دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: مشاهداتي في رحلتي البرية من السودان إلي ت� (Re: باسط المكي)
|
العزيز باسط المكي التحية والإحترام سعيد بمرورك الباهي ولأن الرحلة إستمرت لأربعة أشهر لذلك أحاول ما إستطعت أن أكتب كل يوم شيئاً ولو يسيرا بإذن الله حتي لا ينقطع حبل المتابعة ممنون لمتابعتك وباقي القراء آمل أن تجدون بين ثنايا القصة ما يفيد مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي البرية من السودان إلي ت� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
غرض الرحلة كان سياحي وتجاري لذلك كان لابد لي لي من زيارة خاطفة لإنجمينا بالطائرة من الخرطوم لمعرفة إحتياجات السوق هناك ثم العودة إلي الخرطوم لشحن البضاعة جواً إلي نيالا ومنها براً إلي إنجمينا وقد كان أن غادرت الخرطوم في نهاية العام ١٩٩٦ متجهاً إلي إنجمينا علي متن الخطوط الجوية السودانية التي كانت لا تزال تنبض بالحياة وفي رحلة إستغرقت حوالي الساعتين والنصف حطت بنا الطائرة في مطار إنجمينا الذي كان مطاراً صغيراً مقارنة بمطار الخرطوم ولكنه بسيط وجميل وجدت شباب سودانيين غاية في اللطف كانوا يستقبلون الطائرة السودانية كعادتهم لمعرفة أخبار السودان والحصول علي الصحف اليومية عرّفتهم بنفسي ومقصدي وهو منزل أخي وصديقي علي يوسف من آل الشعراني بزالنجي ومقيم بتشاد حيث يقيم بعض أفراد الأسرة هناك أخطرت الشباب بالعنوان وهو شارع تلاتين بي قِدرو😀 يعني شارع الثلاثين بالزلط والظاهر قِدرو يعني زلط بالفرنساوي عموماً أخدنا تاكسي يرافقني إثنان من الشباب السودانيين أول ما لفت نظري عندالخروج من المطار أمران أولهما لوحات إعلانات كبيرة تحذِّر من مرض السيدا! وعند سؤالي لمرافقيّ أخبروني أن السيدا هو إسم مرض الإيدز باللغة الفرنسية الأمر الثاني الذي لفت نظري هو قيادة المرأة التشادية وهي ترتدي ثوب شبيه للثوب السوداني للدراجة النارية! الأمر الذي أصبح من المناظر المألوفة بالنسبة لي في باقي فترة الزيارة وصلنا البيت ووجدنا الأخ علي يوسف الذي إستقبلنا هاشاً باشاً كعادته أكرمني والمرافقين الذان أمضيا معنا بعض الوقت ومن ثم ذهبا إلي حيث يسكنان لكن علاقتي بهما إستمرت طيلة هذه الرحلة والرحلة القادمة بالبر وكانا خير معين بالنسبة لي إلي جانب مضيفي في تسويق بضائعي وتسهيل إجراءاتي الهجرية ومن بعد سفري لأفريقيا الوسطي ونواصل بإذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي البرية من السودان إلي ت� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
تحادثنا مع مضيفي طويلاً حيث لم نر بعض منذ ما يزيد عن العشر سنوات وأخبرته بالغرض من زيارتي وشجّعني علي ما أنا مقدم عليه ورّحب بإستضافتي ووعد بمساعدتي لمعرفة إحتياجات السوق التشادي من البضائع السودانية في أثناء حديثنا رأيت ناموسية منصوبة والوقت كان شتاءً وليس خريفاً حتي يتم الإحتياط للباعوض! أفادني المضيف بأن الباعوض هنا علي مدار العام ولن تستطيع النوم بدون ناموسية! ككل الناس لا أحب الباعوض ولكن كمنتج مصاحب وعرض جانبي للرحلة فلا بأس عموماً أمضيت ليلة هادئة في نومٍ عميق إلا من بعض طنين الباعوض وفي الصباح تناولنا طعام الإفطار الخفيف مع الشاي علي غير العادة في السودان فالإفطار هنا عبارة عن شاي أخضر وشاي سادة ولبن مع الفنقاسو😀 وهي عبارة عن لقيمات صغيرة الحجم وشهية للغاية يمكنك أن تزدرد منها أكبر عدد دون أن تحس بالشبعد وجبة منتصف النهار هنا أو الميدي تكون في المنزل فقط للنساء ربات البيوت والأطفال أما الرجال فيتناولونها في مكان عملهم سواء في المكاتب إن كانوا موظفين أو في السوق إن كانوا يعملون في التجارة أو الأعمال الحرة وهي عادةً ما تكون لحمة مشوية وما أدراك ما اللحمة المشوية في تشاد😋 سأعود إلي وصف كيف تشوي اللحمة في تشاد لاحقاً في هذا البوست بإذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي البرية من السودان إلي ت� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
حبيبنا محمد الحسن حمدنا الله تحياتى واحترامى بوستاتك اضافة نوعية لانها تتناول مجالات غائبة ومغيبة عن الكثير من الناس مثلا جارتنا تشاد هى منفذ مهم جدا للسودان وللسودانيين من حيث فرص التجارة والمعيشة ومن حيث توفر الحب والاحترام للسودانيين ومن حيث سهولة السفر الى هناك . واصل ولك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي البرية من السودان إلي ت� (Re: Abdalla Hussein)
|
العزيز Abdalla Hussein التحية والإحترام مرورك أسعدني وتقريظك أشجاني تسلم تشاد كأنها جزء من السودان ولم أحس طيلة فترة وجودي فيها بأني غادرت دارفور شبرا عجبتني في تشاد بساطة الحياة وبساطة وطيبة الناس لا عجب إن وجدت السودانيين هناك ذهبوا لزيارة أقارب فبقوا هناك عشرات السنين علي المستوي الشخصي فكّرت في الإستقرار في تشاد لولا إلتزاماتي الأسرية في السودان للأسف هذا البلد يجهله الكثير من السودانيين وهو أولي بالمعرفة من غيره ولعل التعريف بتشاد وأفريقيا الوسطي هما الغرضان الأساسيان لهذا البوست تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي البرية من السودان إلي ت� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
خرجت وصاحبي علي يوسف صباحاً متجهين إلي السوق من المنزل إتجهنا غرباً حيث شارع الأسفلت الرئيسي الذي يربط هذا الجزء الشمالي من المدينة بالسوق الذي يقع في وسط المدينة والمسافة بين المنزل والظلط لا تتجاوز المائة متر بقي أن نعرف أن شارع الأسفلت هذا إسمه شارع نميري مسمي علي الرئيس الراحل جعفر نميري وهو من الشوارع المشهورة في إنجمينا مجرد وصولنا إلي الظلط وقفت عربة تاكسي لتقلنا إلي السوق الذي يبعد حوالي عشر دقائق لفت نظري كثرة عدد عربات التاكسي التي تعمل كمواصلات عامة بنظام الطرحة حيث لم يكن وقتها وجود لحافلات أو بصات التاكسي لونه أصفر كتاكسي الخرطوم لكن الفرق هنا أن معظم العربات جديدة والأجرة رخيصة جداً كأجرة الحافلات في الخرطوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي البرية من السودان إلي ت� (Re: nour tawir)
|
العزيزة نور تاور التحية والإحترام أنا سعيد بمرورك هذا وتعليقك ومنذ سنوات وأنا أطالع بوستاتك في سودانيز أون لاين أتساءل هل الأستاذة نور تاور دي شقيقة كمنداني سعادة الفريق دكتور جلال تاور كافي مديري في شرطة ولاية ج دارفور سابقاً ولا مجرد تشابه أسماء عموماً في الحالتين أنا سعيد بمداخلتك ونصيحتك الغالية نعم كانت الصور ستقرِّب الصورة للقارئ أكثر لكن للأسف إجمالي عدد الصور التي أحتفظ بها عن رحلتي إلي تشاد وأفريقيا الوسطي لا يتجاوز ٤ صور أحدها في موقف العربات في إنجمينا وأخري في سوق إنجمينا وثالثة في صلاة عيد الأضحي في بانقي وكلها مساعدتها في التوثيق ضعيفة ومع ذلك سأحاول رفعها لاحقاً طبعاً الوقت داك مافي موبايلات كما هو الحال اليوم ليتم التوثيق بالصور والڤيديو لكن ربما في الزيارة الجاية إن شاء الله تسلمي مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي البرية من السودان إلي ت� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
وصلنا سوق إنجمينا القديم الذي تم تكسيره وإعادة بناءه في نهاية التسعينيات حسبما علمت لاحقاً يقع السوق مباشرة جنوب شارع بومبيدو الرئيسي الذي يشق وسط المدينة من الشرق إلي الغرب ويفصل بين السوق والجامع الكبير السوق عبارة عن أكشاك من الزنك ودكاكين مبنية من المواد الثابتة وزنك كبير للحوم والخضر والفاكهة والسوق إجمالاً يشبه سوق أم دفسو في نيالا أو سوق أبوجهل في الأبيض أو سوق ٦ في الحاج يوسف أو أياً من الأسواق الشعبية في السودان وعندما تضيف إلي ذلك الغناء المنبعث من مسجلات المحلات التجارية تتأكد أنك تتجول في أحد أسواق السودان سيما وأن النساء حولك يتجولن بالثياب التشادية أو السودانية لا فرق والرجال يلبسون الجلاليب السودانية التشادية وقلة يلبسون الجلاليب الأفريقية القرمبوبو تجولنا ورفيقي وأنا غاية في السعادة بما أسمع وما أري ربما إستغرقت الجولة نحو من ساعتين ختمناها بدكان سوداني يفتح علي شارع ديجول والمسجد صاحب المتجر إسمه إسماعيل أصبح فيما بعد صديقاً ومستشاراً تجارياً😀 إسماعيل هذا حدثني أنه من حلة ود هاشم ريفي سنار التي ينحدر منها معظم التجار السودانيين العاملين في إنجمينا وقتها وهم تقريباً أسرة واحدة دكان إسماعيل رغم صغر حجمه كان يحتوي علي كل شئ من المواد الغذائية إلي العطور ومستحضرات التجميل والسجائر والخردوات والأدوات المكتبية وكل البضاعة تقريباً واردة من دوالا في الكمرون ماعدا التفاح كان وارد السعودية أما الملبوسات فترد من دبي التي تملأ بضائعها سوق إنجمينا وهناك رحلات جوية منتظمة إلي دبي حيث يسافر رجال الأعمال وسيدات الأعمال لجلب البضائع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي البرية من السودان إلي ت� (Re: الحاج حمد الحاج)
|
العزيز. الحاج حمد الحاج التحية والإحترام سعيد كعادتي بمرورك وتعليقك نعم قلت الحق الصور في مثل هذا البوست مهمة شديد وإن لم تتوفر الصور الملائمة لهذا البوست أعدك والقراء في بوست قادم بعنوان تجربتي كمدير إداري للفريق القومي السوداني لكرة القدم بكمية من الصور مع مشاهير لاعبي الفريق والدول التي زرناها مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي البرية من السودان إلي ت� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
أثناء تجوالنا في سوق إنجمينا دعاني مضيفي إلي وجبة منتصف النهار في المطاعم المنتشرة في الأكشاك والرواكيب وهي عبارة عن شية علي الطريقة التشادية أعجبتني الشيّة وأعجبتني أكثر طريقة الإعداد حيث يتم إحضار ما يشبه تربيزة الحديد لكن مفتوحة من الأعلي ومغطاة بشواية كبيرة يتم إشعال النار في الحطب أسفل التربيزة أو السرير أو ما شابه ذلك ويتم فرش ورق أشبه بورق الجِلاد الأصفر الذي كنا نستخدمه في تجليد الكراسات زمان بعد أن يتم دهنه بالزيت علي الجانبين حتي لا تشتعل فيه النار الموقدة من الأسفل يتم وضع اللحمة في شكل شرائح بعد تدبيلها فينضج اللحم بالبخار وهي تقريباً نفس فكرة المنصاص في دارفور لكن هذه أطعم ويتم خدمة الزبائن مباشرة الذين لا ينقطعون ليلاً أو نهاراً فالتشاديون محبون لأكل اللحمة ربما أكثر من السودانيين يتم تقديم طبق الشيّة مع السلطة الحمراء والخضراء سيما وأن خضار الخص متوفر بكثرة في تشاد وصوص المايونيز متوفر بكثرة في المطاعم والمنازل بعد الوجبة الخيارات مفتوحة للشاي الأخضر الذي يحبه كذلك التشاديون كثيراً أو الشاي الأحمر أما العصير فهناك خياران مفضلان إما عصير المالتينا وهو شعير مصنوع بعصير قصب السكر ومستورد من نيجيريا عصير حلو المذاق ويساعد علي الهضم أما الخيار الآخر فهو عصير فواكه مُشكَّلة طازج يسمي جي دو فِروي بالفرنسية يتم خلطه بحضور الزبون وغالباً ما يكون من الموز والمانجو والأناناس والبرتقال والجوافة مع إضافة معتبرة من السكر ويقدّم في كباية ضخمة عادةً لا يستطيع الشخص أن يشرب عصير الفواكه المشكّل بعد تناول وجبة لأنه هو نفسه عبارة عن وجبة كاملة لا تستطيع بعدها تناول أي طعام لساعات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: Siddig Elghali)
|
العزيز الدكتور صديق الغالي التحية والإحترام سعيد بمرورك وتعليقك ليس لي شرف العلاقة بأسرة آل حمدلله بكتيلا وإن كنت أعرف بعض أفراد الأسرة حيث عملت في كتيلا إبان مشكلة القِمِر والفلاتة وتعرفت عن قرب علي القِمِر وهم قوم كرام يستحقون المعرفة حي الوادي شرق حي عريق في نيالا وأهله معروف عنهم كرمهم و قوة صلاتهم الإجتماعية وكان لي شرف الزواج من هذا الحي من إسرة المرحوم محمد أحمد القوني تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
بعد جولتنا في سوق إنجمينا لليوم الأول عدنا إلي المنزل و رغم وقت الذروة كانت التكاسي الطرحة متوفرة بكثيرة بعد الإستجمام كان طعام الغذاء جاهز وكانت العصيدة حاضرة وهي من وجباتي المفضّلة علي أن التشاديين يأكلونها بطريقة تختلف عن الطريقة السودانية فبينما عندنا في السودان تقدم العصيدة والملاح في صحن واحد في تشاد يتم تقديم العصيدة في صحن والملاح في صحن آخر تقطع من العصيدة وتغمّس في الملاح😀 والبدخل في الحشا كلو عشا بإذن الله نواصل غداً برنامج المساء والسهرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
سألت مضيفي عن مكان لقضاء المساء فنصحني بالنادي السوداني الذي يقع غرب شارع نميري بالقرب من الدي شاتو يعني الصهريجين بالفرنسية رحبت بالفكرة علي الفور وخرجنا قبل الغروب مشياً علي الأقدام نطلب النادي السوداني الذي لا يبعد عن المنزل بأكثر من نصف كيلومتر ونحن نسير بمحاذاة شارع نميري من الناحية الغربية ألمح شخص يرتدي جلابية سودانية وطاقية ويجلس أمام متجر في منزل كبير ومميّز وعندما إقتربنا من الشخص كانت المفاجأة إنه الأخ إبراهيم سالم من نيالا ومن نفس الحي الذي أقيم فيه حي الخرطوم بالليل كانت المفاجئة لكلينا ولمضيفي بعد سلام طويل أكرمنا إبراهيم بمشروب المالتينا من الدكان المجاور حكي لنا قصته وهي أنه جاء إلي إنجمينا منذ حوالي العامين حيث يقيم صهره والد زوجته وهو رجل أعمال معروف علي ما أذكر أن إسمه ينتهي بنصُر وهو صاحب المنزل الذي يقيم فيه مع زوجته وأولاده وأن الرئيس إدريس دبي متزوج من أحد بناته وأن زوجته تعمل في معلمة المدرسة السودانية وهو كذلك يعمل مع المدرسة بعقد محلي إصطحبنا إبراهيم إلي النادي السوداني وهو من رواده المواظبين النادي بسيط جداً يفتح شمالاً وبه غرفه أو إثنان في أقصي الناحية الجنوبية الشرقية وفسحة كبيرة فيها جهاز تلفزيون وترابيز للعلب الورق والضمنة والشطرنج.. الخ شاهدت الدكتور عبدالله حمدنالله وزملاءه في النادي ولم تكن بيني وبين الرجل معرفة لكن علمت من إبراهيم أنهم معارون للعمل بالجامعة هنا وهم يسكنون بالإيجار في جزء من منزل صهر إبراهيم المشار إليه إكتفيت بمشاهدة التلفزيون وهو ما درجت علي فعله هذه المرة وعند حضوري المرة القادمة بالبر حيث مكثت في تشاد لمدة شهرين كما كنت أقابل الشباب الذين قابلتهم في المطار في النادي والسوق والمطعم السوداني بصورة راتبة للأسف علمت في نهاية التسعينيات بوفاة الأخ إبراهيم سالم ألا رحمه الله رحمةً واسعة وجعله من أصحاب اليمين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: محمد عثمان الحاج)
|
سلام محمد الحسن أعدت لي ذكريات من الطفولة حيث كان بيتنا في شارع نميري ودرست حتى سنة خامسة تاريخ الحرب بين جوكوني عويدي وحسين هبري ودرست بمدرسة الصداقة السودانية التشادية او كما تعرف بمدرسة نميري التي كان الوالد والوالدة اول من أسسوها بابتعاث من حكومة السودان الشعب التشادي من أطيب الشعوب وأكثرهم محبة للسودان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: محمد عثمان الحاج)
|
الحبيب إبن خالتي محمد عثمان الحاج والله مشتاقين وينك يا راجل سعيد بمرورك وتشجيعك الأخ صديق الغالي يجمعني معه رحم مدينة نيالا الودود الولود لكني أختلف معه وبصورة مبدئية في رؤيته التي تقضي بأن الجلابة شر محض وأن كل بلاوي السودان من تدبيرهم لا بل أعتقد أن تقسيم السودانيين علي أساس جلابة وغرّابة وعرب وزُرقة وعرب ورطّانة لن يخدم السودانيين بحال ولكنه يخدم المستبدين في كل مكان وزمان حيث يوفر لهم الذخيرة اللازمة للمارسة سياستهم المفضلة فرّق تسد إستدراك آخر علي رؤية الأخ صديق الغالي الغالي وهو إنطلاقة من فرضية خاطئة تماماً وهي إفتراضه أن غرب السودان أو دارفور كتلة واحدة والشاهد علي ذلك أن الحرب في دارفور الدائرة منذ أكثر من عشر سنوات طابعها عرقي بين القبائل العربية وغير العربية والحرب التي دارت في السنوات الخمس الأخيرة بين القبائل العربية نفسها وإن زَكَّاهَا المركز لذلك إستدعاء القبيلة أو العرق أو الجهة لمخاطبة مشاكل السودان المعقدة لن ينجح بل يزيد الأمر تعقيداً حل مشكلة السودان تكمن في الإعتراف بالآخر أياً كان وأن يتساوي المواطنين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين أو اللغة وأي كلام بخلاف هذا لن يقود إلا إلي الحرب أذكر أني أشرت في بوست سابق عن دارفور إلي خلفيتي كسوداني جلابي غرّابي مثلك تماماً أخي محمد ونحن فخورون بذلك لأن دماء السودان شماله وغربه تجري في عروقنا ونزعم وبإطمئنان أننا نفهم تعقيدات المشكلة الإثنية السودانية بصورة أفضل مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
الآخ الفاضل محمد الحسن حمدنا الله...
أتساءل هل الأستاذة نور تاور دي شقيقة كمنداني سعادة الفريق دكتور جلال تاور كافي مديري في شرطة ولاية ج دارفور سابقاً ولا مجرد تشابه أسماء ...
نعم انه شقيقى.. بخصوص الصور.. لا يهم ان تكون عن الرحلة ولكن يمكن أن تأتى بصور للمناطق التى زرتها من أى مصدر.. وهى سوف تعطى البوست رونقا وجمالا...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: nour tawir)
|
العزيزة نور تاور التحية والإحترام أنا غاية في السعادة لمعرفتي أنك شقيقة قائدي وصديقي سعادة الفريق دكتور جلال تاور كافي فقد أمضينا أطيب الأيام تحت قيادته في شرطة ولاية جنوب دارفور نيالا وله يعود الفضل في بث برنامجي الشرطة في تلفزيون وإذاعة نيالا بصورة أسبوعية ولأول مرة في تاريخ شرطة الولاية وقد أوكل هذه المهمة مشكوراً لشخصي إلي جانب عملي كمدير للمباحث أرجو شاكراً تبليغه تحياتي الحارة وإمتناني وعرفاني أما بخصوص نصيحتك بخصوص الصور علي العين والراس طبعاً زمان نصيحة ساي لكن الآن أصبحت تعليمات😀 لأنو عندنا أخت الكمندان برضو كمندانة😀 تسلمي أستاذه نور أسعدني مرورك ومعرفتك مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
بوست تعريفى تنويرى عابر للأقطار ومقارب لأحوال الناس وتشابههم لدرجة التطابق فى كل شئ إلا الألسن المكتسبه والتى غرسها الإستعمار الأوربى فشاد حكمها رابح فضل الله ومات فيها ومن أجلها كما بسط دولته لإقليم البرنو وكى لا يشملها مصيرها أى مصير تشاد حارب السلطان تاج الدين الهبوب سلطان المساليت حروباَ ضروسا كسر شوكة الفرنسيين وحمى الحدود الغربيه فيا عزيزى نحن نؤثر فى الإقليم غرباً شرقا تأثيراَ يبلغ أثره غينيا بيساو وغينيا كوناكرى ولكن صرنا ننكر بعضنا بعضاً، كلام ينضح بعلم إجتماع شفاهى وفى البراح الطلق شكرا ونتابع معك سردك ذلك وتجربتك الحياتيه فى تلك المناحى ولك السلام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: munswor almophtah)
|
العزيز Munswor Almophtah التحية والإحترام سعيد بمداخلتك الثرّة المشبعة بالتاريخ والجغرافيا والإجتماع والسياسة لازلنا نجهل الكثير عن تاريخ ممالك المساليت والودّاي والبرنو والكانم والفولاني رغم أثرها المباشر علي ماضي وحاضر ومستقبل السودان ليتك وآخرين متمكنين في هذا المجال مواصلة التوثيق في هذا الشأن أتابع منذ سنوات وبإعجاب تناولك لشأن المنطقة وإن لم أكن وقتها عضواً بسودانيز أون لاين مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
وصلت الخرطوم وشرعت علي الفور في شراء البضائع المطلوبة للسوق في أنجمينا لكن للأمانة كانت ميزانيتي متواضعة وهي في حدود سبعة ملايين من الجنيهات عبارة عن فوائد مابعد الخدمة التي تقاضيتها من الشرطة ربما تضاعف المبلغ الآن عشرات المرات لكن القيمة الفعلية للنقود هي نفسها تقريباً طبعاً من يتقاعد بالإستقالة يتقاضي مالاً أقل من المال المحال للصالح العام وهو أمر مفهوم بالنسبة لي وأنا راضي بذلك عموماً حصلت من البضائع ما تسمح به ميزانيتي وشحنت البضاعة براً آلي نيالا التي وصلتها جواً قبل البضاعة عند وصول المشتروات كان رمضان قد بدأ ولذلك عليّ الإستعجال إلي السفر للحاق بالسوق هناك ومن محاسن الصدف أن صديقي سيسي فضل سيسي إبن المرحوم زعيم قبيلة الفور في زالنجي الديمنقاوي فضل سيسي وإبن شقيق الدكتور التجاني سيسي رئيس السلطة الإنتقالية في دارفور الحالي كان قد ترك الخدمة في مؤسسة الطرق والكباري نيالا وإشتري لوري نيسان يعمل به في نقل الركاب والبضائع بين نيالا والجنينة ونحن نسكن في نيالا في حي واحد زرت صديقي سيسي في المنزل بعد عودته من الجنينة وأخبرته برغبتي في السفر معه رحب بي ترحيباً حاراً بل شجعني علي السفر الذي كان يراه الكثير من الأهل والأقارب والأصدقاء مغامرة لا معني لها في نفس ذلك الأسبوع تقريباً وبعد صلاة التراويح توجهت ومن يرافقني من الأخوة والأصدقاء إلي موقف الجنينة الجديد الذي يقع غرب المدينة ومنه تنطلق الرحلات البرية إلي كاس جبل مرة زالنجي الجنينة تشاد وماهي إلا لحظات حتي تم شحن البضائع والعربة بدأت في الرحلة نحو الجنينة كنت أجلس لوحدي في المقعد الأمامي جوار السائق صاحب العربة سيسي إكراماً لي وكان يمكن أن يسع المقعد الأمامي لثلاثة أشخاص لكنه أصر علي ذلك حتي تحلو الونسة وبيننا الكثير من الذكريات المشتركة ولم نلتق من زمانٍ بعيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
طريق الأسفلت الذي يقودنا إلي مدينة زالنجي وطوله حوالي ٢٠٠ كيلومتر هو طريق نيالا كاس زالنجي الشهير الذي شيّدته الشركة الألمانية العملاقة هيلد آند فرانكي بمنحه من حكومة ولاية سكسونيا السفلي في ألمانيا بجهد مُقدَّر من حاكم دارفور السابق أحمد إبراهيم دريج تم إفتتاح الطريق في بداية الثمانينيّات بواسطة الرئيس نميري وكان من المفترض صيانة الطريق بصورة كاملة بعد مضي عشر سنوات لكن حالت الإمكانيات دون صيانته بل إكتفي القائمين علي أمر الطريق بالترقيع فصار الشارع عند سفرنا ملئ بالحفر والمطبات وكثيراً ما تنزل العربات من الزلط وتستخدم الطريق الترابي عموماً كانت محطتنا الأولي هي بُلبُل أبوجازو التي تبعد عن نيالا بنحو ٤٠ كيلومتر وهي مشهورة بالبركيب وهو اللبن الرائب والمناصيص وهي لحم الضأن أو الغنم المشوي علي بخار اللهب الذي يجاورة نزلنا للإستراحة وتناول وجبة العشاء ثم مضينا في إتجاه كاس التي تبعد حوالي ٨٦ كلم من نيالا مررنا عليها دون توقف وكذلك مررنا علي قرية ناماعلي بعد حوالي ١٢٠ كلم وهي المعسكر الرئيسي لشركة هيلد آند فرانكي خارج نيالا عند تشييد الطريق كانت ناما عند وجود الخواجات قرية ضاجَة بالحياة كهرباء ٢٤ ساعة ماء نقي مهبط للطائرات وحوض للسباحة ترك الألمان القرية كما هي للسودان واليوم هي مهبط للغربان ينعق فيها البوم يا إلهي! لدينا مقدرة عجيبة علي التدمير يقابلها عجز مقيم في التعمير! عموماً واصلنا المسير وفي حلق صديقي سيسي غُصّة فالرجل عمل في الطرق والكباري في عصرها الذهبي وعاصر تشييد الطريق ويعلم كل صغيرة وكبيرة عن هذا الطريق ويعلم كيف كان الأمر وكيف إنتهي وصلنا قرية أو مدينة طور حيث مطاعم الطريق التي تقدم الوجبات للمسافرين وحيث تباع فاكهة جبل مرة فالمنطقة تحفها الجنائن وهي قريبة جداً من شلال قلول المعروف الذي غالباً ما يظهر في القنوات الفضائية عند ذكر جبل مرة لم نتوقف في طور ولا نيرتتي الجميلة التي تبعد عنها بضعة كيلومترات والمشهورة كذلك بجنائن المانجو والبرتقال والفواكه الأخري تجاوزنا نيرتتي لنصل محل مبيتنا وهي منطقة خور رملة حيث كان يوجد مشروع زراعي شهير إنتهي إلي ما إنتهي إليه مشروع جبل مرة نفسه ومشروع هيئة تنمية غرب الساڤنا ولكل من تلك المشاريع قصة يجب أن تُروي ربما عدت لها مستقبلاً في بوستات منفصلة بإذن الله هنا توجد قوة من الجيش كنقطة تفتيش وتمنع العربات من المرور عبرها بعد منتصف الليل فرشنا نمرنا والنمرة هي الفرش والبطانية والمخدة وإتخذنا من الرواكيب الصغيرة مهجعاً لتمضية الليلة وكانت ليلة ولا كل الليالي كيف لا ونحن في حضرة جبل مرة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: احمد حمودى)
|
Quote: فهو عصير فواكه مُشكَّلة طازج يسمي جي دو فِروي بالفرنسية يتم خلطه بحضور الزبون وغالباً ما يكون من الموز والمانجو والأناناس والبرتقال والجوافة مع إضافة معتبرة من السكر ويقدّم في كباية ضخمة عادةً لا يستطيع الشخص أن يشرب عصير الفواكه المشكّل بعد تناول وجبة لأنه هو نفسه عبارة عن وجبة كاملة لا تستطيع بعدها تناول أي طعام لساعات |
سلامات الاخ الفاضل محمد الحسن حمدنالله مرحب بيك وعبرك تحياتي لاهلنا في البحير غرب الجبيل اوعي تكون السوداني القالوا شرب ليهو كباية جي مركز في انجمينا وسأل الجماعة المعاوه قال ليهم الشي دا بكم؟ الجماعة قالوا ليهو بعشرين ريال. زولك قام علي حيلو وقال حرم خسرانة يعني سيد الجي دا شغال بالخسارة. تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد نور عودو)
|
العزيز محمد نور عودو التحية والإحترام شاكر مرورك وإضافتك إنت عارف عصير الجي دا لو الزول بشربوا بصورة مستمرة قطع شك حايصاب بالسكري مالم يكن هناك جهد بدني كبير يستهلك هذا الكم الهائل من السعرات الحرارية وبالمناسبة نفس العصير وبنفس الكباية الضخمة وجدته أمامي في بانقي وهو بلا شك وجبة كاملة لا تحتاج إلي أي إضافة تقديري ومودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
يا سلام عليك يا أخى محمد الحسن
أهلنا البقارة قالوا شق الديار علم .. أستمتعت بسردك الهادئ .. والرصين .. وقفت عند مداخلة حبيبنا محمد عثمان ..
Quote: أنت من أب جعلي جلابي وأم تعيشية! |
وأنت أضفت بأن محمد عثمان أبن خالتك .. مما يعنى أنت ومحمد أبناء أخواتنا .. وهذا مكسب أخر فوق البوست الجميل.
لدي سؤال عن أسفارك التي ذكرت أنها بدأت عام 1996م تقريباً .. لاحظت حينها أنكم تتحركون ليلاً في الأسفار .. هل يستطع سكان دارفور الأسفار ليلاً بعد قيام التمرد؟ وما أثر التمرد علي ما ذكرت من أسفار؟ سؤالي الأخر معروف عن الزغاوة قبيلة ذات نفوذ تجاري كبير بين تشاد وأفريقيا الوسطي .. حدثنا عن دور هذه القبيلة العريقة ودورها التجاري في دفع أقتصاد السودان لعل أبناء الشعب السودانى الذين لا يعرفون عن هذه القبيلة شيئاً يدركون أهميتها في تنشط التجارة بين السودان والغرب عموماً ..
ولك خالص تحياتى بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
Quote: أنا جلابي بقاري وإن شئت بقاري جلابي حيث نشأت نشأة البقارة بين أخوالي التعايشة في مدينة نيالا |
تحياتي جنابو محمد الحسن حمدنا الله. ما شاء الله عليك أنت حكاي تقول هداي. طبعا الخلطة عاليه ( مدنكلة) شديد وشئ طبيعي تكون أنت بهذا المستوى الراقي من المعرفة. بقدرما عشت بدارفور سنوات الصغر فقد أتيحت لي فرصة العيش سنوات ولم تزل بين أهلك في ( البواليد) و ( الجابراب) تحديدا. متابع لبوستاتك وأجد فيها الكثير من المعلومات عن دارفور والدول المجاورة مما يعتبر إثراء لموقع سودانيزاونلاين فشكرا لك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: Aamer Hussin)
|
العزيز Aamer Hussin التحية والإحترام سعيد بزيارتك وسعيد بأنك كنت أحد متابعي برنامج الشرطة الذي كنت أقدمه من إذاعة وتلفزيون نيالا وهذا مبعث شرف بالنسبة لي وأنا ممنون وشاكر لك هذا التواصل الحميم الذي آمل أن يتصل وآمل أن أقدم هنا ما يرضيك والقراء الكرام مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
من نافذة الفيس بوك أطل علينا إخوة كرام وهم Khali Khalil, Mohamed Hassan, Adam Mohajer, Mohamed Jamal, Ali Ahmed, Riyadd Saaad لهم التحية والإحترام أثنوا علي البوست وصوّبوا وإنتقدوا وأنا سعيد بمرورهم جميعاً ناقدين ومادحين فوجودهم هذا محفِّز للكتابة فأن يقرأ الناس ما تكتب لهو غاية كل من يكتب آمل أن أكون عند حسن ظنهم وأقدم مادة تفيد الجميع علي الأقل في مجال المعلومات عن هذا الجزء الهام والمهمل من عمقنا الأفريقي لهم مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
في صباح اليوم التالي ذهبت إلي مكتب القمسيون وهو دكان عادي في وسط السوق للإستفسار إن كانت هناك أي إمكانية لوجود مقعد قبل اليوم المحدد بعد يومين للسفر إلي إنجمينا لكن للأسف كانت الإجابة لا جلست حيث إنتهي بي المجلس مستمعاً إلي القمسيون وهو شاب في حوالي الثلاثين من العمر زاده الله بسطة في الجسم لكن في العلم الله أعلم! حيث كان يحدِّث مستمعيه الذين ينصتون إليه بإهتمام بالغ ويزيد عددهم عن العشرة بقليل كان الرجل يتحدث عن شؤون السودان وإحتلال قوات الحركة الشعبية للكرمك ويهرف بما لا يعرف فقال الرجل أن قرنق إحتل الكرمك والآن هو في طريق الخرطوم والتي سقوطها مسألة وقت لا أكثر وأن هناك خمسة مليون تشادي يعيشون في السودان سيساعدون قرنق علي إحتلال الخرطوم! وختم قائلاً السودانيين تلّفوا( خرّبوا ) بلدنا الله يتلِّف بلدهم! والراجح عندي أن الرجل يعلم أني سوداني وليس في المجلس سوداني آخر طبعاً لا إعتراض لدي في أن يتناول الإخوة التشاديين الشأن السوداني فهذا حقهم مثل ما يتداول السودانيون الشأن التشادي وغيره ولا شأن لي بالكرمك وغيرها من المدن السودانية إن ذهبت للحركة الشعبية أو إستعادتها القوات الحكومية في هذه الحروب الأهلية العبثية التي لم يجن منها السودان والسودانيون سوي هلاك الحرث والنسل والدمار والتخلُّف علي أن وجه إعتراضي علي كلام القمسيون ينصب فقط علي أمنيته بخراب السودان وزعمه بأن السودانيين خرّبوا تشاد! رغم إعتراضي علي ما قال لم أتدخل في الحوار خشية الإتهام بالتطفّل ولم أغادر مقعدي بسبب خليط من الدهشة مما سمعت ومن حسن الأدب أن تستمع لمن يتحدث في المجلس ولو كان حديثه من باب اللغو وعند إنتهاء محدثنا من قصته الخالية خرجت متسللاً وعلمت حينها أن من وصفك بالجهل فما ترك لك من صفات السوء شيئا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
في نهار اليوم الأخير في أبّشي وبينما أنا أتجوّل في السوق إذا بمنادي ينادي من خلفي يا حسن حمدنالله وحسن هو إسمي المعروف لدي الأسرة والأهل والأصدقاء قبل أن أستدير لأري مصدر الصوت قلت لنفسي من يعرفني في هذه الأصقاع النائية؟ فالتفت فإذا بي أري الأخ الصديق محمد علي الشعراني وهو من آل الشعراني بزالنجي الذين سبقت الإشارة إليهم من قبل وهو عم مضيفي في إنجمينا علي يوسف بعد السلام الحار وإخباره بوجهتي طلب مني علي الفور أن آخذ أغراضي وأذهب للإقامة معه حيث يقيم مع أصهاره وهو في زيارة لمدة أسبوع إعتذرت له بلطف وشكرته علي عرضه الطيب وذلك لأن سفريتي لأنجمينا تبقت لها ساعتان فقط حمّلت الرجل تحياتي لأهل زالنجي ونيالا حيث يقيم واتجهت لمحل القمسيون حيث تجري ترتيبات الشحن إستعداد للإنطلاق عربتنا هذه المرة لانكروزر إستيشن موديل الجمعية التأسيسية كما هي معروفة في السودان جاء الموعد وتحركنا إلي إنجمينا والسعادة تغمرني وكأنني متجه إلي السودان مرة أخري الطريق قاحل حيث يمر بمنطقة شبه صحراوية مع شجيرات صغيرة متفرّقة هنا وهناك تتخللها أرض صخرية في بعض الأحيان أذكر أننا أفطرنا والعربة متحركة إلي أن وصلنا منطقة أم حجر حيث تناولنا طعام العشاء وواصلنا السير القري التي مررنا بها متناثرة وأحيانا تصطف علي طول الطريق وأغلبها مبني من الطين في اليوم الثاني وبعد موعد إفطار رمضان وصلنا منطقة مساقط وهي إن شئت الميناء البري لأنجمينا من الناحية الشرقية أفطرنا هناك وتوجهت بعربة تاكسي كُورس يعني طلب إلي مكان إقامتي في حي تلاتين بي قِدرو يعني شارع الثلاثين بالزلط حيث إستقبلني صديقي علي يوسف أحسن إستقبال وقتها لم يبق من رمضان سوي عشرة أيام وأنا في سباق مع الزمن لبيع المواد الغذائية المخصصة لرمضان من تين وزبيب وقمردين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
غداة وصولي إلي إنجمينا حملت المواد الغذائية من البضاعة إلي الأخ إسماعيل التاجر السوداني بسوق إنجمينا الذي إشتراها جميعاً وبسعر أكثر من مجزي 😀 ليس ذلك فحسب بل إشتري مجموعة من حبوب الجبنة ووعد بإيجاد زبائن للمتبقي منها ومن باقي البضاعة وهاهي السفرية المجازفة بدأت توتي أُكلها عدت إلي المنزل وأنا سعيد بما حققت من نصف نجاح تجاري لآخذ قسطاً من الراحة تمهيداً لإفطار رمضان. التشاديون كأهل دارفور وكثير من مدن وقري السودان يفطرون في رمضان كمجموعات من الجيران خارج المنازل فيما يُعرف بالضرا المائدة الرمضانية في تشاد شبيهة بالمائدة الدارفورية مع إختلافات طفيفة منها مثلاً أن الشوربة الساخنة التي يشربها الصائمون بعد تناول البلح هي عبارة عن ماء عيش الدُخن المغلي في النار وربما أضيف إليها شئ من البُهارات كالزنجبيل ونحوه الأمر الآخر هو أكل اللقيمات صغيرة الحجم ( الفنقاسو ) بدون سكر مع شوربة اللحمة وهي طعام طيب المذاق😋 إستمتعت بهذا الإفطار بشدة لأنه أول إفطار لي في مائدة رمضانية منذ أن غادرت نيالا ويبدو أن ثمار الصبر بدأت تساقط رطباً جنيا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
Quote: لم يكن أمامي من خيار سوي الإنتظار لأن المسافة إلي إنجمينا حوالي ٨٠٠ كلم تقطعها العربة في حوالي ٢٤ ساعة بسبب التوقف في الطريق ولأن الأسفلت يغطي حوالي نصف المسافة فقط وركوب اللانكروزرات البك أب في الخلف متعب فوق أنه مغامرة غير مضمونة العواقب فبقيت في أبشي ثلاثة أيام أغالب الملل |
الاخ محمد الحسن شكرا علي البوست الجميل. حاليا يمكن قطع المسافة بين أبيشي وإنجمينا في حوالي 10 ساعات ببصات سفرية مريحة. أسمح لي أشارك معاك بصورة أخذتها حديثا توضع بعضا من مشاهد الطريق...
أتمنى إنه ما تفتل ليك البوست
موقف البصات في مدينة مونقو http://www12.0zz0.com/2016/08/14/13/624729332.jpghttp://www12.0zz0.com/2016/08/14/13/624729332.jpg
قرية مبروكة بين مدينة أم حجر ومونقو http://www4.0zz0.com/2016/08/14/13/103546733.jpghttp://www4.0zz0.com/2016/08/14/13/103546733.jpg
http://www13.0zz0.com/2016/08/14/13/896854204.jpghttp://www13.0zz0.com/2016/08/14/13/896854204.jpg
http://www13.0zz0.com/2016/08/14/13/689492336.jpghttp://www13.0zz0.com/2016/08/14/13/689492336.jpg
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: nour tawir)
|
العزيزة Nour Tawir التحية والإحترام بي زيارتك بيتنا نوّر😀 سعيد بمتابعتك ومداخلاتك وهذا مصدر فخر لي ملاحظتك ونصيحتك بخصوص الصور مية المية فقد أعطت الصور البوست حضور ونكهة خاصة تسلمي وأرجو أن لا تحرمينا من ملاحظاتك الذكية في هذا البوست وغيره أتمني صادقاً أن تسمح ظروفك والقراء الكرام لمصاحبتنا في هذه الرحلة حتي أفريقيا الوسطي والسودان فلا يزال هنا الكثير الذي يُروي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
في اليوم التالي عدت لبرنامجي الروتيني في رحلتي الماضية وهو الذهاب إلي السوق صباحاً والعودة إلي البيت ظهراً والذهاب إلي النادي السوداني بعد صلاة التراويح عند ذهابي اليوم التالي لمتجر الأخ إسماعيل وجدت بعض الشباب الذين قابلتهم في مطار إنجمينا المرة الماضية أذكر إسم أحدهم وهو عبدالرحمن يسكن الخرطوم نمرة ٣ غرب حديقة القرشي جاء في مأمورية للإشراف علي عقارات والده من منازل ومتاجر في سوق إنجمينا وآخر لم تسعفني الذاكرة بذكر إسمه جاء لغرض مماثل لكن الفرق هو أن الأخير عقاراتهم في مدينة سار في أقصي جنوب تشاد في الحدود مع أفريقيا الوسطي هذان الشابان قدما لي خدمات جليلة دون مقابل حيث ساعداني في تسويق بضاعتي خاصة أشرطة الكاسيت خاصة بالفنانين السودانيين وحبوب الجبنة التي تجاوزت أرباحها ال ٢٠٠٪😀إلي جانب جهود الأخ إسماعيل كان من نصائحهم بخصوص تسويق معدات النجارة هو عرضها علي أصحاب المغالق في السوق ومنهم سودانيين وبالفعل إشتروا منها جزءاً مقدراً ودلني أصحاب المغالق إلي زبون محتمل وهو سفير تشادي سابق في ليبيا إسمه خليل معرض الموبليا التابع له والورشة الملحقة به يقعان في منزله غرب سوق إنجمينا ذهبت للرجل ووجدته جالس في محله وهو في كامل أناقته بجلباب أبيض تشادي والطاقية التشادية المعروفة أحسن الرجل إستقبالي وأجلسني إلي جواره وسألني عن طلبي فعرضت عليه بضاعتي إعتذر الرجل بلطف حيث قال أن مخزونه من المعدات المعروضة يزيد عن حاجة المحل في الوقت الراهن وإقترح علي زبائن محتملين أخبرني الرجل أنه درس في السودان في المعهد الأفريقي الإسلامي ( جامعة أفريقيا الحالية ) وأنه عمل سفيراً لبلاده في ليبيا في فترة حكم حسين هبري شجعني كلام الرجل علي أن أحكي له ما حدث لي مع موظف الهجرة في أدَري ومع القمسيون في أبّشي تأثّر الرجل كثيراً بما سمع وإعتذر بشدة وقال لي أرجو أن لا يثنيكم مثل هذا الكلام الذي يصدر عن قلة لا تعبِّر عن التشاديين وحبهم للسودان والسودانيين قال لي تعلّم قطاع مُقدَّر من التشاديين في السودان وهناك المدرسة السودانية في إنجمينا منذ عهد الرئيس نميري خرّجت أجيالاً هم عماد الخدمة في تشاد اليوم والآن ترسل الحكومة السودانية أساتذة للجامعة لتعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية السودانيون لهم فضل نشر التجارة والفن والمطاعم وغير ذلك كثير في هذا البلد ووجودكم هنا مهم كان كلام الرجل بلسماً شافياً أنساني ما سمعت من قبل وإنشرح صدري من جديد لتشاد والتشاديين ودعت الرجل بحرارة وطلب مني زيارته وقتما أشاء عدت المنزل هذه المرة فرحاً رغم عدم تسويق بضاعتي لهذا اليوم لكني إطمأنيت علي صورة السودان في عيون التشاديين وياله من ربحٍ عظيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
أحب القراءة والإطلاع لذلك طلبت من مضيفي أن يرشدني إلي مكان أمضي فيه النهار مطلعاً فأخذني إلي المركز الثقافي الليبي في شارع ديقول ليس بعيداً من السوق المبني مكوّن من طابقين علي ما أذكر هناك قاعة للإطلاع وكتب ومجلات عربية طبعاً الكتاب الأخضر حاضر وبشدة😀 منذ يومي ذاك أصبحت أمضي النهار بين السوق والمركز الثقافي حيث أطلع علي مجلات الحوادث والعربي وغيرها في المركز وأستلف كتابين أو ثلاثة للقراءة في المنزل عندما لا أخرج من المنزل وعند الفراغ من الكتب أعيدها لآخذ كتب أخري وهكذا أذكر من الكتب التي قرأتها في تلك الفترة تاريخ الدولة الأموية والدولة العباسية وكتاب يتحدث عن الفتنة الكبري للكاتب اللبناني المعروف جرجي زيدان وأنا أتردد علي السوق علمت أن الأخ الصديق فنان نيالا المعروف آدم حمودة حضر منذ فترة للإقامة في إنجمينا في حي مرجان دفّق😀 وهو مكان إقامة السودانيين المفضّل خاصةً الفرق الغنائية وكانت وقتها في أنجمينا خمس فرق غنائية سودانية وهذا دليل آخر علي محبة التشاديين للغناء السوداني وكان من أساسيات حفلات الأعراس في تشاد هو وجود فرقة غنائية سودانية حفلات الأعراس التشادية مشابهة لنظيراتها السودانية مع فرق طفيف وهو ظاهرة الشكيت التي ربما عرفها السودان في السابق وربما هي موجودة في بعض القري والمدن حتي اليوم وهي أن ينثر الحضور أوراق النقد علي المغني أو المغنية والتشاديون يبالغون في ذلك ويصرفون بسخاء أقرب إلي التبذير خاصة إذا كان الفنان أو الفنانة من الفنانين السودانيين المشهورين الذين يزورون تشاد بإنتظام ووقتها كانت فنانة الشباك الأولي في تشاد هي الفنانة حنان بلوبلو زرت الصديق آدم حمودة الذي تفاجأ بوجودي في إنجمينا ورحب بي ترحيباً حاراً وعرض علي السكن معه ووافقت علي الفور لقرب الحي من السوق والمركز الثقافي ولوجود عدد من السودانيين في الحي فقط طلبت منه الإنتظار حتي قضاء العيد مع مضيفي الذي أكرمني وتطيب خاطره وإقناعه بضرورة سكني بالقرب من السوق فالرجل قد أكرمني وأستحي أن أفارقه فجأة ودون مقدمات وإفق الصديق آدم حمودة علي ذلك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
إنجمينا وقتها تعاني من ندرة كبيرة في الجبنة البيضاء رغم توفُّر الحليب وسعرها إن وُجدت فهي غالية جداً حكي لي إسماعيل التاجر أن شخصين فقط في إمرأة ورجل في أنجمينا يصنِّعان الجبنة بكميات محدودة جداً ويبيعانها للمتاجر في السوق وبأسعار خرافية الأخ عبدالرحمن من الخرطوم ٣ قال أن لديه خبرة في صناعة الجبنة ولدينا حبوب الجبنة فطلبت منه محاولة عمل جبنة لإستهلاك مجموعتنا هذه الأُسري وقد كان حيث حضر لنا عبدالرحمن في المنزل وجهّز الأخ علي يوسف باغة لبن سعة ٤ جالون أفرغ عبدالرحمن اللبن في جردل بلاستيك جديد وأضاف إليه ملح طعام وحبتين ثلاثة من حبوب الجبنة وترك المحتويات لحوالي الساعة تم سكب المحتويات في جردل آخر مستخدمين قماش دمورية جديد لتصفية المحتويات يذهب ماء الملح في الجردل في الأسفل وتبقي الجبنة غير متماسكة في القماش يتم ربط القماش ووضعه في قالب من الخشب علي شكل مستطيل نصف ساعة أخري أصبحت لدينا جبنة كاملة الدسم تم تقطيعها بالسكين ووضعها علي محلول الملح كمادة حافظة وكل واحد منا أخذ نصيبه لبيتهم وكانت أحلي جبنة بيضة أتذوّقها😋 قلنا الكلام دا لييه لأنه دي كانت واحدة من أوجه الإستثمار المحتملة في تشاد مصنع كامل للجبنة ينتج عشرات الكيلوجرامات في اليوم برأسمال يكاد لا يذكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
أول عيد يمر علي وأنا خارج السودان عيد الفطر ١٩٩٧ مرة أخري العيد في تشاد كالعيد في السودان ودارفور علي وجه التحديد أمضيت أيام العيد مع الصديق علي يوسف وشرحت له دواعي تبديل مقر إقامتي تفهّم الرجل الأمر وسمح لي بذلك كان العزاء أن التواصل بيننا لم ينقطع إطلاقاً يزورني وأزوره إلي أن غادرت تشاد حللت في داري الجديدة مع الصديق الفنان آدم حمودة فالرجل قبل أن يكون صديقاً أنا معجب بطريقة أداءه لغناء التراث الدارفوري وخاصة تراث البقارة وهو صاحب صوت جميل وعازف ماهر علي الكي بورد ( الأورغن ) فالرجل أصلاً من الضعين ولكنه يقيم في نيالا لذلك فتراث البقارة يجري في دمه ومن أغاني التراث التي إشتهر بها في نيالا في الثمانينيّات أغنية القمر بضوِّي شن بلاني بالنجوم وأغاني أُخر أتاح لي السكن مع الأخ آدم حمودة التعرّف علي الفرق الغنائية الموجودة في إنجمينا وعلي رأسها فرقة النجوم ولعل أبرز فنانينها وقتها إسمه عزيز من كردفان كما إلتقيت الفنان سراج العروبة وهو إبن حلتي في نيالا وهو اليوم من أشهر فناني تشاد علي الإطلاق وإلتقيت الفنان الشعبي المعروف الذي إشتهر إلي جانب أبوعبيدة حسن لأنه صاحب نفس اللونية الغنائية وإختفي فجأة وهو الفنان عبدالوهاب التازي كما تعرفت علي فنان التراث الكردفاني الأصيل عباس عبده خريج كلية الفنون الجميلة معهد الكليات التكنولوجية جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا اليوم في السبعينات وهو فنان ماهر في الرسم وعزف العمود وعلمت أنه من أوائل الذين أشهروا أعنية التراث الكردفاني الشهيرة الجنزير التقيل عندما كان في فرقة فنون كردفان أهداني الرجل شريط كاسيت بأغاني سجلها في حضوري ومن فرط سذاجتي عندما جئت إلي لندن أعرت الشريط إلي صديق فأضاعه ولكم تألمت لذلك وتأكدت حينها أنه غبيٌ من يعير شريطاً وغبيٌ من يردشريطاً وليس كتاباً فقط علي أن المؤسي ليس ضياع الشريط بقدر ماهو علمي بوفاة الفنان عباس عبده منذ أشهر قلائل بعد عودته إلي الأبيض ألا رحمه الله رحمة واسعة وجعله من أصحاب اليمين هؤلاء الفنانين وغيرهم كثير ما عدا آدم حمودة جاءوا إلي تشاد من ليبيا بعد قرار طرد الأجانب التي إتخذته السلطات الليبية في التسعينات كان هؤلاء الفنانين يزوروننا في المنزل بغرض الونسة ولعب الكوتشينة وكنا نزورهم في منازلهم لنفس الغرض ورغم إقامتي في هذا الوسط الفني وحفلاتهم تقريباً بصورة يومية لم أحضر طوال إقامتي التي إمتدت لأكثر من شهر سوي حفلتان أحدهما في عيد الفطر في النادي السوداني شاركت فيها كل الفرق الغنائية والثانية حفلة خاصة أحياها الصديق آدم حمودة والسبب هو أني لا أحب السهر والحفلات في أنجمينا عادةً ما تبدأ منتصف الليل ووقتها أكون في سابع حلمة😀
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
من نافذة الفيس بوك أحيي الأصدقاء Ali Saeed, Caf Laibo, Abazer Deshabille الذين غمروني بفيض محبتهم وإعجابهم وثناءهم وتفرييظهم لما كتبت وتشجيعهم لي بنشر القصة في كتاب😳 تطالعون ردودي في الأسفل في نافذة الفيس بوك حيث أفدت الأصدقاء الكرام إنو دا شعر ما عندي ليهو رقبة😀أنا زول ساي أكتب كهاوي وليس محترف وللكتابة والقصة والرواية أدواتها ولا أملك منها شروي نقير😀 هذه حقيقة وليس تواضع مصطنع أنا شاكر حسن ظن الأحباب بي وأرجو أن يكون ما تبقي من قصة أكثر إمتاع ومؤانسة ومخاطرة من ذي قبل خاصة عندما دوّرت الذخيرة في سوق الغنم في بانقي ونحن جوه الجك😳لكن الله ستر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
وتتواصل المفاجآت السعيدة في أنجمينا فقد علمت أن الصديق الأستاذ محمد عبدالله محمدين المحامي والناشط الحقوقي حاضر البديهة والطرفة إبن نيالا موجود في أنجمينا ذهبت لزيارته حيث يقيم مع الوزير السابق السوداني التشادي محمد عبدالقادر منصور إبن المرحوم أبو منصور القطب الإتحادي المعروف في مدينة كاس كان الأستاذ محمدين سعيد بلقائي كسعادتي بلقائه حيث علمت منه أن يعمل بصورة مؤقتة في المدرسة السودانية ريثما تكتمل إجراءاته للسفر إلي الخارج أصبحنا نلتقي بصورة شبة يومية إما في السوق أو في مقار إقامتينا في مرة من المرات دعاني لزيارة صديقة سوداني قطب حزب أمة معروف يقيم مع أسرته في إنجمينا في منزل مجاور للسوق من الناحية الغربية ولدية متجر متواضع في شكل فرّاشة كان الرجل يرتدي جلابية علي الله وطاقية حزب الأمة المعروفة أحسن الرجل إستقبالنا وإكرامنا وطوّف بنا من خلال حديثه وهو حديث العارف بالشأن السياسي السوداني والتشادي حيث أقام هنا فترة ونحن جلوس جوار بضاعته المفروشة في تربيزة علي الشارع مرّ من أمامنا شخص يلبس الجلابية التشادية لونها بني علي ما أذكر وطاقية تشادية وشبسب بلاستيك ( شحّاطة ) ويحمل في يده اليمني كيس بلاستيك أسود أظنه ملئ باللحمة والخضار ألقي الرجل علينا السلام ومضي لحاله سألنا مضيفنا إن كنا قد تعرّفنا علي الشخص الذي مرّ فأجبنا بالنفي فقال لنا أن الرجل هو وزير خارجية تشاد في عهد الرئيس السابق حسين هبري فارتفعت حواجبنا من الدهشة! هذه البساطة التي جعلتني أفكِّر جاداً في البقاء في تشاد كما فعل معظم السودانيين ولكن زي ما بقولوا البقارة أنا زول ضهري شايل شوك😀 يعني وراي في السودان أسرة ومسؤوليات وما كان عندي خيار غير العودة إلي السودان لكن ذلك المشهد علي بساطته أعطاني فكرة موجزة عن التواضع والبساطة التي يتميّز بها الشعب التشادي فالناس حاجة واحدة دون حواجز من مناصب أو ثراء ودعنا قطب حزب الأمة وكانت المفاجأة أن دعاني الصديق محمدين إلي وجبة عشاء خاصة ذهبنا إلي المطعم الشعبي الذي يقع في حي السارا جنوب إنجمينا والسارا هي قبيلة تمبلباي أول رئيس تشادي وإن كان البعض يقول أن أول رئيس تشادي هو غلام عبدالرحمن الذي يزعم البعض أنه من أصول سودانية علي أية حال السارا هي من القبائل الأفريقية الأصلية في تشاد وهي من أكثر القبائل تعليماً وكان يقوم عليها جهاز الخدمة العامة عموماً في تشاد وصلنا مطعم الحاجة تنتينا زمزم المشهور في أنجمينا وهو عبارة عن بيت من الطين توجد راكوبة بالداخل وفسحة خارج المنزل مفروشتان بالبروش والبنابر للرواد جلست وصديقي في البنابر في الخارج وطلب محمدين السمك الذي تم شواؤه في حضورنا في شواية موضوعة علي كانون وت مع تغطية السمك بصحن فنضج السمك بنار الفحم والبخار معاً في هذه الأثناء تم تجهيز صحن سلطة كبير ملئ بالخص والطماطم والبصل عندما نضج السمك ووضع أمامنا وبدأنا في الأكل أصدقكم القول أني لم أذق طعماً لسمك في حياتي مثل هذا رغم كثرة أسفاري فرغنا من طعامنا وحبسنا بشراب المالتينا وهي شعير مصنوع بعصير قصب السكر وعنده رغوة عجيبة يعني بيرة مسلمين😀فكانت ليلة ولا كل الليالي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
مضي علي ما يقرب من الشهرين في أنجمينا وعندها ولله الحمد بعت كل بضاعتي عدا صندوق وحيد لمعدات النجارة عندها لملمت أطرافي وعزمت علي مواصلة رحلتي إلي بانقي عاصمة أفريقيا الوسطي لتحقيق غرضين أولهما سياحي لمعرفة البلد وزيارة بعض الأهل الذين يعملون في التجارة هناك والغرض الثاني تجاري وهو شراء البن وشحنه باللواري إلي السودان فبالإضافة إلي عائد بيع بضاعتي أرسل لي شقيقي محمدزين حمدنالله المقيم في بريطانيا وقتها مبلغ خمسة ألف دولار دعماً لمشروعي هذا حيث إستلمت المبلغ وحولته إلي أفريقيا الوسطي لشراء البن قبل سفري إلي تشاد لكني قبل أن أغادر تشاد أسجل هنا بعض الملاحظات علها تكون ذات فائدة للقارئ الكريم عند زيارتي إلي تشاد في العام ١٩٩٧ كانت صحة البيئة متردية للغاية حيث الكوَش في كل مكان ومصارف المياه والصرف الصحي مفتوحة أمام المنازل هذا كان سبباً في تكاثر الذباب والباعوض والأمراض الناتجة عنهما من إسهالات وملاريا أعتقد أن إسمها بالفرنسية باليه وكان لهذه الأمراض الأثر الكبير في تعطيل الأيدي العاملة عن الإنتاج وحتي لا أظلم تشاد فإن تدهور صحة البيئة هو القاسم المشترك الأعظم بين الدول الأفريقية بما فيها السودان ولا يجد هذا الأمر الحيوي الهام الإهتمام اللائق من الحكومات ملاحظة أخري في تشاد وهي أنها بلد علماني وبالتالي الخمور متاحة في المتاجر في الأسواق وهناك ملاهي ليلية كما علمت لكن برغم ذلك تجد خلاوي تحفيظ القرآن الكريم أو المسيد موجود في كل حي بل أكثر من واحد في الحي الواحد كما تجد الوُعّاظ الذين يخلطون الوعظ بالفكاهة ينشطون في الأسواق والمساجد وساحات الأحياء بعد صلاة العشاء مستخدمين المايكروفونات وهو نموذج الفكي ركركة المعروف في دارفور الشاهد في الأمر أن الإسلام لا يحتاج فرضه علي الناس بالقوة بل الأفضل ترك الناس علي سجيتهم فيسود الإسلام عن رغبة وليس رهبة التي تشيع في الناس النفاق أمر آخر لفت نظري هو الإسم الذي يُطلق علي المثليين من الرجال في تشاد فالواحد يسمي شمروخة والجمع يسمي شماريخ والذي يذهب من السودان عليه أن يدقق في الألفاظ فقد يكون لها معانٍ ومدلولات مختلفة في تشاد مثلاً في السودان يقال للمرأة المطلقة عزباء لكن في تشاد عزباء يعني مومس! معظم التشاديين بما فيهم الأميين يتحدثون الفرنسية لذلك تجد الكثير من الكلمات الفرنسية مدمجة في لغتهم العربية الدارجة مثلاً الماسورة تيو والشباك فنيتر والمكيّف كلماتيزير والعلاقة العاطفية أو البزنس أفير وهكذا تمنيت لو كنت أتحدث الفرنسية في تشاد وأفريقيا الوسطي فهي لغة ذات جرس محبب إلي نفسي وإن كنت لا أعرف للكلمات معني والتشاديون محبون لكرة القدم يتابعون الدوري الفرنسي أيام السبت والأحد من علي راديو فرنسا الدولي وهم جلوس أمام منا لهم في الطرقات حيث لم تكن هناك قنوات فضائية منتشرة في إنجمينا في ذلك الزمان دخلت أستاد إنجمينا لمشاهدة مباراة في كرة القدم بين فريق القطن التشادي وفريق كمروني عجبتني المباراة لكن الأستاد عجبني أكثر من حيث المباني والإضاءة والنجيلة المراهنات كانت متاحة حيث يراهن من يرغب علي الدوري الفرنسي والخيول التي تجري في فرنسا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
كان في وداعي بموقف العربات بسوق إنجمينا لفيف من الأصدقاء وأنا متجه إلي مدينة مندو التشادية في أقصي جنوب تشاد علي الحدود مع أفريقيا الوسطي كانت وسيلة السفر هذه المرة عربة لانكروزر بك أب القديمة المعروفة بالثعلب ظفرت بمقعد أمامي بين السائق وصاحب العربة غادرنا أنجمينا عصراً الطريق معظمه ردمية أعتقد أنه يمر ليس بعيداً عن حقول النفط التشادية أو خط الأنابيب الناقلة للخام التشادي إلي الكمرون حيث مررنا بمعسكرات تابعة للشركات العاملة في مجال التنقيب وقتها مرة أخري التشاديون يقودون بسرعة خطرة وتتسابق العربات للوصول إلي مقصدها باكراً وتنعدم الرؤية بسبب الغبار الكثيف الذي تثيره العربات في المقدمة ولا يري السائق أمامه شئ إلا أنوار الفرامل للعربة التي أمامه عندما تهدئ السرعة فيقف علي بعد أمتار قليلة منها😳 أمضينا الليلة قرب نهر صغير وفي الصباح عبرت العربات النهر علي ظهر معدية تسمي في تشاد الباك من هناك بدأ شارع الأسفلت ووصلنا مندو حوالي العاشرة صباحاً المدينة أكثر إزدهاراً من أبشي وسوقها عامر ربما لوجودها علي الحدود مع أفريقيا الوسطي وليس بعيداً عن الحدود مع الكمرون لحسن الطالع وجدنا عربة لوري متجه إلي قرية بيتوقي داخل حدود أفريقيا الوسطي وحظيت مرة أخري بمقعد أمامي غادرنا تشاد ومع حلول العصر وصلنا القرية بعد المرور علي الحاجز الحدودي ودفع الأتاوات المقررة وصلنا بعد إنفضاض سوق القرية وهو عبارة عن هياكل رواكيب وعددها محدود والقرية نفسها تتكوّن من عدد محدود من القطاطي السوق في القري هنا وفي تشاد ودارفور وكردفان وبعض مناطق السودان ينعقد مرة في الأسبوع حيث يمر علي قري أخري في أيام الأسبوع الأخري عليه فقد غادرت آخر العربات المتجه إلي داخل أفريقيا الوسطي والعربة التي أقلتنا إلي هنا وجهتها أخري وليست بانقي التي أقصدها لذلك علينا الإنتظار أسبوعاً حتي السوق القادم أو أن تأتي عربة مصادفة حملت أغراضي ومعي رفيق سفري شاب تشادي من قبيلة السلامات وهي قبيلة عربية مشتركة بين السودان وتشاد ولها محافظة تحمل إسمها في تشاد توجهنا تجاه هياكل الرواكيب ولا أقول رواكيب لندبِّر أمرنا ونبقي لمدة أسبوع في إنتظار السوق القادم وقدوم العربات العزاء أن الجو كان معتدلاً ويمكن النوم في العراء دون سقف أعددنا المتكئ تمهيداً لقضاء الليلة وكان في البال الذهاب إلي متجر مبني من الزنك يقف في منتصف السوق إلي جانب أكشاك أخري مغلقة لكن قبل أن نتحرك من موقعنا خطوة لا حظنا وصول عربة لانكروزر بكب الثعلب إلي السوق تحمل في مؤخرتها مجموعة من النساء وجاءنا من يبشرنا بأن العربة ذاهبة إلي مدينة بسانقوا وعلينا التحرّك سريعاً للحاق بالعربة😀 لم تسعني وصديقي الفرحة بسماع الخبر فهرولنا تجاه العربة حاملين متاعنا لا نلوي علي شئ وصلنا العربة المنقذة طبعاً بكون ترف ونكران نعمة لو سألت السائق عن وجود مقعد أمامي😀 بل تسلّقت ورفقي لنأخذ مقعدنا وسط النساء وهن في عمر أمهاتنا ليس ذلك فحسب بل إتضح أن النسوة أنفسهن من قبيلة السلامات جئن من سوق قرية مجاور بعد أن بعن بضاعتهن ويتحدثن بنفس لهجة البقارة في السودان فأحسست بطمأنينة عجيبة وكأنني أجلس بين أهلي وعشيرتي وصلت العربة قبل الغروب بقليل إلي مدينة صغيرة لا أذكر إسمها الآن نزلنا فيها أنا ورفيقي التشادي والنسوة واصلن سيرهن بالعربة إلي مدينة بسانقوا وهي ليست في طريقنا إلي بانقي رفيقي دعاني إلي تمضية الليلة معه في منزله لآخذ الحافلة الصباح إلي مدينة بوسنتلي المدينة التالية في الطريق إلي بانقي إعتذرت للشاب بلطف وأخبرته أني أُفضِّل قضاء الليلة في أحد المقاهي الموجودة علي الشارع الرئيسي لأتحرّك مع أول عربة متاحة لم يتركني الرجل وحدي بل أخذني إلي أحد أقاربه وإسمه حسن في الثلاثينيات من العمر تبدو عليه علامات السكينة والوقار ورقة الحال وهو من قبيلة السلامات من السودان وموطنه سنار لكنه يقيم في تشاد منذ مدة ولدية مطعم ومسكن غاية في التواضع وهو عبارة عن غرفة من الطين وكل الأثاث الموجود فيها عبارة عن برش وفرش وكانون للطبخ وبرّاد شاي وبعض أواني الطبخ والشاي أوصي رفيقي حسن بي خيراً وودعنا وانصرف جلست علي البرش وتجاذبنا أطراف الحديث مع حسن الذي كان من حيائه لا ينظر إليّ وهو يتكلّم سألته عن أحواله قال أنه مبسوط وعلي إتصال بإهله ويخطط للعودة إلي السودان رغم رقة حال حسن فقد كان رجلاً عفيفاً مقتنع بما يملك من حطام هذه الدنيا أعد لنا حسن الطعام وتعشينا معاً وشربنا الشاي ونمنا علي فراشنا المتاح وهو البرش كلما أذكر هذا الموقف تدمع عيناي ولا أجد للدنيا طعماً فمثل حسن كثير لكنا عنهم لاهون بإنشغالنا بأنفسنا وأهلونا ودعني حسن الصباح حيث أخذني إلي حافلة رغم أنها قديمة متهالكة ولكنها خطوة متقدمة من الثعلب وغادرنا إلي بوسنتلي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
,وصلت إلي مدينة بوسنتلي في نفس اليوم مع مواعيد صلاة الجمعة حيث كان الإمام يخطب في المسجد المجاور للشارع الرئيسي الممان الذي يوجد فيه السوق ما يجدر ملاحظته في أفريقيا الوسطي كما في مناطق كثيره في أفريقيا هو أن القري والمدن الصغيرة تبني علي جانبي الطريق وقد تمتد عدد من الكيلومترات المسجد كان عبارة عن كُرنُك وللذين لا يعرفون الكُرنُك فهو عبارة عن جملون مبني من القش والحطب تركت متاعي مع أقرب صاحب متجر يبيع الملابس الشعبية والقماش حييته وطلبت منه ترك أغراضي معه لأ داء الصلاة قم العودة لأخذها وافق الرجل دون تردد فرغت من الصلاة وعدت فإذا بالرجل ينتظرني بطعام الغذاء أذكر أنه كان عصيدة بملاح شرموط أبيض وهو عندي من الطعام المفضّل وكانت الوجبة في الزمن المناسب حيث بدأ مؤدِّن بطني في الصياح😋ونحن نتناول الطعام سألني الرجل يبدو أنك سوداني فمن أين أتيت وإلي أين تذهب قلت له نعم أنا سوداني من نيالا قادم من أنجمينا وفي طريقي لبانقي لزيارة أقاربي وشراء بُن سألني من أقاربك في بانقي قلت له أقاربي أمين الزبير حاج الطاهر دخيري فاروق عبدالكريم عاصم عبدالقادر تجاني محمد تجاني وآخرين فضحك الرجل وقال لي أقاربك ديل أهلي😀أنا من رهيد البردي ومتزوّج من نيالا إبنة محمد إبراهيم البشر قلت له محمد إبراهيم البشر دا ذاتو قريبي وسكنا في بيته أكثر من عام عندما كان في الجيش ويعمل في الجنوب! فأعدنا السلام مرة أخري لأنه طلعنا قرايب كنت عارف السودان ضيّق لكن أكتشفت إنو تشاد وأفريقيا الوسطي برضو ضيقات حيثما ذهبت تجد من تعرف أو يمت إليك بصلة القرابة أصرّ الرجل علي أن يستضيفني في منزله ويكرمني لكني ألحيت علي المغادرة لأصل بانقي بأسرع ما يمكن فوافق الرجل علي مضض الحافلات واللواري المتجهة إلي بوسمبلي المدينة التالية في الطريق إلي بانقي جاهزة أعطاني قريبي خارطة طريق إلي بانقي ونصحني بالمبيت في يالوكي التي سنصلها عند الغروب مع قريبي وصديقي علي حسين دخيري الذي لم أراه سنين عددا ودعت الرجل الذي سعدت بمعرفته وقرابته وركبت الحافلة في طريقي إلي بوسنتلي الطريق منذ دخولي أفريقيا الوسطي تحفه الخضرة علي مد البصر أشجار الساڤنا الغنية في كل مكان القري متناثرة في الطريق مبنية في الغالب من الطين الشارع ردمية بحالة جيّدة لذلك تقطع العربات المسافة في زمن معقول هناك شركة يابانية تعمل في سفلتة الطريق أظن إسمها كاجيما وشارع الأسفلت وصل مدينة بوسمبلي التي وصلناها عصراً وقفنا فقط لنزول بعض الركاب وصعود آخرين لنصل مدينة يالوكي قبيل الغروب بقليل نزلت في السوق الذي يشقه الشارع إلي نصفين سألت صاحب أول دكان عن علي حسين وهو معروف في المنطقة لأنه المصوراتي الوحيد بعث صاحب الدكان من ينادي علي حسين وماهي إلا دقائق إلا وحضر علي خلته نساني لطول المدة ولكنه عرفني من أول نظرة تبادلنا سلام السودانيين المعروف بحرارته ترك متاعي في الدكان وأخذني إلي برندة بار قريب😳 قلت ليهو يازول دا شنو؟ قال لي ضاحكاً أصبرشوية بعد قليل جاء لنا بقارورة كوكاكولا حجم عائلي وكأسان حجم عائلي أيضاً طبعاً في هذه المنطقة النائية تقديم مشروب الكولا كرم لا يدانيه كرم وهو مشروب غير متوفِّر في المتاجر العادية لكنه موجود في البارات! شربنا ما تيسر من الكولا وذهبنا لأخذ متاعي ثم إلي منزل علي حسين الذي يبعد حوالي عشرة أمتار من الزلط المنزل الذي يقيم فيه علي هو منزل قريبه محمد أحمد الذي كان مسافراً لكن أسرته موجودة التي بالغت في إكرامي بعد الإستحمام تعشينا وتسامرنا إلي وقت متأخِّر من الليل عندما أخطرت علي برغبتي في السفر إلي بانقي صباح اليوم التالي طلب مني البقاء يوم غدٍ لأسافر بالحافلة المملوكة لمحمد أحمد بعد غدٍ حيث يملك محمد أحمد حافلتان يعملان بالتناوب بين يالوكي وبانقي إحداهما غادرت صباح اليوم إلي بانقي لم أوافق علي إقتراح علي وأصررت علي السفر صباح اليوم التالي في الصباح رافقني علي إلي الشارع في إنتظار العربات ولسوء الطالع جاءت لواري فقط في طريقها إلي بانقي وليس فيها مكان لركاب فاضطررت إلي المبيت ليلة أخري في يالوكي لأغادر صباح اليوم التالي بحافلة المنزل التي يقودها الأخ إبراهيم محمد أحمد والذي رفض أن أدفع قيمة الأجرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
الطريق من يالوكي إلي بانقي كان رائعاً مزدان بالخضرة والغابات زاد من متعة السفر أن الحافلة كانت شبه جديدة مع ونسة إبراهيم لم نشعر إلا ونحن علي بوابة بانقي التي وصلناها ظهراً أخذني إبراهيم مباشرةً إلي المنزل الذي يستأجره الخال أمين الزبير الحسين في حي مسكين الذي يقع في طرف المدينة الشمالي وهو حي راقي المنزل نفسه منزل جميل مكوّن من ثلاث غرف وصالون وصالة ومطبخ وحمام داخلي وخارجي وفسحة كبيرة ومساحته لا تقل عن ٦٠٠ متر مربع ويقع علي الشارع الرئيسي الذي يربط الحي بوسط المدينة إستقبلني الأخوال المرحوم محمد الزبير وحبيب الزبير إستقبالاً حاراً ورحبا بي في بانقي الخال أمين لم يكن موجودا وقتها ببانقي بل كان في مدينة أم بايكي التي تبعد نحو ساعتين من بانقي حيث يعمل هناك وكيلاً للتاجر اللبناني المعروف في بانقي علي سكيكي الذي يعمل في الإستيراد وتصدير البن والخشب إلي أوربا أم بايكي من المدن الجميلة التي تقع في أحضان الغابات المشهورة بإنتاج البن وقد زرتها فيما بعد كما سيرد ذكره لاحقاً بعد الحمّام والإستجمام عاد إلي المنزل بعض الضيوف وهم من التجار القادمين من السودان بعد أن أمضوا سحابة نهارهم في السوق بائعين ومشترين لبضائعهم التي جاؤوا بها من السودان وفي الغالب هي أبقار أو أواني منزلية والزيت والصابون والسكر والبصل وغيرها أما الصمغ السلعة الأغلي والأكثر طلباً هنا فتأتي عن طريق التهريب والسبب أن السلطات السودانية تفرض علي المنتجين وقتها بيع الصمغ لشركة الصمغ العربي بأسعار زهيدة لتكسب الشركة من وراء عرق المنتجين ملايين الدولارات عن تصديره إلي الخارج! بينما الشركة الإسرائيلية التي تشري الصمغ في بانقي تدفع عشرات أضعاف السعر الذي تدفعه شركة الصمغ العربي! التجار في طريق عودتهم من بانقي إلي السودان يشترون البن والخشب والكُمبا وهو نوع من البهار يستخدم في القهوة والطبخ وسلع أخري تناولنا طعام الغداء ونحن مجموعة وطيلة فترة وجودي التي قاربت الشهرين لم يخلو بيت الخال أمين من الضيوف قط فالرجل مشهور بالكرم وأنه رجل متلاف للمال يحصل علي الملايين ويصرفها في زمنٍ وجيز ولا يعرف قيمة للمال لذلك أحبه الناس وكان علماً يقصده الناس أينما ذهب في السودان وفي أفريقيا الوسطي في الصباح وبرفقة الخال حبيب أخذنا عربة تاكسي من أمام المنزل تعمل كمواصلات عامة بنظام الطرحة بالضبط كما هو الحال في أنجمينا عربات التاكسي جديدة ومتوفرة طوال الوقت عشر دقائق فقط وصلنا إلي السوق في وسط المدينة أو سان كيلو كيلو خمسة بالفرنسية أو سوق الماتلا سوق المراتب بالفرنسية وهو مكان تواجد السودانيين سواء أصحاب المتاجر المقيمين ببانقي أو التجار السودانيين الذين جاؤوا لبيع بضائعهم وشراء البن والخشب أذكر من تجار السوق وقتها العم علي حسن رئيس النادي السوداني وقتها والعم إدريس والعم سليم صاحب حوش سليم المشهور وعلمت أنه كان صف ضابط في الجيش السوداني فرّ من السودان عقب فشل إنقلاب هاشم العطا الذي كان مشاركاً فيه حوش سليم عبارة عن مخازن يتم فيها إفراغ حمولة العربات القادمة من السودان وتعقد فيه صفقات البيع والشراء نظير أجر معلوم ومن التجار كذلك علم تاجر البن الشهير وميرغني وآخرين النادي السوداني لا يبعد عن سوق المراتب سوي مائة متر غرب الظلط وهو عبارة عن مساحة ضيقة بها تلفزيون فيه القناة السودانية وقنوات عربية فيه ترابيز للكتشينة والضمنة الذين يتفرجون في التلفزيون يجلسون علي بساط أو بروش مفروشة علي الأرض علي أن الباعوض في بانقي وخاصة سان كيلو وبالذات النادي السوداني مصدر إزعاج حقيقي وسبب إصابة السودانيين المتكرر بالملاريا صحة البيئة في سان كيلو متردية جداً فالكوَش منتشرة ومجاري الصرف الصحي مفتوحة والذباب بكميات خرافية وفي المساء يحرق الأهالي الكوَش فتزيد الطين بِلة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
جاء الخال أمين الزبير من مدينة أم بايكي وأمضي معنا أياماً في بانقي كما يفعل بين حين وآخر نظراً لطبيعة عمله أخذني معه في جوله حول مدينة بانقي خاصةً منطقة الڤيل أو المدينة التي تقع جنوب سان كيلو حيث يوجد القصر الرئاسي والوزارات والسفارات والمصالح الحكومية والشركات والفنادق والسوق الأفرنجي تحس وأنت في هذا الجزء من المدينة أنك في بانقي مختلفة جداً عن سان كيلو كل شئ مرتب ونظيف ليس هناك باعوض أو ذباب العربات شكلها مختلف معظم الناس هنا إما أجانب أو المواطنين من التجار وكبار الموظفين زرنا شركة علي سكيكي التاجر اللبناني المعروف التي يعمل بها الخال أمين وكيلاً واضح أنها شركة ذات إمكانيات ضخمة وذلك من حيث المباني والشاحنات التي تقف علي بوابات المخازن للشحن أو التفريغ التي تذهب إلي ميناء دوالا في الكمرون بالصادرات وتعود محمّلة بالواردات من المواد الغذائيةفيها عدد من اللبنانيين العاملين إلي جانب مواطنيين وكذلك تجار سودانيين يراجعون مكاتب الشركة لشراء البن زرنا علي سكيكي في مكتبه وهو رجل علي ثرائه في غاية التواضع وسهل الوصول إليه والتواصل معه يبدو أنه يثق كثيراً في السودانيين الذين يعملون معه أو الذين يشترون منه البن والخشب بدليل أنه يأمنهم ويتعامل معهم بملايين الفرنكات بدعوة من الخال أمين تناولنا طعام الإفطار في مطعم راقي في الڤيل أذكر أن الوجبة كانت بيتزا التحلية جاتوه مع العصير الطازج😋 في طريق عودتنا إلي المنزل لاحظت وجود كثيف لقوات الميساب وهي قوات أفريقية تم إحضارها بواسطة الإتحاد الأفريقي للفصل بين القوات الحكومية الموالية للرئيس المدني الحاكم وقتها فيليكس أنجي باتاسيه وقوات المتمردين التي تتمركز جنوب المدينة والموالية للرئيس العسكري السابق الذي خسر الإنتخابات أندرية كوليمبا إنتشار قوات الميساب الكثيف كان في الڤيل وبجوار القصر الرئاسي وفي المنطقة الفاصلة بين المتمردين والقوات الحكومية علمت من الخال أمين أن المتمردين حاولوا الهجوم علي القصر الرئاسي في اليومين الماضيين لكن تصدت لهم القوات الحكومية بمساعدة قوات الميساب ولكن التوتر بين الجهتين علي أشده مررنا علي سان كيلو حسب الروتين اليومي وعدنا إلي المنزل اليوم التالي الذخيرة ورّت وشّها في سان كيلو ونحن في قلب المعمعة😳إنتظرونا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
إنصافاً للإخوة الكرام المتداخلين عبر نافذة الفيس بوك سأرد عليهم في الفيس بوك وأحاول إيراد موجز لمداخلاتهم هنا حتي تعم الفائدة وذلك لأَني لاحظت أن كثير من القراء الكرام وحتي شخصي لا ننتبه إلي مداخلات الفيس بوك أو ننتبه إليها بعد مضي فترة من وجودها مما قد يقدح في ذهن المتداخل أن المداخلة قد تم تجاهلها وحاشا لله فالمداخلات عبر الفيس بوك لا تِقل قيمة عن مداخلات الإخوة الأعضاء بل قد تتفوّق عليها لذلك إشهار محتوياتها أمر مهم ومفيد للبوست والقراء معاً فإلي آخر مداخلتين عبر الفيس الأولي للعزيز Adam Mohajer الذي يتساءل فيها عن الوضع الأمني في تشاد وأفريقيا الوسطي زمان والآن الإجابة في تشاد الأمن مستقر ويمكن وصفه بأنه جيّد فلم يكن النهب المسلح وغيره من المهددات الأمنيه هاجس بالنسبة لنا عندما سافرنا وليس هناك ما يزعج أمنياً الآن فقد حكي لي صديق زار تشاد مؤخّراً ومن باب المبالغة أنك إذا تركت عربة مشحونة ذهباً في أي منطقة خلاء في تشاد وعدت إليها بعد مدة ستجدها كما هي وعلمت من صديق آخر أنه تمت إزالة كافة الحواجز الأمنية Barriers بين كافة المدن التشادية التي كانت تُجبي فيها الأتاوات أما بالنسبة للوضع الأمني في أفريقيا الوسطي كان جيّداً عند قيام الرحلة لكنه تدهور بعد إستيلاء سيليكا علي السلطة وقيام عصابات الأنتي بلاكا بهجماتها المروِّعة ضد المسلمين لكن الوضع الأمني آخذ في الإستقرار والعودة إلي حالته الطبيعية المداخلة الثانية من العزيز Ali Saeed أثار فيها نقطتين وهما إستنتاج طيبة وسماحة الإنسان الأفريقي من خلال ما ورد في البوست وأوافقه تماماً علي ذلك والنقطة الثانية تأثير مهنة الشرطة علي الكتابة وأجد نفسي متفقاً معه مرة أخري فالذين يعملون أو عملوا في الشرطة يستطيعون أن يُعبروا عن أنفسهم بصورة معقولة ولا أقول بصورة أفضل من الآخرين وذلك مرده إلي كتابة التقارير الجنائية والإدارية ووصف محل الحادث ورسمه وما إلي ذلك مودتي وتقديري لهما ولكل الأصدقاء عبر نافذة الفيس بوك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
في صباح اليوم التالي ذهبت والخال حبيب الزبير كالعادة إلي سان كيلو حيث سوق المراتب وسوق السودانيين وفي إطار التعرّف علي أسواق المدينة زرنا سوق الغنم المجاور لسان كيلو وهو بالمناسبة لا علاقة له بالغنم من بعيد أو قريب ربما كان ذلك في الماضي أما الآن فهو سوق شعبي صغير تباع فيه كافة أنواع البضائع من ملبوسات أحذية أواني منزلية مواد غذائية خردوات .. الخ كان المشهد في المنطقة كالعادة هادئ في أثناء تجوالنا في سوق الغنم ونحن أمام إمرأة تشادية من قبيلة السلامات ( أرجو ملاحظة أن معظم التجار المقيمين في مدن وقري أفريقيا الوسطي هم تشاديون رجالاً ونساءً ومعظمهم من قبيلة السلامات) وبدون أي مقدمات حدث إطلاق نار كثيف في شارع سان كيلو الرئيسي الذي لا يبعد أكثر من ٢٠٠ متر من سوق الغنم كنا نسمع بوضوح أصوات الذخيرة وهي تعبر فوق رؤوسنا وبعضها يصيب المباني المجاورة لنا هنا إستيقظت غريزة حب البقاء وهرولت والخال حبيب بحثاً عن مأوي يعصمنا من هذا الرصاص الأعمي فأشارت إلينا المرأة التشادية إلي الدخول إلي مخزنها الذي تفرش أمامه أوانيها المنزلية للبيع وهي جالسة في غاية السكون علي بنبر وكأنها لم تسمع أصوات الرصاص وكأن فرار الناس من حولها لا يعنيها في شئ! يا إلهي أي شجاعة هذه ومن إمرأة؟ هذه المرأة أهدت لنا درس نادر في الثبات ونحن رجال🙈 جاء أحد الرجال مهرولاً تجاه المرأة ويبدو أنه قريبها حيث خاطبها قائلاً حليمة إنتي ما بتسمعي صوت الجبخانة ( الرصاص ) أجابت قائلة بسمع لكن أسوي شنو الموت يوما واحد كِن (لو) جريت وكِن (أو) قَعَد! قال لها الرجل أنينا (نحن) ما بنخافوا من الموت أنينا نخافوا قولة ناس فلان أكلوا حقّهم ( نهبوا ممتلكاتهم ) زاد عجبي وزاد إعجابي بالرجل وبالمرأة معاً والذخيرة لا تزال تواصل الرطين قامت المرأة إرضاءً لقريبها كمن هو مجبور علي فعل شئ تلملم متاعها بمهل شديد وتدخله إلي المخزن حيث أنا والخال حبيب وآخرين نتحصّن لكنا لا نقوي علي رؤية هذه المرأة الرجل وهي لم تزل في الأربعينيات من العمر أي لم تبلغ أرذل العمر حتي نقول أنها قنعت من الحياة لذلك تستوي عندها الحياة والموت بعد نصف ساعة تقريباً خفتت أصوات الذخيرة واتجهت جنوباً تسللت والخال حبيب من مخبأنا في مخزن حليمة الشجاعة دون أن نقول كلمة وداع أو شكر والسبب معروف نحن الآن ليس أمامنا خيار سوي الذهاب أو الهروب لا فرق إلي المنزل والأسرع هو الذهاب غرباً مباشرةً لأخذ تاكسي إلي المنزل ولكن لأن هذا المكان هو مصدر الذخيرة كان علينا السير شمالاً داخل الأحياء للإبتعاد عن منطقة الخطر ثم الإتجاه غرباً إلي الظلط لأخذ التاكسي وقد كان وصلنا البيت وحمدنا الله علي أن عدنا سالمين في إنتظار باقي سكان المنزل من مقيمين وضيوف في المساء إكتمل العقد ولله الحمد بدون خسائر لكنهم رأوا أهوال عند إشتباكات بين المتمردين وقوات الميساب في سان كيلو والڤيل حيث سقط قتلي وجرحي من الطرفين معظمهم من المتمردين وقد أبلت القوات التشادية بلاءً حسناً في الدفاع عن الحكومة الشرعية القائمة وقتها وفي الدفاع عن الجالية التشادية كبيرة العدد المقيمة في بانقي ومعظمهم يعمل في التجارة وذلك بحمايتهم وحماية ممتلكاتهم عندما حاول المتمردون نهب متاجرهم أعود لحادث سوق الغنم فأقول ربما كنت سأتصرف بصورة مختلفة لو حدث ذلك عند أداء واجبي كشرطي في السودان لكني الآن في رحلة تجارية سياحية فمالي أعرّض نفسي للمتاعب؟ فتذكرت حينها الحكمة الصادرة من الذئب عندما رفسه الحمار وحطَّم أسنانه رداً علي حيلة الذئب الذي إدّعي أنه طبيباً جاء يضمِّد جراح الحمار وذلك بنِّية أكله فقال الذئب بعد أن وقع الفأس في الرأس إنني قصّابٌ ( جزّار ) فمالي أدّعي طب الحمير😀 وغداً يُصاب إبن خالتي عاصم بطلق ناري😌 أبقوا قُراب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
في اليوم التالي كان الرأي أن نبقي في المنزل في حي مسكين الذي يقع شمال المدينة بعيداً عن سان كيلو مسرح الأحداث ريثما تهدأ الأمور ليس هناك من برنامج سوي الونسة والكوتشينة لتسجية أوقات الفراغ وبينما نحن علي ذلك الحال إذا بطارق من السودانيين الذين يقيمون في سان كيلو ينهي إلي مسامعنا خبر إصابة إبن خالتي عاصم عبدالقادر بطلق ناري عشوائي أثناء تبادل إطلاق النار بين المتمردين وقوات الميساب لحفظ السلام بينما كان هو وآخرين يقفون علي شارع الزلط الرئيسي يشاهدون دورية قوات الميساب وهي تسرع في الشارع الرئيسي وقع علينا الخبر كالصاعقة من هول المفاجئة وظللنا علي حالنا ذلك واجمين للحظات وكأن علي رؤوسنا الطير حتي قال قائل هيا بنا إلي المستشفي فأخذنا تاكسي من الشارع الرئيسي الذي يطل عليه المنزل وأتجهنا إلي المستشفي العسكري أظن أن إسمه بالفرنسية لوبيتال ميليتير حيث أُخذ إليه عاصم حسب إفادة شاهد العيان المستشفي المذكور قريباً من مكان إقامتنا ونحن في الطريق إلي المستشفي كان ذهني مشغولاً بشتي السيناريوهات فالإصابة بطلق ناري تعني الوفاة فكيف أتصرّف وأنا أقرب الموجودين ببانقي إلي عاصم بعد شقيقه الأصغر محمد الذي لم يبلغ العشرين بعد؟ رغم أن معظم الموجودين في بانقي هم أقارب وأهل عاصم وكيف أنقل خبر الوفاة لوالدته وهي خالتي التي عُرفت بحنان يفوق حد الوصف وهي تبكي في السلام العادي فكيف بخبر وفاة فلذة كبدها بينما كنت غارقاً في أفكاري توقّف التاكسي أمام المستشفي فقطع عليّ حبل أفكاري وحسناً فعل دخلنا المستشفي الذي وجدناه ضاجّاً بالمراجعين من المرضي وذويهم والزوار لحسن الحظ ونحن في طريقنا قسم الحوادث فإذا بعاصم علي نقّالة ذات عجلات خرج لتوه من غرفة الأشعة وفي طريقه إلي غرفة العمليات والدربات تحيط به من كل جانب وآثار النزيف تبدو واضحة حيث كانت الإصابة في أعلي الفخذ ناحية الظهر كان عاصم في كامل وعيه رابط الجأش متماسك يطمئن زواره أنه بخير أسرعوا به نحو العملية حيث ينتظره جرّاح فرنسي وطاقمه فالمستشفي يديره فرنسيون يقدم خدماته للقوات الفرنسية الموجودة في بانقي ولعامة المواطنيين والزوار بقينا في الإنتظار نحو ساعتين وتقريباً كل السودانيين الموجودين في بانقي كانوا في المستشفي وهو مشهد يبعث علي السرور رغم أن دافع التجمع كان مصيبة هذا خفّف عني كثيراً وأشعرني بأني ليس وحدي في مواجهة ما حدث فالمصاب يتمتع بعلاقات واسعة وممتازة مع السودانين وبيته مفتوح للجميع كما أسلفت خرج عاصم من العملية ولكن زيارته غير مسموح بها قبل الإفاقة من التخدير عند المساء لكن الذي قاله الأطباء أن المقذوف قد إستقر قرب السلسلة الفقرية ولكن لا خوف من وجوده وبالتالي تركه أفضل من إخراجه الحمدلله تنفسنا الصعداء أخي اً وكُتب لعاصم عمر جديد لكن سيبقي عاصم في المستشفي لأسبوع أو إثنين لمعالجة الجرح والمراقبة فرحنا بذلك كثيراً وأصبحنا نتردد علي عاصم صباح مساء في المستشفي حتي خرج إلي منزله في سان كيلو موصلاً غيار الجرح حيث مضي عليه شهر أو يزيد وهو علي ذلك الحال حتي تعافي تماماً ولله الحمدالآن وقد إطمأنيت علي عاصم وإشتريت البُن حزمت متاعي للعودة إلي السودان ضمن مجموعة من اللواري السودانية لا تِقل عن عشر لواري كلها محمّلة بالبن ولكن لأننا تأخرنا في الخروج من بانقي وموسم الخريف هنا يبدأ باكراً في مارس أو أبريل ونحن في نهاية مايو الآن علينا الإستعداد لسفرية طويلة ليس بحساب المسافة التي لا تتجاوز الألف كيلومتر إلي السودان لكن بحساب الوحل والطين الذي قد يحوِّل الزمن المستغرق لإكمال الرحلة من حوالي ثلاثة أيام في الصيف إلي شهراً كاملاً أو يزيد في بداية الخريف ولا أقول في الخريف لأن الشارع يكون مقفولاً في الخريف من شهر يوليو وحتي نوفمبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
العزيز محمد الحسن
سلام وكلااااام
سعدت بمتابعة ما كتبت وقرأته دفعة واحدة تقريباً .. أجهل الكثير عن جوارنا الإفريقي عدا قراءات سابقة وروايات سماعية عن اريتريا واثيوبيا واندهشت لبساطة الاندماج والتعامل في تشاد وافريقيا الوسطى وقرب ملامح المجتمع لملامحنا شاكر لك تنويرنا ومشاركتنا تجربتك .. تمنيت إفادتنا عن الجدوى التجارية للتجربة ونصائحك في هذا المجال .. سأواصل المتابعة مع أطيب أمنياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
العزيز الباشمهندس بكري أبوبكر التحية والإحترام أنا ممنون وشاكر لك رفع البوست وهذا تشجيع وحافز للكتابة مستقبلاً و شاكر لك مرة أخري أن منحتني شرف الإنضمام إلي هذا الموقع المرموق لأطل عبره علي العالم فلك المودة والتقدير ولن أبرح مكاني هذا قبل أن أجزل آيات الشكر العرفان لصديقي الوجيه سعادة المستشار Hafiz Issue الذي جعل أمر وجودي في هذا المنبر ممكناً وشجّعني وآذرني فأنا مدين له بالكثير فله مني واجب التقدير والإحترام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
اخي وصديقي العزيزمحمد الحسن حمدنالله تابعت الحكي الاليف ولغة السرد لرائعة وتلك المشاهد والتفاصيل المدهشة واضح مهنية الشرطي النابه في دقة الوصف والتفاصيل ورصد الوقائع الموثرة بعقل اخر لرجل القانون ... حكي بمثابة بث مباشر لوقايع ومشاهدات توثيقية للسودان الفرنسي او جزء منه ،، جغرافية وتاريخ وانثروبلوجي وجيوبلتيكا لدولة شاد الشقيقة وافريقيا الوسطي الحبيبة عرفنا من خلالها الكثير عن هذه الديار،،،ادهشتني طريقة وتكنيك السرد بجعل الوقائع الهامشية تبرز فجاة وتفرض نفسها لتكون محور اساسي في الحكي’"شخصية حليمة كانت ضمن نساء السوق وفجات تحولت لبطلة بعد اندلاع معركة سوق الغنم واحتل حوارها مع قريبها اثناء الرصاص الي الواجهة وهي تشير لكم بالدخول والاختباء في المخزن وهي جالسة لا تكترث لي لعلعة الرصاص حولها وتقول ان الموت واحد ويومو واحد يالها من رائعة وشجاعة تلك الحليمة , والله نورت البورد يا سعادتك بهذه الحكاوي الجميلة ،،،فاليستمر الحكي ونحن نتابع حافظ ايشو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: hafiz Issue)
|
الصديق المحترم سعادة المستشار حافظ إيشو التحايا والأشواق أعلم أنك ضنين بالتعليقات في المنبر العام ليس زهداً في المنبر ولكن لظروف عملك الضاغطة فأن تبرّني بهذه الزيارة وتقتطع من زمنك الغالي لتقرأ القصة وفوق هذا وذلك تساعدني علي الحصول علي عضوية سودانيز أون لاين فذلك حقاً أمر يستحق الإحتفاء فلك مني الود الذي تعرف والعرفان بهذه الجمائل إطراءك وتقريظك للقصة موضع فخري وإعتزازي فكل نجاح أصيبه هنا لك فيه نصيب الأسد تعلمت منك حب التنمية الريفية وحماية البيئة وحقوق الإنسان ولعمري فإنها إهتمامات العالم اليوم وأنا علي يقين بأنك أسهمت ولا تزال في هذه المجالات في السودان الذي نحب وليس عندي من شك أن ثمار غرسك في هذه المجالات سيؤتي أكله قريباً وليس بعيد أتمني لك التوفيق في عملك القانوني وإهتماماتك الإنسانية الأخري التي تنشط فيها مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: ود الباوقة)
|
الحبيب ود الباوقة اللذيذ تفاحا التحية والإحترام سعيد كعادتي بمرورك وثناءك كيف لا وأنت من المؤسسين لسودانيز أون لاين وبالتالي رأيك فيما يكتبه الأعضاء الجدد يكتسب قيمة مضافة فأنا مسرور بقلادة الشرف هذه وأتمني أن أكون بقدر الطموحات تسلم مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
سلام جنابو...
الصور وين ؟ تشاد عبارة عن وجه اخر للسودان.. ونحن نشترك فى معظم الثقافات.. هذا لاننا وقبل ترسيم الحدود الدولية بعد الحرب العالمية الثانيه كنا دولة واحدة.. كانت تشاد هى السودان الفرنسى.. ولكن فصل المستعمر تشاد بحجة ان السودان اكبر من الحجم الطبيعى.. وأنه لو لم تفصل تشاد.. سوف يكون السودان قوة تهدد العالم أجمع.. لهذه الاسباب اتحدث عن الصور لتعزيز ذلك التشابه الثقافى...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
يا جنابو محمد الحسن بلا مبالغة دا واحد من أقيم البوستات التي قرأتها في سودانيزاونلاين منذ إشتراكي...ما ميزه مقدرتك العالية في السرد وربط الأحداث مستنداً على ما أظن على ذاكرة خارقة أو أنك تدون أحداث تمر بك في شكل نقاط ساعدتك على التذكر..في كل الأحوال هذا البوست هو (سياحة ونقل معرفة وتقريب وبعيد غير مفهوم وهذا البعيد القريب جار ورحم)
لم تفتني كلمة مما كتبت.
شكرا لك.
| |
|
|
|
|
|
|
|