في يوم خميس نهاية أسبوع خرجت من الخرطوم علي علي مثن عربة دفع رباعي قاصداً ولاية نهر النيل ، الولاية التي خرج منها الفريق الهادي عبد الله الوالي السابق وهو مرفوع الرأس ، لم يطأطأ راْسه كما فعل بعض الولاية في انتخابات المؤتمر الوطني التي زرعت بعض الشتات في مؤسسات الحزب الحاكم بأمر الله . الفريق الهادي عبد الله هو رجل صديق كريم ورجل صادق في معاملاته فقدناه وفقدته ولاية نهر النيل حيث وطنّ الزراعة بولاية نهر النيل وطاف عدد من دول العالم وخاصة المملكة العربية السعودية التي له أصدقاء كثر فيها ، في عهده شهدت نهر النيل طفرة كبيرة خاصة محلية ابوحمد التي أصبحت مدينة التعدين الأولي في السودان ، وهذا تشاهده من خلال الحركة التجارية بالمدينة ونوعية السلع المعروضة وكثافة المعدنين الأهليين ، معظم هذا الفضل يرجع له ، ونحن نقص عليكم قصصه وهو مواطن عادي لا يشغل اي وظيفة نشكره علي عفته وتواضعه حيث كان نموزج الحاكم العادل المتقشف . رحلتنا وبحثنا عن الجن لم تبدأ بعد ، رحلتنا كانت تبدأ بزيارة لمنزل الوالي بالدامر بعد وجبة الكبسة بشوربة السمك المسبك ، لكن بعد مغادرة الفريق الهادي عبد الله ولاية نهر النيل ، شعرت بغربة في ولاية نهر النيل لكن الجن الذي نبحث عنه ربما ينسينا غربتنا ، فكانت الرحلة الي محلية ابوحمد حيث تغيرت المدينة بفضل التعدين ، شيد فيها بابكر عباس مسجد علي نفقته بمواصفات رفيعة واخرون شيدوا فندق بمواصفات عالية اطلق عليه سيدار يقدم أرقي الخدمات يعكس كرم وضيافة اهلنا الرباطاب . شهد السودان فترة سوداء من تاريخه الناصع ، في حقبة المستعمر البقيض ، حيث شُيدت سجون في مناطق نائية وكانت الأشغال الشاقة تلازم بعض السجون ، منطقة أم نباري هي محطة للتعدين عن الذهب في عهد الملكة فيكتوريا ، جائت شركة سُميت فيكتوريا تيمناً باسم الملكة في ذلك الزمان او ربما تملكها ، أشرفت هذه الشركة علي هذا المنجم الذي حفره اجدادنا تحت التهديد والضغط كعبيد ومساجين حسب الروايات المختلفة التي ينسجها المؤرخين . بمراجعة منجم ام نباري الذي يرجع تاريخه الي العام 1902 يتضح ان التعدين كان متقدم بشكل كبير وان مناطقه بعيدة عن سكن المواطنين ، هناك احواض ضخمة لفصل العناصر المركبة من التربة وحتى الان لم يكتشف المهندسين الجيولوجيين المواد المستخدمة وقتذاك في معالجة استخلاص الذهب ، الدهشة تعلو الحواجب والسؤال يطرح نفسه بلا تردد كيف يستقيم الامر ان يشهد السودان ثورة تعدين منذ اكثر من مائة عام ولم يطورها خاصة ان وسائل المعرفة لم تكن بعيدة عن السودانيين بعد خروج المستعمر . في منجم ام نباري توقفت الي جانب فوهة حفرة ضخمة ، هي احدـ الأبواب والمداخل المؤدية الي داخل منجم ضخم تم تاسيسه وتشييده بطريقة هندسية ، بداخله كتل خشبية ضخمة وألواح من الزنك كما تظهر عليه أسلاك كهربائية وهي تشبه أسلاك الانارة ، المنجم يحكي قصة حضارة سادت ثم بادت وأحواض التحليل والتصفية تشهد علي أطنان من الذهب سرقت من هذا البلد المنكوب والمغلوب علي أمره . الجن يسكن المناطق المهجورة عادة ويحب الذهب ويعيش في البعد الرابع والخامس ، تداول المعدنين عن وجود جنون داخل هذا المنجم ، حيث تصدر أصوات غريبة من داخل هذه الفوهات الكبيرة ، الي جانب فوهة هذا المدخل يجلس شباب علي خيمة صغيرة ، جاءوا من أقصي أقاصي دارفور ليسترزقوا من زرق الله ، فسألتهم عن مدخل ( خرطوم بالليل) وهو الاسم المتعارف عليه فلم يترددوا في توضيح سبب التسمية فقالو ان التسمية سببها ، تلك الأنوار التي تصدر وتشع من داخل المنجم ، الا انهم يدخلون هذا المنجم في رمضان وذلك لبرودة الجو بالداخل ، حيث طردوا الجن بتلاوة القران داخل المغارة . نتوقف هنا ونواصل في حلقك قادمة
10-18-2016, 01:35 PM
عوض الله نواي
عوض الله نواي
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 513
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة