|
Re: وداعا وداعا .. زميلنا الشامخ د. معتصم نمر (Re: عماد الشبلي)
|
معتصم نمر: غيب الموت اليوم الدكتور معتصم نمر، وبرحيله فقد السودان أحد أبنائه البارزين والبارين به، حيث يعتبر معتصم نمر أحد قلائل المهتمين بمستقبل السودان من منظور بيئي، إضافة لعلمه الواسع وتجربته الثرة في المحافظة على كل ما يخص باطن الارض وظاهرها من تنوع إحيائي، وكان أحد المؤسسين للجمعية السودانية لحماية البيئة تلك التي كانت نتاج لكلية العلوم بجامعة الخرطوم في منتصف سبعينيات القرن الماضي. برحيله فقد السودان عالما جليلا لا يختلف عليه اثنان في مجاله الأكاديمي كما تعتبر طريقته في الحياة وأسلوبه في الحوار ينبئان عن أدب جم وتهذيب نادر بين البشر، يستمع إليك بإنصات يثير التعجب وهو المثقف العضوي موسوعي المعرفة، كما يرفدك بحديثه المتخصص بسهولة الماء ويقين الصابر . التقيته الأسبوع الماضي في تسجيل لأحد حلقات برنامج (ممكن) وكانت الحلقة مخصصة للجمعية السودانية لحماية البيئة ، قدم افادة وافية ومضبوطة كما كان حريصا على كل تفاصيل التسجيل شاهدا على كل الإفادات دافعاً فتيات بعمر بناته وأصغر قليلا ليتحدثن عن مستقبل الجمعية والتغير المناخي والتنوع الإحيائي، قدم لنا مسؤولة المكتبة لتحدثنا عن إصدارات الجمعية وعن أمنياته بأن تظل الجمعية في موقعها وهي المعرضة للإزالة لصالح مشروع برج سكني. ذكر لي أن دورته الحالية في الجمعية ستكون الاخيرة ووعدني بأنه سيتفرغ بعدها للكتابة وللتوثيق لكل الشخصيات المهتمة والمعنية بالبيئة في السودان، ذكر لي ضرورة زيارة يحيى عبد المجيد في منزله والتسجيل معه وآخرون كثر، حينها كنت استهدفه شخصياً وهو يقدم آخرين عليه،ثم رحيل مفاجئ. اليوم احتضنت الارض صليحها ومصلحها، احتضنت الارض من مشى عليها بهدوء العالم لقيمتها، احتضنت الارض من جعل الوعي البيئي مشروع حياة ومنهج أكاديمي. لو علم السودانيون أي رجل تنحى لتحولت كل الارض السودانية (لفُراش) ولو علمت الفراشات برحيل معتصم لانطفأ ما يجذبها، فالضوء التصق به الخفوت والوعي لازمه الاتكاء بكاء على من يستحق البكاء. عزائي لكل الشعب السوداني من علم فضله ومن جهل، فمعتصم لم يصنف السودانيين لضد ومع، بقدر ما كان وعيه دليل عافية القادم من أيام. أعزي زميلاته وزملاءه بالحزب الشيوعي السوداني، فمعتصم أنفق سني عمره باحثا عن عدالة اجتماعية ومستقبل آمن للكداح والمزارعين والعمال، كان ألطف ما يكون مع بسطاء هذا الوطن ومحب متبتل في محراب المسؤولية تجاه الآخرين. أعزي أسرته الصغيرة والممتدة بين الحلفايا وبورتسودان، فرغم أنه ابن الوطن العريض الا ان اشراقة وجهه حين حديث أسري تنبئك عن قيمة التكوين ووفاء معتصم له. أعزي كائنات الارض قاطبة تلك التي تمشي على جغرافيا الوطن وخارجه، فمعتصم يوجد حيث توجد الحياة. أعزي كل من انتمى للجمعية السودانية لحماية البيئة وكل من شارك في مشاريعها ورحلاتها وبرامجها، فمعتصم كان (وأظنه سيظل) حاضراً ومحضراً لكل التفاصيل. ثم الوجع لن ينتهي بالبكاء بل سيبدأ به، والفقدان لن يصغر بمرور الأيام بل أظنه سيكبر، ففقدان أمثال معتصم نمر يرافق كل فشل في استعادتنا للحياة ، إنسان وحيوان وحشرات وحجر. عمر حلاق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا وداعا .. زميلنا الشامخ د. معتصم نمر (Re: مني عمسيب)
|
أعزي زميلاته وزملاءه بالحزب الشيوعي السوداني، فمعتصم أنفق سني عمره باحثا عن عدالة اجتماعية ومستقبل آمن للكداح والمزارعين والعمال، كان ألطف ما يكون مع بسطاء هذا الوطن ومحب متبتل في محراب المسؤولية تجاه الآخرين.
أعزي أسرته الصغيرة والممتدة بين الحلفايا وبورتسودان، فرغم أنه ابن الوطن العريض الا ان اشراقة وجهه حين حديث أسري تنبئك عن قيمة التكوين ووفاء معتصم له. أعزي كائنات الارض قاطبة تلك التي تمشي على جغرافيا الوطن وخارجه، فمعتصم يوجد حيث توجد الحياة.
أعزي كل من انتمى للجمعية السودانية لحماية البيئة وكل من شارك في مشاريعها ورحلاتها وبرامجها، فمعتصم كان (وأظنه سيظل) حاضراً ومحضراً لكل التفاصيل. ثم الوجع لن ينتهي بالبكاء بل سيبدأ به، والفقدان لن يصغر بمرور الأيام بل أظنه سيكبر، ف فقدان أمثال معتصم نمر يرافق كل فشل في استعادتنا للحياة ، إنسان وحيوان وحشرات وحجر.
شكرا عمر ليس لي كلام يقال بعد ما كتبت غير الدعاء بالرحمة لفقيد الشعب و الوطن العزاء لاسرته و للجميع
| |
|
|
|
|
|
|
|