09:30 PM February, 16 2016 سودانيز اون لاين زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم مكتبتى رابط مختصر دعونا من العواطف.. وحتى من الاستنتاجات التي يمكن أن تكون مشروعة في هكذا مواقف.. وفي المقابل دعونا نحتكم فقط إلى الوقائع.. والاحتكام إلى الوقائع يعني استنطاقها.. ولن تتناطح عنزان حول ما تقول الوقائع.. إلا إذا كان الأمر محض اعتزاز بالإثم .. واستخفاف بتلك الوقائع.. فالوقائع تقول.. إن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني قد توفرت لها معلومات عن نشاط بعض عضوية الحزب خارج الأطر التنظيمية.. وأنها ـ أي المركزية ـ قد توفر لها ما يثير الريبة والشكوك حول طبيعة ونوايا تلك المجموعة.. فقررت اللجنة المركزية إذاك.. وهذا حقها.. بل وهذه خطوة تحمد لها.. قررت تشكيل لجنة للتحقيق في تلك الوقائع المنسوبة لتلك المجموعة التي عرفت بمجموعة الشفيع خضر.. إلى هنا والأمر عادي.. فتشكلت لجنة التحقيق من شخصيات قيادية وقانونية داخل الحزب.. ولم يكن غريبا أيضا أن يأتي تشكيل اللجنة من أناس أقرب إلى قيادة الحزب فهذا أمر طبيعي.. فالثقة مهمة ومطلوبة.. ورغم ذلك لم يعترض الطرف الآخر أو يتحفظ على تشكيل اللجنة.. لا شكلا ولا موضوعا..!وبدأت اللجنة عملها.. ولم يكن مطلوبا من لجنة التحقيق أن تبحث عن بينات أو تنشئها من العدم.. فهذه مهمة الاتهام.. فباشرت اللجنة بلقاء قائمة الشهود التي قدمها الاتهام كوقائع وكبينات.. ثم المبلغ ضدهم.. وفيما تمضي اللجنة في عملها وقبل أن ترفع تقريرها النهائي.. كان لافتا للنظر تلك الواقعة المهمة.. وهي واقعة خروج السكرتير السياسي للحزب إلى الإعلام.. مخاطبا الرأي العام مسجلا إدانة مسبقة في حق المبلغ ضدهم.. حين تحدث عن خرقهم لدستور الحزب.. وتآمرهم على الحزب.. وخروجهم على خطه.. من المفارقات أن الحزب الشيوعي ظل يعيب على النظام الحاكم استغلاله للإعلام لمحاكمة خصومه دون أن يقدم أي بينات.. ونعود إلى الوقائع الجديدة.. فاللجنة التي شكلتها المركزية ممن تثق فيهم قد فرغت من عملها وانتهت إلى أنه لا يوجد دليل على حدوث اللقاء المزعوم.. فرفعت اللجنة تقريرها إلى الجهة الآمرة بالتشكيل.. وانعقد اجتماع اللجنة المركزية.. وحسب الوقائع جاء تقرير لجنة التحقيق المستند إلى الوقائع.. التي تقدم بها المبلغ نفسه.. وليست جهة غيرها.. وأثبت تقرير اللجنة بموجب الوقائع.. أن ما قيل ليس صحيحا.. وأن الشهود الثلاثة الذين استجوبتهم لجنة التحقيق نفوا صلتهم أو حتى علمهم بأي وقائع واردة في البلاغ.. لتبدأ وقائع أخرى.. لكنها غريبة.. فرغم كونها وقائع.. فهي تبدو أقرب إلى الخيال.. كأن تتحول لجنة التحقيق نفسها إلى متهمة.. نعم.. فهي متهمة بالضعف.. وبالعجلة.. والعجلة لا شك أمر معيب في عمل استقصائي يتحرى العدالة والبحث عن الحقيقة.. ومن الوقائع كذلك أن اللجنة دافعت عن نفسها.. ومن الوقائع كذلك أن لجنة التحقيق ومن شدة ثقتها في عملها.. لم تكتف بتبرئة المبلغ ضدهم فحسب.. بل طالبت في توصية منفصلة بضرورة التحقيق مع المبلغ في ما وردها من معلومات ثبت أنها مختلقة.. بل هناك ما يقال من أن كلمة (كاذبة) قد وردت في ثلاثة مواقع في التقرير.. ولا أدري كيف فات على اللجنة كذلك التوصية بالتحقيق في واقعة محاولة السكرتير السياسي التأثير على سير العدالة بنشره حديثا ذا صلة مباشرة بالموضوع محل التحري.. وكذلك التحقيق في ما أصبح تشهيرا وإشانة للسمعة لأبرياء بموجب الوقائع التي توفرت للجنة.. أما الواقعة الأخطر.. فقد كانت نتيجة التصويت التي حسمها أنصار السكرتير السياسي بفارق صوت واحد فقط.. بعد مواجهة عاصفة.. بين من يديرون الحزب.. وبين من يتحفظون على طريقة إدارتهم للحزب.. ترى من يدير الحزب.. وإلى أين يقوده..؟ وماذا تعني هذه المناصفة..؟ انتظرونا غدا * نشر اليوم التالي
انتهينا أمس من سرد وقائع.. سبقت أو تزامنت أو تبعت.. تفجر أزمة الشفيع وحاتم وآخرين من قيادات الحزب.. ولعل أهم واقعة فات علينا ذكرها هي فشل الحزب.. أو للدقة.. قيادة الحزب في عقد المؤتمر العام في موعده.. غير أن أول ملاحظة ينبغي أن ينتبه إليها المراقب هي أن تفجير الأزمة جاء من لدن قيادة الحزب.. فهي التي بادرت بالاتهام.. دون تحرٍ.. ثم هي التي بادرت بالإيقاف دون تحقيق.. ثم هي التي أدانت دون تثبت.. وكل ذلك في وقت كانت فيه قاعدة الحزب خاصة.. وكل الحادبين على مستقبل ديمقراطي للسودان عامة.. ينتظرون من هذه القيادة أن تمارس أقصى درجات الحكمة والحرص على لم الشمل والعمل على تجاوز الصغائر.. وهذا الحديث ليس محض اجتهاد.. فإن عدت إلى محاضر آخر اجتماع للجنة المركزية لتجدن حديثا مثل هذا منسوبا لعضو اللجنة المركزية.. رفيقة الشهيد.. ولكن لا أحد يسمع هناك..! حسنا.. في إطار عرض الوقائع بالأمس.. ركزنا على ما دار داخل اجتماع اللجنة المركزية الأخير.. وثمة ملاحظات مهمة تعمدنا فصلها عن الوقائع.. منها مثلا.. بدأ الاجتماع نحو التاسعة صباحا.. وظل منعقدا لنحو سبع عشرة ساعة تقريبا.. الملاحظة الأولى أن الجند الأخطر والأهم والذي ينتظره الرأي العام الداخلي والخارجي.. وهو تقرير لجنة التحقيق مع "مجموعة الشفيع" لم يطرح للنقاش إلا بعد مضي تسع ساعات من بداية الاجتماع.. والراجح أن ما أوردته تقارير صحفية وأكدته مصادر قريبة من الاجتماع كان صحيحا.. وهو أن جهة ما تعمدت تأخير عرض التقرير لضمان مغادرة بعض عقلاء الحزب من كبار السن والمرضى لمقر الاجتماع تحسبا لما يمكن أن يكون لوجودهم من تأثير سالب على خطة ثبت أنها كانت قد أعدت سلفا للتعامل مع التقرير داخل الاجتماع.. وهذا.. أيضا.. ليس اجتهادا.. بل أثبتته الوقائع التي سردناها بالأمس.. الملاحظة الثانية.. أن تلك الساعات التسع التي سبقت عرض التقرير للتداول.. استهلكت ثلاث ساعات منها في مناقشة ما أثارته قيادة الحزب في وسائل الإعلام مستبقة لجنة التحقيق بإدانة "المجموعة".. ورغم ذلك لم تنته المركزية بأي توصية توجب المساءلة.. بل تفيد مصادرنا أنها انتهت بقرار لا يشبه ذكاء الحزب الشيوعي.. وهو حصر إفادات وبيانات ومواقف الحزب على صحيفة الحزب فقط.. وذلك انتحار إعلامي إن لم يكن سياسيا.. هذا بافتراض أن الإعلام غير الحزبي سينتظر..! أما الملاحظة الثالثة والأخيرة.. والخطيرة.. والجديرة.. بالانتباه فهي نتيجة التصويت على تقرير لجنة التحقيق.. ولنتجاوز بدعة التصويت نفسها.. ولنتجاوز ما انتهت إليه نتيجة التصويت لصالح هذا الطرف أو ذاك.. ولنقف عند النتيجة نفسها.. وهي ما أسميناها بالأمس بالمناصفة.. 15 مقابل 16.. الذي يشفق البعض الآن ويرعب البعض الآخر.. أنه وبالنتيجة فإن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي تبدو كمن يشرف على هاوية.. والأخطر أن نصف المركزية يناور الآن على حافة الهاوية.. فمن يدير الحزب الشيوعي..؟ ما زلنا نستصحب سؤال الأمس إلى الغد.. فانتظرونا..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة