مجلة Foreign Affairsنشرت مقالاً عن السودان بعنوان ( معاقبة السودان ليست استراتيجية .. لكن الانخراط مع نظام سيئ قد يجعله جيداً ) للكاتب Zach Vertin الذي عمل في وظيفة كبير المستشارين للمبعوث الامريكي السابق للسودان وجنوب السودان دونالد بوث لفترة عامين ونصف .
جاء في المقال انه قبل ثماني سنوات عندما ادى باراك اوباما القسم رئيساً للولايات المتحدة الامريكية قال من خلال المنصة الافتتاحية مخاطباً أسوأ حكومات العالم ..
قال " اعرف انكم على الجانب الخطأ من التاريخ ولكننا سنمد ايادينا اذا كنتم على استعداد لإرخاء قبضتكم ، وذكر المقال انه في السنوات التي اعقبت ذلك قام اوباما بخطوات استراتيجية مع كل من ايران وكوبا في الاسبوع الاخير من رئاسته أعلن عن تحول سياسي آخر تجاه السودان وهو البلد الذي كانت علاقاته متوترة مع الولايات المتحدة الامريكية منذ فترة طويلة ، وقد شمل هذا التحول تخفيف العقوبات الاقتصادية ، واضاف المقال أن اوباما كان محقاً في ذلك ، وعلى الرئيس دونالد ترامب أن يمضي قدماً فيما بدأه سلفه .
وقال المقال " على الرغم من أن هذه الخطوة جاءت في وقت متأخر ،الا انها في الواقع كانت تتويجاً لجهود بدأت قبل حوالي عامين من خلال سلسلة من المحادثات الثنائية ، وان واشنطن استخدمت الدبلوماسية المرنة والذكية لتحقيق أهدافها مع الحكومة السودانية ، واورد المقال ان السودان تحول نحو الشرق لمواجهة تداعيات العقوبات الامريكية التي فرضت عليه في التسعينات ، حيث قام ببناء علاقات وروابط اقتصادية مع الصين ودول اسيا والشرق الاوسط وشمال افريقيا ، وقد وفرت هذا الشراكات البدائل والحلول الاقتصادية للسودان ، كما قامت الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة ضد المعارضة بالداخل ،
اشار المقال الى ان العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة قد اثرت على المواطنين الذين هم في معظمهم ليس انصاراً للحكومة ، والضغوط السياسية التي مارستها واشنطن كان لها تأثير محدود في تغيير سلوك النظام في الداخل ، وعندما اختارت امريكا استخدام سياسة الجزرة والعصا مع الحكومة السودانية في الفترة بين 2005م – 2010م بدلا عن سياسة الانخراط والاحتواء اصيبت واشنطن بخيبة امل بسبب تعنت الخرطوم ، وفي العام 2015م بدأ دبلوماسيون امريكيون في إنتهاج استراتيجية مختلفة ، وبعد عدة جولات من المحادثات مع المسؤولين السودانيين قدموا خارطة طريق ، حيث بدأت الخرطوم في التعاون لمكافحة الارهاب ، وفي مقابل الالتزام بهذه المعايير بدات واشنطن في الاتجاه نحو تخفيف العقوبات ورفع الحظر التجاري ، ومن شأن هذه الخطوات ان تثبت مصداقية السودان من خلال قدرته على الالتزام ، ويمكن لهذه الخطوات ان تترك لخلف اوباما الكثير من الادوات والنفوذ لتنفيذ العملية والتقدم للأمام ، بالأضافة الى ما تقدم فان الخرطوم تطمح في ترفيع التمثيل الدبلوماسي وتعين سفير امريكي في الخرطوم لان رفع الحظر على التمويل متعدد الاطراف وتخفيف عبء الديون هى من بين الاشياء التي تطالب بها الخرطوم .
وفي الختام اوضح المقال ان التغيير التدريجي ليست بالمهمة السهلة ، كما ان المؤيدين لتغيير النظام بالقوة في السودان عليهم التفكير قليلاً حول كيف يمكن أن يحدث ذلك ،والعواقب المحتملة على المواطنين بالنظر الى ما يحدث في العراق وليبيا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة