مثلها مثل كثير من الممارسات التي كانت جزء لا يتجزأ من احداث العام بتواريخه التي يحفظها كبارنا جيدا / وكانت تمارس كعادات وتقاليد تدور في رحا السنين وتعود كل عام ليمارسها المجتمع دون الوقوف عندها / أو تأصيلها / وقد يعود ذلك الى الرغبه في التغيير من الروتين اليومي / اذ ان مناسبة " عشا الميتين " يتم الاعداد لها باكرا في اخر جمعه من رمضان كل عام / ففي الريف السوداني والذي اعتاد ان تكون مكونات وجبة الافطار ( عصيدة بتقليه او ملاح لبن ( نعيميه ) - وحلو مر - وبليله - وتمر - يعتبر يوم عشا الميتين هو اليوم الذي سيكسر قواعد المألوف والذي عرف عنه ان وجبة الافطار فيه تتكون من ( الفته والتي يعلوها اللحم ) - وعادة فان نصيب الاطفال الذين ليس عليهم الصيام يسبق نصيب الكبار - اذ ان الاطفال اعتادوا في ذلك اليوم من كل عام ان يجوبوا شوارع القريه لينالوا نصيبهم من ( الفته ) و ( التمر المبلول ) - كما عرف ان تجمهر الاطفال عند البيت الذي يقصدونه " لعشا الميتين " وصيحتهم الموحده (( جنينه شووووري / انديريق الهامييييري ) او كما فسرها المفسرون انها تعني ( ربنا يرحم موتاكم ) بذلك الاداء يشعر اهل الدار بالرضى حيال مجهودهم في الاعداد " لعشا الميتين " كما يستحق الاطفال صحنا ( مدنكلا ) تعلوه لحمات بارزات هن نصيبا لمن يتخطفهن اولا / ثم يحبسون بالتمر والماء - وينطلقوا الى منزل اخر .. هكذا كان عرفا وتقليدا ساد ثم باد - ومع وعي المجتمعات - وتأصيل المناسبات والاحداث وارجاعها الى الاصل من الدين السلامي / فقد ترك المجتمع كثير من العادات التي لم يجدا لها اصلا / ولكن تظل كذكرى لواقع حال االريف السوداني قديما ومناسبة كانت تكسر طوق العصيده على مدار الشهر الكريم للاطفال / وللكبار معا ... وكل عام والجميع بخير
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة