قالت لي السمراء ....

سودانيز اون لاين
بابكر قدور-
مكتبتى
رابط مختصر

مع إطلالة الخيوط الأولى لشمس هذا اليوم كنت أجلس على المنضدة الموضوعة في المطبخ في بيتي

التي تعودت أن أتناول شاي الصباح عليها .... وكانت "أم العيال" تعد الشاي .. فخرجت من المطبخ

لبعض شؤونها فعادت لتقول لي .. "مالك تتكلم براك؟" فقلت لها: مرت بخاطري عبارة فنطقتها ..

لقد قلت: قالت لي السمراء .. ! وتداركت الأمر بسرعة للتوضيح حتى لا أفتح مجالاً للتحقيق فأضفت:

أتدرين ماذا تعني هذه العبارة؟ فقالت: لا فقلت: إنها ديوان للشاعر نزار قباني .... وانتهى الأمر بسلام

حتى هنا ....

وراجعت البريد الخاص بالمكتب ثم دلفت على الإنترنت مبتدئاً بصفحتي المفضلة "قوقل" حيث وجدت

في مكان الإسم لوحة فحاولت قراءتها لمعرفة ماتعنيه إذ أن قوقل قد اعتادت على مثل تلك الصور الرامزة

لحدث ما .. ولكنني فشلت في قراءة اللوحة تماماً .. وعندما أدرت مؤشر الكمبيوتر ليستقر على الصورة

ظهرت لي اللوحة التفسيرية للصورة لتقول لي "عيد ميلاد نزار قباني الثالث والتسعون" .. فلم أندهش كثيراً

في مقتبل العمر .. كنت في مدينة كسلا حيث مدفن جزء عزيز من جسدي .. وبالضبط في مكتبة "أبراهيم حاج

داؤود" الشهيرة التي يرجع لها الفضل في تزويد الكثرين بالمعرفة .. مما أكسبها الخلود في ذاكرة الكثيرين .. في

تلك اللحظة لمحت ديوان الشاعر نزار قباني من فوق زجاج الفترينة وطلبت إلى العم إبراهيم "تغمده الله بواسع

رحمته" أن يناولني الديوان ففعل .. فدفعت ثمنه الذي لم يتعد "قروش قليلة" قروش واحدها قرش فاشتريت الديوان

(عدل بواسطة بابكر قدور on 03-21-2016, 09:39 AM)
(عدل بواسطة بابكر قدور on 03-21-2016, 09:45 AM)

ويمتد حتى ستينات ذلك القرن .. فيه أسماء عظماء يبدؤون من نازك الملائكة ويشملون بدر شاكر

السياب ولا ينتهون بأدونيس قبل أن أمارس العنصرية التي يستقبحها الكثيرين, لأزج بإسم "ياقوت العرش"

بين هذه الأسماء كما يحلو لي دائماً أن أبحث عن أهلي وعشيرتي الذين تخضرموا بتقليدية وحداثة الشعر

قلبي, كمنفضة الرماد, أنا

إن تنبشي مافيه, تحترقي

شعري أنا قلبي .. ويظلمني

من لا يرى قلبي على الورق

رحمك الله يانزار ....