لاحظتُ أن المكانَ مُكتظٌ ببشرٍ لم أعهدهم طيلةَ ترددي عليه، وبصوتٍ أقربُ للمسةِ هواءٍ لصفقِ شجرٍ قلتُ لصديقتي جواري: - خير.. - نعم..!! قالتها بالشّكلِ الذي من المُفترضِ أنهُ يعني الاستِغرابَ الشّرسَ، لكني بالشّكلِ الذي يُناسِبَ الوضعَ من منظوري حملتُها إلى مَحلٍ أخرٍ عالجتها به: - دي ما طريقة ممكن تجيب نتيجة كويسة.. - لا حتجيب.. وانتظرتُ كثيراً فلربما يصدقُ يقينُها ويخيبُ حدسي.. هي امرأةٌ تخطتْ الثلاثين بقليلٍ وأكبرُها بثلاثٍ أو أربعِ سنواتٍ ليس أكثر، كانت تتميزُ عن غيرِها بقُدرتِها على إطالةِ أمدِّ العلاقةَ التي جمعتنا، تُحسنُ حشري في سِلالِ ترقُبِها والمكوثِ بجوارِها لأوقاتٍ طويلةٍ دون أن تدهمَني رغباتيّ الفُجائيةُ في الاِنصرافِ من أمامَ مُحدثي بغتةً.. بدأتُ في مُراقبةِ لهفتِها لأمرِ تلك الجموعِ التي أمَتِ المكانَ، كان تربُصي لرّصدِ خيبةِ أملُها او غبطتَها، سيانَ عندي، المهمُ رصدُ اللحظةِ وادخارِها بذاكِرتي.. وعلى حين غِرةٍ، تقدمَ أحدُهم وهتفَ بصوتٍ أقربِ للمواءِ رافِعاً يدَهُ اليُمنى فارِداً إصبعين منها على شكلِ الحرفِ V: هي يا كيزان وتاني هي...!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
بله محمد الفاضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست