نهاية المثقف مقال بروين حبيب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 11:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-27-2016, 04:52 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نهاية المثقف مقال بروين حبيب

    03:52 PM June, 27 2016

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر



    «هذا المتفرّج الذي يحشر أنفه في كل ما لا يعنيه» هو تعريف جان بول سارتر للمثقف، حين كان للمثقف رأي يهز كل أركان البلاد، حين كان يحشر أنفه في كل شاردة وواردة، حين كان يتعاطى بالشأن العام والخاص، حين كان ضميره يهتز لأدنى ما يسيء للمواطن، حين كان مثقفا فعلا ويتسع رأسه وقلبه لكل ما يميز ثقافة عن ثقافة، ولكل ما يجعله في المقدمة وفي القمّة…
    لكن ها هي أجراس انتهاء تلك الحقبة التي بدأت منذ إيميل زولا ترن …
    مثقفون أوروبيون يتخوّفون من نهاية «عصر المثقف» فما الذي سيليه؟
    مفكرون يتفقون أنه مثلما انتهت عصور الرسل والأنبياء، فإن عصر المثقف قارب على النهاية.
    في سجال نتابعه اليوم في الصحافة الغربية، من خلال نقاش متزن وعميق يبحث بعض المثقفين عن سر هذا الهبوط في دور المثقف، ويبدو أن الأسباب كثيرة ومتعددة، وحتما من يتكئ على الطرح القائم على أن اكتساح مواقع التواصل الاجتماعي لفضاءات المثقف وكسرها لسلطته ليس بالكافي. ففي الغرب لا تزال المنابر الإعلامية متوفرة للمثقفين، بين الجامعات والمؤسسات الإعلامية، أما عندنا فالأمر يختلف.
    وإن كنا صريحين فعلا أمام أنفسنا وأمام العالم فإن دور المثقف العربي انطفأ منذ سنوات كثيرة، وما تبقى في الواجهة قلّصت مهامه، حتى لا يتعاطى بالشأن العام، أمّا طرق تقليم أجنحته فكثيرة، آخرها على الإطلاق تسليط المجتمع عليه ليتولى مراقبته ومعاقبته، ولعلّها ليست طريقة مبتكرة بقدر ما هي طريقة متوارثة وقديمة قدم تراثنا نفسه. ويبدو أن المثقف الغربي اليوم يبدأ من هنا ليصنع لنفسه وهجا زائفا يختلف تماما عن بريق أفكار المثقفين في القرن الماضي، كما فعل ميشال ويلبك بالاستثمار في «الإسلامو- فوبيا» ليحقق انتشاره، وهذا يعني أن ويلبك وكل من مضى في هذا التيار لن يعمّر بعد انتهاء موجة الأحقاد هذه، ولن تعيش أفكاره كما عاشت أفكار سارتر وسيمون ديبوفوار وألبير كامو ومعاصريهم.
    في القرن الماضي حين انتفض جان بول سارتر ضد الحكومة الفرنسية لمساندة القضية الجزائرية، قال الرئيس شارل ديغول: «من المستحيل أن نضع فولتير في السجن» وهذه جملة لا تصدر إلا عن رجل تجاوز دوره السياسي والقيادي إلى دور الفهيم بأهمية الثقافة والمثقفين في بلاده. الشيء الذي نفتقده نحن سواء لأن المثقف أمامه خطوط حمراء يجب ألا يتجاوزها، أو لأنه في حالة تمرّده وجموحه تتكفل دوما جهة ما بتأديبه، وفي الغالب فإنّه يعود للصف، ويقضي حياته في الثرثرة اللامجدية. وبين الحاكم والمثقف حكايات تتجلى فيها الاختلافات الصارخة، بين مثقف عاش في الغرب، وإن كان عربيا، ومثقف يعيش في عالمنا العربي وإن كان غربيا، إذ تبقى نسبة عطاءات هذا المثقف محصورة بفضاء الحرية الذي يمتلكه، وبتلك العلاقة التي تربطه بالسلطة.
    في الغالب حكامنا يختلفون عن النماذج التي نراها في الغرب. وعلى سبيل المثال لا الحصر يذكر بيل كلينتون في مذكراته دور أستاذه السوري الفلسطيني العربي هشام شرابي الذي بالكاد قرأته النخبة عندنا، ومع أن وزن الرجل ثقيل كمثقف له رؤية نيّرة وقراءات لها فرادتها ونهج يمكنه إنقاذ المجتمع إلا أنه معزول، ولا يمكننا مقارنة مكانته مثلا في مجتمعنا بمكانة سارتر في فرنسا، أو مكانة نعوم تشومسكي في الولايات المتحدة، على سبيل الذكر لا الحصر، وانتشارهما في العالم.
    يستشهد كلينتون بأستاذه ليرفع من حجم شخصه وحجمه الفكري ويغطي مساحة أخطائه أمام العالم كله، من منطلق أن شرابي ليس بالأستاذ العادي، ما يكشف جانبا من شخصيته كتلميذ نجيب لأستاذ متميز، فيما في الضفة الأخرى من العالم، حيث المثقف البائس (ابن الوطن) الذي يبحث عن قوت يومه متنقلا بين الوظائف والأوضاع غير المستقرّة على الصعد كلها، ويتحرّك بخطوات حذرة جنب الحائط، وكلما نطق بفكرة انكمش تحت الظلال منتظرا ردّة فعل حرّاس النّوايا، حتى أصبح فعل الكتابة في حدّ ذاته فعلا يلازمه الخوف.
    تخيفه الأنظمة، ويخيفه المجتمع، ولا تصنيف له سواء كان معارضا أو مواليا، فالشرائح التي قد يدافع عنها تتشابه في طريقة تفكيرها، وكلها تحاكمه، وهو على هذا النّسق الصديق الذي يكرهه الجميع.
    ثم على مدى عقود، سواء قال ما يريد من عقر الوطن أم من منابر المنافي فقد تعاملت معه الأنظمة على أنّه الكلب الذي ينبح فيما القافلة تسير.
    ومن دون ذكر الأسماء فقد مارس هذا المثقف بعض حريته حين كتب ما يريد لمجتمع تم تجهيله. وحُصِرت وظيفته في قول «الطلاسم والشعوذات» التي عاد بها من جامعات عالمية بمنح من الدولة نفسها، التي لا يمكن لشريحة عريضة من المجتمع فهمها، حتّى المتعلمين منه لم يكونوا يفقهون الأحجيات التي يكتبها إذا أردنا أن نكون صريحين أكثر.
    فإلى يومنا هذا لا يتم نقد صادق جلال العظم مثلا إلاّ بتكفيره، ولا جورج طرابيشي إلا بتجريحه، وكل من هم على النّهج التنويري نفسه إلاّ بمحاولة تدميرهم إنسانيا ضاربين عرض الحائط بكل أفكارهم. فلا فكر ولا فكر معارض… هناك مقصلة فقط تضع حدّا لكل الاختلافات و«البلبلات».
    لا رأي للمثقف في ما يحدث وإن قال رأيه فسيُصَنّف سريعا «أو مجرما» وكأنّه يجب أن يصـــنّف، وهو في تلك الدوّامة التي تحيط به حتى في أبعـــد المنافي عــن بؤر الصراعـــات في موطـــنه. أدونيـــس وقع في هذا المطبّ ولا نصير له ولا مبرئ… إنها نقطة النهاية التي رسمت لمساره.
    عمليّة تجريد المثقف من سلطته بدأت منذ عرف السياسي كيف يجوّعه، ورجل الدين كيف يرهبه ويرعبه، وكيف جعلته نجومية التّافهين ينسحب شيئا فشيئا ليترك مكانه لمحترفي «النّصب والسلب الفكري» عبر الإعلام الموجه الذي زاد اتساعا اليوم مع شبكات التّواصل الاجتماعي.
    نعم حاول هذا المثقف أن يقول الحقائق كما هي، لكن هل تساءلنا يوما لماذا رفضت الحقيقة من فمه؟ وقُبِلت من «الدراويش الجدد» محوّرة ومؤوّلة وبعيدة كل البعد عن لبّها؟
    وهل انتبهنا اليوم إلى أن هذا المثقف لم يعد ذلك المتفرّج الذي يحشر أنفه في كل شيء ويكتب عن كل شيء بثبات وقوة، بل كلّما حشر أنفه أبعد وأعيد إلى نصوصه وأوراقه ونظرياته ونظريات غيره من هنا وهناك، ليشتغل من أجل أن يعيش على النّظري ويبقى معلّقا في شباك ذلك «النّظري» إلى أبد الآبدين. يقفز بين المناهج التي تلغي بعضها بعضا وبين النظريات «البائتة» التي تصلنا من الغرب بفارق زمني يبلغ قرنا من الزمان أحيانا وبين الأدب اللامقروء والأسماء التي لا تعني السامعين شيئا، وكفى بالله حسيبا…
    وفي الأخير ورغم هذا الهامش الواسع من التهميش يحتاج هذا المثقف للتمويه ليحمي نفسه. فحتى الهامش الذي يشغله اليوم لم يعد يحميه، وكأنه واقف في العراء وكل السهام موجهة إليه. يبني مرة ويفكّك مرات ويترك المجال لقارئه ليدلي بدلوه ، لكنّ النتائج مخيبة للآمال…
    ألا تعتقدون معي أن ما وصلنا إليه من حروب تدميرية للذات ليست إلاّ انعكاسا قويا لتوقف العقل عندنا؟ فلا أحد يقدم على الانتحار وهو في كامل وعيه!

    ٭ شاعرة وإعلامية من البحرين
                  

06-27-2016, 09:23 PM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نهاية المثقف مقال بروين حبيب (Re: زهير عثمان حمد)

    يا أخي، ما نهاية المثقف العام فقط
    في السودان هي نهاية الأستاذ الجامعي
    ونهاية الأبوة والأخ الكبير
    طفلك البكون عمرو 8 سنوات
    تديهو أي معلومة تلقاهو عارفها أحسن منك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de