|
كانت واحة للانس الجميل ..
|
11:25 AM December, 05 2016 سودانيز اون لاين اسماعيل عبد الله محمد- مكتبتى رابط مختصر كانت واحة للأُنس الجميل .. مدخل:- بلادي يا سنا الفجر وينبوع الشذى العطر (عبقرية ابو داؤود و عبد المنعم)
كانت المدن الكبيرة ملأى بالتجمعات الفرائحية و بالمناسبات الاجتماعية الفخيمة.. اعراس , طهور , حفلات استقبال ووداع مسافر .. ذكرى الاستقلال كان لها وقع في نفس الشيب و الشباب , مهرجانات , حب واعياد .. كان الناس يتحينون السوانح لتنظيم الحفلات (الصبّاحية).. حينها لم تكن هنالك اذونات تحدد مواقيتاً للفرحة .. السودانيون جُبلوا على البهجة والمسرّة.. هذه كانت حياة الفرد السوداني امرأة كانت ام رجل , طفلة كانت أم صبي.. تزينها الفنون , الرياضة , المسرح , السينماء, الموسيقى , التشكيل , الأدب و الغناء .. هو الوجدان المزيج الفريد .. التسامح وحب الجمال غرس اصيل في هذا الكائن.. كانت الاندية الليلية وكان(ابو صليب).. وقتها لم تكن جرائم اغتصاب الاطفال و قتلهم و دفنهم في بئر السايفون.. كان من المستحيل ان يتجرأ أحدهم ويعايرك بتورط التوب السوداني في الشُبُهات.. ما زال الكبار يتحدثون عن (بار) الخواجة.. الذي يقع على مقربة من محطة المواصلات المركزية.. الجميع ينظر ببراءة معهودة الى داخل (البار).. ليرى العمامة و الجلابية في تناغم وانسجام مع (ام جمل).. كان الامر طبيعياً ومن مشاهد ومظاهر الحياة آنذاك.. هب ان ذلك المشهد نقل الى مسرح حياتنا اليوم..!!! صدقني سيتم تفخيخ المكان وتفجيره تقرباً لله .. كان الناس في صيوان الفرح لا يقومون جميعهم للصلاة.. هنالك فريقان : فريق يؤدي الفريضة بانتظام.. و آخر يقول لنفسه جهاراً (هداني الله).. كان الصدق ديدن القديس والعربيد على السواء ولم يكن احدهما يكره الاخر .. فالاول كان يدعوا للثاني بالهداية وتجده يتقبل الامر بعين الرضا.. لم يكن وباء النفاق مستشرٍ كما هو اليوم .. كانت بلادي واحة للانس الجميل.. ابتداءً من السياحة عبر روايات اجاثا كريستي ويوسف السباعي.. وانتهاءً بحكاوي الحبوبة عن الغول.. كانت سفرة الغداء مليئة بما لذ وطاب مما ابيض واحمر من اللحوم.. ومن الوان الفاكهة وكثيف الخضار .. هل لذلك الزمان الجميل من عودة؟؟ ليحل محل زمان المكاره والمهازل و الهوس الديني؟؟ اليوم وفي منتصف ساحة المدينة الكبيرة.. يقف متشنج يدعوا الناس للخير والهداية والطريق المستقيم.. كيف تأتّى له ذلك و هو المتجهم الوجه العابث الطلّة..!! تبمسك في وجه اخيك صدقة ياخي.. هل كان الحبيب المصطفى متشنجاً في قوله وفعله ..؟؟؟؟؟؟..!! لوكان كذلك لما ذاع صيت للرسالة..
احالوا جمال الحياة الى قبح و خيرها الى شر مستطير.. غطّوا رؤوس (الميارم) و (الكنداكات) بالحجب المستترة و باعوهن في اسواق النخاسة .. شغلوا التلفاز و المذياع بالفتاوى و النصائح الكهنوتية.. اوصونا بهجر مطعم ومشرب الربا وربط الاحجار وملئوا بطونهم بمال السحت و الكسب الحرام.. نصحونا بالصوم لاننا لم نستطع الباءة من بعد ان نهبوا ثروتنا.. و هم تزوجوا من مال بيت المسلمين مثنى وثلاث ورباع وعرفي وبغاءاً.. ادخلونا الى المساجد إفقاراً و إملاقاً وهم دخلوا اسواقنا و تغولوا على ارضنا ومتاجرنا زوراً وبهتاناً..
هذا النبت الشيطاني الخبيث لابد ان يجتث.. ليحل محله النبت الطيب , تماماً كالعمليات الجراحية لإستئصال الاورام السرطانية .. إنّ عملية إزاحة الشجرة الخبيثة تحدث تحت الجذور بانبات أخرى طيبة , تماماً مثل ازاحة الظفر القديم عند نمو الجديد تدرجاً منتظماً .. انهم دعاة للفضيلة نهاراً ومرتكبون لها ليلاً , هم إبليس الطريد الذي أغوى آدم .. فاليوم شعبنا الطيب المسامح الكريم قد كشّر عن أنياب الثأر .. لا عاصم لهم اليوم من هيجاء الشارع غير الجحور و المجاري .. ظلام وكدرة ليلهم حتماً الى زوال و موكب الفجر الجديد إلى يقظة وإشراق .. دعونا نستعير اهزوجتهم التي بدءوا بها مسيرتهم الفاشلة الى الله .. لنرسلها لهم هذه المرة محملة بمعاني ثورة الخلاص ..
الليل ولى لن يعود وجاء دورك يا صباح.. وهزيمة الانقاذ لاحت في الآفاق بلا مزاح ..
وهزيمة الانقاذ لاحت في الآفاق بلا مزاح .. وهزيمة الانقاذ لاحت في الآفاق بلا مزاح ..
|
|
|
|
|
|