فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسلام والطبقة الوسطى وربيع الأمم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 10:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-17-2016, 09:43 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسلام والطبقة الوسطى وربيع الأمم
                  

01-17-2016, 12:26 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: osama elkhawad)

    في كتابه الجديد "النظام السياسي والتحلل السياسي"، يخصص فوكوياما فصلا بعنوان " من 1848 إلى الربيع العربي"، يورد فيه موجزا لاحداث الربيع العربي، ثم يتحدث في ص 427 أن " بعض المراقبين يعتقدون أن الأقطار المسلمة أو العربية تواجه عقبات خاصة في سبيل التحول نحو الدمقرطة ، غير موجودة في أقاليم أخرى من العالم، ذلك أنه الاقليم الوحيد الذي لم يتأثر بشكل كبير بالموجة الثالثة من الدمقرطة. يعتبر الاسلام او الثقافة العربية بشكل ما مسؤولين عن مقاومة الديمقراطية الليبرالية. لقد انتهت كل تلك الحجج البسيطة التي ترى أن العرب استثنائيون وانهم بشكل سلبي يقبلون الديكتاتورية، انتهت تلك الحجج بوقائع بداية سنة 2011".
    ويقول في نفس الصفحة انه بعد مرور اربع سنوات على الربيع العربي، يبدو ان التوقعات بعدم امكانية تأسيس ديمقراطية ليبرالية في دول الربيع العربي، هي توقعات صحيحة، وان ظهور حكومة على النمط الديمقراطي الليبرالي لا يبدو قريبا، باستثناء تونس.

    لا يوافق فوكوياما المراقبين الذين يرون ان الربيع العربي لا يمثل موجة ديمقراطية وانما يمثل تأكيدً ذاتياً لهيمنة الاسلام السياسي، وفي أحسن احواله سينتج ديمقراطية غير ليبرالية، وفي أسوأ الأحوال سينتج انتشارا للإسلام الراديكالي والفوضى المستمرة. ويقول ان أولئك فشلوا في ان يتذكروا كم كانت سيرورة دمقرطة اوروبا طويلة وفوضوية وعنيفة.

    يرى فوكوياما أن هنالك فروقا واضحة بين الشرق الأوسط وأقاليم مثل شرق اوروبا وامريكا اللاتينية ابتداء من الثقافة وتأثير الإسلام. ويرى في نفس الصفحة أن أوروبا القرن التاسع عشر تمثل سابقة أفضل للتحولات السياسية في الربيع العربي، اكثر من الانتقالات الديمقراطية في الموجة الثالثة التي حدثت في من سبعينيات ح القرن العشرين ومابعدها. ويرى انه في حالة امريكا اللاتينية وشرق اوروبا فنحن بإزاء دول كانت لها تجارب ديمقراطية استمرت بعضها لعقود، وقد انقطعت هذه التجارب إما بفعل استيلاء العسكر على الحكم كما في حالة امريكا اللاتينية، او بغزو أجنبي كما في حالة شرق أوروبا. ولذلك فعملية الدمقرطة هي بشكل ما استعادة وإحياء لنظام سياسي قديم له جذور في التجربة الوطنية لكل بلد. ففي امريكا اللاتينية بوجه خاص، كانت هنالك أحزاب ديمقراطية مؤسسة تأسيسا جيدا، بعثت نفسها بسرعة حالما حانت الفرصة.أما في شرق أوروبا، فإن اوروبا الغربية والاتحاد الاوروبي قد شكّلت أمثلة قريبة وقوية للديمقراطية الناجحة والتي قدمت مساعدات جوهرية وحوافز لكي تدمقرط.

    ونواصل.............
                  

01-17-2016, 01:05 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: osama elkhawad)

    اتابعك.
                  

01-17-2016, 03:49 PM

أيمن نواى على
<aأيمن نواى على
تاريخ التسجيل: 05-02-2015
مجموع المشاركات: 4327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: محمد على طه الملك)

    شكرا الخواض
    لو طلعت لينا بخلاصة كتاب فرانسيس فوكوياما السابق the end of history and the last man كتاب الفيلسوف الامانى هيجل فلسفة التاريخ مع الكتاب الجديد تكون ما قصرت معانا.

    على كل حال متابعين.
                  

01-17-2016, 06:33 PM

أبوبكر بشير الخليفة

تاريخ التسجيل: 01-07-2010
مجموع المشاركات: 282

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: أيمن نواى على)

    اعتقد ان فوكوياما قد جانبه الصواب فى تحليله هذا، الذى نقله الاخ اسامة، وهو، على كل حال، قد سبق له ان تراجع عن مواقف كان قد اتخذها فى الماضى.

    التنبؤ بمستقبل المجتمعات العربية الاسلامية لا يمكن ان ينبنى على النظر الى ماضى المجتمعات المسيحية فى اوربا او فى امريكا اللاتينية. ولا يمكن ايضا الاعتماد على التحليل الماركسى الذى يعتمد على المادية التاريخية وحرب الطبقات.

    الفرق الكبير بين المجتمعات المسيحية الاوروبية، والمجتمعات العربية الاسلامية يتضح بالنظر الى تعليمات القوى الدافعة لكليهما، او خطة التغيير، او الهدف المنشود من التغيير. فالقوى الدافعة للتغيير فى المجتمعات الاوربية المسيحية تختلف كثيرا فى تعليماتها، او خططها، او هدفها المنشود، عن القوة الدافعة للتغيير فى المجتمعات العربية الاسلامية

    المجتمعات العربية الاسلامية تحلم بمجتمع المدينة، وتتوق الى عدل سيدنا عمر، والى حكم مثل حكم عمر بن عبد العزيز. وخططها لذلك لا تزيد عن تحكيم (شرع الله) وقطع يد السارق وجلد شارب الخمر و تسليم الامرلاهل الحل والعقد.

    يمكن ان نقول بان القوى الدافعة التى جاءت الى المجتمعات العربية مع ظهور الاسلام، او مع (ثورة الاسلام الاولى) كانت قوية ومؤثرة بدرجة مذهلة، ولكن المشكلة الآن ان المجتمعات العربية الاسلامية لم تتمكن من معرفة الخطط الجديدة ولم تستطيع تحديد اهداف جديدة تتناسب مع الوضع الراهن او مع العصر الذى نعيش فيه، ولذلك فهى متمسكة بالقديم بصورة كبيرة. ولقد ظل تمسكها هذا يجهض كل ثوراتها المعاصرة الامر الذى يعيدهم مرة اخرى الى الوضع الذى ثاروا عليه. وهى لذلك تختلف عن المجتمعات الاوربية المسيحية التى ظلت تتطور فى اهدافها ووسائلها وفى حرية كاملة من صورة قديمة يشدهم اليها الحنين ليضللهم عن الاهداف الجديدة.
                  

01-17-2016, 09:29 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: أبوبكر بشير الخليفة)

    شكرا لكل من مرّ هنا: الملك ونواي والخليفة.

    أرجو من الذين لديهم تعليقات أن ينتظروا حتى إكمال عرضي للفصل المتعلّق بالربيع العربي ومقارنته بربيع الأمم الاوروبي.

    وعلى النقيض من تجربتي امريكا اللاتينية وشرق اوروبا، فان العالم العربي اليوم واوروبا القرن التاسع عشر ،كما يرى فوكوياما في ص 429 "لم تكن عندها تجربة سابقة للديمقراطية". والدول التي يمكن ان تقدم مساعدة في الديمقراطية المتجسدة ونماذج سياسية مثل امريكا والدول الغربية الأخرى، تواجه بالتشكك من قِبل العديد من الناس في العالم العربي، على عكس ما حدث من تبنّي شرق اوروبا للاتحاد الاوروبي والناتو، وبقية المؤسسات الغربية.

    يرى فوكوياما انه مع وجود اشتراك بين العالم العربي المعاصر واوروبا القرن التاسع عشر في عدم وجود تجربة مباشرة مع الديمقراطية ، فان بينهما اختلافات مهمة بدءاً بالإسلام السياسي ، لكنه يرى –أيضاً- ان الدين لعب دوراً رئيساً في اوروبا القرن التاسع عشر. يقول في ص 430:فحزب الوسط الالماني وأحزاب المسيحية الديمقراطية في فرنسا وأيطاليا قد تأسّست لكي تدافع عن المصالح الدينية وليس عن المصالح الطبقية. لكن مازالت الطبقة والأمة تميلان لأن تكونا المصدرين الأكثر أهمية من الدين في اوروبا، بينما أن العكس هو الأكثر غلبة في العالم العربي اليوم. ولم يكن ذلك هو الحال دائماً، فبين الخمسينيات والسبعينيات من القرن العشرين كانت السياسة العربية يهيمن عليها القوميون العلمانيون أكثر من الاسلاميين، مع وجود حفنة من الاشتراكيين اليساريين والاحزاب الشيوعية.

    وكذلك كما يرى فوكويا ، فإن القوى المحافظة ذات خاصية مختلفة. فقط الباكستان، من الدول الاسلامية اليوم، لها بنية اجتماعية من ملّاك الأراضي المهيمنين على جماهير غفيرة من الفلاحين كما كان حال معظم الدول الاوربية في بداية القرن التاسع عشر. أما المحافظون في معظم الدول الاسلامية والعربية فهم قد تم توظيفهم من النخب القبلية، والعائلات الملكية التقليدية وعملائهم، والضباط العسكريين، والرأسماليين المقرّبين المحيطين بالأنظمة الاستبدادية القديمة، والإسلاميين. لم يحصل المحافظون الاوروبيون على مصادر دعم خارجية، ما عدا المساعدة الي يقدمها كل منهم إلى الآخرين. وعلى النقيض، حصل محافظو الشرق الأوسط على مساعدة خارجية جوهرية من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى على مر السنين، ومن منجم الثراء المتمثل في النفط والغاز من الخليج العربي.

    ويرى فوكوياما ان الطبقات العاملة في كل الشرق الأوسط اقل قوة من الطبقات العاملة التي كانت في اوروبا القرن التاسع عشر، ذلك أن معظم الاقليم، كما حدث لليونان وجنوب ايطاليا، قد شهدت "حداثة بدون تنمية". نقابات العمال الموجودة في مصر وأجزاء أخرى من العالم العربي، بالرغم من انها لعبت أدواراً مهمة في المعركة الابتدائية ضد النظام الاستبدادي، لا تمثِّل قطاعات متنامية وهائلة من السكان بنفس الطريقة التي حدثت في بريطانيا القرن التاسع عشر أو ألمانيا.

    ومع ذلك يرى فوكوياما ، أنّ هنالك عدداً من التشابهات بين العالم العربي واوروبا قبل قرن مضى. يأتي في المقام الأول ان عملية الدمقرطة متجذِّرة في التعبئة الاجتماعية التي يحرِّكها تغيير سوسيو-اقتصادي كامن. عندما تقدّم التصنيع في اوروبا القرن التاسع عشر، فانه خلق طبقة وسطى وبروليتاريا متوسعة. تركت جماهير غفيرة من الفلاحين الريف الى المدن، حيث تمّ تجنيدها بواسطة احزاب سياسية جديدة و أصبحت سريعة التأثر بإغراءات مبنية على سياسة الهوية.

    ويرى فوكوياما أن شيئاً مماثلاً كان يجري في الشرق الأوسط منذ العقود الأخيرة من القرن العشرين. لقد تم تحضّر الاقليم سريعا، نامياً من 30 إلى 50 في المائة من السكان بين عامي 1970 و 2010 .
    لقد ازدادت مؤشرات التنمية البشرية –كما يرى فوكوياما في صفحة 430-بنسبة 28 في المائة في مصر و 30 في المائة في تونس بين عامي 1990 و 2010. زادت أعداد خريجي الجامعات حتى بمعدل أسرع، وفي كلا البلدين كان أولئك الخريجون يشكون من انعدام وظائف تناسب مستويات تعليمهم. لقد كانت هذه المجموعات هي الأكثر حذقاً في استعمال الانترنت والميديا الاجتماعية لنشر صور القمع وتنظيم التظاهرات ضد النظام.

    ونواصل إن شاء الله تعالي......................................
                  

01-18-2016, 03:56 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: osama elkhawad)

    الجزء الأخير من عرض فصل "من 1848 إلى الربيع العربي":

    جادل صامويل هنتنغتون في كتابه "النظام السياسي في مجتمعات متغيِّرة" بأن الطبقات الوسطى مهمة في التغيير السياسي. وأشار إلى ان الثورات لم تنظّم قط بواسطة أفقر الفقراء، لأنهم لا يملكون لا المصادر، ولا التعليم للتنظيم بشكل فعّال. وعلى النقيض، فإن الطبقات الوسطى هي التي غالبا ما تشعر بزيادة متسارعة في وضعها الاجتماعي، ولذلك تواجه خيبة الأمل الأشد حدّة إذا ما إذا ما أُعيق حراكها الاجتماعي اللاحق. إنها الفجوة بين توقعاتها والواقع، التي تخلق عدم الاستقرار السياسي.

    ويرى فوكوياما في صفحة 431 أنه في كل من العالم العربي وثورات 1848 الاوروبية كانت الطبقات الوسطى هي الفاعلة الاساسية في تنظيم الثورة والضغط من أجل التغيير السياسي. قاد أفراد الطبقة الوسطى الحضرية الانتفاضات التونسية ضد بن علي، وتظاهرات ميدان التحرير ضد مبارك. كان افراد تلك الطبقة يشعرون ان فرص تقدمهم الاقتصادي والاجتماعي قد تمّت إعاقتها من قِبل النظام الاستبدادي. كانت الثورانات في ليبيا واليمن اكثر تعقيداً: كانت الطبقة الوسطى هنالك أقل عدداً، كما توجد تنافسات قبلية. كانت هنالك طبقة وسطى كبيرة في سوريا، لكن الهوية الطائفية تغلبت على الضيم الطبقي والاقتصادي.

    يقول فوكوياما في ص 431، لم تكن الطيقة الوسطى الجديدة نتاجاً للتحضّر فقط. يمكن في كثير من النواحي أن ينظر إلى صعود الإسلام السياسي بشكل اكثر مناسبة كشكل لسياسة الهوية، أكثر منه كإحياء للتدين في حد ذاته، وبهذا الشكل فإنه قد حل محل الطبقة كشعار لتعبئة اللامنتمين السياسيين. لقد شهد العالم العربي نفس التحول الذي شهدته اوربا في اواخر القرن العشرين أي التحول من القرى التقليدية إلى المدن الحديثة بكل ما يلزمه من من تفسخ وارتباك هوية. بعد عقد من الاستقلال من الاستعمار، كانت القومية العلمانية هي مصدر الهوية، لكنها فقدت مصداقيتها في أواخر سبيعينات القرن العشرين ، لفشلها في إنتاج نمو اقتصادي عادل التوزيع ومتّسق، وفشلها السياسي في التعامل مع قضايا مثل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. ملأ الدين هذا الفراغ، والذي كان قد أصبح المصدر الجلي للجماهير الريفية المتحضرة حديثاً، التي استطاعت الحصول على شبكات الاقمار الصناعية التلفزيونية والانترنت. واحد من أسباب قوة الإسلام السياسي اليوم هو انه يمكن ان يتحدث عن قضايا الهوية والدين والطبقة الاجتماعية في نفس الوقت.

    ظلت الطبقة الاجتماعية مهمة، في الشرق الاوسط المعاصر تحت قشرة السياسة الدينية. يميل أنصار الديمقراطية الليبرالية غربية الطراز، ان يأتوا بشكل كبير من الطبقات الوسطى الحضرية المتعلمة، بينما ان الاحزاب الإسلامية مثل الاخوان المسلمين في مصر والنهضة في تونس تميل للتجنيد من المناطق الريفية أو المجتمعات المحلية الهامشية الفقيرة ضمن حدود المناطق الحضرية. كأحزاب محظورة تحت النظام الاستبدادي القديم، تحوّلت هذه التنظيمات إلى التقديم المباشر للخدمات الاجتماعية إلى الفقراء، ولذلك أصبحت في وضع يهيئها لتعبئة أولئك السكّان عندما ينفتح الفضاء السياسي الديمقراطي. الأمر نفسه صحيح بالنسبة للمحافظين الإسلاميين في إيران، الذين أصبحوا يميلون للتجنيد من الفقراء والطبقات الأقل تعليماً في المجتمع.

    تبيِّن التجربة الأوروبية في 1848 أن الإطاحة الابتدائية بنظام استبدادي وتنظيم الانتخابات الديمقراطية، هي فقط بداية سيرورة عملية طويلة جدا للتنمية السياسية. تُبنى الديمقراطية حول مأسسة للمشاركة الجماهيرية في سيرورة سياسية مُتفق عليها، والتي تتطلّب في المقام الأول أحزاب اًسياسية جيِّدة التنظيم. يجب على ليبراليّ الطبقة الوسطى الذين يقودون الثورة، المُضي قُدماً في تنظيم أنفسهم حتى يكونوا قادرين على المنافسة في الانتخابات، وعليهم أن يكونوا قادرين على تشكيل تحالفات مع مجموعات أخرى. لقد فشل ثوار 1848 الليبراليون في فعل أيٍ من ذلك، في الفترة القصيرة التي كانوا فيها قبل أن تتغلب عليهم التحركات المضادة العسكرية للمؤسسة الاستبدادية. كان لمجموعات الطبقة الوسطى التي قادت الثورات العربية نفس مشكلة تنظيم أنفسها على أساس طويل المدى للمنافسة في الانتخابات في السنتين اللتين أعقبتا الانتفاضة، لكونها منقسمة داخلياً ومتمركزة حول قادة أفراد، أكثر من تمركزها حول جماهير غفيرة من الأتباع السياسيين. الآن يواجهون الحكومة العسكرية المنبعثة من جديد والتي ستقيِّد بشكل فعّال قدرتهم على التنظيم.

    يرى فوكويا في ص 432 ان مجموعات الطبقة الوسطى في اوروبا التي قادت المطالبة بالديمقراطية كانت نادرا ما تحقق ذلك بنفسها. كان المطلوب هو تحالفات متقاطعة الطبقات من أنواع متعدِّدة. في الدنمارك تفاهمت مجموعات الطبقة الوسطى مع الفلاحين (أو بشكل أكثر صحة، المزارعين، لان الفلاحة القيدية كانت قد اختفت بشكل كبير في ذلك الوقت( للمطالبة بإنهاء الحكم الديكتاتوري المطلق في 1848، وفي 1915 تفاهمت مع الطبقة العاملة للمطالبة بحق الافتراع العام. في ألمانيا تفاهمت الطبقات الوسطى مع أحزاب الطبقة العاملة في دعمها لجمهورية فيمار، كما فعلت في السويد، وبلجيكا، وهولندا. وفي سويسرا، وبريطانيا، وإيطاليا تفاهمت مع الأحزاب المحافظة لتوسيع حق الاقتراع.

    ويعيد فوكوياما إلى الأذهان في ص 433، ما ذكره في الفصل الثامن والعشرين من أن مجموعات الطبقة الوسطى لا محالة في نهاية المطاف تدعم الديمقراطية الليبرالية. يمكنها أن تتفاهم مع القوى المحافظة ليس بغرض توسيع الديمقراطية، ولكن لتقييدها من القوى الشعبية التي تهدّد مصالحها. تم اتّباع ذلك هذه الاستراتيجية بواسطة مجموعات عديدة من الطبقة الوسطى في أمريكا اللاتينية خلال ديكتاتوريات الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، وفي تركيا حتى نهاية التسعينيات من القرن العشرين. كرّر هذا النمط نفسه في مصر في 2013، حيث أصبح العديد من الليبراليين سابقاً مشمئزين من الرئيس الإسلامي مرسي الذي انتخب في السنة الماضية، بحيث أنهم دعموا الانقلاب العسكري الذي عزله من السلطة.

    ثم يتحدث فوكوياما في ص 432 عن أنه في اوروبا القرن التاسع عشر، تم اختطاف التعبئة الشعبية من أجل الديمقراطية بواسطة القومية. تمظْرت هذه الظاهرة أوّلاً خلال الثورة الفرنسية، عندما تطوّرت النداءات من أجل حقوق الإنسان سريعاً، إلى توكيد عسكري لحقوق الأمة الفرنسية. كان من الواضح في ألمانيا في سبعينيات القرن التاسع عشر، عندما أصبح العديد من ليبراليّ الأربعينيات والخمسينيات من القرن التاسع عشر من المؤيدين المتحمِّسين لبسمارك وتوحيده بالقوة للأُمّة الألمانية. وظهرت تلك النزعة في أغسطس عام 1914، عندما اصطف العوام الأعضاء في أحزاب الطبقة العاملة التي كانت من الأعضاء المؤسسين للأممية الاشتراكية الثانية مع حكوماتها القومية واندفعت في تهوّر إلى الحرب.

    ثم يدلف فوكوياما في صفحتي 433 و 433 إلى الحديث عن دور الأسلام في دمقرطة الشرق الأوسط. يبدأ الحديث مؤكدا على أن هنالك عاملاً ثقافياً جلياً عقّد بشكل خطير إمكانية الديمقراطية في الشرق الأوسط ،ألا وهو الإسلام، حسب وجهة نظره. ويرى أن على عدد كبير من المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة أن تكافح ضد مجموعات إسلامية غير ديمقراطية وعسكرية، لم يكن هنالك تهديد مكافئ للموجة الثالثة للانتقالات الديمقراطية في شرق أوروبا أو أمريكا اللاتينية. كان العديد من المراقبين قد اقترحاوا أن الاسلام نفسه يحتوي عقبات لا يمكن تذليها في وجه نشوء الديمقراطية، ذلك أنه لم يقبل أبدا مبدأ فصل الكنيسة من الدولة، ويأوي تقاليد طويلة من العسكرية الدينية العنيفة. لقد تمّ اتهام تنظيمات إسلامية مثل النهضة في تونس والاخوان المسلمين في مصر والتي تلعب حسب القواعد الديمقراطية، بانها تستخدم الديمقراطية كوسيلة للحصول على السلطة، وأن اجندتهم الحقيقية تظل هي ابتداع دول ثيوقراطية وغير ليبرالية. لقد حدا صعود هذه المجموعات بالحكومات الاستبدادية المحافظة إلى اتخاذ إجراءات صارمة حيالها، مما يؤدي إلى سياسة مستقطبة بين بديلين غير ديمقراطيين.

    ويرى فوكوياما انه ليس واضحاً بشكل جلي إذا ما كان أن الإسلام السياسي سيظل عقبة دائمة تمنع نشوء الديمقراطية الليبرالية في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، لكن الواضح أنه توكيد لأن القومية تجعل الديمقراطية غير ممكنة في أوروبا. نما الإسلام السياسي وتضاءل عبر عقود، وفي القرن العشرين كان غالباً ما يأتي خلف الحركات الأخرى المؤسسة على القومية العلمانية أو الاستبدادية الليبرالية. بالإمكان تفسير كل الأنظمة الثقافية المركبة و قد تم تفسيرها بطرق مختلفة عبر الزمن. بالرغم من وجود معتقد مساواتي في قلب المسيحية (كما هو في الإسلام) تفاهمت الكنائس المسيحية مع الحكّام الاستبدادين، وبرّرت الأنظمة غير الليبرالية عبر القرون. جزء من حكاية الموجة الثالثة للدمقرطة في أوروبا وأمريكا اللاتينية ذو علاقة بإعادة تأويل العقيدة الكاثوليكية بعد الفاتيكان الثاني في الستينيات من القرن العشرين، وجعل تلك العقيدة متوفقة مع الديمقراطية الحديثة. هنا يشير فوكوياما بطرف خفي إلى أهمية التأويل في جعل الإسلام متوافقاً مع الدمقرطة.

    نفس الأمر ينطبق على الإسلام الراديكالي. يبدو أن توسُّع الإسلام الراديكالي حسب فوكوياما في صفحة 434 ، يعود إلى الظروف الاجتماعية لمجتمعات الشرق الأوسط المعاصرة، أكثر منه إلى الطبيعة الجوهرية للدين. في الحقيقة، يمكن أن يُنظر إلى انتشار الإسلام السياسي كشكل لسياسة الهوية، شديد المضاهاة مع صيغته القومية في أوروبا. هذه كانت الحُجة التي أدلى بها ارنست جلنر، الذي تمت الإشارة إلى نظريته سابقاً في الفصل الثاني عشر. جادل جلنر بأن القومية هي استجابة للاقتلاع من المكان الذي حدث عندما تم تحديث المجتمعات والانتقال من القرىة الصغيرة إلى المدينة الكبرى. يحدث بشكل رئيس في البلدان التي هي في طور التحديث، حيث تختفي أشكال الهوية القديمة الضيِّقة المؤسَّسة على القرابة والجهوية وحلّت محلّها معتقدات أكثر عمومية رابطة الأفراد بحركات ثقافية عريضة. وهو يجادل بأن صعود الأسلامية استجاب لضرورات في الشرق الأوسط، حيث الدين يلعب الدور الذي لعبته الأمة في اوروبا. شخصية مثل أسامة بن لادن يمكن أن يعطي إجابة مُقْنعة لسؤال "من أنا"؟ لفلّاح سابق مرتبك يعيش الآن في القاهرة أو كراتشي، أو لمهاجر من الجيل الثاني في اوروبا. ولذلك فإن صعود الإسلام السياسي في الجزء الأخير من القرن العشرين لا يعكس عودة الإسلام غير المتغيِّر أبداً، كما يحاول أن يجزم كل من أنصار الإسلام الراديكالي و نقّادهم، ولكن بالأحرى هو استجابة بشكل دقيق للدولة نصف المحدّثة والتي يجد معظم الشرق الأوسط نفسه فيها.
    ولذلك مثلما أن اندفاع القرن التاسع عشر الاوروبي قد انحرف إلى القومية، فالتعبئة الشعبية الشرق أوسطية قد تم اختطافها بواسطة الدين.

    ثم يختم فوكوياما الفصل قائلا أن انتقالات الموجة الثالثة في اوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية هي سابقة مضلِّلة للربيع العربي. إن رحلة اوروبا الطويلة والمعذّبة من حكم الفرد المطلق عبر القومية إلى الديمقراطية، هي التي تقدِّم بشكل حقيقي نموذجاً أفضل. ويرى فوكوياما إن هذا النوع من التحليل لا يقدم شعوراً بالراحة إلى أولئك الذين يأملون في نشوء ديمقراطية ليبرالية في زمن قريب في العالم العربي. يمكننا فقط أن نأمل في ألا يأخذ انتقال مثل ذلك، إذا حدث بشكل حقيقي، زمناً طويلاً كما حدث في اوروبا. لم يكن لأوروبا في القرن التاسع عشر خبرة سابقة بالديمقراطية ولذلك لم يكن هنالك أية نماذج مؤسَّسية واضحة كي يتمّ اتّباعها. الأمر ليس نفسه بالنسبة للشرق الأوسط المعاصر. لقد أصبحت الأنظمة التي توازن الدولة القوية مع قيود قانونية وديمقراطية على السلطة، مقياساً معيارياً حول العالم. لكي تكون هناك، يعتمد على خلق طقم مركّب من المؤسسات المتشابكة. ويخلص فوكوياما في الجملة الختامية من الفصل إلى أن الأساس الاجتماعي لديمقراطية مستقرة لم يكن موجودا في اوروبا عام 1848، وريما لم يوجد بعد في أجزاء عديدة من الشرق الأوسط اليوم.

                  

01-19-2016, 10:17 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: osama elkhawad)

    ربيع الأمم

    يوسف السنيطي

    لقد هُزمنا وتعرضنا للإهانة ، مطاردين أو مسجونين، بلا سلاح، ألسنتنا أُخرست، ومصير الديموقراطية في أوروبا ضاع من أيدينا”

    بيير جوزيف برودين، سياسي وفيلسوف فرنسي

    فذلكة تاريخية:

    في عام 1848 م اندلعت في أوروبا سلسلة من الثورات ذات الدوافع السياسية والاجتماعية والقومية، عُرفت تلك الثورات بربيع الأمم أو ربيع الشعوب، حيث كانت أوسع ثورة يصادف أن تجتاح أوروبا في نفس الوقت على طول تاريخ أوروبا بأكمله، وعلى الرغم من ذلك تمكنت الأنظمة الملكية الأوتوقراطية والمحافظة من استعادة السيطرة مرة أخرى، وأفل نجم تلك الثورات بأكملها تقريباً في مدة وجيزة كأن لم تغن بالأمس.

    ولكن اندلاع تلك الثورات لم يكن وليد لحظة آنية، كما أن خمودها لم يكن النهاية، ولكنه كان معبراً عن مشكلات جذرية لم تمكن تلك الأنظمة الأوروبية من الإجابة عليها طوال 33 عاماً.. هزيمة نابليون في معركة واترلو وانعقاد مؤتمر فيينا عام 1815م، ذينك الحدثين كانا بمثابة هزيمة فرنسا الثورة، وانتصار المبادئ الرجعية على المبادئ الحرة التي أرستها الثورة الفرنسية، كمبادئ التحرر، والتخلص من هيمنة الدولة والكنيسة، والحكم الجمهوري، وحرية الصحافة، والحريات الشخصية، ودعم النزعات التحررية القومية.

    بل إن هزيمة نابليون شخصياً كانت تجسيداً لقتل الثورة الفرنسية وما مثلته في يوم ما، فقد أطلق المتحالفون الأوروبيون على نابليون أنه ابن الثورة الفرنسية، حيث كانوا يقصدون بذلك أنه ورث كل آثامها وجرائمها، وأنه واصل مهمته في إبعاد اسرة البوربون الحاكمة .

    نعم لقد كان ابناً للثورة حين ضمن انعتاق الفلاحين وتحررهم، ودعم حق الجماهير في المساواة أمام القانون، كما فتح أبواب المناصب على مصاريعها أمام الموهوبين والقادرين .. كما أنهى الإقطاع ومحاكم التفتيش، وقيض سيطرة رجال الدين على مناحي الحياة، كما أدخل لبلاده وما غزاه من بلدان أخرى مواد مدونته القانونية وشيئاً من التنوير.
    لقد كان نابليون نوعاً من الخداع الصادق والكاذب في الآن ذاته، لا ننكر ما سبق، لكنه نفسه انقلب على بعض مبادئة في سلاسة وقبول من شعبه الفرنسي الذي ربما أسكرته تلك الكاريزما التي لا تنعقد إلا لأحد آلهة الميثولوجيا اليونانية

    لكن على كل حال لا ننكر أن تلك المبادئ اكتسبت قوة في ذاتها، وإن غبَشها قليلاً عن القلوب عظمة ذلك الشاب الفلورنسي، لكنها بقيت في قلوب الفرنسيين وتم تصديرها إلى بلدان أوروبا.
    مؤتمر فيينا:

    ربيع الأمم
    عقد ذلك المؤتمر في فيينا في الفترة من سبتمبر إلى يونيو 1815، كان المؤتمر هدنة لتسوية العديد من القضايا الناشئة عن حروب الثورة الفرنسية والحروب النابليونية وتفكك الإمبراطورية الرومانية المقدسة.

    أنتج ذلك المؤتمر عاملين من ثلاثة أدت إلى انفجار الثورة في أوروبا بأكملها بعد ثلاثة وثلاثين عاماً:

    العامل الأول: إهمال النزعات القومية

    لم يُقم الساسة الذين وضعوا معالم التسوية أي اعتبار للقومية أو لرغائب الشعوب، فقد كان ذلك المؤتمر يؤمن تحت توجيه مترنخ وتاليران وكاسلرينج – وزارء خارجية فرنسا والنمسا وانجلترا – بأن رخاء أوروبا لا يُنال بالعمل حسب الرغائب المزعومة للشعوب صاحبة الشأن، بل يُنال فقط بإطاعة السلطات الشرعية طاعة مطلقة تامة.

    واسترشاداً بالفكرة القائلة بوجوب إعادة أوروبا إلى أحضان المبادئ المحافظة والتعقل، مُنح النمساويون ذلك المركز المسيطر في شمال ووسط إيطاليا، ذلك المركز الذي أثار بعد وقت وجيز مؤامرات القومية الإيطالية وحروبها، فقد نالت امبراطورية النمسا مقاطعتي لمبارديا والبندقية، كما استعادت تريستا(مدينة في شمال شرق إيطاليا) والساحل الدلماسي (ساحل كرواتيا حالياً)، وقروا عيناً برؤية أرشيدوق نمساوي يملك فلورنسا، وأرشيدوقة نمساوية تملك في بارما، كما عاد قريبهم فرديناند الرابع الذي تربطهم به روابط القرابة والسياسة والمذهب إلى أريكة عرشه في نابولي، وكأن إيطاليا ضيعة طيعة في يد أسرة هابسبورج، والحقيقة أن أوروبا بأكملها كانت كذلك.

    كما نالت بروسيا نحو ثلثي سكسونيا ومقاطعات الرين، وأقيمت في بولندا ملكية دستوية تحت حكم قيصر روسيا.

    كما أُزهق في قسوة آمال الألمان في أن الجهود الواسعة النطاق التي بذلوها في حروب التحرير، ستسفر عن اتحادهم القومي وقيام حكومة دستورية في بلادهم، لكن تم تكوين مجمع Diet ينتظم تسعة وثلاثين ولاية ألمانية، لم يكن ثمة رابطة سياسية بين تلك الولايات حيث أن دولاً غير ألمانية كالدانمارك ولكسمبرج كان لها كراسي فيه، كما لم توجد حياة نيابية نشطة في أي ولاية ألمانية إلا في بافاريا وبادن.

    ورغم تعهد ملك بروسيا رسمياً بمنح رعاياه نظاماً برلمانياً، أفلح نبلاء بروسيا الإقطاعيون في منع عقد البرلمان في برلين، فكان الأحرار الألمان يحسدون برلمانات باريس ولندن ومناقشاتها الرائعة، ويفكرون في تقصير بلادهم وجدبها السياسي.

    وهكذا فقد كان الإيطاليون ساخطون ناقمون تحت حكم النمساويين، والبلجيكيون تحت حكم الهولنديين، والبولنديون تحت نير البروسيين والروس.

    العامل الثاني: قمع المبادئ الحرة

    لم يكن الحرمان من الحقوق القومية هو وحده الذي هدد خفية السلم الأوروبي، ففي الجهات التي سيطرت عليها الأوتوقراطيات الثلاثة (النمسا – بروسيا – روسيا) أو خضعت لنفوذها، شاع قمع للآراء قاسٍ عنيف، فعادت إلى الحياة مرة اخرى جميع أدوات السيطرة البابوية: محاكم التفتيش، وتحريم الكتب؛ ففي إيطاليا أدار القساوسة – تؤيدهم الحراب النمساوية – المدارس وراقبوا الصحافة، وحرَموا طبع أي مؤلف انحرف عن جادة أدق الطرق الكاثوليكية.

    لقد عقد الظافرون الخناصر على العمل على منع تكرار الثورة الفرنسية، وعلى ضرورة اجتثاث كل رأى حر من أصوله على الفور، لئلا يفرخ وينمو ويؤتي ثماره الخبيثة الثورية، فقد كانت الثورة الفرنسية في أعينهم أعظم الأخطار التي تهدد رخاء الجنس البشري ورفاهيته.

    طبعا هنا يمكن أن ينشب خلاف حول سؤال إلى أي مدىً أنت بشري تستحق الرفاهية؟!

    على كلٍ فقد كان ذلك الإحساس طبيعياً من تلك الملكيات الثلاث التي غزت جيوش نابليون أراضيها، وعفرت عزتها في التراب، فلم يجد قياصرة روسيا وبروسيا والنمسا أي صعوبة في الانتهاء إلى الرأي بأن واجبهم إزاء أوروبا وإزاء الحضارة يلزمهم بالتحالف معاً ضد روح الثورة والتعاون على سحق رأسها المقيت أينما طل.

    في السادس والعشرون من سبتمبر 1815 تكون اتحاد أوثق بين الدول الثلاث واستمر حتى عام 1826 وكانت سياسته تهدف إلى مقاومة مبادئ التحرر والقضاء على جراثيم الثورة، هذا الاتحاد الذي ألجم الحياة الفكرية في المانيا، وقمع الحركات الدستورية في إيطاليا، وأعاد إسبانيا إلى أحضان الحكم المطلق، وأبى الاعتراف بديموقراطيات أمريكا الجنوبية الثائرة.
    العامل الثالث: التدهور الاجتماعي والاقتصادي

    بعيداً عن مؤتمر فيينا، فلقد كان العقد الخامس من القرن التاسع عشر يعاني من الخلل وانعدام التوازن فقد كانت قوى التغيير الاقتصادي والتقني والاجتماعي التي انطلقت خلال النصف قرن المنصرم حتى في نظر المراقبين السذج ظاهرة فريدة لا سابق لها في التاريخ، ولا سبيل إلى مقاومتها.

    ومن جهة أخرى كانت النتائج المؤسسية لهذه التغيرات متواضعة آنذاك؛ فقد كان من المحتم على سبيل المثال زوال نظامي الرق والسخرة قانونياً عاجلاً ام آجلاً، كما كان من المحتم أن لا تبقى بريطانيا هي الدولة الصناعية الوحيدة، وكان من المحتم لا محالة أيضاً أن الأرستقراطية المالكة للأرض والملكيات المطلقة ستندحر في جميع البلدان التي كانت تتنامى فيها برجوازية قوية، مهما كان نوع التسويات والمعادلات السياسية التي سيتم التوصل إليها للحفاظ على المكانة والنفوذ والسلطة السياسية.

    وإضافة إلى ذلك كان من المحتم أن تُشحن الجماهير بالوعي وبالنشاط السياسي الدائم، وهذا هو الإرث الذي خلفته الثورة الفرنسية، مما يعني أن تلك الجماهير ستسهم بدور رسمي في الأنشطة السياسية إن عاجلاً أم آجلاً، وإذا أخذنا في الاعتبار التسارع المشهود في التغير الاجتماعي منذ العام 1830، وانتعاش الحركة الثورية الأممية، فسيتضح أنه من المستحيل إرجاء هذه التغيرات، مهما كانت طبيعتها المؤسسية.

    تزامنت تلك الأوضاع مع وقوع كارثة اجتماعية هي الكساد العظيم الذي اكتسح القارة الأوروبية منذ أواسط الأربعينات في القرن التاسع عشر؛ فقد انهارت المحاصيل ولا سيما محصول البطاطس، وتضورت شعوب بأكملها، مثل شعب إيرلندا، وشعوب سيليسيا والفلاندر إلى حد أقل، وارتفعت أسعار المواد الغذائية،وكما قالوا قديماً “إن أي شعب على بعد ثلاث وجبات من الثورة”.

    كما تفاقمت البطالة جراء الكساد الصناعي، وحرمت الجماهير من الفقراء والكادحين في المراكز الحضرية من دخلها المتواضع، فيما تصاعدت كلفة المعيشة على نحو صاروخي.
    الانفجار:

    ” سمعت دوي الثورة يتصاعد من أعمق أعماق الأرض بعد أن انطلقت من فوهة المنجم في باريس، واندفعت تشق طريقها عبر السراديب البحرية التحتية لكل الممالك في أوروبا، وفي العام 1847 كان الصوت عالياً قوياً، وفي 1848 حدث الانفجار” فيكتور هوجو

    الولايات الإيطالية:

    كان حلم التوحد تحت راية إيطالية واحدة يداعب الأحرار وأنصار الجمهورية في الولايات الإيطالية، ولكن ذلك لم يكن ليتحقق وهنالك جيش من خمسة وسبعين ألفاً يحكم لمبارديا والبندقية باسم أسرة البوروبون، لكنه على ما يبدو قدر الحرية أن تصطدم بالمدفع دائماً.

    في يناير 1848 اندلعت الثورة في صقلية ونابولي وبيدمونت ولمبارديا والبندقية، كما انضم ملك سردينيا شارل ألبرت إلى حركة الولايات الإيطالية في الخروج ضد النمسا.

    لكن هذه الحركة لم تستمر أكثر من ستة عشر شهراً، إلى أن تم القضاء على المقاومة في البندقية في 24 أكتوبر 1849، وقُبرت الفكرة القائلة بأنه في حيز الإمكان ضرب جيش قوي منظم بواسطة فرق العصابات الجمهورية، وعاد البوربون مرة أخرى.

    إلا أنه في خلال تلك الشهور تم وضع دستور سابق لأوانه، يخدم أفكار التحرر والديموقراطية، كما كان بمثابة وثيقة لاتحاد الولايات الإيطالية فيما بعد.

    فرنسا:

    كانت الأمة الفرنسة وليدةً لثورة داعبت أمالها بالسيطرة على أوروبا بل والعالم بأكمله، وهو ما حاوله بالفعل نابليون بونابرت، وعلى النقيض في ذلك الوقت كانت ملكية لويس فيليب ملكية وديعة مهادنة مسالمة؛ ليس لديها الحب الشعبي الذي تقوم عليه الجمهوريات ولا الصيت الحربي المجيد لبيت بونابرت، وقد عبر لامرتين نبي الجمهورية الثانية عن ذلك قائلاً :” لقد ملت فرنسا حكمها وسادها السأم منه” فقد قاومت الحكومة توسيع حق الانتخاب، كما اتبعت سياسة تتسم بالتساهل ونبذ المجازفات الخارجية البراقة في التعامل مع انجلترا.

    وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير حين تم منع مأدبة كان يُراد إقامتها ضمن حملة صاخبة تطالب بعزل جيزو رئيس الوزارة، ووجوب تطهير البرلمان، وتوسيع دائرة الانتخاب.

    بعد ذلك المنع سرعان ما وجدت الحكومة نفسها وجهاً لوجه أمام شغب إصلاحي (يطالب بالإصلاح) نشب في باريس، لكنه انتهى بعزل لويس فيليب، وتنصيب لويس بونابرت (ابن أخي نابليون الأول) بعد استفتاء عُقد في 10 سبتمبر 1849.

    لكن بعد ثلاث سنوات انقلب لويس بوانابرت على الدستور وحل مجلس النواب، وغيب في السجون عددا من السياسيين ورجال الجيش، وأطلق الرصاص على المتظاهرين في شوارع باريس، ليجعل نفسه بذلك سيد فرنسا الأول، ولربما كان هذا مايريده الفرنسيون في أعماق نفوسهم ، عظمة مكلفة لكنها مرضية بما يكفي لكبرايئهم الإمبراطوري.

    الولايات الألمانية:

    في مارس 1848 اندلعت الثورة في جنوب وغرب ألمانيا؛ حيث قادت طبقة من المفكرين والمتعلمين تظاهرات ضخمة، تطالب بوحدة قومية ألمانية، وإطلاق لحرية الصحافة، والحق في حرية التجمع.

    لكن يبدو أنه لم يتم تنسيق تحركات ومطالب الثورة بشكل جيد، فقد كانت المطالب بصورة عامة رفضاً للرجعية ولقيود الديكتاتورية السياسية الحاكمة في تسعة وثلاثين ولاية ألمانية، تشتتت طبقات العمال الداعمة للثورة وهزمتها الأرستقراطية المحافظة في النهاية، وقامت بنفي طبقة المفكرين التي قادت الثورة إلى الخارج.
    وهذا يلقى ظلالاً قاتمة على قيادة المفكرين لثورات لها طابع سياسي، نعم هم طبقة من الرواد لكنهم يحلقون بعيداً دون وضعهم في الاعتبار شبكة المصالح المحتكة بحركتهم بالضرورة.

    النمسا:

    في 13 مارس 1848، وقع خبر نجاح الثورة في فرنسا على الحكومة الأتوقراطية كالصاعقة، وبدأت الأحداث بمظاهرات شعبية واجهها الجيش، لكن تفاقم الأمر واضطر الأمير مترنخ وزير الخارجية الإمبراطوري إلى الفرار، ورضخ الإمبراطور فرديناند إلى القبول بمطالب إعداد الدستور، والسماح بحرية الصحافة.
    لكن لم تهدأ الاضطرابات واندلعت مرة أخرى كما هي العادة في الثورات دائماً أنها جذرية لا ترضى بالفتات، ونتيجة لذلك تنازل الإمبراطور لحفيده فرانسيز جوزيف، لكن نجح هذا الأمير في السيطرة على فيينا بقوات الجيش والذي لم تكن الثورة قد امتدت إليه.

    أُزهقت أنفاس الديموقراطية في فيينا، وانصرم حبل التقدم الدستوري، وكان إعدام روبرت بلوم مندوب برلمان فرانكفورت في ألمانيا جرحاً أليماً يؤكد مسير النمسا في طريق التأخر.

    المجر:

    اندلعت الثورة في 15 مارس 1848 حين نظم الوطنيون المجريون مظاهرات ضخمة في بودابست أجبرت الحكومة الإمبراطورية (حكومة إمبراطورية النمسا) على قبول نقاطهم الاثني عشر التي كان بعضها : تشكيل حكومة مجرية مستقلة في بودابست، برلمان منتخب، تشكيل جيش مجري، إطلاق المسجونين السياسيين .. وأقسم المتظاهرون بإله المجر أنهم لن يصبحوا عبيداً بعد اليوم.

    شهدت الثورة نجاحاً خاطفاً لم يستمر كثيراً، حيث سحقت الثورة جيوش النمسا وروسيا وكرواتيا.

    كما اندلعت الثورات في البلجيك وبولندا وأيرلندا والتشيك وغاليسيا وإمارات الدانوب والدنمارك وسويسرا والبرتغال وأسبانيا، وانتهى معظمها بالهزيمة الساحقة للثورة أو الحرب الأهلية.

    فائدة:

    يقول المؤرخ الماركسي إيريك هوبزباوم : ” إن الفكرة التي تفترض أنه بالإمكان حكم أوروبا حسب مبادئ محافظة سلبية كانت فكرة خيالية إلى أقصى حدود الخيال، فلم يكن هذا العصر الذي هو عصر سكوت وبايرون وكولودج وردزورث، وعصر تجارب فروبيل في تربية الطفل، ومغامرات روبرت أوين في الاشتراكية، لم يكن هذا عصر خمود ذهني، بل عصر يقظة ونشاط فكري نادر النظير.

    كان من الخطأ الافتراض أن أوروبا، وقد أذكى نفوس أبنائها كثير من الأحلام والأفكار، وأيقظها شعراؤها وروائيوها وشبابها الجامعي المضطرم حمية .. كان من الخطأ أن يفترض أن أوروبا وحالها هذا أن تتقبل في استكانة لمجرد خوار قواها وحلول الكلال بها تسوية الصلح التي أبرمت في فيينا ” .

    نعم، انتهت تلك الثورات بانتصار الملكيات والنظم المحافظة في أوروبا، لكنها لم تكن سوى نهاية سياسية، نجحت النظم في معالجتها على المدى القصير.

    ففي الوقت الذي ترسخ فيه حكم الديكتاتوريات في أوروبا، ترسخ في قلوب الطليعة التي قادت تلك الثورات قيم التحرر والمساواة والتي لمست بعضاً منها في تلك الفترة القصير، وتم تصدير تلك القيم بأيدي أعدائها الذين قاموا بنفي المفكرين إلى بلدان أخرى، الأمر الذي أدى إلى تلاقح تلك الأفكار وتمحيصها، وتغذية الحركة الإصلاحية الأوروبية بأفكار تم اختبارها على جادة الواقع الحاد والصارم.

    فمن الخطأ اعتبار انتهاء تلك الثورات في ذلك العام أو بعده بقليل، ينبغى أن ننظر للأمر في سياق تاريخي أوسع إذا ما وضعناه في الاعتبار سنجد أن تلك الثورات قد غيرت خريطة أوروبا السياسية ومهدت الطريق لإصلاحات اجتماعية وسياسية كبرى خلال النصف قرن الذي تلاها.


                  

01-20-2016, 10:15 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: osama elkhawad)

                  

02-02-2016, 07:30 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: osama elkhawad)

    أعود إلى مداخلة الاستاذ بشير أبوبكر الخليفة:
    Quote: المجتمعات العربية الاسلامية تحلم بمجتمع المدينة، وتتوق الى عدل سيدنا عمر، والى حكم مثل حكم عمر بن عبد العزيز. وخططها لذلك لا تزيد عن تحكيم (شرع الله) وقطع يد السارق وجلد شارب الخمر و تسليم الامرلاهل الحل والعقد.

    يمكن ان نقول بان القوى الدافعة التى جاءت الى المجتمعات العربية مع ظهور الاسلام، او مع (ثورة الاسلام الاولى) كانت قوية ومؤثرة بدرجة مذهلة، ولكن المشكلة الآن ان المجتمعات العربية الاسلامية لم تتمكن من معرفة الخطط الجديدة ولم تستطيع تحديد اهداف جديدة تتناسب مع الوضع الراهن او مع العصر الذى نعيش فيه، ولذلك فهى متمسكة بالقديم بصورة كبيرة. ولقد ظل تمسكها هذا يجهض كل ثوراتها المعاصرة الامر الذى يعيدهم مرة اخرى الى الوضع الذى ثاروا عليه. وهى لذلك تختلف عن المجتمعات الاوربية المسيحية التى ظلت تتطور فى اهدافها ووسائلها وفى حرية كاملة من صورة قديمة يشدهم اليها الحنين ليضللهم عن الاهداف الجديدة.

    طبعا يا أستاذ هذا بالضبط ما قال به هنتغتون. فهناك نزعة سائدة للاسف في مجتمعاتنا الاسلامية تقول أن القيم الديمقراطية هي قيم غربية ولا تناسب مجتمعاتنا التي تملك منذ القرن السابع الميلادي مفاتيح كل الازمنة القادمة.

    هنالك من يدعون في مجتمعاتنا الاسلامية إلى القيم الغربية، لكنهم أقلية،

    والكثير منهم يجد نفسه مضطراً إلى خلق "جسر" بين القيم الغربية والاسلامية كأن يسمِّي الديمقراطية" شورى"،

    وهو مفهوم بيَّن الجمهوريون السودانيون محدوديته.

    سأحاول أن أوضح آراء هنتغتون حول "الإسلام".
                  

02-03-2016, 04:32 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: osama elkhawad)


    هنتغتون : الدين والديمقراطية

    دور المسيحية في الدمقرطة:

    في كتابه "الموجة الثالثة"* يتحدث صاموئيل هنتغتون عن التغيرات الدينية وأثرها في عملية التحوُّل إلى الديمقراطية. يقول في ص 139 في مستهل فصل بعنوان "التغيُّرات الدينية" "ثمة تطوران دينيان عجَّلا بعملية التحوُّل إلى الديمقراطية في السبعينيات والثمانينيات. وثمة صلة وثيقة بين المسيحية والديمقراطية. فقد تطوّرت الديمقراطية الحديثة أوّلاً وبشدة في دول مسيحية. واعتباراً من 198 كانت الكاثوليكية والبروتستانية هما المذهبان السائدان في 39 دولة من مجموع 46 دولة ديمقراطية. وتمثِّل هذه الدول التسع والثلاثون نسبة 57% من مجموع 68 دولة كانت في أغلبها مسيحية غربية. في حين كانت ست دول أو 12% من مجموع 58 دولة ذات ديانات سائدة أخرى تُعدُّ ديمقراطية. وتُعدُّ الديمقراطية أمراً نادراً بين الدول التي تدين بالإسلام أو البوذية أو الكونفوشيوسية". ثم يواصل "لكن هذه الصلة لا تبرِّر السببية، ولو أنّ المسيحية الغربية تؤكد على حرية الفرد والفصل بين الكنيسة والدولة. ويلعب زعماء الكنيسة البروتستانية والكاثوليكية دوراً محورياً في الصراع ضد الدول القعمية. ويبدو من المعقول أن نفترض أن انتشار المسيحية ساعد على تطور الديمقراطية.

    وفي ص 140 يضرب هنتغتون مثلاً عن أثر المسيحية في مجتمع بوذي اساساً مع وجود طبقة كونفوشيوسية هي كوريا الجنوبية . يقول "وبحلول منتصف الثمانينيات كان ما يقرب من 25% من السكان من المسيحيين-أربعة أخماسهم من البروتستانت والخمس من الكاثوليك. وكانت غالبية من تحوُّلوا إلى المسيحية من الشباب ومن الطبقة المتوسطة الحضرية. ونبع اعتناقهم للمسيحية من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية العميقة التي حدثت في البلاد. وقدمت المسيحية قاعدة عقائدية ثابتة لمعارضة القمع السياسي". ثم يتحدث عن أثر اعتناق المسيحية على الروح العامة في كوريا الجنوبية قائلا" فحلّت الروح المسيحية المتقدة محل شمولية الكونفشيوسية وسلبية البوذية".

    ثم يقدم أمثلة تاريخية عن دور المسيحية في الصراع السياسي ضد القمع في كوريا الجنوبية "في عام 1974 قام خمسة من المطارنة بقيادة خمسة آلاف من الكاثوليك في أول مظاهرة ضد نظام الأحكام العرفية للرئيس بارك. وكان عدد من قادة حركة المعارضة من المسيحيين ومن كهنة البروتستانت والكاثوليك". ثم يتحدث عن أوائل الثمانينيات قائلاً "وفي أوائل الثمانينيات كانت الكنائس قد تحوُّلت إلى منتديات رئيسية لمعارضة النظام. وفي صراعها مع الحكومة كانت الكنائس والكاتدرائيات تمثِّ القاعدة لأنشطة حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. فأضفيت الصبغة السياسية على القساوسة الكاثوليك والجمعية الكاثوليكية لشباب العمال الكاثوليك والبعثة الصناعية الحضرية وقساوسة البروتستانتية ممن بدأوا في أداء دور هام في الحركة المعادية للحكومة. وكانت كاتدرائية ميونخ دونج في سول بؤرة رمزية للمنشقين السياسيين". ثم يخلص قائلاً في صفحتي 140 و141 "وهكذا قلبت كوريا نظرية ويبر التي تربط النمو الاقتصادي بانتشار المسيحية، وكانت الكنائس المسيحية وزعماؤها بمثابة قوة رئيسية دفعت بالتحوُّل إلى الديمقراطية قُدماً في 1987 و 1988.

    يتحدث في صفحة 141 عن التطور الثاني والأهم والذي قام به الدين لدفع التحوُّل إلى الديمقراطية والذي يتمثّل" في تلك التغيرات البعيدة المدى والتي طرأت على العقيدة والزعامة والمشاركة الشعبية وتدخُّل الكنيسة الكاثوليكية على مستوى العالم وفي العديد من دوله". ثم يتحدث عن علاقة البروتستانتية بالموجة الثانية للتحوُّل الديمقراطي "وقد ارتبطت البروتستسانية والديمقراطية تاريخياً ببعضهما البعض بصورة وثيقة. فقد بزغ أول نبض ديمقراطي في العالم الغربي مع الثورة البيورتيانية في القرن التاسع عشر. وكانت البروتستانتية هي مذهب الغالبية الساحقة من الدول التي تحوُّلت إلى الديمقرايطة في أول موجات التحوُّل الديمقراطي في القرن التاسع عشر". أما في دول الموجة الثانية بعد الحرب العالمية الثانية فيرى هنتغتون انهم "كانوا يدينون بعقائد شتى". ثم يتحدث عن علاقة كل من البروتستانتية والكاثوليكية بالديمقراطية فيقول "ولكن في الستينيات وجدت علاقة هامة بين هذين المتغيرين. فتبين إحدى الدراسات أنه في 99 دولة كلما زادت نسبة البروتستانتية ارتفع مستوى الديمقراطية. أما الكاثوليطية فقد ارتبطت بغياب الديمقراطية أو ضعفها. ويرى البعض أن الكاثوليكية تتناقض مع الديمقراطية في أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية وفي أمريكا اللاتنينية".

    ثم يحاول هنتغتون في صفحتي 141 و142 أن يجد ثلاثة أسباب لتفسير هذه الصلة. يقول عن تلك الأسباب "عرضت ثلاثة أسباب لتفسير هذه الصلة. فمن الناحية العقائدية تركز البروتستانتية على ضمير الفرد وعلاقته المباشرة بالله. وتركز الكاثوليكية على دور الكهانة كوسيط. ثانياً كانت الكنائس البروتستانتية نفسهما منظَّمة بصورة ديمقراطية وتؤكِّد على سيادة رعايا الكنيسة. أما الكنيسة الكاثوليكية فكانت بمثابة تنظيم شمولي له تدرّج هرمي ثابت. والدول الكاثوليكية تُعدُّ دولاً شمولية من الناحية الروحانية، ولما كان الخط الفاصل بين ما هو روحاني وماهو دنيوي دقيقاً للغاية أو ملتبساً فإن هذه الدول قلما تميل إلى البحث عن حلول للأمور الدنيوية. ويرى البعض أيضاً أن البروتستانتية تشجع المشروعات الاقتصادية ونمو البرجوازية والرأسمالية والثراء الاقتصادي مما ييسِّر ظهور المؤسسات الديمقراطية".

    ويرى هنتغتون أنه لم يعد الأمر كذلك كما كان في الستينيات. فهو يرى في صفحة 142 أنه "قد كانت السيادة في الموجة الثالثة في السبعينيات والثمانينيات للدول الكاثوليكية". ويرى هنتغتون في صفحة 143 إن ذلك يعود إلى أن الدول الكاثوليكية الفقيرة بدأت من الخمسينيات في "رفع معدل نموها الاقتصادي بصورة تفوق ما تحقّق في الدول البروتستانتية. وكان ذلك بالطبع يرجع في معظمه إلى أن هذه الدول كانت على متسوى متدنٍ من النمو الاقتصادي أصلاً. ومع ذلك فإن النمو الاقتصادي قد يسّر التحوُّل إلى الديمقراطية في العديد من الدول الكاثوليكية". ويورد هنتغتون في نفس الصفحة سبباً أخر ، حين يكتب شارحاً ذلك السبب "ومن بين الأسباب التي ساعدت على طفرة الديمقراطية في الدول الكاثوليكية أيضاً التغيرات التي طرأت على الكنيسة الكاثوليكية. فكانت الكنيسة من الناحية التاريخية ترتبط في جزيرة أيبريا وفي أميركا اللاتينية وغيرهما بالنظم المحلية من حكم الأقلية الإقطاعية والحكومة الشمولية.

    وفي الستينيات تغيّرت الكنيسة وبالتالي طرأت تغيرات اجتماعية قوية على المعارضة المعادية للنظم الديكتاتورية وخلعت عنها ما كانت تحظى به من شرعية قائمة على الدين وقدّمت الحماية والدعم والموارد والقيادة لحركة المعارضة المطالبة بالديمقراطية. وقبل بدء أواسط الستينيات أصبحت الكنيسة تعارض الأنظمة الشمولية صراحة، وفي بعض الدول كالبرازيل وشيلي والفيلبين وبولندا ودول أميركا الوسطى لعبت دوراً محورياً في الجهود الرامية إلى تغيير مثل هذه الأنظمة الحاكمة. فكان تحوُّل الكنيسة الكاثوليكية عن الرضا بالأمر الواقع وعن الشمولية إلى أن أصبحت قوة تسعى إلى التغيير والديمقراطية ظاهرة سياسية كبرى.

    وكان علماء الاجتماع في الخمسينيات على حق في رؤيتهم التي كانت ترى الكاثوليكية عقبة في طريق الديمقراطية. وبعد عام 1970 تحوُّلت إلى قوة ساعية إلى الديمقراطية بسبب ما طرأ على الكنيسة الكاثوليكية من تحوُّلات". ويتحدث هنتغتون في ص 144 عن واحد من تلك التحوُّلات التي طرأت على الكنيسة الكاثوليكية على المستوى العالمي، متمثّلاً في مجلس الفاتيكان الثاني ، بتأثير من البابا جون الثالث والعشرين. إذ "أكّد المجلس على الشرعية والحاجة للتغيير الاجتماعي ومساعدة الفقراء وحقوق الأفراد. وأكّد على مسئولية قادة الكنيسة عن إصدار أحكام أخلاقية حتى فيما يتعلق بالنظام السياسي كلما دعت الحاجة إلى مثل هذه الفتاوى". ويرى هنتغتون إنه قد تأكّدت أفكار ذلك المجلس "وأحسنت صيغتها في مؤتمرات مطارنة أميركا اللاتينية بمدينة ميدلين عام 1968 وبويبلا عام 1979 وفي اللقاءات التي تمت بين المطارنة في كل مكان".

    ونواصل......................................................
                  

02-03-2016, 06:21 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: osama elkhawad)


    هنتغتون: دور الإسلام السلبي في عملية "الدمقرطة"

    ثم يدلف هنتغتون في نهاية كتابه "الموجة الثالثة" لمقاربة أثر الموروث الثقافي في التحوُّل الديمقراطي. ويرى في صفحة 390 "أن المسألة ليست أنّ ثقافة ما أو أخرى تلائم الديمقراطية وتتقبّلها وإنما أنّ هناك ثقافة ما أو بعض الثقافات تعادي الديمقراطية". والثقافتان الأكثر شهرة في صدد معاداة الديمقراطية كما يرى هنتغتون هما "الكونفوشيوسية والإسلام".

    ثم يمضي قائلاً "هناك ثلاثة أسئلة تحدِّد ما إذا كانت هاتان الثقافتان تقفا حجر عثرة في طريق التحوُّل الديمقراطي في أواخر القرن العشرين. أوّلاً، إلى أي مدى يبلغ عداء المبادئ والتعاليم الكونفوشية والإسلام للديمقراطية؟ ثانياً، إذا ثبت أنها كذلك فكيف قامت هاتان الثقافتان بتعويق تقدّم الديمقراطية؟ ثالثاً، إن كانتا قد أعاقتا تقدمها فإلى أي مدى سيواصلا إعاقتها مستقبلاً؟

    ثم في ص 397 بعد أن تحدّث هنتغتون عن الكونفوشية، يبدأ في الحديث عن الإسلام " إن الديمقراطية الكونفوشية تعد متناقضة في ذاتها، وليس من الواضح ما إذا كانت الديمقراطية الإسلامية كذلك أم لا. وتعد المساواة والاختيارية الإدارية من القيم المحورية في الإسلام. فالنمط الثقافي الإسلامي الرفيع في رأي البعض يقدِّم عدداً من السمات-كالتوحيد وأخلاقيات الحكم والنزعة الفردية والحفاظ على على حرفية النص والطهارة وكراهية الكهنوت والتدرّج الهرمي-مما يعد ملائماً لمتطلبات الحداثة والتحديث. كما أن هذه الخصائص تتناسب مع متطلبات الديمقراطية ".

    ثم يذكر هنتغتون ما يراه عناصر لا تتناسب مع الديمقراطية، حين يكتب في صفحتي 397 و398 " إلا أن الإسلام يرفض أيضاً التمييز بين المجتمع المدني والمجتمع السياسي. من ثم فالمشاركة السياسية مرتبطة بالانتماء الديني. والإسلام دولة مسلمة ينض على ضرورة أن يكون من يتولى الحكم مسلماً تقياً وأن تكون الشريعة هي القانون وأن يكون للعلماء صوت حاسم في مراجعة السياسات الحكومية وتعديلها. ونظراً لأن شرعية الحكومة وسياساتها تنبع من العقيدة الدينية والممارسة الدينية إذن فهي تختلف تماماً مع متطلبات السياسة الديمقراطية".

    ثم يجري مسحاً تاريخياً مختصرا لعلاقة الدولة الإسلامية بالديمقراطية. فهو مثلاً يرى في ص 398 أن الدولة الإسلامية الوحيدة التي احتفظت بنظام سياسي ديمقراطي لمدة طويلة هي تركيا. والفضل في ذلك في رأيه يعود لعاملين: الأول هو مصطفى كمال أتاتورك. يقول عن ذلك في نفس الصفحة "ففي تركيا، نحّى مصطفى كمال أتاتورك المفاهيم الإسلامية جانباً عن المجتمع والسياسة وسعى بشدة إلى إقامة دولة علمانية حديثة على النمط الغربي"، إلا أن تجربة تركيا مع الديمقراطية في رأي هنتغتون لم تكن ناجحة. والعامل الثاني في ما يتعلق بالديمقراطية في تركيا يرتبط كما يرى هنتغتون فهو المجموعة الاوروبية. يقول في صفحة 372 "ونظراً لوضع تركيا الخاص وتراثها الإسلامي وتدخلاتها العسكرية السابقة وسجلها المشبوه فيما يتعلق بحقوق الإنسان، كانت الديمقراطية التركية في حاجة إلى المجموعة الأوروبية لكي ترسو على بر الأمان كما حدث للديمقراطية في اسبانيا والبرتغال واليونان في السبعينيات. وبدون هذه "المرساة" يصبح مستقبل الديمقراطية التركية غير مؤكَّد".

    لا يرى هنتغتون في العقبات الثقافية مسألة أبدية، فهي قابلة للتغير في حدود ظروف معينة كما حدث للكاثوليكية التي كانت تعتبر عقبة ثقافية أمام التحوُّل الديمقراطي، وأن الأمر نفسه ينطبق على المواريث الثقافية التاريخية الجليلة كالإسلام والكونفوشية ، لكنه يطرح سؤالاً في صفحة 401 عن "ما هي العناصر المناسبة للديمقراطية في الإسلام والكونفوشية وكيف وتحت أي ظروف يمكن أن يتم إلغاء العناصر غير الديمقراطية في هذين التراثين الثقافيين؟؟؟ وفي نفس الصفحة يتحدث أنه "حتى إن كان الموروث الثقافي لدولة ما بمثابة عائق في طريق الديمقراطية، فإن التراث الثقافي يتسم بالدينامية والحركة لا بالسلبية والجمود. فالمعتقدات السائدة والتوجهات الجارية في المجتمع تتغير، وبينما تحافظ الثقافة السائدة على عناصر الاستمرارية في المجتمع فإنها تختلف اختلافاً واضحاً عما كانت عليه قبل جيل أو جيلين".
    ________________________
    *صامويل هانتجتون، الموجة الثالثة-التحوُّل الديمقراطي في أواخر القرن العشرين، ترجمة عبدالوهاب علوب، مركز ابن خلدون للدرسات الإنمائية ودار سعاد الصباح، القاهرة، الصفاة، الطبعة الأولى 1993،
                  

02-04-2016, 07:30 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: osama elkhawad)

                  

02-06-2016, 03:53 PM

حاتم إبراهيم
<aحاتم إبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-11-2014
مجموع المشاركات: 3382

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: osama elkhawad)

    دي برضك "عايرة" شغل تقيل
    البراعة هنا اتجلت.

    دمقرطة دي بتنطقوها كيف ...
    ____
    انتو المترجمين ديل؟
                  

02-10-2016, 06:25 PM

حاتم إبراهيم
<aحاتم إبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-11-2014
مجموع المشاركات: 3382

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: osama elkhawad)

    Quote: فأنا لا أزال في بداية الطريق.
    ودوماً اعتبر نفسي مبتدئاً.
    +++
    وواصح أنك لا تستنتد إلى ما تراكم من تراث إنساني حول مقاربات الترجمة وآلياتها،
    وكيفية تجنب "الخيانة" في الترجمة،و إلخ من معضلات تواجه قضية الترجمة باعتبارها "تأويلاً"،
    وبسم الله نبدأ هنا برضو، طاحونتين في نفس الوقت
    ماشي كويس بالرغم من إنو دا ما الكلام الاتقال في البداية، حنواصل لحد ما تعترف بعدم صلتك بالترجمة.

    كدي خلينا نشوف لغتك الفصحى.
    و"داباشي" بيوري براعة المترجم.
    "نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً".

    النصوص شبه متوفرة هنا، ونعشم في الوقت دا توفر لينا الصفحتين الأنا طلبتهن في موضوع داباشي.
    نشوف الإجابة العملية على (المقاربات وآلياتها) هنا.
                  

02-11-2016, 05:29 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: حاتم إبراهيم)

    Quote: النصوص شبه متوفرة هنا، ونعشم في الوقت دا توفر لينا الصفحتين الأنا طلبتهن في موضوع داباشي.

    طيعا انت لحد الآن بالنسبة لي شبح لا اعرف اين تسكن،

    لكن فهمت من كلام مصطفى مدثر انك في امريكا.

    طالما انت حريص على المعرفة،

    اشترى الكتاب من امازون،

    وهو ما مكلف.

    لكن لو حريص على حاجات اخرى ، ما عندها علاقة بالمعرفة،

    وداير تعيش متطفل، فعلى كيفك.

    بعدين زي ما قلت ليك السياق مرتبط بالربيع العربي.

    وفي جملة لو كتبت ليك الكتاب كلو ما حيساعدك، وانا من هسع بل من ما اكتشف انك لا تفرق بين السموطيقا والسمانتيكا،

    عرفت مويتك.

    أرقد عافية، والفيك اتعرفت.
                  

02-11-2016, 06:05 PM

حاتم إبراهيم
<aحاتم إبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-11-2014
مجموع المشاركات: 3382

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: osama elkhawad)

    Quote: وفي جملة لو كتبت ليك الكتاب كلو ما حيساعدك، وانا من هسع بل من ما اكتشف انك لا تفرق بين السموطيقا والسمانتيكا،
    سبحان الله، عقنقل قدموس؟ مش تخلينا نشد سير الطاحونة أول!
    مش قلت ليك مدرستك واحدة انت ويوسف، نفس طريقة الكلام اتكررت في موضوع تاني هنا:
    http://sudaneseonline.com/msg/board/490/msg/1449678787/rn/74.html
    ياخوي حاتم تاني بكرر ليك ما تحاول تغالط في اشاء معروفه فسرتها كل الاكاديميات في العالم لو مشيت قريت اي كتاب لنظرية الكاونتربوينت اقصد المقدمه لان فهمك لهذه النظريه سيكون صعب جداتلقي الشرح


    مثل هذه التعبيرات "التعميمية" تثبت شيء واحد،
    صعوبة استيعاب المطروق لمزاوله ابتداء،

    هذا نهج المتصنعين لا المبدعين.

    _____
    الصنايعي يخشى على سر مهنته دائما.
                  

02-12-2016, 06:09 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: حاتم إبراهيم)

    يا خي يا حاتم،

    تحت شعار "قدرْ ظروفك"،

    عفيناك من الجملة التي لو نقلت لك الكتاب كله ، لن تستطيع ترجمتها، ما لم تكن علاقتك بالمقاربات ما بعد البنيوية قوية.

    فشوف لينا واحدة بس،

    فقط لا غير ،

    والسياق هو "الربيع العربي" ،

    قصّرنا معاك؟؟؟؟؟؟
                  

02-14-2016, 12:43 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: osama elkhawad)

    من تعليقات "الفيسبوك":
    Quote:
    Mohammed Abugroon
    كتر خيرك يا خواض، اهو احيانا نجد ما يفيد ضمن هذا الفضاء المزحوم بكل شئ



    Quote:
    AbuObeida ElGalad

    حبذا لو تضمن المقال نبذة عن الدكتور فرانسيس فوكوياما و عن الكتاب ككل حتى يعرف القارئ سياق هذا التحليل الرائع و المقارنة العلمية لثورات الربيع العربى بثورات القرن التاسع عشر اﻷوربية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de