ـــــــــــــــــــــــ كبُرتُ على صَرخةٍ، لا تجدُ نافِذةً كي تَخرُجَ من قلبي على عجلٍ، فيقعُدُ الليلُ لتفنيدِها، والنّهارُ ليُطعِمَ أسماكَهُ من تشنُجاتِها.. كبُرتُ على الصَرخةِ، واستقلّنيّ الضّيقُ كاتجاهٍ لبوصلةِ الفَراراتِ، نحو أيِّ بابٍ خلفيّ صَنعتُهُ لأجهرَ به زِجاجَ الوجعِ الليلي.. كبُرتُ على الصَرخةِ، كأني بلا فمٍ يَعرفُ النّفخَ على أوتارِهِ الضَخمةِ، لم يُغنِ لليلى كُلَّ ليلٍ، كُلَّ ماضٍ بعيدٍ آت.. كأني ألتهمتُ حُنجرتي في السّهوِ الماشي في الأنفاسِ، يَشربُ من وخيمِ التّرقيعِ أفقَهُ السَحيقِ.. كأني، كأني... كأني كبُرتُ عليّ، بغتةً، لما استلتِ الأيامُ خيوطَها الكثيرةَ، عرّشتني بأحابيلِها، عرّتني من سُولِفانِ المسافاتِ، سحقتني بالتّفاصيلِ، سامرتني بي كثيراً حتى تُهتُ عني كثيراً، حتى عَرفتني في المدى المَحمومِ، حتى حمحمَ الوردُ في أوردتي، حتى تجمهرتُ، تجمهرتُ، فررتُ من وترٍ في أزقةِ الرُّوحِ، يدّقُ بشجنِ العالمِ كُلِّهِ، يدّقُ يدّقُ يدّقُ، ودمي يستحمُ في نهرِ النّارِ، أعرَقُ برداً، أعرقُ سوسناً، أعرقُ إبصاراً، أعرقُ نوراً فضفاضاً يدلفُ في وعورتِهِ الكونُ، يغطيني الكونُ، يغطيني الكونُ، صوتٌ فصوتُ، صوتٌ فصوتُ...... احرجتنيّ الصرخةُ، ولا أجدُ سبيلاً لأفُرِغَها في قلبي، أفضُّ لعينيها نوافِذَ كي تمشي في المُشاع.. ............................. 6/1/2015م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة