|
|
 قائد عظيم أم ديكتاتور وحشي؟.. الصين تتذكر ماو بعد 40 عاماً على وفاته
|
11:30 PM September, 10 2016 سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر
أقلية صغيرة، ولكن صاخبة، من الماويين الجدد يتجاهلون التركيز الغربي على المجاعة والفوضى في عهد ماو، ممتدحين مؤسس الجمهورية الصينية في ذكرى وفاته.
صباح الجمعة، استيقظ الأكاديمي جانغ هونغ ليانغ (60 عاماً)، ونهض من فراشه متجهاً إلى موعد سريّ في شمالي غرب العاصمة الصينية بكين، وغنّي أغنية في مديح ماو تسي تونغ.
محاطاً بالعشرات من الرفقاء الماويين، يقف الأكاديمي الصيني دقيقة حداد قبل إلقاء خطاب عن أمجاد فترة حكم الربّان العظيم التي امتدت 27 عاماً. ويأتي خطابه تحت عنوان "ماو تسي تونغ: زعيم الشعب".
وفي وقت لاحق، وبعد ساعات من تأمل ومطالعة تعاليم ماو، يختتم اللقاء التأبيني بعزف نشيد الأممية، النشيد الرسمي لليسار.
يقول جانغ: "لو أهملنا تعاليم ماو، لن يكون للصين مستقبل". ويضيف الأستاذ في جامعة مينزو بالعاصمة الصينية بكين، وأحد أبرز الماويين الجدد "دون الرئيس ماو لن تكون هناك صين جديدة".
لكن جانغ ليس وحده هنا. فمع استعدادت جمهورية الصين الشعبية لإحياء الذكرى الأربعين لوفاة مؤسسها، يوم 9 سبتمبر/أيلول 1979، تجري احتفالات مشابهة لما يقوم به جانغ ورفاقه في كافة أنحاء البلاد.
زلزال مدمر
ففي تانجشان، وهي مركز صناعي ضربه زلزال مدمّر قبل شهر من وفاة ماو، يقيم مؤيدو ماو احتفالات بذكرى القائد تضمّنت مهرجاناً يمتد ليومين ويحوي فقرات للشعر ومسرح الظل وفن الخط اليدوي وسرد القصص.
وتعرض صورة نشرها موقع هوان بوهاي الإخباري عدداً من المشاركين في الاحتفالات متحلّقين حول رايةٍ كُتِب عليها: "الرئيس ماو هو رائد الصين الأول".
وذكر موقع تابع للحزب الشيوعي أن طلاب المدارس الثانوية في هينغشو، وهي مدينة تقع شمالي الصين، تجمّعوا لرثاء "القائد العظيم" مع فقرات من "إلقاء الشعر الحماسي والرقص والأوبرا".
وأوردت الصحف الصادرة في العاصمة بكين تقارير تفيد بارتفاع كبير في أعداد "الحجاج الماويين" المتدفقين إلى ميدان تيانانمين، حيث يرقد الجثمان المحنّط للرئيس الصيني، وهو متاح لزيارة الجماهير منذ افتتاح الضريح الضخم عام 1977.
عند دخولهم إلى ساحة الضريح، يلقي المشيعون زهور الأقحوان الصفراء أسفل تمثال رخامي كبير للقائد الثوري، في مشهد تبجيل شبه ديني.
"لن تكتمل رحلتي إلا برؤية الرئيس ماو". هكذا يقول هوانغ شين في حديث لـ"جلوبال تايمز" أثناء وقوفه في طابور طويل بانتظار رؤية تابوت ماو هذا الأسبوع.
وعند رؤيته جثّة ماو لأول مرة، انهمرت دموع هوانغ، قائلاً للصحيفة: "لقد ارتبط جيلنا بشكل عميق بالرئيس ماو الذي قام بتشكيل مجتمع متناغم يستطيع فيه الجميع أن يثقوا ببعضهم البعض بلا خداع على الإطلاق".
وربما لا يثير الدهشة أن يتحول الفضاء الإلكتروني- في البلد الذي يقطنه أكبر تعداد للسكان الذين يستخدمون الإنرتنت، حوالي 710 ملايين حسب آخر إحصائيات الحكومة- إلى مكانٍ لإحياء الذكرى كذلك. تقول جلوبال تايمز أن حوالي 2.5 مليون شخصاً شاركوا في "حملة إلكترونية لإلقاء الزهور" لتكريم الربّان العظيم على تطبيق التواصل الاجتماعي "وي تشات" WeChat.
إلا أن هذه الاحتفالات لا تتناغم مع إجماع المؤرخين على مساوئ فترة حكم ماو. يقول المؤرخ الهولندي فرانك ديكوتر "أراه أحد أفظع مجرمي القرن العشرين". ويضيف المؤرخ الذي كتب ثلاثية عن فظائع حكم ماو "أتردد في أن أضعه في مرتبة أعلى من هتلر، لكنه يساويه رأساً برأس. وهذا تنافس صعب".
يرى البعض أن ديكوتر قد ذهب بعيداً في إصراره على هدم سمعة ماو، إلا أن بعضاً من المؤرخين الصينيين الجادين يصفون فترة حكم الديكتاتور الشيوعي بأنها ليست كارثية أبداً.
لقد أصيب الاقتصاد بالشلل، وتوفّي ما يقارب 45 مليوناً في ما يُعرَف بأحداث "المجاعة الكبرى" التي تسببت بها سياسات "القفزة العظيمة" الكارثية والتي هدفت إلى البدء في عملية تصنيع متسارعة جداً في نهاية خمسينيات القرن الماضي. وقد فقد ما يقارب مليونَين آخرين في "الثورة الثقافية" الصاخبة والتي امتدت على مدار عقدٍ من الزمن بدايةً من عام 1966 وانتهت رسمياً مع وفاة ماو في عام 1976.
"أحداث بشعة"
وقد كانت الأحداث من البشاعة لدرجة أن الحزب الشيوعي نفسه أقرّ بأن فترة حكم ماو ألحقت بالبلاد "اضطرابات جسيمة وخسائر كبيرة وتراجعاً".
ورغم كل هذا، يقول جيف وسيرسترون، أستاذ التاريخ الصيني بجامعة كاليفورنيا في إرفاين، أن ماو يظلّ شخصاً يحظى بالتوقير في بعض أنحاء الصين.
ويستغرب الكثيرون في الغرب أن يشعر الناس "بأي شيء غير النفور والبغض تجاه شخص كان مسؤولاً عن المجاعة الكبرى ومأساة الثورة الثقافية".
ويضيف وسيرسترون، محرر كتاب "تاريخ أوكسفورد المصوَّر للصين الحديثة"، أن البعض في الصين يرى أن "هذه الأحداث ليست إلا جزءاً من حياة ماو".
وعوضاً عن التركيز على الفظائع التي ألحقها بالصين خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، يتذكر الكثير من الصينيين هذا الأسبوع ماو 1949، ذلك البطل الثوري "الذي قام بتأسيس الصين التي يفخرون بها اليوم، والتي تلقي بثقلها في كافة المحافل الدولية".
يقول وسيرسترون عن هذا الاحتفال: "سيكون هذا تأبيناً انتقائيّاً للغاية، إذ ينتقي المشيعون بعض الأحداث من حياة ماو خلاف تلك التي تتناولها الأوساط الغربية خارج الصين".
ويقول زانغ، وهو أحد أعضاء أقلية صغيرة صاخبة من الماويين الجدد، إن الانتقادات الموجّهة إلى "القائد العظيم" هي نتيجة الدعم الراسخ الذي كان يوليه للجماهير.
ويزعم الأكاديمي اليساري أن ماو، الذي توفّي عن عمر ناهز 82 عاماً، قد جرت "قراءة حياته بشكل خاطئ، بل ربما جرى تجريحه والتشهير به" لأنه جرؤ على أن يدفع منفرداً بالنخبة الأكاديمية والإدارية لخدمة مصالح الجماهير. ويضيف زانغ "كان الرئيس ماو أكثر القادة انعزالاً في التاريخ الصيني".
واليوم الجمعة، يتجمع الكثير من المخلصين لذكرى ماو في شاوشان، إحدى المدن الصغيرة في وسط الصين، حيث ولد ماو عام 1893، وذلك لإحياء ذكراه وتأبينه. وقال أحدهم لإحدى وسائل الإعلام الحكومية: "نفتقد حياة المساواة والعدالة التي عشناها أيّام ماو".
وفي بكين، صرّح مصدر على صلة بالقيادة الصينية لوكالة رويترز بأنه سيكون هناك احتفالات رسمية لإحياء الذكرى يحضرها مسؤولون على مستوى عادي.
ويقول ديكوتر إن الدور المركزي الذي لعبه ماو في تاريخ الحزب الشيوعي يعني أن بكين اليوم في معضلة كبرى بشأن كيفية إحياء ذكراه. موضحاً أنه "من جانب، فإن بكين تدرك تماماً أن هناك نسبة كبيرة من السكان تعرف الآن بشكل تام مدى فظاعة شخصية ماو؛ لكن من جانب آخر، لا يمكن للسلطات في بكين أن تواصل مسيرتها من دون ماو. لذا فإن الحل الوسط هو أن تحيي ذكراه على مستوى محدود في بعض المدن الصينية".
ويتوقع المؤرخ الهولندي أن تسعى بكين إلى إسكات أيّة محاولة لاستخدام ذكرى ماو من أجل إحياء الجدل بشأن الأخطاء والفظاعات التى ارتكبها مؤسس الصين الحديثة. ويضيف "ستحاول بكين أن تتأكد من أن لا ينوي أحد تلطيخ صورة ماو أو تقويض صورته التاريخية، وهي إحدى أعمدة الشرعية التي يقوم عليها الحزب الشيوعي الصيني".
كما يقول الصحفي الصيني يانغ جيشونغ - الذي ساعد يوماً في كشف ملايين الوفيات التي تسببت بها المجاعة الكبرى أيام ماو - أنه لا يمكنه التعليق على ذكرى رحيل ماو. ويضيف: "آسف، لكنه ليس من الملائم أن ألقي بتصريحات"، وهو تعبير معتاد في الصين حينما يتلقى البعض ضغوطاً من السلطات لعدم الحديث إلى وسائل الإعلام.
Great Helmsman or ruinous dictator؟ China remembers Mao, 40 years after death Small but vocal group of neo-Maoists dismiss western focus on famine and chaos to praise the republic’s founder on anniversary of passing Portraits of Mao Zedong at Tiananmen Gate in Beijing. The Great Helmsman is still revered by many in China despite admissions by the country’s new leaders that his rule caused ‘grave disorder’. Portraits of Mao Zedong at Tiananmen Gate in Beijing. The Great Helmsman is still revered by many in China despite admissions by the country’s new leaders that his rule caused ‘grave disorder’. Photograph: China Daily/REUTERS Tom Phillips Tom Phillips in Beijing Thursday 8 September 2016 06.27 BST Last modified on Thursday 8 September 2016 22.01 BST Share on LinkedIn Share on Google+ On Friday morning Zhang Hongliang, a 60-year-old academic, will jump out of bed and make his way to a secret rendezvous in north-western Beijing to sing a song about Mao Zedong. Flanked by dozens of kindred Maoist spirits, the Chinese scholar will observe a minute’s silence before delivering a speech on the glories of the Great Helmsman’s 27-year-reign called: “Mao Zedong: the People’s Leader”. Later that day, after hours spent pondering Mao’s teachings, the memorial meeting will conclude with a rendition of The Internationale. “If we abandon Mao’s thoughts China will no have no future,” said Zhang, a professor at Beijing’s Minzu University and one of the country’s most outspoken neo-Maoists. “Without Chairman Mao there would be no new China.” Zhang is not alone. As the People’s Republic of China prepares to celebrate the 40th anniversary of its founder’s death, on 9 September 1976, similar memorials have been taking place across the country. 'What mistake did we make؟' Victims of Cultural Revolution seek answers, 50 years on Read more In Tangshan, an industrial hub that was levelled by an earthquake just over a month before Mao’s death, supporters marked the revolutionary’s passing with a two-day festival of poetry, shadow puppetry, calligraphy and storytelling. A photograph published by the Huan Bohai News website showed participants huddled around a banner that read: “Chairman Mao is China’s Number One”. In Hengshui, another northern city, a Communist party-run website said high school students mourned the Great Leader with “impassioned poetry recitations, dance and opera”. And in Beijing newspapers have reported a spike in the number of Maoist pilgrims flocking to Tiananmen Square, where the Chairman’s embalmed body has been on display since a colossal mausoleum was opened there in 1977. Once inside, mourners lay yellow chrysanthemums at the feet of a three-metre marble statue of the revolutionary leader, in a quasi-religious display of reverence. “My journey won’t be complete until I see Chairman Mao,” one 56-year-old pilgrim, Huang Xin, told the Global Times as he queued to see the casket this week. Mao Zedong on holiday in 1961 in Lushan. He died 40 years ago on 9 September 1976. Facebook Twitter Pinterest Mao Zedong on holiday in 1961 in Lushan. He died 40 years ago on 9 September 1976. Photograph: XINHUA/AFP/Getty Images Shedding tears as he saw Mao’s rubbery cadaver up-close for the first time, Huang told the newspaper: “Our generation has a very deep attachment to Mao, who created a harmonious society in which people could trust each other with no tricks at all”. Perhaps unsurprisingly in the country with the world’s largest online population - 710 million at the last government count – cyberspace has also been marking the event. The Global Times said almost 2.5 million people had taken part in an “online flower-laying campaign” paying tribute to the Great Helmsman on the social networking app WeChat. The commemorations sit uneasily with the widespread consensus among historians about the evils of Mao’s rule. “I see him as one of the greatest criminals of the 20th century,” said Frank Dikötter, the Dutch historian who has written a trilogy of books about the horrors of Mao’s rule. “I’m very reluctant to put him above Hitler but equal, head-to-head. It’s a tough race to win.” This is a selective commemoration of parts of Mao’s life, that aren’t the ones that we dwell on outside China Some believe Dikötter goes too far in his unflinching demolition of Mao’s reputation but few serious China scholars describe the communist dictator’s reign as anything but calamitous. The economy was crippled and up to 45 million people are believed to have died in the Great Famine caused by Mao’s catastrophic Great Leap Forward push for breakneck industrialisation in the late 1950s. Up to two million more lives are thought to have been lost in the tumultuous decade-long Cultural Revolution that began 50 years ago this year and officially ended with Mao’s death in 1976. Even the Communist party itself has admitted that period of Mao’s rule inflicted “grave disorder, damage and retrogression” on the country. Despite all this, Jeff Wasserstrom, a professor of Chinese history at the University of California, Irvine, said Mao remained a revered figure in some parts of China. Many in the west felt disbelief at how people could have “anything other than revulsion at somebody who was responsible for the Great Leap famine and the Cultural Revolution”. Chinese villagers build giant golden Chairman Mao Read more “[But] within China that is seen as just one part of Mao’s life,” said Wasserstrom, editor of the recently published Oxford Illustrated History of Modern China. Rather than focusing on the terrible calamities he inflicted on China during the 1950s and 1960s, many Chinese would this week remember the Mao of 1949, a revolutionary hero “who led to the creation of a country that they now take great pride in, that is able to throw its weight around in the world”. “This is going to be a very selective commemoration of parts of Mao’s life, that aren’t the ones that we necessarily dwell upon outside of China,” Wasserstrom said of this week’s memorials. Zhang, who is part of a small but vocal minority of neo-Maoists, said criticism of the Great Leader was a consequence of his unflinching support for the masses. The leftist scholar claimed Mao, who was 82 when he died, had been “misread and even demonised” for daring to single-handedly take on the academic elite and bureaucrats in order to defend the interests of the people. “Chairman Mao was the loneliest leader in Chinese history,” Zhang said. On Friday, like-minded devotees will congregate in Shaoshan, a small town in central China where he was born in 1893, to pay tribute to Mao. A 4m-high Mao Zedong statue overlooks farmland in Shaoshan, the former Chinese leader’s hometown. Facebook Twitter Pinterest A 4m-high Mao Zedong statue overlooks farmland in Shaoshan, the former Chinese leader’s hometown. Photograph: How Hwee Young/EPA “We miss the life of equality and justice experienced in Mao’s time,” one told state media. In Beijing, a source with ties to the Chinese leadership told Reuters there would be “low-key” remembrance events. Dikötter said Mao’s central role in the Communist party’s history meant Beijing was in a catch-22 situation over how to handle the anniversary. “On the one hand, they fully realise that there are large portions of the population who know perfectly well what a horrendous figure Mao was … On the other hand you can’t really do without him. So the compromise position is to have some sort of low-key celebration here or there.” The Dutch historian predicted Beijing would also seek to silence anyone attempting to use the anniversary to revive debate over the sins of China’s founding father. “The attempt here is to make sure that nobody really sullies that image, that nobody really undermines history, which is one of the great pillars of legitimacy for the Communist party of China,” he said. Yang Jisheng, a Chinese journalist who helped expose the millions of deaths caused by Mao’s Great Famine, said he was unable to comment on the anniversary of the Chairman’s passing. “It is not convenient to be interviewed,” he said, using an expression common in China when someone has been pressured by authorities not to speak out. “I’m sorry.” Additional reporting by Christy Yao.
|
|
  
|
|
|
|
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست