ضربة معلم • يبدو أن النظام القمعي والمعارضة التقليدية لم يستطيعوا أن يفهموا ما يتحدث به الشباب، مايريدونه، ما يحلمون به، مايفتقدونه، ما يعانون منه، ما يسعون إليه، ما تخفيه صدورهم تجاه كل ما يحدث. • الغضب في دواخلهم تجاوز حد الكبت وتحدى أسوار الصدور والقلوب و بات ينهش في العصب الحي ويجعل الدم يغلي حمما والعروق تأبى أن تكون له وعاءا يقيه التدفع في الشارع والأسفلت، فالحكومة تعتقد أنها تحتمي بقواتها الأمنية وقبضتها الحديدية والجنجويد، و أن حميدتي والمرتزقة على شاكلته هم بعبع أو مصدر رعب للشباب، ولكن هذا ليس هو الواقع، وهو ما يعمق الفجوة بين الشباب ومن ذكرت. • حدثت صديقي بأن ما يحدث قد يقود الى مواجهة مع الجنجويد ويكرر سيناريو سبتمبر وحمامات الدم التي كانت بسياسة shoot to kill ولكن رد فعل صديقي أدهشني حين أجابني بلامبالاة : "مافرقت والله .. خربانة خربانة .. إما نعيش أو الموت أفضل لينا" عندها أيقنت بأن النصر قادم فمن لا يخاف على شئ لا يمكن أن يخسر شئ • الشباب الآن لم يعد مهتما بمن يتحدث عن أمجاد تليدة، أو ترهات بليدة، أو شرعية، أو طبيعة النظام الإنقلابية، أو أيا كان فالمهم الآن هو أن تتحقق مطالب الشباب المشروعة بحياة كريمة ، بالعدالة، بالحرية، بالتنمية، بوطن يلبي طموحات أبناء الوطن في وطنهم ليقيهم قسوة الغربة والشتات، والموت من جراء الخدمات الصحية المتردية، والعوز والمسغبة، وطن يحترمهم ويحترمونه • الوطن أولاً، ولا شئ بعده ولا قبله، الوطن حباً حقيقياً لا مجازاً، فعلا ثورياً راقياً تتعلم منه الشعوب الأخرى عظمة أن تكون سودانياً مهذباً خلوقاً، كان و مايزال معلم الشعوب في الثورات من لدن أكتوبر 64 مرورا بأبريل 85 ثم ديسمبر 2013 و العصيان المدني في نوفمبر الذي نستظل بأيامه • لم يعد يهم الشباب من شارك النظام علنا ومن شارك خلسة ، من شارك كليا ومن شارك جزئيا، فالكل سواسية الآن أمام شرعية الشارع و تضحياته ولا مكان لمن لم يشارك ولم يقدم أياً كان • برزت قيادات الميدان أمثال الضي والواثق وأم كبس، وقيادات حزب المؤتمر السوداني وقيادات الأطباء والصيادلة و قوى نداء السودان المعتقلين فهم الأحق بالريادة والقيادة أكثر ممن يدلي بالتصريحات الملتبسة ويحاول أن يقف بين بين، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، فالحياد في فقه العمل الثوري يسمى خيانة ولا شئ آخر • الشباب لم يحتمل سخافات قيادات النظام، وإمعانه في إذلال الناس بوصمهم بالجهل والتسول والتفضل عليهم بالهوت دوق وغيره، فالهوان الذي تحاول العصبة الحاكمة أن تجعل الناس تعتاده هو ما يقصم ظهرهم ويخرجهم منها نادمين • عندما إنطلقت الدعوات للعصيان المدني، كان منسوبي النظام يتهكمون مننا، ويتحدثون عن أنهم يمتلكون كل الخدمة المدنية في حزبهم المترهل النفعي، ولكنهم نسوا أن سياسة التمكين التي إنتهجوها خلقت نوعا جديدا من العمل في السودان إمتهنه مفصولي الصالح العام، في العمل الخاص والأعمال الصغيرة والمتوسطة، وهي الشريحة التي تدير فعلا حركة الشارع والمال الذي فيه بصورة معقولة لخلق خلخلة في بنية الدولة حال عصيانهم وهذا ما جعل العصيان يدهش من خططوا له بنجاحه • العصيان المدني في مجمله كان مبتكراً، طريقة التنادي له، وإتساع رقعته، والمشاركة فيه بوسائل التواصل الحديثة، والتي يصعب السيطرة عليها، وكان الجميع مشاركا فيه، من داخل الوطن ومن الشتات، وإستجابت القوى الحية والناس التي ذاقت المعاناة له، فكان "ضربة معلم"، • فوجئت القوات القمعية بشباب يهتفون : خربانة خربانة .. أضربونا جبخانة، فالصدور عارية والوجوه غاضبة ولا شئ نخفيه، الهدف واضح، إسقاط النظام، وما العصيان المدني إلا بداية لطريقة نحو إحلال البديل الديقراطي لننعم جميعاً بوطن الحرية والسلام والعدالة ويبقى بيننا الأمل في التغيير دوماً
11-29-2016, 05:00 PM
د. بشار صقر
د. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 4077
ده نتيجة الشغل التراكمي ده زمن حاجة اسمه شعب واحد ضد الطغيان فلنعمل من اجل ذلك وحدة موحدة فلنعمل من اجل ذلك كتلة واحدة مافي حاجة اسمو معارضة و النظام
في حاجة اسموا الشعب و النظام المعارضة جزء من الشعب المعارضة انا و انت و هو و الامهات اللاتي اوقدنا شرارة العصيان و كل مواطن سوداني واقف في وجه الطغيان
مرحبا بعودتك يا مواطن و خليك مواطن
"
• فوجئت القوات القمعية بشباب يهتفون : خربانة خربانة .. أضربونا جبخانة، فالصدور عارية والوجوه غاضبة ولا شئ نخفيه، الهدف واضح، إسقاط النظام، وما العصيان المدني إلا بداية لطريقة نحو إحلال البديل الديقراطي لننعم جميعاً بوطن الحرية والسلام والعدالة ويبقى بيننا الأمل في التغيير دوماً
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة