يوميا يرمينا هذا الزمن بعاهة جديدة من جهلة الله المُعدّلين، زول عنده تلفون اسمارت به عدة تطبيقات منها الواتساب، جمعته الصدف بشوية ناس فاهمة ، منهم تمكن من حفظ عدد ست - مع انو الرقم كبير- عناوين لكتب سياسية وثقافية، وعبرهم تمكن من الدخول لكمية من المجموعات السياسية والتجمعات والروابط على تطبيق الواتساب ومواقع التواصل الاجتماعي -العندوا صحبه او قريبه سياسي/كاتب مخصوص للقشرة على صفحاتها-. الزول الفوق دا كل مؤهلاته -بفوق لما ذُكر- وصوله الى احدى الدول الأجنبية -عربية، افريقية، اروبية.........- أضافة لمعرفته ضغط زر التسجيل في الواتساب، ويجي الزمن الزيف دا يرمي علينا عشان ما يمسك بينا زمن ، هسي عليكم الله مقدار الجدل الدار حول حديث الزول السكران بتاع" عصد العصيدة بالأرجل" دا ما كان كفيل بتفنيد النظرية النسبية!. شخصياً لو ما كان الموضوع فيه جديد كنت ما حأنتازل عن مبدئي -غير مستعد للأستماع لأراء السُذج- ، سواء في الشأن العام او الخاص، وبالتالي غير مستعد لأدانة او تبرير أي فعل –او ر ده - ناتج عنهم لأنهم ببساطة غير مكلفين في محاكم الرأي، أو بدقة أكثر غير محسوبين في جرد حساب الأفكار، لأن هؤلاء السُذج - عادة ما يكونون من اشباه المتعلمين- قمة طموحهم هو لفت الانتباه وتنبيه الرأي العام لعبثهم، لأن ذلك سيمكنهم من ممارسة عادة التسلق التي "يموتون عليها" الحاجة الانا مؤمن بيها في التعامل مع النوعية الذي ديل هو القانون، والذي اذا ما كان عادلا يخرسهم للأبد ودا المهم، غير كدا تبقى الحكاية في صالحهم توتليا. قبيل بعد ما خلصت الجولة التانية من الاستماع لصاحبنا بتاع الجد العاشر سألت نفسب: تُرى هل كان سيأتي اليوم الذي يُذكر فيه اسم شخص يستهل خطبه بتذكير المستمع بعنصريته! فجاتني الاجابة على طول لا أظن -يا محمد- انو يوم القيامة ذات نفسه سيقتطع من وقته ثانية لأجل شخص بهذه الوضاعة . طيب يا ابو الدهب وكت أنت عارف الزويل دا ما بستاهل ثانية مكلف نفسك بكل هذا الردحي ليه؟
حأقول ليك ليه، لأن البوست مُش عشان تسجيل الزول العنصري او عشان ادانته لأنه أحقر من أن ينال ذلك، وإنما من اجل القطية البنريدها ، وعصيدة الدخن ، فبالتالي هو بوست فياقة وتريقة ما المقدمة عاليه فهي لفضح طرائق الغوغاء، وسياسيي التطبيقات االرقمية، وحيلهم من أجل خطف الاضواء . انتهى
نواصل ، التسجيل العنصري - بإعتراف مسجله- حوى الكثير من بضاعة الامس الكاسدة- وهو في الحقيقة لا يحوي سوى تلك البضاعة- من تنميط، وتحقير، وشنو شنو كدة ما عارف ، لكن الجديد هو القطية، ودي بالضبط النقطة الجديرة بالتأمل، ما عارف من وين لفق عار القطية دا ، سمعنا كتير من الانماط اللي اصبحت الان مُضحِكة جدا بعد إنتاج الحضارة البشرية للنانو تكنلوجي ، وفضيلة التعددية وعلمانية الله ورسوله ، لكن قصة القطية وعصد العصيدة بالارجل دي بالجد قوية ، وبالتالي جاب جديد الزول دا وسكرتوا ما راحت هدر ، اخخخخخخخخ حليلك يا القطاطي العامرة بالحب والحنان.
تلويح: الى السيد عثمان م صالح(بالانجليزي) كن حذر فهذا البوست يتبع لكتابات " مسخ الله في الزمن الانقاذي الرديء"
12-27-2016, 08:09 PM
Dahab Telbo
Dahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1165
انه العاشر من أغسطس الماطر ، ذلك اليوم من الشهر الغارق في البلل مثل كل أيام الخريف في قرى الجنوب ، اليوم الذي لن تنساه أبدا بأيامه التي سبقته والتي تلته ، سيظل عالقا في ذهنك مثل بُخسة أمك على شجرة منزلكم ، الآن وبعد أكثر من سبعين عام ترى أحداثة وكأنها حدثت للتو،طقوسه الاحتفالية ، نظراته المريبة ، سكاكين حنينه التي ناوشت قلبك الراعش خوفا من الفراق ، قالت أمك والحنان يحيل مقلتيها إلى شلالات دموع" فلسفة دي كمان قراية شنو؟" في ذلك اليوم الأشياء تلبستها غشاوة رمادية كئيبة أحالت كل مناظرها الملهمة إلى مسخ لا يلهم إلا بالفراق ، النساء الجميلات مثل الزهور البرية في مزارعهن تناقلن خبر مغادرتك بصيحات غارقة في عزق الحشائش ، نوّار السُنط الأصفر الذي ملأت به رياح المطر المكان عبق آسر ، أصبح لا يغازل الشاعر الغائب في زحام ذاكرتك ، زهرات الخريف اليانعات،خضرة الحقول ، السيسبان كلها أحالتها عينيك العاجزة إلى دمى بليدة ، قال أبوك بصوت موشح بكل عقود السخرية" هذا هو أخر مطاف المدارس أرسلتك لمطاردة الفلسفة " فأجبته بكل إعزاز وبجملة تعلمتها من كتاب "تاريخ الفلسفة الحديثة " الذي أهداك إياه معلمك " الفلسفة هي أم العلوم ".
12-27-2016, 08:12 PM
Dahab Telbo
Dahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1165
في أيام الوداع تلك وبين قطاطي قريتك التي تبعد من عاصمة الولاية مسير يوم باتجاه الشمس صرت تتحاشى لُقياها ، فابتساماتها -الحليب- توخز قلبك بإبر الرحيل وتستدعي من أدغال عقلك المتشابكة حنينٍ وخوفٍ ، بعض أنأت حُب تعِبة مثل نساء الحقول ، حمّلتك نحلات القرى ونسائها أمال تطوير بيوتهن ، حمّلك عمك الكهل "القطب كرامة"مسئولية رفع رأس الأسرة بعد آن سقاك محو ألواح "أم الصبيان" الصغرى والكبرى ، حمّلتك الطيور شجن شدوها والقمري النواح ، حمّلتك حوريتك السوداء أطنان من الوعد الصادق وبريق عينيها،وأنت الحائر بين جهل القادم والتَوق! ، قلبك مزقه التنازع القاتل بين الخوف والحنين ، ذلك التنازع الذي يشبه تنازع أراضي الميراث الخصبة ، حمّلتك أمك بالدعوات عندما تطوعت عربة الحصان بحمل بُقج "الدمسورو" و"الخميس تويرا( ) ووقف أهالي قرية"اللادوب" عن بكرة أبيهم يؤدون طقوس الوداع الباكية بعد أن منحوا أنفسهم عطلة رسمية عن مزارعهم على شرف الحدث الجلل لآل كرامة،ذلك المشهد -الذي عشته للمرة الثانية عند مغادرتك إلى دولة الزعيم الأوحد- ظل باذخ في دواخلك أبداً ، لأنه شبيه بتنصيب الرؤساء الجدد في دول الديمقراطية ، قبل تلك اللحظة المهرجان بليلة أديت طواف الوداع ، حدث كل ذلك يا حسين أيام إيمانك بالانتصارات الكذوبة ، أيام الأحلام بوطن تسوده العدالة التي ستقتص لمعلمك المُغرر به على سفوح جبال وادي صالح ، لم تتخيل وقتها إن ما أمن به الدكتور "جون قرنق"سيتحول إلى فوضى عارمة تجعل الزهرات تصدأ والوطن يتفتت مثل الخبز الجاف ، حتى "الصادق هامش" لم يكن ليتخيل ذلك المشهد البشع لتفتت الوطن عندما بذل نفسه رخيصة لقاء ما اقسم من اجله ، ولا قائده الذي لحق به بعد أشهر من موته ، الأشياء بدلتها السنون فبات العدل عملة نقدية تجلب كل مباهج الحياة إلا العدل ، سوف تجلس على شاطئ النيل الأزرق الدافق كثيرا لتتذكر ما أسميته "بالطواف الأخير" في ليلتك الماطرة ذات الكلبة الوفية ، كان الموقف شاعري عندما وصلك شعاع الضوء المتسرع عبر باب القُطيّة الموارب فأُصيب قلبك برعشة قبضت وتينة بقشعريرة هائجة حملت إلى الدماغ مباهج الوخزة الآسرة ، ذلك الوخز المُرسل على حين غرة مع وميض الضوء تُرجم الى إحساس غريب أُرجع عبر الخلايا العصبية سريعاً إلى مقر الوتين ببرقية عاجلة أجبرت الجسد المتهالك على النهوض من سرير الحبل بوثبة جنونية مع ظلمة الليل ذات الفرقعة الرعدية،بعثت-تلك الوثبة- في النفس شيئا من الفضول جعلها تسوق خطى مثقلة الى فناء الدار،كان البرق المتسرع يلهب فاتحا أحشاء الليلة الداكنة بمديته الضوئية،الليلة داكنة مثل سُخام قِدر أمك ، رياحها الجافة تهدر مع وميض البرق الموغل في التسارع"سوف تمطر بعد ساعة" تنبأت بثقة مزارع نزق عرف مواقيت المطر وكثافاتها ومن ثم سدرت في غيك، لكزتك عصى الفضول لتساوم الذهن المهتاج بجولة أخيرة في ثنايا القرية النائمة على ظلمتها الخريفية مثلما كنت تفعل أيام صباك،طاوعتها ببلاهة ، حددت المهلة المعطاة من سلطة المطر بفراسة الحقول العطِشة ومن ثم حزمت الخطى متخطيا عوداً يعترض باب سياجٍ من شوك الكِتِر،بدأت حملة صراع الطين خارجاً بمعركة "الحذاء البالي"حيث تصارعت رجلك اليمنى مع الوحل في محاولة يائسة للفكاك من مخالب الطمي،تدخلت اليد اليمنى على غرار الدول الكبرى لتنتزع الحذاء من الطين وتضعه مع صنوه تحت الوصاية اليدوية،اليد الأخرى تمتشق عصى من القنا سلاحاً ضد مناوشات الكلاب الليلية المشاكسة والتي تصل حد العض عند الغفلة،لم تهر كلابك الأربعة ولا نبحت،فقط بصبصت بصوت اقرب الى الصفير تحت قدميك وهي تحوطك مثل حراس الجنرالات،ثلاث منها رجعت الى الدار عندما بدأت الغوص في وحل الطريق،الجو الرطب به لسعة برد خفيفة،المطر الفاتر يبعث في النفس طراوة وتفتح مثل قصبة ذرة يانعة،العاصفة تتلبس الشجيرات وتعبث بفروعها مصدرة حفيف جاف كهدير الطواحين ،في الأيام الأخيرة أضحت الأرض الطينية لازبة جدا بسبب الأمطار الغزيرة والمتوالية،أصبح من المخاطرة التجول في القرية حتى في وضح النهار،الجنون أصاب كلبتك "جريبيس" لتعتزم هي الأخرى خوض المخاطرة. السماء الآن أرسلت وفدها الاستطلاعي،قطرات فاترة تنزل ووميض البرق يواصل الهذيان الراعد بينما أنت وجريبيس تغوصان في وحل لم يستطع ثني عزيمتكما مع المناوشة السماوية التي بدأت تزيد من قطراتها،تبلل سروالك الدمور الذي ارتديته مساءً عقب حمامك على البِركة،الكدر الكثيف مثل عجينة الصمغ أحاله الى كتلة ثقيلة كادت تقطع حزامه الرقيق،أصبح ثقيلا يجذبك للوراء مع موجة الريح العاتية،الشجيرات المشوكة تواطأت مع الظلمة ناصبةٌ كمائنها التي فككت منها ببصيرة العُميان،أشجار الهجليج أيضاً متواطئة،تضع ألغامها الشوكية تحت الطين وببسالة الجنود أنت تجتازها ، لحسن حظك إن ألغامها لا تبتر ألأعضاء فواصلت زحفك الوحل،وبمثل فوضى الموت في المعارك العبثية،تشتت أفكارك وأذناك الباردتين تصغ في إنصات تلميذ لصفير الريح بناي الشجيرات الدغلية،قلت معلنا:انه اللقاء الأخير،الجولة الأخيرة يا قريتي الباردة ثم توقفت تبحث في الظلمة عن جريبيس،تلفت يمنة ويسرة فلم تجدها ولما فطنت لغباء الالتفاتة في حلك الظلام أصدرت صفير متموج سرعان ما أتى أكله أنفاس دافئة على ساقيك،انحنيت مربتاً على ظهرها الخشن بفعل حُبيبات الطين الملتصقة ومن ثم أعلنت ثانية: "انه اللقاء الأخير،الجولة الأخيرة يا جريبيس،أنتِ شقية ولكنك محظوظة وبنت كلب!". رفعت رأسك ، وقبل الاستواء صفعك البرق بكفه -الضوء- فاسودت الأرض مئات الأضعاف في عينيك ، هتفت:"لعن الله البرق" ، ولكن في غضون لُحيظات تذكرت أية في القران توضح بأن الرعد يسبح بحمد الله فعاجلت بالاستغفار خشية من أن يُغضب تصريحك الأرعن الرعد فيضربك بتسبيحةٍ قوية تقصف بك ولعناتك الى ديار لا تشتهيها في لحظتك تلك، "ثمة علاقة وطيدة بين البرق والرعد لا يجهلها إلا أحمق مثلي" تفكرت. ومع البرق اللاحق لمحت جريبيس تتقدمك مثل قائد ميداني،سرتك شجاعتها طاردة روح الانكسار التي ظلت تلح" ارجع الى سريرك الحبل ودع الطين اللعين" صحت في اشمئزاز داكن:"يا جريبيس قال جدي وقبل ذلك هل تعرفين جدي؟ لابد من إن أمك حدثتك عنه فجدي هو من ربى جدتك وكان يسقي أمك حليب النوق،لابد من إنها حكت لكِ عنه فالكلاب وفية،هكذا كان يردد جدي أيضاً،على كل حال جدي رجل طيب واسألي أمك إن كنتِ لا تصدقين،سأخبركِ عن قوله المنشود فلجدي حكمة لا تنضب لذلك أحببته ، ليتك ادركتيه يا جريبيس ، كنت ستحبينه مثل أمك التي كانت ترقد على مصلايته الفرو ، تعالي إلي،تعالي لنجلس على هذه التلة فقد تعبت من صراع الوحل ، نعم الآن أنت تفهمين لا ادري لما أبي دائما ما يعلن بأن الإناث لا تفهم! ولكن لا تأخذي تصريحه محمل الجد فأبي ليس دقيقا على كل حال ، اقتربي لتسمعي حكمة الجد قال جدي يا جريبيس :ثلاثة أشياء لابد من الكف عنهن سفر الخريف واكل مالا يفيد وزواج بنت المعتوه ، تأملي يا جريبيس ، تأملي هذه الحكمة وعيشي تطبيقها الآن فجدي حكيما بما يكفي،ها نحن لم نصل وسط القرية بعد وأنهكنا التعب،لكن رغم ذلك سوف أتجاسر غدا وأسافر نعم سأسافر في الخريف ، ليس كافر بحكمة الجد،بل مغلوب على الأمر ، فقد دقت ساعة الرحيل في غير ما الزمن المناسب ، وقدر السُنبر دائما يبقى الرحيل ، جريبيس .. جريبيس أين ذهبتِ؟ تعالي يا ابنة الكلب ، كيف لكِ أن تتركيني أحادث نفسي كالمجنون تعالي يا ابنة العاهرة ودعي التسكع على الأرصفة الشوكية ، عودي أيتها الضبعة الضالة ، أتركِ تشممك الآثم على الشجيرات أيتها الرعناء ، صدق أبي عندما قال: الأنثى أتان ضالة بل هي شيطان بلا عقل،أنت بغلة وبغلة عاهرة".
12-27-2016, 08:18 PM
Dahab Telbo
Dahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1165
وثبت قائما وقد ملأك الغضب من التجاهل الكلبي لتواصل سيرك الضال،القمر بدأ بالظهور وراء دكنة السحب المستبدة بالفضاء،ألان هو وضاء ولكنه غائم مثل روح نقية يتلبسها مس،سوف يشرق لأن السحب بدأت تمور راحلة نحو الجنوب"هل سوف تمنحني المطرة فرصة لأكمل الطواف الأخير؟"تساءلت ومن ثم أجبت دون انتظار رد المطر"أظنها سوف تفعل فالأشياء أيضا تتفهم الظروف"ألان جريبيس تبصبص تحت قدميك لابد من أنها تعتذر فهي كلبة متحضرة إذاً،رغم هذا الريف المبلول مثل الدلو وأدغاله المتشابكة!،فالمتحضرون يتواجدون في الريف أيضا،القمر يشع نورا وكأنه سينشق أو سوف يتكسر بشظايا مِرآة ضوئية،المشهد يتضح مع تجلي القمر،قطاطي القش المسوّرة بالشوك،بيوتها الترابية العظيمة بنهاياتها الهرمية التي من قصب الدخن،تبدو أنيقة بقواعد طينية مربعة ودائرية،تشع نوراً وهي تحتمل عواصف الخريف احتمالها للأحزان،تتجمل كل صيف بتجديد ثيابها كأفاعي الأدغال،يطليها أصحابها بمزيد من الطين والروث،يجددون الأهرام بقصب دخن الموسم ويزينون قممها بالزجاج الملون،علب معجون البندورة ،صواني النيكل،قوارير الزيوت المستوردة ،مشروب الإستيم الغازي وكل شيء له بريق يصلح للزينة،ألان كل رؤوس البيوت تنير كقناديل سماوية يشعلها القمر،تهيج مع وميض البرق،فكرت فيها من الداخل،طروبة،يتجمع فيها الصغار والكبار في ليالي سمر بهيجة متحلقين حول النيران،جبت بخيالك مخازنها المليئة بالحبوب،الفول السوداني ، الدخن ، السمسم ، النبق ، اللالوب ، التِكو ، القضيم ، وحبات التبش الصفراء ، يأكل الصغار داخلها الفواكه البرية وهم يتبادلون الأحاجي الشعبية والخرافات يقرؤون قصار سور القران وفرائض الوضوء ،في البيوت الهرمية ترقد ألآت الحروب التقليدية، رماح صدئة ، دروع من جلود التمساح ، سيوف بأغماد من جلد الماعز ، كواكيب ، سفاريك. داخل البيوت الهرمية يجلس العجائز لإدارة أشياءهم في عزلتهم الأبدية،ينسجون الأسرة الجوالة بحبال السعف،يدبغون الجلود وهم يتبادلون الحديث مع نديداتهم من النساء وفي أيديهن إطباق السعف المنفوضة وهي تتوق للكمال،لاحت مع البرق بيوت هرمية جميلة أخرى،قواعدها من قصب الدخن،خلتها وقت الظهيرة عندما تجلس الفتيات اليانعات ليمارسن الثرثرة وهن يصنعن فوط الحرير ويطرزن المناديل،أكواخ عتيقة بهية ونضرة تغوص في وحل الشجيرات الدغلية وأمهات الأشجار التي تستخدم للقيلولة وكأنها وضعت بريشة فنان،بين الأودية وبرك الماء الراكدة،لوحة أرضيتها خضراء أحالتها الظلمة الى داكنة.
12-27-2016, 08:21 PM
Dahab Telbo
Dahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1165
"الآن بدأت تمطر بهمة أكثر، هل سيخلف المطر وعده؟" همهمت بتجهم ثم استطردت:على كل فأنا غير مهتم،سوف أكمل رحلتي ولو تحت المطر،فهل أنتِ معي يا جريبيس ؟ودون انتظار للإجابة أضفت صائحاً:غداً سوف أرحل يا كلبتي البليدة غدا سوف ألبي نداء العلم،أتعلمين يا جريبيس بأي صرح سأدرس؟ لابد من انك لا تعلمين فما دخل الكلاب بالعلم!،ولكني سأخبرك عساكِ تثيرين فضول بني جلدك تجاه هذا الشيء المهم،سوف ادرس "بالجميلة ومستحيلة"هل عرفتيها أيتها الضبعة الوسخة! أبي معارض لأمر دراستي منذ أن سجلتني أمي سراً في مدرسة "حجير تونو" وإلى ألان،فقد قال لي هذا المساء "دع عنك طريق المدارس فهو طويل وشاق ولا يجلب لك سوى الشقاء،ألان بإمكانك أن تصبح أستاذ بمدرسة القرية أو تنضم الى خلوة عمك لدراسة العلم الشرعي وتعليم الناس قواعد النحو فأنت ذكي بما يكفي لخلافة عمك في الطريق،اسمع كلامي يا أبني فالمدارس لا تجلب سوى المشاكل،أين ابن الفكي يحي بولاد ألان؟ مات غريبا مثل كلب أجرب، أنا لا احقد عليك ولكني حريص على مصلحتك فأنت ابني وغرة عيني،ولكن الأمر يتوقف بالأخير على قناعتك وما على الرسول إلا البلاغ " ما بكِ! هل ستكررين فعلتك ؟ سوف لن اغفر لك هذه المرة،عودي، اتركي شجرة العرد،فالعرد مسكون بالجنون أيتها الجنية المخبولة،ليس هناك ثمة كلبة بهذا الغباء،ارجعي أيتها الجنية العاهرة،سأعود أدراجي فهذه هي تخوم وادي امبالايا،سأعود بالطريق الشمالي كي أتمكن من الطواف بأم ضفاير وأم هوايم ومن ثم نختم بهجيليجة قبل أن نقفل راجعين إلى كريكير،فاللادوب جنة أيتها البلهاء،جنة علوية ألان أقدمها لكِ هادئة على طبق من ذهب ولكن ما شأن الكلاب والذهب،صدق جدي عندما كان يقول عندما ترفض أمك لبن النوق لتتهافت على العصيدة"الأرض مفروشة والكلب بحب رقاد الكوشة"،اروي لأبنائك بأنك شاركت في رحلة الطواف الأخير تحت زخات المطر وهدير الرعود يا ابنة الضبع الأجرب،لو كنت تدركين عظم اللحظة كما يقول معلمي كان الآن بمعيتكِ كاميرا فوتوغرافية للتوثيق . لا تحدقين في هكذا اعلم انك ألان تغمغمين بسخرية سؤالك السمج " أين كاميرتك يا مدرك!" لدي كاميرا ولكنها لا تعمل في الظلام لو تفهمين يا حمقاء. همهمت بكلمات كثيرة بعد أن تقدمتك جريبيس مثل قائد ميداني تتلصص الدروب الملتوية وقد أنهكك جلبابك البولستر ذي الطيات الألفية وهو ينز ماء وطين،لسعات برد قارسة تنهش دواخلك مع أرجحة تيار الريح الأهوج ،غبت في الأدغال تابعا جريبيس مثل منطاط هوائي تأرجحه الريح. بطريقة أكثر حكمة رددت:المفارق عينه قوية،ألان رجليك أثقلها الطين،جلست على ربوة رطبة وبدأت تنظيفهما بتكاسل وكأنك تنتظر احد ما، كانت الربوة تطل على دغل صغير لشجيرات سدر تتوسطه سنطة عتيقة عندما كشف لك البرق سر ذلك الدغل تنبهت الى انك ألان تجلس وسط "كريكير" فصدحت مستعيرا صوت عمك عندما يصعد منبره في خطبة الجمعة: كريكير يا نسيج الأماني الذي لن يستطيع فتقه سيف الرحيل،ديار الأمنيات والحبيبة،الآن وأنا أتوسطك جالسا مثل ثكلى تتوسط ذكرياتها وجميل لحظاتي تحفظها أشجارك،أتوسلك يا ارض المباهج والبوح الرضي أن تحفظي ما عليكِ،أهديني وعدا موثوق بان تذكريني عند الحبيبة قبل كل منام، آمين.
12-27-2016, 08:26 PM
Dahab Telbo
Dahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1165
نهضت بعد ابتهالك الصائح تبحث عن كلبتك التي كانت تجلس على قائمتيها وكأنها تناجي معك،عندما أدركت سكونها استطردت الابتهال في نجوى الحبيبة صائحا بصوت معضد بمباركة الكلاب: آه لو تطلين مع صنوك المشرق الآن! ، سترقص فراشات السعادة مزدانة برزاز البهجة المتطاير في أفضية الهيام وتتمايل أغصان الأشواق الطرية المبتلة بقطرات اللُقيا الحميمة،سيعبق أريج الصفاء هذه الباحة المفعمة بقدسية حضورك يا ذات الطرف المكحل،الآن تتقلص جميع أمنيات العالم لتكونك وتتحول ماسي الحياة ومر لحظاتها الى أفراح قدسية في رحلة طلبك المستحيلة،يا علوية الحضور،لو يظهر وجهك الهادئ مثل ليلة الميلاد بجبينه الوضاء ذا الوهج القاتل،سترقص الحمامات وينشد القمري الحان أعياد الحصاد يا يمامتي التائهة في بيداء الرحيل وليالي البرق ،آه لو أجدك فرحة في عيون كلبتي الساهرة،أو بسمة في ثغر السماء التي تضحك ببلاهة،لو أجدك الآن كما طيفك الساكن جوار الوتين!. إذ يحضر طيف تألقك الوضاء كما المساء ليحيل جفاف جوفي المحروق بنيران حرمانك جنة خضراء مثل حقول البندورة في الوادي الخصيب ،تسقيها ابتساماتكِ ويعبقها حضوركِ القرنفل،تحضر معه كل الأماني الجميلات مثل عذراوات "حجير تونو"وتتراقص في باحة القلب التي تسع العالم بأثره ،تتمايل طربا تحت السيسبان الذي غرستيه عند دخولكِ الفاتح لبيداء الفؤاد،تتدثر النشوة بثوب رقتكِ لترقص ببهاء الملائكة مغنية بصوت بلابل الفراديس العلية،ثم عبره تضحكين كثيرا كما عادتك وتشاغبين،تطاردينني،تبالغين في العتاب وتطلبين كأس شاي بهبان،ألحظ الغضب في وجنتيك الوضاءتين مثل حبتي مانجو عندما اطلب منك قُبلة،بعدما تطلقين شتيمتك الأبدية "ياسجمان". نعم أنا سجمان وسأزداد"سجم"وتعاسة في كل لحظة اقضيها بعيداً عن انفراج مبسمك المياس ودفق ضوءه الذي ينير كل ظلمة،تعيسُ أنا بدونك وتعيسة كل الدنيا التي لا تحتويك. أمّنت ومن ثم صحت:ألان سنعود يا جريبيس ..الآن سنعود.
قوموا الى عصيدتكم القدم بالقدم يرحمكم الله
تلبو
12-27-2016, 09:24 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
كلام جميل ويحمل معانى جميله عن أمكنه وأناس ليس هنالك أجمل منهم جمال لا تزوير فيه ولاخداع بل جمال فطرى طبيعى عفوى تتلمسه برحى أيدى الأعين وتراه بأعين القلوب المحبه العشاقه لكل بديع فيا عزيزنا والله لم أرى ولم أذق راحة وإطمئنانا كتلك التى قضيتها فى القضارف أنام فى قطية والقطية أروع من اى إهرام وأى قصر وقلعه، قطيه ترقص من جمالها لا تخاف عليها أن تنهار فى الخريف ولا يزعجك جوها فى الصيف فهى تتكيف وتعتدل مع كل مناخ أما العصيدة تلك فهى زاد الملوك ومتعة الحياة وأصالتها وليس هنالك طعام قط أجمل عندى من العصيده ومن يرى أن القطية والعصيدة منقصه فيا مرحى بتلك المنقصه وما هى إلا فال السعداء وشكراً لك على إنفعالك الجميل الواعى السمح.
12-28-2016, 06:49 AM
فقيرى جاويش طه
فقيرى جاويش طه
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 4922
العصيدة لأن الوجد "راقد" هنا فيطيب لي رمي دثار الحكاوي بعيدا للحديث عن نوعين او تلاتة انواع من نودار العصائد -بالاضافة لعصيدة المنافي إياها صاحبة تقلية التونة-. في تشبيه شايع جدا يطلقه البعض للتهكم من أحدهم قائلون ( فلان أقدم من العصيدة) بأعتبار انها حقيقة سرمدية ذي دوران الارض ومنازل القمر، لذلك من الطبيعي جدا يكون هناك إبداع في انتاج هذا الكائن القديم، ومن أعظم ابداعات الجماهير في انتاج العصيدة هو طبق القدح ،والقدح المقصود هنا إناء خشبي مخصص لوجبة عصيدة جامعة، يستطيع العشرات ألاكل من القدح الواحد، وكلما توغلت في بطن القدح وجدت من الكنوز ما يفرحك، حيث عادة يتم دس كور-جمع كورية- صغيرة داخل طبقات العصيدة، تكون هذه الأواني الصغيرة محكمة القفل مليئة بالعسل او السمن البلدي، وكلما وجد وفد من زوار القدح كنز هللوا صائحين. لنعد الى مسار حديثنا ،معرفتي بعصيدة الجير تُعتبر قديمة جدا – في حدود ما املك من حيز زمني- لأنها كانت حاضرة بقوة في ليالي السمر؛ أذكر ونحن صغار كنا نلعب لعبة " فوقُر درادم" والقوقر ذات نفسه من مشتقات العصيدة، حيث يكون جاف في شكل " دُراب" صغير، لكن طريقة (عصده) تماثل تماماً طريقة اعداد العصيدة خصوصا في بداياتها. يُعد القوقر ليؤكل باللبن الرائب. المهم؛ تحتوي لعبة القوقر على عدة مراحل ، منها سواطة العصيدة؛ والتي تبدأ بتسخين الأيدي عبر فركها ومن ثم دسها تحت ( الآباط) بغية المحافظة على سخونتها ريثما يأتي مدير اللعبة الذي سيأكل من العصيدة -عبر خدوده- ومن ثم يقرر اذا ما كانت عصيدتك "عصيدة جير وملاحك ملاح حرير" ؛ ام انها محض فتريتة بملاح "عيير،والعيير نبات اخضر ومُر يستخدم كملاح في الخريف. وقبل ما نخش على الجير حابي احتفل معاكم بإكتشافي للاسم الصحيح لعملية صنع العصيدة ، واللي هو العصد ( عصد يعصد عصيدة) إذاً ليس هناك شك في نجره؛ ولكن الغريب في الأمر هو؛ رغم التهامي لأطنان من العصيدة، وأستلقامي لجميع أنواعها - بما فيها ذات التونة- لم يفتح الله علي بإسم لصناعتها غير "السواطة"ولكن قالوا كان عمرك طال تشوف (عصد) العصايد بالنعال؛ إلا صحي يا العاصدين والعاصدات ؛ عصيدكم تحت القطاطي بالأحذية ولا حِفي ؛ عشان نقدر نقرر مقدار العار وكدة ماعلينا؛ اها عصيدة الجير كانت معروفة بالنسبة لينا لأنها صنيعة المناسبات الا ملاح الحرير لليلة ما عرفنا طعمه،طبعا سبب نسبها للجير واضح جدا لأن دقيقها هو جير عيش الدخن؛ يتم انتاجه عبر تكرير طويل لحبوب الدخن بالماء ومن ثم تبخيرها طبيعياً وعادة ما يستغرق الامر بضع، ليصفى الناتج على حبوب بيضاء هشة هي الجير ، عصيدة الجير لدنه ذي طبق الكاسترد، دائما ما يكون عليها ملاح تقلية فاخر؛ تنويه: (عصدها) لا يتطلب استخدام الارجل.
تلبو
12-28-2016, 07:09 PM
Dahab Telbo
Dahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1165
النوع التاني هو عصيدة "أم حليبين" ودي ذي اسمها (بتتعصد) بالحليب وبتتاكل به برضه سواء كان كاشيت - ملاح اللبن بالويكة- ام حليب طازج، وهي طبعا اكلة الرعيان في فيافي المنشاق ؛ وبتكون غالبا من دقيق الدخن؛ لأن ناس الغرب عندهم معلومة خاطئة جدا عن الذرة؛ بعتبروها ما عندها أي قيمة غدائية؛ وهي عصيدة مغذية جدا ؛بتذكر من حكاوي جدي عن ذكريات الظعن، قال كانوا في الصعيد الواحد فيهم لامن بهايمه يشوقرن ويلدن بكون خاشي في الحليب بالتقيل لامن بحس أنو "متقريف" للدواس؛ وذكر أن احد المتقريفين وقت ما لقى سبب يداوس بي أي أحد قام شال عكازه وطلع على النقعة وبدأ يورور- يتحرش- بالهواء بصوت عالي ( ام بالتراب يا الهوان الخيس ........ )وهكذا أستمرت المعركة ضد المجهول الا ان ذهبت تلك النوبة التي صارت حديث المرحال لعدة سنوات بحسب افادة الجد. أنا برضه كاكائن (عاصد) لي شوية ذكريات جميلة مع عصيدة ام حليبين؛ في صيف العام ٢٠٠٤ تمكنت من استغفال فصول الدراسة في الإجازة الصيفية؛ و سرت مع الظعينة حتى تخوم حفرة النحاس أقصى جنوب دارفور ؛ كانت رحلة بديعة جعلتني أدرك اليسير من جمال البداوة وأعرف بعض لوازم القوافل التي منها : الحَوِيّة: وهو سرج الجمل عادة يصنع من خشب شجرة الطنطب ويوثر بسيور من جلد الثيران ويستخدم للحمولات الثقيلة ، وهناك نوع اخر للجمال المخصصة للركوب يسمى بالمخلوفة او الحدبة ولها اسماء اخرى عديدة، وتتكون المخلوفة من الطافات وهي المقعد العريض الذي يجلس عليه الراكب خالفا رجليه، ثم الجرايد أو العصي أسفل الطافات للتثبيت والتوازن ثم العقفة أو القماري وهما عودان منحوتان عند مقدمة ومؤخرة المخلوفة، ويكونان من الابنوس ليضفيان جمالا على المخلوفة، وأخيرا النيس أو التلل وهي مخدات توضع تحت المخلوفة أو السرج لحماية ظهر الجمل، ثم يكمل الفرش بوضع فراء الخراف البطاطين، اضافة الى حبل البطان ، واللبب والتفر اللذان يثبتان السرج على رقبة الجمل وذنبه. الكلول: هو إناء فخاري لتسخين الحليب ، تصميمه مطابق "لحلة" الالمونيوم المستخدمه في (عصد) العصيدة ، ويسمى بالبُرمة ايضا، يعتقد البدو ان تسخين اللبن عليه يزيد من تكوين الزبدة (القشاطة). البُخسة : وهي قرعة كبيرة كروية الشكل من القرع المر ، بها فتحة صغيرة في أعلاها،مضفورة بالسعف بطريقة جميلة ، ولها قفل محكم وهي وعاء "لدق" اللبن اي ترويبه لأستخلاص زبدته التي يصنع منها السمن البلدي. القرفة أو المخلاية، وهي عبارة عن حقائب محلّية كبيرة جداً نُصنع من جلود البهائم ، كبيرة في الحجم , تستخدم لحمل العطرون والغلال ، توضع المخالي على جانبي البعير في السرج وأن كانت واحدة تعادل بالجراب وهو أ-ي الجراب - في ذات نفسه قرفة او مخلاية الا ان أسمه يشير الى معنى الشنطة الشخصية للبدوي. و ورد في طُرف القراف؛ أن بدوي ذهب الى قرية لشراء غله لأهله وما لقى غير ملئ مخلاة واحدة ، فقام عادلها بمليء نظيرتها بالرمل، وأثناء رجوعه لقي واحد في الغابة، وكان في أيده فاس يقصد الاحتطاب، فأصطحبه، وفي الطريق سأل المحتطب البدوي عن ما يحمله، فأخبره بأمره ، فقام ابو فاس قال لي: أنت بدل ما تنهك جملك بالحمل المضاعف دا ، ليه ما توزع العيش على المخلايتين وتعادلهن. ، البدوي عجبته الفكرة ونفذها على طول، ومشى الحال ، بعد شوية بدأ المحتطب بسؤال البدوي عن حاله، فقعد يعدد لي عداد مواشيه المئوية، وبعد ما خلص، رجع سأل صاحبه عن املاكه، فقال لي: والله انا غير فاسي دي حمار ضكر ما عندي. فأستفهم البدوي: في ذِمتك حمار ضكر ما عندك! قال لي : في ذِمتي عندها وقف البدوي جمله، وقال لي صاحبه: أنطيني فاسك أحفر لي تراب للمخلاية ؛ رأياً ما نفع سيده ما بنفعني. من لوازم الظعينة ، الجحفة او الشبرية (الهودج): هو حجرة صغيرة يمكننا اطلاق وصف المركب عليها لحمل متاع النساء على ظهر الإبل وتكون عادة مغطاة كي تستر النساء، الجحفة تصنع من الخشب المعروش بالعيدان الطرية وتغطى بقطعة مشمعيه حمراء ويزين بالخارج بقطع المرايا. الشملة تصنع محليا من صوف الإبل ((الوبر)) المطعم بخيوط الحرير وقد شاهدت صناعتها في تلك الرحلة حيث يتم جمع الصوف في فرش ويتم ضربه بعود لنتف او نفش الصوف ثم يتم دمله اوغزله باليد وذلك لتستخرج منه خيوط ه تسمي العزل يتم لفها في عيدان في شكل كروي وتسمى هذه العملية بالبرم وبعدها تبدأ العملية الفعلية لغزل الشملة ، حيث يتم تثبيت ستة عشر وتد من العيدان الصغيرة في الأرض بالاتجاهات الأربعة ليتم نسج الخيوط او الحبال التي تم برمها مع التطعيم بالحرير لابتداع اشكال هندسية رائعة وقد شاهدت السيدة البدوية تقوم بذلك بدقة مبهرة وفي يدها الة بدائية تسمي الخلال . تعتبر الشملة رفيق حاني في رحلة المنشاق الطويلة ذات الأدغال المتشابكة، ولها أغراض أخرى في شهور الثبات أهمها تزيين بيت العريس. نرجع لحديث القطاطي و(العصد) بـ ذات الحليبين صناعتها ساهلة جدا ؛ نوصفها ليكم كان في زول ناقصاه مسبة ، فهي بالاجمال عصيدة عادية أولاً تضع الحليب ،على النار تصب بعد تطعيمه بالقليل من الملح؛ تدعه حتى يغلي ؛ ومن ثم تسكب عليه الدقيق شيئاً فشيء و(تعصد)، وبإمكانك الاستعانة بتقنية الارجل لو حلتك " مُك" وبعد أن تكتفوا من عصيدة أم حليبين يمكنك القزقزة بشرب الغباشة ؛ وهي لبن فاتر مضافة عليه كمية قليلة من الماء وشيء يسير من الملح والسكر فيصبح مذاقة رائعآ وبلا شك سيساعدكم على عمليه الهضم .
تلبو
_____________________________ التعديل لحذف الكاف الزائدة من كلمة ( حديث) جنب الزول البنطط والتعديل الثاني والثالث لترتيب فوضى الاول
(عدل بواسطة Dahab Telbo on 12-28-2016, 07:25 PM) (عدل بواسطة Dahab Telbo on 12-28-2016, 07:36 PM) (عدل بواسطة Dahab Telbo on 12-28-2016, 07:46 PM)
ول ابا.. احييك على ابتداع هذه الطريقة الظريفة لمقاومة القبح بالجمال..!
قلت لي (تقلية تـُونة)..الموضوع ليهو علاقة بالكجيك؟
العصيدة ، ورد ذكرها الطيب في رائعة العزيز ابكر ادم اسماعيل (صوت الوتر السادس في قيثارة الوطن المشوه) ، وكأنما ابكر كان يقرأ الغيب والحال التي صارت فيها العصيدة مسبة واداة تحقير ..! فأبكر وقتها ، كان قد ادرك المفارقة العجيبة وحرص على توثيق ذكر العصيدة..
قمرٌ لبابٍ واحدٍ ومهاجرٍ بالعشقِ، منقطعٍ لدربٍ قاصدٍ، القلبُ زكته الخيولُ يوم الرحيل فكان ميلادُ المطر، هكذا… سحبٌ، دخان، برقٌ، رذاذ، وزفير ماعزتى وراء "التكل" النار والأبنوس، مدفأتي.. وعصيدة الدخن العتيقة "والكَوَل" بكاء أخي الصغير، سروالي الممزق من مطاردة السحالي والورل. وزجاجة السمن المخبأ في السياج، ولم يزل، في صدر أمي أميناتٌ أن تسوى قطعة الجاتوه من دخن العصيدة والحليب وأنا أحدد طاقة الإمكان في كتب الدراسة والحديث، ومزاعم الحلوى، وهو هوة الضرائب والعشى الليلي، ونقص الفايتمين. سألتُ أمي: كم توازي قطعة الجاتوه من دخن العصيدة؟ لم تجبني .. ساعةً،
وبنفس حس التوقع/النبوءة ، استشرف ابكر الأفق ، وحدثنا في رائعته (وصفة من زمن الجوالي) وهو يهتف ويناجي:
الغريبة في الأمر ياصديقي ، هو هوية الإستلاب والمسخ الهوياتي المشوه الذي يظن ان ثقافة البناء هي النموذج الأوربي الذي قدم الينا عبر المستعمر في العهود السابقة ، فاليوم لو حاولنا تتبع ثقافة العمارة في امسودان ، سنجد نموذج راسخ عبر السنين ، وهو نموذج الهرم ، الذي تحور الى نموذج القطية ، وهو نموذج شائع في كل انحاء امسودان ، والمستعمر كان اكثر ذكاءا منا حينما استوعب ثقافة ومزاج السوداني العادي ، فكانت القطية حاضرة في معظم محطات سكك حديد امسودان (وهي بقاع لم يراها انسان امدرمان الذي يظن ان الدنيا هي البيوت الصغيرة والأزقة والحواري وانها هي النموذج الحضاري الأوحد) وهي تبنى من الأسمنت ، ولكن فات على المستعمر ان القطية تتميز باسرار كثيرة للغاية ، وان بناءها بالأسمنت والطوب الأحمر يفقدها روحها ومعانيها..!
هنا يا صاحب ، بعض المواد التي تشرح القطية..اضيفها وانا استبطن مقولة سابقة لأستاذنا وصديقنا الدكتور حسن موسى ، الذي كان يتحدث عن فكرة (شرح العنقريب) ، ووقتها كنا نعقد حواجب الدهشة بان هل حقا انسان امسودان بلغ به التيه الى هذا الحد الذي يحتاج شرح العنقريب..!!..وصدقني اليوم نحتاج ان نشرح اشياء كثيرة للغاية..!
عجبني الحكي يا صديقي ، وهو حكي كثيف الدلالات والإحالآت لدرجة اني فكرت ان امارس عادتي في مثل هذه التداعيات بان اقدم الشروحات والإضاءات لبعض العبارات الكثيفة الدلالة..!
عارف الواجعني شديد شنو يا محمد؟..حكاية كلما الواحد يضيق بيهو الحال يجيب سيرة تشاد وامجمينا ، يعني بعض ناس امسودان عندها البيجي نازح من تركيا او سوريا او ارتريا او السعودية او اثيوبيا او الصومال ، هو نازح درجة اولى ولا يسب بجذوره التي قدم منها ، لكن اول ما نتوجه غرب ، عينك ما تشوف الإ النور..! وحينما سمعت التسجيل اياه ، قمت حمت عواصم الدول الأفريقية التي تقع غرب امسودان ، ياخي بلدان جميلة وعواصم اجمل من امدرمان بمليون سنة ضوئية..والله صحي..! لذلك صدق استاذنا عبد الله حمدنا الله حينما خطاها واضحة: امدرمان مدينة مصنوعة ، وللأسف صناعة سبيدر ساكت.. وسوف اضيف بعض الثقافات عن العصيدة ، ولاحقا القطية..فالقبح يمكن ان يقاوم بالجمال الباهر ، ونحن لدينا ما نملك من ثروات طيبة وزاخرة ومدهشة..! هسه عليك الله يا محمد صاحبنا بتاع الجد السابع ده لو مرقت ليهو ناس بتحسب لغاية الجد السبعين يودي وشو وين..!..يعني باقي ليك ح يسوينا آلهة ولا شنو العبارة..!
كبر
12-29-2016, 05:42 AM
محمد البشرى الخضر
محمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869
أيوااا يا كبر, دا التعبير الرايح لي من أمس وأنا أقرأ كتابة دهب التي توزن بالذهب جا في بالي قصة اخراج الحي من الميّت لكن ما حسيت بيها مناسبة فعلا دهب يحارب القبح بالجمال و الجمال الجميل جد جد
شكرا يا دهب ياخ, بقدر ما عكّر ذلك التسجيل التــافه المزاج, عدّلته كتابتك الممتعة دي, يديك العافية
12-29-2016, 07:07 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
كتر خيرك يا صديقي محمد البشرى.. هل تصدق كنت ، من غشامة ، مجهز لي بوست اسب ليك فيهو الحزب الشيوعي واخونا بتاع التسجيل اياه ، وهو عندي رجل شجاع للغاية لأنو بيتحدث عن جانب المسكوت عنو..ولكن..! في الخيط ده ، اتعلمت حاجة علي يد محمد دهب تلبو ، حينما قال: ان ذاك الشخص لا يستحق حتى الإدانة..!! ويظل دهب امتداد لأصوات كتيرة ومغيبة في المشهد السوداني ، خصوصا صوت الرواية والحكي الجميل ، فهو امتداد لصوت ابراهيم اسحق ، يحي فضل الله حماد ، ابراهيم سلوم ، ابكر ادم ، بريمة محمد ادم ، عزت الماهري ، وغيرهم كثر ، رجالا ونساءا..!! عارف يا ود البشرى ، لو قمت بحثت في قوقل وجبت خريطة امسودان ، تحديدا دارفور ، ح تلاقي دهب بيكتب عن واقع محصور للغاية ، واقع جنوب دارفور..وحينما يكتب ، صدقني بتكون في خاطرو واقعة ان يتكلم/يشعر/ يكتب امثال الأمدرماني مبارك المغربي ، ويلحن ويغني صلاح بن البادية (ما عشقتك لجمالك وانت اية من الجمال) ويطوف ويطوف في كل انحاء امسودان السمحة لغاية (من رهيد البردي لوحة)..!! اها ناس دهب ديل ، ياهم الدايرين يورونا فكرة (اية من الجمال) بتاعة مبارك المغربي ديك..! وستظل امسودان جميلة يا محمد البشرى ، والأجمل حرص البعض على فعل السدانة ، حتى تستمر جذوة الجمال ، مثلما كانت من قبل ، ومثلما كانت اليوم ومثلما تكون في الغد..!! دهب واحد من سدنة جذوة الجمال في امسودان يا صديقي ، وسيظل..!! كبر
12-29-2016, 07:12 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
سنة 1990 ، وانا كنت طالب بجامعة الخرطوم ، قام واحد من اولاد عمي اتلحني ليك وقال لي الإ تمشي تقضي معانا الإجازة في حلتنا ، وحلتهم قرية صغيرة في بحر ابيض اسمها كرري (تيمنا بكرري الواحدة دي) ، واهلها يتباهون بانها اخر وحدة في حدود مشروع الجزيرة غربا..! اها قمت مشيت معاهو..! ياخي الجوع قرب يسقط حجري..! طبعا ناس الحلة ، تحديدا بنات الأسرة ، جاتهن فكرة عبقرية وعجيبة انو وليد البندر ده شبعان في الرغيف ، ومكتول شوق للحاجات البلدية ، اها الكسرة والعصيدة..! العصيدة يا صاحب ، تجي الديوان ، والتقلية حايرة فيها بدهنها وشرمـــــوطها ومحدقاتها ، لكن تلات لقمات ويقفن ليك في زورك..عارف ليه؟.. هناك يا صاحب عندهم فكرة عجيبة في صناعة العصيدة ، يستخدمون عجين الكسرة الحامض داك ، والعصيدة بتكون لينة وحامضة حموضة تقف ليك في زورك..وده كلو هين..! طريقة صناعة العصيدة ، سواطة العصيدة بروايتنا ، وعصد العصيدة برواية الحناكيش ، امرها عجيب يا دهب.. اول حاجة مافي كلول ولا برمة ولاحلة المونيوم ، انما العصيدة بيصنعوها في الصاج بتاع اللحمة.. ولغاية هنا الأمر هين..! المساويط مافيش نوهائي (متذكر رائعة عزة الماهري: مساويط الرماد..؟!!)..وانما البنات بيستخدمن الة عجيبة وهي الجرايـّة/ الحشاشة ام قرينات (قرين حشاش ، ويا ناس المنبر قرين حشاش طائر وانسان الغرب في امسودان صنع الة من الحديد تشبه اجنحة هذا الطائر وهو طائر) الواحدة القاعدين نستخدمها في تجهيز الأرض لزراعة الفول السوداني..او غلة الدخن..!! اها الطريقة دي خلتني اشعر بالتحسس ، وطعم العصيدة ، عطفا على الحموضة ، بقت حديد حديد (يعني طعم الصدأ)..! وطبعا عارف حكمة اعمامك اياهم ، عمي ادريس كان بيراقبني وعرف انو الزول ده الشغلانة ما راكبة ليهو في راسي ، وذات وجبة فطور ، ونحن في الديوان ، قام نادي زوجتو ، وهي عمتنا ، وصاح: الفكة.. الفكة (اسمها زهرا ، ولقبها الفكة ، حينما كانت الفكة في امسودان قطع فضية رزينة من شاكلة الفريني اب قرشين والشلن والريال ابو طارة)..! اها عمتي زهرة الفكة ، اتلفعت بتوبها وجاتنا في الديوان ، ووقفت زي وقفة عماتك ، الوقفة الخجولة السمحة ديك..! قام عمي ادريس قال ليها: ول ملاح الجوع كتلا كلو كلو..امشي سوطي ليهو عيش (ملاح هو لقب والدي عليه السلام ، عمكم النور ملاح)..! قامت عمتنا زهرة الفكرة رجعت ، ونزلت واحدة من حللها الجميلة المدخرة لذات بوش ما ، ومسواطها الأبنوسي الأنيق ، وساطت العصيدة وجابتها..! اها ، لمن العصيدة الأصيلة جات ، قريبك وقع ليك فيها ، والناس تعاين..!! وحتى نهاية تلك الإجازة ، كانت عمتي زهرة هي من تسوط العصيدة ، طبعا البنيات الشباب مسكتهن الغيرة ، وقام عم ادريس قال ليهن: عيال الغرب عوافيين شديد ، وما بتقدر على مزاجهم الإ حكامة واصلة..!!..ياخي عمتي زهرة فرحت جنس فرح واستعادت كتير من ذكريات شبابها..!!
كبر
12-29-2016, 07:30 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
تصنع من دقيق الدخن (القمح الغيني للحناكيش) ، وميزتها اضافة الملح في الموية قبل سواطة العصيدة (طبعا العصيدة العادية لا يضاف الملح) ، بعد داك ملاح هذا النوع من العصيدة يكون من السمن او الزيت الأصلي (زيت الفول السوداني او السمسم ، يعني زيت بذرة امباز القطن ما بينفع معاها)..تاكلها لمدة تلات اسابيع تصارع الحيطة ، وهذا مجرب وعلى ضمانتي..!
البوسيك:
ويسمى عشا الرعاوية/ الرعاة ، وهونوع من العصيدة شبه الجافة ، وتصنع في شكل كرايات صغيرة اشبه بفكرة.. الـــــ Meat balls واذكر كنا نحملها في اكياس (خرطويات) ، وحتى اللحظة اذكر حينما كانت عمتنا الزريقة بت الخليفة تحذرنا تحذير شديد اللهجة بان لا نخرب كوريتها الألمونيوم.. في تلك الأيام كنا نسرح بالبهائم في شغلانة اسمها المبيت/المبايتة ، وتكون في فصل الصيف ، حيث يخرج الرعاة (نظام نحن وكده) الى اخذ مراح الأبقار لفلوات بعيدة ، ونقضي الليل بعيدا عن الفريق (طبعا فكرة عجيبة ومدهشة: منها ان تسرح البقر وتجد ما تسد به رمقها ، ومنها ان يبعد اهل الفريق الشباب المراهقين بعيدا عن الفريق..والله صحي..!!) في المبايتة ، عادة يتحرك المراح من الفريق بعد الظهيرة (حوالي الساعة الرابعة أو الخامسة مساءا) ، ويحمل الراعي خرطوية فيها البوسيك (العصيدة المجففة) ، وبخسة للموية ، وكورية المونيوم اوطلس ، بحسب ما يكون الحال..! ونحن الرعاة بنكون تابعين البقر ، والبقر بتسرح وتسرح ، وهي تبحث عن الكلأ (العشب الجاف) النادر ، لذلك لابد ان تذهب لمسافات بعيدة..! حوالي الساعة التاسعة مساءا ، ونحن في الفلاة البعيدة ، بتكون البقر شبعت وفكرت في الراحة ، فبنقوم نحن الرعاة نرتاح برضك ، ونفكر في تجهيز العشا..! بنقوم نحلب البقر ، ولأنو عماتنا ، امثال عمتي الزريقة بت الخليفة عليها السلام ، بترفض انو نضع الكورة/الكورية في النار مباشرة ، فبنقوم نعمل حيلة عشان نسخن بيها اللبن عشان ناكل بيهو البوسيك (العصيدة المجففة) ، اها بنقوم نلقط حجارة صلبة ونضيفة بعض الشئ ، وبنقوم نغسلها ، ونولع نار ونضعها في النار ، ولمن تسخن بنقوم نرميها في ماعون اللبن ، طبعا اقل من ثواني بيفور اللبن ، ونقوم نكب عليهو البوسيك وناكل..!!!!!!!
النوع التالت من انواع العصيدة..
العـــبــّـود التكارو: هذا النوع من انواع العصيدة ، في ثقافة البقارة يسمى (عشا العريس) ، ويصنع في المناسبات ، وصناعته عجيبة ومدهشة..! بتقوم امهاتنا ، بيعملنا العجين ، وبيقومن يقطعن العجين في شكل دوائر اشبه بنوع الخبز الشايع في نورث امريكا ، والسودانيين وغيرهم بما فيهم جعفر ابراهيم ، لمن يمشوا السوق بيشتروا كيس عيش صغير الحجم ، يعني مرات الكيس بيكون فيهو تقريبا تلاتين الى اربعين قطعة ، وهذا الشكل يشبه شكل عصيدة العبود التكارو..!! المدهش في صناعة عصيدة العبــّــود التكارو ، انو الخبز يتم عرضه على البخار ، وبالتحديد بخار اللحمة.. الفكرة ، امهاتنا بيقومن يسلقن اللحمة ، ثم بيعزلن اللحمة عن المرق ، وبيقومن بيعملنا قطع خبز/عصيدة العبود التكارو ، ثم بيجيبن اعواد تضع في شكل كاروهات على فوهة برمة العصيدة ، وبيضعن الخبز فوق تلك الأعواد ، لتنال السخونة عبر بخار المرق..!! يعني عصيدة تصنع بالبخار ، بخار المرقة.. Soup steam ياخي شغلانة اسكت ساكت خليها..!! كل هذه الأنواع من العصيدة تصنع/تساط/تعصد باليد ، اليد التي تضفر البروش الأنيقة والمناديل الحرير الجميلة ، ولادخل للأرجل بها..!! فان كان انسان امدرمان يعصد ملطم الطين بارجله او ملطم الزبالة العفنة بارجله ، فهذا ليس معيار يطلق في حق العصيدة..والله صحي..!
ثم حكوة اخيرة يا دهب عن هجايص خميس طويرة..!!
كبر
12-29-2016, 07:52 AM
MOHAMMED ELSHEIKH
MOHAMMED ELSHEIKH
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 11848
حبابك استاذي وأبقى لآ داخل؛ أولاً شكراً لصفاء سريرتك التي يحاول السذج تعكيرها على الدوام تانياً شكرا لأستتشفافك للجمال من هذا الركام المهزوم فنحن أهل السودان مواجهون بتحديات كثيرة خلفها اجدادنا وأصطحبتها الاجيال. اليوم ؛ اذا ما واجهني احدهم بما يسمى " المسكوت عنه" أو " حديث القعدات الخاصة" وبالمناسبة جميع القعدات الخاصة لها ما يميزها - حتى جلسات العاصدين- المهم؛ اذا حدث وجا واحد مفتكر انو جاب الزيت ذي صاحبنا السكران دا؛ فكل ما يثيره في هو الشفقة، أي وحات الله الشفقة الواحدة دي، وبعدها سيعلم أنه أُسقط من الوجود بالنسبة لي- في طريقة بعت لو تاب وكدة - ؛ لكن كوني اعتبر كلامه اساءة او استفزاز فدا الشرف اليسمه .
سعيد بيك ، وأربط الحزام عشان حناخد لينا مرقة على نواحي انجمينا ، عشان ما نقدر (نعصد) النوع التالت من العصيدة
مودتي
12-29-2016, 04:24 PM
Dahab Telbo
Dahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1165
حبابك، وجيدا جيد فيما يخص النوع محل الاستفسار استاذي الشيخ فالعصيدة دي بالذات هي حاضرة بشدة، خصوصا في العزيب، أو الشوقارة، وهي رحلة قصيرة (من30-45 يوم) بيقوموا بيها شبان البقارة الذين لم ينشقوا في الصيف لملاقاة الخريف تجاه الجنوب، والرحلة دي سُميت بالعزيب لأن القائمين بيها دايما بكونوا عزابة - كل مراح معه راعي وكليف- وطبعا البقر لامن تشوقر وتشبع من قش الخريف بتلد و "بتدر" لبن كتير فبتكون وجبات اصحابها كلها لبن. العصيدة دي يا استاذي بسموها أهلك في الغرب بـ( أم عطيرنه) لأنها محتوية على كمية صغيرة من العطرون - وما عارف السر من العطرون شنو، لكن لو قريناه مع العزيب بكون ليه مغذى- طبعا أهلك البقارة عندهم زهد عجيب تجاه السُّكر ، استاذنا كبر يمكن يكون ادرى بالاسباب الخفية ، لكن الظاهر لأنهم بكونوا في الخلا ، بعيدين من الاسواق ، المهم عشان كدة حتة انو العصيدة يضيفوا ليها سكر دي ما ظنيت الجماعة ديلك حيتقبلوها، ميزة عصيدة (أم عطيرنة) أنها بتكون صفراء، وطاعمة لامن تاكلها باللبن الحليب، ولطالما فطرنا بها دغش قبل الذهاب لمدرسة نيالا الجنوبية.
دمت استاذي وسعيد بيك والله
مودتي تلبو
12-29-2016, 05:24 PM
Dahab Telbo
Dahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1165
نرجع للحديث عن انواعنا الثلاثة، انت عارف يا استأذنا كبر أنا لاحظت " تمامة الجرتق" بتاع انجمينا، لكنها كأضحوكة بالية تظل غير معدودة ، ولو أن صاحبنا –وجمع المتعالين جهلا على أنجمينا- قرأ الرواية المطبوعة في الخرطوم وعن دار عزة اليسارية المنشأ والتوجه المسماه " انجمينا مدينة لكل الناس" لكان رأيه غير؛ الرواية للكاتب التشادي أدم يوسف موسى، وفيها واقعية ساحرة، انت عارف؛ الكثير من السودانيين بفكروا في الشعوب على اساس موقعهم من الخريطة، فلطالما أنت تحتهم –غرب الخريطة- فذلك يعني بأنك ادنى منهم ثقافيا وحضاريا بل وانسانياً ، وأن مركز التقدم والحضارة يتمركز في دول الخليج والشام ومصر؛ والفهم دا غير مقصور على اتجاه معين او مدينة معينة من السودان العريض- يظل الجنوب استثناء لأنه خارج تجربتي- ولكن لسخرية القدر أنو الناس دي غاضة النظر – أو غير مدركة أصلاً- عن أن مركز الحضارة البشرية الحالية – اروبا وامريكا الشمالية- يقع تحت السودان في الخريطة؛ عشان كدة الناس تعمل حمد لبد من تهويمات الجهلة. تتخيل؛ أول بلد أجنبي شفته كان أفريقي، أخضر جميل، فتّان –أي والله- رغم أني وقتها كنت غير واعي بفتن الطبيعة، و ظليت محتفظ بالكثير من مشاهد تلك الرحلة، وبعض من الحاجات الفريدة – حتى هذه اللحظة- التي جاء وقتها.
عصيدة دقيق الموز
أي الموز الواحد دا هو محطتنا التالتة في رحلة (العصد) المجيدة دي، (عصيدة دقيق الموز) أسميها هكذا لأني غير مدرك لأسمها الحقيقي، سألت الوالد ذات مرة عن أسمها وكلمني بيه، لكن سقط للمرة الثانية في زحام الأحداث، على العموم هي عصيدة لذيذة جداً، تذوقتها لمرة واحدة فقط ولكن طعمها بقي خالد في الذاكرة، كلما تذوقتُ إصبع موز استرجعته الذائقة؛ كان ذلك في صيف ١٩٩٨ عندما اصطحبني ابي معه الى مدينة بانقي عاصمة أفريقيا الوسطى في احدى رحلاته التجارية للمدينة الاستوائية الجميلة ؛ كنت حينها قد أنهيت لتوي العام الثاني في المدرسة الابتدائية، طفل لحوح يحبه ابوه ، وذلك ما أهلني لتلك الرحلة الشاقة، استغلينا لوري كبير من لواري البن كان يخص صديق للوالد، وأذكر كيف كنت مبهورا بزينة غرفة قيادة اللورى الحريرية، مثلما أذكر جمال تلك المدينة السندسية، بيوتها واسعة، متباينة بين البناء الثابت و(القطاطي) ، سوقها ضاج بالتجار والبضائع ، لم ألحظ أي فرق في سوق المواشي الذي كنا نذهب اليه كثيرا، لأنه مرام الذهاب – أما الاياب فهو بالطبع يخص البن- كل ذلك ظل رابض تحت الوتين كأمنية عصية ، و أيضاً اذكر جيدا كمية الرهق والضجر اللذان كانا يتملكاني عندما وصلنا المدينة، - سبب الاستياء فقد والدتي وأخواني - كان صاحب اللوري العم ادم جادو، معنا أيضا؛ ولكني لا أدري كيف تبدد كل ذلك النصب ليحل محله إعجاب منقطع النظير بالمدينة الممتلئة جمالا ، قضينا هناك ثلاث أسابيع فيها أنجز الوالد مهامه ومن ثم عندنا . كانت المدينة تعني بالنسبة لي الفاكهة المبذولة بسخاء ؛ الولائم الدسمة التي كنا ندعى لها يوميا تقريبا، والحنو والمحبة من أصدقاء الوالد ثم زحام المارة في سوق المدينة؛ إضافة الى طعم عصيدة الموز ؛ شاهدت في الطريق من والى محل إقامتنا و السوق لاحظت الموز المقطع والمعروض في مشمعات لأشعة الشمس بغية تجفيفه ؛ وقد اخبرني أبي لاحقا أن ذلك الموز المجفف هو مصدر طحين عصيدة الموز الحلوة التي تناولناها في منزل العم حسن الساير في تلك الرحلة الآسرة. المهم عصيدة الموز تؤكل بأي ملاح رغم إني جربتها فقط في ملاح تقلية ؛ اما وصفة ( عصدها) فلا علم لي بها ؛ ولكن كما بين العم كبر فليس للأرجل مهمة في صناعة العصائد.
تلبو
01-10-2017, 10:04 AM
Dahab Telbo
Dahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1165
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة