وداعًا عريس الشباب "أسامة إبراهيم خوجلي" على الرغم من أن الموت حق، وأنه سنة الله في خلقه، وكلنا سائرون في دربه، إلا أن فقد الأبناء ورحيل الشباب يعد من أصعب الفواجع التي تواجه الإنسان. فعندما نفقد شابًا يانعًا وابنًا عزيزًا غاليًا يصبح الألم مدفونًا ومسكونًا داخل النفس، ويكون وجع الرحيل مؤلمًا، ولا يمكن مواجهته إلا بالصبر والاحتساب والإيمان بالقضاء والقدر. أصابتنا فاجعة أليمة ومصيبة كبيرة، وواجهنا خطب جلل، وغمرنا حزن عميق عندما فاضت روح ابن أختنا (أسامة إبراهيم خوجلي) عريس الساحة، في صباح يوم عيد الفطر المبارك، الأول من شوال 1438هـ الموافق الثلاثين من حزيران /يونيو 2017م. فقد تفاجأت و فجعت والدته عندما حاولت أن توقظه لصلاة العيد، وعرفت أن روحه الطاهرة قد انتقلت إلى بارئها، وقد فارق الابن اسامة الدنيا الفانية بهدوء كما عاش فيها بهدوء. وانتقلت روحه في الحظة التي كان يكبر ويهلل فيها الجميع استعدادًا لصلاة العيد، ونحسب أن تلك علامة من علامات القبول. وقد شيعه إلى مثواه الأخير جمع غفير وأعداد كبيرة من أهله واصدقائه وزملائه وأحبابه، بعد أن صلوا عليه في مسجد جده العارف بالله الشيخ/ عبد الدافع ود حميدان الجموعي، والجميع يذرفون الدمع السخي على فراقه الصعب وعلى شبابه النضر وأخلاقه النبيلة وسمعته الطيبة وأدبه الجم، وسيرته العطرة وأعماله الصالحة. إن القلم يرتجف وإن القلب يتقطع ألمًا وحزنًا على فراقك يا أسامة، وإني لأجد غصة في قلبى عندما هممت أن أكتب كلمات لرثائك. لقد رحلت ورحل معك الوجه المشرق المتلألئ بنور الإيمان وطاعة الرحمن. لقد رحلت عن الدار الفانية وذرفنا عليك الدمع السخي، وثكلتك خطيبتك هويداعمر العبيد، وحرائر حلفاية الملوك والخوجلات وحلة خوجلي والكدرو، كما ثكلتك والدتك بنت المنى الخليفة، وخالتك نايلة الخليفة الحسن وعمتك آمنة خوجلي، وشقيقاتك ابتسام وإلهام ومريم، وبنات يسن علي السيد وابنهم رياض، وخيم الحزن العميق علي حفيدات الخليفة الحسن. وحزن لفراقك شقيقك ورفيق دربك محمد إبراهيم خوجلي، وزوجته إلاف.كما ذرف الدمع الغزير اخوانك محي الدين محمد نور والخليل محمد نور، وابن أختك محمد عبد القادر ابوضرص وإخوانه وأخواته، واكتسى الحزن العميق أخوالك الشيخ وعثمان والأسد، وجميع أحفاد الخليفة الحسن الاسد، وأعمامك أبناء أحمد عبد الرحمن الماذون،واحفاد سراج النور، وكل من عرفك، وتعامل معك وقابلك، وعرف فيك الطيبة والسماحة والتواضع والسيرة العطرة. لقد كان التعامل الإنساني من سماتك الرائعة، وكنت محبًا للجميع يبادلونك الحب بالحب، والوفاء بالوفاء، وبلا شك أن محبة الناس قبس من محبة الله، ومن أحبه الله فقد ظفر وفاز في الدنيا والآخرة. فهنيئًا لك بمحبة الله ومحبة الناس لك. واشهد أن معاني الإنسانية والأخلاق الكريمة المتمثلة في عفة اليد واللسان وسلامة الوجدان وصفاء السريرة قد تأصلت في شخصك الوفي. لقد فقدنا ابنًا فاضلًا، عزيزًا، عطوفًا، بشوشًا، وباراً بوالدته المؤمنة الصابرة علي قضاء الله وقدره، وبعمته آمنه خوجلي،التي حضنته منذ نعومة اظفاره ، واحسنت تربيته حتي اصبح رجلاً وفياً لاهله وجيرانه. فقد عاش فقيدنا حياته بسيطًا دون تكلف، وكان إنسانًا شهمًا ومتواضعًا وصديقًا للجميع، لين الجانب يحرص على مواصلة الارحام. وقد عاش الفقيد طفولته وشبابه في منزل جده خوجلي إبراهيم خوجلي مع أعمامه وعماته، وكان بارًا بهم وخادمًا وفياً لهم، فنال احترامهم وتقديرهم. وخلال السنوات الأخيرة عاد إلى منزل والدته ليظفر بخدمتها وينعم بحبها وعطفها ورضائها، فظل يخدمها إلى أن أدكته المنية. ونسأل الله أن يجعل كل ذلك في ميزان حسناته. وقد كان الفقيد مولعًا بالعمل الاجتماعي والرياضي، وعمل في عدد من لجان نادي حلفاية الملوك الرياضي الاجتماعي بكل إخلاص وتفانٍ ونكران ذات، وأسس علاقات اجتماعية مع أبناء جيله وزملاء دراسته ورفقاء دربه. كما كان الفقيد مفتونًا ومحبًا وعاشقًا ومشجعًا كبيرًا للأحمر الوهاج، وعضوًا فاعلًا في نادي المريخ الرياضي، وفي ملتقى مريخات الرياض. وأخيرًا نقول وداعًا يا عريس الساحة، فإن غبت عنَّا بجسدك فإن ذكراك ستبقى خالدة مادمنا على قيد الحياة، وداعًا يا رمز الأدب والحياء، وداعًا يا طيب القلب، وداعًا يا عفيف اليد واللسان، وداعًا يا ابن المريخ البار، وداعًا يا صاحب الخلق الرفيع، وإلى جنات الخلد يا عريس الحلفاية مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا. اللهم عوض شبابه الجنة وأكرم نزله واغفر له وارحمه ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أجرنا في مصابنا الجلل وألهمنا ووالدته بنت المنى الخليفة وشقيقة محمد وأخواته الصبر الجميل. إنا لله وإنا إليه راجعون، إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الله، وإنا لفراقك يا (أسامة) لمحزونون. خالك المكلوم عثمان الحسن محمدنور
07-13-2017, 11:08 AM
مامون المعتصم أحمد مامون المعتصم أحمد
تاريخ التسجيل: 04-29-2010
مجموع المشاركات: 1812
لك الشكر اخي مامون معتصم علي الكلمات المعبرة وعلي مواستنا في فقدنا الجلل ونسال الله الا يريكم مكروه في عزيز لديكم وان يرحم موتانا جميعاز وسعدت بمعرفة شخصكم الكريم انا من اهلك ناس حلفاية الملوك واعمل استاذ جامعي بمدينة الرياض - السعودية واتمني ان نلتقي لنسعد بمعرفتكم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عثمان الحسن محمد نور
مامون المعتصم أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست