شاهدت في قناة امدرمان الفضائية لقاء تحت عنوان : أجندة، تقدمه الاعلامية لبني خيري استضافت فيه الدكتور على الحاج امين عام المؤتمر الشعبي ، الذي انضم لحكومة ما تسمي حكومة الوفاق الوطني المتضخمة ، والتي اعترف فيها الدكتور على الحاج بانها حكومة مترهلة وليست حكومة رشيقة تراعي الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد. وما استوقفني في تلك المقابلة ان امين عام المؤتمر الشعبي قد اعترف بأن عدد من صفحات مخرجات ما يسمي بالحوار الوطني قد اختفت ، ونحن نتساءل كيف اختفت؟ ومن الذي حذفها؟ وهل هي المسودة الوحيدة؟ وانا اعتقد أن طباخة قوانين المؤتمر الوطني بدرية سليمان ، والتي سبق ان طبخت قوانين سبتمبر سيئة السمعة، هي المسؤولة عن اختفاء تلك الصفحات والمرتبطة معظمها بقوانين الحريات وحرية الصحافة ، التي كان يصر عليها المؤتمر الشعبي، لما ذاقه من عذاب شديد في سجون امن المؤتمر الوطني خلال فترة الاختلاف مع شريكه في انقلاب 1989م.. ويزعم المؤتمر الشعبي ان مشاركته الحالية في الحكم كانت مشروطة ببسط الحريات وتحقيق العدالة .. واشار الدكتور على الحاج في حديثه الي ان ممثلي حزبه في المجلس الوطني سوف يثيرون مسألة اختفاء بعض صفحات مخرجات الحوار الوطني.وسيظل الشعب السوداني في انتظار ما تسفر عنه تلك المداولات ، ان سمح لنواب المؤتمر الشعبي باثارة اختفاء تلك التوصيات. وكل هذا يؤكد ما سبق أن اشرنا اليه عدة مرات من أن مخرجات الحوار الوطني سوف تزور اذا تعارضت مع مصالح و سلطة المؤتمر الوطني ، وهذا ما حدث فعلا ، وتمخض الجمل فولد فأراً فبدلاً من أن تكون مخرجات الحوار في صالح المواطن بحكومة رشيقة وذات قدرة وكفاءة لمواجهة مشكلات السودات الاقتصادية والسياسة والامنية، فان الحوار اضاف اعباءاً اقتصادية علي ميزانية البلاد العاجزة عن توفير احتياجات المواطن ناهيك عن احتياجات مشروعات التنمية. وكان الله في عون البلاد والعباد تحت حكومة ما تسمي بالوفاق الوطني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة