السيد الرئيس المنتخب دونالد جون ترامب، أكتب إليك هذه الرسالة المفتوحة لأهنئك بفوزك في انتخابات الرئاسة الأميركية، حيث تقتضي أخلاقي الإسلامية أن أبارك لك انتصارك المستحق، رغم مواقفك المعلنة ضد الإسلام والمسلمين، التي شكلت إحدى دعائم حملتك الانتخابية. فالإسلام الذي لا تعرفه جيداً هو دين التسامح والتصالح والتصافح دون إنكار المصالح التي تتسم بها العلاقات الدولية، ولهذا أستهل رسالتي بتوجيه سلامي إليك، فالسلام عليك، رغم تصريحاتك غير المسالمة، التي تشكل في مضمونها دعوة مباشرة للتفرقة بين البشر، بحسب العرق واللون والدين، مما ساهم في زيادة منسوب «الإسلاموفوبيا» في بلادكم، وتأجيج المشاعر المناهضة للمسلمين الأميركيين. .. ولا تنس أن الولايات المتحدة بلد «فسيفسائي» تشكل أطياف شعبه «قوس قزح»، فلا تجعل هذا القوس الأميركي اللامع مثل الذهب، يصبح كرة مشتعلة من لهب.
احمد علي
12-28-2016, 08:21 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. ولا تقــــــطــــع «شــــعـــرة معــــاويــــــة» بيــــنـــك وبيـــن شـــعبــــك، ولا تدفع الشعب الأميركي الصديق للتقاطع مع شعوب العالم، علماً بأن «صاحب الشعرة»، الذي أقصده، من أصحاب رسولنا الكريــــــم محمــــد صلى الله عليه وسلم، المكنى «أبو عبدالرحمن» معاوية بن أبي سفيان المولود بمكة المكرمة (608-680) - وهو ليس واحدا من المهاجرين غير الشرعيين الذين تريد أن تطردهم من الولايات المتحدة، ولكنه أحد دهاة العرب.
احمد علي
12-28-2016, 08:22 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. ولهذا أنصحك أن تتعلم منه كيفية التعامل مع الآخرين، وفقاً لقواعد «دبلوماسية الشعرة»، لأنه يفوق في دهائه السياسي وزير خارجيتكم الأسبق «هنري كيسنجر» ، صاحب الجذور الألمانية ــ اليهودية، الذي يرتبط اسمــــه بــــسياسة الخطوة ــ خطوة، وهـــــي الدبلــــوماسيـــــة التي كـــــان لهـــا تــأثيــــــر بالــــغ العمــــق فـــــي تطورات الشرق الأوسط خلال مرحلة السبعينيات من القرن الماضي، وهو الذي أعلن مؤخراً أن طبول المواجهة ظهرت في الواجهة، وهي تدق فعلاً في المنطقة، والأصم فعلاً من لا يسمعها! .. ومن المجحف أن تعاقب المسلمين جميعا، سواء في بلدكم أو خارجـــــه، بســبـــب حفــــنة مــن الإرهابيين، الـــذين ترفض الشريعة الإسلامية أفعالهم الإجرامية.
احمد علي
12-28-2016, 08:53 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. ولهذا أدعوك لمراجعة مواقفك الســــابقة، وأنت تتأهب لدخول «البيت الأبيض» لتولي سلطاتك الدستورية، في العشرين من شهر يناير المقبل، لتصبح فعليا الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية، وتصبح عملياً رئيساً لكل الأميركيين، بمختلف دياناتهم، وكافة انتماءاتهم، ومنهم المسلمون الذين يشكلون أكثر من 8 ملايين من عدد السكان.
احمد علي
12-29-2016, 03:51 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
السيد الرئيس المنتخب لقد شاهدت لك تسجيلاً مصوراً خلال حملتك الانتخابية وأنت تقوم بطرد سيدة مسلمة مسالمة من القاعة لمجرد أنها ترتدي حجاباً! .. وما من شك في أن هذا التصرف، يمكنني وصفه بالتطرف، الذي لا يليـــــق القـــيام بــه في دولة عظيـــمة، استـــمدت عظــمتها من قيمــها العظيمة، التي ترتكز على التعايش بين مواطنيها، والتنوع العرقي بين شعبها، والتعدد الديني بين سكانها. .. وهو إجراء غير حضاري، وغير أخلاقي، وغير إنساني، وغير ديمقراطي، وغير دستوري، وغير مطابق لمبادئ إطلاق الحريات التي تدعمها الولايات المتحدة.
احمد علي
12-29-2016, 03:54 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. وفي إطار الحديث عن الحرية الواعية، لا يحتاج الأمر الواضح إلى توضيح، بأن الإسلام حرر المرأة من قيودها، ودعاها إلى ارتداء الحجاب ليس ليقيدها، ولكن ليحميها من سلوك بعض الرجال الفاضح، الذين ينظرون إلـيها من منظــور شـــهواني، فيقـــومـــون بـ«التحرش» ب ها، بسبب عجزهم عن كبح غرائزهم الحيوانية، وتصرفاتهم غير الأخلاقية! .. ولا جدال في أن الحجاب يحمي المرأة من شهوات «الذئاب» الذين يريدون افتراسها، أو «الذباب» الذين يحومون حولها، وكأنها قطعة من الحلوى المكشوفة!
احمد علي
12-29-2016, 05:06 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. ولا أعتقد أن ارتداء «الراهبات» لغطاء يستر شعرهن، يشبه «حجاب المسلمات» يعني أنهن «إرهابيات»! .. وكما نعلم أن تغطية الرأس في الكنيسة واجبة على النساء، ويعتبر غطاء الشعر جزءاً لا يتجزأ من شخصية الراهبات العاملات في الكنائس والأديرة الكاثوليكية والأرثوذكسية، وفي التقاليد البروتستانتية يفرض على المرأة تغطية شعرها خلال حضور القداس. .. وفي طوائف مسيحية أخرى مثل «الأميش» الذين استوطنوا ولاية «بنسلفانيا» منذ عام 1720، بعدما هاجر أجدادهم من ألمانيا، حيـــــث توجـــد جـــذور عائــــلتـك الألمــانيـــة، تلتــــــزم النســــاء بـــــارتداء لباس فضفاض طويل محافظ، ورجالهن لا يؤمنون بمتغيرات العصر، ولا يشجعون عمل المرأة في المؤسسات الحكومية، ويعيشون كمـــــا جــاء في الإنجــــيل الــذي يؤمنون به، ويرفضون ترشيح المرأة لرئاســـة الولايـــات المتحـــــدة، لأنه، وفــقا لمعتقداتهم، لا يجوز منح النساء سلطات لحكم البلاد!
احمد علي
12-29-2016, 05:42 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. ولأن «الأقربين أولى بالمعروف» لم نسمع أن أحدكم طالبهم بمنح «المرأة الأميشية» حقوقها السياسية أو الأساسية، رغم أنهم يقيمون في قلب أميركا، التي لا تكل ولا تمل من تكرار خطابها الداعي لإقرار «حقوق الإنسان» في العالم العربي، سواء كان ذكراً أو أنثى! .. ولو كانت هذه الطائفة عربية، وتدين بالدين الإسلامي، لتم اتهامها بالتخلـــف والرجعية، خاصة أنها تعيش على طريقة القــــــرون الوســـطى، ولا تستـــخدم الــــسيارات أو وسائل التكنولوجيا الحديثة، ولتدخلت الإدارة الأميركية وضغطت لتحســــين أوضـــاعها، وطالبت بنــــقلهـا مــــن عـــالمها المغـــلق إلى عالمنا المعاصر، المنفتح، المتفتح، المفتوح للجميع.
احمد علي
12-29-2016, 06:45 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
أما ما يتعلق بحقوق المرأة ومكانتها في الإسلام فيكفي أن أعلمك بحقيقة ربما تجهلها، وتتمثل في وجود سورة في «القرآن الكريم» الذي نؤمن به، تعد ثالث أكبر سورة، وترتيبها الرابع في المصحف الشريف وهي سورة النساء والتي هي سورة الرحمة والعدل لأنها تتكلم عن حقوق الضعاف في المجتمع، وعن الأقليات غير المسلمة التي تعيش في كنف الإسلام، واليتامى والخدم والورثة وتركز بشكل أساسي على النساء، ناهيك عن سورة أخرى، اسمها «مريم»، تخليداً لشخصية «عذراء العذارى»، هذه الأم العظيمة الطاهـــرة العفيــــفة الشــــريفة التـــي اصطفـــــاها الله ليس على نساء عصرها فحسب، بل على نساء العالمين جميعا، واسمها من الأسماء الأكثر شيوعاً وانتشاراً في أوساط مجتمعنا الإسلامي، تعظيماً لمكانتها، مثلما هي عظيمة في ديانتكم المسيحية.
احمد علي
12-29-2016, 08:00 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
قبل دخولك المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، أدعوك لقراءة نسخة مترجمة لـ «القرآن الكريم»، لتتعرف على القيم العظيمة التي يرتكز عليها الإسلام، دين السلام، بشرط أن تكون طاهراً، لأن من سمـــات الشخصية الإسلامـــية طهارة البدن، بالاضافة الى طهارة النفس من الدرن. .. وإن لم تتوفر لديك «نسخة قرآنية» يمكنني أن أرسلها إليك عن طريق السفارة الأميركية، في الدوحة، بواسطة سفيرتكم النشيطة في قطر «دانا شيل سميث»، التي تحظى بالاحترام في المجتمع القطري، رغم كونها امرأة غير محجبة، لأننا نعتبر ذلك من الحريات الشخصية التي ينبغي احترامها، رغم خصوصية مجتمعنا المحافظ، الذي يفتح أبوابه لجميع الثقافات الإنسانية.
احمد علي
12-29-2016, 08:02 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
السيد الرئيس المنتخب خلال حملتك الانتخابية وعدت بنقل السفارة الأميركية إلى القدس التي تشكل نواة الصراع العربي ــ الإسرائيلي، وكأنك بذلك تعيد إ لى الأذهان «وعد بلفـــــور»، الذي أعطى، وهو لا يملك، لمن لا يستحق، وطنا قومياً لليهود. .. وأقولها لك دون أي خوف منك، ودون أدنى رهبة من بلدك، أن القدس هي «الخط الأحمر» الذي لا يمكن القبول لك ولغيرك بتجاوزه، ولا يمكن بـــــأي حال من الأحوال، وبأي شكل من الأشكال اعتبارها عاصمة للدولة العبرية. .. وينبغي عليك أن تحترم مقدساتنا حتى تحظى باحترامنا، ومهما طال الزمن، لن نفرط بحقوقنا المشروعة في القدس، المدعومة بسلسلة من القرارات الدولية.
احمد علي
12-30-2016, 03:23 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. وأريدك أن تعلم أيها الرئيس المنتخب أن «سورة مريم» هي السورة الوحيدة في كتابنا المقدس التي سميت على اسم امرأة، من بين «114» سورة هي جملة سور القرآن الكريم، كما ذكر اسمها الصريح أربعاً وثلاثين مرة في المصحف العظيم دون غيرها من النساء. .. وإلى جانب ذلك فقد حددت سورة «آل عمران» التي سبقتها، والتي جاءت في الترتيب الثالث لسور القرآن الكريم، وثاني أطول سورة، الإطار العام لولادة نجلها عيسى بن مريم عليه السلام.
احمد علي
12-30-2016, 03:25 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
كما ورد ذكر «عملية الحمل» الاعجازي في سورة التحريم وهي السورة رقم (66) من المصحــــف الشــــريـــف، حيث يقول تعالى «ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين». .. وهـــــذا تأكيـــد على تقـــدير الإســــلام للمــــرأة التي تمثـــلهـــا «السيدة العذراء»، وهي شهادة سماوية على عفتها، وإشادة ربانية بطهارتهــــا، بعـــدما أنجـــبت «السيـــد المســــيح» عليه السلام، بمعجزة إلهية فريدة من نوعها في تاريخ البشرية، لأنها ولدت نجلــــها من غيـــــر أب وهي عـــــذراء، مما يظـــهر عظم قدرها في الدين الإســلامي، حيــــث أعطــــاها الله تعـــالى مكانــة عالية في ديننا السماوي، علما بأنها كانـــــت تغطـــي شــــعــــرها، وكأنها ترتدي «حجابـــا» على رأسها، ولم يتم طردها من التاريخ المسيحي! فلماذا هذه الحساسية المفرطة من الحجاب الإسلامي؟
احمد علي
12-30-2016, 04:28 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. ولماذا هذه المواقف الفارطة تجاه المحجبات؟ علماً بأنه لا توجد صــــورة واحــــدة في رســـوماتكم للسيدة «عــــــذراء الناصــــرة» تظـــهر شـــــعرها عـــاريـــــاً، ولعـــــل لوحـــــات الفــــــنـــان الإيطـــــالـــــي «جوفاني باتيستا سالفي» المرسومة في القرن السابع عشر تعكس ذلك الوقار في شخصيتها، وهي ترتدي الخمار، أو «الحجاب» المنسدل على عباءتها الزرقاء اللامعة.
احمد علي
12-31-2016, 04:26 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. وبعــــيدا عـــــن اللـــــون الأزرق وغــــيره من الألوان، أخاطبك بصراحة غير رمادية، تكمن فيها التفاصيل والعنوان، بأن سورة «مريم» في القــــرآن تتضمن (98) آية، معظـمها تظهر قيمة هذه المرأة العظيمة، حيث ينص الخطاب القرآني في الآية (16) على قوله تعالى: «واذكر في الكتاب مريم، إذا انتبذت من أهلها مكاناً شرقيا، فاتخذت من دونهم حجابا، فأرسلنا إليها روحنا فتمثل ل ها بشرا سويا، قالت إني أعوذ بالرحمن منك إنْ كنت تقيا، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا، قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر، ولم أك بغيا، قال كذلك قال ربك هو علي هين، ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضيا». حتى نصل إلى الآية (30) التي يقول فيها تعالى بلسان سيدنا عيسى عليه السلام: «قال إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبيا، وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا، وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا، والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا، ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون». .. ويعكـــــس هــــذا الخطــــاب الربــــاني القــــرآني الإســـــلامي المعجزة الكبرى، التي تجسد مولد «السيد المسيح» عيسى ابن مريم عليه السلام، الذي تشكل ولادته أحد أهم أركان الإيمان، وفقا لديانتكم المسيحية، علماً بأن هذه المعجزة لم تذكر صريحة في ا لأناجيل الأربعة التي تؤمنون بها، مثلما ذكرت تفاصيلها الدقيقة في القرآن الكريم.
احمد علي
12-31-2016, 06:54 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
هذا عدا تذكيركم بأن عيسى ذكر باسمه في كتابنا المقدس 25 مرة، بينما ذكر اسم سيد الخلق رسولنا الكريم محمد 4 مرات فقط، مما يعكس قيم التسامح مع الأديان التي يرسخها القرآن، بعيدا عن التطرف، احتراما لقيمة الإنسان. .. ولأن الحديث عن كافة الجوانب التي عرضها القرآن الكريم بكل تسامح عن شخصية «السيد المسيح» عليه السلام، ووالدته «السيدة العذراء» تستوجب سرداً دقيقا، ووقتا طويلا، لا يسعه هذا المقال، انتقل معك إلى محور آخر من محاور رسالتي المفتوحة إليك، مع ضرورة أن تستوعب أن الإسلام ينظر إلى المرأة سواء كانت ترتدي حجابها أو تطلق شـــــعرها، باعتــــــبارها منبـــت البــــشــــريــة ومنشئة الأجيال، التي تلعب دوراً أساسياً في تأسيس الأسرة، لانها الأم والأخـــــت والــــزوجة وشريكــة الرجــــل في تحمل أعباء ومسؤوليات الحياة. فلا تكن متطرفا في مواقفك مع المحجبات، ولا تكن متحاملاً في أحكامك مع المسلمين، ولا تكن متعصباً أو متسلطاً في سياساتك مع المهاجرين، سواء كانوا قادمين من المشرق العربي، أو أي مشارق أخرى، أو مغارب.
احمد علي
12-31-2016, 07:07 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
السيد الرئيس المنتخب لا تنس أن جدك «فريـــدريش درمف» الذي غيـــّر اسمه إلى «فريدريك ترامب» كان مهاجراً من ألمانيا، وجدتك هاجرت من اسكتلندا، وزوجتك «ميلانيا» مهاجرة من «سلوفينيا»، لم تحصل على الجنسية الأميركية سوى من عشرة أعوام فقط! كما أن رئيسكم «باراك حسين أوباما» الذي يحزم أمتعته، استعداداً لمغادرة البيت الأبيض كان مهاجرا من «كينيا»، ولا يوجد أميركي لم يهاجر أجداده إلى أراضيها الشاسعة الواسعة المترامية الأطراف، باستثناء سكانها الأصليين، من بقايا قبائل «الأباتشي»، و«الشيروكي»، و«تشوكتاو»، و«سيمينول»، و«شايان»، وقبيلة «هونكبابا» التي ينحدر منها «المحارب المقـــاوم»، الذي يسمونه «الثور الجالس» المنتصر على فرقة الخيالة السابعة للولايات المتحدة في معركة «لتل بيج هورن»، فهذا الأميركي الأصلي الأصيل حارب ببسالة قوات حكومتكم الاتحادية في ا لخامس والعشرين من يونيو عام 1876، مقاوماً سعيها التوسع على حساب أراضي قبيلته، مــــع زميلــــه الآخر من قبيلة «لاكوتا» المسمى «الجواد الجامح», الذي خاض معركة ضارية بكل شجاعة ضد الغزاة المستعمرين.
احمد علي
01-01-2017, 03:52 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. وكل هؤلاء تمت إبادتهم، ولم يبق منهم سوى قلة قليلة، فأصبحوا أقلية في بلادهم، تسمونهم «الهنود الحمر»، حيث تعرفنا عليهم من خلال أفلام «هوليوود», التي شوهت صورتهم، وصوّرتهم بأنهم «وحوش بشرية»، وقدمتهم الثقــافة الأميــركية بصورة نمطية همجية، رغم أنهم كانوا يدافعون عن أرضهم المنهوبة، أمام القوة الغربية الغازية، التي سحقتهم، فأصبحوا شعباً يملك تاريخاً بلا جغرافيا! .. وبعيدا عن القيم الإنسانية، قام أجدادكم بالاجهاز عليهم بطريقة «إرهابية»، وتم تحطيم روحــهـــم المعنــــويــة، في إطــار حملات القهر الوحشية التي تعرضوا لها في بلادهم المسلوبة، التي تسمى الآن الولايات المتحدة الأميركية، والتي تقدم نفسها أمام العالم بأنها رائدة الديمقراطية، المدافعة عن الحرية، والتي تخوض حربا لتفكيك ألغاز المعضلة الإرهابية!
احمد علي
01-01-2017, 03:54 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
السيد الرئيس المنتخب حتى تنجح حربكم ضد ما تسمونه «الإرهاب» ينبغي معالجة الأسباب، التي حولت المشكلة إلى ظاهرة عالمية، ولعلكم تتفقون معي أن «الإرهاب» لا يقتصر على جنسية محددة، أو ديانة واحدة، فاليهود عانوا كثيرا من الإرهاب النازي. .. والفلسطينيون يعانون الآن من الإرهاب الصهيوني. مثلما عانى سكان أميركا الأصليون من إرهاب المستعمر الغربي على يد الغازي الأوروبي. .. ولأن جذوركم ألمانية، من المؤكد أنكم لا ترغبون في استنساخ نموذج «ترمبي» من الإرهابي الألماني «هتلر»، لإشعال العالم من جديد، وقيادة الكون إلى حرب عالمية.
احمد علي
01-01-2017, 03:57 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
. ولهذا ينبغي عليك أن تبادر إلى بناء جسور المحبة بين شعبك وشعوب الدنيا، ولا تبني أو تتبنى تأسيس جدران الكراهية، التي ستجعلك مكروها في أوساط المسيحيين والمسلمين وغيرهم. .. وقبل دخولك المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، أدعوك لقراءة نسخة مترجمة لـ «القرآن الكريم»، لتتعرف على القيم العظيمة التي يرتكز عليها الإسلام، دين السلام، بشرط أن تكون طاهراً، لأن من سمـــات الشخصية الإسلامـــية طهارة البدن، بالاضافة الى طهارة النفس من الدرن. .. وإن لم تتوفر لديك «نسخة قرآنية» يمكنني أن أرسلها إليك عن طريق السفارة الأميركية، في الدوحة، بواسطة سفيرتكم النشيطة في قطر «دانا شيل سميث»، التي تحظى بالاحترام في المجتمع القطري، رغم كونها امرأة غير محجبة، لأننا نعتبر ذلك من الحريات الشخصية التي ينبغي احترامها، رغم خصوصية مجتمعنا المحافظ، الذي يفتح أبوابه لجميع الثقافات الإنسانية.
احمد علي
01-01-2017, 06:58 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
السيد الرئيس المنتخب رغم مواقفكم المتطرفة، ما من شك في أن ثقة الناخب الأميركي بــــكـــــم، والتـــي جعلتـــكم تحصــــلون عـــــلى (276) صـــــوتاً في المجمع الانتخابي، مقابل (218) لمرشحة الحزب الديمقراطي «هيلاري كلينتون» تجعلنا نثق في خيارات الشعب الأميركي، وانطلاقا من ثقتنا بشعبكم الصديق، فإننا ننظر إليكم بصفتكم رئيسا يمكن الوثوق به لقيادة الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، والمساهمة في تعزيز العمل من أجل استقرار المنطقة، واستتباب أمنها، والتعامل الجدي وليس الجديد مع التحديات التي يواجهها الاقليم الخليجي، والمضي قدما في اتفاقات الشراكة الاستراتيجية بين الدوحة وواشنطن، وترسيخ قواعد المشاركة القائمة بين البلدين الصديقين. .. وما من شك في أن العلاقات بين بلدينا تحولت خلال العقدين الماضيين من علاقة ثنائية إلى شراكة قوية في العديد من المجالات، سواء كان رئيسكم جمهوريا أو ديمقراطيا، مع احترام الخصوصيات الخاصة بالمجتمعين القطري والأميركي.
احمد علي
01-01-2017, 07:45 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
ولعل النموذج الذي تجسده العلاقات القطرية ــ الأميركية يكمن في ذلك التوازن الـــوازن في العلاقـــة بـين الدوحة وواشنطن، والتكافؤ المتزن في إدارة الملفات الثنائية بين بلد صغير، وقوة عظمى، حيث تقوم شراكتنا على الصداقة الصادقة، وترتكز على الأسس المتينة، المبنية على الاحترام المتبادل. .. ولا ننسى أن الشركات الأميركية لعبت أدوارا مؤثرة في تطوير قطاع النفط والغاز وصناعة البتروكيماويات في بلادنا، وهناك أكثر من 120 شركــة أميركيـــة تعمل بنجاح في قطر، لتحقيق مصالحنا المشتركة. .. وتعد بلادكم أكبر شريك تجاري أجنبي لدولتنا، وأكبر مصدر لوارداتها، هذا عدا الاستثمار المشترك في صناعة المستقبل، من خلال التعـــــاون الثنـــائي الوثيــــق في المجــــال التعليمي، عبر فروع الجامعات الأميركية المرموقة، الموجودة في المدينة التعليمية، التي تعتبر منارة من منارات العلم، ليس في قطر فحسب، بل في منطقة الشرق الأوسط.
احمد علي
01-02-2017, 06:52 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
السيد الرئيس المنتخب عندما نذكر الشرق الأوسط لا بد أن نستحضر تطورات الصراع العربي ــ الإسرائيلي، واعتقد أنك تعلم جيداً ان إسرائيل قامت باحتلال القدس العربية في يونيو عام 1967، وهذا الأمر لم يكن من أفلام «الأكشن« المثيرة، ولا من سلسلة أفلام «الكاوبوي» ا لتي اشتهر ببطولتها مواطنكم «كلينت ستوود»، ولكنه كان احتلالاً إسرائيليا لأراض عربية، لها تاريخها، وقدسيتها، وشعبها، وسيادتها، وسادتها، وحدودها، ووجودها على الخريطة السياسية.
احمد علي
01-02-2017, 09:30 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. ولا يحتاج الأمر، أيها الرئيس المنتخب «دونالد ترامب» أن أعطيك درسا في التاريخ لتنشيط معلوماتك حول هذه القضية، حيث صدرت بهذا الخصوص العديد من القرارات الدولية، التي تدين الاحتلال الإسرائيلي، وتطالب الدولة العبرية المحتلة بالانسحاب إلى حدود الخامس من يونيو عام 1967، وفي مقدمتها القرار الأممي (242) الصادر في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 1967، الذي شكّل منذ صدوره صلب المساعي الدولية، لإيجاد حل عادل ودائم للصراع العربي ــ الإسرائيلي. .. وما دمــــت يا ســــــيادة الرئيس المنتخب تؤمن بالشرعية الدولية، ينبغي عليك أن تكــون أول الملتزميــــن بها، وأول الداعمين لـــــها، وأول المدافعين عنها، والمعيار الحقيقي لعظمة دولتكم التي تسعى لأن تجعلها دولة عظيمة في عهدك، هو سعيها تحــت قيادتــــك لإيجاد حل عادل ودائم لهذه القضية، التي حوّلت الـــشرق الأوســــط إلى منطـــــقة مضطربة، تعاني من الصراع، ويعاني سكانها من الصداع! .. ولهذا ينبغي على دولتكم العظمى تحت قيادة إدارتكم الجديدة أن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية والإنسانية والسياسية تجاه تطورات الصراع العربي ــ الإسرائيلي، مع ضرورة الالتزام بوقف سياسة الكيل بمكيالين. .. ولأننا كسائر الشعوب العربية نؤمن بالسلام، ونريد السلام، ونسعى للسلام، ولسنا من دعاة الحرب أو الضرب، أذكـــرك بـ«مبادرة السلام العربية»، التي أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، نيابة عن كل العرب، في مؤتمر القمة العربية غير العادية، التي عقدت في القاهرة في يونيو عام 1996
احمد علي
01-02-2017, 09:32 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. وتهدف هذه المبادرة المطروحة إلى إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مقابل الاعتراف العربي بإسرائيل، وتطبيع العلاقات بين الدول العربية والدولة العبرية، ويمكن أن تكون هذه المبادرة السلمية والـــسليمة نواة منــــاســبة لاحـــــــلال الســـلام فــي المنطـــقة، اســـــتنادا إلـــــــــى «حــــل الدولتــين» إحــداهمــــا الـــــدولة اليهـــوديـــــة، والأخــرى دولة فلسطينية مستقلة. السيد الرئيس المنتخب خلال حملتك الانتخابية وعدت بنقل السفارة الأميركية إلى القدس التي تشكل نواة الصراع العربي ــ الإسرائيلي، وكأنك بذلك تعيد إلى الأذهان «وعد بلفـــــور»، الذي أعطى، وهو لا يملك، لمن لا يستحق، وطنا قومياً لليهود. .. وأقولها لك دون أي خوف منك، ودون أدنى رهبة من بلدك، أن القدس هي «الخط الأحمر» الذي لا يمكن القبول لك ولغيرك بتجاوزه، ولا يمكن بـــــأي حال من الأحوال، وبأي شكل من الأشكال اعتبارها عاصمة للدولة العبرية. .. وينبغي عليك أن تحترم مقدساتنا حتى تحظى باحترامنا، ومهما طال الزمن، لن نفرط بحقوقنا المشروعة في القدس، المدعومة بسلسلة من القرارات الدولية.
احمد علي
01-04-2017, 03:39 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. وفي محيط الأرض المباركة في فلسطين ولد «عيسى» عليه السلام، الذي أسهبت في الحديث عنه في بداية هذه الرسالة، وكل هؤلاء الأنبياء وغيرهم من الرسل لم يولدوا في «نيويورك»، حيث يوجد برجك العقاري في «مانهاتن» الذي يحمل اسمك، ولم يبلغوا رسالتهم السماوية في «واشنطن»، حيث يوجد مقر «البنتاغون»، ولم يعيشوا في «كاليفورنيا» أو «بيفرلي هيلز» أو «ميامي»، ولم يهاجروا إلى الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية !
احمد علي
01-04-2017, 03:42 PM
عماد الشبلي عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. ولكنهم ظهروا جميعاً، عليهم السلام، في الشرق الأوسط، ولم يظهروا في أي بقعة غيرها، مما يعني أن المحيط المشرقي العربي، الذي أنجب هؤلاء الأنبياء، محيط مبارك، عامر بالبركــــة، غامـــر بالمشاعر المباركة. .. وحتى تكون سنوات رئاستك الأربع للولايات المتحدة مبروكة، أريد أن أذكرك بأن «السيد المسيح» عليه السلام عانىكثيراً من «الإرهاب»، وهو لم يكن أميركياً ولا جمهـــــوريا ولا ديمــقراطيا، ولكنه كان مواطنا مشرقيا ولد في الأرض الفلسطينية، التي شهدت رسالته السماوية، وتفاعل محيطها مع دعوته إلى الخير والمحبة والتسامح والعدالة. .. ولهــــذا ينبـــغي عليك أن تكون عادلا عندما تتعامل مع ملفات الصراع العربي ــ الإسرائيلي، ولا تكون منحازا لطرف على حساب الآخر، حتى تعيد لبلادك عظمتها مرة أخرى، بل يكون انحيازك إلى العدالـــــة، ولا شيء غيرها، وبهـــذا يعــم السلام المنشود أرجاء الشرق الأوسط. .. أخيرا مثلما بدأت رسالتي بالسلام عليك، أختمها بالسلام إليك، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عماد الشبلي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست