الرئيس السودانى عمر البشير كاد أن يتم إعتقاله ،
و قد تذكرناك حينها بقلم كيمبرلى هولينقسورث
Kimberly Hollingsworth-
كيمبرلى هولينقسورث
4 مارس 2016
ترجمة بحر عربي ( بتصرف)
غريب أن يتصل بك عدة أصدقاء و يقولون لك الشئ نفسه ،وهو" سمعت أن البشير كان على وشك أن يتم إعتقاله فى جنوب إفريقيا ، و حينها قد فكرت في جهودك"
نعم كاد أن يتم إعتقاله ، مع العلم أن هؤلاء الأصدقاء ليسو بناشطين فى العدالة الإجتماعية. فى تقديرى أننا قد خطونا خطوة الى الأمام العام الماضى ، فى وقت خطت حكومة جنوب إفريقيا خطوة الى الوراء .كانت الحكومة تحاول التأكد أن طائرة البشير قد حلقت فى الأجواء بالفعل فى وقت تكذب للقاضى حول أماكن تواجده ... على كل ، كانت صدمة لنا جميعا ، و لمحكمة جنوب إفريقيا و لشعب جنوب إفريقيا , ناهيك عن اللاجئين السودانيين الذين كانوا ينتظرون تحقيق العدالة منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أول أمر قبض بحق البشير قبل سبعة سنوات اليوم – الرابع من مارس 2009 .
فى يوليو 2015 ذهبت الى مناسبة فى بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ، و قد بدا أن أغلب الحضور لم يسمعوا بإستهداف الحكومة السودانية للمدنيين فى جبال النوبة . و لا يعرفون أن البشير كان و لا يزال يقصف مستشفيات المدنيين و مدارسهم و بيوتهم و مزارعهم و الأبرياء العزل- كبار السن و الشباب-و ذلك منذ يونيو 2011 ، و لا يعرفون أن الإبادة الجماعية لا زالت مستمرة فى دارفور. الشخص الإعلامى الوحيد الذى يتحدث عن السودان بإنتظام هى قريتا فان سسترين ، فهى لا زالت ترسل التغريدات عن الشرير البشير.
ابدى أحد ممثلى البعثة إعجابا كبيرا بالحفل و سألنى " ما رأيك؟ هل أعجبك البرنامج" أعتقد أنه وجه السؤال الى الشخص الخطأ ، و قد أجبته: " ليس كافيا .. فقد لمست السطح فقط ، ماذا أنتم فاعلون؟". إرتسمت عليه علامات الدهشة و تلعثم " ما... ماذا تقصدين؟" واصلت حديثى قائلة " عندما أصبحت سامنثا باوار سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ، إعتقدنا أنها ستفعل شيئا حيال السودان ، و لكنها بدلا عن ذلك أخذت تقضى وقتا أكبر فى برامج الأحاديث التلفزيونية ، و تلتزم الصمت حيال الإبادات ضد المجموعات المهمشة فى السودان . على الاقل فإن سوزان رايس قد قضت و قتا مع الجماعات السودانية و النشطاء " كان لا زال يصغى إلى فواصلت حديثى " لقد تمت دعوة على كرتى وزير خارجية السودان لحضور الصلاة الوطنية للولايات المتحدة ، كما أن وزير خارجيتنا جون كيرى قد ظهر فى صورة جماعية مع البشير ألتقطت فى مصر، إننا قد رفعنا عقوبة الإتصالات الشخصية عن السودان ، و وجهت الخارجية الإميريكية دعوة لزعماء الإدارات الأهلية ،و فى الواقع أنهم وقفوا أمام البيت الأبيض لإلتقاط صور" سياحية" ،( أعرف ذلك لأننى كنت حاضرا)كل هذه الأحداث وقعت فى خلال أشهر_ إذن لماذا تطبع الولايات المتحدة العلاقات مع السودان ؟
لم تكن لديه أى إجابة ، ناولنى فقط بطاقة تعريفه. لقد سئمت من كل التغطيات و عدم المحاسبة فى هذا الأمر.. كل أموال دافعى الضرائب المهدرة فى الصرف على البعثة المشتركة-يوناميد- لتظاهرها بحماية المدنيين، و التصريحات المقلقه من مسؤلين حكوميين و التى لا ترقى حتى الى مستوى الإدانة لإستهداف و قتل المدنيين الأبرياء ، و المحادثات المفروضة فى وقت يُعرف أن لا إتفاق سلام تم تنفيذها من قبل الحكومة السودانية..إذا كنا فعلا ننوى إنهاء الإبادة الجماعية، علينا أن نتدخل أثناء حدوثها، و ليس اللجؤ الى الإعتذار و إظهار الحسرة و الندم لعدم تدخلنا بعد سنوات من نهايتها. الرئيس الأسبق بيل كلنتون نادم على شيئين( الان) هما: رواندا و لوينسكى .. إذا لم يفى أوباما بوعده بإنهاء الإبادة فى السودان قبل نهاية و لايته، فإن دارفور ستكون ليس فقط إنتصارا للبشير و إنما تركة لأوباما .
جال بخاطرى التساؤل ، إذا أصبحت بنتى أوباما أمهات و سألنه عن الإغتصاب الجماعى فى تابت ، هل سيصمت عن إجابتهن ؟ أكثر من مئتين و عشرون أمرأة و فتاة تمت إغتصابهن من قبل جنود الجيش السودانى على مدى ستة و ثلاثين ساعة ،و قيل أن أصغر ضحية كانت عمرها ثمانية أعوام، عندما يسأل أحفاد أوباما جدهم (أوباما) عن المقابر الجماعية المزدوجة فى منطقة كادوفلى هل سيصابون بالصدمة ؟ نعلم أنه يتلقى تقارير يومية عن أخر مستجدات الوضع فى السودان .
لقد بكى بالفعل الكثيرون من اللاجئين السودانين لأنهم إعتقدوا أن أوباما لن ينساهم . بالنسبة لرجل خاض حملته الإنتخابية على الأمل ، فإنه عمل عملا جيدا فيما يتعلق بقتل الأمل فى السودان .
(قد تتسائل) لمذا يصبح مهما بالنسبة لى إعتقال البشير ، الإجابة ببساطة : أن إرتكاب الإبادة خطاء و كلنا ندرك ذلك.