دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: ملاحظة بخصوص رسالة د.عبد الله علي ابراهيم (Re: Osman M Salih)
|
أدناه نص رسالة د. عبد الله علي ابراهيم المنشورة في موقع سودانايل:
رسالة من عبد الله علي إبراهيم إلى المؤتمر السادس للحزب الشيوعي: المثقف والحزب
إلى الزملاء في المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوداني
إلى عموم أهلي من الشقتاب والإزيرقاب وقراباتهم إلى أبنائي وبناتي واخواني وأخواتي بحي الداخلة بعطبرة وسائر أهل المدينة إلى كتلة اليسار والدمقراطيين التاريخية إلى سائر شباب السودان وشباب العمال خاصة
هذه رسالة أبين فيها لماذا خرجت على الحزب الشيوعي في 1978 بعد عضوية فيه منذ 1960 أنفقت منها ثمان سنوات بين الاعتقال التحفظي والمخابئ. وقد ظللت احتفظ بما دفعني لهذا الخروج حرصاً مني على ألا يكون خبراً تذروه الألسن. وبالطبع من وراء خروجي ما قد تتغذى به هذه الألسن. ولكني أردت أن يكون بياني عن هذا الخروج في وقتي المناسب لأؤسس للقضية الجوهرية فيه وهي علاقة الحزب الشيوعي بمن عرض أن يعمل كمثقف في أروقته و"بشاتن حاله" بعدها. وكانت مقاصدي من هذه الوظيفة أصلاً خدمة الطبقة العاملة السودانية، التي ترعرعت في كنفها في مدينة عطبرة، وسائر الكادحين. ومما يجعل رسالتي في شأن الحزب والمثقف ماسة بيومنا قبل أمسنا تفشي آفة الاستهانة بالمثقف في سائر الأحزاب السودانية كما رأينا أخيراً. فساقنا إلى كساد عظيم وبوار غربة المثقف في حركة سياسية اختارها رافعة لاجتهاداته في ترقية الوطن. فأنطفأ نور الأحزاب بأفواهها وأظلمت ظلمات: وفوانيس البندر البيوقدن ماتن
إنني لسعيد الحظ أن امتد بي العمر إلى اليوم الذي اتفق لي أن آوان مثل هذا البيان عن خروجي عن الحزب الشيوعي قد آن.
(1) في ليلة من أبريل 1978 انتظرت في جنح الظلام التجاني الطيب، عضو سكرتارية الحزب الشيوعي، في ميدان ما بالديوم الشرقية. وسلمته خطاباً أنهيت به تفرغي بالحزب الشيوعي واستقالتي من عضويته. وكلمته عن محتواه الذي لم تزد عبارته عن بيت المتنبئ: إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ألا تفارقهم فالراحلون هم ولم أزد. واحتواني الظلام منصرفاً إلى مخبأي (وكري) الشيوعي بالحلة الجديدة أرتب لرحلة ليلة الغد لبيت شقيقي زين العابدين الذي أخذ علماً برحيلي عمن لم يقدروا ألا أفارقهم. وناديت من أثق فيه أستأمنه العهدة الحزبية ليسلمها لمندوب الحزب الذي أطلعته بوجودها بطرف المُسْتَأمن. وكانت عبارة عن سرير ومرتبة وملاية، وطاولة كتابة لبنية، وكرسي، وأوراق ما (ليس بينها مطبوعات حزبية لأني احتفظت بها) وثلاجة. وهي الثلاجة التي رأيتها على صفحات الصحف الأولى بعد الضربة (وهي اكتشاف وكر شيوعي في لغة الشيوعيين) التي أدت إلى اعتقال التجاني الطيب في وقت ما من الثمانينات. . كان قراري بإنهاء تفرغي وعضويتي بالحزب عزيمة صميمة لم تختلج بلجلجة أو أسف. وكنت اتخذتها في بداية اجتماع لمكتب التعليم الحزبي انعقد بمخبأي لتعذر عقده في موضع آخر. وهذه من محرمات عمل تحت الأرض الحزبي. وستتضح قيمة هذه المعلومة في رسالة أخرى. وضم الاجتماع شخصي والتجاني الطيب، مسؤول لمكتب السياسي، وسليمان سيد أحمد. وما بدأنا الاجتماع حتى فوجئت بالتجاني يخطرنا بأن المكتب السياسي قرر حجب كتابنا "مسائل في التعليم الحزبي" (يناير 1978) بعد طباعته. وانتظرت تعليلاً منه فلم يأت بشيء. وانتظرت احتجاجاً من سيد أحمد فلم يزد عن قوله "طيب نمشي للبند البعدو". واقشعرت نفسي. وبدا لي أنني صرت وقتها بين من صاروا غرباء عني فجأة، وتقطعت الحبال بيني وبينهم. ولم أحتج على الحجب لفساد الأمر كله. فقد سهرنا على هذا الكتاب سهراً. بدأناه بإعداد 4 محاضرات (كان نصيبي منه محاضرة "الانقسام وقانون نمو الحزب الشيوعي"). وطبعناها. وألقينا محاضراتها على مدارس حزبية في مدن الخرطوم. ودونا ملاحظات الزملاء، ثم علقنا عليها، ونشرنا الملاحظات والتعليق في الكتاب الذي قررت سكرتارية الحزب مصادرته بغير شفقة. وسبق لي أن عرضت أفكاراً حول وجوب اتباعنا هذا النهج الحواري في تعليمنا الحزب في مقال عنوانه " كيف نفهم ونعالج ظاهرة التباين في التعليم الحزبي" نشرته "الشيوعي" في عدده رقم 140 (يناير 1974). ووجدت بطرفي مقالاً عن تقويم المدرسة التي انعقدت حول الكتب المنهجية لا أذكر إن قدمته ل"الشيوعي" ورفضته أم ماذا. ولكن كنت أمارس وظيفيتي الثقافية وفي ذهني النشر في "الشيوعي" مجلة الحزب النظرية.
(2) اتفق لي وقتها أن هذا القرار من باب الاعتداء على مثقف أثناء أداء واجبه. فقد تفرغت للحزب في إطار خطة للحزب بجذب مثقفين يعملون كمثقفين بداخله. وجاء بيان هذه الخطة في تقرير المؤتمر الرابع (1967) المعنون "الماركسية وقضايا الثورة السودانية" وفي وثيقة لاحقة هي اعمال اللجنة المركزية لدورة يونيو 1968 وعنوانها "قضايا ما بعد المؤتمر الرابع". ونظر الحزب لمسألة المثقف والحزب من باب اعترافه بالفشل في اجتياز امتحان ثورة أكتوبر التي استدعت منه، لوجوده في الحكم أو في دائرة للمعارضة أوسع مما سبق له، مشروعات مدروسة لتقدم البلاد والثورة. فواجه الحزب ذلك التحدي وهو أسير ما أسماه "نواقص في عمل الحزب". وهي بالاسم 1-تواثق عضويتنا على البرنامج السياسي دون الإيدلوجي. فلقينا نظام 17 نوفمبر كنظام ديكتاتوري نناضل ليعود للثكنات لا كنظام اجتماعي أداته العسكرية. ولم نحفز بذلك مثقفين منا للغوص في مثل ذلك النظام الاجتماعي العسكري لأن "الجو العام (كان) ما يزال محبوساً في إطار الخلاص من الديكتاتورية العسكرية والرغبة في التخلص منها وحسب". 2-تَطَّبع الحزب في عمله المعارض بالمعارضة اليسارية التي تنصرف إلى العمل بالإثارة البحتة وبالتقديرات الذاتية للمعارك اليومية". وهي نواقص ساقت زهرة كادره إلى اليأس. فبقي الحزب حبيس فكرة المعارضة المتطرفة مما حال دونه ودون "أن يرتبط بالحياة في أكثر من أفق وأن يقود بهمة وجراءة النضال الثوري". وانعكس هذا في شح مخل في أعداد المثقفين الراغبين في خدمة الحزب كمثقفين. وكان جيلهم الأول أعان الحزب في أطواره الباكرة منغمساً "مع الشعب". فهجروا الحزب لأنه لا دور أنتظرهم لتوظيف ملكاتهم لطغيان المعارضة اليسارية وغيبة الوعي الطبقي بالنظام الذي أردنا اسقاطه. وأحصت الخطة الجبهات التي كانت استدعت حضور المثقف في الحزب ومساهمته وهي: 1-قيام مركز عالمي للتطرف اليساري تجسدت في الماوية (ماوتسي تونغ) بجاذبيتها للبرجوازية الصغيرة في تبسيطها لمعارج النضال 2-انتهاج الإخوان المسلمين وأضرابهم فرض تربية مدرسية لقطع طريق التقدم بالدين. مما استوجب أن يدخل الحزب بين الطلاب "لا بصفته داعية للنضال السياسي بل كقوة فكرية تتصدى لهذا الخطر وتواجهه بخط يضع الدين في مكانه من حركة الشعوب." وبصورة عامة كانت مستجدات شتى حلت بالحقل الثقافي. فتدفق الكِتَاب كما لم يحدث ذي قبل. وتناول بعضه الماركسية نقضاً بالطعن والتشويه. وجاءت في الأثناء الفكرة الوجودية بحمولتها من الإنسانية الأوربية الممزقة. ومع خبراتنا في التصدي لمفاهيم للخصم الفكري كما فعلنا مع الليبرالية الإنجليزية، التي اكتنفت جيل المثقفين الباكر، إلا أن الوضع غير الوضع. كما دخل الكتاب العربي بصورة واسعة بفضل ارتباطنا بالثورة العربية. وجاء في وقت كنا نرزح تحت ديكتاتورية عبود. وقد أحسنا صنعاً بأننا لم نلاق هذا الكتاب بالعداء. فقد رأينا أنه، بدعوته للاشتراكية، سيقرب قطاعات من شعبنا قد يصعب وصولنا بأنفسنا إليها بهذا المثال. كما أنه لم يرتج علينا بدخوله لأننا حزب مالك لزمام نفسه قديم وموطد بين شعبه. ولكن لا ينبغي أن يحجبنا هذا عن شغل دقيق للتمايز الفكري عن الاشتراكية العربية حتى لا ينشأ حائط بين الماركسية وجماهير شعبنا. فلا سبيل للحزب أن يربع يديه معزياً نفسه أن هذه الأفكار لن تصل جمهرته العمالية والكادحين. فهي أفكار تستهوي البرجوازية الصغيرة في ظروف النكسة السياسية في البلاد وستتسرب منها إلى الجماهير الشعبية. وخلص إلى أن: "ما أصبح من الممكن اخذ الماركسية كمسلمات لقيادة النضال العملي بل أصبح هناك ميدان واسع للنضال الفكري في كل الجبهات الثقافية والعملية والفن والمسرح وهكذا. ومن المهم أن تتولى الماركسية عن طريق كادرها قيادة هذه الميادين وهزم الاتجاهات المختلفة الاخرى وتنمية مستوى العمل الثوري بين هذا الميدان".
(3) في 1970 تقدمت بطلب للتفرغ للحزب. كنت أريد أن أعزز خطة أستاذنا عبد الخالق في الصراع الحزبي الذي تفجر حول الموقف من انقلاب مايو 1969. وهو تعزيز بمثابة رد للجميل. فكانت أعوام ما بعد نكسة ثورة أكتوبر 1964 سنوات شقاء كبير لنا شباب الشيوعيين. فبدأ التلاوم والبحث عن كباش فداء من فرط الإحباط. وبدأ رمي الحزب بالسهام تعويضاً وتنفيساً. ولم أقصر أنا. يقصر الملح. وكان عام 1968 أكثرها كآبة لأنه موسم النيل من أستاذنا من باب زواجه. وكنت أحمل له لواعجي عن الخيبة. وكان ودوداً صبوراً حمولاً ماهلاً. وجاء يوم في آخر 1968 قال لي: "هذه جريدة "أخبار الأسبوع" تحت تصرفكم تحررونها كيف شئتم. لا تتركوا حجراً في استراتيجية الحزب على حجر. فلفلوها. فالسقف هو السماء كما يقولون" واشترط علينا شيئاً واحداً هو التقيد بتكتيكات الحزب المعتمدة وكانت هي العمل الجماهيري الصبور ومراكمة المعارضة للنظام القائم على سنة البرلمانية. وبالطبع كان يعرف أن هناك من الشيوعيين من بَيّت الانقلاب. وتوليت المهمة كرئيس تحرير للجريدة من الباطن. وجمعت حولي جماعة من شباب اليساريين. وتلك ورطة جعلتني لا أملك حق التسخط المجاني والنقد من على البر. وساقني ذلك تدريجاً للتفرغ بعد انقلاب 25 مايو وبخاصة وقد رأيت رفاقي يخلعون بردة البستهم جمهرة الكادحين لأخرى في نعيم البرجوازية الصغيرة المنتصرة. سيظل ما قاله أستاذنا عن خطابي للتفرغ في رواية صدقي كبلو في كتابه عن سنوات الاعتقال في كوبر وشاحاً على صدري. ولكنه التقى بي ليحاضرني عن وظيفتي الجديدة بغير رحمة. ف"دَلَّى" لي خطة الحزب عن المثقف في الحزب كما وصفتها أعلاه بحذافيرها. وحذرني، موظفاً ذراعه القصيرة النشطة، ألا انصرف عن الكتابة في الشأن النظري للحزب إلى مشاغل أخرى على المنابر أو العمل السياسي المباشر. وقال لي بالحرف الواحد: "لا نريدك في LIMELIGHT ". بالإنجليزية. وهي "دائرة الضوء" الذي هو حظ الكادر السياسي والمنبري. ووجهني مباشرة لتولي إدارة دار الفكر الاشتراكي ومكاتبها جنوب البنك الصناعي بالخرطوم. وفعلت علاوة على عملي المستتب في مكتب التعليم الحزبي وصحيفة اخبار الأسبوع والمبدعين.
(4) كثيراً ما قلت بإيجاز لمن سألوني لماذا ترحلت عن الحزب الشيوعي إنهم لم يحترموا التعاقد بيني وبينهم كما وقع عليه أستاذنا. وبدأ خرق هذا التعاقد قبيل يوليو 1971. فقد فوجئت في اجتماع لكادر الشباب قبيل المؤتمر الثالث لاتحاد الشباب بمحمد إبراهيم نقد يرشحني لسكرتارية الاتحاد. وبدا لي الخرق عياناً. وقبلت على مضض. ولكن وضح لي منذها أن نقد لم يطلع (أو يلتزم) بخطة الحزب حول المثقف يعمل في الحزب كمثقف. ولكني تمسكت بالعقد. لم تراودني ولا خاطرة الترقي في قيادة الحزب التي لم أتجاوز فيها عضوية مكاتب مركزية للتعليم والصحافة والمبدعين. وأنشأت سلسلة "كاتب الشونة" تطبع من جهاز الحزب. فصدر منها مطبوعان. علاوة على الكتابة الراتبة في جريدة الميدان السرية والشيوعي. بل والنشر في الصحف السيارة باسم "على إبراهيم" مما نشرته في كتابي "أنس الكتب". لم تكن حادثة مصادرة "مسائل في التعليم الحزبي" هي الأولى في التعرض لمثقف حزبي أثناء تأدية واجبه. فقد رفض نقد، رئيس تحرير الشيوعي، نشر تلخيصي لوثيقة اللجنة المركزية "قضايا ما بعد المؤتمر الرابع" بدون إبداء للأسباب. وهي الوثيقة التي نسخت كثيراً مما ورد في تقرير المؤتمر الرابع "الماركسية وقضايا الثورة السودانية" (1967). وعز وجودها وسط الحزب فأردت تعميم المعرفة بها. وأكثر أزمات الحزب في الممارسة والفكر لعقود وإلى يومنا مما يعزي لغياب معارف هذه الوثيقة الغراء من وعي الشيوعيين. ولكن كانت مصادرة "مسائل في التعليم الحزبي " فوق ما احتمل. وانتفض الكاتب فيّ على الحزب. ولم تكن هذه المرة الأولى. فقد ثرت في 1965 لحجب الميدان مقالات نقدية لي منصفة لصلاح أحمد إبراهيم وديوانه "غضبة الهبباي". فلم يمنعني من انصافه أنه وصف حبيبنا وأستاذنا عبد الخالق ب"أنانسي" وهو "أبو الحصين "الماكر في قصص شعب الأشانتي الأفريقي، أو الهزء بعمر مصطفي المكي، رئيس تحرير الميدان، بقوله إن انتهازيته متمكنة منه تمكن شلوخه الغراء به. واستنكرت شغب صلاح ولكن عالجت شعره بمهنية حتى أخرس الهجمة السياسية الشيوعية الرعناء التي طالته بسبب الديوان. وعرضت المسألة على أستاذنا وعالجها بحكمة كتبت عنها في مواضع أخرى كثيرة. كنت الضحية الأولى لانقلاب الحزب بواسطة كادره السياسي والتنظيمي على تعاقده مع الكادر الثقافي الذي تقرر أن يعمل كمثقف في رحابه. وهذه ردة عظمي أطفأت فانوساً أراد الحزب ايقاده ليتخطى به عموميات الماركسية، التي اقتحم بها الساحة الوطنية في آخر الخمسينات، إلى ما طمع فيه من تغلل للماركسية عميقاً في التركيب الاجتماعي لمجتمعنا وتنمية مستوى العمل الثوري لتغييرها. وظللت أتتبع مصائر جماعة من هذا الكادر ممن تركتهم خلفي أو جاؤوا بعدي. ووجدت خرق الحزب لتعاقده مع الكادر المثقف يتسع ويغلب الراتق. فتجده لا يزجهم زجاً في متاعبه السياسة والتنظيمية الملحة فحسب بل ينقلب عليهم في توقيت خاص به لتذكيرهم بأصل مهمتهم التي خلعهم منها هو ذاته. وما هجروا المهمة إلا بتشجيع منه، أو إغضاء. ولم يجد هذا الكادر الشجاعة في نفسه ليرفض أداء هذا الشغل الذي ليس في وصفه الوظيفي كما تقدم. بل لربما سرهم حين وضعهم في limelight (دائرة الضوء) بعيداً عن شغل المثقف العصيب.
5
اتبع الحزب فيمن جاؤوا بعدي من المثقفين خطة شقية. فهو يسخرهم في مسؤوليات لم ترد في وصفهم الوظيفي ثم ينقلب عليهم في توقيته الخاص ليسخر منهم لاستغراقهم في نشاط سياسي أو تنظيمي لم يخلقوا له، ويردهم إلى المسؤولية الثقافية صاغرين. وتجد هذا التسخير والسخرة في تجلياته العظمي في بيان السكرتارية المركزية عن خروج الخاتم عدلان والحاج وراق في إبريل 1996. وكانت نشرته جريدة السودان الحديث في 19 يونيو 1996. فوصف الحزب الملابسات التنظيمية التي حفت بخروج وراق. ورجع التقرير بها إلى نهاية 1994 ليعرض تغييرات تنظيمية (دورة اللجنة المركزية في فبراير 1995) انتهت باستبعاد وراق من وظائف سياسية عليا في الحزب هي عضوية سكرتارية الحزب المركزية المؤقتة وقيادة منطقة أم درمان. فقرر الحزب في تلك الدورة إنهاء عمله في السكرتارية المؤقتة للحزب، وإنهاء مهمته في قيادة مديرية الخرطوم الحزبية التي قال وراق نفسه إنه شغلها لعامين مع أن التكليف الأساسي له، بعد ضربة موقع للحزب وكادر بحي اللاماب بحر أبيض، أن يبقي فيها لمدة ستة أشهر. وأتجه قرار تلك الدورة إلى بعث دور اللجنة المركزية التي تهمشت نتيجة عمل تلك السكرتارية. وتم هذا التغيير على ضوء نقد للخطأ الذي وقع فيه الحزب بتصعيد كادر لتلك السكرتارية من خارج اللجنة المركزية. وكان ذلك التصعيد تم بقرار من قيادة الحزب في ملابسات شفقة تضعضع فيها العمل القيادي نتيجة ظروف الإرهاب والسرية المطبقة، وتواتر اعتقالات الكادر الأساسي. ومهما يكن، في رأي دورة فبراير 1995، فلا يصح معالجة ذلك الضعف "بتخطي المبادئ والقواعد التنظيمية سواء في تقييم الكادر المصعد لتولي مسؤولية أو تخطي الهيئات التي من حقها أن توافق أو ترفض حيثيات التصعيد". ثم تأتي السخرية بعد السخرة. فلم يتم إنزال وراق من السكرتارية بعد الشرح الضاف الحزبي الوصائي المعروف للحيثيات فحسب، بل طمأنته بأن فرصه في التصعيد للمواقع القيادية مفتوحة ولكن "وفق أسس وضوابط مبدئية وتنظيمية". وطلبوا منه بعد خلعه من قيادة المديرية التي احتلها مؤقتاً للضرورة أن يعود "للمهام التي تفرغ من أجلها وهي مهام الجبهة الثقافية". ومن جهة أخرى طلب مركز الحزب من مديرية الخرطوم "الإسراع بإنهاء مسؤولية أبو ذر (وراق) في قيادتها التي صعد لها بعد ضربة اللاماب. وكان محدداً لمهمته في قيادة المديرية فترة ست أشهر كيما يعود للمهام التي تفرغ من أجلها وهي مهام الجبهة الثقافية." وياعجبا! فأنظر لقيادة تفلق وتداوي. فزعم الحزب أن قرارته بحق وراق حكيمة بالنظر إلى خبرته مع الكادر الثقافي. فالحزب، الذي لم يحسن إلى الكادر الثقافي ويسخره كما رأينا، يتصنع الرأفة به وله خبرة معهم يظنها حسناء وهي عوراء. فزعم أن "تجارب العمل السري الطويلة أثبتت خطأ إقحام كادر الثقافة في مهام العمل السري التنظيمي والإداري الذي يتميز بالتعقيد والارهاق". ثم أنظر تصعير خد الكادر السياسي والتنظيمي للكادر الثقافي. فهم رجال المهام العسيرة والصبر على المكاره، والمصابرة. أما الثقافي فيجرح النسيم خدوده. وقد جربت هذا الكادر تحت الأرض ولم أجد فيهم بسالة لم أجدها في نفسي "المثقفة"، إن لم أفقهم فيها. وتلك قصة نعود لها في يوم آخر. واستغربت دائماً لهذا الحديث الحزبي من عل يستمتع قائله بسخف نفسي ذي ضغط عال. قال الحزب أنهم بعثوا بقيادي من سكرتارية الحزب لوراق لإجراء مناقشة "مستفيضة حول القضايا والمهام التي تواجه الحزب، وضرورة تحديد الأسبقيات في العمل القيادي ومنهج النفس الطويل وعدم تعجل النتائج في معالجة القصور في العمل القيادي. كل ذلك تمهيداً لأن يمارس (وراق) مسؤوليته في جبهة الثقافة وإعادة تنظيم هذه الجبهة التي اندثرت تماماً في حياة الحزب. وكان أول سؤال وجه إليه (وراق) في المقابلة الأولى عن مدى استعداده لمواصلة الاختفاء ومشاقه (التشديد مني)، وأن الحزب يسعى بصبر لتخفيف أعباء الاختفاء وتقليل عدد المختفين وعودة بعضهم للحياة العادية دون متاعب أو خسائر، وأن جبهة الثقافة لا تستدعي الاختفاء. كما سئل وراق عن وضعه الأسري ومشاكل حياته واحتياجاته. وتجربة الحزب في حل مشاكل ضغط الأسر على المختفين والمعتقلين وتفادي تصدع العلاقات الأسرية، وأن الحزب يسعى لتجنب سلبيات الاحتفاء الطويل كما حدث في عهد مايو، وأن مهامه في جبهة الثقافة تقتضي أن توفر له فرصة للسفر للخارج في حالة انفراج سياسي ليجدد أفكاره ويزداد تأهيلاً الخ. وكان الاهتمام بتلك التفاصيل ضرورياً من ناحية عامة بحكم التجربة التي اكتسبها الحزب كيلا تتكرر سلبيات وخسائر نتجت عن الأثر السلبي للاختفاء على كادر المثقفين وجبهة الثقافة حتى تساقط أغلبه. ومن ناحية خاصة كان الاهتمام بتلك التفاصيل ضرورياً مع وراق بالذات تقديراً لتحمله مشاق الاختفاء وتعرضه لتجربته التي ما كان يجب أن يتعرض لها ولا تستدعيها مهام جبهة الثقافة. وكان لابد من تلك التفاصيل." والتقى القيادي بوراق مرتين لاستكمال توطينه في جبهة العمل الثقافي. ولم يتم اللقاء الثالث لأن وراق طلب إنهاء تفرغه. ولا طائل للتعليق على هذه الذكورية الشبقة للكادر السياسي يباهي بها الكادر الثقافي الذي "يجرح النسيم خدوده". وأنظر إلى مطلقاتهم مثل قولهم إن العمل الثقافي لا يستدعي الاختفاء كأن عين الأمن على الكادر السياسي بينما لا خطر من الكادر الثقافي. بل تجدهم يشيدون بأنفسهم كحماليّ ثقيلة بينما تساقطهم خلال المهمة مشهود ومعروف. 6 لم يرد في خطاب الحزب الشيوعي حول خروج الخاتم ووراق تعييناً لصفة الخاتم في الحزب كما تم بخصوص وراق الذي قالوا عنه أنه كادر ثقافي ضل طريقة إلى القيادة السياسية. فأعادوه سكته الأولى. وبدا الخاتم في الخطاب ككادر سياسي "يراوغ ويخادع" ليستولي على قيادة الحزب ويفرض وجهة نظره، أو يؤسس لحزب جديد مع وراق. وبدا من مكتوب للسر بابو أن الخاتم تصعد بالخطأ إلى السكرتارية المؤقتة التي رأيناها تنشأ لتملأ فراغ الاعتقالات التي طالت أعضاء السكرتارية الأصل. ووصف بابو التصعيد بأنه تم "بطريقة فردية" منافية لأصول العمل الحزبي". وزاد الطين بلة أن المصعدين، الخاتم ووراق، ليسوا أعضاء في اللجنة المركزية التي تأتي السكرتارية من ضمن عضويتها. وشمل الخاتم التنزيل من السكرتارية كما شمل وراق. بدا لي دائماً أن الخاتم ضل طريقه للخدمة السياسية في الحزب على أنه من ضمن وقع نظر الحزب عليهم للخدمة الثقافية، وفي أخطر جبهاتها قاطبة: الفلسفة. فلم يصدر عنه كتاب منير خلال سني خدمته التي قاربت ربع القرن قضى أغلبها في خلوة المخابئ. فأشهر ما كتب كانت خطبة وداعه للحزب والماركسية المسماة "آن أوان التغيير" (1994). ثم صدر له كتاب بعد وفاته عنوانه "ما المنفي؟ وما هو الوطن؟" (2006) أبرز ما فيه مقابلات صحفية مع عدد من الصحف السودانية. وبلغ شح مكتوبات الخاتم درجة اعترف بها من قدّم كتابه نفسه: " لم يجد الخاتم وقتاً ليؤلف وينشر، ويرى اسمه مطبوعاً على أغلفة الكتب. بيد أنه في سنوات نضاله الطويل ترك تراثاً كبيراً منثوراً على نطاق واسع، يحتاج إلى بحث، وتجميع، وهذا ما عقدنا العزم عليه". ولم يصدر شيء منه بعد عقد من الزمان بوعد مقدمه، الباقر العفيف، الذي وصفه ذات يوم بأنه مفكر في مقام كارل ماركس. وهذه جناية كبيرة من الحزب بحق مشروع مثقف قرأنا له في سنواته بجامعة الخرطوم جدله الراقي مع الفكرة الجمهورية. وهي الجناية التي وصمت تربية الحزب لكادره الثقافي الذي جاء ليعمل كمثقف فمسخوه. وهي جناية هذا الكادر على الحزب لأنه لم يتمسك بالعروة الوثقى من وصفه الوظيفي في التعاقد معه. ولا داع بالطبع للقول بأن جنايتهم على أنفسهم أفحش. فيوصف في عرف المهنة بالإلحاد من لا ينشر بينما لا يقوم عمله بغير الكتابة. ولا يتضح استسلام الكادر المثقف لكفيله الكادر لسياسي مثل سوء نقل الخاتم عن أستاذنا عبد الخالق في "قضايا ما بعد المؤتمر" بشأن دور المثقف كمثقف في الحزب. فكان الحزب علق في تقريره أهمية كبرى لجذب المثقفين إلى صفوف الحزب لرفع فعاليته داخله. وقال الخاتم ناظراً إلى "قضايا" إن هذا الجذب سيتم: "بوضعهم في المكان المناسب داخل الحزب، وفتح المجال لتوليهم المسئوليات القيادية حسب مقدرتهم (التشديد مني)، وعدم إخضاع ذلك للعمر الحزبي، أو سجل التضحيات وبمنع طغيان النشاط السياسي على النشاط الفكري والثقافي بالنسبة لهم. وبالتطبيق السليم للمركزية "الديمقراطية" لضمان الحرية الفكرية، وبحيث تترك آراء وانتقادات لمثقفين أثرها في تطور الحزب واتخاذ قراراته ورسم سياساته. وذلك لأن حركة التثقيف والثقافة لا يمكن أن تنمو في جو تصادر فيه حرية النقد وتصادر فيه حرية التفكير، كما جاء في وثيقة "قضايا ما بعد المؤتمر". ولم يأت في نص عبد الخالق أياً من اشتراطات الخاتم لترقي الكادر المثقف من مثل "حسب مقدرتهم" و"منع طغيان السياسي على الفكري". فالكادر المثقف سيوجد في الحزب بشروط الثقافة ويترقى بداخله في شروطها أيضاً بغير نظر لمساهمته في الشاغل السياسي المباشر للحزب. وهذه عبارة التقرير الذي كتبه أستاذنا عبد الخالق بنصه: "الشيء الذي يضع المصاعب أيضا في هذا الاتجاه (جذب المثقف) هو المشاكل التي توضع أمام تنمية وترقي الكادر المثقف في داخل الحزب الشيوعي والحركة الثورية. بمعنى أننا، وقد قررنا في المؤتمر أنه لابد من أن تُدعم قيادة الحزب واجهزته المختلفة بمثقفين يعملون في داخله كمثقفين، لابد أن توجد مقاييس جديدة لترقى هذا النوع من الكادر والا يوضع الاعتراض التقليدي: أن هذا لم يعمل في الحركة الثورية من قبل، وأنه لم ينشط من قبل في النشاط العملي وأنه لم يعمل في الميدان السياسي بتضحيات وهكذا. ولكن حاجة الحركة الثورية وحاجة الكادر السياسي للمثقفين العاملين في هذه الميادين الثورية كمثقفين. نحن نحتاج إليهم. والحزب في نفس الوقت له القدرة ان يمنحهم الصفات الثورية التي لا تأتي بين يوم وليلة بل تأتي بالصراع الأيدولوجي ضد الاتجاهات الفردية وضد روح الاسترخاء في بعض الاحيان وبالصراع العملي". فبينما يرهن الخاتم ترقية الكادر الثقافي في الحزب ب"حسب مقدرتهم" لا تجد هذا الشرط عند عبد الخالق. كما أنه يتكلم عن وظيفة سياسية وثقافية للمثقف لا تُرَجِح السياسة على الثقافية بينما هو عند عبد الخالق ثقافي بحت والحكم عليه بشغله الثقافي. لقد قبل الخاتم في 1994 بوصاية السياسة وكادرها على المثقف بغير تسويغ من الوثيقة الصادرة في 1968 7 وبلغت دراما (مأساة) السخرة للمثقف والسخرية منه أوجها فيما وقع لفاروق كدودة. وما حزنت مثل ما حزنت لكدودة، وهو من أوائل من بعثهم الحزب للتخصص في الاقتصاد السياسي، الذي انتهى في الشوط الأخير من عمره ناطقاً رسمياً للحزب. وحدث أن اختلف مع الحزب في أخريات 2004 حول تصريح أدلى به لجريدة الرأي العام قال فيه إن الواقع السياسي الجديد (ما بعد بروتكولات نيفاشا) يبرر الدخول في تحالفات جديدة تضم المؤتمر الشعبي. فنشرت الميدان السرية (يونيو 2004) تحت عنوان "تكذيب" كلمة تنصلت فيه عن تصريح ناطقه الرسمي. ورد كدود في الميدان (سبتمبر 2004) على "تكذيب" جريدة حزبه قائلاً إن المنسوب إليه (الرأي العام 15 يونيو 2004) ليس خبراً يُكذب بل رأياً ينقد ويناقش ويصحح ويصوب. وأضاف أنه، على علم الحزب بهذه القاعدة "اخترتم الكلمة غير اللائقة والأقل ملاءمة لأدب التعامل مع الآخر وخاصة أن هذا الآخر زميل درب. يبقى السؤال: لماذا كلمة "تكذيب". وزاد بأن بيان الحزب عما سيكون بعد نيفاشا نشر في صحف أوسع من الميدان مما لا حاجة له به لتكذيب جريدته الأقل توزيعاً. ومن رأيه أن التكذيب في الميدان كان رسالة لأجهزة الأمن والإعلام والدبلوماسية من أن فاروق "الذي تتعاملون معه ليس محترماً عندنا كما (يبدو) إنما كاذب". وواصل قائلاً إنه "في تاريخ الحركة السياسية السودانية هناك قصص عن اغتيال الشخصية بدوافع كثيرة فهل يا ترى ما قمتم به من نشر بداية لهذه الممارسة الشريرة". ثم طلب "نشر هذا التعليق كما هو دون تعديل أو الامتناع عن نشره وإعلاني بذلك ولكم مني التقدير". ثم أنظر غضبة الكادر السياسي وإزرائه بالمثقف الحزبي. فجاء رد هيئة تحرير في الميدان (أكتوبر 2004): "ناسف للحديث الذي ورد في رسالة الزميل فاروق كدودة عن (اغتيال الشخصية) و(الممارسات الشريرة). كما لا نرى وجاهة في احتجاجه على كلمة (تكذيب) التي وردت في عنوان تصحيحها السابق لما ورد في بعض تصريحاته الصحفية. ونأمل أن يتقبل الزميل كدودة الانتقادات الموجهة له من قِبَلها (أي الميدان) تماماً كما تقبل من بصدر رحب النقد الذي وجه له سابقاً من الهيئة الحزبية التي يعمل فيها حول التناقضات في بعض تصريحاته الصحفية مع مواقف الحزب في بعض القضايا. لقد أكد تراكم التجربة أن الحزب أو الحركة الجماهيرية لا يُبنيان عبر التصريحات الصحفية بل من خلال المقالات والدراسات العميقة المثابرة. وعلى وجه العموم فإن أعضاء الحزب وجماهير الشعب السوداني لا يميلون كثيراً للتصريحات المتكاثرة، خاصة عندما تتكرر وتتناقض مع خط الحزب الأساسي فتحدث ارتباكاً. وقد شرح الحزب موقفه من التحالفات التي لن تشمل بحال من الأحوال المؤتمر الشعبي إلا بعد بيان واف عن الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب. ونفى الحزب كذلك معلومة أخرى خاطئة في تصريح آخر لكدودة عن قبول حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة في التحالف المعارض. وقال "فهو تصريح مجاف للحقيقة تماماً" فالصحيح أن من قُبل هو حركة تحرير السودان فقط. وترون أن الحزب رد فاروق بلؤم سفلي إلى مهمته وهي الكتابة والنشر لا النطق رسمياً للحزب. والحق أنك لا تجد لفاروق نتاجاً أكاديمياً من أي مستوى في سوق الكتاب والمعرفة. وعرضوا يوم تأبينه كتابين صغيرين حويا مقابلات صحفية له لا غير. وهذا غير مبرئ للذمة لمن خدم في الجبهة الاقتصادية في الحزب سنوات عمر طويل. وكان أولى بالحزب، لو صدق مع نفسه وخطته لاستقدام المثقفين لساحته واستبقائهم، ألا يكلف فاروق أصلاً بمهمة سياسية لا تقع في دائرة الوصف الوظيفي للمثقف. واختار بدلاً عن هذا الضبط والربط في الاختصاص الحزبي أن يسخره ثم يسخر منه. خلافاً لمثقفين بالحزب تمسكت بوصفي الوظيفي بينما طأطأوا الرأس للحزب الضال عن مشروعه الثقافي. فهجروا شغل الثقافة الذي هو ل"طويله" كما قال أنطونيني قرامشي وطاروا نحو مراكز الضوء السياسي. وخرجت في توقيتي دفاعاً عن حرية المثقف الذي استدعاه الحزب ليعمل كمثقف. وخرجوا في توقيت اختاره لهم الحزب بعد سخرة وسخرية. وصار الحزب بعدنا كلنا "خالي ذهن"، في قول حمودة العركي حلاق جامعة الخرطوم في الستينات، الذي سارت بحكمته الركبان. والذهن الكسول الخالي هو مرتع أو ورشة الشيطان. والعياذ بالله.
اتلوم الحزب الشيوعي فيّ وفي سائر كادره الثقافي. والفيهو اتعرفت. وقلت لما خرجت منه: أرض الله واسعة. ولم ألوا جهداً خلال نحو الأربعين عاماً منذ ترحل الحزب الشيوعي عني في الحفاظ على سمت المثقف والنهوض بتبعاته ملتزماً جانب الطبقة العاملة وغمار الناس و"غبش" عبد الله رجب صاحب جريدة الصراحة. وقد أعانني نساء ورجال أفذاذ من كل الطيف السياسي والاجتماعي على أداء التزاماتي تجاه وطني وشعبي. يعرفون أنفسهم بالجماعة والاسم. ويعرفون ما أكنه لهم من حب لله ورسوله والوطن. وقد وقف حجرة عثرة في طريقي من الأقربين الأشقياء ما محنني في بعض خلق الله من هم أذى الطريق. لعنهم الله في الدارين. ولا أريد من رسالتي هذه للحزب الشيوعي سوى استصحاب هذه الخبرة في تعزيز الثقافة والمثقفين. لا أطلب شيئاً ولا نادماً على شيء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظة بخصوص رسالة د.عبد الله علي ابراهيم (Re: Osman M Salih)
|
سلام يا اخي Ashgar Taiba(فيسبوك ).
اشكرك على اهتمامك بالمنشور عن د.عبد الله علي ابراهيم الذي حيرني سكوته اثناء حياة كل من التجاني ونقد والخاتم وعبد الخالق الذي زعم ان بينهما تعاقد خرقه نقد الى آخر تلك الحديث عن ممارسة غير معمول بها في الحزب الشيوعي البنعرفو دا والذي لايعوزه اي تعاقد مع اي مثقف كائن من كان مهما بلغت منزلته، فهو حزب للمثقفين، حتى العمال والمزارعين الذين يلجون صفوفه وهم يعانون من الامية يعينهم على محو الامية وتغدو من صميم اوجب واجباتهم الجزبية التي يساءلون عنها تنظيميا تثقيف الذات فيغتربون عن محيطهم بلغتهم واهتماماتهم . حتى السجون والمعتقلات جعلها الشيوعيون مدرسة لتاهيل المعتقلين في قول لنقد في ندوة جماهيرية بحلفا الجديدة سنة 1986.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظة بخصوص رسالة د.عبد الله علي ابراهيم (Re: Osman M Salih)
|
حبيبنا عثمان .. مودتي .. شكراً على الموضوع .. هناك ردود من ( عادل عبد العاطي ) حسب إعتقادي كان ضمن بوست .. إذا لم تخني الذاكرة مهما كان حبيبنا عثمان نحن في شوق إلى مثل هذه الكتابات .. إتفقنا أو إختلفنا .. تعرف اخي عثمان أنا اهتم جداً ببنية المقالة واللغة .. إلخ .. حتى عادل عبدالعاطي إتفقنا أو إختلفنا معه قرأت له بعمق .. أمنيتي أن المنبر مليء بمثل هذه المواضيع .. وأجمل شيء المناظرة بين المبدعين لأن فيه إثراء للقاريء شكرا .. الحبيب عثمان ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظة بخصوص رسالة د.عبد الله علي ابراهيم (Re: Adil Isaac)
|
العزيز عادل اسحق سلامات.
تبسمت لطرافة تعبيرك الساخر عن قفز عبد الله في مركبة الحريات التي حركتها مسألة الشفيع خضر ، لكن الشاهد انه ليس مشغولا بما يجري اليوم في الحزب فالزمن بالنسبة له قد توقف قبل أربعة عقود وهو يظن ان خروجه من الحزب بوصفه مثقفا هو الذي أطفأ نار التنظيم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظة بخصوص رسالة د.عبد الله علي ابراهيم (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
عزيزنا علي عبد الوهاب عثمان. سلامات.
أعتذر لك ولعادل إسحاق عن تأخري في الرد باليوم أحد قيشق اقورسي. قمت بتنظيف الممشى امام باب الدار من النجيل. وهذا ماصرفني عن المتابعة.
بين عادل محمد عبد العاطي وعبد الله علي ابراهيم سجال ممتد احرص مثلك على متابعته كلما استنهضاه.
لك التقدير وامل ان أكون دوما عند حسن ظنك بي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظة بخصوص رسالة د.عبد الله علي ابراهيم (Re: Osman M Salih)
|
ابننقا تو اسمان سلام
بعد انتظار يفصح عبد الله عن استقالته فى اوان ان بعد 38سنة
الفكرة الرئسية ان سبب الاستقالة هو الاستهانة بالمثقف فى الحزب والسؤال وماذا فعل المثقف كيف قاومها هل غضب هل دافع
يكتب عبد الله بعد رفض التجانى للوثيقة التى كتبها عبد الله قال سيد احمد((بالمناسبة سيد احمدا عايش ولا رحل لانو عبد الله زى السادات الكان زمان كل قصصو عبد الناصر الله يرحمه قالى...وزكريا محى الدين الله يرحمو قالى...وحسين الشافعى الله يرحمو قالى)) يلا البند البعدو ويستغرب عبد الله موقف سيد احمد صمت هو وانتظر ان يدافع عنه سيد احمد على الاقل سيد احمد تكلم وقال البند البعدو انت خشمك كان مالو
يحيرنا عبد الله بفكره تعاقده مع عبد الخالق وكان عبد الخالق الكفيل المشغلو وماسك جوازو
المحزن ان مثقفنا وكت الحارة صما خشمو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظة بخصوص رسالة د.عبد الله علي ابراهيم (Re: Osman M Salih)
|
تتمثل محنة د.عبد الله علي ابراهيم فمايبتغيه وهو الجمع المحال بين النقائض. يريد حظوة الانتماء دون اهواله ومخاطره. يريد ان يحظى بصداقة الجميع: الشيوعي والمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي. يريد ان يلهو ببيضة السياسة وحجرها امنا مطمئنا إلى ان حياته ستمضي بسلاسة لاتتوفر الا للحواة، سلاسة لاتشوبها منغصات وعلى راس المنغصات بالطبع غضب السلطة الحاكمة التي يتجنب نقدها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظة بخصوص رسالة د.عبد الله علي ابراهيم (Re: Osman M Salih)
|
مرحب عثمان المعلومة دي سماعية كم وتمانين . كنا بناقش في الانقسام بعد مايو وبعد 71 ذكرها واحد في معرض حديثنا عن عبدالله وسمعتها بعدها كم مرة في ناس قالوا قالها في محمد المكي ابراهيم . لكن اغلبية الناس السمعتها منهم اكدو انو قالها ل عبدالله رسخت في ذهني لبلاغتها عذرا ان اوردت مقولة سماعية
| |
|
|
|
|
|
|
|