ورحلت خديجة صفوت - مؤلفة (أفراح آسيا)!

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 02:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-25-2017, 03:08 PM

فضيلي جماع
<aفضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ورحلت خديجة صفوت - مؤلفة (أفراح آسيا)!

    03:08 PM February, 25 2017

    سودانيز اون لاين
    فضيلي جماع-لندن/مسقط
    مكتبتى
    رابط مختصر


    ورحلت خديجة صفوت - مؤلفة (أفراح آسيا)!

    ليس من وجعٍ في القلب أكثر إيلاماً في المنافي من خبر رحيل أحبابنا. وفي ربع قرنٍ ونيف بعيدا عن الوطن ظل خبر الموت - موت من أحببناهم - ينزل كالخنجر في القلب! فجعت برحيل الكثيرين، ولعل وجعي كان لا يوصف يوم نعى لي الناعي رحيل الأنصارية العابدة حبسة البشاري - أمي. في لحظة كان الكون كله ظلاماً من حولي. ثم تتابعت الفواجع، واحدة تلو الأخرى..فإذا بالحزن هو النديم ، وإذا بالفرح ومضة تبرق وسرعان ما تنطفيء. حتى ظللت أردد دون وعي مني قول المتنبيء:
    رماني الدهْرُ بالأرْزاءِ حتّى فؤادي في غِشاءٍ من نِبالِ
    فصِرْتُ إذا أصابتْني سِهامٌ تكسّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ

    نعى الناعي يوم أمس رحيل الأديبة والعالمة السودانية الجليلة خديجة صفوت. رحلت خديجة بعيداً عن وطنٍ عشقته وأفنت حياتها تحمل همه وهموم شعبه. عرفتها وأنا في بدايات مراحل تعليمي الجامعي - بداية السبعينات. كنت أتلمس دروب الكتابة كأي مبتدئ. وقد صدر لي وقتها مؤلفي الأول - رواية "دموع القرية". حملت إليها نسخة من الرواية. كانت وقتها موظفة بدار النشر بجامعة الخرطوم. رحبت بي وشجعتني، وأهدتني نسخة من كتابها (أفراح آسيا) والذي يحكي عن ميلاد العالم الاشتراكي الجديد في الصين وبعض بلدان آسيا، مستوحية ذلك من رحلة شهر قضتها في الصين مع سيدات أخر كانت هي أصغرهن (19 عاماً). كان العالم ما يزال يعيش عطر النضال ضد الإستعمار والإمبريالية والذي غرست نواته حركات التحرر الوطني في آسيا وأفريقيا وأميريكا اللاتينية. ما تزال سيرة باتريس لوممبا وكوامي نكروما وجومو كنياتا وجمال عبد الناصر وسوكارنو أنذاك تعطر الأجواء. استمعت إليها تحدثني بهدوء عن عالمنا الجديد. كانت حزينة خاصة حين تحدثنا عن المرأة وما تعانيه في مجتمعاتنا النامية من إضطهاد تضخه ثقافة المجتمع الذكوري. ولا أنسى ما قالته لي وسحابة الحزن تكسو وجهها الجميل: (مش عارفة يا أخي جماع .. كأنها لعنة أن يولد الإنسان إمرأة في هذا البلد) !
    وتدور الأيام لنلتقي بعد سنين طويلة - هي وأنا - في بلاد تموت من البرد حيتانها كما قال شوقي. فلما ذكرتها بتلك الجملة الحزينة القاسية، قالت لي بصوتها الهاديء: (ياااااااه..هو إنت لسه فاكر الكلام دا..ما شاء الله عندك ذاكرة تحسد عليها).

    رحلت أمس من الفانية الدكتورة والعالمة والباحثة والإنسانة خديجة صفوت إلى دار الخلود- إلى الدار التي لا ترقى إليها الأباطيل، تاركة خلفها سيرة عطرة للمرأة السودانية المثقفة والمناضلة من أجل مجتمع تسود فيه قيم العدالة والخير. كتبت وألفت وأحبت وطنها الذي لم تنقطع علاقتها به ..بل ظلت تزور السودان باستمرار. عملت في المنظمات الخيرية في بلدان كثيرة ورعت بعض المحتاجين دون أن تفصح عن ذلك لأقرب أقاربها.

    حزنت لرحيل الدكتورة خديجة صفوت ، فقد كنت حتى قبل أربعة أيام أتصل على بنتها لبنى وشقيقتها الدكتورة صفية صفوت في المستشفى بأكسفورد. وقد طمنتني لبنى وكلها تفاؤل بأن حالة أمها مستقرة. بل طلبت مني أن أسلم عليها عبر الهاتف رغم أنها لا تستطيع الرد إلا عن طريق الإيماء برموشها وحركة طفيفة من وجهها. قلت لها ما كان في قلبي من رجاء بأننا إن شاء الله سنراها قريبا بكل صبرها وجلدها وطيبتها. وربما سنجتمع قريبا بإذن الله في وطننا الأسير بعد أن يتحرر من قبضة النازيين الجدد. كنت أمني نفسي وأمنيها بكل ذلك. لكنها لبت نداء الله لتكون إلى جواره في عالم أرحب وأكثر صدقا.

    العزاء لآل صفوت وبصفة خاصة للإبنة لبنى حمادة وإخوتها وللدكتورة صفية صفوت وللجالية السودانية بمدينة أكسفورد- مدينة العلم والمعرفة التي اختارتها الفقيدة لتقضي فيها سنوات حياتها الأخيرة. والعزاء للوطن وهو يفقد في دوامة حزنه الطويل واحدة من أكرم وأنبل بناته.

    فضيلي جماع - لندن
    25 فبراير 2017
                  

02-25-2017, 05:03 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورحلت خديجة صفوت - مؤلفة (أفراح آسيا)! (Re: فضيلي جماع)

    رحمها الله كانت رمزا للمرأة المتوثبة لعمل الخير علما وادبا
    كم افتقدها الوطن برحيلها الى الخارج والان يفتقدها بعد رحيلها الى الجنة حيث مثواها باذن الله
    نعزيكم وانفسنا اديبنا فضيلي
                  

02-25-2017, 07:50 PM

فضيلي جماع
<aفضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورحلت خديجة صفوت - مؤلفة (أفراح آسيا)! (Re: Elmosley)


    الأخ الفنان يوسف الموصلي الموصلي .. أعجبني قولك: (كم افتقدها الوطن برحيلها الى الخارج والان يفتقدها بعد رحيلها الى الجنة حيث مثواها باذن الله). نعم .. إفتقدها الوطن كثيرا.

                  

02-25-2017, 05:17 PM

احمد حمودى
<aاحمد حمودى
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 4364

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورحلت خديجة صفوت - مؤلفة (أفراح آسيا)! (Re: فضيلي جماع)

    لها الرحمة والمغفرة صادق العزاء لكم ولاسرتها
                  

02-25-2017, 05:48 PM

يحي قباني
<aيحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18742

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورحلت خديجة صفوت - مؤلفة (أفراح آسيا)! (Re: احمد حمودى)

    تعازينا الحارة استاذنا فضيلي ...

    يرحل الناس في كل يوم ... و كلنا الى فناء ...

    و لكن رحيل القامات السامقة موجع حد الألم ...

    و ما يزيد الألم الماً ... ان بلادنا شاخت فنياً ... و آلت الى حالة أشبه بالعقر حينما نتحدث عن الإبداع ...

    فكلما فقدنا هرماً ... بات تعويضه عصياً ...
                  

02-26-2017, 06:49 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورحلت خديجة صفوت - مؤلفة (أفراح آسيا)! (Re: يحي قباني)

    تغمدها الله بواسع رحمته
    وأسكنها فسيح جناته


    إنا لله وإنا إليه راجعون
    تعازينا الصادقة للجميع
                  

02-26-2017, 11:01 AM

الصادق عبدالله الحسن
<aالصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3245

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورحلت خديجة صفوت - مؤلفة (أفراح آسيا)! (Re: بله محمد الفاضل)



    سيرة السيدة خديجة تكاد تكون الأكثر فرادة من بين النساء.

    فالسيدة خديجة يا أستاذ فضيلي، وبمعاييرنا السودانية، هي سيدة ارستقراطية بالميلاد
    تلقت تعليمها في مدارس "اليونيتي" حيث صفوة الصفوة من بنات سادتنا المستعمرين
    وحيث لا يعبر عتبات المدرسة سوى بنات الإداريين ممن كانوا في خدمة الإنجليز، وبنات الشريحة العليا من الأثرياء وكبار القوم.

    وبرغم أنها سافرت في صباها الباكر للقاهرة ولمعت وسط الصحفيين والفنانين، بل وأصبحت صديقة حميمة لكِبار
    الممثلات والممثلين المصريين وغيرهم من سيدات وسادة المجتمع المخملي الذين كان من المفترض أن تجد نفسها
    وسطهم، مختلطة ومتأثرة بقيمهم ومنغمسة في مثل اهتمامتهم، إلا أنها تمردت على تلك البيئة، ولم تكتب
    تمتدح أصحاب الدُور والقصور والأبراج العاجية
    وإنما كانت الأكثر انحيازاً في كل كتاباتها للبروليتاريا والبسطاء ولإنسان السودان المغبّر المقطَّع الأغبش.


    ...
    ..
    .
                  

02-26-2017, 11:04 AM

الصادق عبدالله الحسن
<aالصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3245

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورحلت خديجة صفوت - مؤلفة (أفراح آسيا)! (Re: الصادق عبدالله الحسن)



    كتابات الدكتورة ما تزال تملأ وتُزين المجلات الثقافية الرصينة، والدوريات العلمية المحكمة.
    وبرغم ذلك فإن نشاط الدكتورة خديجة لم يقتصر على الكتابة، كما لم تحبس عِلمها
    ومعرفتها العميقة خلف أسوار الجامعات وجدران الكُليات وقاعات المحاضرات
    وإنما كانت الدكتورة خديجة هي النموذج المثالي الأسطع للمثقف العضوي الملتحم بقضايا الإنسان.

    وقد كتب عنها قبل عام من الآن الأستاذ الفاضل عباس شقيق زميل المنبر NASR - والذي يبدو أنه كان أحد مجايليها - قائلاً:
    Quote: ((ومن الشخصيات التي يتوجب ذكرها فى مجال العمل التضامني الأستاذة خديجة صفوت التى أسست معنا "هيئة التضامن الإفريقي"لتقديم كل المساعدات السياسية والأدبية والدعائية الممكنة لحركات التحرر الإفريقية، وكان لها قصب السبق فى بناء الجسور مع العديد من تلك الحركات، بل ولقد اصلت جهودها بعد حصول تلك الدول على استقلالها وعملت ببعض جامعاتها، وصنفت كتاباً بعنوان "رسالة إلى بولين لوممبا"، ومئات الكتب والإصدارات الأخرى، وما زال عطاؤها متواصلاً بالجامعات الأوروبية والبريطانية))
    .


    ...
    ..
    .
                  

02-26-2017, 11:08 AM

الصادق عبدالله الحسن
<aالصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3245

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورحلت خديجة صفوت - مؤلفة (أفراح آسيا)! (Re: الصادق عبدالله الحسن)

    Quote: و لكن رحيل القامات السامقة موجع حد الألم ....
    وكما قال الأستاذ قباني فإن رحيل القامات موجع ، وعدم الالتفات إليهم وتكريمهم خلال حياتهم مؤلم
    أما إهمالهم عند وبعد رحيلهم كما تفعل أجهزة الإعلام السودانية والعربية فهو أكثر إيلاماً وأشد مضاضة، خصوصاً وأن السيدة خديجة كانت هي السودانية الوحيدة التي تشرف السودان عبر إطلالتها الأنيقة في الفضائيات الكبرى عربية وأنجليزية، والتي كان يُنصت لآرائها الناس في مشارق الأرض ومغاربها للاستفادة من معرفتها العميقة حول الشأن الثقافي والاقتصادي والسياسي، وما يتعلق بهموم الإنسان في منطقتنا وإنسان قارتنا و(أفراح آسيا) وأحزان البرولتاريا بامتداد العالم.


    ...
    ..
    .
                  

02-26-2017, 11:21 AM

الصادق عبدالله الحسن
<aالصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3245

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورحلت خديجة صفوت - مؤلفة (أفراح آسيا)! (Re: الصادق عبدالله الحسن)


    رحم الله الدكتورة، وحق لنا أن نتأسى على أجهزة إعلامنا التي يُحتفى فيه بالأصفار وباللصوص والمجرمين، ويُكرم من خلالها النكرات والقتلة والمفسدين.

    وقد سبق للدكتورة الراحلة نفسها أن لاحظت إهمال الأجهزة الرسمية وغير الرسمية
    لسيرة أستاذها ونظيرها (محمد إبراهيم أبوسليم) بُعيد رحيله.. وللأسف فإن الأحوال، برغم
    ملاحظات الدكتورة وعلامات استفهامها، ظلت باقية كما هي في سودان الأسى الذي يُنسى
    فيه العلماء والنُبهاء وأهل العطاء من أمثال الدكتورة خديجة التي سبق أن كتبت وهي تشعر بالأسى متسائلة:
    Quote: ((فماذا يبقى للسودان إن نسي السودان أفضل من أنتج في أهم مراحل تطوره وازدهاره رجالا أفذاذا مخلصين نبلاء ونساء نظائر للآخيرين أيضا؟ فالسودان ويا للأسى الذي لا سبيل إلى وصفه قد ينكص - إذ لم نتحسب بصدق وشجاعة - إلى عوالم حجرية بأناسه و حضارته التى تعود إلى اكثر م 200 الف عام قبل الميلاد.
    وقد لا يبقى من معظمنا سوى ما يثير الكآبة فى النفس والحزن فى القلب على انقضاء زمان الترفع والكبرياء والعزة بالأمجاد القديمة))
    .

    العزاء لكم يا أستاذ فضيلي ولضيوفكم
    ولكل أهل السودان
    وللإنسانية جمعاء
    ...
    ..
    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de