احوال الوطن المريع في دوكة والقضارف والقلابات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 04:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-07-2016, 07:46 AM

DKEEN
<aDKEEN
تاريخ التسجيل: 11-30-2002
مجموع المشاركات: 6772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
احوال الوطن المريع في دوكة والقضارف والقلابات

    06:46 AM Feb, 07 2016

    سودانيز اون لاين
    DKEEN-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    (هذا الوطن لم يمنح بعض من اعرفهم نا سوى المسغبة وقلة ادب منسوبيه)
    مقتطف من جلسة في صالون احد الاصحاب



    نور الهدى الجيلاني، انتقل عقب التخرج الى جهات دوكة من اعمال القضارف معلماً بالمدراس الابتدائية، ماكان متحمساً لذلك، كما لم يكن متحمساً لغير ذلك، التدريس لم يكن خياره الوحيد فقد كانت له ملكات محامي جيدة، لم يعبأ كثيرا بالتفكير حول امكانيات فتح مكتب محاماة مبررا ذلك بانه لايستطيع المساومة حول سعر خدماته القانونية التي اكتسبها مجاني من الحكومة طوال سنين الدراسة المجانية.
    من اكثر ما يذكرني بنور الهدى انه كان يبتسم وكأه يرتاح من عناء حين نتذكر جوزيف قبريال، ويذكر ان جوزيف كان من اميز اللاعبين في دافوري المدرسة، و نابغاً في الدراسة وخطاط. كان كثيرا مايعتب علينا كيف اننا لم نستطيع ادراك واقع جوزيف مبكرا وتدارك امره وهو في ضائقته التي انتهت به الى حالة نفسية ابعدته عن فصول الدراسة عقب ود عجيب المتوسطة.
    نور الهدى بعد كل زمان الصبر الذي سلف، وهو يدب في الارض الطينية في دوكة، والدنيا خدار والبروق تومض، اتوطسب من فترة ليست بالبعيدة وصار كثير الكلام وكثير المراسلات وممكن عادي يرسل مقال او مقتطف من جريدة بعد ان ينقله نقل مسطرة، كتب لي قائلا في اخر مسج عقب ان تبادلنا مجاملات سلام سريعة:
    قبال فترة طويلة وانا بسمع في قناة ام درمان إف إم، وانحنا في الحيشان الماهلة المغيمة دي ماعندنا غير :الإف ام"، كان المذيع يلتقط المكالمات متظارفاً متأنقاً في كلامه ومخارج حروفه.
    قالت امراة: "انا ما عارفة البخليني احب السودان ده شنو ، اصلا انا ماشفتا منو شي كويس، وما حسيت بيهو، و ما قدم لي أي حاجة"..
    هكذا وذي مابقولو (طاخ) دون ان تجعل لرصاصتها تلك مقدمات أوهنضبة، قالت مقالتها بصورة سريعة وغاضبة وكأنها خرجت لتوها من شكلة في بص مع هذا السودان..
    استعجبت من جرأتها وهي تتخلص في جرة سلك من هذا الكائن الذي تجامعنا عليه، بعديها بدقائق خفت حدة استعجابي، و جال في ظني انها ربما كانت على حق..وربما كانت في النصف الاخير من عمرها وقد انقضى النصف الاول منه في شقاء عجيب ومجاهدات كسائر السوداننين، شقاءً اورثها عناءاً دفعها لان تتملص من ربقةِ هذا الوطن على ملأ في الهواء المباشر، حين يخسر الانسان عمره فلايجد ما يخسره بعدها، فلا يبالي بعدها بما قال او بما يقول لمذيع عادي خالص يخطو خطوات آملة في المهنة.
    ومن فرط غشامة المذيع وانغماسه في الدور بتاع القالب المهني المريع، لم يلقي المذيع بالاً لما قالته المرأة، وما تآمل في السبب الذي دفعها لهذا التنصل المفكوك سداري لايف، وانما طفق يردد القوالب اياها بتاعة ( ياخ السودان ده بالرغم من القتيهو ده بس هو الادانا الامان، والادانا الاهل، والادانا الارض، والسما والذكريات، وماتعرف حقو علينا...الخ من قوالب محبة الوطن الكبيرة ديك)..
    ويبدو ان هذا الرد المقولب ازعج المرأة التي لم تكن توقع ان يتعامل المذيع مع جنوحها الكبير ده بهذا الرد الذي لايعي مدى معاناة المتحدث..المعاناة التي اجبرت المتحدث علي ان يقول مالم يعتاد الناس سماعه والتي اجبرته على ان ينكر وطن كامل بكل تضاريسو وسكك حديدو واناشيدو واغاني حقيبتو، وربما لو انمهل ليها شوية واداها فرصة لترد على قوالبه هذه، لكانت المرة ردت عليهو في فورة ذلك الحنق بكلمة نابية من شاكلة (ك....امك و.....ام الوطن) او على الاقل كانت ليهو امان شنو وذكريات شنو ياخينا انتا مابتقرا جرايد ومابتمشي في شارع الله ده؟ وحضرني في ذلك المشهد فاصل ظريف جدا ( على الاقل من وجهة نظري) من برنامج مسرح على الهواء وكان موضوع المسرحية عن الرقم الوطني، ويبدو ان اعضاء الفرقة كانت قد كُلفت من قبل جهة ما بشرح اهمية (الرقم الوطني) وتوضيح ان الحصول عليه مسالة سهلة وليست معقدة كما يتصورها المواطن الذي تعود على البهدلة في طلب الخدمات الرسمية وغير الرسمية وذلك تشجيعاً للمواطنين في السعي الى استخراجه.
    المهم، يحاول "الفادني" ان يقنع "حمد النيل" بان الرقم مهم وسهل، فيذهب حمد النيل نصف مقتنع ومايلبث ان يعود من طرف الشارع مبرراً ان "القصة دي ياخ حيكون فيها زحمة وانا ماماشي ولا حاجة"، فيرده الفادني مرة اخرى مؤكداً انو ماف زحمة ولا هم يحزنون، فيذهب حمد النيل مرة اخرى ويعود مرة اخرى من طرف الشارع البعديهو مبررا "القصة دي ياخ حيكون فيها اوراق واسئلة ومضيعة للوكت"، فيرده الفادني مرة اخرى مؤكداً انو الحاجات واضحة وسريعة والاوراق بسيطة، فيذهب حمد النيل مرة اخرى ويعود من طرف الحلة مبررا "القصة دي ياخ حيكون فيها مواصلات لحدى الجوازات وبتاع"، فيرده الفادني مرة اخرى مؤكداً انو اماكن السجل المدني كتيرة ومتوفرة، فيذهب حمد النيل مرة اخرى ويعود بعد ربع ساعة مبررا "القصة دي والله ياخ ما ظنيت انها ضرورية ذاتو"، فيرده الفادني مرة اخرى مؤكداً انو الحاجة دي ضرورية لدرجة انو أي شي بعد ده حيتوقف عليها، الاراضي الكهربة والموية وبتاع...المهم حمد النيل بمشي وبعد مجاهدات وزحمة وتعب ومواصلات واسئلة ومعط بجي عرقان مرهق بلقى الفادني واقف، بقوم بصوت واضح فيهو زعل يقول ليهو : " اها عملنا الرقم الوطني..بس اين الوطن؟"
    وهكذا وبالقياس الضعيف ممكن اقدر اقول انو انحنا لا نخلو من اهل وذكريات ومحبات ومجاهدات بس وينو الوطن، وعلى أي حال قصة "ادانا الاهل والارض والذكريات" التي برر بها المذيع دي قصة مردودة فبعض من اهل السودان وجدوا من دون اهل ابتداءاً، وبعضهم اضحى الان دون اهل، كما وان الاهل ليست مسالة تحددها الدولة أو مؤسساتها أو عقيدتها.
    الاهل مسآلة إكزست قبال قيام فكرة الدولة، فالاسرة تكوين غريزي ليس لدساتير الدول شأنٌ في تكوينه وان كان لها شان في ان تُعلي او تحط من قدر الاسرة.
    ود الحرام له اهل واب وام وجد وحبوبات وماتيسر له من اخوال وغيرهم، صفته كـ "ود حرام" هي وصفة مجتمعية حصرية، لاتقدح ابداً في كونه بني ادم نتاج عملية جنسية زيو وزي اي من ليس بود حرام، واعنيك انت ايها القاري بهذه الـ" من ليس بود حرام" متى ماكانت عملية قذف حيوان المني الخاص بك قد اصاب بويضات امك الخاصة بك وفق مرسوم مُشرعن ووفق ماقضته شرائع المجتمع الذي انت فيه.
    لا اعرف كيف يتم تجنيس اولاد الحرام في هذه البلاد ليتمتعوا بحقوق الوطن السودان التي يتيحها السودان كدولة مجغرفة..
    وهل يتم تجنيسهم اصلاً ام انهم يهملون اذا علمنا ان الجنسية التي منحت لنا انبنت على حضور جنسية الاب او العم او الاخوان، وفي العدم مشهاد من المشيخة.
    اما عن حجة الارض التي دفع بها في وجه المرة، ولما كان مناط خدمة "الارض" لنا هي ان نمشي أو ننام أو نلهو أو نموت أو نزرع عليها مختالين أو حزانى أو مكسرين أو منهكين أو آملين، أو كيف ماكان حالنا، فانني لم اسمع بانسان لايستطيع ان يكون على الارض، أو ان يستفيد من الارض بصورة من الصور التي وردت في الصور انفة الذكر، فدنيا الناس التي نعرفها أنبنت على وجود الارض، لذا فان وجود الارض قديم، والحياة على الارض وفكرة الوطن مسالة حادثة، والكرة الارضية ليست منحة دولية، ولا يولد الناس معلقين في السماوات ويستقروا لاحقاً على الارض بعد ان يتم توطينهم! فالانسان مرتبط بالارض خِلاقة، ولايستقيم ان يُمِن عليك احدهم أو حتى الدولة بمسالة انو "انا اديتك ارض تعيش فيها"، هذه فرضية احسب انها صحيحة لان ارتباط الانسان بالارض ارتباط معيشي، انا اعيش اذا انا على الارض. الدولة لايمكن ان تدعي بانها تعطيك الارض، ولكنها يمكن ان تسلب حقك في ان تعيش على الارض ومن ثم ترد اليك الحق وتقول انها منحتك.
    هذا اذا كان حديث المذيع عن الارض بصورة مطلقة، اما ان كان حديث المذيع عن الارض الخاصة، وكان حديثاً خاصا بالملكيات الفردية والاستحواذ على قطع الارض والمزراع والمناجم، فهو ايضا مردود لان التملك متاح في كل الكرة الارضية وليست رهينة بالبلد السودان وحدة.
    ربما لو ان ثمة مايمكن ان نقف عنده عند الوصول الى هذه المرحلة هم "الاصدقاء"، الجماعة التي التقينا بها في مراحل سنية مختلفة تحت مظلة منظومات اسستها الدولة مثل المدراس ومؤسسات التعليم، المجموعات التي جمعتنا واياهم مؤسسات الدولة التي نحن بصدد تقييم جمائلها. نعم الاصدقاء يجعلون المكان اكثر احتمالا، وهم دون شك هبة الاماكن التي تجامعنا على جغرافيتها، ولكنهم في نهاية الامر نزوع انساني وعاطفة لانستطيع الفكاك منها سواء ان كنت في الخرطوم أو في غرب النوير أو حتى سالزبيرج، يعني اينما وليتم فثمة اصدقاء، وهم منحة المكان ولاتفرضهم الدولة.
    احاول مرارا ان اجتهد فاجد شيئا جميلا قد منحني ياه السودان، شيئاً يميزني في هذه الحياة عن ما تمنحه الدول أو اشباه الدول او حتى العشائر لمنسوبيها.
    وماوجدت غير المعتاد من ما تمنحه المسميات آنفة الذكر لمن ينتسبون اليها.
    المعتاد ده طبعاً يبتدى في حده الادنى من اوراق ثبوت للهوية ويمتد الى تحريك الاسطول لاجل مظلمة المت بك..في الواقع انا من رعايا دول الحد الادنى..
    العالم ذاتو قاعد يتقولب الى شكل إقصائي عجيب..قبل قرن تقريباً كان اغلب البشر يتحركون بطلاقة بين الارض والارض قطع متجاورات..وجودك على الارض يثبت انك موجود..تغيرت الاحوال كثيراً فصار كثيرين موجودين على الارض بلا وجود..
    ولايحد من حركة المرء كونه بلا جواز او هوية ولا باوراق ثبوتية، بل العكس يمكن ان يكون ذلك حافزاً لان تنتمي ورقياً (رسمياً) لمكان يقدم لك خدمات حياة افضل، واحترام لحقك في بشريتك افضل، وفي المقابل نجد ان انتمائك لاحدى البلدان قد يحد من حركتك، ويجعل حياتك نوعا ما تتسم بالصعوبة، واحياناً كابوس راسو عديل، ان تكون مثلاً بجنسية محددة ذي جنسيتنا السودانية دي فذلك يعني ان لك في هذا العالم معيشةً ضنكا..
    هالني انني لايمنعني من مجارة المراة أي شي..انا شخصياً قد مضى من عمري اربعون عاماً في كبدٍ والحمد لله، وغالبا لن تاتي اربعين مثلها، فعلام اداري خيبة الامل؟!
    ثم حقيقة اخرى مؤلمة هي انني اترك ضناي في هذه الصقيعة لاربعينات اخريات قادمات باذن الله.. على الاقل يجب ان يعلم اننا انتظرنا طويلا في خيبة الامل والخيبة الشخصية، وانني اعتذر عن وجوده بالقدر الذي يجعله يقبل اعتذاري كونني - سببا بعد الله - في انه يحمل الان جوازاً لم يكن مخيراً فيه حين الصقت عليه صورته ووضعت فيه اسمه..
    انا ايضا يا ولدي لم اكن مخيراً..ساحاول ان اكون جيدا بالقدر الذي يجعلك جيداً، لايمنعك ذلك من اللوم على أي حال، فانت مقصود لذاتك، والمُنال من المقصود في ذمة النايل، وان قصر القاصد فيما ناله كان جديرا باللوم..
    لوم ياحبيب..نحنا مالمُنا زول لاننا ادركنا بعضاً من المعروف بالـ " الزمن الجميل"..قبل الجبهة ماتخش عضم الدبابة وتدنس شرف كل العساكر.. شهدنا مسرح الغزلان في الحدائق واخر الشوارع الغر والمضايق.. والدهرُ نهارئذ لم تكن – بعد- احواله في تسارق.
    احياناً لايصدني عن انكار هذه البلاد سوى انني لا اجد بديلاً.. ففيما عدى حالات اللجوء شديدة البهدلة أو الردة المعلنة، أو الشذوذ الجنسي الذي يُجمر بالتجربة، و الاموال الوفيرة فان النظام في العالم باسرة لا يقبلك مالم تكن معرفاً وفق مسند رسمي من دولة ما يعترف بها العالم.
    ومن المؤكد ان بعض الذين يظنون خيراً في نظام الانقاذ قد غضبوا من حديث المرأة، ولايصدهم عنها (اي عن المرأة) سوى انها إكزست من قبل ان توجد مسميات الجغرافيا التي ننتسب اليها.. ( واقصد بالضمير "هم" في الكلمة " يصدهم" اؤلئك الذين تسببوا لنا ولها بالاذى فصرنا وصارت الى ماصرنا وصارت عليه)
    يعني العواليق الذين جعلوا من تلك الجغرافيا مكاناً غير محتمل، ولايقدم شيئا لمنسوبيه سوى الـ هم، لايمكنهم حرمانها من الانتماء لتلك البقعة لمجرد انها انكرت محبة السودان أو اعلنت لاحقاً تمردها عن سلطان دولتهم او مارقة عن قوانين الجنسية المشرعنة في اروقتهم.
    فهي واسلافها موجودين في تلك الجغرافيا كبني ادم ارضي لصيق بتلك الارض، قبل ان توجد القوانين المؤسسة للجنسية السودانية في نفس الجغرافيا، هي اصيلةٌ في المكان وشريعتهم حادثة، هي لايمكن ان تسري على وجودها شريعتهم باي اثر رجعي. الشرايع إن لم تراعي الوجود الموجود فهي شرائع منبتة عن واقعها ومن كان منبتاً عنها فلا حاجة لها بها. الهاء في ( وجودها) و في (بها) تعود للمرأة التي اتصلت.
    لو أن جماعةً إئتمرت على تسمياتٍ معينة، لجغرافية معينة، وشرائط لبقاء التسميات، وشرائط اخرى لازالة المسميات، فذلك يمكن ان يسرى على المستجد من بعد إئتمارهم لا على ماسبق إئتمارهم..
    ان لسان حال المراة يقول:
    ان لنا فيها مرتعٌ وميلادٌ من قبل المرتع..وان ما تم الاتفاق على تسميته السودان في "تضاريسانيته" البادية التشظي، مناخاً وكائنات لم تكن هناك حين كنا هناك..
    لاتلزمني فلسلفة العقد الاجتماعي بالسودان ان كان ثمة دولة يربطها ذلك العقد، إلا بالقدر الذي اكون انا على وفاق منه وبينة، كما ولا تلزمني فلسلفة مثقفيها الذين ينافحون في هراء عظيم عن محبة الاوطان، وان هذا الوطن اداني الارض والسماء والنيل والهواء وماتعرف الهوية وجواز ، واني لولاه لكنت هائماً على وجهي كصوماليي وفلسطينيي هذا الزمان..
    وربما صدقت تلك المرأة الزعلانة..
    مالذي اقسى من الموت البلوشي الذي يترصد ابناء هذه الجغرافيا..الموت سمبلة على قول صلاح احمد ابراهيم..؟!
    مالذي اقسى من عجزك عن مد يد العون لقاطني مكان لا امل يلوح لك ولا لهم؟!
    ان تظل متوتراً ابداً لاجل من تحب.
    تكابس بلا امل، وتركض ركض الوحوش في البرية الى أن تاتيك المنية، فيكابد بعدك ابنائك الى مالانهاية تلوح لهم..والفورة القيام للقيامة.
    نحنا الذين كملنا التشرد واللجوء خارج الجغرافيا، وكملنا الهوان والفآقة داخل الجغرافيا..
    شنو يعني البخليني اتمسك بهذا الوهم بتاع المذيع من شاكلة السماء والنيل والناس والكتاحة؟!ّ
    مالذي تعنيه الجنسية والوطن من معاني ان لم توفر لك حتى معنى ان تكون حياً..موش في واحد قال "الوطن ان لايحدث كل ذلك"؟!
    فاذا حدث كل ذلك، فلا وطن بعدها ولا خندريس .
    طفلٌ ولد في جبال النوبة من اب وام سودانيين، تم قصفهم في سبوعِ ولادته، مات وماتت امه ومات ابيه.
    لقى ربه عقب حياة دامت سبعة ايامٍ حسوماً..ولد سودانياً، وتجنس بها مجازاً سبعة ايام، ومات لذات السبب.
    يعني حيقابل بيها ربنا الجنسية السودانية دي؟؟
    حيرتع بي الجنسية مثلاً في سماوات الله وبين انهار النعيم ؟
    "سو بيها شنو" زي مابقول اخونا كمال علي الخضر من نواحي ود العباس في سنار(اسو شنو؟)
    خلقه الله تعالى وقتله انتمائه.
    شالِنَّها نشقى بيها الى ان يتوفانا الله؟

    هاقد جلس النايب الاول نائباً اولاً 23 سنة..23 سنة حسماً من اعمارنا، وحسما من آمالنا، وحسماً من عافيتنا، وحسماً من تمتعنا بي خدمة والدينا على جناح الذل من الرحمة الذي لايتوافر إلا بالمجاورة..
    لاخلانا نقعد فيها كيوم ولدتنا امهاتنا، ولا تمتعنا بي خروجنا منها في وجود امهاتنا وابائنا فيها..
    وهاهو ذا قد غادر مستقيلاً ..احال الجغرافيا الى مكان مُلجن، مكان مٌقلق تنامُ فيه مهموماً وتصحو متعباً كـ (بيدبا).
    مكان بالجملة كده "مُــفَكدَب" على قول "معروف سند" من جهات تندلتي وبرنسس آن.
    لم يفلح النائب الاول في جعله مكاناً ممكناً، كما لم يفلح في اعادته الى ماكان عليه قبل ان ياتي.
    وليته ذهب مقالاً او مغاضباً، ولكنه ذهب بانتهاء تاريخ الصلاحية،لم يُنحه افراد هذه الجغرافيا لانه فشل، بل ذهب لانه آثر ان يذهب، غلبنا نزحة برغم مرارة ما احالنا إليه، قام مشى براهو..
    هكذا ببساطة فات، وهكذا ببساطة نتداول خيباتنا في معايشنا..
    وكأن الذي تربع عليه خلال كل تلك السنين ال 23 مجرد (خــرا في خلا)
    ظل يقول مع رفقائه طيلة 23 سنة باشياء واشياء، ووعود ووعود، وثم اعلن انه قد تقاعد!!
    أي نكاءٍ هذا؟؟
    أي مـــ...........ــكـــةٍ هذه التي نحن ننتمي اليها؟
    ياخ طيب الا نستحق ان تُحاسب عن ما آل إليه الحال، موش انتا كنتا مؤتمن علي ما توليته من امر على حد معاني وجودك..
    الم تاتي انت لها بطوعك؟.. جيناك نحنا حلتكم جبرناك على البلد وعلينا ؟
    ما كنا كويسين قبلك.. افلا نستحق انشالله اعتذار ساي عن ما وصلنا اليه من حال دون الكواسة الاولى التي وجدتنا عليها؟
    طيب ادينا الراتب الاخدتو نظير عملك في مهام نايب..وكت ماقدرتا تحللو، جيبو .
    ختم نور الهدى المسج كاتباً:
    المطرة بتصب هسي، وانا في هوتيل "اديس لمبة" في متمة مارق راجع دوكة، بس قبل ما اصل وريني:
    كيف يمكن ان يُلام المتملص من ربقة هذا البلد ؟!
                  

02-07-2016, 12:02 PM

بدرالدين بابكر مصطفى
<aبدرالدين بابكر مصطفى
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 1492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احوال الوطن المريع في دوكة والقضارف والقل (Re: DKEEN)

    Quote: أي نكاءٍ هذا؟؟
    أي مـــ...........ــكـــةٍ هذه التي نحن ننتمي اليها؟



    هههههههههههههه
    عظم الله أجرك/نا .. الشغلانة فعلاً منـــــ .... ةً بي تنوينا


                  

02-07-2016, 02:55 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25073

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احوال الوطن المريع في دوكة والقضارف والقل (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)

    ياهو حالنا وحال وطن سرقوه أرزقية مُعفّنين
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de