في فبراير 2015م، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصورة غير لائقة لوفد سوداني رفيع كان يزور الإمارات العربية المتحدة إبان توتر العلاقات…الصورة أظهرت كبار قادة الدولة السودانية يتقدمهم وقتذاك، وزير الخارجية، علي كرتي، وزير الاستثمار، مصطفى عثمان ووزير رئاسة الجمهورية صلاح ونسي..الوفد الرفيع كان يجلس خجولاً في ضيافة مالك نادي مانشستر سيتي ونائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ منصور بن زايد، وهو ذات الشيخ الذي استقبل الرئيس بمطار أبو ظبي.
ذرف الناشطون على مواقع التواصل الدموع لما اعتبروه إهدار كرامة، حيث كان طفل صغير يجلس بجوار والده المضيف للوفد السوداني، كانت الصورة تقول إنها أقرب لزيارة أسرية…وسرعان ما نبشوا الإرشيف من محرك البحث الشهير (قووقل) لجلب صورة لزيارة الرئيس الأسبق جعفر نميري إلى الإمارات والاحتفاء المبالغ بها للدرجة التي جعلت بعض صحف الإمارات الرئيسة تخرج بعنوان عريض “أهلا نميري”، في مقارنة موجعة.
على هامش القمة العربية التي عُقدت في الأردن، عقد الرئيسان البشير والسيسي قمة مصغرة، الصور المتداولة أظهرت العلم المصري خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، بينما غاب العلم السوداني خلف الرئيس عمر البشير..الرسالة الأكثر سلبية هي أن الصورة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الشعبية توتراً حاداً.
في قمة سابقة بين الرئيسين البشير والسيسي كانت في أكتوبر2014م، وانعقدت بالقاهرة….كانت خلفية مجلس الرئيسين خريطة القطر المصري متضمنة حلايب وشلاتين…كانت هذه الصورة ترسل ضمنياً رسالة أن اللقاء كان اتفاق على تسوية الملف والقبول بالوضع الراهن.
الرسالة التي تصل عبر الإعلام، رسالة حساسة، بل، بالغة الحساسية، التعامل بلامبالاة إزاء صورة السودان، هو ما يجلب لنا المهانة وإهدار كرامتنا التي نتباكى عليها…الأمر أكبر من (ضبط) بروتوكول..الأمر هو (موقف)..لايقبل إلا (الموقف).
صورة السودان ليست ملك للحكومة، تُقدرها وفقما ترى..بل يجب أن تكون هي الأحرص على إظهارها بالشكل الذي ينبغي أن يكون..الصورة الذهنية الشعبية المرسومة عن (إنسان) السودان في الخارج، ارتبطت وثيقاً بالمواقف المشرفة أينما حلّ، للدرجة التي أصبحت فيها صفات بعينها مرتبطة بإسم (الإنسان) السوداني على مستوى تواجده في العالم.
لكن الصورة الذهنية الرسمية للسودان، على العكس تماماً، ارتبطت بكل الصفات التي لا يقبل أي بلد أن ترتبط باسمه..الذين تقع على عاتقهم مسؤولية صورة السودان في المحافل الدولية، ربما يقدرون أن كل ما يُكتب في نقد هذه الصورة، ماهو إلا ترصد…نعم هو ترصد..ترصد لفحص صورتنا في الخارج، أليست صورتنا؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة