|
Re: لمن نرفع السلاح: مذكرات جنود مغمورون تتحو� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ساورد فقط عقب هذه المقدمة مقتطف بسيط من القصة(البداية). و تتحدث القصة عن شاب صغير قرر أن بدافع بالسلاح عما كان يؤمن به. و لكنه في النهاية يكتشف أنه وقع ضحية للدعاية الإعلامية و أنه كان مخدوعا. فيتخذ قراره بأن يتخلى عن قتال من كان يظنهم (أعداءه).و أن لا يرفع السلاح في وجهوهم. فيتعرض لمحاكمة عسكرية .و يُتهم بالخيانة العظمى. و يتم سجنه إلى أن تتم محاكمته. و خلال المحاكمة يشعر رئيس المحكمة(الضابط المكلف بالمحاكمة) بنوع من التعاطف مع الشاب المسجون و المحكوم عليه بالخيانة الاعظمى لتعامله مع العدو. و لكنه لا يستطيع أن يتجاوز القانون العسكري الموضوع. يتبع:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لمن نرفع السلاح: مذكرات جنود مغمورون تتحو� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الوقت لا يزال مبكراً و الشمس الصباحية قد بدأت ترسل أول أشعتها الباهرة على تلك المنطقة. و في خفة و هدوء دخلت أشعة الشمس من فتحات الكوخ الخشبي مسقطة على الأرض خطوطا من ضياء تتخلل ظلام الكوخ . و بدأ هو و يرقد بين صحو و إفاقة في التقلب كأنها يحتج على محاولة إيقاظه غير المقصودة. و لكن صوت الجلبة العالية و الصراخ الصادر من عدة أشخاص أيقظه بشكل مزعج و مفاجيء. استيقظ في وجل على صدى تلك الأصوات و بحركة آلية أطمأن لذلك الشيء الذي تركه قبل أن ينام ملازما له. ادار بصره ناحية الباب و اطمأن للحظات أنه لا زال مغلقا. نصف دقيقة مرت لملم فيه شتات أمره و حيرته ثم نهض بسرعة و حذر. ورفع البندقية التي ظلت ملازمة له قبل أن ينام. رفعها في عزم يشوبه الحذر و التوجس. هذا أول اختبار له منذ جاء إلى هنا المكان. يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لمن نرفع السلاح: مذكرات جنود مغمورون تتحو� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
من خلال قامات الحشائش الطويلة التي كانت تنتصب في عناد و التي كان يحاول تنحّيها جانباً في عزم و شدة كان يتقدم في بطء متحاشياً أن يصدر منه أي صوت. خطا خطوات في خط مستقيم ثم مال ناحية اليسار.و فجأة سمع حركة خافتة .ثم صوت أرجل تركض و أصوات خشخشة سريعة امامه و على الجانب الأيسر.تنبهت حواسه كلها و حاول هو يشرع سلاحه و هو يتابع مصدر الحركة و الصوت. شعر بالتهديد و الخطر الحقيقي قام بتعمير سلاحه بسرعة ثم رقد أرضاً بحركة سريعة و تلقائية. لم يعد يسمع إلا صدى أنفاسه المتلاحقة. مرّت الدقائق بطيئة و ثقيلة تحمل في طياتها الخطر.ظل منتظراً في ترقب و قلق هو على هذه الحال. اصاخ السمع و لكنه لم يعد يسمع أو يرى شيئاً. و بعد مرور عدة دقائق و لم تكن هناك ثمة حركة أخرى أو صوت نهض واقفاً ببطء و هو ينظر حوله في حذر مشوب باليقظة. سلاحه ممدود أمامه في وضع الاستعداد. سلاحه أمامه و في خطوات حذرة و أعين مفتوحة اتجه و هو مرخي سمعه نحو الحشائش الكثيفة. بالرغم من توقعه لكل طاريء و لكل مفاجأة. لكن تدفّق الدم المفاجيء في كل شرايينه و كأنه يود أن يخرقها حدث في ثانية و كذا قلبه يكاد أن يخرق صدره عندما انتصبت امامه خلال تقدمه تلك الأعين المفتوحة و الوجوه الآدمية الصامتة و هي تظهر بين الحشائش. من أنت! قالها بصوت حاول أن يكون حاسماً. فجاة تحركت الحشائش من حوله .تلفت يمنة و يسرة . من بين الحشائش كان هناك حوالي خمسة أجسام تنتصب فجأة أمامه. اكتفي بعرض هذا الجزء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لمن نرفع السلاح: مذكرات جنود مغمورون تتحو� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ملحوظة: المذكرات لا علاقة لها بمضمون و لا فكرة القصة و لا خط السرد. فقط المذكرات تتحدث عن استغرابهم لوجود مسلمين و مسيحيين ضمن الأسرة الواحدة دون أي توتر فتجد أحد الابناء مسلم و الآخر مسيحي و لكن دون مشاكل أو تعقيدات. القصة كتبت مسودتها قبل أربعة أو خمسة سنوات. كانت البداية سلسلة و منسابة إلا أن النهاية جاءت بعد ولادة متعسرة و لكنها في النهاية جاءت متوافقة مع موقف الجندي المتطوع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لمن نرفع السلاح: مذكرات جنود مغمورون تتحو� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
كتب مرة أحد الكتاب من جبال النوبة لا أذكر اسمه مقالاً يتضمن رثاء لوالدته و لذكرى أيام قضاها في صغره في قريته .فأعجبني المقال و السرد و علِقَت الصورة في ذاكرتي. فلما قررت كتابة قصة(الجندي) وجدت نفسي أصور الحياة في المنطقة و في بالي لمحات من الصورة التي كتبها ذلك الكاتب. و هو ما يسميه النقاد ب:التناص أي تأثير نص أو نصوص سابقة على الكاتب. كما أن الأحداث السياسية في ذلك الوقت كانت معينا لي لبلورة الفكرة. هذه بعض من الإشعاعات التي ألقت بظلالها و أنا اكتب القصة.و لا أنسى تأثير بعض التواجد في البيئة العسكرية بحكم المهنة. و لكن هل من مصلحة الكاتب أن يوضح المؤثرات التي أثرت في كتاباته؟ و هل تُحسب له أم عليه؟ و لكن هل انا كاتب؟ الإجابة للسؤال الأخير عندي: فأنا هاوٍ لذلك فأنا بعيد من بعض القيود المفترضة من الكاتب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لمن نرفع السلاح: مذكرات جنود مغمورون تتحو� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
فيما يتعلق بنشر هذه القصة أو ما يشابهها من موضوعات قد يجد الإنسان نفسه في موضع تساؤل إن لم يكن موضع تردد عن جدوى نشر مثل هذه الكتابات في المنبر. و ماذا يستفيد الأعضاء من مثل هذه الموضوعات أو الكتابات؟.و قد يقود ذلك إلى النقطة الأساسية و هي لماذا نكتب أساساً أو تحديدا لماذا أكتب؟ الإجابة على هذا السؤال طبعا تختلف من شخص لآخر.فقد يرى الشخص أن المشاركة ، مجرد المشاركة في الأفكار أو المشاعر أو وجهات النظر هو هدف في حد ذاته. و أحيانا قد يكون الباعث للكتابة حاجة نفسية بحتة و هي الرغبة في التواصل مع الآخرين بأي شكل كان من خلال كتابة موضوع ما. و قد يكون السبب في موضوع يهم الشخص و يعتقد أو يفترض بأنه يجب أن يهم الآخرين لذلك يلجأ لطرحه. فمثلا مثل هذا الموضوع الذي كتبته قد لا يهم الكثيرين و لكنه قد يفتح آفاقاً للتفكير أو التساؤل حول فضاءات أو مجالات جديدة أو التعرف عليها أو قدح الفكر للتفكير في مجالات لم تكن من قبل في نطاق الاهتمامات. اكتفي بذلك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لمن نرفع السلاح: مذكرات جنود مغمورون تتحو� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
القصة المشار إليها تتناول بشكل أساسي تأثير الإعلام في التزييف و في تزيين و تزييف الواقع و الحقائق.و يبدو أن آلة الإعلام عي الاداة الأخطر في رسم صورة الآخر و في تحديد من هو العدو و من هو الصديق. و لا زالت عالقة في الأذهان ما فعله نظام هتلر في العالم من خلال الدعاية و استخدام أجهزة الإعلام للترويج لايديولوجيته. كذلك القصة تتناول الوجه الآخر من المشكلة و هي موضوع الهوية. فاخطر ما في خطاب الهوية هو ليس في رسم صورة ال(نحن) أو (الأنا) بل في رسم صورة سالبة لل(الآخر). و لابد في خطاب الهوية من وجود ((آخر) طالما كان هناك(نحن) أو (أنا). و تحديد الأنا و الآخر يمهد الطريق للاختلاف و الاقتتال>> و ما الحروب التي قامت في تاريخ البشرية إلا كان الآخر هو الشيطان. فبطل القصة هذه تكونت في مخيلته صورة للآخر الشيطان و لكن لما تجاوز حدود الأنا عرف أن الآخر بشر مثله لا يختلف عنهم .
| |
|
|
|
|
|
|
|