|
Re: ودالبوش يا رائع .. ولنا مع القمل ذكريات .. م� (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
أما الشتاء فهو مربط القمل ( وليس الفرس ) حيث تسرح هذه الحشرة وتمرح في أجساد البشر ومن سخافتها وعدم التزامها بأي وازع او ميثاق كانت تستغل الفصل البارد جداً في الشتاء وتشفط الدماء من الاوردة والشرايين ومن وقاحتها أحياناً تجدها تتجول خارج مسارب الخياطة في العراريق والسراويل ( الدمورية ) وتجدها ثملة منتفخة البطن والاوداج ممتلئة بدماء قانية مثل عصير الفراولة وهي الدماء .. ويتم اصطيادها دائماً من قبل الوالدة أو الاخت الكبيرة مصحوبة بدعوة عليها بهلاكها وانقراضها حتى تضعها بين ظفري الابهام والضغط عليها من الجانبين حتى تسمع لها فرقعة خفيفة مثل التي تصدر من (ماكينة البوب كورن ) صوت .. تاخ .. وربما تطاير قليل من الدماء الى طرف الاصبع واذا كانت القملة من النوع السيوبر وتسمي (إسين قور ) ومعناها (إسي / قمل ) و ( قور / الفحل او الثور ) أكبر انواع القمل وكنا ننظر الى هذه المجرمة الانتحارية وهي تلقى حتفها بكل سادية وتمتع .. وقد عرفنا بعد أن كبرنا قليلاً أن الرجال كانوا يعتزلون النساء في الشتاء خوفاً من الماء في البرد القارس إلا في حالة واحدة وهي عندما تأتيهم حتمية التحرر من النجاسة وذلك بعد الاحتلام ليلاً فينتهز الفرصة فيقضي وطره ويتنظر حتى منتصف النهار ليمارس نوع التحرر من النجاسة (الغسل) وليس الحمام بمعناه المعروف .. في ( كوديك ) الساقية أو مسقط مياه الوابور وفي الشتاء وخاصة ما بين شهري كيهك وطوبة كانت النيران توقد في منتصف ( الاوسمون ) مجلس الحريم الملاصق للمطبخ .. وفي موقد من الطين يسمى ( دوره ) وهذه الدوره تنظف يومياً لعدم تراكم الرماد وهي اصلاً صنعت لعدم انتشار الرماد داخل الغرفة اذا اوقدت النيران مباشرة على ارض الاوسمون كما المدفأة .. بالقرب من تلك النيران لا بد اولاً من خلع السروال الوحيد ولا داعي للحرج لانك سوف تلتف بالـ(متلوق) من الاسفل والعراقي من الاعلى .. تأخذ الوالده أو الاكبر سناً من الاخوات السروال ويعرض على النيران وعن قرب وبعد فترة وجيزة تخرج جماعات القمل وهي تتبختر وكيف لا وانها إمتصت كمية من دماء الابرياء ( لذا فنحن اكثر من يفهم مصطلح مصاصي الدماء في السياسة ) .. ولماذا تخرج ؟ ربما بحثاً عن الدفيء او الضوء او للسياحة عندما تشعر بإعتدال الجو .. هنا يتم التأكد من القضاء على كل اولئك الطفيليين ورميهم وهم احياء على النار ويتم البحث عن بعض الخبثاء منهم من يدعون الذكاء ومحاولة التخفي بين مسارب الخياطة ودهاليزها ولكن هيهات فلدينا خبرة متراكمة في رصدها وجرها الى العدالة الناجزة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودالبوش يا رائع .. ولنا مع القمل ذكريات .. م� (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
ولا مانع إذا كان رب البيت مبتلياً بتلك آفة أن يرسل سرواله على الاستحياء ولكن بعد أن يأوي الصغار والبنات على فراشهم علماً بان الكبار كان لديهم سروال spare وليس كصغار بواحد عند المحيا والممات .. المتعب في الامر هو ان قمل الملابس وطبعاً لونها أبيض لها بيض تسمى ( كيد ) ربما بالعربية العامية ( الصواب ) وهذا أجتهاد لانني لا اجيد العامية .. وقد متعها الخالق عز وجل بخاصية الوقاية اللونية وإلا لانقرض القمل مبكراً ولتعرضت الى الابادة الجماعية.. ولا يمكن لك ان تتعرف على ( الكيد keed ) الا بعد ان يصبح قملاً كاملاً . وسبحان الله ولله في خلقه شئون .. والقمل والجراد جند يسلطه الله على عباده الظالمين كما يسلط الرياح والماء ولكن ما كنا نعاني منه ليس عذاياً او ابتلاءاً ولله الحمد .. نسيت أن أذكر لكم النوع الاخر ( قمل الرأس ) وهذا النوع صعب المراس ويشن حروب غوريلا ( أضرب واختفي ) لانك من الصعب ان تجدها بين جذور الشعر وأدغال الخصل وخاصة لدى النساء لأن الذكور وبكل بساطة يمكن يحلق له الشعر كله او معظمه مثل حلاقة (مقس) ومعناها ( الحرامي ) وهي تشبه حلاقة الكابوريا او القزع اليوم .. وربما اطلق عليها (مقس) لأن هذه الحلاقة كانت أقرب لحلاقة المساجين في ذلك الوقت .. كنا نجد النساء يجلسن تحت اشعة الشمس ( مسلقي ككي ) او التشميس .. وكل واحدة تتطوع بالبحث عن القمل في شعر الاخرى وتستغرق فترة طويلة جداً وطبعاً أكثرهن معاناة هي الحبوبات لضعف النظر وقمل الرأس لونها اسود لذا لا ترى وترصد إلا بذوات طرف حادق وبما أن معظم الاناث لدينا مسترسلات الشعر وعلى درجة من الكثافة كانوا يعانون من هذه الحشرة طويلاً .. وأثناء هذه العمليات كانت تتم تداول الاحاديث والمواضيع المختلفة من اخبار ونوادر ولا بأس من بعض الغيبة والنميمة النسائية وهي في الغالب غير ضارة .. ومن رحمة الله على عباده أن بيض قمل راس (الكيد keed ) لونها ابيض لذا يتم مكافحتها وهي في المهد حيث تظهر جلياً واضحاً وبدون لبس .. وعند قدوم عمال صحة البيئة والمكافحة ( عمال جومكسين ) كان يتم تبادل بعض المواد القاتله للقمل والحشرات مثل ( بودرة الجمكسين ) بأن يعطى للعمال اكل زيادة وشاي عند رش المنزل وعندما كنا صغاراً كنا نستجدي هؤلاء برش العراقي عن طريق الخرطوش وكذلك القليل منه في شعر الرأس مع إغماض العينين ونحن لا نعرف مضار المواد الكيماوية آنذاك .. ولكن الله هو الحافظ .. ويبقى الوضع على ما هو عليه حتى العشر الاواخر على ما اعتقد من شهر طوبة التي ترتفع فيها الحرارة وتكون مثل الصيف تماماً عندها يتم نشر التمر في الشمس ويقوم المزارع وافراد العائلة بأخذ الحمام الحقيقي وتتواصل المودة بين الزوج والزوجة وما أن تنقضي تلك المهلة الالهية حتى يأتي أمشير مع برد في بدايته وهواء بارد بعد ايام ثم هواء مصحوب بتراب .. ثم تبدأ تباشير الصيف بإصفرار القمح والاستعداد للحصاد وتثمر النخيل .. ولله في خلقه شئون ..
بعض خواطري من ضواحي الدنيا .. زمان .. التحية للجميع ى.. شكراً ودالبوش على إثارة الذكريات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودالبوش يا رائع .. ولنا مع القمل ذكريات .. م� (Re: عبدالله ود البوش)
|
حبيبنا ودالبوش .. شوف جمال الوطن دا كيف .. مع أننا نحن هناك في ضواحي الدنيا .. وأنتم في ذلك الوسط الجميل .. لكن الاحساس واحد والشعور واحد حتى تجاه القمل (هه) بعد الكتابة وإنزال الموضوع تخيلتك وكأنك معنا في بيت جدنا في ذك الزمن الجميل .. صدقني يا ودالبوش الوطن دا واحد ,, نفس الحبوبة والعنقريب والخال والعم والفطور والغداء والعشاء والطهورة والسماية وبيت البكاء .. شوف توارد الخواطر كيف حتى في موضوع القمل .. شعب عظيم .. لك التحية .. أثرت فينا كل الجمال بتلك الحشرة التي تغذت من دمائنا ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودالبوش يا رائع .. ولنا مع القمل ذكريات .. م� (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
شوف توارد الخواطر كيف حتى في موضوع القمل .. ------------------------------------------------------- اقوليك كلمة يا علي والله وماك طالبني حليفة موضوعك دا لمن خلاني اشتاق الاقي قملة واسلم عليها واقوليها مشتاقين . . تعرف يا علي جدي علي ود بله كان عندو كلبة اسمها جابنو كنا بنسلم عليها وترد لينا السلام بضنبا الحلة جت نسا علي حيواناتا بتتعارف وتتفقد بعض علي الجزيمة انا كنت مصاحب حمامة ضنبا مزعوط وبباريها من بيت عمتي عجبت لحدي ترك في الميضة وتشرب وتطير ياخي السوسيو دا لمن يموت بنسوي ليهو ود اب قرعة قوم ارعى واحمد اخوي الحلفت ليك بيهو في صدر البوست كان عندو نعجة ام التيمان وكانت عيانة لقيتو قاعد في الوطا متلببا واتكلم معاها واقوليها ان شا ء الله يومي سابق يومك وكف كف دمعتو نزلت لمن ماتت نحن المزارعين اصدقاء الطيور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودالبوش يا رائع .. ولنا مع القمل ذكريات .. م� (Re: اسامه العريفي)
|
تعرف يا علي جدي علي ود بله كان عندو كلبة اسمها جابنو كنا بنسلم عليها وترد لينا السلام بضنبا الحلة جت نسا علي حيواناتا بتتعارف وتتفقد بعض علي الجزيمة انا كنت مصاحب حمامة ضنبا مزعوط وبباريها من بيت عمتي عجبت لحدي ترك في الميضة وتشرب وتطير ياخي السوسيو دا لمن يموت بنسوي ليهو ود اب قرعة قوم ارعى واحمد اخوي الحلفت ليك بيهو في صدر البوست كان عندو نعجة ام التيمان وكانت عيانة لقيتو قاعد في الوطا متلببا واتكلم معاها واقوليها ان شا ء الله يومي سابق يومك وكف كف دمعتو نزلت لمن ماتت نحن المزارعين اصدقاء الطيور
============================== مودتي ودالبوش الحبيب .. ما ذكرته في سايق المداخلة يمثل نموذج من الأمن المجتمعي لأهلنا الذي يشمل حتى الحيوان .. أذكر ذلك التواصل والود بين التربالة والحيوانات النافعة منها وغيرها وحتى الحشرات وأهمها الخنافس بالعربي يمكن ( الجعران ) أذكر أيام النميري في السبعينات تم توزيع فول مصري ( بذور) عليها مواد سامة لأن الحمام والقماري كانت تأكل الحب قبل أن تنبت .. ومع زراعة هذا الفول وأذكر أنه كان مجاني أو بقيمة رمزية .. بدأت الطيور من القماري والحمام والدباس تموت بالجملة .. فكانت حقلة للصقور والنسور أن تأكل تلك الطيور المتعبة .. وأنقلب الوضع فإنتشر موت الصقور .. وإختل توازن الطبيعة وبموت الصقور إستعمرت الفئران المزارع والسواقي لأن الصقر كان يهاجم أعشاش الفئران وتقضي عليها .. أذكر أننا كنا نشعر بالحزن والأسي عندما نرى قمرية أو حمامة ميتة .. من كثرة حب الناس لهذه الطيور .. عملوا كرامات وبليلة ودعوات يا لطيف في المساجد .. الانسان السوداني آمن ولا ينسى العشرة حتى مع الحشرات ناهيك عن الطيور والحيوانات .. مثال تعاملك وجدك مع الحيوانات ..
ودالبوش .. معليش صرفناك عن البوست داك ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودالبوش يا رائع .. ولنا مع القمل ذكريات .. م� (Re: اسامه العريفي)
|
والله يا ود البوش الوالد الله يعطيه العافيه قعدت معاه في الإجازة لقيتو ليك مقرر انو يمشي البلد ويقعد في القطية بتاعتو تخيل بيقول لي انا عاوز استمتع بما تبقي من عمري
=============================== حبيبنا العريفي .. مودتي .. أمد الله في عمر الوالد ومتعه بالصحة العافية .. أهلنا ديل في المدن لا يستطيعوا التفاعل مع من حولهم .. في الارياف البيئة من العوامل الرئيسية للشعور بالحياة وأن الفرد جزء من هذا الكون عندما ترى الفضاءات مفتوحة وترى البيئة من الحيوانات والحشرات والطيور .. يشعر الانسان بالحياة .. صدقني في المدن يشعر هؤلاء الاباء بأنهم في إنتظار يومهم .. لأن الريف محل الذكريات والماضي والعنفوان والشباب والزواج .. فالذكريات مرتبطة بالامكنة والجغرافيا
مودتي حبيبنا العريفي .. شكراً ود البوش .. لقد فتحت لنا طاقة نطل منها على الزمن الجميل .. ننزل الضغط والسكري ووعثاء الغربة ..
| |
|
|
|
|
|
|
|