي جمال محمد أحمد وصحبه من الرعيل الأول الذين علا ذكرهم من الدبلوماسيين .ومن بعد سعيت لارفاد ما كسبت من خبرة أولئك الرجال الهِمام بجهود جيل جديد من ناشئة الدبلوماسيين توسمت فيه خيراً ووثقت له بالنجاح حين خبرته كما وثق النابغة الذبياني بالنصر المؤزر في الحرب لقبيل عمرو بن الحارث لما عرفوا به من شدة المراس .
    وثقت له بالنصر إذ قيل قد غزت
    قبائل من غسان ليست اشائب
    الاشائب هم الأخلاط وما كان أي واحد ممن ذكرت من المخاليط الذين تشوبهم الشوائب. فكل واحد من هؤلاء أثبت قدرته على العطاء وحسن الأداء في المواقع التي شغلها في مجالات العمل الرسمي ، أو في المنظمات الدولية والإقليمــية التي التحقوا بها من بعد ، أو في الجامعات والحقل الطبي ، وتلك مواقع لا يسهل الوصول إليها إلا بامتحان ، ويعسر البقاء فيها بدون اقتدار .
    أقف قيلاً عند " أولاد منصور " لا لسبب إلا لأحمل المهاذير على الكف عن سقط الكلام عن فتية أماجد أنجحهم في مجالات الخدمة العامة علمهم وقدراتهم وليس عطف راع لهم حباً أو شفقة إذ لم يكونوا بحاجة إلى كليهما . تناول أعراض الآخرين بغير حق عمل سيئ بل هو في الإسلام أشد سوءً من الربا ، وفي الحديث " أربى الربا تناول المرء عرض أخيه بغير حق " . لقائي بهؤلاء الأماجد كان في المكتب التنفيذي للوزير وهو المكتب الذي ابتدعته ليكون قطب الرحى في الوزارة دون انتقاص من تراتبية السلطة في تلك الوزارة. وعلني أسميهم دون ترتيب : جلال عتباني ، يوسف مختار ، عزت الديب ، محمد المكي إبراهيم ، سيد أحمد الحردلو ، عمر الشيخ ، أشول دينق ، فاروق عبد الرحمن ، الفاتح إبراهيم حمد ، الدكتور نور الدين ساتي ، عطا الله حمد بشير ، عبد الرحيم أحمد خليل ، محمد عبد الدائم ، عثمان نافع ، محجوب الباشا ، أحمد عبد الوهاب جبارة الله ، هاشم عبد الرحيم ، عمر شونه ، عثمان عبد الله السمحوني ، والمستشارين عمر شمينـــــــــــــــــــــا ( مستشار وزارة الخارجية في القانـــــــون ) وطــــــــــــــه حســـــــــــــــــــــــن النــــــــــــــــــــور ( مستشار ها في مجال الحدود ) . وفيما يتعلق بالمجالين : تنظيم الإدارة القانونية بوزارة الخارجية وحدود السودان لا يحق لي أن أنسى قمماً ثلاثة من قمم القانون استعنت بهم وكانوا خير عون : أحمد متولي العتباني ، زكي مصطفى ، وفيصل عبد الرحمن علي طه . كما أذكر من إداريي الخارجية الذين لا يذكرهم ذاكر : حسين سيد أحمـــــــــــــد ، عوض عبد ربه ، محمد عثمان محمود ، محمود شحاته ، الصاوي بله . وكما سبق أن قلت في كثير من المواقع فان الذي يريد النجاح في اي مهمة فعليه ان يتكثر بمن هو مؤهل للنجاح في تلك المهمة لا بالانصار والمحاسيب لأن المحاسيب لا يودون بمن يصطجبهم إلا إلى قاع سجيل .
    وأنا أذكر هؤلاء الدبلوماسيين النجباء والإداريين الفٌلحاء ، أضيف أيضاً شكري لسفراء ما كنت لأنجز ما أنجزت في الحقل الدبلوماسي دون عونهم ، ومنهم من لا يغمط الناس أشياءهم . فمن الطائفة الأولى أذكر من السفراء من عهدنا لهم بحماية الثغور في أشد الفترات حرجاً أو أكثرها أهمية في علاقات السودان الخارجية : محمد ميرغني في القاهرة في فترة الجفوة العابرة بين البلدين ، عبد العزيز النصري حمزة في واشنطون في فترة الانتقال من الجفوة الموروثة بين السودان والولايات المتحدة إلى علاقات حميمة ، رحمة الله عبد الله في فترة عضوية السودان في مجلس الأمن ، فخر الدين محمد في موسكو بعد عودة العلاقات بين السودان والاتحاد السوفييتي ثم صلاح عثمان هاشم في باريس ، الأمين محمد الأمين في شرق أفريقيا ، أحمد صلاح بخاري في لندن ، سر الختم السنوسي في جدة ، هاشم محمد صالح في أبي ظبي وتلك ثغور احتلت مكاناً بارزاً يؤمذاك في جغرافيا السودان الدبلوماسية . أما في حالة السفراء الذين كانوا يحرصون دوماً على حمد صنيع مرؤوسيهم فشكري لملاحي السفين الإداري تغمدهما الله برحمته : محمد ميرغني وفضل عبيد ، ولصلاحين من صُلاَّح الوزارة : صلاح عثمان هاشم الذي هداني إلى الكثير من المعارف كما اهدى إلى يوسف مختار وعصام أبو جديري وكان يصفهما لي في السبعينات بوكلاء الوزارة في الثمانينات ؛ وصلاح أحمد محمد صالح الذي ظل يحرص دوما عند مدي بأي تقرير على الإشارة لمن صاغ ذلك التقرير مثل أحمد يوسف التني في بيروت وأبو زيد الحسن في الإدارة العربية .
    هؤلاء هم الرجال الذين عجمت أعوادهم فلم ينكسر لأحدهم عود ، ومطوت بهم في السير فلم ينقطع لهم حبل ؛ وتلك هي الصفات التي قربت هذا النفر مني وحببته إلى نفــــــــــسي بحيث بقيت علائقي معهم يانعة كالعقيق اليماني ، وما كانت نفس لفراق هــــــــــــــــــؤلاء تطيب . مــــــــــــــــــن " أولاد منصور " هؤلاء من هو حي يرزق أمد الله من عمره كما منهم من رحل من دار الفناء إلى دار البقاء وسأظل لهم ذاكراً مثل ذكر زملائهم لهـــــــم .لهذا حري بي في هذا المقام أن أذكر من بين تلك الثلة المرموقة الراحلين : عمر شونــــــــــــة ، أشول دينق ، سيد أحمد الحردلو ، يوسف مختار ، عبد الله محجوب سيد أحمد ، عصام حسن ، عزت الديب ، حسين سيد أحمد ، وايزاك أدونق . أمطر الله قبورهم بوابل لا ينقطـــــــــــــــــع .
    المحتفى به ، كما خبره " أولاده" خلال فترة عمله معهم ، أو تعرف عليه صَحبُه الآخرون في مجالات العمل المختلفة ، أو تابعوا مسيرته في الحياة العامة ، لم يحسب نفسه شيخ طريقة يرنو إلى تحلق المريدين حوله ، ولا رجل سياسة شَيَخه وهو في ميعة الصبا تابعون يدانونه في العمر وربما يفوقونه في المعرفة رغبة منهم في أن " يمكنهم " من السلطان في زمن " التمكين " . كما لم يكن ولياً إماماً يطمع في أن يناديه التابعون وتابعو التابعين ب " سيدي " أو " مولانا " طمعاً في ما سيتساقط عليهم من بين يدي الأسياد من جاه أو فتافت سلطة . ففي أية لحظة من حياتي العامة لم أكن زعيماً لنفسي بأية صفة من تلك الصفات بل ظللت أحسب نفسي منذ ولوجي الحياة العامة صاحب منهج في العمل السياسي والإداري يطبقه عبر الممارسة . الممارسة عندي هي اختيار للأفكار واختبار للتجارب ومن الاختيار والاختبار يتعلم الإنسان بقدر ما يُعِلم لأنهما عمليتا تفاعل بين المُعطي والآخذ . ولئن حمدت الله على منة واحدة غمرني بها فهي إنني لم أكن في حياتي العامة والخاصة مولعاً بمصاحبة الحمقى بل أفِر منهم فرار السليم من الأجرب .
    تجربة التكريم هذه أكدت لي شيئين نقيضين . فالقائمون بالاحتفال ورعاته هم جميعاً احفياء بالشكر ليس فقط لإقامة هذه الاحتفالية ، بل أيضاً للإفلاح في إخراجها في ثوب بهيج يرضي كل من يبحث عن الجمال . ذلك الإفلاح حاز إعجاب الأصدقاء في الداخل والخارج ولكنه أوغر صدور آخرين كانوا يتمنون حسداً - لا غيرة - تقزيم جهدكم المقدر . وأميز بين الغيرة والحسد لأن الغيور يطمع في أن يساويك بالرقي إلى المكان الذي ارتقيت إليه ، وهذا أمر طبيعي ؛ أما الحسود فلا يتمنى لك إلا أن تساويه بالانحطاط إلى مكانته وهذا لؤم طبع. لئيم الطبع ينبغي أن لا يثير ثائرة الفضلاء لأنك حتى أن ألقمته عسلاً كافأك بِعَض أنـــــــــــاملك.
    حمداً لله أن ما زال للمرء في السودان وخارجه صحب صادقين أوفياء ، والصدق والوفاء تؤامان . فإن كان القول والعمل الصادق هو ذلك الذي لاشية فيه من رياءِ ، فأن الوفاء في قول أبن حزم الأندلسي " من حميد الغرائز وكريم الشيم وفاضل الأخلاق ولا يحول عنه إلا خبيث المحتد الذي لا خلاق له ولا خير عنده " . لكم الشكر على وفائكم فلا يحيد عن الوفاء إلا من لا خير عنده ، كما لكم جميعاً من جانبي الشكر على جمائلكم فالاعـتراف بالجميـــــــــل جميل ، " وقليل من عبادي الشكــــــــــــــــور " .
                  

05-29-2016, 09:35 PM

NEWSUDANI

تاريخ التسجيل: 10-10-2002
مجموع المشاركات: 2019

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وفاءً لصحاب أكرمين و أبناء نابهين- بقلم دك (Re: NEWSUDANI)

    قد يستغرب البعض ويستنكر المتخندقون لماذا هذا المقال في المنبر ولكني رأيت لما أحتوي هذا المقال من رجال عظماء أ ن ينشر ليعلم هم وأبنائهم ما أنجز السلف من دون ثمن غير الوفاء للوطن والخدمة المدنية
                  

05-29-2016, 09:58 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وفاءً لصحاب أكرمين و أبناء نابهين- بقلم دك (Re: NEWSUDANI)

    الأخ نيو سوداني.

    الدكتور منصور خالد رجل يستحق التكريم فعلا.
                  

05-30-2016, 02:24 AM

يحي قباني
<aيحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وفاءً لصحاب أكرمين و أبناء نابهين- بقلم دك (Re: Deng)

    يا صديقي ...

    منصور خالد يتشرف به السودان ...

    لم يلد السودان مثله كثيراً ...
                  

05-30-2016, 05:15 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25070

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وفاءً لصحاب أكرمين و أبناء نابهين- بقلم دك (Re: يحي قباني)

    ياسلام على هذا المنصور
    من لايشكر الناس لايشكر الله
    منصور صاحب قلم شفاف وغير ناكر للجميل
    واحد من ابرع من انجبتهم خارجيتنا التي ابتلاها الله بعديمي الموهبة والكياسة الدبلوماسية
    ربنا يطيل في عمره ويمتعه بموفور الصحة والعافية
    الشكر لكل من ساهم في تكريمه ،
    امثال منصور تُشيد قاعات ومراكز بحوث ودراسات بإسمهم ، ليت يعمل محبيه و "واولاده" ذلك
    شكرا لصاحب البوست
                  

05-30-2016, 06:40 AM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3518

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وفاءً لصحاب أكرمين و أبناء نابهين- بقلم دك (Re: حيدر حسن ميرغني)

    اذا كان الدكتور منصور خالد من اي بلد اخر لكان امينا عاما للامم المتحدة ولكنة السودان ياكل ابنائه
                  

05-30-2016, 10:55 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وفاءً لصحاب أكرمين و أبناء نابهين- بقلم دك (Re: بهاء بكري)

    تحياتي نيو سودان وضيوفك الأكارم،

    لا يعرف الفضل إلا أهل الفضل..

    بيد أن خطاب وفائه الذي خص به أولئك النفر الكرام قد زاد الدكتور منصور رفعة على رفعة...

    وهي شهادة جديرة بالاحتفاء ...

    التحية لهم وألف رحمة ونور على من رحل منهم ...

    والتحية للدكتور منصور خالد ومتعه الله بالصحة والعافية وحفظه

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 05-30-2016, 10:58 AM)

                  

05-30-2016, 12:01 PM

Yousuf Taha
<aYousuf Taha
تاريخ التسجيل: 05-03-2013
مجموع المشاركات: 1034

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وفاءً لصحاب أكرمين و أبناء نابهين- بقلم دك (Re: بهاء بكري)

    ياترى لماذا اغفل الدكتور منصور خالد عن سيرة المرحوم صلاح احمد ابراهيم عليه رحمة الله وهو من الذين عملوا معه في الخارجية ابان توليه حقيبة الخارجية في حقبة مايو؟؟؟؟



    تحياتي صاحب البوست
                  

05-30-2016, 11:16 AM

ياسر منصور عثمان
<aياسر منصور عثمان
تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 4496

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وفاءً لصحاب أكرمين و أبناء نابهين- بقلم دك (Re: NEWSUDANI)

    دكتور منصور خالد

    تتفق او تختلف معه

    صاحب منهج لا يحيد عنه

    وصاحب قلم لا يجارى

    مع ودي
                  

05-30-2016, 11:21 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25070

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وفاءً لصحاب أكرمين و أبناء نابهين- بقلم دك (Re: ياسر منصور عثمان)

    اجمل ما في منصور أنه رفد المكتبة بكتب مهمة في الشأن السياسي السوداني
    على عكس القادة السياسيين في بلادنا الذين يدمنون التهريج الاجوف والمشافهة
                  

05-30-2016, 12:06 PM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وفاءً لصحاب أكرمين و أبناء نابهين- بقلم دك (Re: حيدر حسن ميرغني)


    اجمل ما في منصور أنه رفد المكتبة بكتب مهمة في الشأن السياسي السوداني
    على عكس القادة السياسيين في بلادنا الذين يدمنون التهريج الاجوف والمشافهة

    شكراً حيدر فلقد عبرت عني
                  

05-30-2016, 12:10 PM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وفاءً لصحاب أكرمين و أبناء نابهين- بقلم دك (Re: حيدر حسن ميرغني)

    حذف للتكرار ولا أدري السبب

    (عدل بواسطة اسامة الكاشف on 05-30-2016, 12:13 PM)

                  

05-30-2016, 12:10 PM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وفاءً لصحاب أكرمين و أبناء نابهين- بقلم دك (Re: حيدر حسن ميرغني)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de