|
Re: سَماح ... (Re: ابو جهينة)
|
و لكن .. موافقتك على سفري .. تعرف أسبابها .. فأنت تزيح عن كاهلك كل خيط يبعد عنك الشبهة التي ربما تلازمك طوال حياتك إن تم الكشف عن المستور .. وأرجو أن تغفر لي ما سأقوله إن كان يدخل في نطاق العقوق أو التطاول يا أبي .. فأنا أعتز بك جداً .. وتتطاول قامتي لتعانق السماء لأنك أبي .. وسأظل أعيش مفتخرة بإنتسابي إليك .. فأنا ظفر في لحم أصبعك .. وقبل أن ألِج هذا الأمر .. أقول لك بأنك يا والدي قد إرتكبت ذلك الخطأ الفادح في حياتك .. وأعذرني يا أبي مرة أخرى .. فأنت سليل الحسب والنسب .. إبن الأسرة العريقة .. ورثتَ عن أبيك وأجدادك عزاً وجاهاُ .. وأسم أسرتك له وقْع الطبول. ثم زوجوك إحدى بنات أعرق الأسر التي توازيك نسبا وحسبا .. كنتما كفَرَسِىْ رهان .. أنجبتما البنين والبنات .. يحسدكما الكثيرون عليهم .. أتتْك الدنيا طواعية .. ووهبك الله كل شيء .. فكيف أتيت بي ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سَماح ... (Re: ابو جهينة)
|
أقصد لم أتيت بي إلى هذه الدنيا ؟ كان يكفيك ما أنت فيه من نعيم دانٍ وعز وافر .. وزينة الحياة الدنيا. هذا سؤال تعرف أنت إجابته تماماً كمعرفتك راحة يدك .. أنا لي رأى آخر .. قد يغضبك .. ولكني لن أعيش به بقية عمري .. سيثقل كاهلي إن لم أبُحْ به إليك .. وأنا مصممة على أن لا أموت و هو في جوفي ينحرني ليل نهار ويذبحني من الوريد إلى الوريد. أنا يا أبي ثمرة طيشك وعدم مبالاتك .. فقد أتيت بي لهذه الدنيا بسبب نزوة من نزواتك .. وبسبب مزاجك العالي .. سامح الله أمي. أنا لا أحتقرها .. ولا ألومها .. فهي نسيج مختلف تماماً عنك.. دفعتها ظروفها أن تكون أحد أسباب توفير مزاجك العالي .. رحمها الله .. بهرْتها بجاهك .. أغدقت عليها مالك .. ملكتها بحلو لسانك .. فهل خدعتها يا أبي ؟ هل وعدتها بشيء ثم نكثْتَ وعدك وأخلفت به؟ يتعبني الآن أنني لا أعرف عنها شيئا .. أستحلفك بالله أن تحدثني عنها و أنا الآن بعيدة عنكم وأنت في مأمن من كل ما يكشف سرك العظيم. لا أعلم كيف تزوجتها سراً .. و لا أريد أن أعرف الآن .. ولكن الذي أعرفه يا أبي أنك تزوجتها ربما درءاً للفضيحة بعد أن تكورتْ بطنها معلنة بداية الخطيئة والخطأ .. لتضمن بذلك سكوتها الأبدي .. ودرءاً لإنتشار الفضيحة بين أهلك وأسرتك .. أليس كذلك ؟ وأخذْتني عندك .. وأنت تعلم مجريات الأحداث .. تعلمها يا أبي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سَماح ... (Re: ابو جهينة)
|
أنكرتَ أولا أبوتك لي .. وقلت للجميع أنني يتيمة تود كسب الأجر والمثوبة بتربيتي .. وأنا وقتها صغيرة لا أعلم لِم أنا بعيدة عن والدتي و بين أسرتك التي لم ترحب بي كثيراً .. ثم أفضيتَ إلى زوجتك بالسر الدفين في لحظة ندم ربما، فتغيرتْ معاملتها لي. بل تغيرتْ كلياً .. رغم أني لم أعلم سر التغيُّر في معاملتها وقتها .. إلا أنني أعتقد بأن الله يحبني فقد ألهمني صبراً جميلاً .... أفرغتْ زوجتك كل حقدها على ضرتها في شخصي .. و لولا لطف الله بي .. لكنت مشردة لا أعرف أسرة أو أهلاً .. و لا أدري أين كان سينتهي بي المصير .. وتحت سمعك وبصرك جرتْ أمور ستظل محفورة في ذاكرتي أبد الدهر .. أمور أقل ما أصفها بها الآن أنها توصمك بالظلم الفادح .. والظلم المر . كأنك بسكوتك تجعلهم يعاقبونني على ما إقترفته يداك عن الظلم الذي كان يقع على.. عاقبتَ نفسك في شخصي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سَماح ... (Re: ابو جهينة)
|
لا أكرهك .. لسببين : لأنك والدي ... ولأنك يوماً ما كنت ترتبط مع والدتي رحمها الله برباط مقدس .. رباط لم تعطه كل حقوقه المشروعة. سامحك الله .. كانت هناك جذوة عميقة داخل روحي تقول أنك أكثر من مُحسن و كافل يتيم.. كنتُ أسهر لحين عودتك وأذهب لفراشي بعد دخولك غرفتك .. كنت أغضب في دواخلي حينما تتطاول زوجتك عليك .. وأطرق مكسورة عندما أراك منهزماً أمامها .. و لكن .. أرَّقتْني كثيراً ولسنوات طوال أمور شتى .. فأَن أنام دون عشاء عقابا لتقصيري بسبب الإرهاق أو التعب ، فهذا لم تعرفه لأنك كنت تأتي مخدراً ومخموراً و تُساق إلى مخدع زوجتك سَوْقاً .. أن أُعاقَب يومياً على أخطاء الآخرين .. فهذا كان يفوتك لغيابك طيلة ساعات النهار .. ولكن أيعطيك هذا العذر لكى لا تناديني وتمسح على رأسي وتسألني إن كنت أشكو شيئا ؟ ألم تستيقظ فيك يوماً عاطفة الأبوة ؟ أيعطيك هذا العذر حتى لا تفرق بين ما كنتُ ألبسه و ما كان تلبسه أخواتي ؟ أيعطيك هذا العذر حتى لا تراني أيام راحتك في المنزل وأنا منحنية أقوم بكل أعمال البيت بينما إخوتي حولك في صخب طفولي كنت أرمقه من طرف خفي وبداخلي سؤال يكاد يكتم أنفاسي ؟ سؤال كان دافعه شعور خفي بأنني جزء منك .. أذكر سنوات طفولتي فأصاب بغصة تكاد تفقدني صوابي .. ستبقى تلك الأيام كالشرخ يدخل منه صقيع عطش أيامي وجوع لياليها الطوال. أحمد الله أن أعطاني القوة و الصبر .. لا أود أن أؤنبك الآن .. فلا فائدة أجنيها بتأنيبك .. يكفيك صراعك الداخلي الذي عشته وتعيشه وستعيشه. كان من الأفضل أن تتركني في حضن أمي .. أو حضن مَن على شاكلتها بعد موتها .. ما معنى أن أقتات الفتات في منزل أبي ؟ ما معنى أن ألبس أسمال إخوتي ؟ إخوتي ؟ يا للسخرية .. هم يعرفون فقط أنني يتيمة تعيش على إحسان الأسرة .. الذي أعرفه أن الأبوة لا تتجزأ ... لا تفرق بين لحم ولحم .. وليس هناك لونين للدم الذي يجري في العروق. فكيف طاوعك قلبك على أن تجعلني أعيش دور المقطوعة من شجرة وسط إخوتي ..؟؟ بينما زوجتك التي تعرف الحقيقة تُشْهِر لك سلاح الفضيحة كلما حَنَ قلبك أو لُمْتَ نفسك على سوء معاملتها لي ؟ فكيف إستطعتَ أن تصبر كل هذه السنوات لتخبرني بالحقيقة؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سَماح ... (Re: ابو جهينة)
|
ليتك لم تخبرني .. ليتك تركتني أحبك فقط لأنك الذي أحسن إليّ بعد موت أمي. أتدري ما الذي أحسست به عندما أخبرتني بالحقيقة و أنت منتشي بفعل الخمر ليلتها ؟ إمتدتْ يدي لتصفعك .. نعم .. أصدقك القول .. إمتدت يدي لتصفعك .. ولكني أحسست أنها ملتصقة بي تماما لا حراك بها .. وأحمد الله على ذلك أيضاً.. فقد منع الله عني جريرة كبيرة. لم تتركني زوجتك أكمل النظر إلى تعابير وجهك و أنت تكمل إعترافك الهزيل المبتور .. فقد سحبتْك وكأنك طفل يجرجرونه إلى فراشه .. وصباح اليوم التالي .. خرجتَ لا تلوي على شيء .. لم تطق حتى النظر في وجهي و أنا أزاول عملي اليومي. يا لها من ليلة .. تلك الليلة .. لم يغمض لي جفن .. كانت الصدمة أكبر من عقلي و أنا في بداية مراهقتي أكابد ما أكابد .. فكرت في الهرب .. ثم أحجمتُ متعلقة بأهداب محبة قد تأتي بعد هذا .. ولكنني كنت واهمة .. أرقبك من فرجة الباب في غرفتي الكئيبة و أنت تترنح تدلف إلى غرفتك مسنوداً عليها .. رحمك الله يا أمي ... لا أعرف كيف وافقتْ زوجتك أصلاً على دخولي المدرسة .. و هذه محمدة أضعها في ميزان أعمالها الفارغ تماما.. وكرم منها له مسبباته رَسَمَ خُطى حياتي .. و ربما قصدتْ أن تشغلني عندما أكبر بشيء حتى لا أواجهها أو أطالب بأشياء تراها هي أنها ليس من حقي ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سَماح ... (Re: ابو جهينة)
|
و لكنني وقتها كنت قد قررت أن أواصل حِفْظ سرك حتى لا تسقط من نظر أهل زوجتك وأهلك .. أرأيت كيف كانت معادلتي صعبة وشائكة .. تفوقي الدراسي منذ البداية كان سببه أن أرد لك الجميل كرجل يحسن إلى يتيمة. ثم إزداد تفوقي بعد أن عرفت الحقيقة التي أخفيتها حتى عن إخوتي أنت وزوجتك .. حاولت كثيراً أن أجلس جلسة مصارحة مع إخوتي .. ولكنني أضعف دائما أمام توسلاتك .. فكن مطمئناً .. لن أحدثهم .. حتى و أنا بعيدة عنهم الآن لن أفشي سرك حتى لا تتغير نظرتهم إليك .. و لكن .. أرجو أن تسمح لي بأن أقول لك .. بأن لا نية لي في العودة ..لا نية لي أبداً .. إن كان في العمر بقية ربما أراك مرة أخرى .. أرجو أن تزورني أنت .. ورغم كل شيء .. قبلاتي لك ولإخوتي.. ولزوجتك ... أسامحك أبي .. أسامحك ... من كل قلبي .. وسأدعو لك .. أطلب الرحمة لأمي .. وأغفر لي تطاولي .. سأكتب لك دائما .. إبنتك ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سَماح ... (Re: علي دفع الله)
|
تحياتي أخي علي دفع الله
جميل أن تسمع عن إنسانة تتغلب على كل ضربات الوجع والألم والمعاناة ، ثم ترمي كل ذلك جانبا وتنطلق لتشق طريقها في هذا العالم المترع بشتى التناقضات.
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سَماح ... (Re: ابو جهينة)
|
واصل ياريس وإختطاف الطائرة المصرية مايخطفك عنا من هذا البوست...وكمان فرصة أسلم على اختى الغالية المنورة المنبر ألأيام دى ما شاء الله حضور أنيق يامنى..
Quote: نتابع يا جلال سماح وسماحة السرد
ازيك يا اسماعيل |
أنا طيب كيفك وماما جاره والجميع....مع أمنياتى الطيبة لهم جميعاً بالصحة والعافية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سَماح ... (Re: ابو جهينة)
|
Quote: و لكن .. أرجو أن تسمح لي بأن أقول لك .. بأن لا نية لي في العودة ..لا نية لي أبداً .. إن كان في العمر بقية ربما أراك مرة أخرى .. أرجو أن تزورني أنت .. ورغم كل شيء .. قبلاتي لك ولإخوتي.. ولزوجتك ... أسامحك أبي .. أسامحك ... من كل قلبي .. وسأدعو لك .. |
رائع يا أبو جهينة! لا يمكن أن يكون هذا الخطاب مجرد تأليف!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سَماح ... (Re: صلاح عباس فقير)
|
تحياتي إبن العم صلاح عباس
مشكور على المرور البهي
القصة بأنواعها إما تستند على واقعة كاملة بتفاصيلها الدقيقة أو يمسك القاص بطرف خيط من من خيوط القصة وينتحي بها جانبا من بنات أفكاره ويقود وقائعها. بمعنى ليست بشرط أن تكون القصة حقيقية ، ولكن يدلق القاص من بهار أفكاره.
لك الشكر على تقييمك دمتم أبدا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سَماح ... (Re: ابو جهينة)
|
السماح ياغالي .. جينا طالبين السماح السماح من زول حنين يغفر الكان واللراح
ياسسلام عليك ياريس أبوجهينة ياسلام ..
| |
|
|
|
|
|
|
|