ما قاله الامام الصادق المهدي عن رواية شوق الدرويش في تدشين نقدها لعبدالرحمن الغالي في أي سياق يقرأ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-09-2016, 00:47 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما قاله الامام الصادق المهدي عن رواية شوق الدرويش في تدشين نقدها لعبدالرحمن الغالي في أي سياق يقرأ

    11:47 PM October, 09 2016 سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    كلمة الحبيب الإمام الصادق المهدي في تدشين كتاب الحبيب عبد الرحمن الغالي
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قولي في قراءة في شوق الدرويش للحبيب عبد الرحمن الغالي

    8/10/2016م

    مقدمة:
    لا أنكر على صاحب الرواية الأستاذ حمور زيادة حقه في حرية التفكير والنشر بل ديننا: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) . (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) .
    وأشيد بمبادرة صالون الإبداع بالدعوة لهذا الملتقى الحافل. واعتقد أن صاحب القراءة قد أوفى مقاصده السبعة بامتياز وهي:
    • نقد الحبكة الروائية.
    • تصويب أخطاء في وقائع تاريخية.
    • إثبات اعتماد الرواية على رؤية قلم المخابرات البريطانية لتلك الحقبة من تاريخ السودان.
    • بيانات موثقة لحقائق المهدية.
    • كشف تهافت لجنة جائزة نحيب محفوظ.
    • بيان عطاء الدعوة المهدية الديني والوطني وما أحاط بها من تأييد شعبي في السودان وخارجه.
    • بيان الربط بين الدعوة الأم والواقع الديني والسياسي المعاصر في السودان.
    والحضور والقراء أحرار في تقبل أو التحفظ على مقولاته.
    ولكنني كعامل في المجال العام عنيت بأمور كثيرة من أهمها أمران:
    الأول: أن صورة المهدية كما غرسها مدير قلم المخابرات البريطانية رجنالد ونجيت حرصت على إعدام المهدية معنوياً كما أعدموها مادياً. ولكن مع وجود ولاء عميق للدعوة في نفوس كثيرة صار لتلك الصورة أثراً قوياً في تفخيخ العلاقة بين أهل السودان.
    ولكن سببين ساهما في محو آثار الفخ الونجتي: أن كتاب التاريخ الأكاديميين الموضوعيين تحرروا من أغراض مخابرات الغزاة بل وصفوا كل تلك الكتب المسجلة بأقلام نعوم شقير، وإبراهيم فوزري، وسلاطين، وأهرولدر، وونجيت نفسه وغيرهم بأنها مجرد مدونات للدعاية الحزبية كما قال الأستاذ بيتر هولت في مقدمته لطبعة ثانية لكتاب ونجيت. فصارت كتابات الأكاديميين البريطانيين أنفسهم أكثر موضوعية كما جاء في كتابات ثيوبولد وهولت. وراجع مؤرخون سودانيون كذلك كتاباتهم كما جاء في مقدمة شيخ المؤرخين السودانيين مكي شبيكة في كتابه "السودان والثورة المهدية" وكثرت كتابات المؤرخين السودانيين الموضوعية مثل: محمد إبراهيم أبو سليم، حسن أحمد إبراهيم، وعبد المحمود أبو شامة، ومحمد سعيد القدال وهلم جرا.
    السبب الثاني: هو أن سياسة المحتلين لم تهزم جيوش المهدية بالسلاح الناري الفتاك فحسب، بل عملت على إبادة بشرية لكل خليفة، أو أمير، أو ابن للمهدي بالقتل أو بالنفي إلى رشيد. ولكن أفلت من هذه الخطة عبد الرحمن بن المهدي الذي تركوه جريحاً في منطقة الشكابة ليقتله النزيف، ولكنه عاش، ودون تراجع عن دعوة والده راجعها مراجعة أساسية، واتبع سياسة تسامح وتصالح مع خصومها. نهج وصفه الشاعر على عكير:
    جهادك لين وحكمة وفـــاطرا بسام
    يربي الروح رباية الموية للأجسام
    وقال:
    يا بحر السماح كل البزل تعفـــــاه
    والأعجب عدوك وقت الدرك تلفاه
    هذا المعنى كرره كل شعراء الفصحى في البلاد أثناء حياة الإمام عبد الرحمن وفي – رثائه- مثلاً – الأستاذ عبد القادر كرف وهو من غير الأنصار إذ قال:
    لم تلقها برما وقد صبغ الأسى
    أرجاءها وهوى اللواء الأبلق
    تبارى شعراء الفصحى في السودان:
    وأحمد محمد صالح، محمد أحمد محجوب، وعبد الله محمد عمر البنا، وخالد آدم الخياط، وصالح عبد القادر، والشيخ الطيب السراج ومحمد سعيد العباسي، ومحمد المهدي المجذوب، ومختار محمد مختار، والتجاني يوسف بشير القائل:
    هكذا كنـت أجتليك وضيئـــاً مشـــــــــرقاً رقيقاً مسالم
    تغمـر الأنفس الحزينة بالنور وكم تمسح الدمـوع السـواجم
    عطاء الإمام عبد الرحمن جمع صفوف الجماهير الغفيرة والتي صمدت في الولاء للدعوة، وضمد الجراحات الموروثة من المهدية، والنتيجة أنه في ظرف أربعين سنة جعل كيانه الديني أوسع الكيانات السودانية وحزبه السياسي أكبر الأحزاب السياسية. بل استطاع أن يحقق تحالف وحدة وطنية باسم الجبهة الاستقلالية كانت هي الدافع لاستقلال البلاد.
    هذا النهج القومي هو الذي بموجه استطاع خليفته الإمام الصديق جمع الصف الوطني كله لاستخلاص حقوق الشعب من نظام الطغيان الأول. وهو نفس النهج الذي بموجبه صمد الإمام الهادي في وجه نظام الطغيان الثاني. وهو النهج الذي بموجبه نتصدى للطغيان الثالث.
    كياننا السياسي اليوم العمود الفقري لجمع الصف الوطني الذي عرضته سياسات الطغيان الثالث لتمزق قسَّم البلاد ويكاد يمزقها بقراءة شعراء السودان، قالوا:
    إن شيئاً يمير ظله على الوطن
    وأنني أرى فيما أرى
    وحشاً من النار
    وفي كفيه سيف وكفن
    (سيد أحمد الحردلو)
    وقال آخر:
    سرقوا تاجك ثم اضطهدوك
    سرقوا سيفك ثم اغتصبوك
    سرقوا مجدك ثم احتقروك
    (محمد الفيتوري)
    وآخر:
    هل التي تعَمَّمَتْ أرجلنا؟
    أم الرؤوس انتعلتْ أحذيةً؟
    هل القميصُ ما نلبسُ أم كفنْ؟
    وطنْ، وطَنْ
    كان لنا وطنْ!
    (عالم عباس)
    وآخر:
    ولكن ها هي الوعول
    تأوى إلى شعب الجبل
    مقطوعة الأنفاس
    وتحت البيرق الأبيض
    تنتظر رصاصة الرحمة
    (محمد المكي إبراهيم)

    لذلك في هذه الظروف الحرجة أهل السودان في أشد الحاجة للوحدة الوطنية. ولكن مرجعيات رواية شوق الدرويش تصب في اتجاه فتق جراحات اندملت، وترديد أصداء اصوات نعق بها أهرولدر بوحي مباشر من ونجيت.
    هذا احتمال من واجبي الصد عنه في وقت تزداد الحاجة للوحدة الوطنية في السودان.
    الأمر الثاني الذي عنيت به هو العلاقة بين شعبي وادي النيل، وهي علاقة مصيرية لحياة الشعبين.
    أثناء قيام الدعوة المهدية استخدمت الكتابات التاريخية والوسائل الفنية لشيطنة المهدية.
    مثلا مسرحية المهدي وفتح الخرطوم بقلم نجيب حداد (1897م) وتحت العلم بقلم عبد الرحمن رشدي (1926م).
    هذه المسرحيات شيطنت المهدية وتجاوزت ذلك لتحقير السودانيين عامة. والراوية المعنية هي عمل فني دون قصد كما اعتقد تصب في نفس هذه الخانة.
    لقد نشأت في بيئة سياسية تبدو معادية للعلاقة مع مصر ولكنني بالتحري وجدت أن هذه الفكرة مستمدة من كثير من الأوهام وأن واجبي التصدي لتلك الأوهام. فالإمام المهدي كان منفتحاً نحو مصر متعاطفاً مع ثورتها العرابية، والإمام عبد الرحمن أكد في مذكراته إيمانه بالعلاقات الأزلية والروابط الوشيجة بين مصر والسودان، وأن عداءه هو لفكرة أن يكون السودان تحت التاج المصري بحق الفتح.
    ووجدت المفكرين والعلماء المصريين المقدرين للمهدية هم الأهم والأعمق قال لي يونان لبيب زرق إن التيارين السياسيين الأهم في مصر أثناء الثورة المهدية هما التيار الإسلامي بقيادة الشيخين جمال الدين ومحمد عبده والتيار الوطني بقيادة العرابيين. هذان كانا ضد السياسة البريطانية وكانا يرحبان بانتصارات المهدية. حتى أن أحد العرابيين المنفيين للسودان وهو الشيخ أحمد العوام ألف رسالة في تأييد المهدية وناله عقاب غردون في الخرطوم.
    وصاحب "تاريخ المهدية في الإسلام" الشيخ الأزهري سعد محمد حسن قال: حتى ليعد محمد أحمد خير من أدعى المهدية".
    ود. عبد الودود شلبي قال عن المهدية: إنها حركة تمثلت فيها كل حركات الإصلاح في عصره. ود. محمد عمارة قال عنها: إن في سلفيتها تجديداً يواجه التحدي الحضاري بجناحيه العثماني المتخلف والاستعماري الغربي التغريبي. وبالتحريات الدراسية وجدت أن طبقة من الحكام في مصر تبنت أن مصر هي احتلت السودان في غزو محمد علي باشا. ولكن الحقيقة أن مصر والسودان كانا معاً تحت احتلال عثماني صار في القرن الأخير من سلطانه سلطنة مجردة عن معاني الخلافة.
    قال سيد بحراوي: إن محمد علي باشا نجح في القضاء على إمكانيات التطور الطبيعي في شعب مصر وأحل محلها مجموعة من الفئات الجديدة التي أصبحت تابعة لأوربا. قال د. محمد إبراهيم أبو سليم: لم يكن للمصريين نصيب في الوظائف ذات الاعتبار لا في مصر ولا في السودان. وقال د. عبد الودود شلبي: إن نظام الحكم الذي ثار عليه الشعب المصري أي ثورة عرابي هو نفس الحكم الذي ثار عليه الشعب السوداني.
    وقال محمد فريد أبو حديد: إن ثورة المهدي كانت موجهة ضد الطغيان العثماني فهي موازية لثورة عرابي ضد هذا الحكم نفسه.
    أما الاحتلال الثاني فقد كان اسماً ثنائياً بينما مصر نفسها منذ 1882م تحت الاحتلال البريطاني ما يفسر ثورة 1919م وكان واضحاً أن البريطانيين هم الذين غزوا السودان وسموه ثنائياً لأمرين هما صد التنافس الأوربي واستغلال المالية المصرية ولكن ولاية الأمر كانت بريطانية.
    نحن مشغولون بإزالة أية عقد تشوب العلاقة بين شعبي وادي النيل، فالحاجة لإزالتها الآن أكبر منها في أية مرحلة تاريخية ماضية، ولكن التصدي لتلك الأوشاب لا يجري بالصراحة المطلوبة، ورواية شوق الدرويش، ومفردات ما قالته لجنة جائزة الأستاذ نجيب محفوظ توقظ تلك العقد.
    فالمهدية ليست حدثاً تاريخياً انطوى في الماضي بل توجد قوى اجتماعية عريضة في السودان توقرها، فبالإضافة لحملة رايتها المباشرين أصحاب المرجعية الإسلامية يقدرونها، واليساريون يعتبرونها إنجازاً وطنياً، والعروبيون والأفريقانيون كل بطريقته ينهلون منها.
    الحقيقة التي ينبغي أن يواجهها الذين يريدون التأسيس لعلاقة إخاء إستراتيجية بين شعبي وادي النيل هي وجود عدم توازن تعريفي ومعرفي بين مصر والسودان.
    السودانيون يعرفون الكثير عن مصر بل كثير من حركاتهم مستمدة منها. ولكن هذا التعارف غير متبادل:
    • في التاريخ القديم التركيز على دور مصر الحضاري. ولكن قال شارلس بونيه عالم الآثار السويسري إن حفرياته تدل على أن حضارة وادي النيل بدأت في الجنوب. ومع وجود فراعنة حكموا وادي النيل كله فهناك ملوك سودانيون في الأسرة 25 حكموا وادي النيل حتى حدود فلسطين. مثلا بعانخي وتهارقا.
    • وفي التاريخ بعد الفتح الإسلامي لمصر فإن دولة سودانية مسيحية قاومت هذا الفتح ما جعل اسلمة مصر ظلاً للدولة الإسلامية التاريخية بينما أسلم أهل السودان في غيبة الدولة المركزية بموجب حركة مجتمعية. السلطة الخديوية في مصر لا سيما في عهد إسماعيل اتجهت لأوربة مصر.. نهج أيده مفكرون حسب مقولة "علينا أن نقبل أوربا بخيرها وشرها". هذا النهج بردة الفعل يفسر نشأة حركات كالإخوانية وأخواتها. وكان استعراب مصر شاملاً بينما الهوية الثقافية السودانية مركبة من عرب، وزنوج، ونوبة، ونوباويين، وبجة. وهذا التباين في الأسلمة والاستعراب يتطلب مراعاة. وفي التاريخ الحديث لا معنى لتجيير الاحتلال العثماني ثم البريطاني على أنهما احتلالان مصريان بل في الحالين كانت مصر تحت الاحتلال العثماني ثم البريطاني.
    إن عدم اعتبار الخصوصيات السودانية، ومقولة بعض الفئات الحاكمة في مصر بالسيادة على السودان هي مع عدم اعتبار الخصوصيات السودانية التي غذت النفور السوداني والتطلع نحو الاستقلال.
    حول مسائل حيوية مؤثرة على العقل الواعي واللاوعي الجماعي يوجد عدم توازن معرفي وتعارفي بين شعبي وادي النيل: حول حقائق التاريخ القديم والوسيط والحديث، وحول ملفات الإسلام والعروبة والأفريقانية وحوض النيل، وتتطلب بالوعي وجاذبية الإخاء المؤسس على عوامل قوية، والمطلوب لمصالح مشتركة أن تعرف لدى الجانبين لكي ينسجا الحاضر الذي يتطلب أقصى درجات التكامل على أساس واقعي.
    إن التصدي لعدم التوازن التعارفي المعرفي هذا مهم لتأسيس إخاء الشعبين.. مفاهيم عندما طرحناها للعهد السابق في مصر تجاهلوها تماماً.
    إن الرواية المعنية إذ تتبنى نظرة دونية للمهدية خاصة ولأهل السودان عامة، وتنهل من مخططات ونجيت وكاتب "عشر سنوات في أسر المهدي" إنما توسع فجوة التعارف والمعرفة بين شعبي وادي النيل.
    الرواية تؤثر سلباً على استحقاقات التعارف بين شعبي وادي النيل.

    ومن العبارات المهمة للغاية وحاملة للتصديق والتكذيب هي صحة ادعاء المهدية.
    ما صحة أن صاحب الدعوة هو المهدي المنتظر؟
    صاحب الدعوة لا يؤمن بشخص غاب قبل قرون ثم يظهر هو المهدي المنتظر. ولا يؤمن بشخص يأتي آخر الزمان هو المهدي المنتظر.
    صاحب الدعوة جرد عبارة المهدي المنتظر من محتواها الطائفي وأعطاها مضمونها القرآني أي: أنه شخص هداه الله وهدى به كنص آيات:
    (فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ) .
    وقوله: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) .
    وقوله: (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ) .
    أي أن المهدي المنتظر منتظر لإحياء الدين. أي أنها وظيفة إحياء الدين.
    ولكن ما صحة قوله: "أخبرني سيد الوجود أي النبي صلى الله عليه وسلم"؟
    التراث الإسلامي حاشد بممارسات ينكرها من ينكرون الغيب ولكنها كما قال الإمام الغزالي في "المنقذ من الضلال" متحدثاً عن الذين ينالون القربى الروحية إنهم يصلون إلى حالة "تبتدئ المكاشفات والمشاهدات حتى أنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتاً ويقتبسون منهم فوائد" (ص 70).
    إن من ينكر إمكانية الوصال الروحي مع البشر إنما يبخس قدر الإنسان الذي حباه الله بالإضافة للعقل بقبس روحي، كرمه الله بالعقل ونفخ فيه من روحه. وعلى حد مقولة الغزالي التي يؤديها الفكر الصوفي كله بل كما قال الإمام مالك: من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن جمع بينهما فقد تحقق. وللإمام الشافعي مقولة مماثلة. أقول من لا يقبل إمكانية درجات من الوصال الروحي للبشر يستحيل أن يقبل الدرجة القصوى أي النبوة.
    المفردات الغيبية هذه تجارب ذاتية تحصل لكثير من الناس بأشكال مختلفة وكتجربة ذاتية يصدقها من يصدق صاحبها ويكذبها من يكذبه. ولكن الإمام المهدي وضع لأقواله ضوابط وهي: "ما جاءكم منسوباً إلي إذا وجدتموه مخالفاً للكتاب والسنة فاضربوا به عرض الحائط". ولكنه بدعوته الوظيفية هذه فتح باباً ضرورياً لإحياء الدين مفاده:
    • لا لإلزامية اجتهادات البشر فالملزم قطعيات الكتاب والسنة فقط.
    • نصوص الوحي لا تفهم بظاهرها بل بالتدبر.
    • العقيدة والعبادة ملزمة اتباعاً بلا ابتداع.
    • العادات والمعاملات متحركات بحيث يكون "لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال".
    إن الذين يحملون راية دعوته الآن يلتزمون في العقائد والعبادات بالكتاب والسنة دون قيود مذهبية، ويقرأون راتبه وهو نص مناجاة روحية ليس فيه إدعاء مكانة لشخص بل يعتبره كل الذين اطلعوا عليه مناجاة روحية خالصة لا مثيل لها في التراث الروحي الإسلامي.
    وفي القضايا الاجتماعية قاطبة لا ينادون بالتزام الممارسات والأحكام التاريخية باعتبار أن "لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال".
    ختاماً: ما يهمني للغاية في أمر هذه الرواية هو أُثرها السلبي المحتمل على الوحدة الوطنية في السودان وعلى الاخاء المنشود بين شعبي وادي النيل. ولكن من فوائد هذه الرواية أنها أجبرتنا على فتح هذه الملفات المهمة:
    لَوْلاَ اشتعَالُ النَّارِ، فيما جَاوَرَتْ
    ما كَانَ يُعْرَفُ طيبُ عَرْف العُودِ!

    *أقرأ وأحكم بالمناسبة الكتاب منشور في المواقع هنا

    (عدل بواسطة زهير عثمان حمد on 10-09-2016, 01:04 AM)

                  

10-09-2016, 04:56 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25074

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما قاله الامام الصادق المهدي عن رواية شوق (Re: زهير عثمان حمد)

    نقد عبد الرحمن الغالي للرواية نقد رصين وممتاز لم ينحاز فيه للعاطفة والقراءة الهتافية ...
    الامام الصادق اطال الله في عمره اظهر ايضا حس نقدي وذائقة ادبية رفيعة مكنته من ملامسة اوجه القصور والقراءات التأريخية الخاطئة التي عجت بها الرواية
    ولعل اجمل ما استهل به الامام حديثة تاكيده عدم حجره للكاتب حرية التفكير والنشر وهذا لعمري لايصدر إلا من امثاله.
    لازلت اتمثل قول الاخ العزيز بشاشا ان الرواية لاقت هوى عند مانحي الجائزة لأنها قدمت لهم مايصبون إليه من تشويه لتاريخ وابطال الثورة ..
    شكرا زهير
                  

10-09-2016, 05:27 AM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما قاله الامام الصادق المهدي عن رواية شوق (Re: زهير عثمان حمد)



    خير للصادق المهدي أن يعتزل السياسة ويتفرغ للأدب والنقد ، يبدو أنه يبدع جداً في هذا المجال وقد سرّتني رؤيته وحديثه المرتب والموزون والمليء بمعاني قبول الرأي الآخر والرد على الرأي بالرأي وتوضيح الرأي المضاد بقوة دون تجريح أو إساءة.

    حروف الصادق المهدي المكتوبة أعلاه هي درّة من درر الأدب السوداني وينبغي تدريسها في المدارس حيث أنّ فيها الكثير مما سيتعلمه أبناؤنا.

                  

10-09-2016, 07:24 AM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما قاله الامام الصادق المهدي عن رواية شوق (Re: Hani Arabi Mohamed)

    رد رصين وجميل، وبالذات الجزء المتعلق بالعلاقة مع مصر، وشمولية أرث الثورة المهدية بالنسبة للسودانيين يساراً ويميناً ومن مختلف الرؤى والهويات، وتسامحه مع فكرة دع الكل يبدع من رؤيته ومنطلقاته وما على المعارض إلا الرد والنقد والإبداع.

    ولكن ألم تلاحظوا أن الإمام الصادق وبسلاسة بارعة لم يكن يركز على الدفاع عن الثورة والدولة المهدية بقدر أن دس فكرة تواصل الروح الثورية التحررية للثورة المهدية في طائفة الأنصار
    وشتان ما بين ثورة المهدي التحررية والتي هى ثورة جل السودانيين ضد المحتل الغاشم، وبين طائفة الأنصار وهى مؤسسة التمكين لأسرة المهدي والتي دعمها المحتل الغاشم نفسه الذي
    بذل جهده للقضاء على الروح المهدية. الثورة المهدية ليست ورثة لأسرة المهدي ولا لطائفة الأنصار، إنها ثورة الشعب السوداني بمختلف مجتمعاته وقبائله وطوائفه واعراقه وثقافاته.
                  

10-09-2016, 12:11 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما قاله الامام الصادق المهدي عن رواية شوق (Re: aydaroos)


    اشكر كل من كتب كلمة أو تداخل في هذا الموضوع كل الذي نصبو اليه حياة ثقافية فيها حراك حقيقي
    متعكم ربي بالعافية
                  

10-09-2016, 12:16 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما قاله الامام الصادق المهدي عن رواية شوق (Re: aydaroos)

    اشكر كل من كتب كلمة أو تداخل في هذا الموضوع كل ماالذي نصبو اليه حياة ثقافية فيها حراك حقيقي متعكم ربي بالعافية

    (عدل بواسطة زهير عثمان حمد on 10-09-2016, 12:18 PM)

                  

10-09-2016, 09:45 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما قاله الامام الصادق المهدي عن رواية شوق (Re: زهير عثمان حمد)



    قال الراوئي عماد البليك في صفحته في الفيس هذا الكلام
    وجود الصادق المهدي في ندوة مناقشة "أطروحة شوق الدرويش" يعني اعترافا ضمنيا بقوة الأدب وهيمنته على السياسي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de