لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدونيس غداة تسلمه جائزة في ألمانيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-21-2016, 04:47 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدونيس غداة تسلمه جائزة في ألمانيا
                  

02-21-2016, 05:14 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون (Re: Yasir Elsharif)

    أدونيس مفكر ومثقف حر لا يملك الإنسان إلا أن يحترمه.




                  

02-21-2016, 06:38 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون (Re: Yasir Elsharif)

    من موقع حريات قبل عام من الآن:

    بالفيديو ، أدونيس في معرض القاهرة للكتاب: لا نزال في ثقافة الغزو والفتوحات
    February 8, 2015
    ادنيس(حريات)
    في ندوة “تجديد الخطاب الديني” بمعرض القاهرة الدولي الـ46 للكتاب، التي تحدث فيها الشاعر والناقد السوري الكبير أدونيس، قال أدونيس إننا وسط مليار ونصف المليار من المسلمين لا نكاد نجد مفكرا واحدا أو شاعرا واحدا أو فيلسوفا واحدا معاصرا إسلاميا يمكن أن نضعه بجانب سارتر، وإنما نجد فقهاء فقط مقلدين.
    إن ثقافتنا لا تعلمنا إلا الكذب والنفاق. واستشهد على ذلك بأن المثقف فى حياتنا العملية لا دور له على الرغم من الجهود التى قد يكون يبذلها. وقال: إننا نعيش فى عالم ونفكر فى عالم آخر.. نعيش فى زمن الثورات ونرفض بعضنا البعض. و كل منا يفكر بأن الآخر هو المخطئ. و قال إن أدبنا العربى لا يوجد به أدب اعترافات، لأننا فى العالم العربى لدينا اعتقاد بأننا نولد ونكبر ونموت ونحن معصومون من الخطأ.
    وعن الثورة قال أدونيس، إن الثورة الحقيقة هى أن نثور على أنفسنا, ودون ذلك سنظل نأكل بعضنا البعض. وقال إن الرقابة فى عالمنا العربى هى جزء عضوى منا، و هو ما لا يحدث فى أى مكان فى العالم. و قال: أنا أستطيع أن أضرب مثالا على ذلك بنفسي: فأنا لا أستطيع أن أقول ما أفكر فيه، وإذا قلت فأقول بعضا منه لا كله، وهذا لو حدث يكون فى غرفة مغلقة على عدد محدود من الأصدقاء.
    وكان من بين أهم الرؤى التى طرحها أدونيس فى هذا اللقاء ضرورة تأسيس اتحاد عربى تكون مهمته هى قراءة الموروث الدينى والتاريخي، موضحا أن هذه هى مهمة أنظمتنا العربية التى تبدو متناقضة فيما بينها، لكنها على كل حال تدعى أنها تقف على شاطئ واحد وهو المحاربة ضد الإرهاب، ولكن فى الحقيقة لا تمتلك مشروعا مفهوما للقيام بذلك.
    وقال إن مصر وسوريا ولبنان والعراق، هى المناطق التى أسهمت فى صنع الحضارات الكبري، ونحن الآن أوصلناها إلى نقطة نهاية الحضارات، معتبرا أن الحروب العربية لم تتوقف منذ 14 قرنًا، ولم يتوقف ما يسمى الإرهاب، وإرهاب اليوم ما هو إلا تنويع جديد لإرهاب الماضى الذى يحفل به تاريخنا ، مشيرا إلى أن تاريخنا هو دائما تاريخ السلطة.
    وأضاف أدونيس: لا تجديد إلا بالقطيعة، أبو نواس جدد مثلا، لأنه خلق لغة جديدة وأحدث قطيعة مع لغة البداوة ولا نزال ثقافيا في ثقافة الإمبراطورية العربية الإسلامية، في ثقافة الغزو والفتوحات.
    وقال لا يوجد كتاب عربي يدرس جمالية الشعر، ليس لدينا عقل نقدي، لدينا “فقد نقدي”، ولدينا شعوب تعيش على ما يكرره السلف بدون وعي.
    وأكد ان الإنسان لم يعد يكتفي بالتسامح، الإنسان يريد المساواة وليس التسامح فقط، وإقامة عدالة تفترضها المساواة.
    شاهد مقتطفات من المحاضرة :








                  

02-21-2016, 08:33 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون (Re: Yasir Elsharif)

    أيضا قبل عام من الآن في قناة مونتكارلو الدولية مع المفكر أدونيس






    Quote: التطرف الديني وظاهرة الإرهاب في حوار مع الشاعر أدونيس

    18.03.2015
    في برنامج حواري خاص مع كمال طربية تناول الشاعر والمفكر أدونيس العلاقة الجدلية القائمة بين التشدد الديني والإرهاب معتبرا أن لا مستقبل للتغيير الديمقراطي في العالم العربي إلا من خارج المؤسسة الدينية وتعاليم الإسلام، ومركزا على أن الفصل بين الدين والدولة وإقامة المواطنة والمساواة هي الأساس في تحرير الشعوب .
                  

02-21-2016, 09:00 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون (Re: Yasir Elsharif)






    Quote: ليالي الشعر (9/4/2015): أمسية للشاعر العربي أدونيس


    17.04.2015
    استضاف منتدى عبد الحميد شومان الثقافي يوم الخميس الموافق 9/4/2015 الشاعر السوري أدونيس وذلك ضمن ليالي الشعر العربي التي تقيمها المؤسسة بالتعاون مع مؤسسة "وتر" للثقافة والإبداع . قدم الأمسية الشاعر جريس سماوي.
                  

02-21-2016, 09:23 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون (Re: Yasir Elsharif)

    هذه هي القصيدة الأولى التي قرأها الشاعر أدونيس في الليلة الشعرية في المداخلة السابقة بعاليه وهي ترجع إلى العام 1971.



    مقدمة لتارخ ملوك الطوائف




    وجه يافا طفلٌ هل الشجَرُ الذابل يزهو؟ هل

    تَدخل الأرض في صورة عذراء؟ من هناك يرجّ

    الشرق؟ جاء العصف الجميلُ ولم يأتِ الخرابُ

    الجميلُ صوتٌ شريدٌ...

    (كان رأسٌ يهذي يهرّجُ محمولاً ينادي أنا الخليفةُ),

    هاموا حفروا حفرةً لوجهِ عليٍّ

    كان طفلاً وكان أبيضَ

    أو أسودَ, يافا أشجارُه وأغانيه ويافا.

    تكدّسوا, مزّقوا وجهَ عليٍّ

    دمُ الذبيحة في الأقداحِ, قولوا: جبّانةٌ,

    لا تقولوا: كان شعريَ وردًا وصار دماءً,

    ليس بين الدماءِ

    والورد إلا خيط شمسٍ, قولوا: رماديَ بيتُ

    وابنُ عبّادَ يشحذ السّيفَ بين الرأس والرأسِ

    وابنُ جَهْورَ ميْتُ.

    لم يكن في البدايهْ

    غير جذْرٍ من الدمع أعني بلادي

    والمدى خيطيَ - انقطعتُ وفي الخُضْرَةِ العربيّهْ

    غرِقتْ شمسيَ

    الحَضارة نَقّالةٌ, والمدينهْ

    وردةٌ وثنيّهْ -

    خيمةٌ:

    هكذا تبدأ الحكايةُ أو تنتهي الحكايَهْ.

    والمدى خيطيَ - اتَّصلْتُ أنا الفوهةَ الكوكبيهْ

    وكتبتُ المدينهْ

    (حينما كانت المدينة مقطورةً والنواحْ

    سورُها البابليُّ), كتبتُ المدينهْ

    مثلما تنضحُ الأبجديّهْ

    لا لِكَيْ ألأمَ الجراحْ

    لا لِكَيْ أبعثَ المومياءْ

    بل لكي أبعْثَ الفروقَ...الدِّماءْ

    تجمعُ الوَرْدَ والغرابَ لكي أقطَعَ الجسورْ

    ولكي أغسل الوجوه الحزينه

    بنزيف العصورْ.

    وكتبتُ المدينه

    مثلما يذهب النبيُّ إلى الموت أعْني بلادي

    وبلادي الصَّدى

    والصّدى والصدّى...

    كشفَتْ رأسها البَاءُ, والجيمُ خصلةُ شَعْرٍ,

    انْقرضْ انْقرضْ

    ألِفٌ أولُ الحروف انقرضْ انْقرضْ

    أسمعُ الهاءَ تنشجُ, والراءُ مثلُ الهلالْ

    غارقًا ذائبًا في الرمالْ

    انقرضْ انقرضْ

    يا دمًا يتخثّر يجري صحارَى كلامْ

    يا دمًا ينسج الفجيعة أو ينسج الظلامْ

    إنْقرض إنْقرض

    سحرُ تاريخكَ انتهى,

    واعْذري واغْفري

    يا قرونَ الغزالاتِ, يا أعينَ المها...

    أحارُ, كلَّ لحظةٍ أراكِ يا بلادي

    في صورةٍ,

    أحملكِ الآنَ على جبيني, بين دمي وموتي:

    أأنتِ مقبرهْ أم وردةٌ؟

    أراكِ أطفالاً يُجرْجِرونْ

    أحشاءهم, يُصغونَ يسجدونْ

    للقيد, يلبسونْ

    لكلِّ سَوْطٍ جلدهُ... أمقبرهْ

    أم وردةٌ؟

    قتلتِني قتلتِ أغنياتي

    أأنتِ مجزرَهْ

    أم ثورةٌ؟

    أحارُ, كلّ لحظةٍ أراكِ يا بلادي في صورةٍ...

    وعليٌّ يسأل الضوءَ, ويمضي

    حاملاً تاريخَهُ المقتولَ من كوخٍ لكوخٍ:

    (علَّموني أنّ لي بيتًا كَبَيْتي في أريحا

    أنَّ لي في القاهره

    إخوةً,

    أنّ حدودَ الناصره

    مكةٌ.

    كيف اسْتَحَالَ العلمُ قيدًا

    والمدى نارَ حصار, أو ضَحيّهْ؟

    ألهذا يَرْفضُ التاريخ وجهي؟

    ألهذا لا أرى في الأفْقِ شمسًا عربيّه؟)

    آهِ لو تعرف المهزلَهْ

    (سمِّها خطبةَ الخليفةِ أو سمِّها المهرجانْ)

    ولها قائدانْ

    واحدٌ يَشْحذُ المقصلَهْ

    واحدٌ يتمرّغُ... لو تعرف المهزلَهْ

    كيف, أينَ انْسلْلتْ

    بين عُنْقِ الذّبيح ومِقْصلة الذّابحينْ؟

    كيف ماذا, قُتِلتْ؟

    كُنتَ كالآخرينَ, انتهيتَ

    ولم تَنْتَهِ المَهزلهْ

    كنتَ كالآخرينَ - ارْفضِ الآخرينْ

    بدأوا من هناكَ ابتدىءْ من هُنا

    حول طفلٍ يموتْ

    حولَ بيتٍ تهدَّم فاسْتعمَرتْه البيوتْ

    وابتدىءْ من هنا

    من أنين الشوارع من ريحها الخانقهْ

    من بلادٍ يصير اسمها مقبره

    وابتدىءْ من هنا

    مثلما تبدأ الفجيعةُ أو تُولَدُ الصّاعقهْ

    مُتَّ؟ ها صرْتَ كالرعد في رَحِم الصّاعقه

    بارئًا مثلما تَبْرأُ الصاعقه

    أُنظرِ الآن كيف انْصهرتَ وكيف انبعثتَ,

    انتهيتَ ولم تَنْتَهِ الصّاعِقَهْ.

    أعرفُ, كان ملكُكَ الوحيدُ ظِلَّ خيمةٍ, وكان فيها خِرَقٌ,

    ومرّةً يكونُ ماءٌ, مرَّةً رغيفٌ,

    وكان أطفالك يكبرونْ

    في بُرْكةٍ,

    لم تَيْأسِ انْتفضْتَ صرتَ الحلمَ والعيونْ

    تظهرُ في كوخٍ على الأرْدنِّ أو في غَزَّةٍ والقدْسْ

    تقتحمُ الشارعَ وهو مَأتَمٌ تتركه كالعرْسْ

    وصوتُك الغامرُ مثلُ بحَرٍ

    ودمُكَ النافرُ مثلُ جبلٍ

    وحينما تحملك الأرضُ إلى سريرها

    تترك للعاشقِ للاَّحقِ جدولينْ

    من دمكَ المسْفوحِ مرَّتينْ.

    وجه يافا طفلٌ هل الشجرُ الذابلُ يزهو؟ هل تدخل

    الأرضُ في صورةِ عذراءَ

    مَنْ هناكَ يرجُّ الشرق

    جاء العَصْفُ الجميلُ ولم يأتِ الخرابُ الجميلُ صوتٌ شريدٌ...

    سقطَ الماضي ولم يسقطْ (لماذا يسقط الماضي ولا يسقطُ؟)

    دالٌ قامةٌ يكسرها الحزنُ (لماذا يسقط الماضي ولا يسقطُ؟)

    قافٌ قابُ قوسين وأدْنى

    أطلبُ الماءَ ويعطينيَ رملاً

    أطلب الشمسَ ويعطينيَ كهفًا

    سيّدٌ أنتَ؟ ستبقى

    سيّدًا. عبدٌ؟ ستبقى

    هكذا يؤثَرُ, يعطينيَ كهفًا وأنا أطلبُ شمسًا, فلماذا سقط الماضي ولم يسقط؟

    لماذا هذه الأرضُ التي تَنْسلُ أيامًا كئيبَهْ

    هذه الأرضُ الرّتيبهْ.

    سيّدٌ أنتَ؟ ستبقى

    سيّدًا. عبدٌ؟ ستبقى

    غيّرِ الصورةَ لكن سوف تبقى

    غيّرِ الرايةَ لكن سوف تبقى

    ... في خريطةٍ تمتدّ... إلخ, حيث يدخلُ السيّد المقيمُ في الصفحة 1 راكبًا

    حيوانًا بحجم المشنقة, يتحوّل إلى تمثالٍ ملء الساحات العامة. و(كانت)

    الحاكمة ( ... ) وحولها نساءٌ يدخلن في الرّمح ويمضغن بخورَ القصر والرجال

    يسجِّلون دقات قلوبهنّ على زمنٍ يتكوّم كالخرقة بين الأصابع حيث

    ك ترتجف تحت نواةٍ رفضيّةٍ بعمق الضوء

    شجرٌ يثمرُ التحوّلَ والهجرةَ في الضوءِ جالسٌ في فلسطينَ وأغصانُهُ نوافذُ

    أصغينا لأبعادِه قرأنا معه نجمةَ الأساطير جندٌ وقضاةٌ يدحرجون عظامًا

    ورؤوسًا, وآمِنونَ كما يرقد حلمٌ يُهَجَّرون, يُجَرّونَ إلى التِّيه...

    كيف نبدأُ؟

    (- يكفيني رغيفٌ, كوخٌ وفي الشَّمس ما يمنح فَيْئًا, لا لستُ خوذةَ سيّافٍ ولا

    ترسَ سيّدٍ, أنا نَهَرُ الأردنّ أسْتَفْردُ الزهورَ وأغويها دمٌ نازفٌ

    تبطّنتُ أرضي ودمي ماؤها دمي وسيبقى ذلك السّاهِرُ النحيلُ: غبارٌ يمزجُ

    العاشقَ المشرَّدَ بالريح, ويبقي نسْغٌ).

    يتمتم طفلٌ, وجهُ يافا

    طفلٌ :هنا سقط الثائرُ

    حيفا تئنُّ في حجَرٍ أسوَدَ

    والنَّخْلةُ التي فيّأت مريمَ تبكي

    همسْتُ في قدمي جوعٌ

    وفي راحتيَّ تضطرب الأرضُ

    كشفنا أسرارَنا (بُقع الدمع طريقٌ) أجسُّ خاصرة الضوء يجثّ

    الصحراءَ والكونَ مربوطًا بحبل من الملائكِ هل تشهدُ آثار كوكبٍ, يسمع

    الكوكبُ صوتي رويتُ عنه سأروي...

    في زَمن الرّماد, شَخْصٌ رَمَى تاريخه لجمْرِ أيّامِنا, وماتَ

    (لن تعرفَ حرّيةً ما دامت الدولةُ موجودةً).

    تذكرُ؟ (والقاعدهْ

    وسلطةُ العمال...) ما الفائده

    تنحدرُ الثورة بعد اسْمهِ

    في لفظةٍ, تمتدّ في مائدهْ

    هل تقرأ المائده؟

    كان فدائيٌّ يخطّ اسمه نارًا وفي الحناجر البارده

    يموتُ

    والقدسُ تخطّ اسمها:

    لم تزل الدولةُ موجودةً

    لم تزل الدولةُ موجودةً.

    غيرَ أنَّ النّهَرَ المذبوحَ يجري:

    كلّ ماءٍ وجه يافا

    كل جرحٍ وجه يافا

    والملايين التي تصرخُ: كلاّ, وجه يافا

    والأحبّاء على الشُّرفة, أو في القيد, أو في القَبْر يافا

    والدَّمُ النّازِفُ من خاصرةِ العالم يافا

    سمِّني قيسًا وسَمِّ الأرض ليلى

    باسْم يافا

    باسم شعبٍ يرفع الشمس تَحيّهْ

    سمِّني قنبلةً أو بندقيّهْ...

    هذا أنا: لا, لستُ من عصر الأفولْ

    أنا ساعةُ الهتْك العظيم أتت وخلخلةُ العقولْ

    هذا أنا - عبرَتْ سحابه

    حبلى بزوبعة الجنونْ

    والتّيهُ يمرق تحت نافذتي, يقول الآخرونْ:

    ماذا يقول الآخرون؟

    (- يرعى قطيع جفونهِ

    يصل الغرابةَ بالغرابهْ).

    هذا أنا أصلُ الغرابةَ بالغرابهْ

    أرّخْتُ: فوق المئذنهْ

    قمرٌ يسوس الأحصنَهْ

    وينام بين يدَيْ تميمه

    وذكرتُ: بقّعتِ الهزيمه

    جَسدَ العصورْ

    وَهْرانُ مثل الكاظميَهْ

    ودمشق بيروت العجوز

    صحراءُ تزدردُ الفصولَ, دمٌ تعفّنَ - لم تعد نارُ الرموزْ

    تلِد المدائنَ والفضاء, ذكرتُ لم تكن البقيّهْ

    إلاّ دمًا هَرمًا يموتُ يموتُ بقّعتِ الهزيمَهْ

    جسدَ العصورْ.

    ... في خريطةٍ تمتدّ إلخ, حيث تتحول الكلمة إلى نسيجٍ تعبرُ في مسامّه رؤوسٌ

    كالقطن المنفوش, أيامٌ تحمل أفخاذًا مثقوبةً تدخل في تاريخٍ فارغ إلاّ من

    الأظافر, مثلَّثاتٌ بأشكال النساء تضطجع بين الورقة والورقة; كلّ شيء يدخل

    إلى الأرض من سُمّ الكلمة, الحشرةُ ( ... ) الشاعر.

    بالوَخْز والأرق وحرارةِ الصّوت, بالرّصاص والضوء, بالقمر ونملة سليمان,

    بحقولٍ تثمر لافتاتٍ كتب عليها (البحث عن رغيف) أو (البحث عن عجيزة لكن

    استتروا) أو (هل الحركة في الخطوة أم في الطريق؟).

    والطريقُ رملٌ يتقوّس فوقه الهواء والخطوة زمنٌ أملس كالحصاة...

    وكان الوقت يشرف أن يصبح خارج الوقت وما يسمّونه الوطن يجلس على حافّة

    الزمن يكاد أن يسقط, (كيف يمكن إمساكه؟) سأل رجل مقيّد وشبه ملجوم.

    لم يجئه الجواب لكن جاءه قيدٌ آخر وأخذ حشدٌ كمسحوق الرمل يفرز مسافةً

    بحجم لام ميم ألف أو بحجم ص ع ي هـ ك ويسير فيها ينسج راياتٍ وبُسُطًا

    وقِبابًا ويبني جسرًا يعبر عليه من الآخرة إلى الأولى...

    حيث عبرت ذبابةٌ وجلست على الكلمة, لم يتَحرَّك حرف, طارت وقد استطال

    جناحاها عبرَ طفلٌ وسأل عن الكلمة طلع في حنجرته شوكٌ وأخذ الخرَس يدبّ إلى لسانه...

    في خريطةٍ تمتد... إلخ, حيث

    (العدوُّ يطغى وهم يخسرون, ويمدّ وهم يَجْزُرون, ويطول وهم يَقْصرُون, إلى أن

    عادوا إلى علمٍ ناكسٍ وصوتٍ خافت, ( ... )

    ... وعندما يجدّ الجِدُّ ويطلب الأندلس عَوْنَ الملك الصالح لاستخلاص إقليم

    الجزيرة, وقد سقط في أيدي الأسبان, يكتفي بالأسَف والتّعزية ويقول بأنَّ

    الحرب سجالٌ وفي سلامتكم الكفاية, ... ولم يزل العدوّ يواثبهم ويكافحهم

    ويُغادِيهم القتالَ ويراوحهم حتَّى أجْهضَهم عن أماكنهم وجَفّلهم عن مساكنهم,

    وأركبهم طبقًا عن طبق واسْتأصلهم بالقتل والأسر كيفما اتفق...).

    في خريطةٍ تمتد... إلخ,

    رفضَ التاريخُ المعروفُ الذي يُطبخ فوق نار السلطان أن يذكر شاعرًا... والبقية

    آتيةٌ,

    في خريطةٍ تمتدّ... إلخ,

    يأتي وقتٌ بين الرّماد والورد

    ينطفىءُ فيه كلّ شيء

    يَبْدأ فيه كلّ شيء.

    ... وأغنِّي فجيعتي, لم أعد ألمح نفسي إلاَّ على طرَف التاريخ في شفْرةٍ

    سأبدأ, لكن أين؟ من أين؟ كيف أوضح نفسي وبأيّ اللّغات؟ هذي التي أرضع

    منها تخونُني سأزكّيها وأحيا على شفير زمانٍ ماتَ, أمشي على شفير زمانٍ

    لم يجىءْ.

                  

02-21-2016, 09:38 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون (Re: Yasir Elsharif)

    الوقت




    ( مقاطع )

    حاضنا سنبلة الوقت

    حاضنا سنبلة الوقت، ورأسي برج نار:

    ما الدّمُ الضّاربُ في الرّملِ، وما هذا الأفولُ؟

    قُلْ لَنا، يا لَهَبَ الحاضِرِ، ماذا سنقولُ؟

    مِزَقُ التّاريخِ في حُنجرتي

    وعلى وجهي أماراتُ الضّحيّهْ

    ما أَمَرَّ اللّغةَ الآنَ وما أضيقَ بابَ الأبجديّهْ.

    ...

    حاضنًا سنبلةَ الوقتِ ورأسي برجُ نارٍ:

    أصديقٌ صار جلاداَ؟

    أجار قال ما أبطأ هولاكو؟

    من الطارق، جابٍ؟أعطه الجزية.

    أشكالُ رجالٍ ونساءٍ، صورٌ تمشي أشرنا وتساررنا

    خطانا خيطُ قتلٍ

    أترى قتلُك من ربك آتٍ؟

    أم ترى ربك من قتلِك آتٍ؟

    ضيعَّته الأحجيةْ فانحنى قوساً من الرعبِ على أيامه المنحنية

    لي أخٌ ضاع أبٌ جُنَّ وأطفاليَ ماتوا

    من أرجّي؟

    هل أضم الباب؟

    هل أشكو إلى سجادةٍ؟

    داخ هات الحُقَّ وامنحه الشفاهَ من عطوس الفقهاء

    جُثَثٌ يقرؤُها القاتِلُ كالطُّرْفَةِ / أَهْراءُ عِظامٍ،

    رأسُ طِفْلٍ هذه الكتله،أم قطعةُ فَحْمٍ؟

    جسَدٌ هذا الذي أشهدُ أم هيكلُ طينٍ؟

    أَنحني، أرتُقُ عينين، وأَرفو خاصِره

    ربّما يُسعفُني الظنُّ ويَهديني ضياءُ الذّاكره

    غيرَ أنّي عبثًا أَسْتقرىءُ الخيطَ النَّحيلْ

    عبثًا أجمعُ رأسًا وذراعينِ وساقين، لكيْ

    أكتشفَ الشّخصَ القتيلْ

    لمن النملة تعطي درسها؟

    ولما الدهشة؟

    شعرٌ مزج هذا الشرر الفاجع بالعين

    انخطاف أن ترى بيتك مرفوعاً إلى الله شظايا

    صرختْ بومةُ عرافٍ على مئذنة

    نسجت من صوتها قوسَ قزح

    وبكت مخنوقةً حتى الفرح

    ...

    حاضِنًا سنبلةَ الوقتِ ورأسي برجُ نارٍ:

    كَشَفَ البهلولُ عن أسرارِهِ

    كَشَفَ البهلولُ عن أسرارِهِ

    أَنّ هذا الزّمَنَ الثّائرَ دُكّانُ حِلّيٍ،

    أنّه مُسْتَنْقَعٌ من أنبياءْ

    كشفَ البهلولُ عن أَسْرارِهِ

    سيكونُ الصِّدقُ موتًاً

    ويكون الموتُ خُبْزَ الشّعراءْ

    والذي سُمّي أو صارَ الوطَنْ

    ليس إلاّ زمنًا يطفو على وجهِ الزَّمَنْ.

    كشف البهلول عن أسراره

    أين مفتاحك يا أُبْهَة الطوفان

    لطفاً أغرقيني وخذي آخِر شطأني

    خذيني سحرتني لجةٌ لاهبةٌ سحرتني قشةٌ تحترق

    سحرتني طرقٌ تجفلُ منها الطرق

    ...

    حاضِنًا سنبلةَ الوقت ورأسي برجُ نارٍ:

    نسيتْ نفسيَ أشياء هواها

    نسيتْ ميراثها المكنون في بيت الصور

    لم تعد تذكر ما تلفظه الأمطار

    ما يكتبه حبر الشجر

    لم تعد ترسم إلا نورساً

    يقذفه الموج إلى حبل سفينة

    لم تعد تسمع إلا معدناً يصرخ ها صدر المدينة

    قمرٌ ينشق مربوطا إلى سرة غولٍ من شرر

    لم تعد تعرف أن الله والشاعر طفلان ينامان على خد الحجر

    نسيتْ نفسي أشياء هواها

    ولذا يرعبني الظل، الغد المرتسم، ولذا يملأني الريب

    ويستعصي عليَّ الحلم

    موثَقاً أركض من نار لنار غصت تحت العرق الدافق من جسمي

    وقاسمت الجدار أرقَ الليل

    خطى الليل وحوش

    ومراراً قلتُ للشعر الذي يرسب في ذاكرتي

    أيُّ منشار على عنقيَ يملي أية الصمت

    لمن أروي رمادي وأنا أجهل أن أنتزع النبض وأرميه

    على طاولةٍ وأنا أرفض أن أجعل من حزنيَ طبلاً للسماء

    فل أقل كانت حياتي بيت أشباحٍ وطاحون هوى

    ...

    حاضناً سنبلة الوقت ورأسي برجُ نارٍ:

    شَجرُ الحبّ بقصّابينَ آخى

    شَجَرَ الموتِ ببيروتٍ، وهذي

    غابَةُ الآسِ تُؤَاسي

    غابةَ النَّفْي، - كما تدخلُ قَصّابينُ في خارطةِ

    العشْبِ، وتَسْتَقْطِرُ أحشاءَ السّهولْ

    دخلَتْ بيروتُ في خارطةِ الموتِ / قبورٌ

    كالبساتينِ وأشلاءٌ - حقولْ

    ما الذي يسكبُ قصّابينَ في صيدا، وفي صورٍ،

    وبيروتُ التي تَنسكبُ؟

    ما الذي، في بُعدِه، يقتربُ؟

    ما الذي يمزجُ في خارطتي هذي الدِّماءْ،

    يبسَ الصّيفُ ولم يأتِ الخريفْ

    والرّبيعُ اسْوَدَّ في ذاكرةِ الأرضِ / الشّتاءْ

    مثلما يرسمُه الموتُ: احتضارٌ أو نزيفْ

    زمنٌ يخرجُ من قارورةِ الجَبْرِ ومِن كفِّ القضاءْ

    زمنُ التّيه الذي يَرْتَجلُ الوقتَ ويجترّ الهواءْ،

    كيفَ، من أينَ لكم أن تعرفوهْ؟

    قاتِلٌ ليس له وجْهٌ / له كلُّ الوجوهْ...

    حاضِنًا سنبلةَ الوقْتِ، ورأسي برجُ نارٍ:

    مُنْهَكٌ أَلْتفِتُ الآنَ وأَسْتشرفُ - ما تِلك الخِرَقْ؟

    أتواريخٌ؟ أبلدانٌ؟ أَراياتٌ على جُرْفِ الغسَقْ؟

    هُوذا أقْرأُ في اللّحظةِ أجيالاً وفي الجُثّةِ آلاف الجُثَثْ

    هوذا يغمرُني لُجُّ العَبَثْ؟

    جسدي يُفْلِتُ من سَيْطرتي

    لم يعدْ وجهيَ في مِرْآتِهِ

    ودمي يَنْفُرُ من شَرْيانِهِ..

    أَلأنّي لا أرى الضّوءَ الذي يَنقلُ أحلامي إليهْ؟

    ألأنّي طَرَفٌ أقْصى من الكونِ الذي بارَكَهُ غيري وجَدّفْتُ

    عليهْ؟

    ما الذي يَجْتَثُّ أعماقي ويمضي

    بين أدغالٍ من الرّغبة؟ بلدانٍ - محيطاتِ دموعٍ

    وسلالاتِ رموزٍ؟

    بين أَعْراقٍ وأجناسٍ - عصورٍ وشعوبٍ؟

    ما الذي يفصلُ عن نفسيَ نَفْسي؟

    مَا الذي يَنقضُني؟

    أَأَنا مُفْتَرقٌ

    وطريقي لم تعدْ، في لحظةِ الكشفِ، طريقي؟

    أَأَنا أكثرُ من شخصٍ، وتاريخيَ مَهْوايَ، وميعادي

    حريقي؟

    ما الذي يصعدُ في قَهْقَهَةٍ تصعدُ من أعضائيَ المختنقهْ؟

    أَأَنا أكثرُ من شَخْصٍ وكلٌّ

    يسألُ الآخرَ: مَن أنتَ؟ ومِن أينَ؟

    أأعضائيَ غاباتُ قتالٍ

    ... في دمٍ ريحٍ وجسمٍ وَرقَهْ؟

    أجُنونٌ؟ مَنْ أنا في هذه الظُّلمة؟ علِّمْني وأَرْشِدْنيَ

    يا هذا الجنونْ

    مَنْ أنا يا أصدقائي؟ أيّها الرّاؤون والمُسْتَضْعَفونْ

    ليتَني أقدِرُ أن أخرُجَ من جلديَ لا أعرفُ مَنْ كنتُ؟

    ولا مَن سأكونْ؟

    إنّني أبحثُ عن اسم وعن شيءٍ أسمّيهِ

    ولا شيءَ يُسمّى

    زمنٌ أعمى وتاريخٌ مُعَمَّى

    زَمَنٌ طَمْيٌ وتاريخٌ حُطامْ

    والذي يملكُ مملوكٌ، فسبحانَكَ يا هذا الظّلامْ.

    حاضِنًا سنبلةَ الوقتِ ورأسي بُرْجُ نارٍ:

    آخِرُ العَهْدِ الذي أمطَرَ سِجّيلاً يُلاقي

    أوّلَ العهدِ الذي يُمطِرُ نفْطًا

    وإلهُ النَّخْل، يجثو

    لإِلهٍ من حديدٍ،

    وأنا بين الإلهينِ الدّمُ المسفوحُ والقافلةُ المنكفِئَهْ

    أَتَقَرّى ناريَ المنطفئة

    وأرَى كيف أُداري

    موتيَ الجامحَ في صحرائِه،

    وأقولُ الكونُ ما ينسجُهُ حُلْميَ.. / تَنْحلُّ الخيوطْ

    وأرى نفسيَ في مَهْوى وأَسْترسل في ليلِ الهبوطْ

    طُرقٌ تكذِبُ، شُطآنٌ تَخونُ

    كيف لا يصعقُكَ الآنَ الجنونُ؟

    هكذا أَنْتَبِذُ الآكِلَ والأكْلَ وأرتاحُ إلى كلِّ مَتَاهْ

    وعَزائي أنّني أُوغِلُ في حلميَ، - أَشْتَطُّ، أموجْ

    وأغنّي شهوةَ الرّفضِ، وأهْذي

    فَلَكُ الزُّهرةِ خلخالٌ لأِياميَ، والجَدْيُ سِوارٌ

    وأقولُ الزَّهرُ في تيجانِهِ

    شُرُفاتٌ...

    وعَزائي أنّني أخرجُ - أسْتَنْفِرُ أفْعال الخُروجْ.

    هكذا أَبْتدئُ

    حاضِنًا أرضي وأسرارَ هَواها، -

    جَسَدُ البحرِ لها حبٌّ له الشّمسُ يَدانْ

    جَسَدٌ مُستودَعُ الرَّعْدِ ومَرْساةُ الحنانْ

    جسدٌ وَعْدٌ أنا الغائبُ فيهِ

    وأنا الطّالِعُ مِن هذا الرّهانْ

    جَسَدٌ / غطّوا بضوءِ المطرِ العاشقِ وَجْهَ الأقحوانْ،

    وَلْيَكنْ...

    أحتضِنُ العصرَ الذي يأتي وأَمْشي

    جامِحًا, مِشْيةَ رُبّانٍ, وأختطُّ بِلادي، -

    إِصْعدوا فيها إلى أعلى ذُراها

    إهْبطوا فيها إلى أَغْوارِها

    لن ترَوْا خوفًا ولا قيدًا - كأنّ الطّيرَ غُصْنٌ

    وكأنَّ الأرضَ طِفْلٌ - والأساطيرَ نِساءْ

    حُلُمٌ؟

    أُعطي لمن يأتون مِن بَعديَ أن يفتتحوا هذا الفضاءْ .

                  

02-21-2016, 09:52 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون (Re: Yasir Elsharif)

    أوّل الجسد آخر البحر


    أدونيس

    - 1 -

    أدونيسخَرَجَ الوردُ منْ حوضِه
    لملاقاتها،
    كانتِ الشمسُ عُريانةً
    في الخريفِ، سِوَى خَيْطِ غيمٍ على خَصْرِها.
    هكذا يُولَدُ الحبُّ
    في القريةِ التي جئتُ مِنْها.

    - 2 -

    نهضتُ أسْألُ عَنْكِ الفجْرَ: هَلْ نَهضَتْ؟
    رأيتُ وجهَكِ حولَ البيتِ مرتَسِماً
    في كلِّ غصْنٍ. رميْتُ الفجرَ عن كَتِفي:
    جاءَتْ
    أمِ الحلمُ أغواني؟ سألتُ ندىً
    على الغصونِ، سألتُ الشمسَ هَلْ قَرأَتْ
    خُطاكِ؟ أينَ لمسْتِ البابَ؟
    كيفَ مَشى
    الى جوارِكِ ورْدُ البيتِ والشجرُ؟
    أكادُ أشطرُ أيّامي وأنْشَطِرُ:
    دَمي هناكَ وجسمي هَا هُنا - ورقٌ
    يجرُّهُ في هَشيمِ العالَمِ الشَّررُ.

    - 3 -

    صامتٌ ليلُنا.
    مِنْ هُنا زهرٌ ينحني
    مِـنْ هنـالك ما يُشبـه التَّلَعثُمَ.
    لا رَجَّةٌ. لا افْتِتانْ.
    ليلُنا يتنهّد في رئتَيْنا
    والنوافذ تُطبِق أهدابَها.
    - تقرأين؟
    - ضع الشايَ. ضوءٌ
    يتسرّبُ مِنْ جسدينا الى جسدينا
    ويغيّر وجْهَ المكانْ.

    - 4 -

    هكذا - في عناق الطّبيعةِ والطَّبْعِ، نعصفُ أو نَهْدأُ
    لا قرارٌ، ولا خِطَّةٌ، - عَفْوَ أعضائِنا،
    ننتهي، نَبْدأُ.
    جسدانا
    كوكبٌ واحِدٌ.
    نتبادَلُ أحزانَنا
    نتبادل أحشاءَنا،
    جسدانا دَمٌ واحِدٌ.
    نحن صِنْوانِ في الجرحِ، مفتاحُ أيّامِنا
    ومفتاحُ أفراحِنا وأَحزانِنا،
    جَسدانا.

    - 5 -

    فَكَّتِ الأرضُ أَزْرارَها، وسارَتْ
    حُرَّةً في خُطانَا،
    عندما سألَتْنا وقلنا:
    نعرف الحبَّ يا أرضَنا. جَبَلْنا
    طينَنا مِن هَباءِ مسافاتِهِ، وجَبَلْنَا
    فتنةَ القمر المتشرّد في طَمْثهِ بأوجاعِنا،
    ورسَمْنا
    كُلَّ ما لا يُرى مِن تقاطيعهِ،
    بتقاطيعِنا.
    هي ذي أرضُنا، -
    نتوقّعُ أن يعشقَ الحبُّ أسماءَه
    كيفما دُوِّنَتْ
    في دفاتر أيّامِها.

    - 6 -

    نَهَرٌ - مِنْجَمٌ
    نهرٌ غامرٌ
    يتلبّس أعضاءنا
    ويسافر فيها -
    يدخلُ البحرُ فيه
    تخرجُ الأرضُ منه،
    والبقيةُ لا تُفهَمُ.
    لا أحدّدُ لا أرسمُ
    الدخول الى ليل حبي مضيءٌ
    والخروج هو المعتمُ.

    - 7 -

    علَّمتني مراراتُ أيّاميَ الرائيهْ:
    ليس للحبّ إلاَّ طريقٌ عموديةٌ
    لا تُسمَّى،
    وإن قيل عنها
    لغةٌ في الهبوط الى آخر الليل،
    في ناره العاليهْ.

    - 8 -

    كيف لي أن أسمّيَ ما بيننا ماضياً؟
    "ليس ما بيننا قصةً،
    ليس تُفَّاحَ إنسٍ وجِنِّ
    أو دليلاً إلى موسمٍ،
    أو مكانْ
    ليس شيئاً يؤرَّخُ": هذا
    ما تقول تصاريفُ أحشائنا.
    كيف لي أن أقول، إذاً، حبُّنا
    أخذته إليها تجاعيدُ هذا الزمان؟

    - 9 -

    تركتِ في جسدي ورداً، تركتِ ندىً
    تركـتِ غـابـةَ ألوانٍ، تُـراهُ غدي
    يُضيئها؟ أم ترى أمسي يُضيِّعها؟
    أفي عروقيَ ورْدٌ آخرٌ؟ شهقتْ
    إلى ترابكِ أعضائي - نمازجه
    نفيضُ فيه، ونستقصي، ونبتكرُ
    دمٌ هَوىً لهبٌ ماءٌ مدىً - أبدٌ
    لا بالحياة ولا بالموت يُختَصَرُ.

    - 10 -

    ربّما،
    ليس في الأرض حبٌّ
    غيرُ هذا الذي نتخيّلُ أنّا
    سنحظى بهِ، ذات يومٍ.
    لا تَقِفْ
    تابع الرَّقصَ يا أَيُّها الحبُّ، يا أيُّها الشِّعر،
    حَتَّى وَلو كان مَوْتاً.

    - 11 -

    لا أحبُّ الرسائلَ، كلاَّ
    لا أريدُ لحبّيَ هذا الأرقْ
    لا أريدُ له أن يُجَرْجَرَ في كلماتٍ.
    لا أحبُّ الرسائل، كلاَّ
    لا أريد لأعضائنا
    أن تسافرَ في مركبٍ من ورقْ.

    -12 -

    آهِ، كلاَّ
    لا أُريد لعينيّ أن تَسْبحَا في فضاءٍ
    غير عينيْهِ. كلاَّ
    لا أُريد لحبّي وأشيائه وضوحاً
    لا أُريد انتماءً ولا نَسَباً أو هويّهْ.
    لا أُريد سوى أن نكونَ لغاتٍ
    للجموح، وأعضاؤنا أبجديّهْ.

    - 13 -

    لا تَقُلْ، لا تُسمِّ:
    الخليقةُ يا حبُّ، أشياؤها وأعمالُها
    صُوَرٌ في كتاب من الظَّنِّ. خُذْني
    أعطني أنْ أسافر في الوهم،
    في ما تخيّلتُ أو أتخيّلُ -
    أن أتمادَى
    وأُشَهّيَ شَكّي بِنَفْسي
    وبتمزيق ما تَنْسُجُ الكلماتُ وما أتَقرّاهُ فيها،
    وما أَشْتَهيهِ
    وأَنْذرُ جِسْمي لِمعراجِهِ.
    أعْطِني أن تكون حياتي طريقاً إلى لا قرارٍ.

    - 14 -

    جالسٌ قربها
    والستار الذي نسجتْه تباريحُنا مُسْدَلٌ.
    قَامةُ الأفق مكسـورةُ الخصرِ،
    والشمسُ تمضي الى نومِها.
    مِشْطها، قلمُ الحبر، كرسيُّها، الفراشُ
    على الأرض، أكداسُ أوراقِها -
    كتباً ودفاترَ، بستانُ وردٍ
    تتناثر أكمامهُ.
    أتذكّر حتَّى كأني أرى الآنَ: ها بيتُها
    يَتنهَّدُ، هَا شُرفاتُ النوافذ تُسلم أحضانَها
    للمُريدِ المولَّه،
    والشمس في أوّل اللَّيل،
    تخلع آخر قمصانها.

    - 15 -

    لا الزمانُ سريرٌ ولا الأرضُ نومٌ،
    شجرُ الحبِّ عارٍ
    والمكان الذي شاءه الحبُّ دونَ غطاءٍ.
    أتُرَى، أيقظَ اللَّيلُ أحلامَهُ
    وهي الآنَ تركضُ في شارعِ الشمسِ؟ ظَنِّي
    أنّ هذي الشموسَ التي تَتَثاءبُ
    فِي فلكِ الحبِّ
    ليسَتْ على الأرض إلاَّ جراحاً.
    سأُغنّي لهذا المكان المُضاءْ
    بحُطامِ المحبّين قبلي،
    ليسَ هذا الوجودُ سوى فُسْحةٍ للغِناءْ.

    - 16 -

    يدها في يدي
    وكلانا غريبٌ
    وكلانا غداً ميّتٌ
    في فراشٍ بعيدٍ.
    سَرْبلينا بأوهامنا
    وبأشباحنا،
    يا أساطيرَ أيّامنا،
    واضطربْ واقتربْ
    أيُّهذَا البعيدُ الجميلُ الأَحَدْ،
    أيُّهذا الجسدْ.

    - 17 -

    غالباً أتفقَّدُ بَيْتِيَ في اللَّيلِ أُشعِلُ ضوءَ المصابيحِ،
    لكنّها لا تُضيءُ/ النوافذُ؟ أبدأ فتح
    النوافذِ لكنَّها لا تُضيءُ/ لعلِّيَ في البابِ
    ألقى ضياءً، أقولُ لِنفسي،
    وأُسرعُ للبابِ أَرْجوهُ،
    لكنَّهُ لا يُضيءُ/ الظَّلامُ هنا مثلُ جُرحٍ
    يظلُّ، على بُرئه، نازفاً،
    يقولُ ليَ الحبُّ -
    يا حُبُّ مِنْ أيـنَ يـأتي الضِّياءْ،
    والسَّماءُ تخونُ السَّماءْ؟

    - 18 -

    ها هو السَّهرُ المُرُّ يأتي ويُشعِلُ قِنْديلَهُ.
    هل أُعيدُ رسائلَ حُبّي إلى حِبرها؟
    هل أُمَزِّقُ تلكَ الصُّوَرْ؟
    أقرأ الآنَ جِسْمي،
    وأملأُ بالحُزْنِ قِنْديلَ هذا السَّهَرْ.

    - 19 -

    أفتحُ الباب، يأتي هواءٌ يزورُ الرسومَ التي تتدلّى
    ويُداعِبُ أَطْرافَها.
    بَغْتةً، يتثاءَبُ، يمضي حانياً ظهرَهُ.
    لَمْ يكُنْ حُبُّنا هنالِكَ، أطيافُهُ
    حملَتْ كلَّ ما رَسَمَتْهُ
    في السَّريرِ، وَفَوْقَ الوسائدِ، في قبضةِ البابِ،
    في قُفْلِهِ وغابتْ.
    أَتَخيّلُ؟ لكنْ
    كلُّ هذا تؤكِّده غيمةٌ -
    غيمةٌ تعبُرُ الآنَ، غابتْ.
    لا هواءٌ يزور، ولا مَنْ يقولُ لِتلكَ الرسومْ
    كيفَ تُروَى أساطيرُنَا
    كيفَ يُكْتَبُ تاريخُ هذي الغيومْ.

    - 20 -

    ما الذي سوفَ يبقى
    ويُشعِلُ للعاشقين قناديلَ أيّامِنا؟
    ما الكلامُ الذي سوفَ يَبْقى
    من مَعَاجِمِ أحشائِنا وأعضائِنا
    مِنْ أساطيرِنا البعيدهْ؟
    ما الذي سوفَ يَبْقى
    غَيرُ ما قاله قاتِلونا:
    كَتَبْنا بحبرِ مَرَارَاتِنا هَوانا
    وعِشْنَا بلا حِكْمةٍ
    وَسَكنّا قَصِيدَهْ.

    - 21 -

    سأزورُ المكان الذي كان صيفاً لنا
    بعدَ تَرْحالِنا
    بَيْنَ شطآن يوليسَ، في ليلِ دِلفي،
    وفي شمسِ هِيدْرا.
    وسأمشي مثلما كُنْتُ أمشي
    هائماً بينَ أشجارِهِ.
    سأذكّرُ أزْهارَهُ ورياحينَهُ
    بأريجِ لقاءَاتِنَا.
    وأكيدٌ سَتَسأَلُني عَنْكِ: ما صِرْتِ؟
    أينَ تكونينَ؟ ما وجهكِ الآنَ؟ لكنْ
    ما تُراني أقولْ؟
    والفصولُ مَحَتْها الفُصولْ؟

    الحياة 2003/09/25

                  

02-23-2016, 07:12 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون (Re: Yasir Elsharif)

    فوق
                  

02-23-2016, 07:40 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون (Re: Yasir Elsharif)


    عزيزى ياسر

    سلامات
    لك جزيل الشكر على فتح هذا الخيط

    Quote: " وقال إن مصر وسوريا ولبنان والعراق، هى المناطق التى أسهمت فى صنع الحضارات الكبري."

    يبدو ان انتماء ادونيس لفكر الحزب السوري القومى الاجتماعى قد حجب عنه ادرال اسهامات حضارات كوش , سبأ, و اكسوم. لاحظت انه ادخل مصر فى المعادلة و هو تحول او نقلة للقوميين السوريين
    من المؤسف ان كاتب مثل ادونيس ظل صامت عن مذابح و تجاوزات نظام بشار الاسد وانتهاكاته لحقوق الانسان . فمثلما ترتكب داعش, القاعدة, و اخواتها من السلفية الجهادية المذابح ضد المدنيين يقوم الاسد, وجيشه, ومليشياته بنفس الشئ لكن تحالف البعث مع السورى القومى الاجتماعى منع ادونيس من قول الحقيقة
    مع ودى
                  

02-24-2016, 05:45 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون (Re: Elmoiz Abunura)

    سلامات يا عزيزي المعز أبو نورة

    لو شاهدت شرائح اللقاءات معه سوف تسمع رده على تهمة صمته، لأنه لم يكن صامتا.

    هذه شريحة أخرى خاصة في الموضع الدقيقة 13 وما بعدها موقفه من نظام الأسد




    ياسر
                  

02-24-2016, 05:51 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون (Re: Yasir Elsharif)

    لاحظ يا المعز أن اللقاء مع البي بي سي كان قبل أكثر من سنة من الآن.. يناير 2015.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de