كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: مــــــــدارج andquot; سعيد ود زايد ود حسب ال� (Re: صلاح أبو زيد)
|
يخطط سعيد ، للزواج ، للمرة التانية . هذه المرة ، من واحدة من بنات ، ناظر المدرسة. ليس للظفر بحسناء . فهو نفسه ، يقول عنها " البنت شينة عمشاء وفوق كل ذلك ، مطلَّقة" .
الناظر، بالنسبة له، ليس سوى، "سّقالة" ، ترفعه ،ولو خطوة واحدة، أعلا ، في سلم ود حامد . ليس للناظر نفس مكانة شلة محجوب ، أو الثروة والنسب . الوظيفة هي التي جعلت للناظر ، مَوطِئ قدم ، في محيط دائرة مجتمع ، تلك القرية.
يعرف تماماً حقيقة ، أنّه الوسخان العفنان، لكنه باع عرقه و تعبه. ... عربي ...حر ، مسلم موحِّد ، وأهله في سودري يحجبو ضو الشمس!!... كل هذا لايجدي ، لا ينفع ولن يقنع ود حامد أو الناظر . سعيد .... واهب القش و الأزيار و الفحم ، يعرف كيف يسِّنُ أسلحة الحيلة، المكر ، والصبرالطويل . كانت الخطة محكمة، والحبل قد لُفَّ جيداً ،حول عنق الناظر. بخدمته في البيت، إستطاع ان يوثق الإتفاق مع زوجة الناظر، استغل صلة قرابة ، جمعت بينهما ، القرابة التي أتى بها لاحقاً، لدعم خطته. إختار فريسته جيداً، بنت الناظر..... ليست جميلة .......مطلقة، شينة و معمشة. فهي الخيار الأسهل يمكن أن يضحي الناظر به ، امام تهديد و جرجرة المحاكم . سعيد يريدها مصاهرة و نسباً، يعْبِر به الى مصاف عامة ود حامد من غير المهمشين . مقعد يتخلص به ، من اللقب الذي يحمله ، عبئأ ثقيلاً .و سانحة للإفلات من "غربة" الهامش . فيقبل الناظر المرعوب بتهديد المحاكم و نبش الحال .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مــــــــدارج andquot; سعيد ود زايد ود حسب ال� (Re: صلاح أبو زيد)
|
لماذا اختار سعيد عشا البايتات معسكر الطريفي؟ "القبول" ، قانون خاص ، بود حامد ، يمتثل له الجميع ، حتى، عصابة محجوب ، كما يصفهم الطريفي ود بكري، فالقبول ، هو الذي منح محجوب، الرياسة ، وبتلاشي هذا القبول نفسه، سيفقد الزعامة، والإقتباس التالي من ضو البيت ، يشرح هذا القبول
شرط "القبول"، له جذور، متأصلة في التراث الديني . شهادة البدوي، لا تؤخذ و لا تقام بها الحجة، يقال عن أبي هريرة ، أنَّ النبي قال { لا تجوز شهادة بدوي على صاحب قرية }. وهذا الأثر، بعيدا، عن الجدل الفقهي، حول جواز الشهادة أو عدمها، إلا أنه يعكس موقف تنميطي تراثي ، من جانب سكان القرى و الحضر، تجاه هل البادية. ويكشف جذور ، النزاع الإجتماعي و الثقافي ،بينهما. فالقرية الفضاء المكاني المنكفئ على نفسه ، عادة ، لا تقبل البدوي ، لا تقبل الآخر. البدوي، يتاح له ، الإقامة المؤقتة ، بأطراف البلد . ترعى بهائمه اليابس، والمهجور من الزرع. البدوي بجذوة الحرية ، وبغضه للحدود، لايزرع، و سعيته ، تقضي على ما جادت به أرض الغير . فأنَّي للبدوي ، أن تقبل شهادته على صاحب قرية؟. فهو مصدر قلق ، وتهديد ، للقرية ، فلذلك لا يمنح " القبول". (البوم) ، لم يكن ، مقصودا بهذا الأسم كفرد، إنما كحالة، البداوة، رمزالخراب. خراب المزارع، ويباس الآبار. ما أن تنضب بئر، إلا و يبحث البدو عن أخرى. فبينما ،النهر ، الفيضان ، القداسة و الآلهة، يأتي بالخير . والمثير الغامض ، الإدهاش على حياتهم الرتيبة. قد يحمل النهر، ضيوف ، عادة ، يلقون " القبول" . وسعيد ود زايد، حمل بذرة التمرد، و المغامرة، لعنة البحث عن عالم سعيد، آخر. له، قدرة على التعايش. فقد خطط لزواج، كمظهر إجتماعي. فكر في لجنة الجمعية، وعزم أمره ، مع تيار جديد ، تقوده مجموعة من الجيل الثاني. الطريفي و سيف الدين، وجدا فيه سنداً، فهو الأقرب ، في العمر و الجيل ، من مجموعة محجوب . وهو في حاجة لمنصب ما ، في هذه اللجنة. الإنتخابات، فرصة ، للقضاء على شلة محجوب. لن يفوِّت ، هذه الفرصة.فقد أدرك ، أنَّ معركته مع "الكُنى و الألقاب " خاسرة. لذلك وقف إلى جانب الطريفي و سيف الدين. الإنتخابات ، بالنسبة للطريفي ، تصفية حساب "نزاع الأرض" مع الخال "محجوب". سعيد، يعرف ،في بقاء اللجنة القديمة، استمرار صورة (البوم) ، التى لم تمحها إعتراف إمام الجامع ، ولا زغاريد فطومة. يعرف أن لجنة الجمعية، مفتاح وجدان عقل ود حامد الجماعي ،جسر العبور، من (الآخر) . و في يوم الإنتخابات ، تحت السيالة الكبيرة، يظهر سعيد عشا البيتات، بموقفه الجديد المنحاز للتغيير، و القضاء على لجنة ود حامد، المسيطرة ، و القابعة على صدورهم ، ردحاً من الزمن. لجنة محجوب و عبد الحفيظ و ود الرواسي، ويفاجئهم بخطبة، طويلة، و فصيحة، بطول و عمق الجرح الغائر، ورائحة قش البهايم، ووسخ فحم الوقود، وأنَّات جسمه الناحل، تحت كتل الحطب. ويتحين ،كل الفرص، قد يفتح ، سكة ، لنيل القبول. يعتلي الميدنة ، مؤذنأ، فتنصت ود حامد في خشوع . كان يقول الآذان أنا عامله حسنة لوجه الله، واصله حمد قال فتر من طلوع الميدنة، كل يوم". فتور حمد، فرصة لن يفوِّتها.
نواصـــــــــــــــــــــــــــــــــــل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مــــــــدارج andquot; سعيد ود زايد ود حسب ال� (Re: صلاح أبو زيد)
|
في هذا الجزء ، قراءة في:سعيد البوم/عشا البايتات بوصفه قطب الرحىما المقصود بشقي الرّحىعلاقة سعيد البوم/عشا البايتات بشقي الرحيعرفنا ، سابقاً ، أنَّ محيميد قدفكر ، أنَّ سعيد قد يقوم بدور بطولي. محيميد هنا هو صاحب الفكرة ، أما صاحب النبؤة الأصلي ، فهو الراوي، الذي يحكي عن ما كان يفكر فيه محيميد. لذلك مهمة البحث عن ماهية هذا الدور، تزداد، لأن الراوي ، بإعتباره " سارد عليم" يخبر عن ما سيأتي . في ضو البيت، لم يبرز ، أي دور لسعيد عشا البيتات، يمكن أن يوسم بدور بطولي . مثلاً في الإنتخابات ، المحرك الرئيسي للأحداث ، هو الطريفي، بينما خطبة عشا البايتات ، تحت السيالة، تالية ، من حيث الترتيب و الأهمية . إذن لم يبق إلا الدور الذي قام به ، في قصر بندر شاه ، حكاية عشا البايتات عن ليلة ذهابه إلى هناك . و بعد إعادة قراءة أحداث، تلك الليلة ، يأتي السؤال، فيما إذا كان هنالك دوراً ما ، وفيما كان هذا الدور بطولياً أم لا.يزور الشيخ الحنين ( سعيد عشا البيتات) بين العشا و الفجر ، ويطلب منه الذهاب الى بندر شاه وولده، ليستلم أمانة له، ويحذره لا تسلم ولا ترد عليهم، لا تتكلم معاهم ، لاتلتفت يمين و لا شمال، لاتقول بِمْ ولا بِغِمْ. بين اليقظة و الحلم، في زمن سردي مغاير، ماوراء رقعة ود حامد، ارض للحلم الفسيح، حلمه الذي لا تسعه سموات ود حامد، ، يحكي ، مشواره إلى ، قصر بندر شاه، إتباعاً لوصية الشيخ الحنين.الطقس نفسه ، مناخ سردي عجائبي إحتوى قصر بندر شاه. في المقابل ، نجد أن عشا البيتات ، يستدعي الشخصية المخبية في الذاكرة ، شخصية الشيخ "الحنين" الذي يمثل مستوى الباطن. للشيخ الحنين، مقام السّر . في عرس الزين، يتجلى على حافة الأحداث، في مناسبات محدودة، يظهر لغرض معين، تبدأ زيارته و تنتهي بذلك الحدث. يأتي فجاءة من اللا مكان، تلفه سلطة القداسة، وقوة المعجزة .البطل في الحكاية الشعبية، عادة، قد يقوم بدور ما، هذا الدور، يتطلب إجتياز إختبار أو صعوبات. الإختبار ، له شروط ،يضعها، الجد او الجدة، وأحياناً، حكيمة/حكيم القرية، أو الساحرة . يبدأ الإختبار بالتحذير من محظور، يجب تجنبه. وينتهي، عند النجاح بالإلتزام بالشروط، والتغلب على الصعوبات ، بالفوز بمكافأة.تم إنجاز السرد ، في هذا الجزء، بتكرار ثلاث محاولات، وهو ما يعرف بالتثليت السّردي، (تكرارالإختبار ثلاث مرات)، أحد عناصر إنجاز وظائف الإختبار السردية في الحكاية الشعبية،تكرار الإختبار ، ثلاث مرات، قد يكون متساويأ، (ثلاث مهمات مثلاً) وعادة هذا التكرار يمكن أن يولِّد زيادة، فالمهمة الثالثة هي الأصعب، أو يشتمل على مرتين على نتيجة سلبية، وفي الثالثة على نتيجة إيجابية* فتصميم الإختبار، الذي طلب من عشا البيتات، يحمل سمات التثليث السردي، للحكاية الخرافية. والجو العام ، في أحداث قصر بندرشاه، يلفه الطابع السحري، العجائبي.فحكاية عشا البايتات ، تضمنت وصية ، من حكيم تمثل في"الحنين"، وكذلك التحذير من محظور يجب تجنبه، "لا تسلم ولا ترد عليهم، لا تتكلم معاهم ، لاتلتفت يمين و لا شمال، لاتقول بِمْ ولا بِغِمْ."وهنالك، الأمانة، تنتظره ، كجائزة لوفائه بشرط الإختبار.ونستعرض بالتفصيل ، التثليث السردي ، ونرى كيف إلتزم عشا البايتات بوصية "الحنين" ، وكيف تم إنجاز الإختبار عن طريق "التثليث السردي" : (1)" الراجل الكبير قال لي . أهلاً و سهلاً و مرحبا.أهلاً بابننا عشا البيتات.اجلس أشرب و اطرب" فمارديت عليه.(2) " مديت إيدي . وعقلي يحضر ويغيب .الولد الصغير نطق" قال" انطق بالكلام. رد علينا السلام" عليك أمان الله قربت اتكلم لكين ستر رب العباد. سكت ساكت. (3) "الراجل الكبير صفق بايديه. جات بنيه متل الحورية"عريانة جل تتقصّع و تتقدل" - تغريه لمضاجعتها فيمانع – وينهي عشا البيتات الحكاية بقوله " اتعوذت في سري من الشيطان الرجيم، وقلت يا منجي."الأختبار بدأ من الأسهل( اجلس أشرب و أطرب) ثم تهديد مريود لعشا البيتات (انطق بالكلام رد السلام) ، وفي المرحلة الثالثة تتغير موضوع الإختبار من الكلام ورد السلام، الى الإغراء الجسدي، ويصمد عشا البيتاتويكتفي ب"ومديت إيدي صُمٌّ بُكمٌ، زي ما وصاني شيخنا الحنين" و يفوز بالأمانة.أنّ الإختبار يمضي على وتيرة القصة الخرافية ، حيت يتوج بنيل المكافأة، وفاءاً للطاعة والتقيد بو صية الشيخ الحنين.وتاكيداً للطابع الخرافي للحكي ، يقول الطاهر ود الرواسي ساخراً من حكاية عشا البيتات " يا زول.عليك أمان الله كلام أضغاث أحلام تضحك على دقوننا بكلام زي حجى الزمن السالف"؟ والدور البطولي، يتحقق في هذا الجزء، وفقاً لقانون، الحكاية الشعبية، او القصة الخرافة،. لدينا الحكاية السحرية، التي تمت في زمن ومكان آخر،فيما ورااء عالم ود حامد. للحكاية بطل ، يطلب منه أداء مهمة، وهي إحضار الأمانة، فيلتزم بشروط الإختبار، ويجتازها من الأسهل إلى الأصعب، ويلتزم بوصية الحكيم. فعشا البيتات ، بلا شك ، وفقاً لقانون الحكاية الشعبية ،قام بدور بطولي ،دون منازع.نواصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل.................ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ* مورفولوجيا القصة 1982، ص 91
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مــــــــدارج andquot; سعيد ود زايد ود حسب ال� (Re: صلاح أبو زيد)
|
مشكور أستاذ صلاح أبوزيد على هذه القراءة المتميزة لشخصية سعيد ود زايد و التي أضافت لي و للكثيرين رؤى و آفاق جديدة عن رويات الراحل المقيم الطيب صالح .لك الشكر مجدداً مع رجاءنا الخاص باسم كل المتابعين لهذا البوست المميز ألا تطيل الغياب.خالص الاحترام و التقدير لشخصك الكريم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مــــــــدارج andquot; سعيد ود زايد ود حسب ال� (Re: صلاح أبو زيد)
|
عزيزي صلاح
سلامات
أعجبتني كثيراً لغة التحليل النقدي، المتراوحة بين اللغة الشعرية غير المسرفة والمنضبطة، وبين لغة النقد الأدبي.
أريد التعليق قليلاً على المقطع التالي نصّه من مقاربتك النقدية لمحاولات سعيد صعود سلم القبول القروي:
قلت سيدي "(لم يقل أنَّ سعيد، أقوى المرشحين ، صراحة"،
لكنه أومأ إلى ذلك حين قال أن نجمه في صعود. والصعود هنا يماثل بدرجة كبيرة "صعود السلم القروي"،
كأنما هو عارف بمحاولات سعيد البوم لصعود درج ودحامد الاجتماعي،
علّه يحظى بما صار في ذمة التاريخ أي القبول بشروطه القديمة.
أرقد عافية سيدي.
| |
|
|
|
|
|
|
|