فى المنظومة الكونية تشاركنا الحياة انواع شتى من الطيور بمختلف أنواعها و فصائلها و رتبها .. ترفل فى الفضاء لتملأه القاً و بهاءاً .. تُمارس ذات النشاط الإنساني فى سعيه الدؤوب نحو الرزق كسبب رئيس فى ضخ ماء الحياة داخل هاتيك الهياكل الناحلة .. فهى تنتظم فى حركتها تلك ذرافات و وحدانا .. تُمارس حميمة العلاقة على رؤوس الأشهاد وفق قانون الطبيعة الخالى من الرياء او الحياء.
تقدم دروساً و عبر و تنشر رسائل و حكم تعين الانسان على التعلم و الاقتداء كما فى درس ( الغراب ) - قال يا ويلتا أعجزت ان أكون مثل هذا الغراب فأوارى سؤة أخى -
و لها درس عظيم فى التوكل على الله فيما يتعلق بقضية الرزق - لو توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا و تعود بطانا .
شعراء القصيدة الغنائية ساروا فى استلهامهم تلك الإشارات نحو مقاصد و دلالات ركبوا فى سبيل الوصول اليها اجنحة الخيال لتتبع الطير فى حله و ترحاله .. فى حركته و سكونه .. و عايشوا لحظات ذاك النشاط فقدموا لنا نتاج خيالهم ادباً رفيعاً لامس اوتارى الحزانى و المهمومين .. و دقدق مشاعر الحب و الحنين فكان بلسماً للروح و اثراءاً للوجدان .
واسطة عقد طيورياتنا ( عصافير الخريف ) أبدعها المرهف ( اسحق الحلنقى ) لترفد المكتبة الغنائية بالياذة الشوق و الحنين التى خلدها الراحل ( محمد وردى ) بنغم شجىء و صوت ندىء لتتجدد الأسماع بتجدد الحنين و الأشواق .
فى سهل ممتنع و كتوطئة لما يبثه الشاعر فى رمزيته تلك دلف فى تقديم مباشر للقضية ( هجرة عصافير الخريف فى موسم الشوق الحلو .. هيج رحيلا مع الغروب احساس غلبنى اتحملو ) ... ثم سار فى تداعيات تناسب الحالة الوجدانية التى وصمها ب ( احساس غلبنى اتحملو ) فقال ( و كتمت أشواق الحنين داير الدموع يتقلو ) ....
القصيدة فيها رمزيه وسطية بلا عمق منفر و لا سطحية باهتة .. فيها مدعاة لاستلهام الشوق و الحنين من غير بنى الانسان .. و فيها لدغات الم الفراق و الرحيل و بكائية و شجن اليم طوع فيه الشاعر مفردات نصه الخالد فى توافقية طبيعية بين الطيور ككائنات مسافرة و بين الانسان الراحل عن وطنه .. فجاءت تسرية عاطفية نبيلة فسمت بالوجدان و ارتقت بالعاطفة ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة