|
واشنطن تتنازل عن زعامتها للغرب.. مجيء ترامب أنهى 100 عامٍ من القيادة الأميركية
|
11:28 PM November, 16 2016 سودانيز اون لاين زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم مكتبتى رابط مختصر تربعت الولايات المتحدة الأميركية طوال المئة عام الأخيرة على عرش قيادة الغرب، وقد بدأت تلك المرحلة مع الحرب العالمية الأولى عندما أعلنت واشنطن أن الوقت قد حان لتحمل مسؤولية تحقيق السلام والعدل.
الكاتب والصحفي الألماني ديرك كوربيوفايت أشار في مقال له على موقع "Spiegel" إلى أنه مع مجيء الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأميركية فقد بدأت واشنطن في التخلي دور القيادة، إذ أعلن ترامب بكل وضوح تنصله من العديد من المسؤوليات الدولية وميوله إلى العزلة، فضلاً عن اتجاهه للانسحاب الجزئي من التجارة العالمية.
كوربيوفايت أشار أيضاً إلى أن المشروع الغربي قام على اعتماد الكرامة الإنسانية حجر زاوية لا يمكن التغاضي عنه، إذ بدأت الدول لأول مرة تضمن حقوق الإنسان عقب الثورات في فرنسا والولايات المتحدة في أواخر القرن 18، وأضاف من المتوقع من الآن أن يسعى ترامب للحد من الحريات بما في ذلك حركة التجارة الحرة والهجرة، مما سيجعل الأميركيين يخشون مرة أخرى من الحصول على حريتهم خصوصاً أفراد الأقليات منهم، فهم يخشون من فكرة أنهم سيواجهون المزيد من التمييز ضد ثقافاتهم وأساليب معيشتهم تحت رئاسة ترامب.
نص المقال
حتى التاريخ يميل أحياناً إلى الشفقة، ففي يناير/كانون الثاني 2017 القادم، عندما يقسم دونالد ترامب اليمين، ليصبح بذلك الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة، سيحتفل العصر الأميركي بعيد ميلاده الـ 100 وجنازته في آن واحد. تشكل الغرب بتركيبته الحالي في يناير/كانون الثاني عام 1917 إذ كانت الحرب العالمية الأولى مشتعلة في أوروبا في ذلك الوقت، وكان الرئيس وودرو ويلسون في العاصمة واشنطن يُخبر مواطنيه بأن الوقت حان ليتحمل الأميركيون مسؤولية تحقيق "السلام والعدل". وفي أبريل/نيسان من نفس العام قال "يجب أن يُصبح العالم آمناً لتحقيق الديمقراطية". بعد ذلك أعلن الحرب على ألمانيا وأرسل جنوده إلى أوروبا لتأمين انتصار الديمقراطيات الغربية، وصار من المفترض أن تقود الولايات المتحدة العالم الغربي. كانت هذه الأحداث مرحلة مبكرة من العولمة السياسية.
وبعد مائة عام: ترامب
ترامب هو الشخص الذي لا يرغب بأي عولمة، هو صاحب خطاب القومية والعزلة بالإضافة إلى الانسحاب الجزئي من التجارة العالمية، فضلاً عن انعدام المسؤولية تجاه المشكلات العالمية مثل التغير المناخي. ويذكر أن هذا الخطاب قد اتسم بالعنصرية والتحريض والسخط خلال الحملة الانتخابية الشرسة. بالنسبة للمشروع الغربي، تعتبر الكرامة الإنسانية حجر زاوية لا يمكن التغاضي عنه. إذ بدأت الدول لأول مرة تضمن حقوق الإنسان عقب الثورات في فرنسا والولايات المتحدة في أواخر القرن 18. وتتسم حقوق الإنسان بخصائص معيارية، حسب ما يجادل هاينريش أوغست ينكلر في كتابه الضخم "تاريخ الغرب". ولا يمكن بأي حال أن تستوعب العنصرية ضمن هذا المشروع المعياري. وفي المقابل، لا يمت دونالد ترامب بصلة للكرامة، سواء تجاه نفسه أو تجاه الآخرين. ترامب لا يصلح لقيادة العالم الغربي، لأنه لا يرغب بذلك وغير قادر على تحمل هذه المسؤولية. ما نواجهه الآن هو الخوف من الفراغ. ما الذي سيحدث للغرب وأوروبا وألمانيا بدون الولايات المتحدة، باعتبارها قوة رائدة؟ ألمانيا هي طفل أوروبا، أو لنقل طفل الولايات المتحدة إذا أردنا التحديد، أُعيدت مرة أخرى للحياة بفضل السخاء الأميركي، وحظيت بالرعاية لفترة طويلة، وهي الآن في حالة صدمة عميقة. طالما كان الرئيس الأميركي، رئيساً لنا في نفس الوقت، ولو بشكل ضئيل، وباراك أوباما كان رئيساً يستحقه الغرب. والآن علينا أن نتقبل الوهن الذي أصاب القيادة الغربية. كيف يُمكن أن نصف الـ 100 عام السابقة إذاً؟ ربما يمكن الحديث عن التاريخ الغربي بعدة طرق: قصة بطولة أو حكاية جشع أو ربما مجرد مهمة أو قصة خوف. وهذا المقال يحكي عن 100 عام من الخوف، على وجه التحديد الخوف على حُريتنا، وهو قلق أميركي جوهري كبير انتشر لباقي العالم الغربي. ونحن لا نستخدم كلمة خوف بدلالة سيئة هُنا، نحن نتحدث عن الخوف باعتباره حصناً يحمينا من الخطر. فثمة خوف مذموم وآخر محمود.
الرابط الذي وحد المجتمعات
تحت قيادة الولايات المتحدة، تمكنت الديمقراطيات المتحدة مع بعضها من الاستغناء عن الأنظمة الأيديولوجية المنافسة لها بنجاح. إذ تمكنوا من هزيمة الإمبراطورية الألمانية المحافظة والإمبراطورية النمساوية المجرية في الحرب العالمية الأولى. وفي الحرب العالمية الثانية، تمكنوا من استئصال الأنظمة الفاشية في الرايخ الألماني وفي إيطاليا. وفي الحرب الباردة، ضيقوا الخناق على الاتحاد السوفيتي والتابعين له حتى انهار. وعندما حلت بداية التسعينيات، كانت هوية المنتصر في التاريخ واضحة بلا أدنى لبس: إنه الغرب. ما الذي جعل وضعنا بهذه القوة؟ من أحد الجوانب، يُمكننا أن نعزو ذلك إلى الحرية نفسها. وكان اقتصاد السوق المتفوق بشكل ملحوظ على الأشكال الاقتصادية الأخرى التي تسيطر الدولة فيها على الاقتصاد، عاملاً آخر. وفي ساحة خالية من الحرب، تمكن الغرب من تطوير منتجات أفضل وحقق رخاءً وازدهاراً أكثر، وقد تحقق هذا جنباً إلى جنب مع الانتصار في الحروب وسباقات التسلح. وفي نفس السياق، كان الخوف من احتمال خسارة الحرية رابطاً قوياً وحد المجتمعات معاً. بالطبع كانت هناك مناقشات ومظاهرات وغضب في بعض الأحيان، بالإضافة إلى بعضٍ ممن فضلوا الشيوعية والاتحاد السوفيتي، لكنه كان من الممكن دائماً تشكيل توافق غربي من قِبل الأغلبية حول التالي: سنحافظ دائماً على حريتنا داخل الوطن وخارجه، وربما يمتد الأمر لأبعد من ذلك. هذه الفكرة ساعدت أيضاً على توحد الدول. وتحت القيادة الأميركية والدرع النووي الأميركي، كانت هذه الدول قوية وموحدة نسبياً تحت راية "الغرب". مثلت التسعينيات أكثر الأوقات سعادة بالنسبة للغرب. إذ بدأ العالم الديمقراطي ينمو ويتسع، وبدا أن الخوف على حريتنا قد ذهب بلا عودة. ولم تعد هناك قوة عظمى تتحدى الحرية. وعندما حل 11 سبتمبر/أيلول 2011، بدا أن كل تلك الأمور ستعود من جديد. إذ أقدم متشددون إسلاميون على مهاجمة عاصمة الحرية، نيويورك، ومبنى البنتاغون في واشنطن العاصمة، واستمر الإرهاب بلا هوادة منذ ذلك الحين. الآن يسود الخوف أكثر من أي وقت مضى، لكنه ليس فقط الخوف من الإرهاب. كما أنه ليس خوفاً على فقد الحرية كما كان في الماضي، بل خوف على الحرية ذاتها. هذا هو التغيير في النموذج المعرفي الذي مهد الطريق لدونالد ترامب نحو البيت الأبيض. دائماً ما وجد نوعان من الخوف في المجتمعات الغربية في نفس الوقت. صحيح أننا نتمتع بالحرية لكننا نخشى عليها، فالحرية يُدافع عنها من جانب وتُحارب من جانب آخر، وتتوسع أو يتم تقليصها. هذا هو السؤال بالتحديد، أي خوف يُسيطر على المجتمع، وأي اتجاه يسيطر على السلطة؟
وحدهم مع مخاوفهم!
قد يتخذ الخوف من الحرية أشكالاً عديدة، وهناك أيضاً خوف الشخص من حريته الخاصة، ولكنه عادة خوف من حرية الآخرين. يقول الفيلسوف الوجودي الفرنسي جان بول سارتر: "الجحيم هو الآخرون". ربما يضيف أحدهم إلى تلك المقولة "إن كانوا أحراراً". إن كانوا أحراراً كفاية ليعبروا الحدود ويبحثوا عن أماكن جديدة للسكن، إن كانوا أحراراً كفاية ليصدروا بضائعهم وبالتالي يدخلوا في منافسة مع البضائع من البلدان الأخرى، إن كانوا أحراراً كفاية ليقاتلوا من أجل الحق في المساواة بوصفهم نساء، أو مثليين جنسياً، أو غير بيض. الرجال البيض، خاصة كبار السن منهم، يُنظر لهم على أنهم صانعو ترامب، إذ أن دعمه كان كبيراً بين هذه المجموعة بشكل خاص في الانتخابات. لا شك أنه كان من الخطأ ترك هؤلاء الرجال والنساء اللواتي يفكرن بتلك الطريقة يواجهون مخاوفهم وحدهم، دون أخذ تلك المخاوف بجدية؛ فالمخاوف المشتعلة طويلة المدى تولد الغضب، لا سيما ضد الأشخاص المتهمين بعدم فعل شيء لتهدئة تلك المخاوف، وبعبارة إنشائية أخرى، سواء في السياسة أو الإعلام. لأول مرة أتاح الإنترنت صدىً واسعاً لهذا الغضب وسمح له بالوصول إلى جمهور أوسع، وبتضخيم أصوات الخائفين والغاضبين، وحين نصب ترامب نفسه على رأس حركة الغضب تلك، وجد الدعم الذي احتاجه ليصبح رئيساً، ومن المتوقع منه الآن أن يسعى للحد من الحريات بما في ذلك حركة التجارة الحرة والهجرة، مما سيجعل الأميركيين يخشون مرة أخرى من الحصول على حريتهم خصوصاً أفراد الأقليات منهم، ولكن هذه المرة يأتي التهديد من الداخل. فهم يخشون من فكرة أنهم سيواجهون المزيد من التمييز ضد ثقافاتهم وأساليب معيشتهم تحت رئاسة ترامب. يمكن تضمين هذه الدراما بأكملها في هذه الجملة: الحرية التي تعتبر الشيء الفريد الذي يمثل الغرب، تمثل تهديداً له، وهي أزمة لا يمكن أن تكون أكثر أهمية من ذلك، في الوقت الذي وصلت فيه تلك الأزمة إلى الديمقراطيات الأوروبية حيث انتشر الخوف والغضب لنفس الأسباب التي انتشر فيها في الولايات المتحدة، خصوصاً فيما يتعلق بالهجرة والعولمة والتجارة الحرة، ولكن عندما يتعلق الأمر باتفاقية الشراكة الأطلسية للتجارة والاستثمار، يشعر الأميركيون -الذين يخشاهم الأوروبيون- بالخوف أكثر من الأوروبيين أنفسهم، ولكن يبدو أنه ليس على الأميركيين أو الأوروبيين الخوف بعد الآن، لأن ترامب سيضع نهاية لتلك الاتفاقية. في أوروبا الغربية، لم يتمكن الغاضبون والخائفون بعد من الدفع بممثليهم إلى مكتب رئيس الوزراء أو الرئاسة، على الرغم من إمكانية حدوث ذلك في انتخابات النمسا في ديسمبر القادم. وطالما كانت أميركا علامة دالة على الغرب، ولكن إذا حكم ترامب بما وعد خلال حملته؛ فإن أرض الأحرار ستتخلى عن دورها قائدة للعالم الحر، وسيحل دور أوروبا حينئذ، سيكون على هذه القارة أن تقاوم الشعبوية بمزيج ذكي يجمع بين أخذ المخاوف بجدية، ومواجهة الغضب دون الحد من الحريات.
الانفصال
لقد آن الأوان لأوروبا بأن تركز بشكل أكبر على الاتحاد الأوروبي، وقد تم الحديث عن هذا الأمر وكتابته آلاف المرات بالفعل، غير أن الصدمة التي خلفها ترامب ربما تساعد في حدوث هذا الأمر بنهاية المطاف. لسوء الحظ، صارت أوروبا في أسوأ وضع لها منذ عقود، إذ أن البريطانيين سيغادرون الاتحاد الأوروبي، لخوفهم جزئياً من حرية الآخرين، والخوف من الاستقرار تحت راية بريطانيا العظمى. والعديد من الحكومات تؤكد على الانقسام بدلاً من توحيد القضايا الخلافية، والدول الأوروبية تنجرف بعيداً. بمعنى آخر، إنها يمكن أن تتحمل القيام بذلك لمدة طويلة، في خلال المئة سنة التي كانت فيها الولايات المتحدة تقوم بدور حامي حمى الغرب وقائدها، سلك حلفاؤها سبيلاً مريحاً نسبياً، وكان الأوروبيون يتمتعون بترف المماطلة في متابعة القضية الأوروبية، لأن الأميركيين كانوا هناك. فيما حافظت كل دولة على علاقة خاصة مع أميركا، والجميع اعتمد على أسلحته والعزم على أخذ الاحتياط في حال حدوث طارئ، والآن سيتعين على أوروبا أن تسعى لتوفير الأمن الخاص بها، خاصة في الوقت الذي يوجد به فلاديمير بوتين، وتنظيم الدولة الإسلامية في أحياء أوروبا المجاورة. وفي السياق ذاته، سيواجه قادة الغرب باستثناء أميركا، مهام ضخمة مقبلة، وهي مهام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تمثل بلداً قوياً ولديها قاعدة أخلاقية قوية، بعد أن أثبتت ذلك في التعامل مع أزمة اللاجئين، لا نقول بأنها ينبغي أن تكون مثل وودرو ويلسون، ولكنها ينبغي أن تصير قائدة حازمة لأوروبا، وإن لم تصبح كذلك، فهذا يعني أنها لم تنظر جيداً إلى الإشارات عبر التاريخ
.One-Hundred Years of Fear America Has Abdicated Its Leadership of the West For 100 years, the United States was the leader of the free world. With the election of Donald Trump, America has now abdicated that role. It is time for Europe, and Angela Merkel, to step into the void. © By Dirk Kurbjuweit The invasion of Normandy on June 6, 1944 DER SPIEGEL The invasion of Normandy on June 6, 1944 November 14, 2016 01:25 PM Print FeedbackComment Essay Even history sometimes leans toward pathos. In January 2017, when Donald Trump is sworn in as the 45th president of the United States, the American Age will celebrate its 100th birthday -- and its funeral. The West was constituted in its modern form in January 1917. World War I was raging in Europe at the time and in Washington, D.C., President Woodrow Wilson told his country that it was time for Americans to take responsibility for "peace and justice." In April he said: "The world must be made safe for democracy." He declared war on Germany and sent soldiers to Europe to secure victory for the Western democracies -- and the United States assumed the leadership of the Western world. It was an early phase of political globalization. One hundred years later: Trump. Trump, who wants nothing to do with globalization; Trump, who preaches American nationalism, isolation, partial withdrawal from world trade and zero responsibility for a global problem like climate change. And all of this after a perverse election campaign marked by resentment, racism and incitement. Human dignity is the centerpiece of the Western project. Following the revolutions in France and the United States in the late 18th century, states began guaranteeing human rights for the first time. Human rights have a normative character, as Heinrich August Winkler argued in his monumental work "History of the West." And a racist cannot embody this normative project. Trump has no sense of dignity -- neither for himself nor others. He does not qualify as the leader of the Western world, because he is both unwilling and incapable of assuming that role. We now face emptiness -- the fear of the void. What will happen to the West, to Europe, to Germany without the United States as its leading power؟ Germany is a child of the West, particularly of the United States, brought to life with American generosity, long spoon-fed and now in a deep state of shock. The American president was always simultaneously our president, at least a little, and Barack Obama was a worthy president of the West. Now, though, we must come to terms with a lack of Western leadership. What were those 100 years like؟ The history of the modern West can be told in many ways: as a heroic tale, as a story of greed, as a mission or as a tale of fear. This article is about 100 years of fear, in particular the fear for our freedom, a quintessentially American paranoia that spread to the rest of the West. The word is not being used negatively here; we are talking about fear as a bulwark protecting us against danger. There are good fears and bad fears. The Glue that Held Societies Together Under American leadership, the united democracies were quite successful in dispensing with competing systems. They defeated the conservative German Empire and Austria-Hungary in World War I. In World War II, they eradicated the fascist regimes in the German Reich and Italy. In the Cold War, they pressed the air out of the communist Soviet Union and its minions until they collapsed. At the beginning of the 1990s, the winner of history was clear: The West. What made it so strong؟ On the one hand, it was freedom itself. The market economy was clearly superior to economic forms that were more directly controlled by the state. In the free play of forces, the West developed better products and greater affluence, along with the strength to win wars and arms races. The article you are reading originally appeared in German in issue 46/2016 (November 12, 2016) of DER SPIEGEL. FAQ: Everything You Need to Know about DER SPIEGEL Six Decades of Quality Journalism: The History of DER SPIEGEL Reprints: How To License SPIEGEL Articles And the fear of losing freedom was a strong glue that held societies together. Of course there were debates, demonstrations and sulking, and there were some who preferred to be red than dead, but it was always possible to establish a majority for the fundamental Western consensus: We will preserve our freedoms at home and abroad, and we may even expand them. This idea also held the countries together. Under American leadership, and under the American nuclear shield, they were strong and relatively united as "the West." The 1990s were the happiest time for the West. The democratic world had grown, and the fear for our freedom seemed to have been dispelled once and for all. There was no longer a major power challenging freedom. Until Sept. 11, 2001, that is, when it all started again. Belligerent Islamists attacked the capital of freedom, New York, and the Pentagon in Washington, D.C. The terror has continued unabated since then. Fear now reigns more than ever, but it is not just the fear of terror. And it is also not as much the fear of losing freedom, as it was in the past, but the fear of freedom itself. This is the paradigm shift that paved Donald Trump's way to the White House. The two fears always exist simultaneously in Western societies. Freedom is enjoyed and feared, freedom is defended and fought, and freedom is expanded and limited. It is merely a question of which fear dominates in a society, and of which current is in power. Alone with Their Fears The fear of freedom can take many shapes. There is also a fear of one's own freedom, but it is usually a fear of the freedom of others. French existentialist Jean-Paul Sartre said: Hell is other people. If they are free, one might add. If they are free enough to cross borders and look for new places to settle. If they are free enough to export their goods and therefore compete with goods from other countries. If they are free enough to fight for their equal rights, as women, as homosexuals, as non-whites. White men, especially older white men, are viewed as Trump's kingmakers. His support among this group was especially high in the election. It was undoubtedly a mistake to leave these men, and the women who think like them, alone with their fears -- to not take them seriously enough. Long-smoldering fears generate rage, especially against those who are accused of doing nothing to allay those fears, in other words, the establishment, both in politics and the media. For the first time, the Internet has provided this rage with an echo chamber, allowing it to reach a broader public and to magnify the voices of the fearful and the angry. When Donald Trump placed himself at the head of this movement of fury, he found the support he needed to become president. He is now expected to limit freedoms, including free trade and immigration. Many Americans, especially members of minorities, once again fear for their freedom, but this time the threat comes from within. They fear that they will face greater discrimination against their cultures and ways of life under a Trump presidency. The entire drama can be encapsulated in this sentence: That which is unique about the West -- freedom -- is perceived as a threat. A crisis couldn't be more fundamental than that. It has also reached European democracies, where fear and rage are spreading, and for the same reasons as in the United States: immigration, globalization and free trade, in particular. But when it comes to the trans-Atlantic free-trade agreement TTIP, Americans, who the Europeans fear, are apparently even more fearful than the Europeans. But neither Europeans nor Americans need to worry anymore: Trump will likely put an end to TTIP. In Western Europe, the fearful and the angry haven't yet managed to push one of their representatives into the office of prime minister or president, although that could happen in Austria's presidential election in early December. America was long the benchmark for the West. But if Trump governs as he promised he would during the campaign, the land of the free will abdicate its role as leader of the free world. Then, it will be Europe's turn. The continent must resist populism, with a smart mixture of taking fears seriously and confronting the rage, but without curbing freedoms. Drifting Apart And it is high time Europe places a stronger emphasis on the European Union. This has been said and written thousands of times already, but perhaps the Trump shock will help to ensure that it finally happens. Unfortunately, Europe is in the worst shape in decades. The British are leaving the European Union, partly out of fear of the freedom of others, the freedom to settle in Great Britain. Many governments are stressing divisive rather than unifying issues. European countries are drifting apart. In a certain sense, they could long afford to do so. In the 100 years during which the United States was the protective and leading power of the West, its allies have led a relatively comfortable existence. They had the luxury of only half-heartedly pursuing the European idea, because the Americans were there. Each country maintained its own special relationship with the United States, and everyone depended on its weapons and resolve in the event of an emergency. Now, Europe will likely have to provide for its own security -- and this in times of a Vladimir Putin, a Recep Tayyip Erdogan and an Islamic State that exists in Europe's neighborhood. The leaders of the West, minus America, face monumental tasks ahead. They are tasks for German Chancellor Angela Merkel. She represents a strong country and she has a strong moral foundation, as she demonstrated in the refugee crisis. She doesn't have to be a Woodrow Wilson, but she should become a decisive leader of Europe. If she doesn't, it will mean that she has not recognized the signs of the times. Translated from the German by Christopher Sultan
|
|
|
|
|
|