تمنيت أن تقوم اللجنة الشعبية بحي الفردوس بنفي الإعلان المُتداول عبر الوسائط والذي يتحدّث عن مُوجِّهات من قبل اللجنة للمواطنين بحي الفردوس تلزمهم بعدم قيام أيِّ اجتماعات دون علم اللجنة حتى لو كانت سماية....!!؟ وكنت أتمنى أن تسعى اللجنة لإبراء ذمتها منه وهو ما لم يحدث..!!
ولقد تعوّدنا في استخدامات الميديا أن يتم تداول الكثير من الحقائق في الوسائط الإعلامية..... ولكن وبمجرد أن نتناولها بالنقد أو السخرية تسرع تلك الجهات للنفي..
وبما أنّ لجنة الفردوس لم تنف الإعلان حتى الآن فنحن نقول لهم بااااالغتوا.. بالغتوا المبالغة الواحدة دي..!!؟
كيف تُفكِّر لجنة شعبية بمُصادرة حق الآخرين في مُشاركة بعضهم البعض أفراحهم وأتراحهم...... و كيف تثنى للقائمين على تلك اللجنة تعنيف المُواطنين بكلمات قاسية على شاكلة (عدم قيام جميع المُناسبات العامة "أفراح" حتى ولو كانت سماية مولود إلاّ يكون مُصدّقاً من قبل اللجنة الشعبية).. معقولة ......حتى السماية..؟!
كيف يُفكِّر هؤلاء القوم؟! بل ماذا يدور في رأسهم؟!
وهل يعتقدون أن قرارات المنع والتعنيف من شأنها أن تجعلهم يحكمون سيطرتهم على حركة المُواطنين وأفكارهم في آنٍ واحدٍ..؟!
ثم هل أصبح تجمع المُواطنين والتناصح والتشاور والتفاكر يحتاج لاجتماع في بيت سماية واللاّ طهور..
ألم يسمع هؤلاء القوم بالعوالم الذكية المفتوحة...... ألم تطرق أذنهم عبارة( السوشال ميديا)...... ألم يقع في أيديهم نقاشات القروبات بالأسافير والتي يناقش فيها مواطن كندا آخر في أستراليا، فتؤيِّده امرأة في لندن، ويعترض رجلٌ في جدة، وينفعل آخر في الحاج يوسف..؟!
ثم منذ متى تتحكّم المجالس البلدية في مواقيت الأفراح والأحزان في البيوت السودانية ، ومنذ متى كانت زغرودة مولود جديد تحتاج إلى تصديق رئيس اللجنة الشعبية..؟!
على هذا النسق سنسمع قريباً بتوجيه أن يكون رئيس اللجنة الشعبية هو المسؤول عن أسماء المواليد ، وعلى كل رجل يسكن حي الفردوس أن يخبر رئيس اللجنة الشعبية أن زوجته (حامل ) وأنها في الشهر الثامن وداخلة على التاسع فيحدد رئيس اللجنة هل يسمح بإقامة السماية أو لا وهل اسم المولود يروق له أو لديه اسم آخر..؟!
ربما يرغب رئيس اللجنة في تسمية المولود باسم والدته هو أو اسم رئيسه في الحزب أو الدائرة.. كل شئ جائز في هذا البلد..!
أخشى ما اخشى أن تحدد تلك النوعية من اللجان الشعبية لأهالي المنطقة ألواناً جديدة للكفن ومواعيد الجنازة ومواصفات العرسان الذين يطلبون الزواج من بنات المنطقة.. وأنواع الطعام في مناسباتهم.. وربما شكل الأثاثات..!!
لا تُوجد غرابة في الامر فالذي يحدد لك مواقيت الفرح لن يعجزه تحديد شكل الفرح!!
خارج السور:
كلما كثرت مصادرة حُريات المُواطنين كلما قلت فرصة الأنظمة في البقاء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة