كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 "سجن العمر" لتوفيق الحكيم, من اروع كتب السيرة الذاتية...هل طباع الوالدين سجن لا فكاك منه؟
|
11:50 AM February, 20 2016 سودانيز اون لاين
احمد سيد احمد-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر
السلام عليكم
انا مشغوف بالقراءة عموما وصرت في الاونة الاخيرة اكثر شغفا بكتب الذكريات والمذكرات والسير الذاتية...وقد ساعدني هذا الاختراع العظيم المسمى بالانترنت ومن خلال بعض الاخوة في مواقع التواصل الاجتماعي على معرفة الكثير من الكتب الممتازة في السيرة الذاتية...من اجملها على الاطلاق كتاب د.عبد الوهاب المسيري المسمى برحلتي الفكرية وهو يحكي فيه سيرته الذاتية بصورة سلسلة وممتعة ....ايضا السيرة الذاتية للاستاذ توفيق الحكيم من اجمل السير الذاتية وقد دونها في كتاب اسماه سجن العمر وهو يقول في اول صفحة ما يلي :
هذه الصفحات ليست مجرد سرد وتاريخ لحياة...انها تعليل وتفسير لحياة....اني ارفع فيها الغطاء عن جهازي الآدمي لأفحص تركيب ذلك "المحرك" الذى نسميه الطبيعة او الطبع...هذا المحرّك المتحكّم في قدرتي, الموجّه لمصيري .من اي شيء صُنع؟...من اي الاجزاء شُكّل ورُكّب؟...لنبدأ اذن من البداية : من يوم وجدت على هذه الارض كما يوجد كل مخلوق حي بالميلاد من أم وأب....وما دمنا لا نستطيع ان نتختار والدينا....ما دمنا لا نستطيع ان نختار الاجزاء التي منها نصنع, فلنفحص اذن هذه الاجزاء التي منها تكوّننا, فحصاً دقيقاً صادقاً , ولا نتحرّج من الخروج قليلاً عما اعتدناه في بلادنا من وضع الاهل والاباء داخل قوالب جامدة وأُطُر ثابتة لصور الكمال والورع والصلاح الى حد يحول دون اي تحليل انساني...لا بد إذن من بعض الشجاعة والصراحة لنعرف على الاقل شيئاً عن تركيب طبعنا ; هذا الطبع الذي يسجننا طول العمر .
[/b/]
ثم يحكي الاستاذ توفيق الحكيم في الصفحات 286-289 ما ملخصه ان والده كان يحب الادب والشعر وكان يود في دخيلة نفسه ان يتخذ الشعر والادب مجالا وميدانا...تلك ولا شك كانت رغبته المكبوتة, كبتها في نفسه مجتمعه وظروفه العائلية والمالية.ثم يضيف توفيق الحكيم :والرغبة المكبوتة عند الاباء ربما كانت هي التي يورثونها للابناء...ولو ان والدي تمكن من افراغ كل ما في نفسه من رغبات وميول ادبية لأعفاني أنا وحررني من "نزعة الادب", ولكنت أنا قد انصرفت طليقاٌ الى شيء آخر...ان ابناء رجال مثل لطفي السيد واحمد شوقي لم ينزعوا الى الادب لأن اباءهم لم يكبتوا تلك النزعة, بل افرغوها واطلقوها بكل طاقتها وقوتها في حياتهم....لقد ألقى والدي اذن على كاهلي أنا ما لم تهيئه له ظروفه هو ام يحمله.....فما انا الا سجين رغبته هو التي لم يحققها بل اني سجين اشياء كثيرة اورثني اياها, فيها الطيب وفيها الرديء كما ورثت عن والدتي خيرها وشرها...هذا السجن الذي اعيش فيه من وراثات كأنها الجدران, هل كان من الممكن الخلاص منها؟....حاولت كثيرا كما يحاول كل سجين ان يفلت, ولكني كنت كمن يتحرك في اغلال ابدية...وبدت المأساة لعيني عندما خيل اليّ يوماً وأنا أحلل نفسي, أني لا اعيش حياتي الا في نسبة ضئيلة ...أما النسبة الكبرى فهي تلك العجينة من العناصر المتناقضة التي اودعت تلك النطفة التي منها تكونت...والنسبة الضئيلة التي تركت لي حرة من حياتي قضيتها كلها في الكفاح والصراع ضد العوائق التي وضعها اهلي انفسهم في طريقي , ومن خلفهم المجتمع كله في ذلك الوقت.
أنا سجين في الموروث, حر في المكتسب
الانسان حر في الفكر سجين في الطبع
(عدل بواسطة احمد سيد احمد on 02-20-2016, 01:19 PM)
(عدل بواسطة احمد سيد احمد on 02-20-2016, 01:22 PM)
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: andquot;سجن العمرandquot; لتوفيق الحكيم, من اروع كت� (Re: احمد سيد احمد)
|
التحية لك اخي ,,, أحمد سيد أحمد ..
Quote:
أنا سجين في الموروث, حر في المكتسب
الانسان حر في الفكر سجين في الطبع |
في البداية اشكرك علي هذه اللحظات الثمينة الهديتها لي لكي اقرأ
باخلاص من روائع لعظماء يجب ان نعتبرهم محطات لا يجب تجاوزها ..
ولكن يا اخي احمد هذه هي تركيبة الحياة الطبيعية من سالب وموجب
وحرية وقيود ولو لا هذه الخلطة المختلفة ومتنوعة لما استطعنا وصلنا
لهذا التوازن .. لان الوسطية في كل شي هي تعتبر بر السلامة والامان ..
بمعني اسه انا في اوربا بلد الحريات المطلقة وجاية من بلد كان محافظ
حاولت بقدر المستطاع اوفق بين الحياتين عشان اعمل موازنة لحياتي وما
يحصل اي خلل .. حتي القيود بالنسبة لي مرضية ومتمسكة بيها اكتر لانها هي
المفقودة يعني انت ما بتفتش للحرية لانها هي المتوفرة فعشان كدا بتكون
بتفتش لي العكسها تمامآ ...
عمومآ الموضوع مهم ..
ولي عودة للمتابعة ..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
احمد سيد احمد
مني عمسيب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست