ما بين أمين بلة وود الشلهمة المصدر : http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 08:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-13-2017, 02:28 PM

محمد التجاني عمر قش
<aمحمد التجاني عمر قش
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 501

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما بين أمين بلة وود الشلهمة المصدر : http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi

    01:28 PM February, 13 2017

    سودانيز اون لاين
    محمد التجاني عمر قش-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    ما بين أمين بلة وود الشلهمة

    الإنسان العربي شاعر بطبيعته، حتى قيل إن كلمة عربي هي مرادف لكلمة شاعر. كما أن الإنسان العربي وفي لمن يحب ويرتبط وجدانياً بالمكان والزمان؛ خاصة إذا اقترن ذلك بإقامة محبوبه وقربه منه والأنس معه. وليس أدل على ذلك من مطالع قصائد شعراء الجاهلية التي تبدأ بالنسيب والتشبيب وذكر ديار الأحبة وما يرتبط بهم من معالم وأزمان. ولذلك إذا شط بهم البين أو ظعن الأحبة، أصابتهم اللوعة واحرقتهم نار الشوق، وهاجت فيهم الذكريات وسهروا الليالي يرعون النجوم ويسامرون طيف الحبيب. ولنا في قول امرؤ القيس مثل رائع:
    قِـفَـا نَـبْـكِ مِـنْ ذِكْـرَى حَـبِـيبٍ ومَنْزِلِ بِسـقْطِ اللِّـوَى بَيــْنَ الدَّخُـول فَحَـوْمَلِ
    تـرَى بَــعَــرَ الأرْآمِ فِــي عَــرَصَـاتِـهَــا وَقِـيْــعَــانِــهَــا كَــأنَّــهُ حَــبُّ فُــلْــفُــلِ
    كَـــأنِّــي غَــدَاةَ الـبَــيْـنِ يَــوْمَ تَـحَـمَّـلُـوا لَـدَى سَـمُــرَاتِ الـحَـيِّ نَـاقِـفُ حَنْـظَلِ
    وإن شئت، عزيزي، فأقرأ قول أبي الطيب المتنبي في هذا الشأن إذ يقول:
    ليالي بعد الظاعنين شكول طوال وليل العاشقين طويل
    يبن لي البدر الذي لا أريده ويخفين بدراً ما إليه سبيل
    وما عشت من بعد الأحبة سلوةً ولكنني للنائبات حمول
    فها هو أبو الطيب الشاعر الطموح الذي شغلته الإمارة يصيبه ما أصاب ود الشلهمة من تباريح الهوى فيأتي شعرهما متطابق تماماً ويعبران عن ذات الشكوى والأحاسيس الدفيقة التي تملأ الجوانح وتؤدي إلى البوح المستطاب لدى العشاق: يقول ود الشلهمة رحمه الله عند فراق أحبته ورحيلهم:
    قاموا الليلة من دار الدمر وأنقلو
    حازمة ضيعنتم منجمعة ما بنفلو
    سقّد مايقي روقة الغمدة مابية تطلو
    وقلبي مع الجراسة البنقرن قام كلو
    وطرأ على ذهني ذات البوح الذي نجده أيضاً عند الشاعر الجزائري عبد الكريم قذيفة، لما قرأت لشاعرنا الرقيق أمين بلة، مع نوع من الاقتران بين كل هؤلاء في صدق العاطفة، واختلاف في دلالات الارتحال ومعانيه، مع اتساق الأبيات قافية وجرسًا يقول الشاعر قذيفة:
    هنا أقاموا لبعض الوقت وارتحلوا ودونهم سدت الأبواب والسبل
    هنا اقاموا سنين العمر ما غمضت لهم جفون ولا ارتاحت لهم مقل
    هنا أقاموا وعند التل خيمتهم كانت يحج إليها الضوء والأمل
    ويتأوه الشاعر أمين متسائلاً بقلب متصدِّع:
    فيم اجتراري ماضيهـم وقد رحلوا أهو الوفـاء ومالي في اللقا أمـلُ؟
    أم أن قلبي عصيٌّ لا يطاوعني أم أنني يا قلـــبُ من ذكـــراهــــم ثمــلُ؟
    حطوا بقربك أزمانا سعدت بهـا وكانـت بطلعاتـهـم تســتبشــر المقـلُ
    الدارُ من بعدهــم جفتْ منابعُهـا فلم تطبْ لي بهـا جِلساتي الأُولُ
    فكيف يا قلبُ لا تبكي لفرقتهـم وكيـــف يــا دمــعُ لا تهمي وتنهمـلُ؟
    فالشاعر أمين بلة يتأسى على تينكمُ الغافلة التي طاوعت هبَّة الركب واستجابت لصوت المنادي: "هيا فقد آن الرحيل ومواصلة المسير"، واستدعى مَلَكة النظم ليجتزُّ في انكسار ذكرى سنين خلت، متلمظاً حلاوتَها، بينما يعتُب على نفسه ويسائلها بقلبٍ خافقٍ، وبلسانٍ مخبوءٍ تحت غلالة مُطيَّبةٍ بأريج الهوى: لم لا تسلو من كانت تتهلَّل لرؤيتهم الوجوه، وتشرق لطلعتهم العيون، وتبرُق الثنايا؟ فما أحدثه بقاؤهم بقربه سلب قلبه، وغذى تيارات الثمالة لتسري في عروقه حدَّ الخدر وربما الغيبوبة، وأجَّج دواخله بطاقة مُتقدَّة كلما أراد كبتها نفح الوفاءُ الزيتَ في فتيلتها على أمل اللقاء. تساؤلات أمين مفعمة بالرقة والجمال، ومشبعة بالعاطفة، وكأنه هنا والصمة القشيري حين بكى لحظات الفراق سيان فكل هؤلاء الشعراء يُغالبون حالة وجْدٍ واحدة، وكأنهم في مركب تكسرت ألواحه، ويشاركهم في ذلك ذو الصمة القشيري القائل:
    حننت إلى ريـا ونفسـك باعدتْ مزارك من ريـــَّا وشعبـاكما معـا
    فما حسن أن تأتي الأمـر طائعـاً وتجزع أن داعي الصبابة أسـمعا
    قفا ودعا نجدًا ومن حــل بالحمى وعـــزَّ لنجــد عنــدنا أن يـــُودَّعا
    ود الشلهمة أيضاً عبر عن ذات المشاعر التي انتابت هؤلاء الشعراء عند ساعة الرحيل أو الظعن فيقول ملتاعاً:
    النوم البريح الليلة قاشرنه أبصاري
    أخلى الدكة ظعن المسه بيبرد ناري
    شدرة داره قوقن فوق فروعها قماري
    يرتاح كيف ذهن عقلي وتروق افكاري
    في واقع الأمر من يقرأ هذا التوارد في الخواطر والأحاسيس، يشعر كأن هؤلاء الشعراء قد كانوا في جلسة سمر أو في "مجادعة" حسب لهجة أهل السودان وشعراء الدوبيت! والسبب في هذا التشابه الملحوظ هو ما أشرنا إليه في صدر هذا المقال؛ أي أن المشاعر الإنسانية لا يحدها زمان أو مكان ومتى وجد داعي الهوى تداعت وجدان الشعراء فكان انتاجهم الشعري متشابهاً؛ لأنهم يصدرون عن مشكاة واحدة: هي الوفاء والحنين إلى ديار الحبيب وزمان الوصل سواء أن كان ذلك في هضاب نجد أو ربوع الشام أو مقهى النشاط كما هو حال شاعرنا الأمين بلة الذي قال قصيدته التي أشرنا إليها وهو يومئذ يوع زميلات الدراسة في جامعة الخرطوم في منتصف ستينيات القرن الماضي. أما ود الشلهمة فقد عاش في "بطانة ود أب سن" حيث حياة الناس بين الحل والترحال فلا غرو أن عانى شاعرنا ألم الفراق.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de