|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: معاذ حسن)
|
مرحباً بعودتك أخى الطاهر....ومراكش حقيقة مدينة جميلة تحس فيها براحة وإطمئنان......مسجد الفناء وساحتها مليئة بالسواح.....
معاذ يا المسحور فيها...تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
الأخ / طاهر
تحية عطرة .....
طالما أنك ذكرت مراكش ، فلابد من الكتابة عن ساحة جامع الفنا ، والكتبية ، والمنارة عوالم من التاريخ ...
سؤال خارج النص : أخ طاهر انت ممن درس بالمغرب ؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: Othman Al-Hasan Babikir)
|
الاحباب معاذ حسن اسماعيل عباس عثمان الحسن ينتابني احساس انكم جميعا من زوار وعشاق تلك المدينة الساحرة سعدت كثيرا بمروركم الجميل وعباراتكم الراقية ويسعدني ان تكونوا معي في رحلة الجمال هذه . دعونا نتمشى سويا ونجوب ارجاء وساحات تلك البلدة ، نتنسم معا عبير ورودها .. تلك المدينة الحمراء، الفسيحة الأرجاء، الجامعة بين حر وظل ظليل وثلج ونخيل، سوف نزور ونقف عند كل معلم من معالم هذه المدينة الساحرة ساحة الفناء ومنارتها وكتبييتها واسواقها الشعبية ، حتما لن ننسى ان نعرج على حماماتها فنستمتع بالحمام المغربي على اصوله ..! وبالتاكيد ستكون لنا وقفات مع السبعة رجال الذين يحرسونها ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
اخي عثمان انا لم اتشرف بالدراسة في المغرب ولكن يشرفني اني تعرفت على شباب ممن يدرسون هناك ساحاول ان ادعم البوست بعدد من الصور التي احتفظ بها علها تنال رضاكم واستحسانكم..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
اوردت في ما سبق صورة لغلاف كتاب " سبعة رجال " والذي كتبه الدكتور حسن جلاب الصادر عن جمعية "منتدى ابن تاشفين" وفيه يتحدث عن الطرق الصوفية والزوايا التابعة لها بالمدينة، ومراحل نشأتها وتطورها، وانتشارها، وأدوارها السياسية إلى جانب الأدوار الاجتماعية والتربوية ، وفي الفصل الثاني يسترسل الكاتب فيغوص في تعريف الرجال السبعة . من هم ونشاتهم وادوارهم حتى مماتهم . سيختلف حديثي عن الكتاب ، حيث اني ساحاول بقدر الامكان التحدث عن الحاضر الممزوج بالماضي والتطرق لبعض الاحداث والمجريات التي حدثت بالمدينة فاحدثت نقله وكادت ان تغير مجرى التاريخ واخرها " الزين ال فيك " ..!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: Dahab Telbo)
|
استاذنا العزيز محمد دهب تلبو سعدت كثيرا بوجودك هنا ، مرورك بلاشك سيعني لي الكثير . ادعوك باحترام لتكون معنا في هذه الرحلة الممتعة .
* ساحة جامع الفنا * قبلة السياح ، متنفس اهل المدينة ، ملتقى الاحبة .. بالتاكيد توجد ساحات سياحية يقصدها السياح في العديد من دول العالم ، فاذا اخذنا امثلة على ذلك "الساحة الحمراء" في موسكو ، وساحة "تايمز سكوير" في نيويورك ، و"سان بيير " في روما ، وميدان "بيكاديلي " في لندن و"تيان أنمين" في بيكين و وغيرها.. فان ساحة "جامع الفنا" صنفت من بين اشهر واجمل الساحات السياحية في العالم . حيث استطاعت ان تستقطب السياح من جميع انحاء العالم حتى اصبحت هي "الأغورا" العربية في أبهى تجلياتها الثقافية الشعبية المتفردة ، برغم غزو الحداثة لها الا انها مازالت تحتفظ بارثها التراثي التاريخي القديم . فاذا ما تسائلنا كيف تستمد هذه الساحة الأسطورية كل هذا السحر المغناطيسي وكيف استطاعت ان تنحت لها اسم وشهرة عالمية حتى استطاعت ان تزاحم أعتى الساحات العالمية ولتصبح مبتغى للجميع ولانبالغ حين نقول ان اسم المغرب اصبح يقترن في اذهان العديد من السياح بتلك المدينة الساحرة وتلك الساحة العظيمة برغم أن أعتق المدن التاريخية المغربية تتميز بساحات فسيحة كساحة "الهديم" في مدينة "مكناس"، وساحة "بوجلود" في مدينة "فاس" . وللجواب على هذا السؤال ولكي نتعرف على اسرار فتنة السواح القادمين من كل انحاء العالم من اليابان شرقا حتى اميركا غربا ولكي نستشعر احساسهم بالعودة إلى الفردوس المفقود كان لابد ان ندشن رحلتنا المراكشية هذه بالاتجاه الى قلب المدينة حيث يقع " جامع الفنا " .. كغيره من مدن العالم يتزين طاكسي مدينة مراكش باللون الاصفر المائل الى البيج وقد تعمدت ان اكتبه بحرف الط بدلا من الت وتلك هي طريقة لفظ اهل المدينه حيث انهم ينطقونه طاكسي بدلا من تاكسي 100 درهم تقريبا هي ثمن الاجرة حتى يوصلنا صاحب الطاكسي الى وجهتنا جامع الفناء لايعتبر مبلغ 100 درهم كثيرا مقارنة بمتعة الرحلة التي سياخذنا فيهاعابرا شوارع مدينة مراكش الحمراء..! وكما اسلفنا ان سبب التسمية يعود لملامح عمرانها التقليدي الواطئ أو العصري الشاهق، والذي يتزين بطلاء أحمر لا تقهره تقلبات الفصول الطبيعية ومكر طقس المدينه المتحول. تعتبر ساحة(جامع لفنا) هي بمثابة تلك "الدالتا" التي تصب فيها كل الروافد ، الثقافية والتراثية فالقادمون من القرى والارياف القريبة من مدينة مراكش يقدصون المدينة ...
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
الاستقبال البشوش والحفاوة اول ما يلفت انتباهك بمجرد ان تطأ اقدامك هذه الساحة الاسطورة ..
امتزاج التراث بالحداثة يجعل اللوحة بديعة ..
طيبة اهل البادية القادمين من القرى القريبة من مدينة مراكش تدهشك ..!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
برغم شهرة هذه الساحة الاسطورة الا ان سر تسميتها يظل طي السرية والكتمان حيث اختلفت التأويلات حول سر تسميتها "جامع لفننا".. كما تعددت البحوث الحفرية في الذاكرة المراكشية الجماعية لحل لغز هذا الاسم الأسطوري.. ولكي تحافظ على عذرية بهائها الأزلي، أبت هذه الساحة إلا أن تبقى مثل الكنز المرصود لا يقوى على فك طلاسمه إنس ولا جان ولا حتى جبل "توبقال" حارسها الأطلسي الأزلي .. ولا حتى شيخ الحكواتيين ..! ولا سيدة العرافات المرابطات فيها ..! ولا اعتى سحرتها القابعين على اركانها ..! بل إن حيرة هذا الاسم اللغز قد اشغل حتى الزوار والأدباء والمفكرين العرب والغربيين ..! حتى صار "جامع الفنا" مسرحا للأسرار بامتياز..! مسرحا مشرعا على الأفق الجميل المبهم..! لا تقفل بوابته لا بالليل ولا بالنهار..! قد يلاحظ للزوار القادمين الى ساحة "جامع لفنا" مدى تنوع أغراض الحلقات، بين حلقات مهنية وأخرى فنية إبداعية وكما نلاحظ ذلك جليا في الصور السابقة..! ومن اميز الحلقات التي تتميز بها هذه الساحةهي حلقة الحكواتية والحلقة التمثيلية التي تقدم عروضا كوميدية تلقائية ومرتجلة، تدور في الغالب حول علاقات غرامية تمتح رمزيتها من التراجيديا الإنسانية عن الفردوس المفقود وأدوار الشيطان في نكبة الطرد والهبوط وتماهيه مع حيل المرأة وأحابيلها وبين حكايات الشطار والعيارين ومقالب جحا والمناوشات بين البدو السذج واللصوص الحضر الحاذقين والحلقة الطبية الشعبية والحلقة البهلوانية وحلقة ترويض القردة والثعابين والزواحف وحلقة الألعاب السحرية...!
يتبع ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
*سوق السماريين * • يعتبر " سوق السمارين " من أشهرالأسواق التقليدية التي تحف ساحة جامع الفنا حيث يشكل المعبر الرئيسي للسياح، وكذلك لعشاق التحف النادرة والمشغولات اليدوية الفاخرة حيث لابد لخارطة سيرهم ان تمر بهذا السوق العظيم ليتبضعوا التذكارات النادرة ومختلف تحف الصناعة التقليدية المغربية الزاخرة بتشكيلاتها الفنية التي لاحصر لإبداعاتها الحرفية، والتي تعتمد في مادتها الخام على خشب العرعار، الذي يجلبه الحرفيون من الغابات المحيطة بمدينتي " اسفي " و"الصويرة " الشاطئيتين ومن جلود الحيوانات وصفائح النحاس وألواح الرخام وصخور الغرانيت ومنسوجات الصوف والحرير، والتي غالبا ما تصنع منها الازياء البلدية او الزي الشعبي حيث يعرف الزي التقليدي الشعبي لدى الرجال ب الجلابة "الجلباب" اوالجابادور اوالقفطان الفوقية أو الكندورة الدراعة اوالبلغة .. اما لدى النساء فيعرف ب"التكشيطه " الملحفة او الشربيل .. نستطيع ان نقول بصورة عامة ان هذا السوق " السماريين " يشكل معرضا حافلا بالبازارات التي تشبه بكنوزها مغارة "علي بابا " مفتوحة دائما لعرض منتوجات الصناعات التقليدية القادمة من كل القرى والارياف المتاخمة لمدينة مراكش. ولكل سوق من الأسواق الأخرى تجارته الخاصة به، كسوق "الغزل" المتخصص في تسويق المنسوجات الصوفية وسوق "البطانة" المتخصص في تسويق جلود الخرفان والماعز والبقر التي تصلح لصناعة الحقائب وحافظات النقود والمعاطف والأحزمة والنعال الصيفيي الخفيفة والقبعات، وسوق ا "لزرابي " او مايعرف بالسجاد وهو سوق متخصص في تجارة "السجاد" على اختلاف أنواعها "المكناسية " و" الفاسية " و "الرباطية " و" الأطلسية الأمازيغية " والتي من دون شك تشتهر بتنافسها عالميا مع "السجاد " الإيرانية والتركية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
Quote: وصفت مراكش بأنها المدينة الحمراءوذلك نسبة لتشابه مبانيها التي زينت جميعها باللون الاحمر الباهت ، لها "16" بوابة تحيطها من كل جانب ..
باب بريمة |
سلام يا الطاهر مرحبا بعودتك بريمة الواحد ده ؟ ههههههههههه بختك يا بريمة بقيت عندك باب في المغرب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: خالد حاكم)
|
مرحبا بك خالد ومرحبا باخونا بريمة باب برَيمه بتشديد حرف الراء يعتبر من اشهر الابواب التي تزين مدينة مراكش .. يقع بالقرب من باب الملاح في الطريق الى ساحة "جامع لفنا" .. فاذا كنا في السودان نقدس ونهتم ببوابة "عبد القيوم " بمدينة ام درمان فلك ان تتخيل مدينة تزخر ب 16 بوابة .. إذن هي "الأغورا" المراكشية في اعظم تجلياتها الزاخرة بكل مكونات الهوية المغربية، بقزحيتها المتميزة وبتآصر فسيفسائها الذي يختزل في قامته التعدد في المغرب كملتقى للحضارات العربية الإسلامية والإفريقية والأروبية، فأنت حيثما تطوف وتجول بين مؤثثات الساحة الإستعراضية، فأنت لاشك ستنبهر لهذا الكشكول الحضاري التقليدي والعصري بين صورة سيدة قد يغازلك قدها الخلاسي العربي الأمازيغي وهي تتلفح في لثامها الليلي الساهر وجلبابها الأحمر الباهرالذي جاب جميع زواياها مقص الحداثة لكي تنسدل الخصلة الحائرة متهفهفة على الجبين، أوقد يبهرك قد فتاة فارعة واثقة الخطوات بثبات، بقامة "المانكان" او ان شئت قل فريع "البان" . إن هذا الموقع المحوري الذي أثر كثيرا في التفاعل السياسي والتاريخي للمغرب هو ما جعل من مدينة مراكش اليوم كما بالأمس مدينة جذب وإقامة أبدية وحاضرة طافحة بحراك سياسي واقتصادي وثقافي وإثني متماوج على الدوام، لكن في ظل ثوابت الهوية التاريخية المغربية، وبالتالي فقد أهدت هذه الكيمياء الحضارية سحرا جذابا تتسابق إلى دوخته الرائقة كل الرغبات والفتن والشهوات المباحة لتلتئم في لوحة متفردةإسمها ساحة "جامع لفنا".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
*جامع الكتبية * ويقع بالقرب من ساحة جامع الفنا ، وتسمية المسجد مشتقة من "الكتبيين"، وهو اسم سوق لبيع الكتب يعتقد أنه كان بمقربة من المساجد تم بنائة في العام 1147م ويقال انه بني بامر من الخليفة "عبد المومن بن علي الكومي" على أنقاض القصر الحجري الذي كان مبني سابقا ولكن عوامل الطبيعة دثرته حتى تم الكشف عليه والعثور على اعمدته وبناياته ابان التنقيبات الأثرية التي طالت المدينة للكشف عن الاثار التاريخية القديمة، أما المسجد الثاني فقد تم بنائه في سنة 1158م، وهو يشبه من حيث الحجم ، وينتظم في قاعة للصلاة مستطيلة الشكل تضم سبعة عشر رواقا موجهة بشكل عمودي نحو القبلة، تحملها أعمدة وأقواس متناسقة وتيجان فريدة تشابه في هندستها تلك التي نجدها بجامع القرويين بفاس. ويشكل التقاء رواق القبلة بقببه الخمسة والرواق المحوري تصميما وفيا لخاصيات العمارة الدينية الموحدة التي كان لها بالغ التأثير في مختلف أرجاء الغرب الإسلامي. من المعالم الأسلامية الراسخة في تاريخ المغرب الحديث مسجد الكتبية المنارة الأسلامية الموجودة في قلب مدينة مراكش النابض .. للمسجد تاريخ ضارب في القدم من عهد حظارات فنت و بقى هو شاهداً على تاريخها أتت تسمية مسجد الكتبية بهذا الاسم مقتبسة أو مستحاة من نوع النشاط في المساحة القريبة من المسجد وهم الكتابون و الخطاطون و الكتبيون كمان كانو يسمون قديماً .. ويعتبر جامع الكتبية من أهم جوامع المغرب. اذإنه ذو أبعاد استثنائية، فهو يشغل مساحة 5300 متر مربع وفيه 17 جناحًا و11 قبة مزدانة بالنقوش. فيه أعلنت قرارات السلاطين المهيبة وجرت فيه كبريات الأحداث .. الجامع ومئذنته المزخرفة في أجزائها العليا بإفريز خزفي مطلي بلون الفيروز أصبحا رمزًا للمدينة. أما منبر الكتبية الجليل فهو مزوّد بنظام آلي للحركة يعتبر من روائع فن النجارة الإسلامية. وقد صنع هذا المنبر في قرطبة في بداية القرن الثاني عشر بطلب من الأمير المرابطي علي بن يوسف بن تاشفين من أجل الجامع الذي انتهى من بنائه في مراكش. نقل المنبر إلى الكتبية نحو سنة 1150م.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
Quote: متابعيييييييييييين . استاذ الطاهر ... |
اخونا علي احمد اشكر مرورك الجميل ومتابعتك التي سعدت بها لو لا انشغالي لاكملت دون توقف ولكن هو كلام قاله المولى عز وجل من فوق سبع سموات (لقد خلقنا الإنسان في كبد) ...
ولكن حتما ساواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
* الرجال السبعه * 1- "يوسف بن علي الصنهاجي" اصله عربي يمني ولد بمراكشي ولم يغادرها طيلة حياته ، أصيب أيام شبابه بالجذام، يعرف عند عامة الناس ب "مول الغار" وذلك لأنه كان يعيش في كهف بعدما ابتلي بالجذام .. عاش في القرن السادس هجري ، تخلت عنه اسرته خوفا من العدوى ، فاضطر للرحيل عنهم والعيش في كهف مجاور للمدينة.. وبقي هناك مدة طويلة مما جعل الناس يتعجبون من قدرته على البقاء وحيدا في مكان مهجور دون اي رعاية او مساندة من اي شخص .! بل كان يخدم "أبا عصفور يعلى بن وين يوفّن الأجذم " وتتلمذ على يديه .. اباعصفور يعتبر واحد من أجل مشايخ مراكش وسادات العارفين في وقته ، توفي عام 583هـ . و"أبا عصفور" هو تلميذ "أبي يعزى يلنور بن ميمون" المتوفى عام 572هـ وهو شيخ العارف "أبي مدين الغوث" .. ويبدو من خلال هذا التسلسل للمشايخ أن "يوسف بن علي" ينتمي إلى سلسلة من المشايخ الاجلاء اقطاب الخير والصلاح .. ويقال انه استطاع جمع الناس حوله بعد ما شاعت أخبار كراماته في كل أنحاء المدينة، فاصبح الناس الذين تخلوا عنه من قبل يقصدونه من اجل ان يحل مشاكلهم ويساعدهم .. توفي يوسف بن علي الصنهاجي عام 593هـ خارج باب أغمات ودفن إلى جانب شيخه "أبا عصفور يعلى بن وين يوفن " المتوفى عام 583هـ . استمرت ولازالت الوفود من اهل المدينه ومن خارجها تقوم بزيارة ضريحه بغرض التبرك ..!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
اثرت أشجاننا يالطاهر بهذا البوست ..مكثت فى مراكش خمسة سنوات حيث كنت أدرس بجامعتها وهى مدينتى التى أحب واعشق ..حاولت أن أكتب عنها شعراً فكتبت
أطياف مراكش
كأنَّ الصَّدَى نِدَاء البعيدِ للبعيدِ يَطْلُعُ من جَوْفِ الْحَكَايَا عَلَى شُحُوبِ الدَّرْبِ مُلْتَبِسَ الْخُطَى كَأَنَّ المساءَ تواشيحُ أندلسٍ عميقٍ سَكَبَتْ بَوْحَهَا المكتومَ تحتَ جُنحِ اللَّظَى.. (فَاْنْخَلَعَت أُمَمٌ عن تيجانِها ونَصَبَت قبائلٌ فى فضاءِ الصَّرْخَةِ لَوْعَتَهَا)
قُلْ لِمَرَاكِشَ.. أنْ تَسْتَرِدَّ من وَلَعِ الأحقابِ حضورَنَا, وتَنْثُرَنَا عَلَى وَجْهِ السَّاحةِ *حَبَقَاً من لِقَاحِ الأُمْنِياتِ: غُرَبَاءَ تَأَبَّطَ الليلُ وحشتَنَا ومَشَى يُنَقِّبُ فى بصيصِ الشَّوْقِ عن ظِلٍّ يَدُلُّ النساءَ لِحُزْنِ العابرينَ وينحتهم فى حفيف الوجد محض حنين غابر أرتجل أسرار بلاغته من صمت النخيل..
دَرْبَاً.. دَرْباً ..جاعت خطوتُنَا كى تدركَ قبل الحزنِ شَهِيَّةَ الأسماءِ فَأَكَلَت السَّماءُ من مأدبةِ الضحكِ حتى الامتلاء.. ثم ضَاهَتْ بين فَقْدِنَا وإطراقةِ (السور القديم) عندَ مَقْهَىً طَلْسَمَتْهُ رائحةُ الوُجُودِ فى سوقِ العَطَّارين سَلاماً إذاً.. للزَّنْقَات لِلْعَرَصَات
لرطاناتِ الشِّلْحِ وهى تُجَرْجِرُ من تحت سنابكِ الخيلِ أصواتَها وتُهْدِى الفاتحينَ أغنيةً من دماءِ قتلاها لِمَمَرَّاتِ النخيلِ بين دُكَالةَ وأَسْوَارِ البديعِ حيث الأَصائلُ تُلْقِي بثوبِهَا الذهبيِّ على العتبات... للخُزَامَى حينَ تَهُشُّ الريحُ أسرابَ روائحِهِ من أطرافِ (تَانْسِفْتَ) فَيَتَهَنْدَمُ الصمت ُفوق مَرَاقِدِ الأمراءِ لِمَوَاكِبَ أَسْلَمَت مَقَاوِدَ النسيانِ صَهيلَهَا تَلامذةٌ وصَعَاليك صَاغوا من حَدْسِ النّدَامَى جدالاتِهم وفَتَكوا بالسؤالِ عندَ أوَّلِ صباح ثم ناموا قبلَ أن تنضجَ ثمارُ الدَّمعِ فى بساتينِ الوحشةِ عَلَى صباحٍ مَرَاكِشِيٍّ... جديد
* * *
الساحة..ساحة جامع الفنا الشهيره بمراكش السور القديم: سور مدينة مراكش القديمة الشلح: بعض قبائل البربر ولغتهم الشلحية قصر البديع: قصر من أطلال دولة الموحدين تانسفت: وادى تقع عليه مدينة مراكش دكالة: حى من أحياء مراكش القديمة الزنقات: الأزقة بالعامية المغربية سوق العطارين: سوق بمراكش القديمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: حاتم الياس)
|
حاتم الياس لله مراكش الغراء من بلد ** وحبذا أهلها السادات من سكن ان حلها نازح الأوطان مغترب ** أسلوه بالأنس عن أهل وعن وطن بين الحديث بها أو العيان لها ** ينشأ التحاسد بين العين والأذن
يالسعادتي بابيات شعرك اذ ااضفت رونقا بديعا زين البوست .. بل يال سعادة مراكش بك فبلا شك انت ابنها البار فحق لك ان تردد " خمس سنين معاك يازينة الايام يانوارة الحلوين ... فبما انك ابنها البار وبما انك تلقيت تعليمك الجامعي في صرح من صروحها الشامخة " والتي سميت باسم احد رجالها السبعة فاني استميحك بان تسرد علينا مايجود به مداد قلمك وحتى ياتي التسلسل كما احببت حبذا ان تحدثنا عن سيرة القاضي "عياض بن موسى اليحصبي" .. ومقتطفات عن الجامعة التي سميت باسمه وبعد ذلك اطمع في تواجدك الدائم هنا ..! لكي نستمد منك بعض من عبق تلك المدينة الساحرة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
3* عبد العزيز بن عبد الحق التباع * لله في الخلق مــا اختارت مشيئته *** مــــا الخير إلا الــــذي يختـــاره الله إذا قضـــى الله فاستسلــم لقدرتــه *** مــــا للمرء حيلـــة فيمـا قضى الله تجــري الأمـــور لأسبـــاب لهــا علل *** تجـــري الأمــــور على مــا قدر الله إن الأمـــــور وإن ضـــاقت لهــــا فـرج *** كــــم مــــن أمــــور شداد فرجهاالله يا صــــاحب الهـــم إن الهم منفــرج*** أبشــــر بخيــر فـــــإن الفـــارج الله تــــالله مـــالك غيــــر الله من أحــــد *** ولا يصيبــــك إلا مــــا قضـــــى الله اليــــأس يقطـــع أحيانــــا بصاحبــه *** لا تيــــأس فــــإن الصــــانـــع اللــه الله لـــــي عــــدة فــي كــل نازلــة *** أقــــول في كل شيء حسبي الله هوعبد العزيز بن عبد الحق التباع خليفة الإمام محمد بن سليمان الجزولي على الطريقة الجزولية من مواليد مدينة مراكش، تلقى تكوينه العلمي في" فاس" كان في بدايات حياته يحترف صناعة الحرير قبل أن يبدأ مشواره العلمي . تتلمذ ودرس على ايدي استاذه وعمدته الشيخ الجزولي، حتى جمع من العمل ما جمع فاتبعه خلق كثير من الناس حتى لقب بالتباع .. كان عالما عاملا وشيخا كاملا بحر العرفان ومجمع المآثر الحسان .. وقد تخرج علي ايديه من أكابر المشايخ مالا يكاد يحصيه عد أو يحصره حد ، و من أشهر تلاميذه الشيخ "عبد الله الغزواني" والشيخ "عبد الكريم الفلاح " و"سعيد بن عبد المنعم" وأبيه بن داود.. عمت أقطار الغرب أنواره وملأت صدور رجاله معارفه وأسراره .. كان يردد " لا اله الا الله " بكثره .. ويقع ضريحه بقلب مدينة مراكش .. توفي سنة 914 هـ ودفن فيها ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
* أبو عبد الله محمد بن سليمان الجزولي * هو ابو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن ابي بكر بن سليمان السملالي السوسي، الشهير "بسيدي ابن سليمان" نسبة إلى جده الثاني "سليمان" .. يعتبر من أعلام التصوف بالمغرب ، ورث الخلافة للطريقة الشاذلية من ابائه واجداده ، ومن الغريب انه سمح بان تتفرع منها جملة من الطرق التي يكثر أتباعها حاليا في المغرب.. كالطريقة التباعية ، والغزوانية ، والفلاحية ، والبكرية ، والعيساوية ، والشرقاوية ، والبوعمرية.. ارتحل في بداياته الى مدينة فاس لطلب العلم، فنزل بمدينة الصفارين، وكان يعيش حياة عزلة وتأمل، إذ لم يكن يُدخل أحدا إلى غُرفته التي كان يخلو فيها بنفسه، بعدما نقش على جُدرانها كلمات: الموت – الموت... ظل يبحث عن شيخ مرب يمكن السلوك على يديه الى الطريق القويم .. لذلك أضطر للسفر إلى المشرق وهناك التقى بالعديد من العلماء والشيوخ المربين.. وتقدر المدة التي قضاها في سياحته بسبع سنوات..! طاف فيها مدن "الحجاز" و"مصر" ، ومدينة "القدس " وأخذ بالأزهر عن عبد العزيز العجمي.. ويبدو أنه لم يعثر على ضالته مع طول أمد جولته، وتنوع أماكن زيارته، فعاد إلى المغرب وحل بمدينة "فاس "من جديد، عرف عنه انه كان من العلماء المجتهدين والأئمة المهتدين، وممن جمع بين شرف الطين والدين .. كان رجلا يتميز بمكانته العلمية، واجتهاده، وكفاءته، وقدرته الفائقة على التأثير والتلقين والتعليم .. كان صاحب كرامات كثيرة، ومناقب شهيرة .. ، كل هذه الصفات أهلته ليصبح قطبا، يتحلق حوله المريدون، ويتكتل بين يديه الأتباع.. اعجب به مريدوه واتباعه لما لمسوه منه في انتهاج منهج التغيير، واتباع آفاق النهضة .. حيث كان مشروعه النابع من ثقافة دينية أسست للطريقة الجزولية، والتي أحدثت مسلكا جديدا في مجال التصوف داخل المغرب .. وقد اختلفت الروايات في سبب وفاته ..! حيث ارجح البعض انه توفي مسموما حيث كان ساجدا يصلي صلاة الفجر في العام 869هـ ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: عبد المنعم سيد احمد)
|
عبد المنعم سيد احمد الرائعون وحدهم هم من نرهق لاجلهم الحروف لنصوغها جملاً تعبر عن مدى سعادتنا بهم .. لقد سعدت كثيرا بهذا المقطع الرائع .. واكاد اجزم انى ساعرج عليه في كل مرة قبل ان اخط بعض من الاحرف ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
* عياض بن موسى اليحصبي * تعمدت ان ااؤجل الحديث عن هذه الشخصية حتى افسح المجال للزميل حاتم الياس بالحديث عنه ولكن يبدو ان مشاغل الحياة لم تسعفه .. ساحاول ان انقل بعض من سيرته وما قيل عنه حتى عودة الزميل للحديث عنه وعن الجامعة التي سميت باسمه باستفاضة ..
Quote: هو الإمام الحافظ المحدث أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرون بن موسى، اليحصبي، السبتي. ولد بسبتة في منتصف شهر شعبان سنة (476هـ)، في أسرة عرفت بالعلم والفضل والورع والصلاح، وبها نشأ، فحفظ القرآن، وتفقه في كثير من العلوم على يد شيوخ عصره، منهم القاضي أبو عبدالله محمد بن عيسى التميمي، لازمه كثيرا للمناظرة عليه في المدونة والموطأ وسماع المصنفات، والفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر بن أحمد اللواتي المعروف بابن الفاسي، والحسن بن علي التاهرتي، وغيرهم، ثم رحل إلى بلاد الأندلس، ومرسية، وقرطبة وغيرها، طلبا للاستزادة من العلم، فكان من أبرز من أخذ عنهم هناك: أبو علي الحسين بن محمد الصدفي المعروف بابن سُكَّرة، -أجل شيوخ القاضي- وأبو محمد عبدالرحمن بن عتاب الجذامي ، وأبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد، كما أجازه أكثر من واحد، أمثال أبي الطاهر أحمد بن محمد السِّلفي الأصبهاني، وأبي علي الحسين بن محمد الغساني الجياني، وعلي بن المشرف الأنماطي الإسكندراني، وغيرهم من شيوخه الذين عرّف بهم في كتابه الغنية. جلس القاضي للتدريس والسماع بمدينة سبتة، وقرأ عليه الطلبة بعض مصنفاته، وكان يحضردرسه الكبراء والأعيان، وممن أخذ عنه خلق كثير منهم: أبو القاسم خلف بن بشكوال، وقرينه وبلديه محمد بن حماده السبتي، وإبراهيم بن يوسف المري المعروف بابن قُرقول، وأحمد بن عبدالرحمن الصقر الأنصاري الخزرجي، وعبدالرحيم بن عيسى الأزدي وغيرهم كثير، ولم يكتف القاضي عياض بالتدريس بل تولى الإفتاء والقضاء. وغني عن البيان أن علماء المغرب والمشرق أجمعوا على سمو مكانته في العلم، وأثنوا عليه كثيرا، فقال عنه تلميذه ابن حماده: «حاز من الرياسة في بلده، ومن الرفعة ما لم يصل إليه أحد قط من أهل بلده، وما زاده ذلك إلا تواضعا وخشية لله». وقال ابن فرحون: «كان القاضي أبو الفضل إمام وقته في الحديث وعلومه، عالما بالتفسير وجميع علومه، فقيها أصوليا، عالما بالنحو واللغة، وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم، بصيرا بالأحكام، عاقدا للشروط، بصيراً حافظاً لمذهب مالك رحمه الله تعالى، شاعراً مجيداً، ريَّانا من علم الأدب، خطيبا بليغا صبورا حليما، جميل العشرة، جواداً سمحا كثير الصدقة، دؤوباً على العمل صلبا في الحق». وقال الحافظ الذهبي: «عالم المغرب أبو الفضل اليحصبي الحافظ». وقال السخاوي و ابن خلكان: «أعرف الناس في وقته بعلوم الحديث والنحو واللغة وكلام العرب وأنسابهم». ألف تصانيف نفيسة في فنون متعددة، تناقلها أهل العلم شرقا وغربا وأثنوا عليها، ووصفوها بالجودة والإبداع، منها مشارق الأنوار الكاشف لكل موهم الذي قيل في حقه: مشارقُ أنوارٍ تَبدَّت بسبتةٍ ومن عجب كون المشارقِ بالغربِ؟ وصنف إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم، والإلماع في علوم الحديث وشواهده، والإعلام بحدود وقواعد الإسلام، وترتيب المدارك في أعلام مذهب مالك، والشفا بتعريف حقوق المصطفى، وغيرها من المؤلفات الحسان. توفي القاضي رحمه الله بمراكش في شهر جمادى الآخرة، سنة أربع وأربعين وخمسمائة، ودفن بباب إيلان داخل المدينة.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
Quote: 6 *أبو العباس أحمد بن جعفر الخزرجي السبتي* لا يخلو من ذكره كتاب عن التصوّف في بلاد المغرب، وهو أشهر رجالات مراكش السبعة على الإطلاق. خصه أبو الحسن البوجمعوي الدمناتي بتأليف في مناقبه، وضمن ابن الزيات التادلي آخر كتابه "التشوف" أخبارا وافية عنه سماها "أخبار أبي العباس السبتي"، وترجم له بعض المشارقة كالإمام النبهاني في كتابه "جامع كرامات الأولياء"
ولد أبو العباس السبتي بحاضرة سبتة بالمغرب الأقصى سنة 524هـ، وأخذ العلم والتصوّف عن أستاذه أبي عبد الله الفخار دفين محروسة تطوان وأحد تلامذة القاضي عياض.
كان رحمه الله مشاركاً كبيرا في علوم الإسلام، فقيها على مذهب مالك، وكان حائزاً لرئاسة الفقه في وقته، بصيراً بدقائق المذهب، ضابطاً لقواعده، عارفاً بصناعة الأحكام.. وكان بالعلم والعمل والزهد والورع والتصدق نموذجا يحتذى، وتمم كل هذا بحسن الأقوال وجمال الأفعال، حتى وصفه ابن المؤقت المراكشي في كتابه "السعادة الأبدية في التعريف برجال الحضرة المراكشية"، "بحجة المغاربة على أهل الأقاليم".
خرج أبو العباس السبتي من مدينته سبتة بعد استئذانه من شيخه أبي عبد الله الفخار سنة 540هـ قاصدا محروسة مراكش التي برر التوجه إليها بأنها بلد علم وصلاح. والسؤال الذي ينبغي طرحه هنا هو: ألم تكن سبتة هي الأخرى بلد علم وصلاح؟ كل القرائن تدل على أن سبتة كانت حاضرة علمية بامتياز، ويكفي أن يكون فيها القاضي عياض وتلاميذه ومدرسته الفكرية لتكون كذلك.. فقاضينا عياض رحمه الله- طبع بعلمه وفكره وصلاحه عصرا بأكمله حتى قيل لولا عياض لما عرف المغرب.. إذن ما الذي جعل أبا العباس السبتي يهجر حاضرة سبتة في اتجاه مراكش التي كانت وقتها تعيش ظروفا سياسية عصيبة؟؟
ذلك أن وصول أبي العباس إلى مراكش قادما من بلده سبتة تزامن مع ظروف سياسية صعبة تمثلت في محاصرة الموحدين لمدينة مراكش التي مثلت آخر حصن للمرابطين الذين كانت دولتهم تلفظ أنفاسها الأخيرة.. مما حذا بشيخنا أبي العباس أن يستقر بجبل "جيليز" الذي لا ندري على وجه التحقيق أهو الجبل المعروف بهذا الاسم بمراكش إلى اليوم، أم جبل "جيليز" آخر يوجد في قبيلة هرغة في الأطلس الكبير، والراجح في اعتقادي أن الجبل الموجود بقبيلة هرغة هو الأقرب إلى الصواب؛ لأن قرب جبل "جيليز" المحاذي لمدينة مراكش من الأحداث الصاخبة بفعل الصراع المحتدم بين الموحدين والمرابطين لن يجعل منه مكانا آمنا للخلوة والتعبد، وهذا ما يوفره بامتياز جبل "جيليز" بقبيلة هرغة بالأطلس الكبير. يؤكد افتراضنا هذا ما ذكره الباحث محمد رابطة الدين في مقاله "أبو العباس السبتي ومجال مراكش" (ضمن الرباطات والزوايا في تاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط،1997) بقوله: "لا تقدم المصادر المتداولة معلومات خاصة بهذا الموقع قبل تاريخ افتتاح مراكش من طرف الموحدين، ولا وجود له أيضا في خريطة التصوف بالحوز إلى حدود هذا التاريخ، وابتداء من سنة 541هـ يظهر كمركز استراتيجي فقط يقصد جبل جيليز مراكش. وهي الوظيفة التي لم تنقطع عنه إلى الفترة المعاصرة"..
هل كانت مدينة مراكش مجالا علميا وصوفيا كبيرا أغرى أبا العباس السبتي بمغادرة مدينة سبتة في اتجاهها؟ يرجح الأستاذ محمد رابطة الدين في مقاله "أبو العباس السبتي ومجال مراكش" أن الأمر لم يكن كذلك إذ يقول: "هناك ملاحظة مثيرة للتساؤل والتأمل، تتجلى في تقارب زمن وجود كل من أبي مدين وأبي يعزى وحلول أبي العباس السبتي بجبل "جيليز". فهل الأمر مجرد مصادفة؟ أم كانت وراءه شروط هيأت له؟ الإجابة صعبة ما في ذلك من شك، ورغم ذلك فإن كفة التساؤل الثاني لها ما يدعمها أكثر إذا تم استحضار الأمر الذي صدر إلى صوفي أغمات وريكة عبد الجليل بن وايحلان عام 541هـ (1147م) بأن ينهض إلى جبل جيليز". يخلص الأستاذ محمد رابطة الدين أن "كل هذه العناصر توحي بأن المدينة لم تكن في بداية حكم الموحدين مجالا مفضلا لأهل التصوف". لا بد من التذكير هنا أن مدينة مراكش ستعرف قدوم كل من القاضي عياض السبتي والإمام السهيلي إليها وأبو العباس السبتي معتكف في جبل "جيليز"، وهو ما يدعم في نظري بعد هذا الجبل عن مجال مراكش المباشر، أي وجوده في مكان "بعيد" عن الأحداث.. ثم إن عزم الصوفي الكبير عبد الجليل بن وايحلان كبير صوفية أغمات وريكة على النهوض إلى جبل "جيليز" في نفس السنة التي قدم فيها صاحبنا أبي العباس السبتي إلى جبل "جيليز" أي سنة 541هـ يطرح أكثر من تساؤل، ويسلط الضوء ولو جزئيا على البنية الفكرية التي تفاعلت جدليا-وفق مفاهيم سوسيولوجيا الثقافة- مع الظروف السياسية والاجتماعية التي تمثلت في انتقال الحكم من المرابطين إلى الموحدين وما أنتجه من بنيات جديدة، وهو ما يدعو إلى الاعتقاد بوجود "حركة صوفية" منظمة بشكل ما قد بات وشيكا انعتاقها من "التضييق" المرابطي الذي أبرزنا بعض مظاهره في حلقات سابقة..
المهم أن أبا العباس السبتي سيعتكف في الجبل المذكور على العلم والعبادة-ربما في إطار تجمع صوفي منظم- لمدة بلغت أربعين سنة إلى أن استقدمه السلطان الموحدي يعقوب المنصور إلى داخل أسوار مراكش ليستقر في فندق عرف في المصادر باسم "فندق مقبل" بحي أكادير. . وقد ذهب De Castries في كتابه Les sept patrons de Marrakech إلى حد اعتبار السلطان يعقوب المنصور الموحدي أحد أتباع أبي العباس السبتي الذي اتخذه شيخا بعدما فشل في ملاقاة العارف الكبير أبي مدين الغوث الذي وافته المنية بقرية العباد من عمل تلمسان وهو في طريقه إلى مراكش، وهو نفسه السلطان الذي تزهد في آخر عمره ودخل في طريق القوم حسب بعض المؤرخين.. وهذا لا شك مظهر من مظاهر العلاقة الجديدة بين السلطة السياسية والمتصوفة ستطبع معظم فترات الحكم الموحدي بالمغرب، بحيث أضحى هذا العصر الموحدي عصر ازدهار التصوف بامتياز..
سرعان ما سيتحول المكان الذي استقر به أبو العباس السبتي إلى موقع تلاق للفقراء والمحتاجين وسيتحول المجال المحيط بمدرسته إلى اجتماع إنساني مستند على إغاثة الفقراء ومحاربة الفاقة والحرمان وفق مشروع اجتماعي واضح المعالم..
يقول الأستاذ يوسف التليدي في كتابه "المطرب في مشاهير أولياء المغرب": "وكان في أوائل أمره يسكن الفندق ويعلم الطلبة النحو والحساب، وما يأخذه من أجرة ينفقه على الطلبة الغرباء وباقي أوقاته يقضيها متجولا في الأسواق يذكر الناس و يأمرهم بالصلاة".
وتجدر الإشارة إلى أن مبادرة السلطان الموحدي يعقوب المنصور إلى إنزال الشيخ أبي العباس من معتكفه بجبل "جيليز" إلى حاضرة مراكش ليعقد معه نوعا من "التحالف" جعل ابن الزيات التادلي يتناول ترجمته بشكل مختلف عن باقي الصوفية والصلحاء الذين ترجم لهم في كتابه "التشوف"، ذلك أنه ختم كتابه بفصل سماه "أخبار أبي العباس السبتي". هل هذا يعني أن ابن الزيات لم يكن مقتنعا بالخط الصوفي لأبي العباس السبتي؟ أم أن قرب أبي العباس السبتي من البلاط الموحدي جعل ابن الزيات التادلي يتناول شخصيته بشكل مختلف؟.. هذا إذا عرفنا أن التادلي لم يترجم في كتابه "التشوف" للإمامين القاضي عياض والسهيلي وهما من هما علما وصلاحا، ربما لاستقدامهما إلى حاضرة مراكش بشكل "رسمي" الأول في عهد عبد المؤمن بن علي والثاني في عهد يوسف بن عبد المؤمن.. المهم أن القيمة المضافة لأبي العباس السبتي في مجال مراكش واجتماعه البشري جعلت صاحب "التشوف" يكتب أخباره ولو خارج المتن الرئيسي لكتابه رغم استقدامه هو الآخر من جبل "جيليز" إلى مراكش من طرف يعقوب المنصور الموحدي.. وهذه مسألة جديرة بالاهتمام.
من منازع أبي العباس السبتي رحمه الله ما ذكره ابن الزيات التادلي في كتابه "التشوف" من أنه كان يقول "أصل الخير في الدنيا والآخرة الإحسان، وأصل الشر البخل". ذلك أن هذا العالم الجليل أسس مذهبا اجتماعيا متكاملا مبنيا على العطاء. وعلى الرغم من أنه مرت أزيد من ثمانية قرون على وفاة الإمام أبي العباس السبتي، إلا أن زاويته لازالت إلى اليوم مقترنة بالصدقات وأعمال البر والإحسان.
وكان أحمد بابا التمبوكتي قد قال في كتابه "نيل الابتهاج بتطريز الديباج"-وهو عالم عاش في العصر السعدي- وإلى الآن ما زال الحال على ما كان عليه في روضته من ازدحام الخلق عليها وقضاء حوائجهم، ولكن قل ذلك العطاء لفساد الزمان".
أما لسان الدين بن الخطيب فقال في الشيخ أبي العباس السبتي:" كان سيدي أبو العباس السبتي رضي الله عنه مقصودا في حياته (..) وحاله من أعظم الآيات الخارقة للعادة ومبنى أمره على انفعال العالم عن الجود، وكونه حكمة في تأثر الوجود. له في ذلك أخبار ذائعة و أمثال باهرة". نقله المؤرخ أحمد بن خالد الناصري في "الاستقصا"..
ويضيف ابن الزيات التادلي في "التشوف" عن أبي العباس السبتي أنه كان: "يحسن إلى من يؤذيه ويحلم على من سفه عليه، رحيما عطوفا محسنا إلى المساكين واليتامى والأرامل. يجلس حيث أمكنه الجلوس من الأسواق و الطرق فيحض الناس على الصدقة. ويأتي بما جاء من فضيلتها من الآيات والآثار، فتنثال عليه الصدقات فيفرقها على المساكين وينصرف".
ووفقا للفلسفة الاجتماعية التي نذر أبو العباس السبتي حياته من أجلها ربط في مهمته التعليمية ضمن المواد التي كان يدرسها لتلامذته بين تدريس مادة الحساب وتسخيرها في إنجاز العمليات الحسابية المتعلقة بتوزيع الزكاة والصدقات على المحتاجين. لقد أولى أبو العباس السبتي أهمية بالغة لعلم الحساب مستغلا إياه في معادلاته التي كان يجريها على الصدقة والزكاة، حيث انطلق من العشر المخصص للزكاة المفروضة ليبتدع نظاما معقدا قاده إلى توزيع تسعة أعشار ثروته وممتلكاته على الفقراء والمساكين. هذا ما أكده الباحثان حميد التريكي وحليمة بركات في كتابهما "أبو العباس السبتي ولي مراكش الصالح" الذي جاء فيه أيضا أن أبا العباس السبتي "كان بموازاة نشره للعلم يضع نفسه في خدمة تلاميذه الذين كان يحمل عنهم أثقل الأعباء، كما كان يأخذ على عاتقه إعالة وسد حاجة المعوزين والفقراء".
وكانت لأبي العباس رؤية "تأويلية" للشرائع الإسلامية مستندة إلى استنباط الإشارات التي تدل على فضائل الإحسان والبر والجود، كتأويله الشهادتين بأنها تدل على أن مال الدنيا يملكه خالق لا شريك له يعطيه لعباده من أجل أن يتخلوا عن شطر منه، وتأويله تكبيرة الصلاة بكون رفع اليدين فيها معناه اعتراف الإنسان أنه لا يملك شيئا، وكل ماله لله، والركوع معناه مشاطرة المال مع الفقراء، والزكاة معناها التعود على العطاء والحج تجرد عن مال الدنيا.. فانظر أيها القارئ الكريم إلى هذا المنهج العملي الذي ينم لا محالة عن رؤية كونية لا تخلو من بعد فلسفي، مفادها أن العبادات في الإسلام ترتبط جدليا بمعاني عملية تضفي على العبادة معنى كونيا معرفيا وإنسانيا..
قال ابن الزيات التادلي في "التشوف": "حضرت مجلسه مرات فرأيت مذهبه يدور على الصدقة، وكان يرد سائر أمور الشرع إليها.. وكان إذا أتاه أحد بأي أمر أتاه، يأمره بالصدقة ويقول له: تصدق ويتفق لك كل ما تريده". وعلى هذا الأساس وضع أبو العباس خطا تصاعديا لمراتب الصدقة التي حددها في ثلاث مراتب، أولاها المشاطرة، وثانيها الإحسان، وثالثها: شكر النعمة حسبما ذكره ابن الزيات في أخبار أبي العباس السبتي..
لازال الناس إلى اليوم يخلدون ذكرى هذا الرجل الفاضل، من ذلك "العباسية" الشهيرة المرتبطة باسم أبي العباس السبتي، وهي ممارسة شائعة بين بائعي المأكولات التقليدية الذين يهبون كل صباح أول ما يصنعون من حلوى أو كعك على سبيل الاستفتاح استعادة لذكرى هذا الولي الصالح الذي أسس مذهبه على البذل و العطاء. ويكفي فخرا أبا العباس السبتي أن الفيلسوف الشهير ابن رشد الحفيد لما سمع أخباره وعلم أسرار مذهبه قال قولته الشهيرة "إن هذا رجل مذهبه: الوجود ينفعل بالجود"..
توفي الإمام أبو العباس السبتي، يوم الاثنين 3 جمادى الثانية سنة601 هـ، ودفن بزاويته التي تعتبر اليوم مزارا كبيرا بمراكش، وهو من أشهر رجالاتها السبعة على الإطلاق..
ويرى بعض المؤرخين أن أبا العباس السبتي دفن بقبر الفيلسوف ابن رشد الحفيد المتوفى عام 595هـ، الذي كان قد أُودع فيه أولاً، ثم نقل بعد ثلاثة أشهر من دفنه إلى موطنه الأصلي قرطبة بالأندلس، وبقي القبرُ على حاله حتى ووري فيه جثمان أبي العباس السبتي، ثم دفن بقربه ابنه عبد الله، وحفيده يحي رحمة الله عليهم أجمعين وقد بنى عليه السلطان أبو فارس عبد العزيز السعدي مسجداً كبيراً سنة 1012هـ، ويُقبل الناس على زيارة مقام أبي العباس بشكل منقطع النظير خصوصاً يوم الأربعاء، حتى أن العلامة أحمد بابا التمبوكتي ذكر في كتابه "نيل الابتهاج بتطريز الديباج"، أنه زاره ما يزيد عن الخمسمائة مرة، مما يدل على مكانة الحرم العباسي عند العلماء الذين يعتبر بابا التمبوكتي أحد أساطينهم |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
Quote: * أبو محمد عبد الله بن عجال الغزواني * المعروف في الأوساط المراكشية بـ"مول القصور"، سادس رجالات مراكش وحدد يوم الأحد لزيارة ضريحه الموجود بحي القصور بالمدينة العتيقة، الذي شكل في فترات معينة سكنا لأعيان المدينة العتيقة وموظفي المخزن.
يضم الحي رياضا ومنازل فسيحة في الوقت الذي يرقد الغزواني بضريح متهالك لم يشهد أي ترميم منذ مدة بعيدة، في الوقت الذي اقتنى العديد من الأجانب رياضات وقاموا بإعادة هيكلتها وترميمها لتحوي بساتين وحدائق معلقة فوق السطوح تظهر من ساحة الضريح الذي تؤدي له أزقة ضيقة احتلت فيها دكاكين وبزارات حيزا كبيرا، حيث تعرض السلع على قارعة الزقاق في الوقت الذي اندثرت معدات الزيارة كالشموع وغيرها.
سكن والده ودفن بمدينة القصر الكبير وبها ازداد عبد الله وتعلم القراءة وحفظ القرآن الكريم ثم رحل إلى مدينة فاس لطلب العلم فسمع بالشيخ أبي الحسن سيدي صالح الأندلسي، وهو ولي صالح له زاوية، فذهب إلى زاويته في جماعة من الطلبة فلما أخذ الفقراء في الذكر دخل معهم فأدركه في باطنه أمر عظيم فأحس به الشيخ وأراد امتحانه فأمره بغسل أيدي الفقراء بعد الطعام ولكنه فاجأه بشرب الماء الذي غسلوا فيه أيديهم فنزل به ما نزل وطلب وجلس بين يدي الشيخ وطلب منه أن يقبله مريدا فقال له الفقراء يا سيدي أقبله فقال لهم: هذا عربي قوي بل أبعثه للشيخ فبعثه للشيخ محمد عبد العزيز التباع بمراكش فصحبه وخدمه.
ذهب إلى مراكش وبقي عند التباع حيث اشتغل عنده في الزاوية كمكلف بالحديقة حيث أظهر طاعة عمياء جعلت الشيخ يرضى عنه ويأذن له بفتح زاويته الخاصة. اشتهر بين الناس وغادر مراكش بعد إغضابه للسلطان مرة أخرى قائلا: "أيا سلطة من فاس لمراكش". وقتل الغزواني وهو يشجع جيوش السعديين على اقتحام أسوار مراكش بكرة حديدية أصابته من مدافع صديقة من أشهر تلاميذه ابن عسكر.
ويعتبر الغزواني الذي ينتسب لغزوان وهي قبيلة من عرب تامسنا، وارث سر سيدي عبد العزيز التباع الذي ظل يلازمه بمدينة مراكش بعد مغادرته لمدينة فاس التي درس بها قبل أن ينتقل إلى الأندلس، واشتغل في زاوية شيخه التباع الذي استعمله في حياطة بستانه، فأظهر في ذلك خضوعا وطاعة وجدية، وأذن له بعد عشر سنوات من الخدمة بفتح زاوية له ببني فزكار بالهبط وداع صيته بها وكثر أتباعه.
من بين الطقوس والعادات التي يعرفها الضريح، كما يؤكدها محافظ وممثل حفدة الولي الصالح مول القصور، قراءة القرآن الكريم إضافة إلى ترديد دلائل الخيرات من طرف مجموعة من الشرفاء أحفاد الولي الصالح عبد الله الغزواني، إلا أن أهم مناسبة دينية يعرفها الضريح هو الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف انطلاقا من الأسبوع الثاني للاحتفال، حسب عادات وطقوس خاصة، تقام بدار الزاوية المخصصة لإطعام زوار الضريح التي يجري داخلها ممارسة الطقوس المرتبطة بالولي الصالح خصوصا ختان الأطفال.
كما يشهد ضريح مول القصور ليلة يوم الخميس من كل أسبوع تنظيم جلسة أصبحت معروفة لدى العامة بـ"الدلالة"، إذ يستوجب على الزائر الذي يرغب في قضاء الأغراض والنية في تحقيق الأحلام، التوجه إلى الضريح المذكور بعد صلاة عصر اليوم المذكور للحضور والمشاركة في جلسة "الدلالة" التي غالبا ما تكون عبارة عن كمية من التمر يجري عرضها للبيع جريا على العادة التي أصبحت متفشية لدى الأسر المراكشية، وعندما يسري المزاد على الشخص الذي دفع أكثر يصبح ملزما بمجرد قضاء الحاجة بأداء ما تعهد والتزم به، وإلا فإن الأمر سوف ينقلب على صاحبه بما هو أسوأ |
وقيل عنه ايضا
Quote: هو الشيخ الإمام، العلامة الهمام، الصوفي المحقق، الكامل المدقق، بركة العصر، وإمام الدهر، شيخ المشايخ، العارف بجلال الله وجماله...، الوارث الرباني؛ أبو محمد مولانا عبد الله ابن ولي الله سيدي محمد؛ المدعو: عجال، الغزواني؛ منسوب إلى غَزْوَان: قبيلة من العرب بالمغرب .
شيوخه:
كان يدرس أول أمره بمدرسة الوادي من عدوة الأندلس بفاس، فسمع بأبي الحسن علي بن صالح الأندلسي وذهب إليه ولازمه أياما، وطلب منه أن يسلك به طريق التربية النبوية، فأشار عليه بالشيخ التباع (صاحب الوقت). فسافر إلى مراكش ولازمه وأظهر في ذلك خضوعا وطاعة وجدية، وأذن له بعد عشر سنوات من الخدمة بفتح زاوية له ببني فزكار بالهبط حيث منشأه، وذاع صيته بها وكثر أتباعه، وكان والده تنبأ له بذلك، اذ كان يردد في المجامع "عندي ابن تركته يقرأ العلم سيكون له شأن، وله من الأتباع عدد ما في صابة الزبيب من حبوب، كبيرها حلو وصغيرها حلو".
...والغزواني هو وارث سر التباع، مع وجود عدد من كبار تلامذته، أمثال عبد الكريم الفلاح، ورحال الكوش، وعلي بن ابراهيم، وسعيد بن عبد المنعم. وقد اجتمعوا لدى الفلاح لاختيار خليفة للشيخ ودار بينهم حوار أبدى فيه كل واحد إمكاناته ومواهبه.
طريقته الصوفية:
طريقته شاذلية جزولية تقوم على حب الرسول صلى الله صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه والمداومة على ذكر الله تعالى؛ فقد روى الإمام القصار أن الغزواني كان من كبار المحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصى مريديه وأتباعه بترك الفضول، والاشتغال بالدنيا، وحثهم على الاهتمام بالسبحة ولا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهكذا جاءت وظيفته جامعة بين آيات الذكر الحكيم وترديد الصلوات على النبي. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
فيما يلى سنحاول التطرق لاحداث كان لها كبير الاثر في مدينة مراكش بصورة عامة وعلى حياة المراكشين بصورة خاصة .. مجريات واحداث كادت ان تغير النظرة التاريخية لمدينة مراكش .. توافد السياح على هذه المدينة الرائعة برغم ايجابياته الا ان السلبيات تظل موجودة .. كيف استطاعت بعض من مجتمعات " العاهرات " القادمات من مدن اخرى زعزت التاريخ الديني والنظرة الاجتماعية لهذه المدينه .. واخرا ماهو الدور الذي لعبه فلم " الزين الفيك " والممثلة " لبنى ابيضار " في التقليل من شأن المراكشين ومحاولة تغير السيرة العطرة لهذه المدينة ، وهل كان للفلم الاثر الكبير على المراكشيين ؟ كل هذه الاسئله ساحاول التطرق لها والحديث عنها ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
ولكي نجتر التفاصيل والاحداث من بدايتها ، لابد ان نتعرف على * نبيل عيوش * هو منتج وكاتب سينمائي درامي ولد في العام 1969 م بمدينة باريس بفرنسا ، والده مغربي من مدينة تطوان .. والدته يهودية فرنسية من اصول تونسية .. عمل بالدار البيضاء قام باخراج العديد من الاعمال السينمائة .. اول اعماله فلم بعنوان " مكتوب " .. مثل المغرب في العديد من احتفالات توزيع جوائز الاوسكار .. وكذلك من اخراجه فلم THE BLUE ROCKS OF THE DESERT " الصخور الزرقاء في الصحراء " .. وكان اخرها فلم " الزين الفيك "
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
* لبنى ابيضار * ممثلة مغربية ذات اصول "امازيغية" من مواليد العام 1985م مدينة مراكش حي القصيبه .. رشحت للحصول على جائزة سيزار لافضل ممثلة .. مثلت دور البطولة في الفلم الذي اثار موجة من الغضب الواسع داخل اوساط المغاربة بصورة عامة وعند المراكشين بصورة خاصة .. تعرضت للمضايقات والاعتداءات بعد ادائها لهذا الدور في فلم "الزين الفيك" .. برغم ان الفلم منع من العرض داخل المغرب بامر من هيئة الاتصالات .. الا ان بعض اللقطات تم تسريبها بعد ان عرض لاول مرة بدولة تونس خلال مهرجان ايام قرطاج السينمائية .. لتصبح بعد ذلك دولة تونس اول دولة عربية تعرض هذا الفلم الممنوع ..
سأعود للحديث عن الفلم وما اثاره من موجة غضب عارم داخل اوساط المراكشيين ..
يتبع ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
تبرير المخرج نبيل عيوش بانه اراد ان يصور إشكالية الدعارة في كل أبعادها وفي تأثيرها على العائلات المغربية تبرير فطير لا تسنده أي حجة منطقية ، حيث ان لكل مجتمع خصوصياته بحيث تعتبر المرأة عنصرا مقدساً لايمكن الاعتداء عليها باي شكل كان .. اثارة النقاش حول موضوع المرأة في المجتمع المغربي بهذا الشكل بلا شك سيكون له ابعاده وتاثيره السالب وعواقبه الوخيمة وسيثير حفيظة المجتمع المغربي ... كما ان تخصيص مدينة مراكش بهذا الشكل القبيح الذي صوره الفلم لابد ان يكون له انعكاساته على الساحة .. فالمراكشيين اعتادوا على تلقي كل اصناف المدح من شتى الزوار من جميع انحاء العالم .. فضلا عن كونهم يعتبرونها مدينة الاولياء الصالحين .. اهل التقى والدين .. عرض فلم الزين اللفيك اول مرة في مهرجان "كان" السيمنائي بفرنسا وتم تسيب مقاطع منه على موقع يوتيوب تظهر جانبا من حياة بعض ممتهنات الدعارة .. حيث يعشن حالة من المجون ويتلفظن بعبارات جنسية خادشة وصادمة مما جعل البرمان والقضاء داخل السلطات المغربية تسارع إلى إعلان عدم الترخيص بعرضه داخل البلاد. وفي الوقت الذي جاء قرار المنع منسجما مع توجّه غالبية الرأي العام، قال آخرون إنه مخالف للدستور الذي يضمن حرية التعبير والإبداع. واعتبر قطاع واسع من رواد صفحات التواصل الاجتماعي بالمغرب أن الأمر يتعلق بإساءة للمرأة المغربية بصورة عامة واساءة بالغة لدى المراكشييات بصورة خاصة.. بل ان الكثيرين يعتبرون ان الفلم يعطي انطباع لدى المشاهد عن مدينة مراكش وكأنها عاصمة للسياحة الجنسية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة رجال يحرسون مراكش (Re: الطاهر الطاهر)
|
اجمع الرأي العام على ان مثل هذه الأفلام لها تاثيرها السلبي على المجتمع المغربي حيث انها بدلاً من ان تضع حلا ًفانها تشجع وتحرض على الدعارة ..! إضافة إلى الكلام النابي والساقط الذي تتلفظ به الممثلات والذي بلا شك سيكون له تأثير سلبي على المراهقات والأسر المغربية بصفة عامة ،بعكس ما حاول المخرج نبيل عيوش ان يوهم به المجتمع والصحافة بذلك التبرير الفطير الذي اتا به . وقد جاء تبرّير وزارة الاتصال بان الفيلم فيه إساءة أخلاقية جسيمة للقيم وللمرأة المغربية، ويمثل مسّا صريحا بصورة البلاد. اماتعليق المخرجين السينمائين ومن بينهم المخرج والناقد السينمائي "حسن بنشليخة" فقد اجمعوا على ان إصرار المخرج " نبيل عيوش" على تضمين أفلامه لقطات خليعة ومثيرة ، يأتي في سياق جهود مكثفة لنشر السينما التجارية السطحية الاستهلاكية بالمغرب . وقال إن هذا المنحى أضحى ظاهرة اجتماعية قائمة على أخلاقيات البورجوازية الناشئة "المتعفنة" على حساب فن السينما الوطنية الواعدة والطموحة وخصوصا ان " نبيل عيوش " حرص على جلب فتيات من الطبقات الفقيرة لكي يقمن بادوار "عاهرات" في هذا الفلم دون ان تكون لهن أدنى فكرة عن محتوى الفلم من ناحية "النص" مما يد ل على التعدي الصريح لحقوق المرأة والقوانين التي تكفلها لها الدولة . ورأى "بنشليخة " ان ما يصبو إليه صاحب هذا الفيلم هو جلب الأنظار إليه "لضعف قيمته"، ..! ولذلك "لجأ إلى نظرية "الرصاصة السحرية" في الإعلام التي تتكفل بترتيب الصورة الذهنية في عقول الجماهير العريضة من خلال إبراز قضايا لا تستحق الاهتمام. وأشار إلى أن الرأي العام تحسس خطر الذين يتحكمون في نشر السخافات في الوسائل الإعلامية، فوقف حاجزا مانعا أمام الاستخفاف بعقول المغاربة، وفق تصوره.
| |
|
|
|
|
|
|
|