قبل ان نحكي عن فضيحة الفريق طه عثمان في امريكا ، نشير إلى ما تقيأه الرئيس البشير يوم الجمعة 16 ديسمبر 2016 ، وهو يخاطب لقاءً جماهيرياً بمحلية
المناقل في ولاية الجزيرة . إعتبر الرئيس البشير ممارسة رياضة التنس منقصة ، والإحتفال بعيد الميلاد المجيد سُبة ، عير بهما السيد الإمام ؛ وزاد الرئيس البشير ( جلطاته ) بأن إعتبر السيد الإمام من ( الناس المخذلين ، القاعدين في الفنادق ، وباعوا البلاد بالدولارات ) .
كلامات الرئيس البشير تؤكد الدرك الاسفل الذي وقع فيه ، فإختلطت عليه القيم والمفاهيم والمرجعيات ، وصار غير جدير بقيادة البلاد .
بدلاً من ان يشجع الرئيس البشير شعبه على ممارسة الرياضة البدنية التي تساعد على خلق المواطن السوي ، نراه يعتبر ممارسة رياضة التنس امراً إداً ، ويعير بها السيد الامام ، بطل الجمهورية في رياضة التنس .
يحتوي السودان على اقلية مسيحية تحتفل باعياد الميلاد المجيدة . بدلاً من ان يشارك الرئيس البشير شعبه المسيحي في الاحتفال بعيد ميلاد يسوع ، نسمعه يهاجم السيد الامام لانه يحتفل مع المواطنين السودانيين بعيد ميلاد السيد المسيح .
كما سخر الرئيس البشير من السيد الامام لانه يحتفل بعيد ميلاده ، الذي يعتبره السيد الامام وقفة مع النفس ليحاسب نفسه على ما استدبر من امره ، ليستقبل عامه الجديد مُستصحباً تجربة العام المنصرم ، وليس للرقص كما يفعل الرئيس البشير .
يشرف السيد الامام ان يدعم العصيان المدني ، بعد ان حاول المستحيل ، ولا يزال يحاول 71 مرة ، لتفعيل خيار الحوار الوطني الجاد بمستحقاته ، الذي قفل الرئيس البشير بابه ، بإعتباره حوار قاعة الصداقة نهاية المطاف . إذن من هو المخذل ؟ في هذا الأمر ، يحاكي الرئيس البشير التي ( رمتني بدائها وإنسلت ) .
من الظلم البين ان يتهم الرئيس البشير السيد الامام بانه من ( القاعدين في الفنادق ) ، وهو يعرف وحق المعرفة اين يسكن السيد الامام في القاهرة ؟
اما اتهام الرئيس البشير الباطل للسيد الامام بانه من الذين ( باعوا البلاد بالدولارات ) ، فيستحق الرئيس البشير عليه 80 جلدة ، حسب الآية رقم 4 في سورة النور :
( ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ، ولا تقبلوا لهم شهادة ابداً ، واؤلئك هم الفاسقون ) .
كيف يسمح الرئيس البشير التنطع بالدولارات وهو الذي يمثل ثالث أغنى رئيس جمهورية في العالم ، برصيد شخصي مقداره بليون دولار ، حسب ما برهنا في مقالة سابقة ، بالادلة الدامغة .
من نكد الدنيا على الفتى ، ان يرى متخلفاً مثل عمر البشير رئيساً لبلاد كانت مهد الحضارات ، وأول من إستانس الابقار في التاريخ الانساني ؛ وحولها الرئيس البشير ، بسياساته المدمرة ، إلى رابع افشل دولة في العالم ، وثالث افسد دولة في العالم .
مثل الرئيس البشير والسيد الامام كالاعمى والاصم ، والبصير والسميع ، هل يستويان مثلاً ، افلا تذكرون ؟
ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار .
2- مركز كارتر ؟
كما ذكرنا في مقالة سابقة ، عقد مركز كارتر ، ومقره في اتلانتا عاصمة ولاية جورجيا ، ثلاث ورشات عمل ، اثنتين في الحرطوم يومي الاربعاء 7 والخميس 8 ديسمبر 2016 لقادة في النظام والمعارضة الداخلية ، كل ورشة منفصلة عن الأخرى . كما عقد ورشة عمل ثالثة في نيروبي يومي السبت 10 والاحد 11 ديسمبر 2016 لقادة معارضة الخارج ، وبالاخص قادة تحالف قوى اعلان باريس ( حزب الامة + الحركات المسلحة ) . ناقشت الورشات آليات الحوار والتفاوض مع خبراء من ايرلندة والفلبين واليمن وجنوب افريقيا . سوف يقوم مركز كارتر بإعداد تقرير حول نتائج ورشات العمل ، بما في ذلك توصيات محددة لكل اصحاب المصلحة .
قاطعت الحركة الشعبية الشمالية ورشة عمل نيروبي لخشيتها من اعتقال السلطات الكينية لقادتها ، وترحيلهم إلى الخرطوم ، كما فعلت مع قادة المعارضة في جنوب السودان المتواجدين في نيروبي ، الذين تم القبض عليهم وتم ترحيلهم إلى جوبا ، في محاولة لوقف الحرب الاهلية في دولة جنوب السودان .
كان يمكن للحركة الشعبية الشمالية الطلب لمركز كارتر تحويل مكان ورشة العمل إلى باريس مثلاً ، لتكون فرصة لجميع قادة تحالف قوى نداء السودان الاجتماع في باريس ، على هامش ورشة مركز كارتر ، لمناقشة والاتفاق على برنامج عمل موحد للفترة المقبلة ، خصوصاً الاتفاق على آليات التعبئة لضمان نجاح العصيان المدني في يوم الاثنين 19 ديسمبر 2016 .
في يوم الثلاثاء 13 ديسمبر 2016 ، دعا القائد ياسر عرمان لاجتماع عاجل لقادة تحالف قوى نداء السودان لدعم العصيان المدني ، وطلب من مركز الحوار الانساني في جنيف التعاون في عقد هذا الإجتماع العاجل ، بعد أن فوت فرصة عقد هكذا لقاء عاجل على هامش ورشة عمل مركز كارتر .
ولكن الصيف ضيعت الحركة الشعبية الشمالية اللبن .
3- الفريق طه عثمان يقابل كارتر في اتلانتا ؟
في سياق مواز ، وفي يوم الاحد 4 ديسمبر 2016 ، ارسل الرئيس البشير الفريق طه عثمان إلى اتلانتا عاصمة ولاية جورجيا ، لمقابلة الرئيس السابق كارتر ، في امر سياسي بإمتياز ( أمر عاجل وهام وسري للغاية ) .
كعادة الفريق طه عثمان في مهماته الرئاسية الخاصة خارج السودان ، لم يتم إخطار السفارة السودانية في واشنطون ، ولا البعثة السودانية الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك ، بمهمة الفريق طه عثمان في اتلانتا .
ربما يكون الفريق طه عثمان مؤهلاً لحمل وتسليم الرسائل من الرئيس البشير لملوك ورؤساء الدول ، كما كان يفعل في بداية حياته المهنية ، عندما كان يقوم ، على ظهر موتورسايكل ، بتوزيع ( البوستة ) من الرئاسة في بحري على مكاتب جهاز الامن الوطني في الخرطوم وامدرمان .
حمل وتسليم الرسائل البشيرية امر مفهوم ، ولا يتطلب مهارات خاصة .
الحوار مع الشيوخ في الخليج أمر مفهوم ، لانهم على نفس مستوى الفريق طه عثمان الفكري .
ولكن الفريق طه عثمان غير مؤهل للتفاوض مع الرئيس كارتر ، وممارسة العمل السياسي لعدة اعتبارات منها :
+ يفتقر الفريق طه عثمان لاي تجارب سياسية تؤهله لإدراك القضايا السياسية والاقتصادية والدبلوماسية ،
+ ليس للفريق طه عثمان اي تواصل شعبي ، ولم يشارك في اي نضال سياسي ، ولم يقدم اي تضحيات سياسية ، تؤهله لفهم القضايا السياسية .
+ رغم ان الفريق طه عثمان يمثل مجرة تدور في فلك شمس الرئيس البشير ، وتستمد منها القوة والمنعة ، ولكن تعوزه المقدرة السياسية على التفاوض ، ويراكم عدم معرفته للغة الانجليزية على هذا العجز السياسي.
كان الهدف الحصري غير المعلن لهذه الزيارة السرية الطلب من الرئيس كارتر تعريف الفريق طه عثمان بالمتنفذين في ادارة الرئيس المنتخب ترامب ، لتوكيد جاهزية نظام البشير في دعمهم لمحاربة الاسلام الراديكالي ، ومكافحة الهجرة غير القانونية عبر السودان لدول الغرب ومنها الولايات المتحدة ، ومواصلة مقاطعة ايران وحماس .
إعتذر الرئيس كارتر بأنه لا يعرف الرئيس المنتخب ترامب ولا الطاقم الجديد لإدارته . الرئيس المنتخب ترامب رئيس غير تقليدي ، لم يمتهن السياسة من قبل ، ولم يتم انتخابه لاي موقع تشريعي على مستوى الولاية ، او عموم امريكا في الكونغرس . يدخل الرئيس المنتخب ترامب إلى البيت الابيض من الشارع ، ومن ثم عدم معرفة كارتر المسبقة لترامب .
ولكن ربط كارتر الفريق طه عثمان بشركة
Pat Robertson
للعلاقات العامة في واشنطون ، التي ابرمت عقداً مع الفريق طه عثمان ، لربطه بمتخذي القرار في ادارة الرئيس المنتخب ترامب .
في سياق استغاثة الرئيس البشير بشركات العلاقات العامة لمكيجة وجهه ، نشرت صحيفة القارديان البريطانية تقريراً اكدت فيه ان الرئيس البشير اتصل بشركتين بريطانيتين من شركات العلاقات العامة لتبيض سمعته ، بعد صدور أمر قبض ضده من محكمة الجنايات الدولية في مارس 2009 ، ويوليو 2010 ، بسبب جرائم وابادات جماعية ارتكبها في اقليم دارفور . تزعم القارديان ان كل عقد مع كل واحدة من هاتين الشركتين كان مقداره 2 مليون جنيه استرليني .
كما اكدت القارديان ان شركة
Bell Pottinger
للعلاقات العامة في لندن قد رفضت طلب الرئيس البشير تبيض سمعته ، ببساطة لان سمعته لا يمكن تبيضها بمساحيق الانس والجن .
لمزيد من التفاصيل يمكنك التكرم بمراجعة تقرير صحيفة القارديان على الرابط ادناه :
اتصل مركز كارتر بالسيد وليد فارس مستشار ترامب لشؤون افريقيا والشرق الاوسط لعمل مقابلة مع الفريق طه عثمان ، ولكنه إعتذر ؛ كما إعتذر مايك فلين مستشار الامن القومي عن مقابلة الفريق طه عثمان .
ولكن لم يرجع الفريق طه عثمان إلى الخرطوم بخفي حنين ، فقد وافق على مقابلته بعض موظفي ال
CIA
بعدها رجع الفريق طه عثمان إلى اهله مسروراً .
هل نسينا شيئاً ؟
نعم … نسينا أمرين :
+ الامر الاول ان الفريق طه عثمان نسي او ربما لا يعرف ان الرئيس السابق كارتر ينتمي إلى الحزب الديمقراطي ، بينما ترامب ينتمي للحزب الجمهوري ، وبين الحزبين ما صنع الحداد .
+ الأمر الثاني ان الفريق طه عثمان يجهل اللغة الانجليزية ، فإصطحب معه ضابطاً من جهاز الامن الوطني كمترجم ، وكان ان هذا الاخير احتاج لمترجم هو الاخر ، الامر الذي اضطر احد موظفي مركز كارتر من العرب ان يقوم بمهمة الترجمة .
فضيحة بجلاجل ، اضحكت مركز كارتر من المترجم الذي لا يكاد يبين !
ناقش الفريق طه عثمان مع موظفي ال
CIA
الوضع المتأزم في دولة جنوب السودان ، ومحاولات الرئيس البشير عقد مصالحة بين الرئيس سلفاكير والدكتور رياك مشار .
في هذا السياق ، وكما ذكرنا في مقالة سابقة ، قام الفريق طه عثمان ، في أغسطس 2016 ، بإجلاء الدكتور رياك مشار ، بطائرة خاصة ، من جمهورية الكنغو الديمقراطية إلى الخرطوم ، بعد هروبه من جوبا ، خوفاً على حياته .
تحت ضغط مكثف من الرئيس سلفاكير ، طلب الرئيس البشير من الدكتور رياك مشار مغادرة الخرطوم ، فغادرها في يوم الاربعاء 12 اكتوبر 2016 إلى اديس ابابا ، ولكن رفضت السلطات الأثيوبيه استضافته ، فواصل إلى جنوب افريقيا ، حيث تم وضعه تحت الاقامة الجبرية ، في منزل خارج مدينة بريتوريا ، والمراقبة الدقيقة ، حتى عندما يغشى بيت الراحة في مقر اقامته الجبرية .
تحفظت ( كلمة الدلع لإعتقلت ) السلطات في جنوب افريقيا على الدكتور رياك مشار بناء على طلب الترويكا ، ومنظمة الايقاد ، والاتحاد الافريقي ، في محاولة لوقف الحرب الاهلية في دولة جنوب السودان .
ولكن في يوم الجمعة 16 ديسمبر 2016 ، نفت جنوب افريقيا وضع الدكتور رياك مشار رهن الإقامة الجبرية ، وأكدت إنه حر في اتصالاته وتحركاته كاي مواطن في جنوب افريقيا .
ولكن كيف نصل إلى حل لكارثة دولة جنوب السودان ، بينما مليشيات الرئيس سلفاكير تعيث فساداً في حرب اثنية ، ما انزل الله بها من سلطان .
نواصل مع الفريق طه عثمان … .
ثروت قاسم Facebook page : https://m.facebook.com/tharwat.gasimhttps://m.facebook.com/tharwat.gasim
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة