11:00 AM March, 11 2016 سودانيز اون لاين
عبدالغني كرم الله-
مكتبتى
رابط مختصر
..
عرس أميرة، وابارو!!
.
بقلم: عبد الغني كرم الله
.
.
حضرنا، ليلة أمس، زواج "أم الزين"، نفسها، ومن عجب، فاق زواجها زواج أبنها الشهير "الزين"، حضرنا زواج أميرة الشيخ، التي اتقنت في مسرحية السني "عرس الزين"، دور أم الزين، في العرس الكوني الشهير، بزغاريده التي جابت داكار، ولندن، ودومة ود حامد.
كأنها، نعمة بنت إبراهيم، أنسلت من العرس الشهير، لعرس قاعة كوينز، ليلة أمس، في الحديقة الدولية، شارع افريقيا "المطار"، تمرغ القلب في الفرح بصورة آسرة، كأن روحها السمراء سرت في أرجاء الحفل، كله، فخضبته بالتلقائية الإنسانية، كعادتها وشأنها، منذ ان عرفتها، وجعلت من كل فتاة عروس، ومن كل أم والدتها، فصار العرس شأن أسري للكل، بل ذاتي، فأندلقت الافراح تزين الأسارير السعيدة، بين الكراسي السوداء والبيضاء، والتي جعلها الأطفال دوائر للركض، والاختباء، والمرور، جل سويعات العرس السعيد.
أمه سرب من امشاج شتى، جمعهم حب أميرة، وأبارو، فرقصت الفتيات بحرية، وطلاقة، تغطبهم نسائم الليل الحرة، التي تتعرج بين اشجار الحديقة الدولية، كلفة بلدونتها، بين دروبها المتلوية، الخضراء.
الكون يتبدل، يغير فساتينه الفكرية والروحية، كل هؤلاء النفر الكريم، تعارفوا في قبائل الكتابة ومنتديات التعارف، وسودانيز، وفور أول، وعكس الريح، جمعهم الفكر والخصومات والتلاقح، كشأن الحياة، وكأن "جسد" الواقع يتحدى الفكر، "بأن يخيط فستانه بمقاسه الهائل، وليس جلباب مهترئ، ضيق، على الجسم أن يحاكيه، وإن بتر جزء من جوارحه، كي يحشره نفسه في جلباب بال، قديم، متسخ، ضييييق، يشل حركة الواقع الهائل، ذو الطاقات الشعورة، والفكرية، العظيمة.
عرس أميرة، فتح أفق لعلاقات الفيسبوك، والتفكير الجمعي، رغم تباين الامشاج، ومن عجب كلنا فرحنا بالاغنيات، والزغاريدة، في وحدة عضوية للقلب، ليت العقل يحاكيها، أو على أقل الأمور، أن يتفهم طرائق تفكير الآخر، وحسه.
أماني عبد الجليل، رقصت كأم الزين، في عرسه العجيب، بحرية وحب، وجمال، وريهان، وفادية، وأخوات أميرة، وتيسير النوراني، "وعرض"، عمر بوب، وقرني، وحرجل، ومختار بخيت، وشكسبير، وكمال بولاد، وبشر الجميع، في وصف وجمال لا يقل عن "عرس الطيب صالح"، في دومة ود حامد..
فتاة تلبس تنورة سوداء، وبلوزة بيضاء وسوداء، تنازع نفسها بين الخجل والرقص، وأخرى قربها، تتلاعب بكتفها، كغصن أسمر، رمى في العيون ثمر الفرجة الخلاقة، إنعام حميورة، وأخواتها، امتلأ قلبهن بالفرح، وسرى في الرقص الصادق، الجميل، الموحي، المؤثر في النفس، ببركات الزواج القدسية.
أحكي لكم قصة "طربيزتنا"، يميني نهلة محكر، الشاعرة، والكاتبة، والصديقة، ويساري صاحب "فوز نور الشقائق، وعنف البادية"، أستاذ حسن الجزولي، وقربي "الحكاء بفطرته فريد العمرابي"، ولصقه زوجته الاصيلة، مها (شقيقية اميرة الجزولي زوجة المحارب والمواطن الصالح مججوب شريف)، وقربي الممثلة "مشاعر عبدالكريم"، ممثلة وصحافية، ومقدمة برامج تلفزيوني كمان وقربها الصحفي الباسل فيصل صالح، وقربه كمال بولاد من علمني الكتابة وعشق البلاد، وخالد ماسا.
ثم أتى للطربزيرة عمر عشاري "أعرفه؟ ام في الصباح يستغنى عن المصباح"؟ كيف جمعت أميرة كل هذه الأرواح؟ غريب أمرها.
اتأمل بفرح حلقات الرقص، الاطفال، شباب تعليم بلا حدود، الكنزي، وسامي، الفنان يحاكي زيدان ابراهيم، واغنياته "المرهفة".
أعيد فهم رقصة تلكم الفتاة، فيها "خيلاء"، وليس خجل كما زعمت، وأخريات تغبطهن على الحرية التي منحتها لهم روح أميرة.
شقيقة أميرة، كانت سعيدة، تلكم السعادة التي تسري منها، وللجميع، بلا فرز.
قابلت الاستاذ الممثل مختار بخيت، سلم علي بحرارة، لم؟ لأنه مثل "آلام ظهر حادة"، حين تحولت لمسرحية، وحكى لي الكثير عن طقوس السيناريو،وروح النص، وكيف انه تقمص دور حذاء منسي، مجهول، لانه اختاره بنفسه من بين شخوص المسرحية، وحكى أشياء فعلا كنت احتاجها، حين يحال نص قصصي لمسرحي، وكان لأميرة فضل اللقاء.
ذات الفتاة "ذات الخيلاء، تصافح ملاسي"، ببساطة آسرة، "هل تثير الموسيقى الخيلاء؟ وتمضي معها؟ فلنسأل الانوثة اذن، أهنا مقام محمود، تحقق لهن؟ ألم يقل النساك، في كل منا "انا ربكم الأعلى"، أهي وليدة "ونفخت فيه من روحي؟ تعتري النساء في بهاء الموسيقى والرقص؟ تتزاحم في بالي الاسئلة الدافئة، كلمسات ريشة على وتر كمان الخواطر، فيشع ضلال لذيذ على اسارير حيرتي.
طفل صغير، يلبس بنطال جنز، وقميص احمر مخطط بالابيض، جعلني قناة بنما، أو ربما قناة السويس، صرت أقف وأقعد من أجله، أكثر من جالسي المقعد الصغير في حافلة شعبية، خلفي شاب، والكراسي متلاصقة، ودوما يختارني أنا كيف أقف له، كي يمر، ويهرب من مطاردة اصحابه، وكنت سعيد بتعبي لأن وجهه كان مهموم بصدق، باللعب، وانا احب الإحسان، أحبه جدا، "إن للإحسان نورا، يملأ القلب سرورا، وبه الأموات تحيا، بعد أن زرات قبورا"
طفلي الشقي، طلع ابن اخت "هنيدة"، هنيدة فارسة مركز راشد دياب، معرفتنا طالت شجرتها الغيوم، إنها خالته، من جعلني اركع واسجد للطفولة، في قلب الحفلة.
هبة وعبدالرحمن، اتعجب من سر هذا العرس، ندوة؟ ومتكأ؟ وعرس؟ مضى الليل كله، ولم نشعر، بل خرجنا من القاعة حوالي منتصف الليل.
سألت حسن الجزولي عن الجديد "بطرقته في نبش التاريخ"، فقال بأنه "وما أسعدنا"، بصدد إصدار كتيب بعنوان جميل "نون الناطقات بإبداعهن"، دوما اسماء كتبه، مثيرة بشاعرية جميلة، وسألني العمرابي" جديدك؟ قلت له رواية بعنوان "أسد في الحافلة"، وحكت مها الجزولي، أنها قرأت "آلام ظهر حادة"، في الطائرة، وفعلا تعجبت من علاقة قراءته في الطائرة "ومنهن أمي أمنة زوجة الاستاذ محمود، كانت تقرأ فيه وانا قربها في الطائرة، واستاذ فضيلي جماع، وهبة نجم المصرية، وسرب آخر، كلهم اطلعوا على الكتاب في الطائرة"، بين طيات السحاب.
ملاسي إنسان جميل، بطلاقة وبشاشة سلامة،.
وللحكي بقية...