رداً على عقيدة اوباما تجاه السعودية

سودانيز اون لاين
محمد عمر الفكي-الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

يبرر اوباما الذي يحلم برؤية وائل غنيم رئيساً لمصر لماذا تحولت اندونيسيا تدريجيا من بلد اسلامي متسامح توفيقي وهاديء الى بلد اكثر اصولية وغير متسامح، وكيف لاحظ ان اعدادا كبيرة من النساء الاندونيسيات اصبحن يرتدين الحجاب اليوم بالقول " لأن السعوديين وعرب خليجيين آخرين ضخوا اموالا، وبعثوا بأعداد كبيرة من الأئمة والمدرسين الى البلاد. في التسعينيات قدم السعوديين اموالا طائلة لانشاء المدارس الوهابية، والندوات والملتقيات التي تعلم الرؤية الاصولية للاسلام التي تفضلها الاسرة السعودية الحاكمة. واليوم اصبح الاسلام في اندونيسا اسلاما عربي التوجه غير ما كان عليه الوضع عندما كنت اعيش هناك".

اقول للسيد اوباما ان السعودية ودول الخليج ارسلت الى اندونيسيا دعاة يحملون المصحف وافكار تعبر عن الاسلام الوسطي المعتدل ولم يجبروا الناس هناك على ارتداء الحجاب ولا اتباع منهج بعينه، ولم ترسل ارهابيين قتلة يحملون المفخخات والقنابل الموقوتة ليفجروا ويقتلوا مواطني الولايات المتحدة بالمئات كما فعلت ايران في بيروت والخبر. وعلى ذات النسق الاوبامي الفريد في التحليل والاستنتاج في اسباب نرجو من فخامته ان يعبر لنا عن رايه بتحويل ملالي ايران لمجتمعات مدنية ومتسامحة ومنفتحة كالمجمتعات الايرانية قبل "ثورة" الخميني والمجتمع اللبناني والعراقي الى مجتمعات متزمتة ومتطرفة تقودها مليشيات ارهابية متطرفة كالحرس الثوري الايراني وحزب الله والحشد الشيعي العراقي وجماعة الحوثي؟ ام ان عين الرضا عن كل عيب كليلة؟ هل كانت نساء قُم والضاحية الجنوبية في بيروت تلبس الشادور قبل مقدم ملالي ايران الى الحكم؟ هذا اسلاميا فقط ولا داعي لتذكير فخامتكم بنتائج حملات التبشير المسيحي في افريقيا التي انتجت جماعات متطرفة تحرق الاخرين وهم احياء كما حدث للمسلمين في افريقيا الوسطى وزنجبار ووصلت الى استعباد البشر حتى وقت قريب في جنوب افريقيا.

اما بخصوص حديثك لزوارك انهم يجب ان يتذكروا ان الغالبية الساحقة من منفذي هجمات 11 سبتمبر لم يكونوا ايرانيين بل سعوديين، فالقضاء الامريكي اثبت وبادلة قاطعة تورط ايران وعميلها حزب الله في ذلك الهجوم وفرض على ايران دفع تعويض يزيد عن 10 مليار دولار لأسر القتلى وشركات التامين بسبب مساعدتها للارهابيين الذين خطفوا الطائرات واستعملوها في الهجوم. ايران وليس السعودية يا سيد اوباما وارجو ان تقوم بسؤال مستشاريك عن عدد العمليات الارهابية التي تعرضت لها المملكة ومقارنتها بما تعرضت له ايران!!

اما حديثك عن المراة وحقوقها في المملكة فلديك امثلة حية ومشرفة للمراة السعودية التي احتلت مناصب عليا في الدولة السعودية كوكالة الوزارة ورئاسة ادارة الصحف وكبرى الشركات السعودية ومؤسسات دولية كبرى وهنا اود تذكير فخامتكم بان المراة السعودية تحتل في مجلس شورى بلادها عدد مقاعد اكثر من تلك التي تحتلها المراة في الكونجرس الامريكي كما انها فازت بواحد وعشرين مقعداً في الانتخابات البلدية الاخيرة.

اما قولك عن حاجة المملكة لعضلات الولايات المتحدة فاود تذكيركم بان المملكة لم تحتاج اليها في البحرين عندما هبت لحماية البحرين وشعبها من براثن الحرس الثوري الايراني ولم تحتاج اليها وهي تقود تحالفا لحماية واسترداد الشرعية في اليمن ولم تحتاج اليها وهي تنشئ اكبر تحالف عسكري في العصر الحديث ام تراك نسيت قول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله ذخراً للعرب والمسلمين لك عندما زارك في واشنطن " نحن والحمد لله لا نحتاج منكم الى شئ".

اما حديثك عن اضطهاد من يسمون حلفاءنا في الشرق الأوسط، السعوديون والمصريون لشعوبهم والمعارضين، فلا يسعنا في هذا المقام الا ان نشيد بتجربة الولايات المتحدة الرائدة في استنباط احدث اساليب التعذيب في ابو غريب وجوانتانامو ودون محاكمات او ادلة، وهنا اود ان اسالكم عن وعدكم باغلاق معتقل جوانتانامو، ما الجديد في هذا الامر؟

للعلم فقط فالداخلية السعودية تقوم دوريا بنشر كشوف المعتقلين لديها واسباب اعتقالهم واين يوجدون وتقوم بتسهيل زيارات اقاربهم واهاليهم لهم وتخضعهم لمحاكمات علنية يحضر فيها المتهم بصحبة محاميه الذي يختاره بنفسه وتصدر عليه حكمها الذي يستغرق تدواله بين درجات النقض عددا من السنوات حتى يصبح حكما باتا واجب التنفيذ ولا تقتلهم جزافا وبدون محاكمات كما فعلت انت مع بن لادن ووصل بك الامر الى ملاحقة المواطن الامريكي انور العولقي وقتله في اليمن بدون محاكمة.

اما عن قولك "ان الامر معقد" عندما سالك رئيس وزراء استراليا الا يعتبر السعوديون اصدقاءك؟ فالسعودية ظلت وستظل صديقة للولايات المتحدة الامريكية وليس لشخصكم الكريم، وبينها وبين بلادكم مصالح كبرى تتجاوز النفط وبين البلدين تبادل تجاري يقترب من المئة مليار دولار سنوياً هذا عدا عن عشرات الالاف من الامريكيين الذين يعملون في المملكة برواتب ضخمة وعدا عن عشرات الالاف من السعوديين الذين يتم ابتعاثهم سنويا للدراسة في امريكا. كون ان امر صداقتهم امر معقد بالنسبة لك لا يعني بالضرورة عدم صداقة بلادكم لهم فانت راحل وعلاقة المملكة القوية ببلادك باقية ومؤكد ان من يخلفك سيسعى بكل تاكيد على كنس اثار سياستك الخارجية الكارثية على المنطقة وشعوبها وعلاقاتها مع حلفائها الازليين والتقليديين والا فان السعوديين وخلفهم عدد كبير من الدول الاسلامية والعربية سيتجهون الى اصدقاء جدد في اوربا واسيا يحترمون الصداقة ويوفون بالعهود وهم اولى بمليارات التبادل التجاري هذه من صديق لا تضمن نواياه ولا تجده عند الحاجة فهذا صديق لا حاجة لاحد به. وعموماً فان المملكة ومعها دول مجلس التعاون ودول عربية واسلامية اخرى قد اتخذت بالفعل الاجراءات الكفيلة بحماية شعوبها وبلادها عبر تجديد صداقاتها وعلاقاتها ويكفيك ان تنظر الى حجم التبادل التجاري لهذه الدول وخصوصاً المملكة مع دول شرق اسيا وتكوينها لتحالف عسكري ضخم قادر على صد اي اعتداء بل وقادر على التدخل متى ما اقتضت الحاجة وقادرين على وداع علاقاتهم بالولايات المتحدة وداعاً غير ماسوف عليه اذا ما حاولت انت او الرئيس القادم فرض ايران كشرطي ووكيل على المنطقة فمن فتح بلاد فارس وازال الامبراطوية الفارسية من الوجود وهزم الايرانيين في حرب الخليج الاولى واجبر خمينيهم على تجرع السم وسحقهم في اليمن وافشل مخططهم في البحرين واذلهم وعملائهم الطائفيين من لبنان ومرتزقتهم الشيعة من باكستان والعراق وافغانستان في ارض سوريا حتى اضطرت روسيا الى سحب قواتها من هناك حتى لا يحيق بها ما حاق بايران واذنابها قادر ايضاً على احباط مخطط تنصيبهم كوكلاء ورقباء على المنطقة يدعمه في ذلك اكثر من ملياري مسلم سني في العالم.

في عهدكم راينا كيف تتحول الولايات المتحدة من قوة عظمى الى دولة تسير خلف الركب وتتعامل بردود الافعال ولا تصنعها، راينا كيف تم التعامل الايراني معها بكل غرور في المفاوضات النووية ورايناها تنكسر لكوبا كاسترو التي لم تتغير ورايناها تفقد الحليف تلو الحليف في امريكا الجنوبية وراينا كيف تغازل صبي كوريا الشمالية صاحب الدمى النووية الذي يمنع الناس من اقتناء الهاتف المحمول؟ هل تغيرت هذه الدكتاتوريات ام انك من اجل انجاز شخصي تقود امريكا الى تخبط سياسات خارجية لم يشهد له تاريخ وزارة خارجيتكم مثيلاً من قبل؟ ولا داعي لتذكيركم بموقفكم المتخبط من نظام دكتاتور سوريا وتغاضيكم عن جرائم حزب الله الطائفي في سوريا وفظاعات الحشد الشعبي في العراق وكل ذلك من اجل ارضاء ملالي قُم. سيد اوباما انت تقود الولايات المتحدة وليس احدى جمهوريات الموز او احدى دول افريقيا الفقيرة حتى تنزوي في ركن قصي وتقول لا شان لنا بالشرق الاوسط او غيره!

اما عن دعوتك للسعودية لتقاسم النفوذ مع ايران في الشرق الاوسط فلن نتكلم عن الوجود العربي في المنطقة ولا عن نسبة المسلمين السنة الى الشيعة حتى تتقاسم المملكة النفوذ مع ايران بل نود افادتكم بان المملكة لا تتقاسم النفوذ مع دولة راعية للارهاب كما تقول وزارة خارجيتكم عن ايران ام ان هذه التقارير لا تصل اليكم؟ هل تقبلون في الولايات المتحدة بتقاسم النفوذ مع داعش في سوريا والعراق؟

بمناسبة داعش فان عهدكم الزاهر قد شهد ونتيجة سياستكم الخاطئة في قراءة الامور ومعالجتها الى نشوء هذا النبت الشيطاني وتمدده يسنده احساس عميق سني بالخيانة والغدر من قبلكم وموالاة الشيعة على حسابهم في العراق وسوريا ولن ينتهي هذا النبت الابانتهاء مسبباته وهي مجاملتكم لايران على حساب السنة وتغاضيكم عن جرائم حلفائها الارهابية الوحشية بحق ابناء المسلمين السنة في سوريا والعراق. ان رهانكم على ايران لهو رهان على حصان اعرج.

اما حديثك عن ان القبلية وبالطبع هنا تقصد دول الخليج العربية هي احد اكبر القوى التدميرية في الشرق الاوسط، فنحن عرب نعتز باصولنا والقبلية تمثل لنا مرتكزا وارثا ثقافيا وسندا تاريخيا. اورثتنا القبلية قيم المروءة والشهامة ونجدة الضعيف والوفاء والاخلاص وعدم الغدر وحافظت على قيمنا وعاداتنا التي نفتخر بها ولم ولن تكون سببا في تدمير مجتمعاتنا المحافظة والتقليدية التي تماشي روح العصر وتحتفظ في الوقت نفسه بارثها وقيمها.

تحليلي الشخصي ان الزيارة زيارة اعتذار في المقام الاول ليس لان اوباما غير موقفه من السعودية بين عشية وضحاها، بل لانني اعتقد ان ضغوطاً هائلة قد مورست عليه من اقطاب الحزب الديموقراطي وحتى من بعض اركان إداراته بخصوص موقفه من المملكة.

الحزب الديموقراطي ومرشحته هيلاري كلينتون يتجهون الى الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة وهيلاري كلينتون لها موقف ايجابي جدا من المملكة ومتشدد تجاه ايران واذرعها في المنطقة ومخالف لموقف اوباما الذي ظهر في عقيدته.

كلينتون ترغب في بقاء التحالفات التقليدية للولايات المتحدة ولا ترغب في ان يسلمها اوباما الراية وعلاقات بلادها فاترة ان لم تكن باردة مع الحلفاء التقليديين والذين يمكن الوثوق بهم والاعتماد عليهم بدلا عن التحالف مع من يصفون امريكا الى اليوم بالشيطان الاكبر وتمتد اذرعهم الارهابية في ارجاء الكون من امريكا الجنوبية الى الفلبين وغرب افريقيا مرورا بالشرق الاوسط.

المملكة اثبتت انها لاعب اقليمي بامتياز لا يمكن تجاهله او تجاهل مصالحه وانه لاعب يستيطع الحركة بمفرده بدون سند من الولايات المتحدة او غيرها يسندها ظهير اسلامي وعربي لا يمكن التغافل عنه كما ان حركتها اصبحت اكثر مرونة وسرعة منذ تولى الملك سلمان مقاليد الامور واعتماده على عناصر شابة في مساعدته على الحكم.

من الاسباب التي دعت اوباما لزيارة المملكة وبالمناسبة هي لم تطلب ذلك هو ايضا الخوف من ان تولي المملكة ظهرها للولايات المتحدة وخصوصاً ان هناك زيارة مجدولة قريبا للملك سلمان الى روسيا فتفقد امريكا السعودية بعد ان فقدت مصر وعلاقاتها في حالة نفور مع تركيا والثلاثة هم اعمدة الدول السنية في المنطقة وطال الفتور ايضاً علاقاتها باسرائيل ولم يتبق لها الا الافعى الايرانية التي ما زالت علاقاتها الدبلوماسية مقطوعة معها.

من الاسباب ايضاً هو التراجع المخيف لعدد منصات النفط الامريكية شهراً تلو الاخر في ظل الاسعار المنخفضة للنفط والتي لا تغطي تكاليف استخراج النفط الامريكي ما ادى لاشهار كثير من شركات تنقيب النفط الصخري لافلاسها ولا يبدو انها سترتفع في الافق المنظور ما يعني مزيدا من الخسائر والتدهور وبالتالي يعني العودة للحليف التقليدي السعودي ولكن هذه المرة لنة تكون العودة سهلة.

لدى هيلاري كلينتون مساعدة شخصية تدعي هوما عابدين وهي ابنه بروفيسور سعودي من اصل هندي ووالدتها هي الدكتورة صالحة عابدين العميدة الحالية لكلية دار الحكمة بجدة وتعتبر كلينتون هوما بمثابة ابنة ثانية لها. هوما ذات الاصول السعودية ترعرعت في جدة وقضت بها فترات طويلة من عمرها وهي مرشحة شبه اكيدة لمنصب وزير الخارجية او مستشارة الامن القومي لهيلاري وهو خبر غير سار بتاتاً لملالي قم واذنابهم في المنطقة الذين ياملون ان تنهج كلينتون وادارتها نفس النهج الاوبامي تجاه قضايا المنطقة.

من المعلوم بالضرورة ان عقيدة اوباما تمثله هو فقط وليس الولايات المتحدة والا كانوا اطلقوا عليها عقيدة امريكا ولذا لن تجد هيلاري غضاضة او صعوبة في شطبها بالاستيكة كانها لم تكن وخصوصاً ان موقف اقطاب الحزب محسوم لصالح المملكة بالاضافة الى كبار اعضاء الادارة الحالية امثال وزير الخارجية والدفاع ومستشارة الامن القومي ومدير الاستخبارات وقائد المنطقة الوسطى وذلك ليمانهم بان اهمية المملكة الجيو-استراتيجية تتعدى بمراحل كونها منتجاً للنفط ومخصوصاً في ظل قيادة الملك سلمان وانفتاح المملكة على لعب ادوار اكبر في حين ان عقيدة اوباما لا يناصرها الا هو ومعه مستشارته ذات الاصول الايرانية هيمنت فاليري جاريت والتي سترحل معه بلاشك.

اذن وبتحليلي البسيط هذا اعتقد ان العلاقات الامريكية – الخليجية التقليدية والاستراتيجية عائدة وبقوة شاء من شاء وابى من ابى من اهل عبدة قًم.

اشكرك على الاشادة

اما بالنسبة للتوقعات فاعتقد ان مقومات المملكة تفرض على الجميع طلب ودها.

هذا نص ما قاله اوباما عن موضوع اندونيسيا ماخوذ من الموقع الرسمي لمجلة ذي اتلاتنيك

Quote: In a meeting during apec with Malcolm Turnbull, the new prime minister of Australia, Obama described how he has watched Indonesia gradually move from a relaxed, syncretistic Islam to a more fundamentalist, unforgiving interpretation; large numbers of Indonesian women, he observed, have now adopted the hijab, the Muslim head covering. Why, Turnbull asked, was this happening؟ Because, Obama answered, the Saudis and other Gulf Arabs have funneled money, and large numbers of imams and teachers, into the country. In the 1990s, the Saudis heavily funded Wahhabist madrassas, seminaries that teach the fundamentalist version of Islam favored by the Saudi ruling family, Obama told Turnbull. Today, Islam in Indonesia is much more Arab in orientation than it was when he lived there, he said.

ودا الرابط

http://www.theatlantic.com/magazine/archive/2016/04/the-obama-doctrine/471525/http://www.theatlantic.com/magazine/archive/2016/04/the-obama-doctrine/471525/

الاخ ود البشرى

شاكرين لك ومقدرين

الواحد بقرا في اليوم 7 جرائد غير انه المعلومات دي متوفرة في النت لمن يهتم بشان الصراع العربي الفارسي.