دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا (Re: عبد المنعم سيد احمد)
|
مقدمة الأستاذ جعفر عباس للكتاب اختار شاعرنا الضخم الراحل محمد عبد الحي البحث عن جذوره كسوداني ب"العودة إلى سنار"، وكان الله رحيما به فلم يمهله طويلا ليشهد انهيار حلمه، وحلول عصر تهافت المواطنين السودانيين للابتعاد عن سنار، والبحث عن أوطان بديلة، ولأن "النوى ترمي بالمقترين المراميا"، فقد انتهى الأمر بصاحبنا محمد فقير في كندا، التي لجأ إليها بعد دهر قضاه في المملكة العربية السعودية، فإذا بالبعد العاطفي والوجداني عن وطنه الصغير "جزيرة بدين"، يتضاءل ويتقاصر متحدياً البعد والمسافة الجغرافية، وسيكتشف كل من يقرأ هذا الكتاب، أن محمد يطل على بدين من نافذة الأمس القريب، ليس بحساب السنين ولكن بحساب مخزون الذاكرة، ورغم أنني شهدت مولد معظم فصول الكتاب هذا قبل سنوات من قرار مؤلفه إصدارها في كتاب، إلا أنه ما فتئ يدهشني بقدرته على اجترار تفاصيل الحياة والناس وحتى الطقوس التي اندثر معظمها وكأنه ظل يدون يومياته منذ ان تعلم فك الخط، وكتب فصول هذا الكتاب كلها داخل بيت أو مسيد في " شبة"، أو "فتني أرمنتو"، وليس في تورنتو. وبيني وبين المؤلف قواسم مشتركة عديدة، لعل أقواها اعتزازنا الشديد بالانتماء الى بدين وحبنا الشديد لها، وبدهي أن كل شخص ببلدته أو قريته أو مدينته معجب، ولكنني أقول بعد تسواح في أربع قارات، أنه لو كانت لدينا في السودان دربة ودراية بفنون جذب السياح، لجلبت علينا بدين وصويحباتها ذوات الأعناق المطوقة بعراجين النخل التي تغرد فوقها القماري، مثل ما كان يجلبه مشروع الجزيرة الزراعي قبل وأده مع سبق الإصرار والترصد، ورغم أن كلينا عاش بعيدا عن الوطنين الصغير والكبير دهرا طويلا قضيناه في المهاجر، فإن الغربة لم تزدنا إلا اقترابا من بدين والسودان، فبدين شأنها شأن كل بلدات أراضي النوبة، يفوح منها عطر التاريخ، فينشأ عيالها وهم مدركين أنهم يعيشون في أراض ورثوها عن أسلاف رحلوا قبل مئات أو آلاف السنين، ويفسر هذا احتفاء النوبيين بالأرض والنيل، بسبب إدراكهم الغريزي بأنهم قوم راسخو الجذور في حوض النيل، خاصة وأن الشواهد على حضارتهم العريقة تبقى في مرمى أبصارهم في أي اتجاه حدّقوا. وكنت أحسب نفسي "موسوعي المعرفة" في كل ما يتعلق ببدين والثقافة والتراث النوبيين، ولكنني قرأت هذا الكتاب في شكله النهائي أكثر من مرة (ليس بهدف المراجعة والتصحيح والتنقيح - بدليل أن هناك أخطاء هنا وهناك تجاهلتها كي لا أفسد على نفسي متعة القراءة)، واكتشفت أنني "كيشة" كما نقول في العامية السودانية، عن الشخص الذي لا يجيد شيئا ما، فأنت تقرأ عن طقوس الولادة في منطقتنا في ديار النوبة فتحسب أن محمد فقير كان داية (غير قانونية) دهرا طويلا، وتقرأ له عن الزراعة وتحسب أنه ما زال "إروتي" أي ذلك الصبي الذي يجلس على "تُكُم" الساقية، وأنه لم يسمع بعد باختراع مضخات الماء التي تعمل بالكهرباء والمحروقات، ويصطحبك إلى حفل عرس، فتخرج بانطباع بأنه كان في الجوقة الموسيقية ل"تورين جافر" أي جعفر ابن تور إكّي، الذي كان معروفا أيضا باسم جافر بادي، وهكذا أدركت كم كان فقير أكثر قربا مني من تفاصيل الحياة في بدين، وكم هو أكثر "ثقافة" مني في الشأن النوبي عموما. وأود تنبيه القارئ إلى أمر مهم للغاية، وهو أن الكتاب هذا ليس مجرد خواطر وذكريات، كما يقول صاحبه في التقديم له، بل هو سجل وثائقي اجتماعي لمجتمع ذو تاريخ عريق، وبالتالي فإنه كتاب ينبغي أن يحتفي به من هم من غير أهل بدين، قبل أهل بدين، لكونه ذا قيمة ثقافية عالية، وبه معلومات رفيعة مثبتة بالرجوع الى مصادر ثقاة، ورغم أن المؤلف نوبي أعجمي، وتعلم العربية بنفس الطريقة التي يتعلمها به أبناء – مثلا – تشاد أو بوركينا فاسو، إلا أنك تقرأ ما سطره يراعه (أو الكيبورد بالأحرى)، فلا تملك إلا تنتشي طربا لجمال ديباجته وعبارته الفصيحة المموسقة والمدوزنة، ولاستخدامه شواهد من جميل الشعر العربي كلما ناسب المقال المقام. نعم يقرّ المؤلف أن بدين هي ملهمة فصول هذا الكتاب، ولكنك تقرأه فيأخذك إلى منابع النيل في وسط وشرق أفريقيا متتبعا مساره، والنيل هو الحبل السري الذي يربط معظم أهل السودان ببعضهم البعض، ولكنه عندنا في ديار النوبة ما زال محل تقديس وتبجيل، وستجد في الكتاب شواهد كثيرة على طقوس ذات طابع مسيحي ما زالت تمارس في حالات الزواج والولادة والختان، ليس فقط من قبل النوبيين القابضين على جمر نوبيتهم، بل أيضا النوبيين المستعربين في عموم السودان الأوسط، ومنها غمر الأطفال حديثي الولادة في ماء النيل (التعميد)، ومنها طقوس تعود إلى الديانات النوبية التي سبقت المسيحية، ومنها أن يغسل العريس والعروس وجهيهما بماء النيل طلبا للخصوبة، ومنها "الجرتي"، الذي صار في العامية السودانية "الجرتق"، لأن القاف غير المقلقلة والكاف في أواخر الأسماء تفيد التعريف والتوكيد في اللغة النوبية، وهذا الطقس يكون بتطويق عنقي العروسين بالخرز والتمائم و"الجعارين" لدرء العين الحاسدة، كما كان يفعل قدماء النوبيين قبل آلاف السنين، وحتى "الجنيه الإنجليزي" الذي يحمل صورة الملك البريطاني جورج في أحد وجهيه، والذي ما زال يوضع على جبهة العروس السودانية، لا "يكمن سره"، في حمايتها من العين الحاسدة، إلا في الصليب الكبير الذي في الوجه الآخر من القطعة، وهذا من استمرار تأثير الثقافة النصرانية التي طبعت الكثير من جوانب الحياة يوم كانت مملكة النوبة تمتد من جنوب مصر إلى جنوب الخرطوم.. وبعد أن تقرأ هذا الكتاب ستعرف – مثلا – لماذا يتطير/ يتشاءم أهل السودان الشمالي والأوسط من يوم الأربعاء، فلا يتزوجون فيه، وستعرف منشأ عبارة "أربعاء وعقاب شهر"، وأن الأمر لا يتعلق بأن يصادف يوم أربعاء "آخر الشهر" حيث تكون الجيوب خاوية، بل بكون العبارة مترجمة من أصلها النوبي "أربها أون أباق"، وتعني أن أكثر أيام الأربعاء شؤما هو ذاك الذي يأتي بعد اكتمال دورة القمر، ولربما لا يعرف الكثيرون أن مسميات الشهور السائدة إلى يومنا هذا في أجزاء كثيرة من السودان ك"ذكريات أيام الأجداد والحبوبات": أمشير وكيهك وبؤونة وأبيب، قبطية وما زال أهل النوبة يستخدمونها خاصة لتحديد تقلب فصول السنة، تماما كما ابتدعوا نظام ال"تَتِّي" لتحديد المواعيد (الساعة) مستخدمين حركة الشمس خلال النهار، ومن طول ومسار ظل ال"تتي"، وهو وتد خشبي يغرس في الأرض بارتفاع متعارف عليه، كانوا يحددون به مواعيد فتح جداول الري وتوزيع المياه بين أحواض المزروعات ومدخل الكتاب لا يعطي فقط "الانطباع"، بل يؤكد بصريح العبارة أنه عن بدين "بنت النيل وست الجيل.. عطر الأرض البكر والنوار"، ولكنني ما زلت عند اعتقادي بأن من لا يعرفون بدين أو لم يسمعوا بها قط، سيجدون فيه متعة أكبر من تلك التي سيجدها أبناء وبنات بدين، فبالنسبة للأخيرين سيتعلق الأمر بالعودة إليها بالذاكرة والنوستالجيا، أو حتى التباهي بالانتماء لها، بينما هو بالنسبة لغيرهم وجبة دسمة من معلومات ذات قيمة وثائقية عالية، مصبوبة في قوالب لغوية شيقة، ومسنودة بلقطات فوتغرافية منتقاة بعناية لتضفي على المفردات الألوان والظلال وتكسُّر الضياء، فكانت النتيجة "أنشودة" الحب التي استهل بها المؤلف كتابه هذا. هذا كتاب يسافر بك في عالم حقيقي تكاد معظم معالمه أن تندثر، فاركب قطار صفحاته لتستمتع بأشياء هي خليط من الحاضر والغابر، وخالط أناسا حقيقيين، وقم بزيارة مواقع تشهد أحداث الولادة ووقائع الطفولة والصبا والشباب والرجولة والأنوثة، وستعجب في خاتمة المطاف كيف أن "تورنتو" بكل بهائها لم تبهر محمد فقير، بل جعلته أكثر إحساسا واعتزازا بأنه ابن بلدة ريفية بهية رغم أنه عاش فيها قبل أن تعرف الكهرباء والهواتف والسيارات.. وستعرف معنى الوفاء للناس والأمكنة، وأن ما انغرس في جيناتك البيولوجية والعاطفية في سنوات نشوئك وارتقائك، وشم في الذاكرة لا يزول طالما النَفَس طالع ونازل، ونحن جميعا في السودان إما سلالة رعاة أو مزارعين، ولكن المدن ببهرجها وطيلسانها تسرق كثيرين منا، وتسرق منا جذورنا، وبلغة "ابن حلال يفتح الباب"، فتح محمد فقير بابا أتمنى أن يلج منه غيره ليوثقوا للحياة في مختلف أصقاع السودان، ويا ويل أمة تحسب أنها تنتمي للقرن الحادي والعشرين وهي جاهلة بما كان عليه حالها حتى قبل أربعة عقود من الزمان. جعفر عباس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا (Re: عبد المنعم سيد احمد)
|
تمهيــــد بقـلــــم الأستاذ طــــه جعـــــــفر للكتاب لقد اهتم المؤلف بتسجيل الوقائع التي عاشها بين أقرانه و وسط أهله ، و أجد ذلك ذهاب بعلم التاريخ الاكاديمي لمراقٍ مهمة ، ألا و هي سيرة صناع التاريخ من الناس العاديين في جزيرة بدين ومناطق النوبيين بشمال السودان ، و في تسجيله لتلك التفاصيل أورد المؤلف اوصافاً دقيقة للعادات المُتّبعة فيما يتعلق بالحمل و الانجاب و احتفالات تسمية المولود والزواج ، ثم وصفا دقيقا للمآتم و ما يسبقها من أعلان و ما يستتبع الموت من مراسم للدفن. لم يكن التسجيل تقريريا مبسطا او مسطحا بل كان عميقا يحاول ايجاد الصلات بالواقع المعاش في فترة ربما تمتد من الخمسينيات الي بداية الثمانيات من القرن العشرين بجزيرة بدين بالماضي النوبي العريق بطبقات تاريخه القديم و المسيحي و الإسلامي. الكتاب شهادة علي الواقع و الحياة و تشبه كتابة الرحالة نوعا ما ، ورغم جزالة اللغة و شاعريتها إلا أن الكتاب مليء بالمعلومات المهمة و الضرورية لدراسي الفلكور و ربما لكل من يهتمون بدراسة السودانيات عموما في التاريخ و الثقافة. عند قراءتك للكتاب ستجد متعة في المقاربات اللغوية التي بذلها الكاتب بين اللغة النوبية و العربية الدارجة وهنالك اثبات لكل مفردة نوبية اوتعبير نوبي احتاجه السرد الممتع لتفاصيل الموضوع المحدد بالنطق السليم. تابع المؤلف مجري نهر النيل بأفرعه من المنابع للمصب ليناقش اهمية الماء في اقتصاد المنطقة الزراعي و ارتباط الري بالساقية و الشادوف؛ آلالات الري الرزاعية النوبية العريقة مع اسماء اجزائها و المناطق التي انتقلت لها تلك التقنيات حتي خارج حدود الوطن بدول الجوار. بالكتاب ايضا تغطية لمشروعات التنمية الرزاعية و مجهودات الحكومات المتعاقبة في تغيير ملامح الحياة بادخال الانتاج الزراعي الكثيف. اورد المؤلف سردا لبعض الخرافات و الاساطير المرتبطة بالنهر مع محاولة لتحليلها .و صاغ الكاتب رأيا وجيهاً حول موضوع استعراب و أسلمة النوبيين بنقاش المعتقدات الشعبية حول الاصول العرقية و المعتقدات الرائجة. ثم ناقش باستفاضة اهمية الرقم سبعة في اللاهوت النوبي و المسيحي و اهميته في الاسلام و اهميته حاليا عند سكان جزيرة بدين. يستعرض الكاتب كل ما يتعلق بالنخلة و اهميتها في حياة الناس مع تفصيل للكلمات النوبية المتعلقة بزراعتها و استغلالها و رعايتها و ارتباط العرب من غير النوبا بحصاد التمور.و بالكتاب وصف دقيق لسوق بدين و سوق كرمة النزل و ما فيهما من طرافة في حقب زمنية مختلفة كانت هي فترات حياة المؤلف في تلك المنطقة. ثم سرد المؤلف وقائع لحياة الداخليات و مراحل الدراسة ،الإبتدائية في بدين بمدرسة "شَبَّة" و ذكريات المدرسة الثانوية العامة في البرقيق . لقددرس المؤلف المرحلة الثانوية في عبري وحينها كان قد اشتدعوده و انشحذت ذاكرته فلم تترك حتى الشوارد من التسجيل خاصة عندما كتب عن السفر باللواري عبر مناطق النوبة و شمل التوثيق تاريخ التعليم في بدين و سيرة حفظة القرآن و الخلاوي. و بالكتاب وصف دقيق للقباب في بدين مع تأريخ لسيرة ساكنيها من الأولياء الصالحين و تغطية مفصلة للعادات الاجتماعية المرتبطة بصيام رمضان و العيد.يتخلل السرد الممتع فاصل من الحنين ما ينفك يلاقيك و انت تنتقل في صفحات الكتاب . في سرده لتاريخ الممالك الكوشية ( اعتراض المؤلف علي اطلاق لفظة "حضارة نوبية" لانها تختزل تاريخ السودان جغرافيا و عرقيا، ببساطة لأن الامر عنده تاريخ وطنً كامل و مترامي الأطراف). و سجل الكتاب شهادات عن لغة او قل لغات سكان جزيرة بدين . ومن اطرف ما في الكتاب سيرة الحمار ذلك الحيوان الذي رافق الانسان خادما له باخلاص و اهميته في حياة سكان جزيرة بدين . بالكتاب أيضا توثيق لسِيَر بعض الشخصيات المؤثرة في حياة الجزيرة خاصة الذين امتد تأثير بعضهم ليشمل كل السودان. وينهي الكاتب سِفْرَه بكلام في الحنين و افتقاد الوطن في قالب سردي متماسك لا يترك فنانا او شاعر اصيلا صاغ جمالا في في دواخل السودانيين . طـــه جـعفـــــــــر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا (Re: عبد المنعم سيد احمد)
|
Quote: هذا كتاب يسافر بك في عالم حقيقي تكاد معظم معالمه أن تندثر، فاركب قطار صفحاته لتستمتع بأشياء هي خليط من الحاضر والغابر، وخالط أناسا حقيقيين، وقم بزيارة مواقع تشهد أحداث الولادة ووقائع الطفولة والصبا والشباب والرجولة والأنوثة، وستعجب في خاتمة المطاف كيف أن "تورنتو" بكل بهائها لم تبهر محمد فقير، بل جعلته أكثر إحساسا واعتزازا بأنه ابن بلدة ريفية بهية رغم أنه عاش فيها قبل أن تعرف الكهرباء والهواتف والسيارات.. وستعرف معنى الوفاء للناس والأمكنة، وأن ما انغرس في جيناتك البيولوجية والعاطفية في سنوات نشوئك وارتقائك، وشم في الذاكرة لا يزول طالما النَفَس طالع ونازل، ونحن جميعا في السودان إما سلالة رعاة أو مزارعين، ولكن المدن ببهرجها وطيلسانها تسرق كثيرين منا، وتسرق منا جذورنا، وبلغة "ابن حلال يفتح الباب"، فتح محمد فقير بابا أتمنى أن يلج منه غيره ليوثقوا للحياة في مختلف أصقاع السودان، ويا ويل أمة تحسب أنها تنتمي للقرن الحادي والعشرين وهي جاهلة بما كان عليه حالها حتى قبل أربعة عقود من الزمان. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا (Re: عبد المنعم سيد احمد)
|
Quote: لقد اهتم المؤلف بتسجيل الوقائع التي عاشها بين أقرانه و وسط أهله ، و أجد ذلك ذهاب بعلم التاريخ الاكاديمي لمراقٍ مهمة ، ألا و هي سيرة صناع التاريخ من الناس العاديين في جزيرة بدين ومناطق النوبيين بشمال السودان ، و في تسجيله لتلك التفاصيل أورد المؤلف اوصافاً دقيقة للعادات المُتّبعة فيما يتعلق بالحمل و الانجاب و احتفالات تسمية المولود والزواج ، ثم وصفا دقيقا للمآتم و ما يسبقها من أعلان و ما يستتبع الموت من مراسم للدفن. لم يكن التسجيل تقريريا مبسطا او مسطحا بل كان عميقا يحاول ايجاد الصلات بالواقع المعاش في فترة ربما تمتد من الخمسينيات الي بداية الثمانيات من القرن العشرين بجزيرة بدين بالماضي النوبي العريق بطبقات تاريخه القديم و المسيحي و الإسلامي. الكتاب شهادة علي الواقع و الحياة و تشبه كتابة الرحالة نوعا ما ، ورغم جزالة اللغة و شاعريتها إلا أن الكتاب مليء بالمعلومات المهمة و الضرورية لدراسي الفلكور و ربما لكل من يهتمون بدراسة السودانيات عموما في التاريخ و الثقافة. عند قراءتك للكتاب ستجد متعة في المقاربات اللغوية التي بذلها الكاتب بين اللغة النوبية و العربية الدارجة وهنالك اثبات لكل مفردة نوبية اوتعبير نوبي احتاجه السرد الممتع لتفاصيل الموضوع المحدد بالنطق السليم. تابع المؤلف مجري نهر النيل بأفرعه من المنابع للمصب ليناقش اهمية الماء في اقتصاد المنطقة الزراعي و ارتباط الري بالساقية و الشادوف؛ آلالات الري الرزاعية النوبية العريقة مع اسماء اجزائها و المناطق التي انتقلت لها تلك التقنيات حتي خارج حدود الوطن بدول الجوار. بالكتاب ايضا تغطية لمشروعات التنمية الرزاعية و مجهودات الحكومات المتعاقبة في تغيير ملامح الحياة بادخال الانتاج الزراعي الكثيف. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا (Re: عبد المنعم سيد احمد)
|
Quote: هذا كتاب يسافر بك في عالم حقيقي تكاد معظم معالمه أن تندثر، فاركب قطار صفحاته لتستمتع بأشياء هي خليط من الحاضر والغابر، وخالط أناسا حقيقيين، وقم بزيارة مواقع تشهد أحداث الولادة ووقائع الطفولة والصبا والشباب والرجولة والأنوثة، وستعجب في خاتمة المطاف كيف أن "تورنتو" بكل بهائها لم تبهر محمد فقير، بل جعلته أكثر إحساسا واعتزازا بأنه ابن بلدة ريفية بهية رغم أنه عاش فيها قبل أن تعرف الكهرباء والهواتف والسيارات.. وستعرف معنى الوفاء للناس والأمكنة، وأن ما انغرس في جيناتك البيولوجية والعاطفية في سنوات نشوئك وارتقائك، وشم في الذاكرة لا يزول طالما النَفَس طالع ونازل، ونحن جميعا في السودان إما سلالة رعاة أو مزارعين، ولكن المدن ببهرجها وطيلسانها تسرق كثيرين منا، وتسرق منا جذورنا، وبلغة "ابن حلال يفتح الباب"، فتح محمد فقير بابا أتمنى أن يلج منه غيره ليوثقوا للحياة في مختلف أصقاع السودان، ويا ويل أمة تحسب أنها تنتمي للقرن الحادي والعشرين وهي جاهلة بما كان عليه حالها حتى قبل أربعة عقود من الزمان. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا (Re: عبد المنعم سيد احمد)
|
كم أنا سعيدٌ جداً بل أكاد أطير سعادةً بهذا الكتاب الجديد الذي رفد به المكتبة السودانية استاذنا الجميل محمد فقير علي. مع أنني لم أقرأ الكتاب بعد؛ فإنني احسست منذ أن قدم له الأستاذ جعفر عباس أنه سفر مهم وما علينا سوى التوسل للكاتب الرائع أن يبعث لنا بنسخة من مهجره وأفضل أن يكون بالدي اتش الا فأنا لا أحتمل الإنتظار.
تحياتي الجميل منعم وأنت توثق لحبيبنا محمد فقير ولعلّه تناول جزءً من حياته الدراسية إبان تزاملنا بالمدرسة الأشهر البرقيق المتوسطة التي احالها الكيزان لزريبة مواشي.
محبتي لكما.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا (Re: عبدالأله زمراوي)
|
Quote: إذا بالبعد العاطفي والوجداني عن وطنه الصغير "جزيرة بدين"، يتضاءل ويتقاصر متحدياً البعد والمسافة الجغرافية، وسيكتشف كل من يقرأ هذا الكتاب، أن محمد يطل على بدين من نافذة الأمس القريب، ليس بحساب السنين ولكن بحساب مخزون الذاكرة، ورغم أنني شهدت مولد معظم فصول الكتاب هذا قبل سنوات من قرار مؤلفه إصدارها في كتاب، إلا أنه ما فتئ يدهشني بقدرته على اجترار تفاصيل الحياة والناس وحتى الطقوس التي اندثر معظمها وكأنه ظل يدون يومياته منذ ان تعلم فك الخط، وكتب فصول هذا الكتاب كلها داخل بيت أو مسيد في " شبة"، أو "فتني أرمنتو"، |
عبدالمنعم أننقا .. شكراً على هذا البوست .. صدقني لم إنتبه إليه من كثرة مشغولياتي هذه الايام وزحمة جدة .. الروعة تدبأ من الغلاف .. حوش ( كرنق ) بالعربي ( سبعة تمانية ) .. قوسيه .. وتلك النخلة المثقلة بوعثاء هذا الزمن العجيب ومن خلال قراءة الاديب أبوجعافر عرفت عمق هذا الكاتب المبدع ..
أمنيتي أن أتحصل على هذا الكتاب ..
الغريبة اخي عبدالمنعم .. أنا كنت يوم الجمعة في جمعية سقدان بجدة آخر ونسة وذكريات البرقيق الاميرية الوسطى .. وزملائي من بدين بكل شياخاته وتحدثناعن أبوجعافر .. ولكني لم أدخل هذا البوست إلا اليوم ..
الشكر وعرفان لك أخونا عبدالمنعم .. وسوف نواصل معك إن شاء الله .. فبدين في القلب والاعماق وذكريات الزملاء والدفعة في الزمن الجميل وأجمل منظر عشته أنثاء إحدى أجازتي اخذت لنش صغير عبر النيل من راس أرتقاشا جزيرتي حتى راس بدين ومنها إلى كرمة النزل أورع جغرافيا في السودان هي هذه المنطقة ومن الشرق كرمة البلد حضارة كوش وأصل الانسان ..
فشخص أتى من هذه البيئة يكون لديه كل أدوات الجمال والابداع .. الجغرافيا البيئة الانسان التاريخ القيم .. إلخ
تحياتي .. ونواصل معك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
Quote: كم أنا سعيدٌ جداً بل أكاد أطير سعادةً بهذا الكتاب الجديد الذي رفد به المكتبة السودانية استاذنا الجميل محمد فقير علي. مع أنني لم أقرأ الكتاب بعد؛ فإنني احسست منذ أن قدم له الأستاذ جعفر عباس أنه سفر مهم وما علينا سوى التوسل للكاتب الرائع أن يبعث لنا بنسخة من مهجره وأفضل أن يكون بالدي اتش الا فأنا لا أحتمل الإنتظار.
تحياتي الجميل منعم وأنت توثق لحبيبنا محمد فقير ولعلّه تناول جزءً من حياته الدراسية إبان تزاملنا بالمدرسة الأشهر البرقيق المتوسطة التي احالها الكيزان لزريبة مواشي.
محبتي لكما. |
الشاعر الانيق..زمراوى لك التحية..وانت تجمل هذه المساحة بجميل حرفك الشاعرى زميلك..سعدنا..معه باصدارته التاريخية وفى انتظار وصولها..لتزين مكتبتنا المتواضعة الاستاذ فقيرى يتابع هذا البوست..وحتما ستسعده حروفك الانيقة تقديرى ومودتى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا (Re: عبد المنعم سيد احمد)
|
.سلام للجميع بعد أن فارقني الباسويرد -- فراق الطريفي لجمله --- لميت فيه بعد جهد أولاً شكري الجزيل للأخ الصديق عبدالمنعم سيداحمد على البوست ورفده للبوست بتلك الفديوهات ، وعبدالمنعم إنسان رائع وأصيل لا يحتاج مني إلي مدح وشكراً زميلي وصديقي زمراوي ، في الكتاب إجترار لذكريات البرقيق التي كانت فترتها من أهم مراحل العمر وشكراً عبدالوهاب وآرتقاشى جزيرة أثيرة زاملنا منها في البرقيق أخوة أعزاء منهم المرحوم محمد عثمان سلامة من اشطر الطلبة الذين مروا على المدرسة ، ثم الأستاذ الجليل محمد ساتي زيادة
والكتاب محاولة متواضعة لتوثيق بعص مراحل العمر من خلال الحديث عن الثقافة النوبية والعادات والتقاليد التي عاش عليها الناس فى المنطقة النوبية الكبيرة ردحأ من الزمان ، ومازالوا يعيشون على بعضها ، وتطرقت الي الحياة الإجتماعية ، والإقتصادية ، والمعيشية لإنسان المنطقة ، وذكرت طرفاً من التاريخ النوبى ، مع بعض التفصيل فى بعض هذا التاريخ ، وقمت بإلقاء بعض الضوء على اللغة النوبية ، والتى ــ وبكل أسف ــ أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الإنقراض ، وفي الكتاب شذرات أخرى من هنا وهناك وقد ختمتُ الكتاب بجزء تناولت فيه بإختصار مأزق الهجرة وتداعياتها في شكل رسالة إلي إبني
أرجو أن يجد القارئ كثير متعة وقليل مشقة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا (Re: Mohamed fageer)
|
Quote:
عبدالمنعم أننقا .. شكراً على هذا البوست .. صدقني لم إنتبه إليه من كثرة مشغولياتي هذه الايام وزحمة جدة .. الروعة تدبأ من الغلاف .. حوش ( كرنق ) بالعربي ( سبعة تمانية ) .. قوسيه .. وتلك النخلة المثقلة بوعثاء هذا الزمن العجيب ومن خلال قراءة الاديب أبوجعافر عرفت عمق هذا الكاتب المبدع ..
أمنيتي أن أتحصل على هذا الكتاب ..
الغريبة اخي عبدالمنعم .. أنا كنت يوم الجمعة في جمعية سقدان بجدة آخر ونسة وذكريات البرقيق الاميرية الوسطى .. وزملائي من بدين بكل شياخاته وتحدثناعن أبوجعافر .. ولكني لم أدخل هذا البوست إلا اليوم ..
الشكر وعرفان لك أخونا عبدالمنعم .. وسوف نواصل معك إن شاء الله .. فبدين في القلب والاعماق وذكريات الزملاء والدفعة في الزمن الجميل وأجمل منظر عشته أنثاء إحدى أجازتي اخذت لنش صغير عبر النيل من راس أرتقاشا جزيرتي حتى راس بدين ومنها إلى كرمة النزل أورع جغرافيا في السودان هي هذه المنطقة ومن الشرق كرمة البلد حضارة كوش وأصل الانسان ..
فشخص أتى من هذه البيئة يكون لديه كل أدوات الجمال والابداع .. الجغرافيا البيئة الانسان التاريخ القيم .. إلخ
تحياتي .. ونواصل معك |
لك التحية الزميل الرائع..على عبد الوهاب ومرحبا..عبر هذه المساحة اخونا محمد فقيرى..يستاهل كل خير وهاهو..قد اطل علينا فلنرحب به ايضا ليلقى الضوء..على كتابه.. وهل يفتى..ومالك بالمدينة.. ياهلا بيك..اسعدنا مرورك الانيق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا (Re: عبد المنعم سيد احمد)
|
السبّأق للفضل الشاغر الأريب عبد المنعم سيد لحمد الأديب المؤدب شكراً لقد كفيتني مؤونة باتعة لك الشكر و لمحمد فقير الشكر في أنه كان. و الشكر هذا يذهب لأبويه و الجدات و العمات و الخالات و الأهل اذين صنعوه. محمد فقير معجون بتاريخ معقد لوطن تتشكل فيه الأمور بين الحزن و الهزيمة و الانتصارات الشحيحة. من يعرف محمد فقير يعرف الإنسان السوِي المتزن و الانيق ،الإنسان المثقف و المتأدب بعمق المعرفة سعدت بأن أكون من ضمن جوقة سفرٍ يعزف لحنه محمد فقير . و سعدت بك يا عبد المنعم
طه جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا (Re: عبدالأله زمراوي)
|
Quote: .سلام للجميع بعد أن فارقني الباسويرد -- فراق الطريفي لجمله --- لميت فيه بعد جهد أولاً شكري الجزيل للأخ الصديق عبدالمنعم سيداحمد على البوست ورفده للبوست بتلك الفديوهات ، وعبدالمنعم إنسان رائع وأصيل لا يحتاج مني إلي مدح وشكراً زميلي وصديقي زمراوي ، في الكتاب إجترار لذكريات البرقيق التي كانت فترتها من أهم مراحل العمر وشكراً عبدالوهاب وآرتقاشى جزيرة أثيرة زاملنا منها في البرقيق أخوة أعزاء منهم المرحوم محمد عثمان سلامة من اشطر الطلبة الذين مروا على المدرسة ، ثم الأستاذ الجليل محمد ساتي زيادة
والكتاب محاولة متواضعة لتوثيق بعص مراحل العمر من خلال الحديث عن الثقافة النوبية والعادات والتقاليد التي عاش عليها الناس فى المنطقة النوبية الكبيرة ردحأ من الزمان ، ومازالوا يعيشون على بعضها ، وتطرقت الي الحياة الإجتماعية ، والإقتصادية ، والمعيشية لإنسان المنطقة ، وذكرت طرفاً من التاريخ النوبى ، مع بعض التفصيل فى بعض هذا التاريخ ، وقمت بإلقاء بعض الضوء على اللغة النوبية ، والتى ــ وبكل أسف ــ أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الإنقراض ، وفي الكتاب شذرات أخرى من هنا وهناك وقد ختمتُ الكتاب بجزء تناولت فيه بإختصار مأزق الهجرة وتداعياتها في شكل رسالة إلي إبني
أرجو أن يجد القارئ كثير متعة وقليل مشقة. |
مرحبتين حبابك..الاستاذ محمد فقيرى شكرا لك عزيزى... على اهدائنا..هذه المساحة الانيقة..للتواصل المعرفى جميعنا..ضيوف لديك. وبدين..بكرمها الفياض حتما سيفيض..كرمها..وجمالها..واناقة حرفها محبة للجميع ياهلا بيك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا (Re: عبد المنعم سيد احمد)
|
Quote: ورغم أنني شهدت مولد معظم فصول الكتاب هذا قبل سنوات من قرار مؤلفه إصدارها في كتاب، إلا أنه ما فتئ يدهشني بقدرته على اجترار تفاصيل الحياة والناس وحتى الطقوس التي اندثر معظمها وكأنه ظل يدون يومياته منذ ان تعلم فك الخط، وكتب فصول هذا الكتاب كلها داخل بيت أو مسيد في " شبة"، أو "فتني أرمنتو"، وليس في تورنتو. وبيني وبين المؤلف قواسم مشتركة عديدة، لعل أقواها اعتزازنا الشديد بالانتماء الى بدين وحبنا الشديد لها، |
| |
|
|
|
|
|
|
|