1 ها أنا تُحاصِرُنِي بِرصاصِهَا الكلِماتُ ولا تأبهُ أني خالِي الوِفاضِ من جسدٍ تنطلِقُ ومن عجبٍ ترُدِّي رُوحاً فتنهضُ ثانِيةٌ لن أعرِفَ كيفَ انتاشتها أو أسألُ.
2 الحزنُ يُلاحِقُنِي على قدميهِ لا يتعثّرُ أو يسقُطُ أو تجُوزُ عليهِ قهقهاتِي المُختنِقةُ.
3 لا يُزهِرُ قلبٌ بِالعصافِيرِ إن ركلتَهُ لِقدمِي الاِنتِظارِ.
4 أعرِفُ أن ظِلَّكَ المُختبِئَ بِنبضِي لا يسقُطُ أبداً على ظِلٍّ.
5 مرّ عبرَ البابِ كِتابُكَ فذابَ الخشبُ.
6 أضحكُ لأنهُ لا شيءَ أخرُ أكثرُ سِرِّيَّةٍ أفعلُهُ.
7 الشّارِعُ الذي لم يلهثْ يوماً من اِقتِراضِنا ملامِحَهُ لم يؤاخِذنَا على تسلُّحِنَا الدّائِمِ بِصوتِهِ الدّاوِي لم يجنحْ لِمُعالجةِ صرِيرِ أرواحِنا بِنوافِذِهِ لم يُمرِرْ ظِلالَنا إلى تجاوِيفِهِ لم يشربْ شُجُوننا ويُخلِفُنَا عُراةً لم يُهمِلْ حُدُوسنَا الكثيرةَ لم يتململْ من نزقِنَا وجِراحِ الهوى والدُّمُوعِ ولا حتى دمِ أخيلتِنا المُتصلِّبةِ لم يُفكِّرْ مرّةً في أن يشكُونَا وإن لِحاكِمٍ عادِلٍ لم..........
8 يُوجِعُنِي ليلٌ لم أسقُطْ من عينيهِ بعدُ.
9 أمسُ اِستردَّ الشّارِدُ في شُجُونِهِ نوافِذَهُ من مِرآةِ العُزلةِ وطفِقَ يغذُّ في السّيرِ نحوَ حدِيقةِ البدءِ لِيعُلِّقَ دُمُوعَهُ على حبلِ النّجاةِ.
10 أين مِنّي الضِّحكةُ التي كانتْ لها قُدرةُ عِنادِ الهواءِ واﻷزِقّةِ وإطاراتِ السّيّاراتِ والزّحامِ....... والرّكضِ بِأحضانِها المُفتحةِ وسعُ الكونِ لِتدلِفُ كعِطرٍ لِبيتِ الحبِيبةِ؟
11 أبداً لم أُرِدْ اِستعادةَ هذه اللّحظةِ أيها التّارِيخُ كُنتُ موهتَها في سحابٍ أنزلتُها بِبحرٍ في خيالٍ مُركّبٍ كُنتُ شطرتُها ﻷِنصافٍ كثِيرةٍ حتى تُتوهُ الذّاكِرةُ عن ملامِحُها أبداً لم أكُنْ أقصِدُ لحظةَ عرِفتُ كيف اِستيقظَ الكلامُ من شِفاهِ الموتى وجاءَ ليلهو معِي في الحِلِّ والسّفرِ.
12 أبحثُ بِشكلٍ دؤُوبٍ على شطِّ البحرِ عن لُؤلُؤةٍ دسستُ بها اِبتِسامةَ بِنتٍ كانت بِغمّازتينِ كبِيرتينِ فأجدُّ ضِحكتِها المُنكّسةِ من الحياءِ تطرُقُ البابَ وتختبِئُ في جيبِي.
13 متى مرّ على خرِيطةِ الكونِ أدخلَ بِلادَهُ في البحرِ واِبتسمَ.
14 ثمة موتٌ نِهائِيٌّ لم يستطِعْ قاتِلٌ أن يعرِفَهُ أنهُ دائِماً يجرحُنَا بِظِلِّ الموتِ وننهضُ.
15 والمُوسِيقى على سُرُرٍ بِالرُّوحِ تُرهِفُ السّمعَ بِحُبُورٍ لِتدفُّقِ اﻷحاسِيسِ على شُطآنِها الوارِفةِ.
16 والمُوسِيقى جلبةُ أطفالٍ يحتفُونَ بِالعِيدِ في ذاتِ أسمالِهِمْ المُرقّعةَ.
17 من مقهىً في الطّابِقِ السّابِعِ أطَلّ على الشَّارِعِ صوتُ اِمرأةٍ لم أسمعْ في عينيهِ ملامِحِها أو ما اِرتدتُهُ كأوتارٍ لِلمقهى صوتٌ يُرنِّمُ بعضَ لُحُونِ الوجدِ ينثُرُ بعضَ اﻷلوانِ الكونِيَّةِ يفتحُ بِكفّيهِ بابِ غِناءٍ ويُغادرُ دُونَ أن يسمحَ لِعابِرِ أن يلمسَّ جِسمَهُ. 28/5/2016م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة