ساحر الاوتار: الحوار الذي اجريته مع الموسيقار العالمي نصير شمة في بيت العود/ ابوظبي

جد عجبتني القراءاة الموسيقية دي

محبتي

الفاتح ميرغني: في كتاب الموسيقى الكبير، تحدث الفارابي عن أثر المقامات الموسيقية على النفس البشرية، وفي مقطوعة "ملجأ العامرية" في هيروشيما أبكيت الجمهور الياباني بحرقة، فهل في ذلك تأكيد لما قاله الفارابي؟

الموسيقار نصير شمة: أكيد. المقامات لها تأثير على مزاج الناس: المقامات والروح ومزاج الناس مرتبطة بالكواكب، وحركة الكواكب وحركة القمر ودورة القمر. إن كل هذه الأشياء مرتبطة ببعضها ولم تأت اعتباطا. فالفارابي هو عالم فلك مثل ماهو عالم رياضيات، مثل ماهو عالم موسيقى، مثل ما هو عالم طب، مثل ما هو فيلسوف، فهو أكثر من كان يعرف هذا الترابط بين الكواكب والسماوات وحركتها والفراغ في هذا الكون وعلاقته بالسكتة الموسيقية وتأثير كل مقام على الإنسان. ومع ذلك توصلت من خلال التجارب التي اجريتها الى ان كل شخص عبارة عن مقام ودرجة موسيقية ما.

الى الامام وفقك الله

http://https

الفاتح ميرغني: في الحقيقة، سمعنا ايضا أن الفارابي كان لديه قدرة إبكاء الناس وإضحاكهم من خلال عزف معزوفة معينة. فهل هذا يعني ان المقامات التي يمكن أن تثير الحزن في النفس البشرية تُعزف في سلّم معيّن؟، مثلا : "سي بيمول ميجور أو دو"؟

الموسيقار نصير شمة: لا. إن ذلك يعتمد على الإنسان، لأن السلم بحد ذاته لا يُبكي ولا يُفرِح ولا يُحزِن، إن ما يفعل ذلك كله هو أسلوب استخدامه وتشكيله.

محبتي

محبتي.

الفاتح ميرغني: عن شخصي أعتقد إنني أحببت امرأة وكانت تنتمي الى هذا المقام، وربما جمعت مقامات أُخر.

الموسيقار نصير شمة: ممكن جداً، الناس مقامات. عندما يقولون: "الناس مقامات، فهم لا يعنون فقط وضعاً اقتصادياً أو اجتماعياً"، لأن كلمة المقام أصلها في المقام العراقي أو عندما يقولون المقام العراقي فهي من المكان الذي يعتليه الشاعر أوالأديب أو المغنّي، مكان مرتفع مثل "ستيج" (مسرح) صغير يعتليه الشخص، فهذا المقام الذي يُغني عليه أو يُؤدي عليه.

محبتي

الفاتح ميرغني: تحدثت من قبل عن استشراء الاُمّية الموسيقية في اوساط المثقفين العرب، واذكر أن الراحل رجاء النقاش قال ذات مرة: "إنه حاول ان يستمع الى سمفونية "الريفية" لبتهوفن اكثر من مرة، ولكنه لم يفهم حركاتها ولم يستطع التكيف معها، فعاد ادراجه ليستمع الى "أغدا القاك" و"أنت عمري". في رأيك كيف يمكن معالجة هذه السلبية؟

الموسيقار نصير شمة: هي ليست سلبية، هي حالة تربية. الموسيقى يتربى عليها الانسان. في تجربة لطبيب مصري وزوجته الألمانية، بدأ الزوجان يستصلحان أراضي لإنتاج منتجات طبيعية "اورغانك". هذا الرجل أخذ اولاد الفلاحين من عمر 3 سنين وبدأت زوجته الالمانية تسمعهم باخ وتسمعهم بيتهوفن وهم اولاد فلاحين. وبعد اربع أو خمس سنين كبر الأطفال وأصبح أول ما يسمع أحدهم جملة يقول لك: "هذه الحركة الرابعة من عمل كونشرتو كذا للبيانو لاوركسترا .. لهايدن"، وهو عمره 7 سنين وابن فلاح، عندما يتحصن ذوقه ويصبح لديه ذوق عال ينبني على صوت صحيح سليم. فالناس لا يفرقون الآن بين النشاز والصحيح لأنهم لا يستمعون. وهناك فنانون وأدباء كبار وشخصيات كبيرة لا يستطيعون فرز الصوت النشاز عن الصوت الصحيح وهذه كارثة. فإن كنت جالساً تستمع لأحدهم وهو يلقي قصيدة كلها أخطاء نحوية وانت تطرب لها، فمن يراك وهو يفهم يعلم انه لا علاقة لك بالموضوع ولا بالشعراء. لم يعد مسموحا للمثقف ان يكون سطحياً. فكلمة مثقف كبيرة، ولم يعد مسموحا له ان يطلب مني، كموسيقي، ان افهم في قصيدة النثر وأفهم في اللوحة وأفهم في السينما وأفهم في المسرح التجريدي والتجريبي ولا افهم في شيء أخر، لا. فالفنان الذي يجب ان يكون فناناً مثقفاً بجد أو الكاتب أو الاديب، يجب أن يكون له وعي ويعرف أن هذه المسرحية تافهة حقيقة حتى لو كان المسرح جادا أو تجريبيا، ويعرف أنه لا قيمة لها. وعليه ان يدرك ما ان كان لها ابعاد ويعرف ماذا تعني الصورة في السينما، وتأويل المشهد والعمق في ابعاد الصور، وكذلك يعرف في رمزية الموسيقى ويعرف مرجعيات القصيدة. بمعنى عندما يقرأ الشخص لأدونيس مثلاً يشعر بأن أدونيس صعب على الفهم لماذا؟ لأن أدونيس حتى تقراه يجب ان يكون لديك ثقافه عاليه، حتى تعرف كل شيء وكل كلمة يقولها، احيانا الناس لا تتوقف عند الكلمات ولا تعرف ماهيتها، فإن كانت لأدونيس ثقافة موسوعية، فهذه ليست مشكلته، هو ربى عقله وفكره حتى يصل الى مرحلة يكتب فيها ماهو مؤمن به. وعلى الناس ان تبذل جهدا. ونفس الشيء في الموسيقى، من غير المسموح للمثقف ان يسمع شيئاً نشازاً ويقول: "والله كانت حلوة، كانت روعة"، انت تُدهَش لما تسمع هذا الكلام، تحس انو ما عنده علاقة بالموضوع. واحد في الموسيقى وهو مثقف وكبير مثل الروائي خيري شلبي، الله يرحمه، فاجأني بقدرته على الفهم في الموسيقى، والناقد صلاح فضل فاجئني بمستوى التحليل الكبير يعني ما ينفصل كونه ناقدا ادبيا عن معرفته الموسيقية ونفس الشيء خيري شلبي، وبعض الشخصيات مثل فاروق شوشه، الشاعر، لديه ذوق في الموسيقى عالي. لماذا؟ لانه تربى مع السنباطي، لانه كان مقربا منه وهو عنده رغبة ان يكون قريبا من السنباطي ومن عبد الوهاب، فكان صديق شخصي للسنباطي، وكان هو الوحيد الذي يتردد عليه ويزوره، فبالتالي اصبح عندما يسمع قصيدة يقول لك: "هذا العمل من اخر قصيدة انعملت من فلان لتاريخ اليوم ما انعمل مثلها". يصبح لديه حكم. فمن المهم جدا المثقف يكون عنده شمولية في رؤيته للفن.

محبتي

أحمد

محبتي

الفاتح ميرغني: أهديت مظفر النواب مقطوعة وهي: "غربة النورس"، وعندما عزفتها في المسرح، هو انفعل وارتجل في اليوم التالي قصيدة. هل تذكر منها ابياتا؟

الموسيقار نصير شمة: كان هذا في المسرح الملكي في بروكسيل منذ سنين. وقبل يوم نت اليوم الذي كانت فيه حفلتي، انا احببت، في حضور مظفر النواب، أن أعبّر له عن تقديرنا الكبير لدوره، وعن معاناته ونضاله ضد الدكتاتورية وضد كل شيء سلبي، وكان جريء في طرحه، مع انه عاش تجربة سجن وعاش تجارب، فحبيت ان اقول له: "نحن، هذا الجيل يحبك ويحترمك وشايفك كبير". فقدمت له "غربة النورس"، فتأثر فيها، القطعة ، كثيرا، وفي اليوم الثاني كان أمسيته فكتب قصيدة عنوانها : "تذكار من ليلة امس على عود نصير"، وقال: "بعض المعاصي الجميلة تقود الى الله"، وقال منها الكثير، ما اذكره قال: "ترنّم فلكل مقام معجزة وأعظمهن مقام، مقاومة السلطة حتى النفس الاخير." فانا، في المسرح، قلت له: "مافي رجعه للعراق ". هذه كانت ايام صدام، وضحك كل الجمهور.

http://https

الفاتح ميرغني: أعرف أنك مررت بتجارب مريرة وقاسية في حقبة الرئيس صدام، وأعرف ايضا انك على الرغم من اهتمامك بالعمل التطوعي والعمل الإنساني، لكنك رفضت اكثر من مرة منصب سفير النوايا الحسنة للأمم المتحدة، لماذا؟

الموسيقار نصير شمة: هو ليس رفض بمعنى الرفض للمبدأ، انا كان عندي اعتراض. اولا، نحن لا نعمل من اجل ان نكون سفراء، نحن نعمل من اجل مبادئ، نحن نعمل لفلسطين وانا لم اكن اعرف ما معنى سفير عندما كان عمري ست أوسبع سنوات، كنا نجمع مصروفنا يوم الخميس ونأخذ من أمنا ،الله يرحمها، الدقيق والسكر والزيت لنتبرع بهم في المدرسة لاخوانا في فلسطين، او للذين هم في عمرنا ويحتاجون أن يدرسوا مثلنا. فهذا تعلمناه ونحن اطفال في الصف الاول والرابع والسادس الابتدائي والمراحل المتوسطة "ما كنا نفكر انو هذا الواحد لازم يسويه حتى يكون سفير"، لا نعرف هذا الشيء. اما عندما اصبحوا يختاروا سفراؤهم، فيختاروهم فقط لانه ممثل معروف أو ممثلة معروفة أو مطرب، لكن ما دوره؟ عندما تبحث عن السي في (CV) تلاقي " زيرو"، بالضبط ما عنده ولاشي، بعد ذلك يبدأوا يرسمون له دورا. لا ضير ان نستفيد من "السليبريتيز"( المشاهير) ونستفيد من النجوم الكبار ونستفيد ونخدم قضايا الإنسان، ولكن الأجدى ان تعمل الناس، يجب عندما اقبل سفارة لشيء ان يكون (CV) الأشخاص الذين سبقوني احسن مني بكثير وليس ادنى مني بكثير في مجال هذا العمل، بالتالي اعتذرت عنها مرتين.

محبتي

الفاتح ميرغني: هي أصبحت تقريبا موضة أو من مكملات الشهرة.

الموسيقار نصير شمة: اصبحت موضة ولم يعد لها قيمة. لكن الآن عُرض على عملين مهمين وانا مقتنع بهما تماما، واحتمال على بداية السنة يُعلن شيء عنهما، ولكن بطريقة حقيقية، وهذا سيحمّلني مسؤوليات جديدة، فقد ظللت اعمل على هذا الموضوع ليل نهار، تارك أسرتي وادور بين المخيمات ولا احتاج ان أكون سفيرا. انت يكفي ان تكون سفيرا للمبادئ التي تؤمن بها، وسفيرا للبشرية المظلومة في كل مكان، في العراق وفي سوريا وفي فلسطين وفي كل مكان.

الفاتح ميرغني: عندما ضربت المجاعة افريقيا، اثيوبيا، تداعى عدد كبير من الفنانين الكبار في العالم مثل مايكل جاكسون وليونيل ريتشي وقدموا: "we are the world"، وأعرف أن هناك مبادرات من بعض الفنانين في العالم العربي، ولكنها مبادرات فردية، فهل يفكر الأستاذ نصير شمة في تقديم عمل جماعي يضم عددا من الفنانين العرب؟

الموسيقارنصير شمة: فعلا، الآن لدي عرض ستسمع عنه لاحقا، لا استطيع أن اعطيك تفاصيله الآن، وسيكون عمل كبير جدا. لقد عملت على مشروع " أمنا الارض" وقدمناه في أبو ظبي، وقدمناه في مصر، وقدمناه في دول عديدة. و"أمنا الارض" هوعمل يتكلم عن هذا الكوكب، يتكلم عن وجع هذا الكوكب وأنينه قبل ان تحدث قمة المناخ، حيث نبّهنا فيه الى خطورة ما يحصل في الأرض قبل القادة الذين هم السبب في تلوث العالم بالمصانع النووية والنفايات. والآن هذا المشروع آخذ في التطور بشكل أكبر. ولكن دعني اقول لك لماذا لا نستطيع ان نفعل الأشياء التي فعلها مايكل جاكسون وغيره،:مؤسساتهم مؤسسات عظيمة وكبيرة جدا تستطيع أن تتبنى مشروعا ما وتجمع منه في فترة بسيطة الملايين. أما في عالمنا، يقولون لك : "تحتاج الى تصديقات الضرائب، وفي الضرائب يقولون لا على المالية، وفي الماليه يقولون لك سدد رسوم النقابة فهي تريد حصتها، والضرائب ايضا تريد حصتها... وفوق ذلك الفنان لا ياتيك مجانا. انا في حياتي لم يسبق أن كلمت مطرب واحد من مطربي الصف الأول عن شي يخص فلسطين أو يخص العراق أو يخص لبنان، وقبِل، بإستثناء التجارب التي عملناها في أوبريت: "صبرا جميلا ياعراق"، وعمل للبنان في العدوان الأخير، وعمل عن سوريا، وهذه الأعمال اشتركوا فيها النجوم الشباب جيل خالد سليم ومجد القاسم واسماء المنوّر وماجد المهندس ورضا العبدالله، هؤلاء جيل عندهم فرصة أكبر أن يقدموا شيْئا إنسانيا . لكن لكي تقوم بعمل مثل الذي فعله مايكل، أنت بحاجة لأن يكون عندك نجم مثل مايكل، وعندك جماهيرية، وعندك ماكينة مهولة مثل التي تقف وراء مايكل جاكسون، فهو عندما يحي حفلة، تصل قبله بأربعين يوم، ثلاثين شاحنة طويلة محمّلة بمعدات الاستيديو وأجهزة الإضاءة، وهذه كلها تكلّف 2 أو 3 مليون دولار "هدول بفلوس مو بالمجان" ولكن بالخلاصة مع " السي دي"( القُرص المُدمج) و" الدي في دي" ( القرص المُدمج المصوّر) قد يصل العائد الى 2 مليار. و 2 مليار مو مشكله إذا طلع منهم 100 مليون وزعها كأجور للعاملين .

الفاتح ميرغني: تناقلت بعض وسائل الإعلام خبراً، لا نعرف مدى صحته، حول احتمال انضمامك الى لجنة "عرب جوت تالنت" أو "عرب ايدول".

الموسيقار نصير شمة: لا، الحقيقة ما صار أي اتفاق.

الفاتح ميرغني: ما رأيك في البرامج ؟

الموسيقار نصير شمة: شوف هذه البرامج جيدة لأنها فتحت أفاقا للشباب ليحققوا أحلامهم، ووصل الكثير من الشباب، وهنالك اثنين أو ثلاثة الآن على الساحة. ولكن ظهور إثنين أو ثلاثة مقارنة بحجم الفلوس التي صُرفت على البرنامج، أنا كان ممكن اعمل بها ثلاثين معهد في ثلاثين مدينة فقيرة وأكثر من ثلاثين، كلفة البرنامج الواحد استطيع أن اعمل بها معهد مثل بيت العود، بل تكلفة الحلقة الواحدة استطيع أن اعمل بها بيت عود بأساتذته وكامل طاقمه وبورشة التصنيع الملحقة به. ليه الجوائز العربية سواء كانت حديده أو زجاجة أو درع أو حتى جائزة مادية ليس لها قيمة، كقيمة جائزة نوبل، وتنتهي بانتهاء الحدث. نجيب محفوظ ،الله يرحمه، قبل ما يموت بفتره، كنا نلتقي في صالون الثلاثاء مع يوسف القعيد وجمال غيطاني، الله يرحمه، كان يقول لي طبعة واحدة منذ ان حصلت على نوبل تعادل كل كتبه على مدى حياته، طبعة واحدة طبعوها له فقط لـ "أولاد حارتنا". فشوف هذه الجوائز مثل " نوبل" عندما تريد ان تفعل شيء تترجمه لكل لغات العالم، يعني الجائزة هي مو بس جائزة انهم اختاروك واخدت المليون دولار وذهبت، لا، هي لماذا اختاروك، ويبدؤوا يدافعوا عن اختيارهم بنشرهذا الفنان أو هذا العالِم ويسوّا له مختبرات أو مستشفى فلا تنتهي بانتهاء الاحتفال، بينما نحن جوائزنا، رغم أهمية بعضها، لكنها تنتهي فورا لأنها لا تمتلك مكمّلات ومقومات نوبل، ونفس الشي هذه البرامج ، يطلع فيها مثلا، في شباب حلوين جدا مثل سيمور جلال ومثل ستار سعد فازوا ووصلوا للمرتبة الاولى والثانية، فأخذت منهم عشرة وقدمتهم في افتتاح مهرجان الموسيقى العربية عام 2014، ولحنت لسيمور جلال أغنيتين أو ثلاثة، واحدة عن بغداد وواحدة عن الأم الوطن، لأني اعرفه وتمكن من الوصول إلى، اما الباقين ما وصلوا لي، فما عرفت كيف أساعدهم وما وصلوا لغيري فما ساعدهم. لذلك لا بد أن تكون هناك آليه لكي يصبح البرنامج مفرخ للنجوم، وليس فقط صناعة "ستار" ينتهي بانتهاء الحلقة الاخيرة، ولكن أن يستمر ما بعد الحلقة الاخيرة، والا ينظر فقط إلى الذي يفوز بالمركز الأول، فبالتالي،عليك أن تشوف من الاربعة أو من الخمسة أو من الستة الذين يمكن دعمهم من بين الالاف المتنافسين. وهناك فتيات اتظلمن منذ البداية، في the voice في واحده لبنانية، معلمة أطفال، انظلمت تماما، اتظلمت وهي أحسن من كل الاصوات التي كانت موجودة لأن اللجنة ما التفتوا لها وراحت. هذه المفروض لو في لجنة اخرى لناس حقيقة عندهم رؤية في صناعة النجم، يلقطوها.

صناعة النجم شغلة أخرى تماما غير اختيار المطربين لصوت جيد. الفنانون المشاركون اصدقاء وكلهم اشخاص ناجحين ويعرفون كيف يختاروا، لكن الموضوع أكبر من انه صوت وينتهي في مرحلة من المراحل.

الفاتح ميرغني: ولذلك انا حقيقة عندما سمعت الخبر قلت اختيار صادف أهله لأني أعرف أن لنصير شمة خلفية علمية، وبالضرورة سيكون اضافة للجنة، مع احترامي للنجوم الموجودين في اللجنة ومثلما تفضلت هم فنانين كبار، لكن في جوانب اللجنة ايضا بحاجة إليها، وهذه الجوانب لا تتوفر الا اذا انضم اليها مختصين من أمثالك وآخرين لأن في تقديري الخلفية العلمية مهمة جدا..

الموسيقار نصير شمة: لا هنالك الكثير من الموسيقين في الدول العربية. وهي ( اللجنة) محتاجة، بالاضافة الى الاصوات الموجودة، لشخص مهني موسيقي بجد يعرف الكثير من الاشياء، لأن في اشياء احيانا تعدي حتى على المُطرب.

محبتي

الفاتح ميرغني: بمناسبة مشروعك "أمنا الارض"،أذكر عندما هاتفتك في المرة الماضية، تحدثنا عن هذا الموضوع، واذكر انني قلت لك: "اليوم تم اختتام قمة المناخ في فرنسا وذكرني ذلك بمشروعك: "أمنا الارض" و تحدثنا عنه كثيرا. ماذا كنت ستقول للقادة اللذين اجتمعوا في باريس في قمة المناخ؟

الموسيقار نصير شمة: سأقول لهم ما قاله الرئيس الراحل كينيدي "هذا الكوكب علينا ان نتقاسم فوله وغذاءه وماءه، فعلينا ان نحافظ عليه...."

الفاتح ميرغني: كأنه يردد الناس شركاء في ثلاث:" الماء والنار والكلأ ".

الموسيقار نصير شمة: الدول الصناعية الكبرى هي التي لوثت هذا الكوكب، اما الدول البسيطة، يعني اذا تروح الى افريقيا، ما عندهم مصنع واحد يلوث البيئة. بالعكس، تشوف السماء حلوة وبيضاء وناصعة وصافية وسمائية وتشوف النجوم في الليل، تعرفهم واحده واحده لأن مافي تلوث. الزراعة شغاله، والماء حلو طيب، والحيوانات- انا نباتي يعني لا اكل أي منتج حيواني- ترعى في مكان جيد، ولحومها يقولون انها لحوم جيدة لانها ترعى (في) مرعى جيد. فالدول الصناعية الكبرى لم تكتف بتلوث الجو فقط، بل بدأت تدفع المال للدول الصغيرة بفساد حكامها في قارات مختلفة حتى ترمي نفاياتها النووية، تدفنها في لبنان أو في دول عربية أو دول افريقية، وهذه كارثة. أنهم لم يكتفوا بتلويث يلدانهم، (بل) جاؤوا للمناطق التي لا يستفيدون منها بشيء ولكن فقط بالاذى وزادوها اذى. لذلك نلاحظ ظهور تشوهات رهيبة في الدول هذه. يعني دولة صغيرة مثل لبنان عندما تسمع انهم يضعون فيها نفايات نووية، ماذا تفعل؟

الفاتح ميرغني: هذه كارثة ايكولوجية بكل المقاييس.

الموسيقار نصير شمة: هذا البلد الجميل وفيه كل الفاكهة الطيبة وفيه كل تغير الطقس الجميل تجي تحط فيه نفايات نووية، هم غير قاديرين على التعامل معها، يجيبوها يحطوها وكأن البشر ادنى منهم. يجب ان يكون هناك في الحقيقة محكمة للبيئة اسمها "محكمة التلوث البيئي". يعني في مصانع فاتحة انابيب على الانهار، انت تعرف ما الذي ترميه هذه المصانع من مواد كيماوية على الانهار، تعرف لماذا يموت السمك وتنفق الحيتان على البحار، هذا كله من المصانع. ما الحل؟ الحل يجب ان يفكروا، فالذي فكّر وابتكر صواريخ تطلع إلى القمر، قادر أن يبتكر حلولا أقل تلوثا ولا تؤثر على الماء والهواء والتربة والانسان.

http://

دردشة في كواليس الحوار