سيد شاذلي .. شاعر من عطبرة بروفسير.هشام محمد عباس في منحنى النيل عند( ابوحمد) في شمال السودان يعقد النيل حلفاً مع الشمس.. فيعدو معها من الشرق الى الغرب.. في رحلة فوق العادة.. فتشرق الشمس وكأن دفقات النيل تخرج من بين جوانها وكأنها تختبئ بين أمواجه .. فشربت تلكم الطبيعية انسان المنطقة ، فجاء الشاعر سيد شاذلي مصطفي أحمد يحمل تمرداً على الاشياء العادية فقدم شيئاً خاصاً به .. سيد .. من الشعراء الذين كان يجب على السودان معرفتهم .. فالشعر عنده احساس تجده في سلوكه وحيائه وحب الناس له .. ولد الشاعر سيد شاذلى بحي الورشة بمدينة أبوحمد في عام 1958م وجاء مع والده وهو صغير السن الى مدينة عطبرة حيث درس في مدرسة المنطقة والنور ثم الخدمات المتوسطة وبعد ذلك عطبرة الصناعية.. ورغم هذه المفردات التى شكلت النشأة الاولى الورشة ومدرسة المنطقة وبعد ذلك المدرسة الصناعية إلا انه استخدم مفردات هذه البيئة في شعره فخلق أدباً عطبراوياً خاصاً ومدرسة شعرية ذات نكهة مميزة ذلك مع ابداع اهله الرباطاب الذين يتوارثون الذكاء وحسن التعبير جيلاً بعد جيل .. وقد ورث شاعرنا من جدته لوالدته الحاجة (عائشة بت قسم الله) نظم الشعر ، فقد كانت من أميز شاعرات جزيرة مقرات ومن اشهرهن وقد تركت تراثاً شعرياً يتداوله ابناء مقرات متى ما اقتضى الموقف كلمات من الحكمة ، مثل العام 1980م نقله كبيرة في حياة الشاعر سيد شاذلي ، فقد استطاع في ذلكم العام نشر ديوانه الشعري الاول ( كلام للازاهر) وهى عنوان القصيدة الأولى في الديوان والتى تغنى بها لاحقاً فنان عطبرة القادم من المسيد بالجزيرة مصطفي مضوى ، ولانقلكم الى هذا الديوان أتناول جزءاً من مقدمته التى كتبها الدكتور/ الطيب على ابوسن وزير الحكم المحلي للاقليم الشمالي سابقاً في بداية الثمانيات من القرن الماضي ومازلت اذكر منزله المقابل لحوض السباحة بعطبرة وابنه(مازن) الذى كان يدرس معنا في تلكم السنوات بمدرسة عطبرة الأميرية المتوسطة وقد كان قمة في الذكاء ونال جزءاً كبيراً من دراساته اللاحقة بانجلترا وهو الآن من علماء علوم الحاسوب القلائل ليس على مستوى العالم العربي وانما على مستوى العالم ، أعود لمقدمة الوزير الأديب حيث كتب في مفتتح كلام للازاهر( الشعراء حملة مشاعل الأمم ، وحدادة الركب ، هم المتنفس والعابرون بالإنسانية حواجز الوهم الى عالم الحقيقة ومنابت الخير ، يرتفعون بالناس من مرحلة مايروى الى مرحلة مايتراءى دون الإيغال في الخيال ، الترحيب بالشاعر سيد شاذلي مصطفي والشكر له على ما أهدى مكتبة القريض من حلو المعنى والمبنى ، والترحيب باقرانه الاوفياء الذين وهبهم الله فطرة التعبير المموسق وملكهم نواصى الكلم المنظوم ، منهم محل التقدير والاجلال في دوائر رعاة الثقافة وسدنة التراث.. بهذه الكلمات الانيقة قدم ابوسن لهذا الشاعر الجديد في تلكم الاعوام ، ولعمرى هى كلمات كتبت بمداد الحقيقة فهاهو الشاعر سيد شاذلي يظهر بقوة ويقدم الكثير من القصائد الغنائية ويعقد ثنائية مع الفنان زمراوى عوض الذى عرفه الوسط العطبراوى في الثمانيات واختار بعد ذلك أن يكون بعيداً عن الاضواء في أرض أهله ( المحس) بشمال السودان.. لقد مثلت مدينة عطبرة في تلكم السنوات سوقاً شعريه وفكرية ومنتدى ثقافي كبير ، ففي رابطة ادباء الشباب بعطبرة التى كانت تتخذ من مركز شباب المربعات مقراً لها ، انطلق الشاعر سيد شاذلي وانخرط في في مجموعة الشباب ومنهم نجم الدين الكرفابي والتوم ابراهيم شاعر اغنية( حب الناس) لعبد المنعم الخالدى وايضاً شقيقته الشاعرة آمنه ابراهيم التوم شاعرة قصيدة (شريك حياتى) الشهيرة لمصطفي مضوى وايضاً الشاعر هاشم حسن الطيب وعمر حامد عمر وزكريا صالح ، وكانت هذه المجموعة تلتقي كل ثلاثاء بحيث يخصص اليوم لواحد من الشعراء واستمرت هذه الرابطة حتى بداية التسعينات من القرن الماضي. إن التراث الشعري والقصائد الوطنية والغنائية لشاعر عطبرة سيد شاذلي مصطفي تستحق الوقوف ، وليث مثل(سيد) المنزوى بعيداً عن الاضواء يجد الاهتمام اللائق من ابناء عطبرة ووسائل الاعلام .. فالرجل يتخذ من الكلمة هواية تعبر عن الآمه واحزانه وأفراحه وسروره وآماله .. التوفيق كله لشاعر عطبرة الذى احبها فاحبته فسكن فيها وسكنت فيه فكونا معاً متلازمة من الاحساس والكلمة والفرح والابتسام والحزن والدموع..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة