دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: يا المصيرك تنجرح........عندما تجرح الأيام (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ثم ظهر من بيننا الذي مالت هي إليه. هو صديقنا الأثير و لم يترك ذلك في نفوسنا الغضة أي غيرة أو حسد. و هكذا تنازلنا ل:(س) بروح رياضية. و ظل الود يظلل علاقتنا الجميلة.
كانا ينويا أن يتوجا حبهما بالنهاية السعيدة و لكن كانت العوائق الاجتماعية تحول دون ذلك. و تأخر الرباط بينهما. ثم مرت ىالأيام و الشهور و كنا نكبر كل يوم و تكبر أحلامنا و لكنها سرعان ما تتوارى أمام قسوة الواقع و إمكانات التحقيق. فتفرقت بنا السبل و تلقّفتنا الدروب و استسلمنا للأسفار و الغربة فتفرقنا أيدي سبأ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا المصيرك تنجرح........عندما تجرح الأيام (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
و كنت حينما يصفو الخاطر و تنزاح عن خاطري ركام الهموم و المشاغل نتذكر تلك الأيام الجميلة و نتذكر سنوات الصبا الباكر. نسافر و نعود للوطن في فترات متباعدة و نسأل عن الأحبة و الزملاء و رفقة الطريق. و يسوقا التذكار بطبيعة الحال لاجترار السؤال الذي يظل بلا جواب: ماذا صنع الزمان بحبهما ؟. و كثيرا ما كنا نتنمنى رؤيتهما يحضنهما عشهما و يحف بهما أبناؤهم اللذين طالما حلما بانجابهم في . كانا يحلمان ببناء عش متواضع و أن ينجبا من البنين اثنين و من البنات اثنين. هو يُسمّي الولدين على اسمي والده و جده لوالده و البنتين تسميهما هي كيف ما شاءت. و هكذا كانا يحلمان و ينثران على المجموعة في شغف أحلامهما الشابة البريئة. كان يعمل في وظيفة صغيرة لا تكاد تجعل الحلم حقيقة و كانت هي في سنوات دراستها الأخيرة. لم تكن الوظيفة تتسع لاحلامهما الطامحة .سافر هو للعمل في الخارج . و حاول و حاول و حاول و أخيرا وجد طريقا ينفذ منه لتحقيق حلمه. ققرر السفر للخارج. ... .........
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا المصيرك تنجرح........عندما تجرح الأيام (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
هناك كانت الأحلام دوماً أمام عينيه. منذ أن وصل كانت اليقظة كثيراً ما توقظ منامه المتجافي و هو يقاسي صبوة أشواقه و موثق عهده الأمين. مرت الأيام و تبعتها الشهور.. قلت خطاباته إليها و توارت خلف كلماته لهفة الأشواق و سيرة الحلم الوحيد. مرت الأيام و طال انتظارها.لكنها لم تفقد الأمل. كانت الخطابات على قِلّتها هي السلوى لمن تهدهد الأحلام منتظرة. إلا أن الخطابات على قِلّتها كانت تجيء في ذلك الزمن متمهلة لا تراعي لهفة المشتاق و لا أشواق المنتظر. كانت الخطابات تتسكع في صناديق البريد في المدن و الموانيْ إلى أن تصل. فتجد حرارة القلوب في اشتعال و جمر الحنين في اتقاده يشتعل. كان ليلها سهر و نهارها شغل و إنشغال لا بد أن الحساد و العوازل كانوا يتابعون اخبارها في شماتة. و كانت هي مثل (بنلوب) تنتظر و هي تغزل ساعات انتظارها أحلاما. و كانت خطاباته تترى محملة بالشوق و الحنين و الشكوى من جمر الأشواق و لوعة الفراق. و كانت تكتب إليه مشجعة مؤكدة ان الحلم سيتحقق و إن طال السفر. و لكن قبل أن تتوارى صبوة السنة الأولى قل توارد الرسائل منه. لم تشفق في البداية، إذ كانت تعلل ذلك لأسباب عدة و كلها منطقية: - لعله العمل - لعلها الظروف - مهما لا أريد أن أثقل عليه و أزيد من همومه و تضاءلت أعداد رسائله. و شيئاً فشيئاً كان ينمو في كيانها احساس لم تشأ أن تتجاوب معه. و في دخيلة نفسها كان يكبر السؤال و القلق و الانتظار. - تُرى ما حقيقة الأمر؟ أما نحن فكنا نعايش من قريب تساؤلاتها الصامتة دون أن نجروء على السؤال. و في يوم من الأيام جاءني الفرج الذي لم أكن أتوقعه.فزت بمنحة دراسية في الخارج. للقصة بقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا المصيرك تنجرح........عندما تجرح الأيام (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
و في يوم من الأيام جاءني الفرج الذي لم أكن أتوقعه. لقد جاءني النبأ السعيد بحصولي على منحة دراسية في الخارج. أخذني الفرح بجناحين و بدأت إجراءات السفر. و هكذا سافرت لمدة ثلاثة أعاوام. كانت الأخبار التي تأتيني من السودان إما متقطعة أو غير كاملة أو غير مؤكدة. و عندما رجعت بعد انتهاء البعثة كان الشوق يحملني لمعرفة كل من تربطني بهم علاقة لمعرفة اخبارهم و الالتقاء بهم. و منذ الأسبوع الأول كانت قدماي تقودني إلى ذلك المكان الذي كنت أعمل فيه و الذي تجمعني ذكرياتي حميمة برفقة افاضل. ذهبت. لم أجد من كنت أعرفهم جميعهم تفرقوا. لم يتبقى إلا هي و (ع) الذي كنت أظن أنني سأرجع و لن الاقيه لتعلقه بالهجرة و السفر. جئت و كلي شوق لمعرفة أخبارهم و لكني رجعت اليوم و كلي شوق لمعرفة من و أنا أسأل عن أخبارهما واحدا واحد و بالتفصيل الممل فلكل واحد منهم قصة. جلست في مدخل المبنى و الذي تغير كثيراً و انتظرت.و طال الانتظار و الوجوه كلها غريبة عليّ تقريباً. فجأة وقف أمامي أحد الموظفين: -أنت ..... - نعم - تعال معي تبعت الموظف و صعدت معه للطابق العلوي. فعلا تغييرات كثيرة حدثت من بعدي. كان الموظف أثناء سيرنا الموظف يمازح هذا و يحيّ هذا و أنا قد فاض بي الغيظ والملل. دفع الباب و دعاني للدخول فدخلت. الحضور البهي و الابتسامة الودود و الملامح اليفة التقطتني من الباب. لم تتغير كثيرا نفس الابتسامة و النظرات الواثقة و نفس المحيّا الجميل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا المصيرك تنجرح........عندما تجرح الأيام (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
كما توقعت كان الود و الذكريات تطلان في ابتسامة عينيها القديمة. تبادلنا التحايا و السؤال عن الأحوال و المآل. ثم توقف السؤال عند النقطة المهمة: - ما أخبار (س ) صمتت للحظات ثم تنهدت. كان الصمت مفاجئاً لي... لحظات والقت الي بالعبارة الثقيلة: - توفي قبل عامين.الله يرحمه لم احس بنفسي للحظات: رجعت في الكرسي للوراء و كأنني أفر من ذلك الخبر المفاجيء - كيف ذاك؟.....استغفر الله العظيم تصمت برهة ثم تكمل و قد ارتسمت في ملامحا مسحة من حزن و اسى - كنت قد عرفت بأنه قد تزوج. كانت مشقيقة إحد زملائه في الغربة كانت تعيش معه. تم الموضوع هكذا بسرعة. كان اتصالي به قد انقطع منذ زمن. و بعد الزواج اختفى من حياتي. -........ - لملمت مشاعري و أحزاني و تناسيت الحكاية كلها . -.......... - ...ثم بعد سنتين عرفت انه توفي في حادث سير. صمتت ثم واصلت: - لم أغضب منه رحمه الله .....عرفت إنها القسمة و النصيب. ثم تواصل:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا المصيرك تنجرح........عندما تجرح الأيام (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
كانت تتحدث: - ...ثم بعد سنتين عرفت انه توفي في حادث سير.
- لم أغضب منه رحمه الله .....عرفت إنها القسمة و النصيب. صمتتْ ثم واصلتْ:
- من كان يعرف الأقدار؟ - سبحان قلتها في تلقائية صمتنا لدقائق لم أدرٍ ما أقول بعدها. في تلك الأثناء رن جرس هاتفها. و انشغلت هي بالرد. تحدثت لعدة لحظات بعبارات كانها تتضمن شرح و توضيحات. انتهت المكالمة و و ضعت الهاتف جانبا. نظرت إليها في اسى و تعاطف صامت. قبل أن يتملكني الفضول قالت: - هذه هي الشغالة .
وضعت الهاتف و نظرت بعيدا للحظات ثم تنهدت ثم واصلت: - و كيف أحوالك الآن؟ - الحمد لله - كيف أحوالك الآن؟ سالتها بشكل عابر لاقطع فترة الصمت التي طالت. - لقد تزوجتُ قبل ثلاثة أعوام من (أ) -؟؟؟؟ - انت لا تعرفه. تعرفت عليه عن طريق إحدى صديقاتي. تنبّهت حواسي ثم أردفت في اسى شفيف: - انجبت طفلة ..... لكن اكتشفنا مؤخراً انها تعاني من ثقب في القلب. - لذا اقضى جل أوقاتي معها. و تساعدني الشغالة و هي من كنت اتحدث معها بالهاتف قبل قليل. احسست هواء ثقيل شغل المساحة التي بيننا - سبحان الله.. قلتها محاولا التخفيف من وطأة تلكم اللحظات. فردت بتنهيدة عميقة: - الحمد لله على كل حال. في تلك اللحظات كان ظل ابتسامة حزينة يرتسم في محياها و الذي سرعان ما انتقل لداخلي . ودعتها بسرعة و انا اتأمل محياً طالما كنا نتأمل رونقه و بهاءه. - الحمد لله على كل حال. قالتها و كانت كانها بلسم يمسح آخر بقايا اللقاء الحزين. و هكذا انتهى اللقاء و صدى أغنية حزين أحسه يتردد في الفضاء: ( يا المصيرك تنجرح..)
| |
|
|
|
|
|
|
|