بعيدا عن السرد التأريخي و الذي يعلم معظم حيثياته كل متابع للشأن العام و الدارفوري خاصة بأن شأن الإستفتاء حول الإقليم في دارفور كان قد طرح في مفاوضات أبوجا بين الحركات المسلحة و حكومة عمر البشير كحل وسط لتمسك الحركات المفاوضة آنذاك بالعودة لنظام الأقليم و تمسك الحكومة بولاياتها المقسمة على أساس ترضوي و جهوي . حسمت الحكومة أمرها و كما فعلت دوما و ليس التوقيع على خارطة طريق أمبيكي بالبعيد في سابقة يجهلها العرف الديبلوماسي و قررت أن تجري الإستفتاء قبل الوصول لسلام شامل مع الحركات المسلحة و في السودان عموما , إذ يبدو الهدف واضحا و هو تغيير خارطة السكان بدارفور قي محاولة لإستئصال شعوب ظلت دوما تفتخر بإنتمائها للحضارة الأفريقية و توطين شعوب أتت أفريقيا غازية و إستوطنت دول مالي و النيجر و أفريقيا الوسطى في محاولة متواصلة منها لبعث عرقية في قارة شكلت مهد الحضارة الإنسانية و مقصد هجرة الرسول صلى الله عليه و سلم الذي كان مؤذنه سوداني نوبي ( راجع محاضرات المرحوم د.عبدالله الطيب ) , و بذلك يتحول الصراع إلى صراع جهوي بحت بعد أن كان صراع للبحث عن توازن سياسي - إقتصادي - و إجتماعي بين مكونات السودان و شعوبه المختلفة . بكل تأكيد سيدفع الصراع مستقبلا بأطراف جديدة لم تكن طرف فيه إبان محاولات الحكومة المستميتة للدفع به في هذا الإتجاه و ستدخل أطراف إقليمية قد تصطلى مستقبلا من محاولات تغيير الخارطة البشرية لدارفور , و ستندفع جهات دولية للدفاع عن مصالحها و ستضج و تعج المنطقة بإختلالات التوازن المفقود و ستخرج الحكومة و الحركات المسلحة عن معادلات الإستقرار المنشود و لن تضيع وقتها دارفور فقط و لن تسلم كذلك دولة مثلث حمدي و بذلك تكون الحكومة قد رمتنا بدائها و لم تنسل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة