بسم الله الرحمن الرحيم إلي الشفيف بابكر العاقب في عليائه مضى ما يقارب على الشهر ونصف منذ أن طوى الموت الزؤوام روح الصديق الخالد فينا بصفاته ومناقبه الشيخ بابكر العاقب، لقد تعرفت على الراحل عن طريق الأخ الدكتور الفاتح حسنين أسبغ الله عليه نعمة العافية، وكان ذلك قبل عقد ونيف في كوالالمبور، وتوطدت بيننا أواصر العلاقة خاصة بعد أن انتقل إلي أرخبيل الملايو هو وأسرته، كان عليه رحمة الله جم الأدب، حلو المعشر، أنيق العبارة، عفيف اللسان، باسم الثغر، متهلل الأسارير طول وقته، تقياً نقيا،ً صادق الإخاء، يترك صدى سجاياه السمحة على كل من ألتقى أو تعامل معه، ولقد أضفت عليّ رفقة الراحل الكثير من الشمائل والخصال، كان صديقي بابكر الذي طوته الغبراء رقيق القلب، أذكر ذات مرة أن جاء ذكر الدكتور ابراهيم عبيد عليه رحمة الله في احدى أماسي جلساتنا الندية، وما أن علم برحيل الدكتور ابراهيم عن الفانية حتى انفجر باكياً منتحياً مدة فشلت فيها كل محاولاتي بتهدئته. كان رحمه الله صاحب نظرة ثاقبة في الأمور، كما كان يفصح عن دخيلة نفسه دون خشية أو التواء، ولعل صراحته ووضوحه هي التي جعلته محل احترام الجميع، كما أنها جرت عليه الكثير من العقابيل، كان بابكر العاقب أنزل الله على قبره شآبيب المغفرة متأثرا جداً بالتجربة الماليزية، خاصة في ادارة الدولة، وقضايا الاستثمار، وكان معجباً جداً بعشق الماليزيين لوطنهم، وجل أحاديثا كانت تدور حول كيفية غرس حب الأوطان في مهج الناشئة من فلذات أكبادنا، ولعل التفرقة والشتات التي آل إليها مجتمعنا في السودان والمصائب التي تترى على ربوع الوطن هي التي ضاعفت من أسقامه..رحم الله الشيخ بابكر العاقب سليل الكرماء، وجعل الجنة متقلبه ومثواه، وألهم أسرته المكلومة وألهمنا الصبر وحسن السلوان. أ.د حسن عبدالرازق النقر الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة