********** 1 الموتُ رغمَ أنهُ طاغٍ على وجهِ الحياةِ ورغمُ نهمِهِ الضّخمِ لِبعثرةِ اﻷرواحِ في الفضاءِ ورغمُ لجاجتِهِ في المُكُوثِ بيننا كأنهُ الجُزءُ اﻷعظمُ المُتمِّمُ لاِكتِمالِنا أو كأنهُ وجُودُنا كُلّهُ ونحنُ نتزحزحُ قليلاً عنهِ، كُلُّ صُدفةٍ، نحو ظِلٍّ ما . . . إلا أنهُ قصِيرَ قامةٍ لا يملِكُ أن يلحَقَ بهاماتِنا إلا إن سمحَ له سلمُ السّنواتِ بالصُّعُودِ دَفعةً واحِدةً إلى حيثُ تقبعُ أرواحُنا أو تتمشّى في الأشجانِ واﻷندَاءِ ...... وهكذا غادرتْ زهرةُ شاعِرٍ/رُوحُهُ وسيبقى مُبتسِماً بأرِيجِهِ الكثِيرِ في اﻷحياءِ أو في وداعِ اﻷبنودي.
2 لوِّحَ ما أباحَ لكَ الفضاءُ بالبترِ إن أكُفَّ بصائِرِي ليس سِوى سِلالِ الرِّيحُ وقد عبّأتُها بالخيلِ.
3 على كُلِّ حالٍ أنا محضُ دمعةٍ يمكنُكَ أن تسكبَها على الثّرى وتطمِئنُ لابتلاعِهِ لها ومن ثم تُغادِرُ..
4 فأين الدّربُ الذي ميّعَ الماءَ زهوَهُ وشُجُونَهُ وضرباتَهُ المُنضبِطةَ على أكتافِ العُشّاقِ؟ أين الوُسعُ الشّاسِعُ لِلاِحتِراقِ رِفقةَ النّدى شلّالُ المشاعِرِ الذي يبرُقُ في الصّمتِ والكلامِ أين أصابِعُ البرقِ التي لكم نقرّتْ على الرُّوحِ فدوى بِأرجائِها الرّحِبةِ وقعٌ ووقعٌ ووقعُ؟ أين الاِكتِفاءُ الذي كان مُكتفِياً بأرِيجِنا المُقدّسِ وأعني رياحَ اليقِينِ/زُهدُ العارِفِين؟
5 أزهدُ في الجهرِ بـ: أنا أُحِبُّكِ اِمرأةٌ كَنارٌ، قُلتُ، ونارُ حمّصتْ شهواتِي في الحنِينِ أحصَتْ حصادِي الوفِيرَ لِلقُبلِ قالتْ سبعمِائةَ ونيف قُلتُ واحِدةً بطعمِ شهواتِي أُحبُّكِ بزُهدِي عن الجهرِ أُحِبُّكِ بِاعتِقاداتِي الأنِيقةَ أن الماءَ زهرةُ النُّجُومِ أن الحُبَّ سُلمُ السّلامِ لِلأُفقِ أن جمِيعَ ما سِواكَ مِنكَ لكِ ... قالتْ خُذْ الطّعُومَ من الشّفقِ قُلتُ أُجهّزنِي بِكَ، فكُلِي يتجمهرُ فِيكَ بعضِي حنوٌ، بعضِي شجنٌ بعضِي نزقٌ، بعضِي رؤىً... أجهرُ بِالزُّهدِ، أجهرُ بالحُبِّ أجهرُ بالقُبلِ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة