هدية جلال وقباني والمعاويين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 01:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-03-2017, 05:14 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هدية جلال وقباني والمعاويين
                  

08-03-2017, 05:17 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية جلال وقباني والمعاويين (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    رسالة من تلك الرسائل المليئة بالشجن بين
    محمود درويش وسميح القاسم
    تعبر عنكم وتعبر عن الماثل من تاريخ الوطن
    ذات الازمة رغم التوصيف السياسي
    فذلك احتلال وهذا احتلال ولكنه
                  

08-03-2017, 05:17 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية جلال وقباني والمعاويين (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    هناك … شجرة خروب
    * عزيزى سميح
    … وعلى ذكر " الحق " الذي يمد لسان السخرية فى رسالتك ، والحق بالحق يذكر او ينكر فضحتنى دمعتى منذ ايام ، عندما كنت اسجل حديثاً تلفزيونياً فى مدينة هلسنكي …
    إنقض على احد المحاورين ، وهو كاتب فنلندي شهير ، بهذا السؤال المدهش : هل تعرف كيبوتس " يسعور " ؟
    اجبت : نعم، اعرف مكانه لانى اعرف انقاضي . ولكن لماذك تحرك فى هذا العطش ؟
    قال : انا من هناك . اعنى : عشت هناك عشر سنين ، ومن حقى أن أعود الى هناك فى أى وقت أشاء …
    قلت : فى أى وقت تشاء ، لماذا ؟
    قال : لأنني يهودى …
    قلت له ، وقد تحول إلى مرآة : ياسيد دانيال كاتس ، يبدو لي انك تعرف اننى ولدت هناك تحت غرفة نوك وتعرف ان لا " حق " لى فى العودة الى مكان ولادتى ، بينما انت الفلندى ، صاحب العشرين الف بحيرة ، تملك " الحق " فى العودة الى بلادى في أى وقت تشاء …
    قال : اعرف هذا الظلم . ولذلك ، اعددت لك هذه الهدية ، هذه الأغنية القصيرة :
    " انظر الى البلاد التي تسميها وطنك – قال لى توفيق او محمود / عيناك تحدقان في التراب ولا تصلان الى ما تخبئ الارض / القرية التى ولدت فيها عارية وباكية / متحررة من خاصرة أمى / وأنت … ها انت ترفع باعتزاز / كوخاً من الصنوبر " …
    وروى لى دانيال ، يا عزيزى سميح مسيرته فى طريق العودة – فهم دائماً عائدون – كما يرويها من يملكون الحق ، اينما كان ، والضمير عندما يشاؤون . اذ ليس على التاريخ الا أن يتمرن على حساب مصالحهم وعواطفهم وينضبط ! كان مثل جميع المهاجرين لا يعلم . لا احد منهم يعلم على ما يبدو – ان في بلادنا شعباً . وحين يواجهون عقبات الاندماج فى الارض فى المؤسسة فانهم سرعان ما يعلمون ، ويستخرجون احتياطى الضمير ليختاروا " عودة " اخرى الى " حة " آخر.
    من علمك يا دانيال ان تحت كيبوتسك قريتى ؟
    قال : شجرة الخروب الضخمة … سألت احد زملائى فى الكيبوتس عمن غرس هذه الشجرة ، فقال : نحن المهاجرين . ولكننى ادركت من عمر الشجرة أنه يكذب ، ادركت ان احد اجدادك هو الذى غرسها . فحملت ضميرى المعذب وعدت الى وطنى فنلندا لم أقل له ، يا عزيزى سميح ، انه محظوظ بامتلاكه حقين ، ووطنين وعودتين قلت له انه عادل ، لانه يمتلك ميزة انسانية اكبر هى : الضمير ، يحركه ، يستعمله ويشهره مى يشاء فى وجه أية مشكلة . فى وسعة ان يتوج قاضيا مادام يتمتع بهذه القوى الانسانية . له حق الكلام والمصداقية . أليس هو الشاهد الذي لا يدحض ؟
    ونحن الذين نحتاج اليه نتكلم عبره عما يصيبنا . فهل يحق للعربي ان يتحدث في الغرب بلا شاهد يهودي ؟ لا حظ على سبيل المثال ، كيف يناقش الاسرائيليون قضايا الاحتلال ونتائجها السكانية . انهم يبكون كما لو كانوا هم الضحية ، ونحن الضحايا نصفق لمتانة الدليل !
    ولكننى اعلق بطريقة أخرى تشبه معانى الكلمات التالية : وهكذا تدلنا شهادة دانيال على ان السلام فى الشرق الاوسط ما زال قابلاً للتحقيق ، ما دام دانيال يصاحفنى ، ويرضى ان يكون صديقي ، ويكتب لى هذه الأغنية !
    وبالاغنية ذاتها التى تخدع ذاتها لتكون ذاتها يقف الواقع على رأسه ، ويعتذر عن وعى شقي ووعى زائف معاً . ماذا يريد الشعر من المستوطنين اكثر من الاشارة الى طفولتنا التى تنسب جماليتها الى المكان ذاته ؟ ليكونوا هم المعبرين نيابة عنا . هل يعبر عنى حاييم نحمان بياليك حين يغنى للطائر العائد من بلاد الشمس الى نافذته المطلة على الجليد الروسى ؟ وهل يعبر عنك حاييم غورى فى وصف الجليل العائد الى اهله الغائبين ؟ وهل تعبر عن هشاشة قلوبنا تلك الاغنية الرائجة : يا بحيرة طبريا ، يا بحيرة طبريا ، لقد هبت الريح ؟ وهل نستعيد جمال القدس ، كما استعادوه ، فى أغنيتهم التي حطمتنا : يا اورشليم من ذهب ، ومن نحاس وضياء ؟
    ليس هذا سؤالا ، يا سميح ، بمقدار ما هو نزيف. وهل انتبهنا الى شراسة استيطان الارض ومحاولة استيطان الذاكرة ، وظل استيطان لغة الحنين والعودة والتيه مجالاً لعواطف مشتركة ممكنة ؟ طالما ان سكان " يسعور" يستمتعون بذهب الذرة الصفراء ذاته ، وبالتفاح ذاته ، وبالدوالي ذاتها، ويرفعوون اكواخاً من الصنوبر كما كنا نرفع ويغنون – كما كنا نغني – هب النسيم على الحقول ؟
    لا تصدقنى ، فأنا لا أسأل ، بقدر ما أشير الى " حياد " الطبيعة الجارح .
    ولكن شجرة الخروب اياها التى دلت المستوطن الاجنبى " البرى " على وعلى اجدادى، هى غلاف هويتى وهى ايضا جلد روحى اذا كان للروح جلد هناك ولدت … هناك ولدت وهناك أريد ان أدفن . ولتكن تلك وصيتى الوحيدة !
    شجرة الخروب – أغبطك لأنك تراها كل يوم فى طريقك من الرامة الى حيفا ، ومن حيفا الى الرامة . سلم عليها اذا كانوا لم يجدعوها بعد . شجرة الخروب – اختبأت فى جذعها العملاق المجوف من المطر ومن الاهل عندما كنت العب مع السحالى والزيز والزواحف ، وعندما كنت اتبع خط الاسفلت الساطع الى عكا ، لأشرب بالطاسات .
    ويا سميح ، يا سفير قلبي الى الشجر كله ، لماذا اشعر بكل هذه العطش . والعطش الذى لا يرويه غير امتصاص قطرة من الماء على جناح قبرة عندكم ؟ ولماذا يتجمد الزمن عند السنين الاولى … لينفتح السهل امامى فى امتداد لا ينهيه حتى البحر ، وأرى جنود نابليون فى حقولى عاجزين عن اقتحام القلعة على السور . الذي حولته شركات السياحة الاسرائيلية الى سوق تجارية وملاه لليل طوليل ؟

    … وينفتح الشرق امامى لغابات الزيتون التى تصعد ، وتصعد بلا تعب وبلا ملل الى تعرجات جبال كثيرة ، متناثرة ، لتصل قريتى بقريتك العالية ، عبر عشرات من القرى المتناثرة ، كالمجاز السهل ، فى نشيد شديد الصعوبة ؛ يدخلنا فى متنه شهداء أو شهداء ، وهكذا تتحول شجرة الخروب الى مرتكز جهات ، والى علامة الفارق بين الارض والسماء . ومن على غصونها أقطف ، حتى الآن حبات الهواء الطازجة .
    لم يكن للشهور اسماء لا تذكر متى انقصف حبق الطفولة . ولكن الليل لم يكن بارداً كما هو الآن . ولم تكن للقمر أغان عبرية معاصرة . ولكننى اتذكر ساحة الدار التى تتوسطها شجرة التوت التي تشد البيوت لتحولها الى دار هى دار جدى تركنا كل شئ على حاله : الحصان ، والخروف ، والثور ، والابواب المفتوحة ، والعشاء الساخن ، وآذان العشاء ، وجهاز الراديو الوحيد لعله ظل مفتوحاً ليذيع اخبار انتصاراتنا الى الآن . هبطنا الوادى الحاد المؤدي الى الجنوب الشرقي المفتوح على بئر يشرق من سهل يقودنا الى قرية " شعب " حيث يقيم اقارب أمى وأهلها القادمون من قرية " الدامون " التى سقطت تحت الاحتلال … وهناك – بعد ايام قليلة – تنادى فلاحو القرى المجاورة الذين باعوا ذهب زوجاتهم ، ليشتروا بنادق فرنسية الصنع لتحرير " البروة " … حررها فى أول الليل . شربوا شاي المحتلين الساخن . وباتوا ليلة النصر الاولى . وفي اليوم التالي تسلمها " جيش الانقاذ " بلا ايصال ، ليعيد اليهود احتلالها وتدميرها حتى آخر حجر … ونحن ننتظر العودة على مشارف الوطن .

    تعرف السيرة كلها ، يا سميح لقد طالت " نزهة " المهاجرين واختصرت الحرب . وتعرف كيف " تسللنا " من لبنان حين أدرك جدي أن الرحلة ستطول ، وان عليه أن يلحق بالأرض قبل أن تطيرر وحين وصلنا لم نجد غير الخراب . فقدنا حق الاقامة وفقدنا حق الأرض . وحين مارست طقس الحج الاول الى قريتي الاولى " البرودة " لم اجد منها غير شجرة الخروب والكنيسة المهجورة، وراعي ابقار لا يتكلم العربية الواضحة ولا العبرية الجارحة : من انت يا سيد ؟ . فأجاب : أنا من كيبوتس " يسعور " . قلت : اين كيبوتس " يسعور" ؟ قال : هنا . قلت هنا البروة . قال : اين هى ؟ قلت : هنا . تحتنا . حولنا . فوقنا . هنا فى كل مكان . قال : ولكننى لا أرى شيئاً ولا حتى حجارة . قلت : وهذه الكنيسة … ألا تراها؟. قال هذه ليست كنيسة . هذا اصطبل للابقار . هذه بعض آثار رومانية ؟ . قلت : ومن اين اتيت يا سيد ؟ قال : من اليمن . قلت : وماذا تفعل هنا ؟ قال : عائد الى بلادى . ثم سألني : ومن أين انت ؟ قلت : من هنا … عائد إلى بلادي …

    هكذا ، يا عزيزى سميح ، يجرى الحوار منذ اربعين عاماً تقريباً . لاحظ المعانى العكسية الانقلابية ، الاستبدادية ، للكلمات ! ونحن فى احسن الاحوال حراس آثار رومانية لذلك ، كان علينا ان نعيش فى " دير الاسد " قريباً منكم ، لاجئين فى وطن محفوظ ، بقرار الهي ، منذ ألفي سنة لعودة راعي ابقار من اليمن !
    فكيف نعيد تركيب هذا التفكيك ، فى البداية ، بغير الشعر؟ كنا – انت وانا – نتسلح بالمعلقات ، وبخلاصات المتنبي ، ورهافة الاندلسيين ، ورخاوة المهجريين . وكنا نخدع انفسنا ، فى شبق البحث عن اختلاف ، بتقمص صعاليك وخوارج وبكل ما يبدو لنا انه خروج عن المؤسسة . لم يكن اختلافنا كله مع تاريخنا . لان هذا الاستيطان الصليبي يعارض كل تاريخنا . لذلك ، لم نجد النموذج الجاهز فى مرحلة وعي أكثر تطوراً وتشكلاً . كان علينا ان نبحث عن اصفارنا ، وكان علينا أن نخطئ . اذ ليس لمصيرنا ، ومفارقتنا الانسانية ، ومأساتنا فى اطار مرجعي . وليس لنا من معبر . وليس لنا أن نستعير دموع عاشق اندلسى يبكي الخروج . ليس وطننا اندلسيا ألا في الجمال والاندلس ليس لنا .
    وإذا كان لا بد من اندلس ، بتداعيتها الجمالية ، فان فلسطين هى الاندلس القابلة للاستعادة.
    سلام عليك يا عزيزى ، يا حارس الخروبة من أغانى الآخرين . ارجوك … ارجوك أن مررت بها غداً ، ان تعانقها وان تحفر على جذعها اسمك واسمى … ولا تتأخر !
    أخوك محمود درويش
    ( باريس – 3/6/1986 )
                  

08-03-2017, 06:43 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية جلال وقباني والمعاويين (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    اعدت قراءة تلك الرسائل واستوقفتني هذه . فرأيتها تعبر عنا وعنكم
    لا ادر لماذا بعد ان صليت الصبح امسكت بي تلابيب ذكراها . وكنت قد قرأتها قديما
    فطفقت ابحث عنها حتي وجدتها
    اعدت قراءتها كأنني لم اقرأها .واول عهدي بها في وقتها تنشر كل اسبوع في مجلة الشاهد اظنه
    و
    اهداء خاص
    ل ود المشرف
                  

08-03-2017, 06:46 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية جلال وقباني والمعاويين (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    لا
    اظنها مجلة اليوم السابع
    وهي مجلة فلسطينية كانت تصدرها الجبهة الديمقراطية هناك
                  

08-03-2017, 09:51 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية جلال وقباني والمعاويين (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    وطن من؟؟
    وذاكرة من!؟
                  

08-03-2017, 10:00 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية جلال وقباني والمعاويين (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    عزيزي سميح
    وما قيمة أن يتباد ل شاعران الرسائل .
    لقد اتفقنا على هذه الفكرة المغرية منذ عامين في مدينة استوكهولم الباردة . وها أنا ذا أعترف بتقصيري, لأنني محروم من متعة التخطيط لسبعة أيام قادمة, فانا مخطوف دائما إلى لا مكاان آخر. ولكن تسلل الفكرة المشتركة إلى الكثيرين من الأصدقاء تحول إلى إلحاح لا يقاوم . كم تبهجني قراءة الرسائل...! وكم أمقت كتابتها لأني أخشي أن تشي ببوح حميم قد يخلق جوا فضائحياً لا ينقصني, حتى تحولت هذه الخشية إلى مصدر إتهامات لا تحصى ليس أفدحها " التعالي" كما هو رايج .
    الآن أشمر عن عواطفي, وأبداء. لا أعرف من أين أبداء عملية النظر إلى مأساتنا المشتركة. ولكني سأبداء لانضبط ولأورطك في إنضباط صارم. سيكون التردد أو التراجع قاسيا بعد ما أشهدنا القراء علينا , وبعد ما هنأتك بعيد ميلادك الذي يواصل صناعة الفراغ بين العمر والصورة . كل عام وأنت في خير وشعر حتى نهايات النشيد.
    لن نخدع أحدا,وسنقلب التقاليد, فمن عادة الناشرين, أو الكتاب’, أو الورثة أن يجمعوا الرسايل الكتوبة في كتاب. ولكننا هنا نصمم الكتاب و نضع له الرسائل. لعبتنا مكشوفة. سنعلق سيرتنا على السطوح, أو نواري الخجل من كُتاب المذكرات بكتابتها في رسائل.
    إنتبه جيدا, لن تستطيع قول ما لا يقال. فنحن مطالبان بالعبوس, مطالبان بالصدق والإخفاء ومراقبتهما في آن . مطالبان بأن لا نشوه صورة نمطية أعدتها لنا المخيلة العامة , مطالبان بإجراء تعديل ما على طبيعة أدب الرسائل, أبرزه استبعاد وجوه الشهود وجمالية الضعف الإنساني, فكميف نحل هذه المعضلة التي يجمد بقاءها الفارغ الطلي بين الرسالة والمقالة..؟
    سنحاول إفلات النص من ضفافه, إذ لعل أبرز خصائص الكتابة هي فن تحديد الضفاف الذي يسميه النقد بناء. فالنكسر البناء بتعثر لعبتنا الجديدة على ساحتها المفتوحة.
    وأصل الحكاية – كما تذكر – هو رغبتنا الواضحة في أن نترك حولنا, وبعدنا, وفينا أثارا مشتركا وشهادة على تجربة جيل تألب على نور الأمل وعلى نار الحسرة وأن نقدم إعتذارا مدويا عن أنقطاع اصاب ساعة في عمرنا الواحد, و أن نعيد ارتباطنا السابق إلينا و إلى وعي الناس ووجدانهم, لنواصل هذه الثنائية المتناغمة – ثنائيتنا - إلى آخر دقيقة في الزمن , بعدما تمردنا عليها في مطلع التكوين الجنين تمردا كان ضروريا لبلورة خصوصية لا بديل عنها في الشعر, ثم تجاوزت نزعتها الاستقلالية لتتجول إلى تناحر سفيه قد كان أحد مصادره إحساس الواحد منا بشكل مفاجئ, بقطيعة حوار توصل إلى يتم لقد كان كل واحد منا شاهداً على ولادة الآخر , فل نتابع هذه الشهادة.
    ولكن ماقيمة أن يتبادل شاعران الرسائل...؟
    لسنا بشاعرين هنا. ولن نكون شاعرين إلا عندما يقتضي الأمر ذلك . هل هذا ممكن ..؟ لا أعرف إن كنت سترضى بهذا التغييب الملازم لاستحضار انسانيتنا المقهورة " بعدوان" الحب والقصيدة, منذ حول العربي الجديد شاعره الجديد إلى موضوع. فماذا نريد ألأن نقول ..؟ لقد فعل الشعر فينا ما تفعل الموسيقى بموضوعها , تتجاوزه للإفتتان بذاتها وأداتها . ولكن أين مكاننا ..؟ وأين لحمنا ودمنا..؟ أين طفولتنا..؟ لقد تعبت من المهارة. ولكن أعجبتني حاسة المهارة المنتبهة إلى ذاتها في مجموعتك الشعرية الجديدة . ومع ذلك, إن أكثر ما يعنيني هو إنسانيتك. وهنا تحديداً : أبوك . لقد أعاديتني مرثيتك إليه , إلى كرم الزيتون لمعلق على خاصرت السمو الراسخ وإلى قدرتنا على الدهشة وسط تبادل الروائح الصلبة في الطبيعة, وإلى الحدود الناتئة الفاصلة بين الفصول. من لا مكان له لا فصول له. ولكنني مازلت مفتوناً ومجنونا بخرفنا. خريفنا ليس هو الشجر المدافع عن بذائة الزهر , ولكنه الرائحة. فكيف ستنقل إلى هذه الرائحة بالراسئل ..؟
    خذني إلى هناك إذا كان لي متسع في السراب المتحجر, خذني إلى مضايق رائحة أشمها على الشاشة وعلى الورق وعلى الهاتف. فإذا تعذر ذلك فليسمع منك كل الحصى والعشب والنوافذ المفتوحة اعتذاري الجارح.
    من حق الولد أن يلعب خارج ساحة الدار . من حقه أن يقيس المدى بفتحة ناي . من حقه أن يقع في بئر أو فوهة كبيرة في جزع شحرة خروب. من حقه أن يضل الطريفق إلى البحر أو المدرسة . ولكن ليس من حق أحد حتى لو كان عدواً , أن يبقي الولد خارج الدار .
    لم نذهب إلى العمر في هذه الطريقة, بل ذهبنا إلى هذا الطريق. هل تذكر هتافك الساطع " ابداً على هذا الطريق " ...؟ أبداً. . . وإن تعرج أو عرج بنا على منافٍ لم تخطر على بآل آلهة الشر الإغريقية. ولا أفعى جلجامش فعلت ما فعلت بنا بنت الجيران. هل تذكر الشارع الخارج من عكا إلى الشمال العربي , وسكة الحديد الموصولة إلى الجنوب العربي...؟ ولكن , أبداً . . . أبداً على هذا الطريق مهما إشتد مزاح الزمن ومهما توسع حمار الخواجة بلعام .
    لست نادماً على شئ , فمازلت قادرا على الجنون وعلى الكتابة وعلى الحنين. ودون أن اتسائل : هل سبقت الفكرة أداتها ليتكاثر عليها هذا الحصار..؟ اصرخ في وجوه الذين يدفعون الفكرة إلى الضجر : إن روحي هناك . وأقول لك : إن أولائك المحتلين, الواقفين بيني وبينك, لا يستحقون اي مقارنة مع أي شر عربي .. عبيد الخرافات, طفيليات العجز المحيط, سلالة الانتقام, لا حق لهم في التصفيق لحماقة الآخرين التي تواصل إنتاجهم المؤقت. وماذا لوانتصروا في غياب ..؟ هل يضمن فولازهم القوي النجاح الدائم لفكرة ميتة..؟ وهل تسوق الأداة الحق من الزائل..؟ لهذا السبب أحارب الالتباس الخبيث, ولا امد حنيني على جسر فردي. فكن أنت جسري الصلب, وقدم لجدل " الداخل والخارج " عافية التواصل. عضني عن غيابٍ لأفرح : مادمت هناك أنا هناك. وافتح النافذة المطلة على العكس . ما كان يطل على الخارج , فينا , يستدير ليطل على الداخل , هي الدائرة . . . هي الدائرة.
    ويلحون علي ليقتلوني : هل أنت نادمٌ على سفر ..؟ لن يذهب شيئٌ عبثاً , لم يذهب . وقد حاولنا أن نضخ الوعد بما أتينا من لغة وحجارة ودم , ومازلنا نحاول البقاء والسير . لن ينكسر الصوت ما دام شعبي حيا . . . حيا . . . حياً, ومادام للأرض يوم هو هوية العمر. فلماذا يسق فردٌ واحد إلى سؤال : هل أنت نادمٌ على سفر ..؟ سداً أحاول أن ارد السؤال إلى صياغه , فأهمس في آلة تسجيلٌ صغيرة : إذا كان هذا يريحكم فأنا نادمٌ على سفر ..؟
    المكن, المكان, أريد أي مكان في مكان المكان لأعود إلى ذاتي, لأضع الورق علىخشب أصلب, لأكتب رسالة أطول , لأعلق لوحة على جدار لي, لارتب ملابسي, لاعطيك عنواني, لاربي نبتة منزلية, لأزرع حوضا من النعناع , لانتظر المطر الأول. كل شئ , خارج المكان, عابر وسريع الزوال حتى ولو كان جمهورة . ذلك . . . ما يجعلني عجز عن الرحيل الحر. . .
    ولكنك ستكتب إلىّ لإعادة تركيب ما تفكك في النفس والزمن , برفع رافعة التوازن لثنائية " الداخل والخارج " الخاصة والعامة , لاستعادة أولى الطبقات الصاعدة إلى أفق يفيض عن الطريق . ستكتب إلىّ . سأكتب إليك . . . لأعود . فما زال في وسع الكلمات أن تحمل صاحبها وأن تعيد حاملها المحمول عليها إلى داره . وما زال في وسع الذاكرة أن تشير إلى تاريخ . ويجتاحني ندا راعف إلى عودة , عودة ما إلى أول الأٍياء وإلى أول الأسماء , فكن أنت عودتي.
    إذن, أخرج من خزانة الثياب لنلعب لعبة أخري مع فتيات أخريات, ولا تتلكأ طويلا في الشوارع الخلفية, فأنت على موعد مع الشاطئ . حيفى حارة في الصيف ورطبة . ولا تنس أن تزور محطة الشرطة وأنت في طريقك إلى البحر ولا أن تسأل الضابطك عن موعد الاعتقال القادم . قدم له سيجارة وأطلب منه سجنا أنظف من سجن الشهر الفائت . ولا تنس المقال في " مفهى روما" كا المعتاد . . . وإن جائت " السيدة " , سلم عليها وقل لها : سافر. . . وسيعود قريبا . ولا تسألها عن الجنين . . .
    قريبا ..؟ ستة عشرة سنة..؟ ست عشرة سنة كافية لتقبل بينلوب ود خاطبها وتلعن بحر إيجة . ست عشرة سنة كافية لأن تتحول الحشرات الصغيرة على جراح أيوب إلى طائرات نفاثة . ست عشرة سنة تكفي لأصرخ : بدي اعود . بدي اعود . كافية لأتلاشى في الأغنية حتى النصر أو الموت .
    ولكن , أين قبري يا صديقي..؟ أين قبري يا أخي ..؟ أين قبري ..؟ . . .


    أخوك محمود درويش

    " باريس – 19/5/1986 "
                  

08-03-2017, 10:47 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية جلال وقباني والمعاويين (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    درويش والقاسم حتة واحدة !!!
    بوركت ياحفيظو وبورك المخاليق المطرزين عنوانك
    ياريت البوست ده يجر رجل المخلوق الغائب معاوية الزبير
    خوفي المنبر يكون مابقى من مناهله المحببة
    شايفو طول الغيبة
                  

08-03-2017, 12:10 PM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية جلال وقباني والمعاويين (Re: حيدر حسن ميرغني)

    تسلم حيدر
    صرنا ننزف الحنين مثلهم لوطن مستلب
    الوطن صار ملكا لغيرنا حرام علينا
    الوطن صارت ذاكرتنا
    ذاكرة الطفولة والصبا
    حنين كحنين قباني
    لتلك التفاصيل الصغيرة التافهة
    ان تجلس بكرسيك قدام بيتكم تتفرج في الدافوري
    او ان تكون نايم في الحوش وتأتيك اصوات حفلة من بعيد صوت الفنان مختلط مع زغرودة وابشر
    امشيتك بعراقي وسروال تجيب كيس صعوط ولا علبة سجاير من السوق وفي سيرك تمارس طقس السلام والاخبار والنظر
                  

08-03-2017, 08:30 PM

جلالدونا
<aجلالدونا
تاريخ التسجيل: 04-26-2014
مجموع المشاركات: 9390

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية جلال وقباني والمعاويين (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    شكرا يا عبد الحفيظ على هديتك الغالية و التحية لى المشاركنى الهدية
    هدية تبكّى و الله
    تفتح كتاب ذكرياتك تبكى بس يا عبد الحفيظ و تنوح و تنوح
    حنين يسوقك و حنين يوديك .. وكلّو بى زمانو و بكانو و ناسو
    جهل و صبا و شباب و كبر
    سكك و دروب حلّل و قرى و مدن
    الطعم واحد حنين فايت الحد
    شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى
    و داك القال
    ادّخل ايدى فى رحلى تراباّ فيهو يسوى الكون
    قالوا الرحول عز العرب
    بس نحنا ما عرب يااخ
    نحنا ناس بنحب الضللة و الكمونية و النومة تحت الشدرة ال فى نص الحوش
    و عومة فى بحر النيل
    و تقادلنى و اقالدك و حقّى و حقّك و الشكلة تقوم
    و نرجع تانى احّلى من اللوّل
    مصيبة الترحال و السفر دى جاتنا من وين
    امبارح مشيت بى غادى يا عبد الحفيظ
    و شفت صورة صاحبى واقع فى حضن امّو رينا يخليهم و يحفظن
    بكيت جنس بكا يا عبد الحفيظ
    خليها على الله يا عبد الحفيض
    _____
    يا حيدر معاوية ده جروهو من ايدو.. رجلو مكسورة ياخ
                  

08-03-2017, 08:40 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية جلال وقباني والمعاويين (Re: جلالدونا)

    معاوية صندل المنبر لازم يعود ياجلال
                  

08-03-2017, 08:59 PM

جلالدونا
<aجلالدونا
تاريخ التسجيل: 04-26-2014
مجموع المشاركات: 9390

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية جلال وقباني والمعاويين (Re: حيدر حسن ميرغني)

    معاوية يا حيدر حنيّن و حسّاس
    هسى تلقاهو يقرا فى الخيط ده و يتخنج
    لكن بجى .. ان شاء الله يجى
                  

08-05-2017, 05:23 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية جلال وقباني والمعاويين (Re: جلالدونا)

    جوانا يا جلال كلنا انسان بسيط يحلم بطفولته
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de